روايات

رواية وفازت القلوب الفصل الخامس عشر 15 بقلم زكية محمد

رواية وفازت القلوب الفصل الخامس عشر 15 بقلم زكية محمد

رواية وفازت القلوب الجزء الخامس عشر

رواية وفازت القلوب البارت الخامس عشر

وفازت القلوب
وفازت القلوب

رواية وفازت القلوب الحلقة الخامسة عشر

فى قصر مجدى بالصعيد وبالاعلى فى الجناح المخصص للعروسين .
نظرت وتين لآسر بإستفهام قائلة :-
تقصد إيه بكلامك دة يا آسر أنى مفهماش حاجة واصل. ؟
آسر :- بجد؟ مش فاهمة طيب يا ستى أنا هفهمك. مش إنتي فرحانة علشان خلاص إتجوزتك بعد ما أتحيلتى على جدى إنه يضغط على بابا وأنا علشان أوافق على الجنازة قصدي الجوازة دى؟. مكنتش أعرف إنك بتحبينى كدة يا عم مصيلحى.
ثم فجأة أمسك برسغها بقوة قائلا بغضب :-
لكن لا يا نغة مش أنا اللى آجى بلوى الدراع. اوعى تكونى فاكرة إنى وافقت علشان بحبك لا سمح الله ، ولا علشان خايف من جدى وأبويا لا.
أنا إتجوزتك علشان أوريكى الويل.
مش إنتي اللى عملالى زى اللزقة كدة وأصريتى تتجوزينى يبقى تستحملى اللى هيجرالك يا ….يا عم مصيلحى، ومغطينك على إيه بس ما أنا عارف اللى فيها هقابل واحد صاحبى.
أما هى حمدت ربها إن ذلك الغطاء يغطى وجهها فتركت دموعها تسيل كالمطر.
تبكى في ليلة من المفروض إنها أجمل الليالى في حياة أى عروس.
من تحبه وتعشقه ينبذها ويكرهها، شعرت وكأن هناك مئات الطعنات تهاجم قلبها مرة تلو الأخرى في كل مرة يسخر منها أو يعنفها. .(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد )
ما تلك الورطة التى وضعت نفسى فيها ظننت أن الأمر سهلا ولكنه صعبا للغاية إن لم يكن مستحيل؟
كيف ستعيش مع شخص لا يحبها، وبدلا من أن يخبرها كلمات وعبارات الحب يمطرها بوابل من الإهانات.
كيف ستتحمل كل ذلك. ؟!
أفاقت على صوته الغاضب قائلا :-
وعارفة يا ويلك وسواد ليلك لو حاجة من اللى بتحصل بينا توصل لجدى أو أى مخلوق أصل أنا عارفك واحدة غبية ما بتفكرش. فاهمة.
أما هى كانت كالصنم واقفة تبكى بصمت، فعندما لم يجد منها ردا هزها بعنف هادرا بغضب :- ردى عليا لما أقول مفهوم يبقى مفهوم. سامعة؟
وتين بصوت مبحوح :- حاضر فاهمة فاهمة.
آسر تاركا إياها مبتعدا عنها :- كويس شاطرة يلا بقى روحى إتلقحيلك في أنهى حتة على ما الصبح ييجى ونمشى.
نظرت له بألم و إنكسار ثم إتجهت وتين إلى الدولاب وأخذت منه ملابس و نظارتها التى حمدت الله إنها معها ثم دلفت إلى الحمام.
وقفت أمام المرآة بعد أن نزعت عنها تلك الطرحة وتأملت هذان الخطان الأسودان على صفحة وجهها البيضاء بفعل الكحل ومستحضرات التجميل.
إبتسمت بإستهزاء على حالتها تلك، ثم ما إن لبثت حتى إنفجرت في بكاء مرير.
ففتحت صنبور المياه حتى لا يصل صوت بكائها لآسر فيشمت أكثر.
وضعت يدها على فمها وجلست أرضا بفستانها تبكى وتشهق بعنف.
أصوات شهقاتها يصل إلى مسامع آسر بالخارج، فشعر ببعض الندم نعم إنه لا يحبها ولكن ما كان عليه أن يجرحها هكذا.
ذهب ناحية باب الحمام وطرق عليه بقوة قائلا :- بتعملى إيه عندك كل دة، عاوز أدخل الحمام أنا كمان يلا بسرعة إخلصى وإلا هكسر الباب وانتى عارفانى .
بالداخل ما إن سمعت طرقات الباب حتى إنتفضت من مكانها، وما إن سمعت كلماته قامت بسرعة من مكانها خوفا من تنفيذ تهديده قامت بفك حجابها
فأنسدل شعرها الطويل على ظهرها وقامت بخلع الفستان فسقط أرضا فأخذت تركله بقدميها بغضب وغيظ تفرغ شحنة غضبها فيه.
بعد بعض الوقت كانت قد إستحمت وأرتدت ملابسها المعتادة ولبست نظارتها كى تخفى عيناها الزرقاوين اللتان تلوثتا بفعل البكاء بالخطوط الحمراء. …
خرجت من الحمام وهى تنظر أرضا متجاهلة
إياه تبحث عن مكان تنام فيه فلم تجد غير السرير و أريكة صغيرة فجلست عليها. …..
آسر بمجرد أن رآها بتلك الهيئة أخذ يضحك بقوة. فنظرت له هى بإستغراب.
آسر بضحك :- إيه يا عم مصيلحى هو إنتى بتنامى كدة بردو! بالحجاب والخيمة قصدى العباية والنضارة لا بجد أبهرتينى .معقول يا ربى مصيبة إيه اللى وقعت فيها دى.
