روايات

رواية عيسى القائد الفصل الثالث 3 بقلم آية محمد

رواية عيسى القائد الفصل الثالث 3 بقلم آية محمد

رواية عيسى القائد الجزء الثالث

رواية عيسى القائد البارت الثالث

عيسى القائد
عيسى القائد

رواية عيسى القائد الحلقة الثالثة

” يا نهار اسود دا رجـع!!
استغـفرت ربهـا ف سب الدهـر حرام، لملمت خصلاتها سـريعـا و وضعت الشال حـول رأسها ورقبتها ثم وضعت الذقـن و ألتقطـت المكنسـه و عـادت للعمل سريعـا قبل أن يدلف للغـرفـة، ألتفتت له لتسأله بتعجب:
” خير يا دكـتور.. اي دا اي الد’م دا!! “..
قال سليـم بضيق:
” كان في واحد عامل ايه حادثـه هنا قريب من البيت، عملتله الإسعافات الأوليـه لحد ما الإسعاف توصل، بس لقيت نفسي اتبهدلت فقولت أرجع أغير هدومي علي السريـع “..
تحـركت للخـارج تترك الغـرفة ثم اتجـهت للمطبـخ لتنشـغل بالعمل بـه بعيـدا عنه حتي ينتهـي، وبعـد دقائق خـرج سليـم من جـديد ثم عاد يسألها أو يسأله بتعجب:
” زين هو أنت قـولت لسامي البواب يشوفلك شغل في حته تانيـه ليه!!؟ “..
ابتلعت ريقهـا بتوتر وأجابته:
” أصل يعني حضـرتك عارف ان الشغلانه دي للستات أكتر وأنا قولتله يعني يشوفلي حاجه تانيه، بواب ولا حارس اسانسير أو حاجه من الحاجات دي يعني “..
” أنا مش حابب اجيب واحـدة ست وما صدقت لقيتك الصراحـه يعني، برغم اني أوقات كتير بستغربك بس أنا مرتاح اننا شباب زي بعض وأنت شايف اني عايش لوحدي “..
تـوترت زيـن و أومأت برأسهـا ثم قالت بهدوء:
” بس لو جـالي شغل أحسن أنا همشي.. أنا بشتغل هنا علشان كان عندي أزمة مـادية ويعني الحمد لله اتحلت و دا مستقبلي”..
اومأ سليم بهدوء:
“ماشي اللي أنت شايفه..”.
……………………………………………..
تـوقف عيسى أمام منـزل فردوس، تحرك الجميـع لخـارج السيـارة و جميـع من بالحي ألتفت لتلك السيـارة الفخـمة و هؤلاء الأشخـاص الذين بدى عليهـم الثـراء و الغنـي…
أقتـرب عيسى من البـاب ليدقـه ليجـد فردوس أمامه فأبتسمت بسعـادة كبيرة تقترب منه تضمـه بحب فربت هو عليها بهدوء ثم أبعـدها و أشار لإخوته:
” اخواتك يا فردوس “..
نظرت فردوس تجـاههم بسعـادة فأقتـر عمر منهم ينـظر لها بدهشه:
” دي بجـد أختنـا! تصدق فينـا شبه من بعض!! “..
أقترب عمـار منها يصـافحها بهـدوء:
” ازيك يا فردوس “..
قالت فردوس بلهفـة:
” الحمد لله، الحمد لله.. اتفضـلوا يا جـماعه أهلا وسهـلا أتفضـلوا “..
جـلس الجميـع بالداخـل و خرجـت حنـه بعـد قليـل تلقي السلام و جلست بهدوء فقال عيسى بجـدية:
” أنتي ممرضة يا حنه صـح!! “..
أومأت برأسها فتحـدث مجددا:
” طيب أنا شوفتلك شغـل في مستشفي خاصـه، مستشفي كبيـرة ومعروفه لكـن لازم أول شهر تشتغلي في فرع بعيـد شوية للمستشفي و هناك بيكون فيه سكـن للمغتربين طبعا.. رأيك اي؟! “..
قالت زينـات بسعادة لتفكير ابنها في تلك المسكيـنه:
” فـرصة حـلوة أوي يا حنة “..
قـالت فيفي بحماس:
” والله حـلوة يا حنـة، أوعي تخسري الفرصـة دي “..
ابتسمـت حنـة وقالت بهدوء:
” تمـام يا عيسـى قولي بس المفروض أعمل اي وأجهز ورق اي “..
” طيب مستنيكـي تجهزي شنطتك و هاتي بس شهادة التخرج و هخـلي حد يعملك سي ڤي كويس “..
سألته بتعجب:
” شنطـة اي؟! هو أنا هبدأ امتي! “..
” من بكـرا الصبح، يدوب تلحقـي معاد القطر “..
بالنهايـة هو شهر واحد و تلك الفرصه لن تتكـرر لفتـاة مستواهـا المادي يكـاد يكـون صفـر، وهي الآن بعـد وفـاة والدتهـا أصبحت وحيده بالكـامـل، لا عائلـة ولا زوج برغم أنها في منتصـف عامها الثامن والعشريـن لذلك لن ترفض الفرصـه فأدلت بموافقتها ثم تحركت للداخـل لتجمـع أغراضهـا…
بالخـارج قـال عيسى بجدية:
” والشهـر دا يا فردوس إخواتك هيقعـدوا معـاكي فيـه “..
نـظرت بسعـادة كبيرة تجـاه التؤام ليبتسـم لها عمر و أقترب يجـلس جـوارها يسألها عن حيـاتها ودراستهـا و عن ذلك الحي وجيـرانها فسهـلت شخصية عمر الإجتمـاعيـه الطـريق لتنشأ علاقـة قويـه بين أخوه لم يعرفوا بعضهم أبـدا..
وبرغم غضب زينـات أصر عيسى أن يبقي إخوته بعيـدا عنه، فذلك الحي أكثر أمانا من بقائهم معـه….
بالنهـايـة عـاد عيسي ومعـه زوجـته وقد شعـرت بالملل أكثر في تلك الزيـارة، تحركت والدتـه ومعهـا حنـه لخارج السيـارة وكـادت زمرد تخرج فأمسك بيدهـا فنظرت تجـاهه بتساؤل لينظر هـو لوالدتـه يقـول بهدوء:
” السواق بالعربيـة التانيـه هيجـي دلـوقتي يوصل حنـه، أنا هخرج شوية أنا وزمرد “..
ابتسمت لـه زينـات وهي تشعـر بإنقبـاضه بداخـل قلبهـا لا تـدري بسببهـا.. تحـرك عيسـى مجـددا بهـا، فرفعت نقـابها بمـلل تستنشق بعض الهـواء، سألها بجديه:
” تحبي نروح فيـن! “..
رفعت كتفيـها بجهل:
” معرفش أماكن في القـاهرة أصلا.. “.
تـوقف علي جـانب الطـريـق فأنزلت نقـابها تنـظر جوارها تقـول بحماس:
” الله! دا النيـل.. “.
” نيـل القاهـرة غير.. تعـالي نقعـد شوية علي الكورنيـش “..
” لا عـاوزة أركب مركب زي اللي هناك دول “..
اومأ لهـا ثم خرج من السيـارة و خرجت هي لتسيـر بجـواره ثم تحـرك لتأجيـر المـركب ليحقق لها رغبتـها، بالفعل بعد قليل وقف يأخذ بيدهـا لتصعـد علي المركب وجـلست تنـظر حولها بإستمتـاع:
” ليه أجرته لينا لوحدنا كدا غالي أوي “..
” خلينا كدا مرتاحيـن أحسن و نتكـلم براحتنا “..
” نتكـلم في اي! ”
سألها بجديـة:
” أبوكي كـان عاوز يجـوزك لواحد متجـوز اتنيـن علشان الفـلوس، وحتي جوزك ليا علشان الفلوس، ومشوفتش منك أي رد فعـل حتي، عياط وبس.. ليـه؟! “..
” دا أبـويا، كنت هعمل اي! أنا رفضت كتيـر والله بس هو كان مُصـر و كنت مجـبورة علي الجـوازة من أولها لأخرها، بس في النهـاية كنت هعمل اي!! “..
” أنتي بتحبي أبوكي ولا بتكرهيه!! “..
” مشاعري ناحيـته مـاتت من وقعت ما تأكدت انها بيعه مش جـوازه.. أنا عارفه انه بيحب الفلوس من زمـان بس عمري ما اتوقـعت انها توصـل بيه للحد دا.. بس اكتشفت انه كـان طمـاع في حاجات كتير والفلوس حاجه منهم “..
” زي اي يعني؟! “..
” زي مرات عمـي اللي اتجـوزها علي ماما.. كان عينه عليها حتي…….
بكـت قبـل أن تُكمـل حـديثهـا وقالت بين بكاؤها:
“أنا مبحبش أتكـلم عنه كدا أبدا، أنا كنت بحبـه أوي زمـان بس مع الوقت مبقيتش حابـه أشوفه حتـي.. كنت بفكـر أهرب من كتب الكـتاب بس مهانش عليـا.. مهانش عليا زي ما أنا هونت عليـه”..
أقتـرب عيسى يجـلس جوارها بدلا من قبالتهـا و رفع ذرعه يلفـه حول كتفـها يربت عليهـا:
” ميستاهلش تعيطـي علشانـه أساسا “..
ارتبكـت زمرد من اقتـرابه منهـا وحـاولت الإبتعاد فأنتبـه لمحاولاتها، هو لا يريد فرض نفسه أو وجوده عليها فتحرك عـائدا لمكـانه لتسأله هي بإرتباك:
” هو أنت اتجـوزتني ليـه؟! “..
” في سبب غير اللي قولتهـولك، بس هتعـرفيه في الوقت المناسب “..
نـظرت له بتعـجب فوجـهه هو عينـه ليـتابع المنـظر الطبيعي أمامه وكذلك فعلت هي تستمـتع بالماء و رحـلتها القصيـره، تنهدت بتعـب وألتفتت له تسأله:
” هو أنت ممكن تساعدني ألاقي شغل أنا كمان!! “..
نظـر لها بتعجب:
” وأنتي عاوزة الشغل في اي!! “..
تنـاست الأمر فجاءة وسألته بإهتمام:
” اه صحيـح، هو أنت بتشتغل اي!! “..
…………………………………….
كـانت تجـلس بالقطـار تمسح دمـوعهـا، وأخيرا انطـلق القطـار عن المحطـه فأرخت جسدهـا في كرسيـها فأمامهـا رحـلة طـويلـة، أغمضت عيناهـا ليأتي ماضيهـا أمام عينيهـا…
” صبـاح الخيـر يا ماما.. عاملة اي!! “..
قـالت يسـرا بتعب:
” الحمد لله يا حبيبتـي، عندك دروس النهـاردة! “..
” مالك!! شكلك تعبـان؟ “..
بكـت يسـرا تقـول بحزن:
” اتخانقـت مـع خالتك زينـات تاني، أو هي اللي اتخانقت معايا “…
سألتها بتعجب:
” طيب ليـه؟! “..
قـالت بآسي:
” علشان هرجـع لجـوزي “..
صرخـت حنـة بصدمة:
” اااي!! اي اللي حدف الراجـل دا علينا تـاني يا ماما!!! “..
قـالت يسرا بحده:
” متعليش صوتك، اختك تسمعك وتزعل وهي لسه صغيـرة، يا حبيبـتي هو اشتغـل و ساب الست اللي كان متجـوزها دي خلاص وعاوز يرجعلي “..
قالت حنة بسخرية:
” اه.. في الأول خـالتي زينـات اللي اتجـوزها بفضيحـه وبعدين يطلقها و بعـدين اتجـوزك و أنتي علي ايـدك عيـلة مكملتش خمس سنيـن وجـابك هنا والكل ميطيقكيش بسبب سمعة جـوزك اللي زفت بين كل الناس ويقعدنا أيام مش لاقيين اللقمـة ومفيش إيد تتمدلنا غير خـالتي زينـات، و بعـد ما تخـلفي بكام سنـه يسيبك و يغور في ستين داهيـه ونعرف انه اتجوز واحده عرفـي و بعدين سابهـا و دلوقتي عاوز يرجـع و أنتي توافقي كمـان!! “..
قالت يسرا ببكـاء:
” ضل راجـل ولا ضل حيطـة يا بنتي! “..
” الحيطـة دي اللي هتقـع فوق دمـاغنا كـلنا وبكرا تشوفي، و ان مكانش الراجل دا راجـع وفي دماغه حاجـه ميبقاش اسمي حنـة “…
انتفضـت حنة عن مقعـدها علي صـوت العكسـري فأخرجت تذكـرتها ليـراها ثم يبتعـد مكمـلا طريقـه، أخرجت منديـلا تمسح قطـرات العرق عنهـا ثم أعتدلت في جـلستها تنظـر للطريق جوارهـا و ألتفتت علي صوت البائـع:
” قرص بسمسم وقرص بعجـوة.. بخمسه جنيـه وطازة “..
أخرجـت محفظتهـا لتُخرج المـال الذي أعطتهـا اياه زينـات ثم اشترت طـعاما لهـا وجلست تتنـاوله وهي تفكـر بمستقبـلها و حياتهـا التي كُتب عليها البؤس بسبب ذلك الرجل…
………………………………………………….
” نـوسـه، أنا جيبتلك الطـلبات كلها.. أنتي فيـن “..
تحـرك منتصـر تجـاه غرفـته يبحـث عنهـا فلم يجـدها، تحـرك للمطبـخ ليتجـمد مكـانـه وهو يراهـا ملقاه علي الأرض تسبـح في بـركـة من الد’مـاء…
خـرجت تلك الد’ماء من رقبتها التي ذُبحـت بشكـل بشـع، كانت عيناها مفتوحـه تخـرج الدموع من طرفهـا، اقترب منتصـر منها بأيدي مرتجفـه يمدهـا يمسح عنها دموعهـا، يرفع جسدها المتيبـس تجـاهه يشعر ببرودتهـا يقـول بضحك:
” اي الهزار البايخ دا يا نـوسه!! قومي أنا مبحبش الحركات دي “..
هبطـت دموع منتـصـر وهو يهز جسدهـا بقوة و علت صـرخاته بإسمها:
” نوســــه! نسرين حبيبتي أصحي فتحي عينيكي!! نسرين متسيبينيش عشان خاطري أنا مقدرش اعيش من غيرك، نسرين انا معنديش لا اب ولا أم ولا اخوات، مليش غيرك متعمليش فيا كدا! “…
أخـرج هاتفـه ثم اتصل بعيسـى بأيدي مرتجفه مختلطـه بالد’ماء:
” الحقني يا عيسي.. نسـرين مبتردش عليا “..
فـتح عيسـى باب سيـارته يقـول ببعض الهدوء:
” طيب إهدي يا معتصم، أنا جايلك علي البيت وهطلب الإسعاف “..
تحـرك عيسى سريعـا بالسـيارة و بجـواره زمـرد تتمسك بكـرسيهـا بفـزع تسأله بخـوف:
” هو في اي!! “..
” منتصـر محتاجـني، هي مراته علطـول بتحمـل و بعدين بتفقد الجنين فأعتقد في مشكله زي دي.. اطـلعي معايا يمكن تساعديها “..
اومأت له برأسهـا وبالفعـل صعـدت معـه للأعلي، تحرك عيسى للداخـل يبحـث عن منتصـر ولكـن كان البيت هادئـا، تفقد جميـع الغرف ثم تحرك للمطبـخ ليأخذ صدمتـه هو الأخر و خلفـه زمرد التي أغمضت عيناها بفزع مما تـري أمامها…
إلتفـت منتصـر لعيسى ليسأله بلهفه:
” الإسعاف جت!! “..
أقتـرب عيسى منه بحـذر وحزن كبـير أثقل قلبـه في هذه اللحـظة وهو يري أمامه جـثة نسـرين و تمسك منتصـر بهـا فأقترب منهـا ومرر يده علي وجهها يغلق عينـاها ليصرخ منتصـر به بحده:
” بتقفـل عينيها ليـه يا عيسى!! متلمسـهاش أصلا”..
نظر لزوجـته من جديد:
” نسـرين فتحي عينك يا حبيبتي، يـلا قومي اعملي عشاء عشان عيسى جـه، افتحي عينيكي وردي عليا بقي يا نوسه.. مبتردش يا عيسى! “..
” منتصـر.. نسرين ماتت “..
صرخ به منتصـر بغضـب:
” اطلع برا يا عيسى، لو هتقـول كدا يبقي اطـلع برا بيتي “..
جـاء رجـال الإسعـاف فخـرج عيسى تجـاههم يقول بجـديه:
” دي جريمـة قت.ل أنا هبـلغ البوليس “..
ظـل منتصـر بمكـانه حتي آتت الشـرطـة و إمتلأ المنزل برجـال الشرطـه، اقترب عيسى من منتصر مجـددا وهو يسحـب منه نسـرين وتلك المره تجـاوب معه منتصـر وكأن عقله عـاد للعمل من جـديد، حاول عيسى مساعدته علي الوقوف لكن منتصر قال بدموع:
” مش قادر أقف يا عيسى “..
أخذ عيسى ذراعـه و وضعهـا فوق كتفـه و حـاوطه باليد الأخري و بكـل قوته رفـعه عيسى ليستند منتصـر علي الحائط بيده الأخري وأخذه عيسى للغرفـة، سحب فوطـه من الخزانـه وألتفت ليجـد زمرد خلفـه أخذتهـا منه وهي تنظر لهم بآسي ثم تحركت للمرحاض الخاص بالغرفـة تبللها ببعض المـاء ثم عادت تعطيهـا لعيسى، فأخذها وأقتـرب من منتصر يمسح له يديـه و وجهـه من آثار الد’مـاء…
جـلس عيسى أمامه وقال بـحده:
” حقها هيرجـع يا منتصـر.. دا وعد مني ليـك “..
قال منتصر بإستسلام:
” بس أنا عاوزها هي… أنا مليش حد غيرها يا عيسى، أنا ابن الملجـأ مكانش ليا هوية غيرها “..
قال عيسى بحـزن:
” لازم تفـوق علشان هي كمـان مكانش ليها غيـرك، أقف علي رجـليك يا منتصـر متقعش.. “.
تحـرك للخارج فتبعتـه زمـرد وخرجـت لتجـلس بالخـارج تنظر بآسي لذلك المنزل الذي دُمر الآن، نظرت لعيسى الذي وقف يتحـدث مع الشـرطي الذي سأله بجديه:
” حد كان موجـود غيركم!! “..
” لا، منتصـر رجـع لقاهـا كدا فأتصل عليا و أنا كلمـت الإسعاف واتحركـت، كنت قريب منه أصلا و المدام كانت معايا فجيبتهـا والإسعاف أول ما وصلـوا قولتلهم انها جريمة ولازم أبلـغ الأول… أنا عـاوز بس أعرف أحدد معاد الدفنـة إمتي، أنا مش عاوزهـا تتبهـدل “..
” هتروح المشـرحه ويطـلع تقـرير الطب الشـرعي الأول وبعد كدا تقـدروا تستلمـوا الجثـة، حضـرتك شاكك في حد معين “..
” لا.. الأسئـلة دي هيجـاوب عنها منتصـ…..
أتي منتصر من الداخـل وقاطـع حديث عيسى يقول بحده:
” لا يا حضـرة الظابط، أنا مش شاكك في حد، أنا مليش عداوات مع حـد و لا زوجـتي ليهـا “..
” ممكن تكـون محاولة سرقة بردو، عامـة احنا هنبدأ في القضيـه و هنوصل للي عمل كدا، بإذن الله العداله هتـاخد مجراهـا… البقاء لله يا أستاذ منتصر، شد حيلك “..
………………………………………..
في نهـاية اليـوم خـرجت من القطـار لتقف في المحطـه بإضطـراب، تحـركت للخـارج تبحث عن سيـارة أجرة لتجـد من ينـاديهـا بإسمهـا:
” أنسـة حنـة!! “..
نظـرت حنـة تجـاه ذلك الرجـل بتعـجب فأقترب هو تجـاهها يقول برسمية:
” أنا الدكـتور خـالد عبد الشافي، عيسـى كلمني أستقبلك في المحطـة وأوصلك لحد المستشفي، وكمـان قالي أديلك رقم تليفوني لو احتاجتي أي حـاجه كـلميني فـورا “..
سألته بتردد:
” هو حضـرتك شغال في المستشفي دي!! “..
هز رأسه نفيا:
” لا، أنا شغال في المستشفي الحكـومي، بس هي قريبة من المستشفي الخاص فـلو احتاجتي حاجه هكون قريب منك معظم الوقت، ماشي متتكسفيش عيسى موصيني عليكي “..
أومـأت برأسها وقالت برسميه:
” شكـرا ليك يا دكـتور خـالد.. “..
أخرجت هاتفـها وأعطته اياه ليكتب لهـا رقم هاتفهـا ثم أوقف لها سيـارة أجرة و أخبـره بالعنوان بالتفصيـل ثم أعطـاه المـال فتحرك السائق مبتعـدا بهـا تجـاه ذلك السكـن الجـامعي، وعاد خـالد لمنـزلـه ليجـد ازدحـام شديد أمام المنزل فركض ليقف بجـوار والده الذي قال بحرج:
” والله ما عارف طريقهـا يا عالم، أعمل اي بس!؟ “..
قـال ضاحي بحده:
” اسمع كويس، لو بتك دي مرجعتش و جوزتهـالي برضاك يبقي تـاري هاخده من ابـنك اللي واقف جمبك ده.. قدامك شهر واحد يا عبد الشافي بيه”..
أخذ خـالد والده للداخل وهو ينظر لضاحي بحـده وغضـب، جلس والده علي الأريكـة يقول بحيره:
“هتكون راحت فين بس بنت الكـلاب دي!! لو لقيتهـا أنا اللي هخلص عليها بيدي”..
تحـرك خالد تجـاه غرفـته بدلا من الدخـول في جدال أخر لا داعي لـه مع والده، ارتمي علي فراشـه يتذكـرها بحزن وألم…
” زين، لازم تهـربي حـالا، مش هجوزك ليه، مش هتتجوزيه “..
” إنت بتقول اي يا خـالد!! أهرب يعـني اي دا أبوك يدبحنـي كيف الفرخه “..
” مش هيلاقيكي.. أنا خسرت واحده مش هخسر التانيه فهـمتي، إطـلعي يا زيـن علي محطـة القطـر وروحـي القاهـرة… خدي الفلوس دي معاكي باتي في لوكـنده و يومين وهكـون عندك أدبرلك مكان وأتصرف “…
أومـأت برأسها ثم ضمت شقيقـها بكـل حب، فهي ان تزوجـت ذلك” ضاحي “فكأنها تقدم نفسها للموت بكل رضا ولذلك قررت موافقة أخيها والهرب…
تنهد خالد بتعب:
” يا تري أنتي فين!! “..
……………………………………………….
بعـد مرور عدة ساعـات..
” لا.. لا مش هدفنها دلـوقتي، نسـرين بتخـاف من الضلمـة، لما الصبح يطـلع، خلاص الفجر قرب يأذن “..
استسـلم عيسـى وجـلس بجـواره في طرقـات المشفـي، وضع منتصـر رأسه المتعبه علي كتف عيسى فربت عيسى علي ظهـره يقول بحزن:
” كـله مقدر ومكتـوب…
قـال منتصـر بخفوت:
” أنا عارف مين اللي عمل كدا يا عيسى…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيسى القائد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى