رواية عشق مهدور الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق مهدور الجزء الثاني والعشرون
رواية عشق مهدور البارت الثاني والعشرون
رواية عشق مهدور الحلقة الثانية والعشرون
ب منزل أيمن
نظر أيمن الى ساعة الحائط قائلا بلوم ل سحر التي تشعر هي الأخري بقلق قائلا: مكنش لازم تسيبها تخرج تروح لآصف، أنا مش عارف إزاى سمحت لها تخرج من البيت أساسا كان لازم تمنعيها.
سأمت ملامح سحر قائله: حاولت أمنعها وقولت لها نتصل عليك ونشوف المحامى هيقول أيه بس هي مسمعتش كلامي.
جلس ايمن على الاريكه يزفر نفسه بآسف قائلا: مش عارف آصف لسه عاوز منها ايه بعد ما كان دمرها، ليه رجع تاني يفرض نفسه عليها، ومتقوليش زى ما هويدا قالت، أنه بيحبها، اللى بيحب مش بيأذى يا سحر بالعكس بيخاف على اللى بيحبه من الهوا الطاير ومش بيظلمه.
جلست سحر لجواره وضعت يدها فوق يده قائله بتوافق: ده اللى بقوله دايما، آصف إفترا قبل كده وخدعنا وخدع سهيله وصدقت كدبه، خايفه ترجع تقع تاني وتصدق كلامه الناعم، ويتلاعب بعواطفها.
تنهد أيمن بآلم قائلا: مش هسمح ليها مره تانيه معنديش إستعداد أعيش نفس الآلم مره تالته، وأشوفها مش قادره تتحرك.
وضعت سحر رأسها فوق كتف أيمن وتنهدت بآسى: قلبي حاسس.
هويدا هي اللى كبرتها في دماغها، إنها لازم تواجهه، وتعرف حقيقة إزاي هي لسه مراته، سهيله مكنتش مقتنعه بس الصبح بعد ما إستلمت إنذار بيت الطاعه، إتعصبت جامد من آصف، أنا كمان خايفه.
أنا مش هقدر أتحمل أى أذى ليها كفايه أوقات بحس إن ربنا بيعاقبني في بنت الوحيدة، حظها قليل حتى صحتها كمان، والله زمان مفكرتش لما إبتهال إديتني هويدا أرضعها، رغم إن قلبي وقتها كان محروق على إبني اللى مات بعد ساعات من ولادته قولت ربنا حط في قلبي الصبر وبعتلي هويدا خدت هي رزق سابه إبني في صدري، ربيتها على أنها بنت ويعلم ربنا عمري ما فرقت بينها وبين سهيله، رغم حقدها دايما كان واضح على سهيله، حاولت كتير أقربها من بقية ولادى، وأقولها إنت الكبيره، يعنى مكاني، بس هي مش بتقوي غير ع الشر، وده اللى حصل مع سهيله، حرضتها بطريقتها إستفزتها.
بس تعرف يا أيمن سهيله فعلا لازم تواجه آصف كفايه مش لازم تبقى ضعيفة هو لازم يدفع تمن اللى عمله فيها، مش لازم تخاف وترتجف منه، أنت مشوفتش منظرها يوم ما جه هنا ملامح وشها كانت قد أيه خايفه، رغم إننا كنا حواليها، كمان إنتم روحتوا لشيخ الجامع وسألتوه وهو فسرلك الوضع، سهيله لازم تتحرر من خوفها من مواجهة آصف، قبل نهاية جوازها منه.
تنهد أيمن وأومأ رأسه موافقا، وتذكر.
باليوم التالي لمجئ آصف وتلك المفاجأة التي قالها أن سهيله مازالت زوجته، بعقد رسمى
بعد أن تأكدوا من وجود توكيل سابق بينها وبين إبراهيم، لكن تم فسخه من جانب إبراهيم بعد يوم واحد من عقد قرانها على آصف.
عقب صلاة العشاء
طلب أيمن من إمام الجامع الجلوس معه ليسأله عن فتوى خاصه
بالفعل إنتهت سهيله من الصلاة
بمصلى النساء ثم ذهبت مع والدها الى تلك الغرفه الخاصه ب إمام الجامع…
تنحنح أيمن قائلا: شوف يا حضرة الشيخ في أمر خاص، ومحتاج منك فتوة فيه.
حثهم إمام الجامع قائلا: خير يا عم أيمن.
نظر أيمن ل سهيله ثم لل الإمام وسرد له ما حدث، أن آصف سبق وأخبرهم عن طلاقها.
وجه الإمام حديثه ل سهيله سألا: هو كان رمى عليك يمين الطلاق؟
لاء
قالتها سهيله بإختصار.
سأل إمام الجامع: وهل دخل بيك كزوج.
لوهله تذكرت سهيله تلك الليله الشنيعة وشعرت برجفه في جسدها، بتلقائيه قبضت على يديها بقوه وأومأت بحياء قائله بخفوت: أيوه.
أومأ الإمام قائلا بتوضيح: يعنى مازال زوجك، وله عليك كل الحقوق الشرعيه.
رفعت سهيله وجهها بتفاجؤ كذالك أيمن الذي قال: طب إزاي وهو طلقها عند المأذون، كمان التوكيل اللى ردها بيه يعتبر تدليس.
رد أيمن بتوضيح: طالما دخل بها كزوج، والطلاق كان راجعي، حتى لو طلقها عند المأذون، يحق له يرجعها لعصمته طول فترة العدة، كمان من غير عقد أو مهر جديد
زى ما ربنا قال في كتابه الكريم (وبعولتهن أحق بردهن في ذ لك إن أرادوا إصلاحا).
كمان زى ما ذكر عمأيمن إنك أنت اللى أصريتي عالطلاق وهو مكنش موافق، بس إتغصب عشان يرضيك وقتها ويسيب لك فرصه تهدي أعصابك، ويبقى سهل الرجوع مره تانيه، وده اللى حصل زى ما عم أيمن قال إنه ردك في آخر أيام العده، يعنى ساب وقت يمكن فكر وقتها إنك ممكن تكونى هديت، وهتتقبلي رجوعكم من تاني.
شعرت سهيله بالإستغراب قائله: هو فعلا عمل كده، بس أنا حتى وقتنا هذا مش قابله أنى ارجعله كمان خبي الموضوع ده خمس سنين، إفرض إني كنت إتجوزت من شخص تاني، كان هيحصل أيه وقتها.
رد الإمام: هو فعلا غلط، غلط فادح لما أخفي إنه ردك من تاني لعصمته، معرفش السبب عنده أيه، مقدرش أديله عذر، بس كمان
معتقدش إنه كان هينتظر لو عرف إنك هتتجوزي من شخص تاني.
فكرت سهيله بقول الإمام، حقا لا تعلم من الذي أخبر آصف وجعله يآتى تلك الليله، كذالك شتت عقلها بتلك القبله الذي وضعها على وجنتها ليلتها، جعلتها تصمت ولا تقوم بالرد المناسب وتصفعه أمام الجميع، لكن هو كان مراوغا فلقد غادر المنزل مباشرة بعد أن أشعل فيتل تلك القنبله وتركها وحدها بين الذهول والحيرة والغضب.
[عودة].
عاود أيمن يزفر نفسه سألا: نفسى أعرف مين الى وصل ل آصف، إن سهيله هيتقدم ليها عريس، خلاه رجع تانى لحياتها، تفتكرى هويدا هي اللى ممكن تكون وصلت له الخبر.
رفعت سحر رأسها قليلا عن كتف أيمن ونظرت له بنفى قائله: لاء معتقدش هويدا، لأنها معرفتش غير قبلها بوقت قليل، كنا بعد الضهر وهي راجعه من شغلها، وجت على هنا مباشر، وبعدين هويدا مصلحتها أيه.
تنهد أيمن بحيره قائلا: مش عارف، آه.
نسيت أقولك رحيم إتصل عليا وقالى مش هينزل أجارتة الأسبوع ده.
تبسمت سحر رغم وجع وحيرة قلبها قائله: أكيد متعاقب زى العادة.
أومأ أيمن رأسه ببسمه، ثم أخرج هاتفه من جيبه وقام بإتصال، إستغرب بلهفه وهو ينظر الى سحر قائلا: بتصل على سهيله موبايلها بيرن ومش بترد.
رغم لهفة قلبها هي الآخرى لكن قالت بتهدئه: يمكن في الطريق راجعه وإنت عارف دوشة المواصلات مش هتعرف ترد، إطمن، قلبي حاسس إنها بخير.
تنهد أيمن بأمنيه أن يصدق إحساس سحر.
ب سرايا شعيب
بغرفة النوم
أنهي أسعد مهاتفته تليفونيا ل شهيره، بعد شجار دار بينهم، لأول مره شهيره تتحدث بهذه الطريقه الجافه التي لم تعجبه، لكن لن يتغاضى عن ذلك لاحقا فقط فكره ووقته مشغولان هذه الفترة بالدعايه من أجل الفوز في الإنتخابات البرلمانيه، لكن مجرد أن ينتهي منها سيكون هنالك جزاء لما إقترفته رغم تحذيره السابق لها.
وضع الهاتف جواره على الفراش يزفر أنفاسه يشعر بضجر وسأم، تمعن بسقف الغرفه، هنا تزوج ب شكران وكان معها زوجه أخرى مريضة إنتهت صلاحيتها كزوجه طريحة الفراش بسبب خطأ طبي، أو ربما أراد القدر بزوجه أخري مثل شكران، لا ينكر أنه عاش معها في هدوء أنجبت له ثلاث صبيه، بعد أن كان يظن الجميع أن خلفه كل سيكون إناث، آتى آصف كان له فرحه خاصه بقلبه، أول ولد كذالك مازال له مكانه خاصه في قلبه رغم سنوات الجفاء بينهم لكن لا ينكر أنه سعيد بنجاحه المدوي، لكن أحيانا يشعر بضيق بسبب شكران التي لم تفكر للحظه وإتخذت جانب آصف، ربما إستقوى آصف بهذا عليه، لو كانت شكران إختارته هو كان آصف رق مع الوقت من أجلها، لكن شكران خيبت أمله وتوقعه، ربما لسبب برأسها غير أمومتها، أن ترد له صاع زواجه عليها بأخرى رغم تقبلها ذالك طواعيه منها، هي لم يكن ينقصها شئ وقتها، لكن هذا بنظرها هي، هو كان يحتاج لإمرأة ذات واجهه إجتماعية.
شكران لم تكن تصلح واجهه إجتماعية طبيعتها الريفيه طغت عليها دائما، إمرأة كل ما تهتم بيه أنها زوجه وأم فقط، ينقصها، أنها ليس لديها ذكاء إجتماعي مثلما أراد أن تكون زوجته، هذا ما جعله يبحث عن أخري، تعوض ذلك النقص، ووجده حين تقابل مع شهيره التي تظهر التمرد الآن.
فى أثناء تفكيره صدح رنين هاتفه، نظر نحوه وجذبه رمق الشاشه كى يعلم هوية المتصل، قبل أن يقرر الرد أو التجاهل، لكن سرعان ما إبتسم وجلس على الفراش وقام بالرد مازح بإيحاء: كنت لسه على بالى وبفكر في عدم ردك على عرض الشغل، قولت ممكن يكون جوزك رفض العرض، بصراحه معاه حق، يخاف عليك.
تهكمت هويدا، هل حقا عادل يخشى عليه، بالتأكيد لا هما زوجان بالآسم فقط كل ما يجمعها فراش واحد، وطفل آتى بالخطأ، احلامهم وطموحاتهم متباعده حتى مشاعرهم باردة مثل صقيع الشتاء
لكن أظهرت عكس ذلك قائله: بصراحه عرضك أى شخص مكانى مستحيل يرفضه لأنه فرصه كويسه، فكرت في العرض وقررت أقبله.
إنشرح قلب أسعد بشده، لكن أظهر الدهاء قائلا: أنا مبسوط جدا لأنك مكسب هايل جدا لأي مكان تشتغلي فيه، رغم.
بصراحه لما إتأخرت في الرد كنت هوسط مدير البنك يحاول يقنعك.
تبسمت بزهو قائله: فعلا، أنا كنت هرفض والسبب إبني محتاج لى زى ما قولتلك قبل كده، بس ماما لما حكيت ليها على عرضك قالتلى فرصه كبيره وأكيد لمصلحة إبنك يعيش في مستوي راقى، بلاش تضيعيها، وأنا إقتنعت برأيها.
للحظه شعر اسعد بوغوشه سائلا بإستفسار: وقولت لمامتك إنك هتشتغلى عندي؟
ردت هويدا سريعا: لاء، بس قولت لها إنه في مكان مرموق وهي رحبت، وأنا إقتنعت.
إنشرح قلب أسعد قائلا: تمام، من أول الشهر تقدري تستلم شغلك في المجموعه، هوصي مدير الحسابات عليك بلاش يتعبك في الشغل.
ردت بذكاء: لاء أنا مش بحب الوسايط بحب أدى لشغلي حقه حتى عشان ربنا يحلل لى المرتب اللى هاخده.
تبسم بإعجاب قائلا: تمام براحتك، على أول الشهر هتكون الإنتخابات إنتهت وهيكون لينا لقاء مباشر، نكمل فيه الإتفاق.
تبسمت قائله: ربنا يوفقك ومتأكده إنك هتفوز في الإنتخابات بإكتساح، إنت شعبيتك عاليه هنا كمان الناس بتحبك وبتعترف بجمايلك عليهم.
تبسم قائلا: مش جمايل منى دول أهلي ولهم فضل عليا.
تبسمت قائله بمدح له: بالعكس إنت اللى فضلك عليهم كبير، أتمنالك التوفيق، تصبح على خير.
لم يكن يريد إنهاء المكالمه مع هويدا، كذالك هي الأخري تود زيادة الحديث بينهم علها تستطيع بدهائها الوصول الى عقله والسيطره عليه، لكن لا مانع من بعض الدلال وإظهار الأخلاق…
بينما أسعد لم يكن يريد إنهاء المكالمه من أجل اللعب بعقلها أكثر، كي يعلم ما تلك المشاعر الذي يشعر بها حين يراها أو يسمع صوتها، نفس رنين صوت تهانى.
مازال برأسه رغم مرور السنوات، نهض من فوق الفراش وذهب الى غرفة المكتب فتح تلك الخزنه وفتحها وأخرج ذالك الملف.
فتحه مره أخري، نحى وثيقة الزواج العرفي كذالك إعتراف البنوه، جذب صوره فوتوغرافيه، نظر خلفها الى التاريخ الموجود عليها كان قبل وفاة إبن عمه بأقل من شهر كانت هذه الصوره ضمن متعلقاته الشخصيه التي أرسلت بعد وفاته بأحد كمائن الشرطه كان هو يترأسه لكن بالخطأ دعسته سيارة أثناء تأدية عمله، الصوره ل إبتهال تحمل طفله صغيره إبنة بضع أيام، وضع الصوره ثم جذب ذلك الإعتراف
قرأ إسم إبتهال على شعيب.
أمام مسكن آصف.
ترجل سريعا من خلف مقود السيارة وفتح بابها الخلفي كانت مازالت سهيله غافيه.
ظل ينظر لها لدقائق يستمتع بالنظر الى ملامحها البريئه التي سلبت قلبه، ومازالت تأثره، أخطأ بحقها حين سلم عقله لإنتقام، بدلا من أن يساندها وقتها ويسعى لإظهار برائتها، سيطر على عقله الغضب وأعماه، بليلة سحق ليس قلبها، بل سحق قلبه، كان بغفوة وحين إستفاق منها ندم بإستحقاق، لكن مازال لديه أملا لن يفقده وسيسعي لنيل الغفران، تنهد يعلم أن الطريق مازال في البدايه بل قبل البدايه، إقترب من شفاها وقبلها بإنتشاء كأنه يعود له الشعور بالحياه، تنهدت سهيله بلا وعى، ظن انها قد عادت للوعى، إبتعد عن شفاها ونظر لها مازالت غافيه، برفق حملها بين يديه من السياره وذهب الى تلك البنايه دلف الى المصعد الخاص، ومنه توقف أمام الشقه التي يقطن بها، توقف ثم قام بقرع جرس الشقه، سريعا فتحت صفوانه له الباب، بإستغراب، لكن قالت بذهول وإستخبار: مالها سهيله، دى كانت لسه مكلمانى قبل أقل من ساعه ونص وطلبت مني عنوان مكتبك، وعطيته ليها.
قبل أن يرد آصف كانت خلفها شكران التي نظرت ل آصف بآسف قائله بإندفاع: عملت فيها أيه تاني يا آصف والله لو كنت أذيتها مرة تانيه مش هسامحك وهسيب لك الشقه و…
شعر آصف بغصه من حديث شكران وقاطعها: سهيله بخير ياماما كل الحكايه مغمي عليها، وسعوا خليني أدخل بيها.
تجنبن على جنب حتى دلف آصف بها الى غرفة النوم الخاصه به وضعها فوق الفراش قبل أن يستدير بوجهه كانت شكران تدلف الى الغرفه كذالك صفوانه التي جذبت إحدي زجاجات العطر الخاصه ب آصف، وإقتربت هي وشكران من الفراش، تحدثت شكران بتعسف: قولى أيه اللى حصل وإزاي أغمي عليها، من شويه كلمت صفوانه وأنا قولت لها على عنوان مكتبك، وإزاي تجيبها لهنا، أيه اللى حصل ومخبيه عليا يا إبن أسعد.
شعر آصف بخزى من إستهجان شكران عليه وقال: سهيله لسه مراتي شرعا وقانونا، وبلاش تسأليني إزاي.
ذهلت كل من صفوانه وشكران، لكن تغاضت شكران عن الإستفسار الآن وجلست جوار سهيله على الفراش وقالت ل صفوانه: هاتي البرفان ده خلينا نفوقها وبعدين نبقى نعرف أسرار إبن أسعد.
أعطت صفوانه العطر ل شكران وضعت منه القليل على يديها وقربته من أنف سهيله وبدأت تربت على وجنتيها بخفه، الى أن بدأت سهيله تعود للوعى، ترا بغشاوة صورة آصف كآنه أمامه، همست بإسمه لكن ليس حب، بل رهبه
وضحت أكثر حين حاولت دفع يد شكران عن وجهها، ظنا أنها آصف، لكن ربتت شكران على وجهها بحنان قائله: فوقي يا سهيله.
فتحت عينيها، أكثر للحظه شعرت برهبه، بالفعل آصف قريب منها، كادت تنهض جالسه، كآنها لم تنتبه ل شكران الا حين ضمت رأسها لصدرها قائله: إهدي يا سهيله و متخافيش.
إهتدي عقل سهيله ل شكران ورفعت رأسها نظرت لها، شعرت بهدوء نسبي، لكن قالت بإستغراب: أنا فين.
رد آصف: إنت هنا في شقت.
حاولت النهوض قائله: مستحيل أفضل هنا، انا لازم أمشى دلوقتي.
نظرت لها شكران بعتاب قائله: كده يا سهيله بدل ما تقولى لى إزيك يا طنط، انا كده هزعل منك.
كذالك قالت صفوانه بعتاب: كده، بقى أنا اللى أول ما بنزل البلد بروح عند سحر وأسأل عليك إنت والحجه آسميه.
شعرت سهيله بتوتر وقالت: متأسفه، بس أنا لازم أمشى من هنا حاسه إنى هتخنق.
نظرت لها شكران بعتاب: تتخنقي وإنت في حضني، كنت مفكره إنى غاليه عندك، زى ما أنت غاليه عندي، إنت متربيه على إيدي و…
قاطعتها سهيله بآسف: مش قصدي يا طنط، بس ماما وبابا زمانهم قلقوا عليا، ولازم أرجع كفر الشيخ.
إستغربت صفوانه ذالك قائله: إنت عارفه الساعه كام إحنا بعد العشا وعلى ما ترجعى كفر الشيخ هنبقى نص الليل، خليك يا بنت هنا، وإن كان على سحر أنا هتصل أطمنها عليك.
حاولن شكران وصفوانه إقناع سهيله بالبقاء الليله، ظل آصف صامت لا يود الضغط عليها وانه لن يسمح لها بالإبتعاد عنه أكثر من ذالك، لكن إتخذ هدنه فقط يكسب بها وقت، بلا إجبار، وافقت سهيله بعد عذاب ل شكران وصفوانه لكن نظرت الى آصف، وإتكئت براسها على صدر شكران كأنها تحتمى بها قائله: خليك هنا معايا في الاوضه يا طنط.
تبسمت شكران وضمتها قائله: عيونى يا حبيبتى، يلا يا صفوانه روحى حضرى عشا خفيف ل سهيله وهاتيه ليها هنا عالسرير، كمان هاتي ليها عبايه من بتوعي تنام فيها.
ردت سهيله بنفس عاليه: لاء أنا مش جعانه كفايه العبايه.
تبسمت صفوانه قائله: الأكل الاول وشك اصفر، وكمان هجيبلك كوباية لبن تهدي اعصابك وتنامى رايقه.
تبسمت سهيله بحياء، هي حقا جائعه منذ فطورها بالمنزل لم تتناول أى طعام.
بينما غص قلب آصف للحظه بسبب رهبتها منه لكن تبسم بعد إنطياع سهيله لهن كان ذكاء منه أن آتى بها لهنا، لكن نظرت له شكران بتعسف قائله: واقف كده ليه يلا روح نام في الاوضه التانيه وأنا هفضل مع سهيله هنا.
وافق آصف على مضض وخرج من الغرفه، بينما ضمت شكران سهيله قائله بحنان: وحشتيني أوى يا حبيبتى كنت ببعت لك السلام مع صفوانه لما كانت بتنزل البلد.
تبسمت سهيله لها تشعر بمحبه وألفه معها، هي الوحيده التي صدقت برائتها، وعاملتها بطيبه ورافقتها حين كانت بالمشفى، وربما هي السبب في إنقاذها تلك الليله.
القاهرة
بشقه متوسطه بحي متوسط، تمدد عادل بجسده فوق الفراش وجذب تلك الجريده الخاصه بالموضه، رغم انه لا يهتم بذالك النوع من الجرائد بل أحيانا ينظر لها على انها نوع من الرفاهيه، بل التفاهات، لكن لفت نظره غلاف تلك الجريده التي يتصدرها صورة.
شهيرة نظر لها بإعجاب
فر بين الصفحات حتى وصل الى تلك الصفحه والحوار الخاص بها وبدأ بقرائته
كلمات كاذبه منها لكن ظنها حقيقيه وهي تجاوب على سؤال لماذا تركت العمل كعارضه وهي بأوج شهرتها، وردها البديهي أرادت أن أكون لى أسرة خاصه بى وأعطانى الله
زوج وإبنتين أعيش معهم بسعاده.
شعر بحنق أى سعادة تتحدث عنها وهي زوحه ثانيه لزوج لديه زوجه أخري تشاركها فيه، وسؤال آخر هل ترزوجتي عن حب وجوابها دبلوماسى، أجل ومازالت اكن له نفس الحب
وسؤال أخير هل زوجك كان معترض على عملك كعارضه، وجواب واضح أنه نفاق
ايوة، بس أنا اللى كان عندى الأهم كنت حابه أبعد عشان راحة أسرتى بنات، وزوجي شخص حضاري ومتفهم جدا.
تهكم عادل بحسره، على إمرأه كهذه تمدح بزوجها كثيرا، عكس زوجته دائما تتذمر على أتفه الاسباب، يشعر بالبرد وهي في حضنه، بينما هذه الجميله تمدح بزوج أكبر منها في العمر كذالك هي إحدى نساؤه، الفرق كبير حتى في التعامل
كفة شهيره الرقيقه تكسب.
قبل الفجر بوقت قليل
بشقة آصف.
لم يستطيع النوم، ساهدا فوق فراش غرفة آيسر، يشعر بالشوق ل سهيله كل ما يفصل بينه وبينها باب هذه الغرفه وباب الغرفه الموازيه لها مسافة خطوات، شوق ينبعث بقلبه، يسوقه بلا تفكير نهض من فوق الفراش وفتح باب الغرفه لكن للغرابه، باب الغرفه الأخري كان شبه موارب ربما من حسن حظه، دفع الباب بهدوء.
ونظر لداخلها، تبسم حين رأى سهيله تنام على إحد يدي والدته، أمنيه سارت بقلبه، تمنى لو كان هو مكان والدته ويضم سهيله بين يديه، يتنفس من أنفاسها، يشعر بنبضات قلبها، كذالك تشعر هي الأخري بقلبه المشتاق والملوع
تذكر إحد لقائتهم الخاصه فوق البحيره…
بالعوده لقبل أكثر من ست سنوات
علي شاطئ تلك البحيره.
إنحنت سهيله تلتقط تلك الزهره التي جرفتها الأمواج نحو الشاطئ، نفضت تلك المياه العالقه بأوراقها وقربتها من أنفها تسنشق ذالك العبق الذي مازال عالق بها، حتى سمعت من خلفها من يقول بإستهجان: إتأخرتي ليه.
إستدارت تلوح له بالزهره بمغزي وهي تنظر له ببسمه هادئه تقول بنبرة ذم: كويس إن الموج حدف ورده عالشط من البوكيه اللى كنت جايبه وطبعا لما إتأخرت زي عادتك بتتعصب وبتضايق بسرعه وترمي أى شئ في إيديك حتى من غير ما تفكر في غلاوة قيمته.
شعر بآسف من ذم سهيله الواضح بين كلماتها، هدأت عصبيته، وقال بتوريه: أنا هنا بقالى أكتر من ساعتين عالشط، والجو برد وقولتلك متتأخريش.
علمت أنه يحاول المراوغه من أجل أن تتغاضي عن عصبيته، تبسمت بهدوء قائله: أنا جيت بعد ما خلصت ورديتي في المستشفى، ولا عاوزهم ياخدوا عني فكره اني مش ملتزمه من أولها، أنا لسه يادوب منقوله هنا جديد بعد ما خلصت سنة التكليف، انا لسه بقول يا هادي.
نظر لتسلط آشعة شمس الغروب على وجهها تعطي لعينيها السوداء بريق يشبه اللؤلؤه السوداء النادره
وتحدث بغرور: وماله ياخدوا فكره إنك مش ملتزمه، أو يرفدوك حتى، ميهمنيش.
تهكمت سهيله بتبسم: خلينا نقعد تحت أي شجره قريبه من الشط، أنا هلكانه من شغل المستشفي طول اليوم.
أشار لها بيده أن تتقدم بالسير، سار جوارها يقول: طالما الشغل في المستشفى الحكومي متعب كده، بسيطه. قدمي إستقالتك وأنا سهل أفتح لك مستشفى خاصه.
جلست سهيله أرضا تحت ظلال إحدي الأشجار، خلعت حذائها وقامت بمد ساقيه أمامها رفعت رأسها تنظر بعلو ل آصف الواقف أمامها بشموخ قائله: طبعا سيادة المستشار، كل شئ عنده سهل وجود حل تاني، ناسي إن من ضمن أساسيات مهنته ك قاضي الرأفه بحال الناس المحتاجه…
قالت هذا وتوقفت للحظه تحدثه بتهكم: أيه هتفضل واقف كده قدامي سادد نور ربنا اللى قرب يغيب، طبعا خايف تقعد عالارض لا هدومك الماركات الغاليه تتلوث من التراب اللى تحت الشجره.
تغاضى عن نبرة تهكمها وإنحنى يجلس جوارها ورفع يده وكاد يلتصق بها، لكن هي إبتعدت قليلا عنه.
شعر للحظه بضيق لكن تبسم قائلا: تعرفي لو حد تاني بيتكلم معايا بنفس طريقتك دي كان هيبقى ليا تصرف تاني معاه، لكن إنت ليك مكانه تانيه خاصه عندي.
رمقته سهيله بنظره متهكمه قائله بتوريه: أكيد ليا مكانه تانيه ويمكن يبقى في تالته بس يا ترى مين صاحبة المكانه الأولى.
فهم آصف فحوي حديثها، رغم تلك
النظره التي تمتزج ب العشق والشوق والتمني
والذى يخصهم لها وحدها لكن تبسم بغرور وتعالي بعض الشئ قائلا: وماله الشرع محلل ل الراجل أربعه طالما قادر ماليا وجسمانيا.
تهكمت عليه بضحكة سخريه قائله: أربعه!، طبعا مامتك مطمنه، هي أم الصبيان، وطبعا مكانتها خاصه جدا، بس سيادة القاضي أنا مش من نوعية الستات اللى تقبل ب ست تانيه تشاركها بشريك حياتها، وتنتظر أنه يتفضل ويتكرم ويعطف عليها بليلة.
تبسم بنظرة عشق قائلا بتأكيد: بس أنا في ست واحده مستوطنه قلبي كله، قلبي مفيش فيه مكان ولا مكانه ل ست تانيه غيرك…
توقف للحظات ينظر لها ثم اكمل بصدق: مفيش أغلى منك إنت أغلى الغاليين يا سهليه.
تخصب وجهها باللون الأحمر القاني وأخفضت وجهها بحياء وظلت صامته تشعر بإنصهار قلبها.
فتن آصف بملامح وجهها الخجوله وبشوق منه مد يده ورفع وجهها وإنحني برأسه يتمنى أن يتذوق قبله من شفاها، لكن إبتعدت عنه ونهضت واقفه تتهرب تنظر ناحية البحيره، تنفض آثار الرمال عن ثيابها تحاول تهدئة خفقان قلبها قائله: الشمس خلاص غابت والدنيا بدأت تضلم، بعد كده مش هنلاقي مركب ترجعنا لل البر التاني.
نهض واقفا هو الآخر بمضض يعلم أنها تتهرب منه، شعر بوخز في قلبه رغم أنه إعترف لها مرات سابقه أنه يعشقها لكن لم يحصل منها ولو لمره واحده على كلمة واحده تؤكد أنها تبادله نفس المشاعر، لكن نظر لها بثقه ويغلفها الغرور قائلا: في يوم هدمر كل الحصون اللى بتحطيها بينا وقتها هجيبك هنا ومش هتقدري تهربى مني بحجة الوقت، وهبوسك ومش هتقدري تمنعيني، لانك هتبقي حلال واليوم ده قريب جدا.
إنتهت الذكري.
بدمعة ندم، لم يكن يظن أن يآتى يوما، ويتخلى عن كل هذا العشق لها، بلحظة إنتقام يفتك بها
ب نصل حاد يسفك قلبيهما الإثنين.
بينه وبينها لا أكثر من خطوتين، ملكه شرعا، لكن لا يستطيع الإقتراب منها.
غادر الغرفه مثلما دخل إليها يشعر بتهتك في قلبه.
فتحت شكران عينيها وتنهدت بآسف على وجع قلب آصف الذي تسبب به لنفسه، هي كانت مستيقظه وشعرت بدخوله للغرفه وإقترابه من الفراش، كذالك خروجه يتسحب مثل اللصوص خشية أن تسيقظ سهيله، ويرى ذلك الخوف منه بعينيها، من كانت تلمع عينيها وتبتسم حين تراه، ترتعش شفاها وتنظر له برهبه رغم أنها مغلفه بتحدي زائف.
بينما عاود آصف لغرفة النوم الخاصه ب آيسر إرتمى بجسده على الفراش، يحاول النوم لكن لم يستطيع.
فى الصباح الباكر.
إستيقظت سهيله
نظرت الى جوارها، رأت شكران نائمه، تسحبت من جوارها بهدوء، ونهضت من فوق الفراش، جذبت ملابسها الموضوعه على إحد المقاعد وأخذتها وتوجهت نحو حمام الغرفه بهدوء، أبدلت تلك العباءه الخاصه ب شكران وإرتدت ثيابها مره أخرى، وخرجت بهدوء من الحمام، نظرت نحو شكران تنهدت براحه حين وجدتها مازالت نائمه، تسحبت بهدوء نحو باب الغرفة وخرجت منها، فتحت شكران عينيها وتبسمت، لديها يقين أن آصف لن يتركها بسهوله.
بينما سهيله شعرت براحه حين وصلت الى باب الشقه، دون ان تتقابل مع صفوانه أيضا، رفعت يدها وضعتها على مقبض باب الشقه، وضغطت عليه، لكن لم يفتح الباب، شعرت بخضه حين سمعت: رايحه فين يا سهيله.
إستدارت تنظر له وقالت بغضب: ماشيه، أوعى تفكر إنك هترهبني بحكاية بيت الطاعه، سهل أرفض تنفيذه وكمان أوصل للطلاق يادوب مسألة وقت مش أكتر.
تبسم آصف وهو يقترب منها بخطوات بطيئه قائلا بصدق ونبرة عشق: قولتلك قبل كده مش هتنازل عن حقي فيك يا سهيله، ومش هيحصل بينا إنفصال غير بموت، خدى الورقه دى إقريها.
جذبت سهيله تلك الورقه منه بغضب قائله: حياتك أو موتك آخر شئ تهمني، إنت متفرقش معايا، بس تأكد إنفصالنا مجرد وقت وهتأكد المره دى إن ميكنش فيه تلاعب منك…
وورقة أيه دى كمان.
تبسم آصف ببرود عكسي لو بخاكره لجذبها من يدها ودخل الى أحد الغرف مثلما كان يفعل بالماضي، لكن وقتها كانت تتهرب منه قبل أن يحصل منها على قبله لكن الآن لن تستطيع الهرب، لكن يخشى رد فعلها، مازالت أمنيه لديه أن يحصل على قبله برضاها، لكن تبسم على ملامح وجهها التي تبدلت بعد قرائتها لتلك الورقه، حين رفعت نظرها ونظرت إليه بغضب قائله: شاطر أوي في اللعب بالورق ض.
إزاي وصلت بيك الجباحه للدرجه دي، مستحيل اللى في الورقه دى يحصل، وأنا همشى دلوقتي ومش هتقدر تمنعني، إفتح الباب.
ببرود عسكي ذهب آصف نحو باب الشقه وقام بفتح الذر الاليكترونى الخاص به، لكن نظر ل سهيله بثقه قائلا: متأكد هترجعي لهنا تاني وبرضاك.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق مهدور)