كتمت دموعها وتجاهلته ولم ترد عليه فهى لو إنفجرت في البكاء ستأتى بكل من القصر. ولكنها يجب أن تتماسك وأن لا تبكى على كل شئ كما السابق فهى ستتبع نصائح جدها.
إغتاظ آسر من تجاهلها هذا فأقترب منها قائلا بغضب :-
أنا قولتلك إيه مية مرة قبل كدة لما أكون بكلمك تردى عليا فاهمة.
وتين بصوت متحشرج من البكاء :-
نعم …نعم. ….نعم. ..عاوزنى أقولك إيه يعنى؟
تهينى واقولك شكرآ. حاضر يا سيدى شكرآ ها حاجة تانية. ؟
إندهش آسر من طريقة كلامها فتبدو شرسة أين تلك الطفلة التى تبكى لأتفه الأسباب؟
إقترب منها آسر فتراجعت هى بخوف حتى إلتصقت بالأريكة أما هو فكان يدنو منها أكثر وأكثر.
وتين بخوف وعلى وشك البكاء :-
أااااا إنت. …إنت .بتقرب كدة ليه يا جدع إنت أبعد. …..وعندما لم تجده تحرك ساكنا إنفجرت في البكاء كالطفلة.
فوضع آسر يده بسرعة على فمها قائلا :-
بس الله يخرب بيتك سرينة مطافى وإتفتحت.
ثم صاح فيها بصوت عالى جعلها تتوقف عن البكاء على الفور :- بس إسكتى.
ثم إبتعد عنها قائلا بإشمئزاز :- متخافيش أوى يا أختى أنا مستحيل أقربلك. دة حتى يبقى عيب أقرب من واحد صاحبى. أنا كنت بتأكد بس من الشجاعة اللى طبت عليكى مرة واحدة دى.
إبتلعت الإهانة بألم وقامت متوجهة إلى الدولاب وسحبت منه غطاءا خفيفا ثم عادت إلى الاريكة مجددا و تمددت عليها تحت نظارته المندهشة من أفعالها، ثم سحبت عليها الغطاء و أغمضت عينيها.
آسر :- انتى بتعملى إيه قومى نامى على السرير.
وتين :- لاه أنى مرتاحة إكدة شكرآ.
آسر :- براحتك. ثم تركها ودلف إلى الحمام.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت مليكة متشبثة بعمها بخوف عندما أقترح مالك ان تصعد معه إلى السيارة.
محمد :- خلاص يا بنتى متخافيش تعالى معايا.
مازن :- بابا أنا عاوز أروح معاك.
مالك بحزن على حالة مليكة :- ماشى يا حبيبى تعالى إركب معايا وماما تركب مع جدو.
مازن :- ماشى بابا.
ركب الجميع وإنطلقوا فى طريقهم للعودة إلى القاهرة.
فى سيارة مالك تنهد بألم إلى متى ستظل هكذا تخافه وتخشاه؟ نعم يعلم أن جرمه لا يغتفر ولكن يريد أن ينعم بقربها .وفكر بقلق حينما يعلم والدها ماذا سيفعل؟ هل سيبعدوه عنها ، مستحيل لن يبتعد عنها حتى لو وصل الأمر لإختطافها والذهاب بها بعيدا.
ثم لمعت عينيه بالشر متوعدا بالإنتقام لكل من تسبب في ذلك وأولهم حسام. ………..
نظر إلى طفله وجده نائما فأوقف السيارة وقام بعدل موضع نومه جيدا ثم واصل قيادته إلى وجهته.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
خرج من الحمام مرتديا بنطلون قطنى أسود و جزعه العلوى عارى .
نظر إلى وتين وجدها تغط في نوم عميق وإصبعها كالعادة في فمها ، فذفر بضيق من تصرفها الطفولى والمثير للإشمئزاز في آن واحد.
ذهب ناحية السرير ومدد جسده عليه وهو ينظر إليها ويفكر هل يوقظها لتنام أم يحملها هو أم يتركها ؟
أخذ يفكر حتى قفز من على السرير بخفة وسار نحوها، ثم مال بجزعه وحملها بخفة حتى لا تستيقظ ثم مددها على الفراش برقة وفكر قليلا فى نزع حجابها عنها وتلك النظارة ولكن ما أن تخيل النتائج المترتبة على تلك الفعلة منها هز رأسه برفض قائلا :-
وأنا مالى تقلعوا ولا تلبسوا.
ثم ذهب من الناحية الأخرى من السرير وتمدد عليه ناظرا إليها بفضول فشخصيتها تقوده للجنون فهى المتدينة المتهورة الطفلة العاقلة(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد )
و تذكر أفعالها الطفولية فأخذ يبتسم دون ان يشعر ، إقترب منها قليلا وقام سحب إصبعها برفق إلا إنها إمتعض وجهها بطفولية أثناء نومها وقامت بوضعه مرة اخرى ….
تأفف منها مجددا ثم تركها ونام على ظهره ناظرا للسقف.
فجأة إرتجفت جميع أوصاله وإذادت نبضاته وأنحبست أنفاسه حينما مالت هى ناحيته واضعة يدها على صدره العارى والأخرى مازالت في فمها.
سمع همهمات منها غير واضحة فأقترب أكثر واضعا أذنه بالقرب من فمها حتى يستطيع سماع ما تقول فصدم عندما سمعها تقول وهى نائمة:-
جدى آسر عفش قوى يا جدى. بيكره تينا يا جدى. بس أنى بحبه قوى يا جدى.
إحكيلى حكاية حلوة أنا عاوزة حكاية فاطمة يا جدى.
صدم آسر من إعترافها ذاك ، وفاق على هزتها له قائلة بتذمر :-
يلا يا جدى إحكيلى.
آسر بتوتر :- اممم أا حاضر. ثم تمتم بصوت منخفض :- وبيحكوها إزاى فاطمة دى كمان؟
يا ربى إيه الهبل ده ؟
عندما طال جدها عليها كما تعتقد قالت بصوت متذمر :-
جدى ليه مش راضى تحكيلى؟ أنى محرباك متكلمنيش تانى.
ثم ما أن لبثت حتى غطت في النوم مجددا.
ذهل آسر من تصرفها ذلك فهى منذ لحظات كانت تحدثه والآن نائمة ، إندست وتين أكثر فى أحضانه تنام بأمان .
وجد آسر يديه تلتف حولها بلا إرادة وأحاطت خصرها برقة وما لبث إن ذهب فى نوم عميق هو الآخر .
من يراهم يقول إنهم حبيبان.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى الصباح الباكر إستيقظت وتين تفرك عينيها بطفولية ثم حاولت النهوض إلى إنها لم تستطع بسبب ذلك القيد الملتف حول خصرها، نظرت لذلك الشئ وجدته ذراع آسر ، وما إن لبثت إن إستوعبت إنها مكبلة بين زراعيه ،جحظت عيناها من الصدمة وفجأة أطلقت صرخة مدوية إستيقظ آسر على إثرها فزعا.
آسر فزعا :- فيه إيه ؟ عمالة تصرخى ليه؟
إلا إنها لم تتوقف عن الصراخ فكمم فاهها بيده قائلا بغضب :- بت إنتى ما تظبطى كدة مالك؟ هو إنتي ملبوسة. روحى يا شيخة حسبى الله ونعم الوكيل فيكى إنتى مش هترتاحى إلا ما تجيبيلى سرع أو تموتينى.
وتين محاولة الإفلات منه قامت بعض يده بقوة.
آسر صارخا :- آاااه الله يخرب بيت سنينك إيه اللى إنتى هببتيه دة. ؟
قفزت من على السرير بسرعة قائلة بغضب :- إنت قليل الحيا ومش متربى واصل إنت كيف قاعد إكدة من غير ما تلبس حاجة قدامى ؟. وكيف تنام جارى وبعدين أنى كنت نايمة على الكنبة جبتنى ليه إهنة؟
آسر :- قليل الحيا! كل دة علشان صحيتى لقيتى نفسك نايمة جمبى؟
ثم أكمل بوقاحة :-
أومال لو لقيتى نفسك من غير هدوم هتعملى إيه؟
شهقت بخجل ووضعت يدها على فمها ولم تعرف بما ترد.
آسر بمكر :- وبعدين أنا عاوز حقى.
وتين بخوف :- حق إيه دة كمان؟
آسر بخبث :- العضة اللي عضيتهالى دلوقتى.
وتين :- أااااا. …حرام عليك إنت اللى بتغيظنى وبتخلينى أعمل إكدة.
آسر :- وانتى لما سرعتينى مكانش حرام. بصى بقى أنا هاخد بتارى يعنى خاهد بتارى.
ثم أقدم نحوها بخطوات بطيئة مميتة أتلفت أعصابها. أما هى إلتصقت بالدولاب بخوف من منظره.
وتين محاولة إلهائه :- أنى محرباك يا آسر من بالليل علشان إكدة إبعد وخلينى أمشى.
آسر وكان قد إحتجزها بين زراعيه قائلا :-
ومحربانى ليه يا عم مصيلحى؟
وتين بغضب وهى تنظر للأرض :- علشان إنت قولتلى عم مصيلحى…..
صمتت بحزن عندما تذكرت حديثه الذى حطم قلبها وقالت:-
وكمان عشان. ….عشان. …إنت عارف قولت إيه ليا إمبارح.
آسر متجاهلا حديثها الأخير :-
فاكرة لما كنا في البيت هناك في مصر قولتلك إيه؟
إنك لو إتسحبتى من لسانك تانى هعمل حاجة مش هتعجبك؟
يلا بقى أعضك فين؟ هاتى إيدك بقى علشان أعضك.
وتين بخوف :- لاه. …لاه…..أحب على يدك لاه.
آسر بخبث:- يبقى خلاص تجيبى بوسة.
وتين بخجل :-
أااااا. ….إنت. ..إنت. .قليل الحيا.
آسر :- يبقى خلاص إنتي اللى جبتيه لنفسك.
وقبل أن يهبط ليقبلها، وضعت وتين كف يدها الصغير أمامه قائلة برجاء :-
خلاص خد عضنى بس براحة الله يخليك.
آسر بمكر :- اه ماشى ومالو.
قام آسر بعضها بقوة في كف يدها بقوة، صرخت متألمة على إثرها.
آسر بشماتة :- علشان تحرمى بس. المرة الجاية هطلع بيها في سنانى.
وتين وقد إنهمرت دموعها بشدة من الألم . فذهبت ناحية الاريكة وجلست عليها تقدم منها آسر بندم بعض الشئ وجلس إلى جوارها ممسكا بيدها فجأة جعلها ترتجف.
آسر :- ورينى كدة يا عم مصيلحى هشوف العضة.
وبعد أن ألقى عليها نظرة قال بمرح :-
بقى بذمتك مش حلوة؟ دى ساعة زى الفل.
نظرت له وتين بغيظ وسحبت يدها منه قائلة بغضب ودموعها لم تتوقف بعد :-
إنت. …إنت. ..وجعتنى قوى يا آسر .
آسر بوقاحة :- خلاص يا ستى متزعليش. كان مالها البوسة بس ما هى حلوة برضو إيه رأيك تجربى. ؟
قامت وتين من مجلسها فزعة ثم ركضت إلى الحمام تحتمى من وقاحته قليلا.
أخذ يضحك على تصرفاتها تلك وتوعد لها بالمزيد.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى فيلا محمد المهدى تستيقظ مليكة من نومها ثم تدلف إلى الحمام وتغتسل وتتوضأ ثم تخرج وتصلى ثم ترتدى فستان زيتى وحجاب أسود وتنزل لترى مازن فهى غاضبة للغاية بسبب تعلقه الكبير بوالده فشعرت إنها ستفقده؟
نزلت إلى الأسفل تبحث عنه فوجدتهم يتناولون الفطور ومازن يجلس على فخذى والده يتناول الفطور بسعادة إبتسمت تلقائيا عندما وجدته على هذه الحالة وما إن لمحت مالك ينظر إليها أحادت بصرها إلى الجانب الآخر وذهبت بسرعة إلى المطبخ تتناول فطورها هناك.
على مائدة الطعام.
مازن :- بابا ليه ماما مسيت؟
مالك بألم :- لا أبدا يا حبيبى هتيجى دلوقتي.
ثرية بإستغراب محدثة مالك :-
أنا مش فاهمة بنت عمك الصراحة دى، تصرفاتها غريبة أوى وخصوصا معاك!
مالك بإرتباك :- تقصدى إيه يا ماما بالكلام دة؟
ثرية :- من ساعة ما أخدتها من المستشفى وفقدت النطق بقت بتخاف منك من أول ما بتشوفك كأنها شافت عفريت.
مالك بتوتر :- كلام إيه دة بس يا ماما؟ دة متهيألك مش أكتر.
هزت رأسها بعدم إقتناع قائلة :- يمكن بردو.
سلمى بمكر :- أكيد لما إنت ضربتها علشان كدة بتخاف منك مش كدة؟
مالك بنفاذ صبر :- يوووه يا سلمى مش تحقيق هو يعنى. محدش ليه دعوة بأى حاجة.
سلمى :- أنا آسفة مقصدش حاجة.
محمد متدخلا :- خلاص يا جماعة إهدوا ملوش فايدة الكلام دة .
مازن :- بابى أنا عاوز أروح عند مامى.
مالك :- ماشى يا حبيبى يلا روح. بس ادينى بوستى النهاردة قدام ما أمشى.
قام مازن بتقبيله ثم ذهب إلى والدته تحت نظرات ثرية الحانقة.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
أمام شركة حسام الشرقاوى للمقاولات يقف مالك بسيارته وينزل منها ، ثم يدلف إلى الشركة بخطوات واثقة وسط همسات السيدات اللواتى ينظرن له بإعجاب.
وصل إلى مكتب حسام فوجد سكرتيرته بالخارج فسألها بإحترام :-
حسام موجود.
السكرتيرة بإحترام:- أيوة يا فندم أقوله مين؟إستنى هديه خبر.
تجاهل سؤالها ودلف مباشرة إلى المكتب بدون إستئذان فدلفت خلفه على الفور
كان يراجع بعض الأوراق حينما فتح الباب مرة واحدة، فنظر إلى الداخل هذا فتفاجئ عندما وجده مالك.
السكرتيرة :- أنا آسفة يا فندم قلتله إستنى لحد ما أدى لحضرتك خبر. بس هو دخل فجأة كدة زى ما إنت شايف.
حسام :- خلاص يا ندى روحى شوفى شغلك دلوقتى وأقفلى الباب وراكى.
ندى بأدب :- تحت أمرك يا فندم .
بعد إنصراف السكرتيرة نظر حسام إلى مالك قائلا ببرود:- يا أهلا وسهلا بمالك باشا أخبارك إيه؟
تقدم منه مالك وعلى حين غرة لكمه بقوة أوقعته أرضا. قام حسام من الأرض بضيق قائلا :- إيه يا مالك الهزار البايخ دة؟
مالك بغضب :- وههزر معاك ليه صاحبى ولا صاحبى.
حسام :- طب إتفضل قول جاى هنا ليه؟
مالك :- هو سؤال واحد وعايز إجابته من غير لف ودوران.
حسام بإستغراب :- سؤال إيه دة؟
مالك :- مين اللى إتفق معاك تعمل المخطط الزبالة اللى حصل من أربع سنين؟
حسام :- مخطط إيه ؟
مالك بغضب :- ما تستعبطش يا حسام. مين اللى ساعدك تجيب مليكة عندك الشقة، وتضحك عليها بالشكل دة؟
حسام :- يا ابنى إنت لسة فاكر! دى فات عليها كتير أنا ومليكة زى الفل دى لسة من فترة كانت معايا. ………..آاااه
توقف عن الكلام بسبب تلك اللكمة التى تلقاها من مالك الذى قال بغضب :-
إخرس يا حيوان إيه اللى بتقوله دة ؟ إنت فاكرنى عبيط وهصدقك زى المرة اللى فاتت ولا إيه؟
لا يا روح أمك دة لما تشوف حلمة ودنك. وعلشان أثبتلك إنك واحد حقير كداب مليكة ليها أكتر من إسبوع ما بتسيبش البيت.
حسام بشماتة :- كويس إنك وقفت فى صفها المرة دى. صدقتها دلوقتى ليه إيه اللى جد يعنى.
مالك بألم :- اللى جد إنى واحد حقير صدق واحد أحقر منه علشان يدمر بنت عمه.
حسام بإنتصار :- شكلك حلو إنت وبتتعذب كدة. شعور انك انت اللى دمرت اللى بتحبه بإيدك وحش مش كدة.
مالك بألم :- أيوة دبحتها علشان ملعوب قذر إتعمل عليا وعليها. طب ذنبها إيه هى أنا قدامك كنت عملت اللى إنت عاوزه بس هى لا.
حسام :- بالعكس دى كانت أداة علشان أشوفك مذلول دلوقتي ليا علشان تعرف مين اللى عمل كدة بس بردو مش هنولهالك. هخليك تلف حولين نفسك ،اصلك غبى وهتفضل طول عمرك غبى.
إنقض مالك عليه بالضرب فأخذ الآخر يكيل له الضربات حتى تجمع عليهم من فى الشركة وقاموا بالفصل بينهم.
مالك بغضب وهو يمسح قطرات الدماء من فمه قبل أن يغادر :-
والله لوريك يا كلب إنت واللى إتفقت معاهم وهجيبهم وساعتها مش هرحم حد.
ثم غادر المكان بغضب كبير.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى الصعيد فى قصر الجد مجدى
تقبع وتين في أحضان جدها تبكى قائلة من بين بكائها :-
أنى عاوزة أقعد معاك إهنة مش عايزة أروح مطرح.
مجدى بحنان :- لا يا حبيبة جدك مكانك جار جوزك مطرح مايروح تكونى معاه.
آسر متأففآ :- يلا يا جدو عاوزين نمشى قولها تخلص.
وكزه محمود فى بطنه فتأوه بصوت مكتوم ثم قال :- أقصد يا جدى علشان نوصل بدري وكدة ورانا مصالح هناك.
مجدى بصوت منخفض لوتين :-
عاوزك تعملى كل اللى إتفقنا عليه ماشى، بس بلاش مقالب وشغل شيطنة.
وتين بنفس الصوت :- ماهو اللى بيغيظنى يا جدى أعمله إيه عاد يعنى؟
مجدى بصوت مسموع :- طيب يلا يا قلب جدك علشان تلحقوا تعاودوا على البندر.
زينب :- يلا يا تينا يا حبيبتى متقلقيش هنبقى ناجى هنا كتير.
وبعد مدة من التوديع بينهم رحلوا إلى القاهرة
فى سيارة آسر التى تقل وتين إلى جانبه
أراد آسر أن يثير حنقها كالعادة.
آسر:- إيه يا عم مصيلحى ساكتة ليه؟
وتين بغيظ :- ملكش صالح بيا عاد.
آسر بصرامة أخافتها :- مليش دعوة بإيه …..سمعينى تانى كدة قلتى إيه تانى؟
وتين بتوتر :- أااا. .مش إنت بتقولى عم مصيلحى وطالما بتقولى عم مصيلحى أنا هقولك ملكش صالح بيا ….ومتكلمنيش واصل.
آسر :- أوه البرنسس شكلها متدايقة وشايلة منى أوى. ألا قوليلى يا عم مصيلحى إنتى كملتى تعليمك ولا لا؟
وتين :- لاه أنى إتخرجت السنة دى بتقدير إمتياز من جامعة جنوب الوادى أنى كنت تجارة إنجليزي.
آسر بإعجاب :- واو. كويس هيبقى من كلوا يعنى أهو ميزة أحسن من بلاش.
وتين :- قصدك إيه بالكلام دة؟
آسر :- ما قصديش حاجة. و عمالة تعيطى في حضن جدك محسسانى إن إحنا هنخطفك.
وتين بدموع :- أصلى هتوحشه قوى .
آسر :- نبقى نجيبك هنا لما تعوزى تيجى عند جدك ولا تزعلى هو إحنا عندنا كام عم مصيلحى؟
إغتاظت منه وعلمت ان النقاش معه لن يجدى فلتلتزم بالصمت افضل ،تراجعت للخلف تستند على الكرسي وتنظر من الشباك بشرود.
ألقى نظرة عليها وبعدها تابع القيادة.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى فيلا محمد المهدى جلست مليكة مع ابنها مازن الذى يلعب بالألعاب إلى جوارها.
كانت تحادث دعاء من خلال الواتس آب، وبعدما إنتهت نظرت لطفلها بحزن فهى تريد أن تتحدث معه وتلاعبه كالعادة ، فدعت الله أن لا تطول مدة فقدانها للنطق تلك.
قاطع تفكيرها سماعها لصوت طرقات حذاء على الأرض فنظرت إلى ذلك الشخص وجدته لبنى فتأففت بضيق ونظرت ناحية إبنها.
لبنى :- إزيك يا مليكة أخبارك إيه؟ أوه. ..نسيت إنك ما بتتكلميش زى المرة اللى فاتت.
نظرت لها مليكة بغضب وغيظ وأحادت بصرها من الجهة الأخرى.
لبنى بمكر :- بس أنا زعلانة منك إزاى تحطيلى منوم بالشكل دة عاوزانى أموت بردو.
هزت مليكة رأسها برفض ودموع ثم كتبت لها على الهاتف.
:- والله ما أنا مش أنا اللى حطيتلك المنوم في العصير.
لبنى :- أنا عارفة إنه مش إنتى وإن اللى عمل كدة مرات عمك زى ما قلتى في المستشفى.
بس مش لبنى اللى يتعمل فيها كدة وتسكت و أظن إنك مجربة مش كدة.
إرتجفت مليكة بخوف ثم كتبت لها تسألها بخوف :- إنتى هتعملى فيها إيه؟
لبنى بسخرية وذهول في آن واحد :- مش معقول خايفة عليها بعد اللى عملته فيكى. هتفضلى طيبة وهبلة لحد إمتى؟
كتبت مليكة بغضب :- ملكيش دعوة بيا أخاف عليها ولا مخافش دى حاجة تخصنى.
لبنى :- على العموم دة مش موضوعنا. أنا جايالك في موضوع أهم.
نظرت لها مليكة بعدم فهم، فأكملت لبنى قائلة :- أنا جاية أقولك إن لو فتحتى بوقك بحاجة من اللى حصلت مش هيحصل كويس.
كتبت مليكة :- قصدك إيه؟ اللي عملته مرات عمى.
لبنى :- لا يا حلوة دة موضوع منتهى منه لإنك إنتى اللى فى الصورة ومحدش هيصدقك.
أنا بتكلم عن اللى حصل زمان فاكرة ولا أفكرك؟
إرتجفت جميع أوصالها حينما عادت لها تلك الذكرى المؤلمة إلا إنها إنتشلت نفسها بسرعة منها وكتبت لها بمرار:-
ما أنا أهو ساكتة ما اتكلمتش عاوزة إيه تانى؟
لبنى :- مش عاوزة حاجة أنا جاية بس أأكد عليكى مش أكتر ولو فتحتى بوقك بكلمة هيكون إبنك هو التمن.
فزعت مليكة بشدة وقامت بضم الصغير إلى صدرها بخوف تهز رأسها برفض ودموعها تتساقط.
ثم كتبت لها بسرعة :- لا والنبي هعمل اللى انتو عاوزينو بس إبعدى عن ابنى والنبي.
لبنى بإنتصار :- حلو كدة تعجبينى يلا سلام يا حلوة دلوقتى أسيبك أنا.
تركتها لبنى فأخذت مليكة تبكى وتشهق بعنف خوفا على إبنها.
مازن بطفولة مربتا على كتفها بحنان:- مس تعيطى مامى هى وحسة خلتت تعيطى.
ربتت مليكة على ظهره بحنان بالغ فهى ستضحى بحياتها من أجل الحفاظ على إبنها، وليس فقط بكتمان مخطط دمر حياتها.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى المساء فى فيلا محمود مجدى يجلس الجميع يتناولون العشاء.
محمود بمرح:- ها يا ست وتين مبسوطة ولا لا. على فكرة إحنا ما بنعضش.
وتين بحرج :- أنى آسفة يا عمى مقصدش بس أنى مش متعودة أبعد عن جدى واصل.
زينب بحنان :- ما تقلقيش يا تينا هتحبى المكان هنا أوى إبقى خدها يا آسر فسحها شوية خليها تشوف الأماكن هنا كويس .
وتين بحماس :- اه اه يا مرات عمى خليه يودينى والنبي قوليله مش هيرضى.
آسر :- يا ماما أنا مش فاضي دلوقتى.
محمود :- لو على الملفات فأنا راجعتها كلها يا سيدى ولا يهمك.
آسر بصوت منخفض :- يوووه وبعدين في الورطة دى يا ربى.
يعنى أسيب سوزى وميرو ودودو علشان عم مصيلحى دة إيه الغلب دة يا ربى؟ أوووف.
محمود :- بتقول حاجة يا آسر؟
آسر :- لا يا بابا أبدا. ثم أكمل بغيظ :- خليها تروح تلبس ولو إنه مش هيفرق.
زينب :- ولد. حبيبتى خلصى أكل وبعدين روحى إلبسى.
وتين وفمها مملوء بالطعام :- لا خلاص أنى شبعت يا مرات عمى أنى قايمة أها.
آسر بقرف :- الله يخرب بيتك هيعلموا فيكى لإمتى ما إنتى بقرة أكيد.
محمود بغضب :- آسر. إيه اللى إنت بتقوله دة؟
آسر :- هكون بقول إيه يعنى. إفترض مثلا عازم ضيوف وبياكلوا او واخدها فى مكان عام لما تعمل التصرف المقرف دة قدامهم هتقولهم إيه؟
معلش أصلها عيلة ولسه على ما تتعود تأكل بقى.
أمتلئت عينى وتين بالدموع وقامت من مكانها وصعدت للأعلى.
زينب بغضب:- عاجبك كدة؟ إستنى يا وتين إستنى يا حبيبتى. ثم صعدت خلفها.
محمود :- ماشى أنا متفق معاك إنه تصرف غلط ، بس مش بالطريقة دى. إتفضل روح صلح اللى هببته.
آسر بغيظ :- ماشى يا بابا حاضر.
***********
بالأعلى في غرفة آسر تجلس وتين بحزن وزوجة عمها إلى جوارها.
زينب :- علشان خاطرى يا حبيبتى متزعليش هو مش قصده يزعلك هو كان عاوزك تبطلى العادة دى. وبصراحة يا حبيبتى مش حلوة إنك تتكلمى وبوقك مفتوح فيه أكل.
وتين :- حاضر يا مرات عمى.
زينب :- يحضرلك الخير يا حبيبتى. يلا قومى خدى شاور و إجهزى علشان تروحى مع آسر.
وتين بحزن :- لاه أنى ما عوزاشى أروح مطرح. أنى هقعد إهنة وخلاص.
زينب بإشفاق :- خلاص يا حبيبتى اللي يريحك إعمليه بس بلاش عياط.
ثم قالت بمرح لتخفف عنها :- إنتى عاوزة تشمتى الواد آسر فينا ولا إيه؟
يلا ورينى ضحكتك الحلوة. فاكرة البت وردة كان منظرها إيه يوم الفرح؟
وتين بضحك ناسية إنها كانت تبكى منذ لحظات :- أيوة يا مرات عمى كانت عنيها بطق شرار زى العفريت اللى حدانا في البلد.
زينب :- عفريت إيه كمان يا تينا اللى وردة شبهه دة؟
وتين :- دة عفريت حدانا فى البلد بيطلع فى الزرع عند الساقية المهجورة.
زينب :- وعلى كدة إنتى شوفتيه بقى؟
وتين بخوف :- لاه يا مرات عمى أنى بخاف منه ومشوفتهوش واصل دول العيال بيحكوا هناك عنيه وإنهم شافوه.
زينب :- وانتى صدقتى؟
وتين بثقة :- ايوا الواد أحمد قالى إكدة.
زينب :- أحمد مين دة كمان؟
وتين :- دة ابن فهمى ابن الحاج صالح هو زمانو دلوك في الاعدادية.
زينب :- وانتى بتصدقى اى حد كدة؟ أما إنتى هبلة صحيح.
وتين بتذمر :- أنى مش هبلة يا مرات عمى.
زينب :- ماشى يا ست العاقلة .هتعملى إيه دلوقتى؟
وتين بتصميم :- ولا حاجة أنى هصلى العشا و أنام طوالى .
زينب :- طيب يا حبيبتى هسيبك أنا بقى. تصبحى على خير.
وتين :- وانتى من أهل الخير يا مرات عمى.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت مليكة فى المطبخ تعد طعام العشاء لمازن .
مازن :- بسرعة مامى أنا جعان.
أمائت له بإبتسامه ثم سكبت له الطعام في طبق وبدأ يأكل.
فى تلك الأثناء دلف مالك من باب الفيلا عائدا من عمله فسمع ضحكات مازن آتية من ناحية المطبخ ، فذهب ليراه.
دلف إلى المطبخ وجد مازن يتناول عشائه، فحمحم قائلا :- مساء الخير.
إنتفضت مليكة من مجلسها وأرادت النهوض فأسرع مالك قائلا :-
خليكى يا مليكة أنا همشى بس تسمحيلى أبوس مازن قبل ما أروح أنام بما إنه هيبات معاكى النهاردة.
نظرت له بخوف فتألم مالك من داخله بشدة.
تقدم مالك بحذر وسط خوفها الظاهر منه
(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد )
ولكنه حقق خطوة للأمام فهى كانت تصرخ حينما تراه ولكنها الآن لم تفعل.
جلس مالك إلى جوار مازن قائلا بمرح :-
حبيب بابا بيتعشى إيه؟
مازن بإمتعاض :- باكل سولبة خضال بابى . وحسة اوى.
مالك بضحك :- لا يا بطل كل علشان يبقى عندك عضلات زيى.
مازن بفرح :- خلاص بابى أنا هاتل سولبة خضال تتيل علسان يبقى عندى ضلعات أتبل منت.
مالك بضحك :- ماشى يا لمض. يلا هات بوسة كبيرة بقى.
قام مازن بتقبيله بقوة في وجنته فبادله إياها مالك.
ثم وقف بسرعة وعلى حين غرة تجرأ وقبل مليكة من إحدى وجنتيها برقة، فإنتفضت الأخرى على إثرها وكانت ستصرخ لولا إبتعاده عنها سريعا
مالك بمرح :- علشان مامى ما تزعلش يا ميزو إدناها بوسة، يلا تصبح على خير يا بطل.
مازن :- إنت من أهل الخيل بابى.
صعد مالك إلى الأعلى و ترك مليكة ضربات قلبها تكاد تكون مسموعة مما فعل، وإستغربت تصرفه هذا، ثم سرعان ما تذكرت ما فعله بها ، فنهرت نفسها بقوة لن تتسامح معه مهما فعل .أخبرها مازن بإنه إكتفى من الطعام . فنظفت ورائه بواقى الطعام ثم صعدت به هى الأخرى للأعلى لتنام.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
دلف آسر إلى غرفته فوجد وتين تجلس وإلى جوارها القطط كالعادة.
آسر :- إيه يا عم مصيلحى مش هتخرجى معايا ولا إيه؟
وتين بحزن :- لاه أنى هقعد مع البسس بتاعتى.
آسر بسخرية :- أجيبلكم عصير ولا حاجة تشربوها فى القعدة اللى إنتى عاملاها دى؟
وتين بحزن :- لاه شكرآ يا واد عمى.
ترك متعلقاته ودلف إلى الحمام ليأخذ حماما.
بعد مدة رن هاتف آسر وهو داخل الحمام، واستمر الرنين مما أزعج وتين .
وتين بإنزعاج :- يوووه وبعدين في التلفون اللى مبطلش رنان دة؟ أقوم أرد؟ لا….لا…..وانى مالى.
ولكن الرنين لم يتوقف بعد.
وتين :- أنى هروح أشوف مين؟
ثم توجهت وتين ناحية الهاتف وما إن مسكته ورأت المتصل قالت بصدمة :-
سوزى! سوزى مين دى كمان؟ أنى هفتح وخلاص.
قامت بالرد على المكالمة ووضعت الهاتف على أذنها لتسمع.
سوزى :- إيه يا خلبوص مش هتيجى النهاردة ولا إيه؟
أنا زعلانه منك أوى يا أسورة ، بس مش هنتاعتب دلوقتى لما تيجى الشلة كلها مستنياك يلا متتأخرش.
إستغربت سوزى صمت آسر فسألته :-
آسر إنت روحت فين يا بيبى؟
على الطرف الآخر كانت وتين تسمع كلامها بصدمة ودموعها تتساقط بغزارة.
قامت بغلق الهاتف فى وجهها وجلست على المقعد تنتظر خروجه.
********
بعد دقائق خرج آسر من الحمام مرتديا منشفة فقط، عندما أحست وتين بخروجه رفعت عيناها لتحدثه ولكن ما إن رأت منظره صرخت بخجل ووضعت يديها على عينيها وإستدارت للجانب الآخر.
آسر مقتربا منها بخبث :- إيه يا عم مصيلحى مكسوف ليه دا انا حتى زى صاحبك.
وتين وهى على موضعها بخجل :-
آاأا. ….آس. ….آسر روح إلبس مينفعش اللى بتعمله دة واصل. عيب إختشى.
أمسكها من مرفقها فجأة وسحبها نحوه. فأغمضت عينيها بشدة من الخجل ووجها أصطبغ بالأحمر القانى.
آسر بسخرية :- حضرتك ناسية إنك مراتى ولا إيه؟
وتين بخجل وتعلثم :- أااا لا مش مش ناسية.
ثم سحبت نفسها بقوة منه فإبتعدت عنه قائلة بتوتر :- أااااا. ..آسر أنى. …أنى عاوزة أقولك حاجة إكدة؟
آسر بإستغراب و إنتباه :- حاجة إيه دى؟
وتين :- ..م. ..مين سوزى دى اللى هتتحدت وياك في التليفون دى؟
أمسك رسغها بقوة قائلا بغضب :-
وانتى إيه اللى عرفك بيها؟ بتتجسسى عليا يا هانم؟ ردى انطقى.
وتين بدموع والم :- لما. ..لما إنت كنت فى الحمام إتصلت وانى رديت عليها.
ثم تابعت بغيرة وغضب :-
مقلتليش بقى مين سوزى دى؟
آسر بغضب قابضا على رسغها بقوة أكبر كادت أن تهشمها فقال بفحيح أخافها :-
بصى بقى أنا صبرت كتير عليكى. دبسونى فيكى قلت ماشى. إتجوزتك وقلت معلش اهى جوازة والسلام. لكن مش هسمحلك إنك تدخلى في حاجة تخصنى ولا ليكى دعوة بيا نهائى، فاهمة؟
وتين وهى تتلوى من الألم ودموعها تتساقط بغزارة :- أيوة فاهمة فاهمة الله يخليك ايدى وجعانى سيبها. آه. ….
ترك يدها وقام بدفعها بقوة أوقعتها على الفراش فتأوهت بصوت مكتوم من يدها .
بالداخل في حجرة ملابس آسر ضرب كفه بعنف في الحائط قائلا :- قال عاوزة تحاسبنى قال. صنف ما يجيش من وراه غير المصايب.
ثم تابع إرتداء ملابسه وبعد أن إنتهى خرج من غرفة الملابس وجدها تجلس على الأريكة .
أما هى بمجرد أن شعرت به يخرج قامت بمسح دموعها بسرعة وجلست بجمود تنظر أمامها للاشئ.
تجاهلها آسر وخرج من الغرفة تماما وذهب لأصدقاء السوء.
*********
أما هى بعد خروجه إنفجرت باكية بصوت منخفض حتى لا تأتى زوجة عمها أو عمها.
وقامت بمسك رسغها بخفة إلا إنه ألمها بقوة فقالت ببكاء :- فينك يا جدى؟ انا محتجاك قوى.
ثم أكملت تشكو له كأنه يسمعها :- إيدى وجعانى قوى يا جدى تعالى خليها تروق يا جدى.
*******************
عند مليكة غيرت ملابسها إلى برمودا رمادي وتيشيرت كت وردى وذهبت للفراش وقامت بضم الصغير مازن إلى صدرها وما لبثوا أن غطوا في نوم عميق، بعد مرور لحظات دلف مالك إلى غرفة مليكة بهدوء شديد ثم تقدم ناحية الفراش وجلس على الفراش إلى جانبها بهدوء حتى لا تستيقظ فملس على شعرها برقة بالغة قائلا بصوت منخفض :-
سامحينى يا مليكة، سامحينى يا حبيبتى والله ما كنت أعرف علشان كدة عملت اللى عملته دة .انا اسف يا مليكة آسف .إنتى من حقك متسامحنيش بس عاقبينى بأى حاجة غير إنك تبعدينى عنك. والله العظيم بحبك أوى يا مليكة . سامحينى.
ثم هبط وقبل جبينها برقة بالغة ثم مال على صغيره وقبله أيضا ثم دثرهم جيدا بالغطاء ورحل بهدوء من غرفتها.
إنها عادته منذ ذلك اليوم يتسلل لغرفتها ليلا يبث لها عبارات الندم والحب ثم يختم كلامه بتقبيله لها في جبينها ويترك الغرفة بعدها.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد منتصف الليل عاد آسر من الخارج ،و دلف إلى الغرفة فنظر ناحية الفراش فلم يجدها، ثم نظر ناحية الأريكة وجدها تنام متكورة وتضع يدها على طرف الأريكة بحذر.
إقترب منها وجلس على عقبيه، فنظر إلى وجهها وجد دموعها مازالت منسابة على وجهها فمد يده برقة وأزاح دموعها بحنان. ثم نظر إلى يدها الموضوعة فلاحظ وجود علامات حمراء.
فأمسك يدها بندم ورفق إلا إنها تألمت أثناء نومها فقالت ببكاء بين نومها :- جدى براحة بتوجع قوى. خد الوجع يا جدى وارميه بعيد عند العفريت.
شعر آسر بالغباء فقسوته أنسته إنها فى النهاية فتاة وليست بأى فتاة بل طفلة ستصيبه بالجنون.
حملها آسر برفق ومددها على السرير ثم ذهب إلى الحمام و أحضر معه مرهم مسكن وقام بدتليك موضع مسكته القاسية لها برفق.
وبعد أن إنتهى ذهب إلى الحمام وغسل يده ثم رجع وتمدد على السرير بجانبها متطلعا اليها بندم، وفكر قليلا كيف تحبه وهى لم تتلقى منه سوى الإهانة؟
أخذ يفكر فيها كثيرا إلى أن غلبه النعاس وذهب فى نوم عميق.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى الصباح إستيقظ آسر على شئ يدغدغه في وجهه ففتح عينيه ناظرا لهذا الشئ فصدم عندما وجده. ……………….. …….. .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وفازت القلوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى