روايات

رواية الصندوق الفصل السادس والستون 66 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل السادس والستون 66 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء السادس والستون

رواية الصندوق البارت السادس والستون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة السادسة والستون

#الحب_شوكولاته🍫
بدأت ريم في تجهيز نفسها للسفر و تجهيز الأوراق اللازمة و قبل السفر المقرر ظهراً و علي أنغام أغنية ” بحبه ” للفنان عمرو دياب طفقت تجمع ملابسها و أغراضها التي ستحتاجها خلال يومين، السعادة عمت ملامحها و الأمل ببيت هادئ و أسرة صغيرة مع يوسف يغمرها فكانت تبتسم هكذا مع أفكارها دون كلام و ياسمين صديقتها التي جاءت كي تساعدها ثم تصطحبها للمطار تلاحظ حالة الحب و الأمل هذه و تسعد لأجلها فبعد صبر و معاناة مع يوسف، أخيراً أعطي ردة فعل إيجابية و غير متوقعة !! إلي الآن لا تتخيل ياسمين أن ذلك الجبل الجليدي قد تحرك و انصهر قليلاً ليقطر ماءاً !!
قالت لها بابتسامة: انتي متأكدة انهم مجرد يومين و هترجعي؟!
التفتت ريم و قالت : آه.. دا انا حاجزة ذهاب و عودة
ياسمين : امال ايه كل اللبس اللي أنتي واخداه ده ؟! ده يكفي ١٠ أيام!!
ريم : لا ده بس عشان اشوف هناك بقي هلبس ايه ؟! انتي عارفة اني بفضل أجرب كذا حاجه لحد م استقر
ياسمين : طبعا يا حبيبتي و كمان الموضوع ده هيزيد مع وجود يوسف !!
ابتسمت ريم ثم ردت : آه ..
جلست ياسمين و تركت ترتيب الأغراض داخل الحقيبة ثم قالت : الحب حلو .. مش كده ؟!
ريم : جداً .. الحب شوكولاتة!!
ياسمين : شوكولاته ازاي ؟!
ريم : يعني تأثيره علي جسمي زي تأثير مكعب شوكولاته لذيذ جه في وقت مفاجئ !!
ياسمين بتساؤل : بتحسي ب ايه بقي ؟!
ريم: بحس بنشوة و انبساط و كأن الشوكولاته بترفع روحك كده و تحسنها !!
ياسمين: تموتي انتي في الشوكولاته !!
ريم : جدا جدا جدا ..
عادت ياسمين للحقيبة وقالت : طيب فيه حاجه ناقصة .. فكري كده ؟!
ريم : لا .. أعتقد كده تمام
أغلقت ياسمين الحقيبة بعد أن حزمتها بالأربطة جيداً ثم أوقفتها و قادتها للخارج حتي باب الشقة و هنا قالت لريم: استعدي بقي عشان منتأخرش .. لازم نوصل هناك بدري
ريم : تمام ..
____________بقلم elham abdo
ذهب يوسف في تمام الثالثة عصراً لمقابلة ريم بالمطار و في الثالثة و الثلث تقريباً رآها قادمة، نظر أولا لعينيها ذات اللون النادر غير المحدد بلون معين !! ثم لخصلات شعرها البني التي انسابت علي كتفيها و جبهتها، نظر أيضا لوجنتيها اللتين ظهرا بلون الفراولة و لطلتها الخفيفة اللطيفة و ملابسها الفضفاضة ذات الألوان المبهجة كعادتها !! خلال قدومها عرف أنه لا يحبها فقط بل يحب كافة تفاصيلها، في المظهر و الجوهر !! ثم انتقل ليناقش نفسه في تردده و تخوفه من اتخاذ خطوات ناحية الارتباط و بناء علاقة حية و فعَّالة ثم قال في داخله : يجب أن أغلب خوفي بأي شكل!! تحركت بشكل جيد مؤخرا و لكن أحتاج لثبات أكبر !!
وصلت إلي عنده فقال : ريم !! الف حمدلله علي سلامتك .. دبي نوَّرت بيكي
ريم بابتسامة : منورة بأهلها و مغتربينها يا يوسف !!
ضحك يوسف و قال : ربنا يخليكي ..
اصطحبها داخل تاكسي حتي الفندق الذي تم الحجز لها به و خلال الطريق تبادلا النظرات و لكن دون أن يقولا شيئاً و كأن ما حدث قبل يومين بينهما ينحرجان من التعامل علي أساسه وجهاً لوجه !!
كالعادة ريم هي الأكثر جرأة و الأسرع في اتخاذ القرار و ردة الفعل حيث قالت له قبل أن تذهب لغرفتها لتستريح : فيه حاجه عاوزة اديهالك !!
يوسف : حاجه ايه ؟!
أخرجت دفتر الورق الصغير الذي تستخدمه للرسم من حقيبة يدها ثم فصلت منه ورقة تحمل صورته و قالت : دي الصورة اللي رسمتها ليك .. فاكرها ؟!!
يوسف بتوتر: طبعاً .. جميلة جدا زي العادة!!
ريم : عاوزة أقولك أن رسالتك دي كانت زي الشراع اللي غيَّر دفة المركب علي آخر لحظة !!
يوسف : ليه ؟! كنتي رايحة فين و رجعتي ؟!
ريم : كنت رايحة بعيد عنك !! بس رجعت
يوسف : طب الحمدلله اني لحقت .. بقولك ايه ؟!
ريم : نعم .. قول ؟!
يوسف: ممكن تريحي شويه و بعدين نخرج عشان نتفسح هنا شويه .. ايه رأيك؟!
ريم : لا .. مش محتاجه أريح دول ساعتين ف الطيارة ! بص انا هطلع أغيَّر هدومي و ارجعلك.. تمام ؟!
يوسف : تمام .. مستنيكي
___________بقلم elham abdoo
في منطقة الخوانيج و علي جسر الوعود ” ذا يارد ” بدأت نزهة يوسف و ريم !!
هذا الجسر الذي يشبه جسور الحب المنتشرة في الدول الأوروبية و الذي هو عبارة عن جسر طويل و علي سياجه عُلِقت العديد من الأقفال التي تركها المحبين حاملين عليها آمالهم ووعودهم و امنياتهم باكتمال قصص حبهم !!
و بعد عبورهم الجسر البالغ حوالي ٥٥٠ متر وصلا للبحيرة ووقفا أمامها فقال يوسف : تيجي و احنا راجعين نحفر أسامينا ع قفل زي الأقفال اللي شوفناها دي ؟!
ريم : ليه ؟!
يوسف: هي حاجه رمزية طبعا بس هنعتبره بشرة خير لبداية علاقتنا !!
ريم: لا .. بلاش
يوسف بتعجب: ليه ؟!
ريم: عارف أصل قصة جسور الحب و الأقفال دي ايه ؟!
يوسف : بصراحة لا !! بس عاوز اعرف شكل فيه قصة مأساوية !
ريم : تقريبا !! بيقولوا أن زمان من ١٠٠ سنة أو أكتر فيه معلمة من صربيا حبت ضابط من بلدها و بسبب الحرب سافر و سابها و هناك حب واحدة تانية و هي ماتت من حسرتها بعد كده فزميلاتها كتبوا اسمها ع جسر هناك عشان يخلدوا ذكراها !!
يوسف بتعجب : ده بجد؟! و انا اللي كنت فاكر أن الموضوع بدأ باتنين حبوا بعض و اتجوزوا و ف الاخر تنزل كلمة النهاية زي الافلام الأبيض و اسود !!
ريم : عشان كده بقولك بلاش و بعدين مش مهم نحفر وعد ب اسامينا ع قفل في الجسر المهم أننا نحفر الوعد ده جوانا لبعض !!
يوسف : عندك حق .. تيجي ناكل بقي ؟!
ريم : يلا بينا
_________بقلم elham abdoo
بعد انتهاء نزهتهما أعادها يوسف حتي الفندق الذي تقيم به و تركها علي اتفاق بأن يأتي صباحاً و يصطحبها إلي المجلة لكي تتمم الاتفاق !!
رغم سعادة ريم بالنزهة و بقضائها وقتاً طويلا مع يوسف لكنها كانت تنتظر الأكثر و الاعمق!! انتظرت مفاجأة بخاتم خطبة أو تحديد خطوة أو وقت لمحادثة والدتها و لكن لا بأس فمصارحته لها منحته رصيداً جديداً من الصبر !!
ستنتظره من جديد حتي يأخذ خطوات أكثر جدية !!
أما هو فكان يفكر في طريق عودته لمسكنه بأنها لم تقل له تصريح مباشر بحبها بعد !! حقاً فإن عقول الرجال تعمل بشكل مختلف تماما عن الرجال و ربما لهذا السبب نقرأ كتابا عنوانه ” النساء من المريخ و الرجال من الزهرة ” !!
_________بقلم elham abdoo
عاد يوسف لمسكنه بعد يوم طويل لكنه ممتع و خفيف علي القلب، أعد له و لرفيقيه ثلاثة أكواب من الشاي و قدمه لهما ثم جلس علي سريره في هدوء ليعود لروايته التي توقفت أحداثها عند الأمل الذي بداخل كل شخوصها !!
فتح الكتاب من جديد ليقرأ التالي :
أثناء شرح خطة اقتحام المنزل الذي سيمون بداخله، قال عفت : المواجهة يمكن أن تتضمن اطلاق نار فهؤلاء الأشخاص خطيرون و ربما يطلقون علينا و هنا سيتوجب علينا الرد لحماية أنفسنا!!
منير: و سيمون ؟! ماذا سيكون مصيرها ؟!
عفت : هم علي الأغلب ثلاثة و لذا نحن نفوقهم عدداً و لذا ان أطلقوا النيران سنطلق عليهم و لكن بحذر ..
منير : أنا لا أجيد استخدام المسدس من الأساس؟!
عفت : في البداية سنهجم لنعرف عددهم و أماكنهم و الهجوم سيكون مبتكراً كي يحقق أفضل نتيجة !!
منير : حسناً
أحد رجال الفريق : كيف سنبدأ اذن!!
عفت : أنتم ستهاجمون من الباب أما أنا فسأهجم من فوق مثلما تسلقت الشجرة منذ قليل و عندما نهاجم من جانبين تكون الضربة أقوي ؟!
منير : أتمني أن نخرج بسيمون سالمين في نهاية تلك الجولة
أعطي عفت قطعتي السلاح الذين معه واحدا لمنير و الثاني للرجل الذي سأله ثم قال : ليس معي سوي هاتين القطعتين بالإضافة لسلاحي الميري و لذا سنتعامل في حدود ما معنا !!
امسك منير بالسلاح و نظر له بخوف و قلق ثم قال: ليأخذه من يجيد استخدامه فهو معي، بلا فائدة !!
أخذه منه أحدهم ثم قال عفت : اذن لنبدأ مهمتنا!! علي بركة الله
منير : هيا بنا
انطلق عفت نحو الشجرة و تسلقها بخفة ثم انتظر انشغالهم في الهجوم الذي سيبدأ من الباب كي لا ينتبه اليه أحد !!
وقف أحد الرجال حاملي السلاح في الأمام و خلفه منير ثم طرق الباب بقوة و عندما انفتح الباب ضرب الرجل فجأةً و بقوة بلكمة قوية بالمسدس أوقعته أرضاً و في نفس اللحظة اقتحم عفت النافذة العلوية و أصبح في داخل الغرفة التي سيمون بها ..
فوجئت من اقتحامه للغرفة و شعرت بالخوف ظناً أنه لص فقالت : من أنت؟! ألا يكفي هؤلاء لتأتي انت أيضاً !!
عفت : لا تخافي .. أنا جئت لأنقذك
نظرت له بشك فقال : أنا الصاغ عفت صديق الطبيب منير صديق أخيكِ
نظرت له سيمون باطمئنان و لكن صوت العراك الشديد في الأسفل جعلها ذعرت فقالت له : ماذا يحدث في الأسفل؟!
عفت و هو يفك قيودها: خطة تحريرك يا آنسة !!
نجح في فك قيودها و ساعدها كي تنهض ثم قال : الان لن تفترقي عني حتي نخرج بسلام من هنا .. اتفهمين ؟!
سيمون : نعم .. فهمت !!
فتح عفت الباب و سيمون خلفه مباشرة كظله و لكن ما إن نزلا درجتين من السلم حتي واجها اطلاق نار و عشوائي لا يعرفان من أين يأتي !! لذا اضطر للتراجع حمايةً لها !! قالت له : ما العمل ؟!
عفت : لا أعرف.. لو كنت بمفردي لما كنت أحسب حسابا لكنك في أمانتي !!
سيمون : هل يمكننا الخروج من تلك النافذة فجميعهم في الأسفل مشغولين بالقتال !!
عفت متهكما : و كيف ستتسلقين الشجرة برأيك ؟! يمكن أن تسقطين و تتأذين كثيرا!!
سيمون : لا تقلق من أجلي فسأنجح في الأمر
عفت : أمتأكدة ؟! هل سينجح الأمر؟!
سيمون : بشكل كبير !!
عفت : اذن هيا فذلك هو الطريق الآمن الوحيد !!
ذهبا للغرفة ثم نظر عفت هنا و هناك فوجد القيود التي أزالها من عليها منذ قليل و قال : انظري !! هاك الحل !!
سيمون بابتسامة : نعم !! شكرا يا الله !!
أعد عفت الحبل و أنزله من النافذة بعد أن أوثقة جيداً في مقبض سرير ثقيل !! نزل هو أولا ثم هي بعده و عندما أصبحا بأمان في الخارج قالت له : لا أعرف كيف أشكرك علي معروفك هذا !!
عفت : الشكر ليس لي بل لمنير صديق أخيكِ فهو بحث عنكِ باصرار و مثابرة فهو يحب أخيكِ كثيراً
سيمون بقلق : هل هو في الداخل؟!
عفت : نعم .. هل تبتعدين عن هنا بقدر الإمكان حتي أدخل و اساعدهم في إنهاء تلك المعركة الحامية !!
سيمون بخوف : هل ستتركني وحدي هنا ؟! أنا لا أعرف أين نحن أو بأي اتجاه سأذهب؟! من فضلك لا تتركني !!
عفت : اذن ابقي هنا بالخلف و لا تأتي للباب في الأمام و أنا بعد انتهاء كل شئ، سآتي و آخذك !!
سيمون : حسناً ..
عفت : لا تحاولي حتي !!
سيمون : لا تقلق فأنا خائفة من صوت الرصاص لدرجة أنني لن أتحرك خطوة واحدة من هنا
عفت :هذا أفضل!! …
__________بقلم elham abdoo
دخل عفت للمنزل بحذر حاملا مسدسه، رأي في المدخل جثتين واحدة للرجل الذي كان يملأ الماء من السبيل و الأخري لأحد رجال فريق منير !! تأسف لأجلهما و لكن لا وقت لهذا فشد عزمه و تقدم عدة خطوات فرأي جثة أمامه مباشرةً علي درجات الدرج الأولي فإذ هو رجل لا يعرفه، مؤكد من الخاطفين !! بعد ذلك لم ير أحداً بل سمع فقط صوت طلقات تأتي من خلف جدار و علي الجانب الاخر رأي رأس بارز فدقق النظر فعرف أنها رأس منير المختبئ من تلك الرصاصات المتلاحقة!!
اقترب من مصدر النيران و أطلق عليه حتي يحمي رأس منير فللأسف خبأ جسده و ترك رأسه بارزاً !!
ظل الرجل مختبئاً ببراعة و كل نصف دقيقة يطلق رصاصة جديدة بدقة حتي أن عفت برغم رتبته و تدريبه خدشت ذراعه إحداهن !! فترصد له و أصابه في ذراعه لكنه لم يستسلم و استمر بإطلاق المزيد و عندما أطلق عفت نداءاً تحذيريا له بأن يستسلم زاد عناده و أطلق مجددا و هنا اقترب عفت أكثر و أطلقت رصاصة قريبة جدا لكتف عفت و لذا رد عفت بشكل تلقائي فأصابه برصاصه في جانبه الأيسر أردته قتيلاً !!
لم يكن هذا هو الانتصار الذي ينتظره عفت !! برغم انتهاء المعركة و مجئ سيمون إليهم بعد أن ساد الصمت لكنهم فقدوا كل منفذي الخطف الذين كان اعترافهم بمثابة وثيقة إدانة للمحرضين !!
نظر منير لعفت الذي كان محبطاً و قال : لا تحزن يا صديقي فهذا الانتصار عظيم !! يكفي أننا استطعنا تحرير سيمون و عند وصول تلغرافنا الي ايفان سيتمكن من قول شهادته بدون خوف و بكل شفافية !!
عفت : كنت أطمح لما هو أدق و لكن لا بأس !!
ثم نظر لسيمون و قال : هذه الفتاة ماهرة و قد تفلح ان انضمت لقوة البوليس فقد تسلقت الحبال بسرعة و مهارة كمن يلعب في السيرك !!
ضحك منير و قال : بالطبع!! فهي فتاة متعددة المهارات !! خاصةً الطبخ !!
ضحكت سيمون و قالت : شكرا لكما لمساعدتي أنا و أخي !! ممنونة لكما لأقصي درجة
منير : لا شكر علي واجب فأنتِ أختي تماماً
سمعت سيمون كلمة ” اختي ” فلم تطيب لها أما عفت فنادي لباقي أفراد الفريق الذين اختبئوا من نيران القتيل الاخير ثم قال : لنذهب من هنا بسرعة يا رفاق .. أحسنتم !!
___________بقلم elham abdoo
ترجَّل عفت و منير و باقي رجالهما و سيمون حتي وصلوا للمكان الذي به عربتيهما و بعد حوالي عشر دقائق وصلوا لمكتب التلغراف و كان لم يفتح أبوابه بعد فظلوا واقفين في الانتظار حتي السابعة ميعاد حضور الموظفين !!
كتب منير لايفان قائلاً : سيمون أصبحت معنا و انتهي الأمر.. ارتح يا صديقي و قل كل ما لديك !!
في طريق العودة قالت سيمون : قل للحوذي أن يدخل من ذلك الممر كي أعود لبيتي ..
منير : مطلقاً .. أنت أمانة عندي حالما يعود أخيكِ سالماً لهنا ..
سيمون و قد راق لها الأمر : لا أحب أن أصبح عبئاً عليكم ..
عفت باهتمام : لا يمكن أن تصبحي عبئاً يا فتاة باريس !!
سيمون بابتسامة : فتاة باريس ؟! هل تتهكم عليَّ أيها الصاغ؟!
عفت : عفواً يا آنسة !! لم أقصد لكنك ستكونين ضيفة خفيفة لطيفة، هذا ما قصدته !!
منير : نعم .. تلك حقيقة
سيمون : أتمني أن يصل التلغراف لأخي كي يرتاح ثم يشهد بما يريد و يعود لي سالماً
عفت و هو ينظر لها اعجاباً : بإذن الله ..
_________بقلم elham abdoo
في الصباح ارسلت حفيظة رسولاً كي يطمئن علي وكر المختطفين و يعود ليطمئنها ثم جلست علي مائدة الإفطار..
أما شفيقة فقد استيقظ سلامة علي صوتها تقول : هيا يا سلامة .. الإفطار جاهز !!
استفاق سلامة و فرك عينيه ثم دخلت إلي أنفه رائحة الفول بالزيت الحار فقال : عدنا مرة أخري للإفطار المعتاد هذا ، فول و خبز و كفي !!
شفيقة : لا تقلق يا زوجي فذلك الحال لن يدوم !!
سلامة: أتوق لمعرفة ما يدور في عقلك المتشعب هذا!!
شفيقة و هي تضع اللقمة الاولي في فمها: أريد أولا أن أسألك سؤالاً ؟!
سلامة بفم ممتلئ بالطعام: بكل سرور !!
شفيقة : هل تعتقد أن حفيظة تلك إن توفت .. من الذي سيرثها ؟!
سلامة بصدمة أوقفت الطعام في حلقه فشرب ماءاً ثم قال : هل تخططين للتخلص منها ؟!
شفيقة : فكر معي .. فاتن ليست ابنتها و هي ليس لديها أقارب أو ورثة غيري أنا !! إن فارقت الحياة أصبح أنا في مكانها في رمشة عين !! تخيل !!
سلامة : أنا أتخيل أيضاً نفسي في قبضة البوليس منتظراً حكماً بالإعدام!!
شفيقة بانفعال : لا تكن جباناً !! قوي قلبك قليلاً !!
سلامة: انظري !! تلك الأمور لا عبث فيها و بينها و بين الهلاك خيط رفيع، طاوعتك في محاولة سرقتها و نجونا بأعجوبة فلا تجعلي رغبتك في المال تعمي عينيك عن العاقبة!!
شفيقة : لذلك أنا أخطط و أفكر جيداً قبل أن اخطو خطوة واحدة، يجب أن يكون المخطط مدروساً و دقيقاً و لابد أن يشمل ذلك المدعو شوكت لانه يشكل عقبة في طريقنا !!
سلامة : سنقتل اثنين ؟! الأمر يخرج عن السيطرة !!
شفيقة : هل تختلف عقوبة قتل روح عن قتل اثنين أو أكثر !! حتي و إن حصدت مئات الأرواح فالموت واحد و شهقة خروج الروح واحدة !!
سلامة : كم تبسطين الأمور يا زوجتي !!
شفيقة : الأمر ليس بسيطاً لكن مت أقوله حقيقياً !! و الآن هل أنت معي أم انك خائف!!
نظر سلامة بعينين تملكهما الخوف الشديد و قال : أنا خائف جداً لا أخفي عليكِ
شفيقة : أشعر بهذا لكن لأقول لك، إن لم تشاركني الصعب و الخطر، لن تتمتع معي بالحلو و المرفه !! من يريد تلك لابد و أن يفعل ذلك أولا !!
نظر لها سلامة بقلق و لم يرد !!
___________بقلم elham abdoo
استيقظت عائلة الراعي و بدأوا تناول افطارهم المعتاد، وضعت ثريا طبقا خاصاً لعزيز حيث الخبز بالجبن تم تقطيعه للقيمات صغيرة كي تعطيها له بسهولة و بجانبه كأس من الشاي أشارت له حيث وضعت يده ع طرف الكوب كي يعرف مكانه بالضبط، وضعت له أول لقيمة في فمه باستخدام الشوكة لكنه أخذها منها و قال : سآكل بنفسي .. شكرا ثريا !!
ظل يحاول بجهد كي يلتقط الطعام ثم يرتشف وراءه الشاي و هنا أدرك أن ما كان يفعله بشكل تلقائي دون حتي أن يفكر أصبح الآن يجتهد و يثابر من أجله و ينجح به بصعوبة!!
تأثر من اجله جميعهم و لكن كي لا يشعر أن الجميع ينظر له قالت كاريمان : لابد أن إيفان سيصل اليوم ..
منصور بك : نعم.. مهم جداً تعرفه علي ذلك الرجل و عودته بقوة للقضية !!
كاريمان : وجوده سيجعل التحقيق يتم بشكل أفضل و أسرع فايفان فرنسي و هذا ليس قليلا أمام السلطات الانجليزية و المصرية !!
منصور بك : بالطبع، فرنسا دولة قوية جدا و لها ثقل سياسي و عسكري كبير !!
ثريا : أرجو أن …
قاطع كلامها مشهد أسكتها و أسكت الجميع .. من تلك التي أتت !! من تلك التي عادت !! انها هدي !!
لم تصدق ثريا ما تراه أمامها فوقفت و أيضا الجميع مثلها ثم وثبت إلي عندها بسرعة البرق و احتضنتها طويلا و الدموع أنهمرت من عينيها وسط دهشة الجميع !!
قبلتها قبلات كثيرة متلاحقة ثم سألتها : كيف جئتِ؟! أين والدك ؟!
ثم رأت الرسالة التي بيدها فقالت : هذه من فاضل ؟!
اومأت هدي بالايجاب و أعطتها لها ثم قالت : قال لي أعط هذه لوالدتك !!
فتحت ثريا الرسالة باهتمام ثم قرأتها ” إلي والدة ابنتي و زوجتي السابقة / ثريا هانم الراعي .. تحية طيبة إليكي،،
أود في البداية أن أعترف لكِ اعترافاً بأنني كذبت عندما أخبرتك بأنني هربت للخارج لكن ذلك كان من أجل ان تتوقفي عن البحث !! لانكِ اقتربتِ منا كثيراً في تلك المرة حيث البيت الذي اشتريته !!
قد بعت ذلك البيت و اشتريت غيره في مكان آخر، تعرفت علي زوجتي الحالية و لم ترتح معها هدي بل كانت دائمة الشكوي منها و الاشتياق إليكي و لكنني استصعبت تركها إعادتها لكِ !! منذ أسبوع عرفت أنها حملت و ستضع لي مولوداً جديداً فشعرت أن الله اعطاني تلك النعمة من اجل السماح لهدي بالتنفس و العودة اليكِ فلا أحد يعوض مكان الام مهما كان الخلاف بيننا!! ذهبت للقصر و عرفت عن سفركم فأرسلتها مع أحد أصدقائي و سيوصلها حتي باب بيت كاريمان هانم .. ابنتي في حفظ الله ثم أمانتك .. السلام ختام ”
دمعت عيني ثريا لما قرأته فقد خدعها و أوهمها أنهما بالخارج و كادت تموت من الحزن و كل ذلك من أجل ماذا ؟! عداء سخيف !!
ألقت بالرسالة علي الطاولة بغير اهتمام ثم احتضنت هدي من جديد و قبلتها ثم قالت : لا أصدق أن الله أهداني بكٍ من جديد!! يا روح روحي و بهجة قلبي .. أشكرك يا الله من أحل تلك اللحظة آلاف المرات !!
تجمعت عائلتها حولهما و السعادة لديهم اختلطت بدموع اللقاء !!
___________بقلم elham abdoo
عاد الرسول لحفيظة و أخبرها بما وجد في ذلك الوكر قائلا : المكان مدمر كما لو أنه دارت به معركة!! هناك دماء و بعثرة في كل مكان !! لا أحد هناك حي، رأيت جثث رجالنا الثلاث و لم ألحق للصعود للطابق الثاني لأن البوليس أتي و رفع تلك الجثث للتعرف علي أصحابها !!
حفيظة بقلق بالغ : هل لاحظك أحد؟!
الرجل : نهائياً، قد أخفيت نفسي ببراعة فلم يرونني و الا لما كانوا تركوني !!
حفيظة: أحسنت !! الآن سنبعث تلغرافا لأصدقائنا هناك كي يتخلصون من ذلك الطبيب !! مثلما عبث معنا فسنعبث به !!
الرجل : و هو كذلك !!
___________بقلم elham abdoo
وصل التلغراف الأول الي منزل ايفان لكنه لم يصل بعد و بعده بقليل وصل التلغراف الاخر الذي يحمل رسالة التخلص منه !!
ذهب الرجلين اللذين وصل اليهما الخطاب للطريق الذي تأتي منه عربات بحري مصر و انتظراه هناك !! أوقف الرجلين العربات جميعها متعللين بالسؤال عن رفيقهم الذي كان علي وصول منذ أمس و لم يأتي فربما لاحظه أحد المسافرين علي الطريق !!
نظر إيفان من نافذة عربته بقلق و نظر للرجلين و توجس منهما و قد أصبح قريبا منهما و تفصله عنهما عربة واحدة تحدثا الي راكبها !!
فتح باب العربة ببطء و مشي بعيداً ثم قفز سريعاً نحو طريق الأشجار، لاحظه أحدهما و عرف أنه هو لانه فر هارباً من تلقاء نفسه !!
وثبا وراءه و أطلقت الرصاص عليه لكنه نجي منه خلف شجرة كبيرة احتضنها كلاجئ !!
واصلا البحث أما هو فظل مختبئا يدعو الله أن ينجيه من بين أيديهم !!
انطلقا للأمام و عندما ابتعدا عاد هو للطريق فلم يجد العربة التي تقله فظل يجري حتي وصل إلي البلدة و هنا خاف من العودة لمنزله لئلا يجدهما هناك في انتظاره و أيضا لن يذهب للمخفر لانه ربما يصاب في الطريق و لذا اتجه نحو المنزل الأكثر أماناً … منزل سالم !!
_________بقلم elham abdoo
فوجئ به سالم قادماً يلهث طالباً النجدة فاستقبله و قال : ايفان !! متي عدت ؟! و ما هذا الحالة التي أنت عليها ؟!
إيفان و هو يحاول التقاط انفاسه : خبئني!! هناك من يريدون قتلي !!
اصطحبه سالم للداخل و أغلق عليهما قاعة الرجال و قال : هنا أنت بأمان .. قل لي ما حدث ؟!!
إيفان: سأشرح لك ..
_________بقلم elham abdoo
بعد أن عمت السعادة منزل كاريمان بعودة تلك الصغيرة، ذهبت كاريمان قاصدة منزل سالم ليصطحبها للمخفر انتظاراً لشهادة إيفان فوجدته هناك !! علمت بكل ما حدث و صُدمت لنبأ خطف سيمون و محاولة قتله ثم قالت : الأمر خطير جدا !! يحاولون منعك بأي شكل ممكن !!
سالم : هذا طبيعي و متوقع !!
كاريمان : و لكن .. لماذا حاولت قتلك بعد مساومتك ؟! هل جد جديد ؟!
سالم : ربما حرر صديقك هذا سيمون ؟! و لذا أرادوا التخلص منك قبل أن تذهب للمخفر و تتعقد القضية عليهم أكثر ؟!!
تهلل إيفان و قال : أتمني ذلك و الا عذرا منكما فأنا لن أودي بحياة أختي فداءا لأي شئ !!
كاريمان بقلق و توتر: يا الله .. ما هذا الكابوس !!
سالم : سأرسل رجلا من رجالي لينظر هل وصلك تلغرافاً أم لا ؟!
إيفان: جيد جدا.. ليكن خير ان شاء الله
سالم : بإذن الله ..
__________بقلم elham abdoo
جلس سالم و كاريمان و إيفان بقلق في انتظار عودة المرسال و بعد أكثر من خمسة عشر دقيقة عاد و في يده التلغراف ليقرأ إيفان الرسالة و يتهلل فرحاً و معه كليهما ..
سالم : الان ما يهمنا هو ايصالك للمخفر سالماً
ايفان : نعم .. همهم الآن هو التخلص مني
كريمان : وجودك حتي دون شهادة يصعب عليهم الموقف !!
إيفان: و أنا أريد تسليمهم للعدالة فهولاء حاولوا قتلي و اختطفوا أختي!!
سالم : إذن لنخرج من الباب الخلفي و نذهب في عربة مغلقة و معنا حراسة خلف العربة و أمامها بعربتين إضافيتين !!!
إيفان بتعجب : ما كل هذا ؟! سيقول الناس : هل عربة الخديوي تمر من هنا ام ماذا ؟!
ابتسم سالم و قال : أنت تحمل الأمل الكبير في نهاية جيدة لتلك القضية، لاحظ أننا اقتربنا كثيرا من النصر !!
إيفان: نعم و مع ذلك لا اتوقع ان يأتوا حتي هنا ورائي !!
سالم : مع ذلك لنحتاط !!
إيفان: اذن هيا بنا دون أن نتأخر !!
_________بقلم elham abdoo
بعد وصول إيفان سالماً للمخفر و تعرفه و مواجهته بذلك الرجل الذي استدرجه للمنزل المهجور، اعترف الرجل بكل شئ و تطابقت روايته مع الرجل الاخر رفيق هلال أخو الخادمة وهيبة و بهذا توجهت كل أصابع الاتهام نحو ايلاريون !!
استخرج اليوزباشي ماهر إشارة سترسل لمخفر قوة بوليس المنصورة لارسال الأمر للقنصلية كي يخضع ايلاريون للتحقيق ثم القضاء !!
هنا تنسمت كاريمان و البقية رائحة النصر و انتشرت الاخبار في كل البلدة بأن المحقق هو من كان وراء فضيحة ليلة الافتتاح !!
لم يكن صعباً علي أهل البلدة ربط الأمر بحفيظة التي أثارت الجدل يومها و اصطحبت الجمع لاثبات الفضيحة و نشرها هي من خططت لكل ذلك ..
مع ذلك تحتاج المحكمة لاعتراف ايلاريون الذي كان هو حلقة الوصل الوحيدة بين حفيظة و بقية المنفذين!!
الآن بقي علي مشهد حفيظة الاخير قدر قليل جداَ !!
__________بقلم elham abdoo
بعد مرور يومين وصل خطاب من القنصلية لايلاريون يبلغه أن يذهب للتحقيق بأسوان مع قوة البوليس المصري بهدوء و أن يمتثل للقضاء لأن البحث و التحقيق أثبتا ادانته بحق طبيب من رعايا الدولة الفرنسية و أيضا بحق أميرة من طبقة النبلاء!! الحكومة اليونانية لن تفسد علاقاتها من أجل خطأ أحد رعاياها و لذا عليك القبول بما ستجريه المحكمة !!
قرأ ايلاريون ذلك الأمر فهبط كل جسده علي مقعده و ها هو يري نهايته قد تحققت أمامه و لم تستطع حفيظة حمايته كما وعدت !! لكنه لن يغرق وحده فستشملها المياة كذلك عقابا لها علي فشلها في إنهاء الأمر!!
_________بقلم elham abdoo
أما بسمة ففي أثناء عملها في المبرة و انهمامها لأجل حالة عزيز، فوجئت بعودة معلمها الكبير صدقي باشا من الخارج فطارت فرحاً نحوه و قالت : عدت يا سيدي؟! الحمدلله علي سلامتك !! أما بحاجتك جدا
ابتسم لها صدقي باشا في حنو و قالت : و انا أتيت فقط من أجلك !! خطابك أقلقني عليكِ و لذا جئت لحل الأمر!!
بسمة : كيف ؟! ما فعلته ليس له حل ؟!
صدقي باشا : لا .. سأعيد فحصه و سأفعل كل ما بوسعي لأجل أن يعود مبصراً و لذا لا تنهمي يا ابنتي !!
بسمة : لن أقول شكرا لك لأن ما تفعله معي يجعلني عاجزة عن الشكر
صدقي باشا : لا تقولي هذا بل هيا بنا لنشرب قهوتنا ثم نذهب لزيارة المريض !!
________بقلم elham abdoo
دعا سالم كاريمان لتجلس معه في الايكة التي أعدها من قبل و لم يجلسا بها سوي مرة واحدة بسبب ما حل بهما ..
جاءت اليه فكان يعد القهوة ثم وضعها علي موقد بنار هادئة فيما جلبت كاريمان معها شوكولاته لها غلاف أسود !!
سكب سالم الكوبين و بدآ بارتشاف القهوة ثم فتحت كاريمان الغلاف الأسود و ظهرت منه شوكولاته داكنة فقال سالم : تلك المرة الشوكولاته غامقة اللون !!
كاريمان : نعم .. شوكولاته مرة لكنها لذيذة !! انها تشبه قصتنا التي مرت بمرارة أكثر من مرة لكنها لم تفقد طعمها أو تأثيرها !!
قضم سالم القطعة الاولي و قال : مرة فعلا!!
كاريمان : ألم تحبها ؟!
سالم : كيف لا أحبها ؟! فحبي لكِ شوكولاته بمذاق متغير، اليوم مرة حسب الأحداث و غدا غنية بالسكر عندما نجتمع و في المستقبل معتدلة و لذيذة بصحبة أطفالنا !!
ابتسمت كاريمان و قالت : كلامك جميل .. مثل الشوكولاته !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى