رواية على حافة الهاوية الفصل السادس عشر 16 بقلم ولاء عمر
رواية على حافة الهاوية الجزء السادس عشر
رواية على حافة الهاوية البارت السادس عشر
رواية على حافة الهاوية الحلقة السادسة عشر
بص ليا حمد وهو بيبتسم إبتسامة لا تنم عن إنه ناوي خير خالص وبعدها إتكلم:- مش كنتي تقوليلي يا جنات إن الحبايب متجمعين كنت عملت حسابي.
أنا كنت بحاول افوق من صدمتي، منين بيودي على فين.
بص حمد ليا وبعدها قالي:- كنت حاسس إن شيرين ليها يد في الموضوع بس نهلة، لاء بجد متوقعتش إنك تنجري وتتسحبي كدا ورا شيرين.
قال اخر جملة وهو باصص لنهلة بإستحقار، بعدها قال لشيرين بزعيق:- ممكن أفهم إيه علاقتك بالبنت اللي بتضايق جنات؟ ولا شكي هيطلع في محله وأنتِ اللي زقاها؟!!!
ردت شيرين ببجاحة:- آه أنا اللي زقاها، عايز حاجة؟
ـ لاء طبعاً، هعوز إيه يعني؟ مفكراني مثلاً مثلاً يعني هعوز إن أختي يرجع لها حقها مثلاً يعني؟ تؤ تؤ، كنت مفكرك فهمانة عن كدا.
بص ليا وهو مربع إيديه وبيقولي بنبرة قوية:- جنجونة حبيبتي، خدي حقك منهم تالت ومتلت، واللي تفكر تقربلك ولا تهفك بس هفة ساعتها هي عارفة إيه اللي هيحصل لها.
أول حاجة جات في باللي هي إني أضرب شيرين بالقلم، الحقيقة إني مترددتش ولو لثانية إتي أعمل كدا، رن القلم وسمع صداه، وزعت نظراتي على التلاتة وأنا بوجهه كلامي بعدها لشيرين:- وبعدين، عايزة إيه تاني، قولي.. فيديوهات سوشيال ميديا وسيبتهالك، شغل في الشركة اللي كانت من أحلامي وعرفت بالصدفة الباحتة إن بسببك وقولت لنفسي إسكتي لعله خير يمكن شغلها فيها هي ونهلة صدفة سبحان الله يعني.
إتنهدت وبعدها عدلت وشي لنهلة وأنا بحاول أنقي وأحدد الكلام بس معرفاش، طالع لوحدة، لقيتني بأبص ليها وبقول ليها وأنا بحاول أتماسك:- وأنتِ بقى يا نهلة، إعتذرت لك مرة واتنين وتلاتة وعشرة، وإتأسفت وقعدت حاسة بالذنب شهور، وشايفة إني وحشة وإني كنت السبب في كل حاجة فعلاً، بس أنتِ ليه برضوا محطتيش ليا عذر وأنا كلي خوف وبعيط وبقول همشي، لاء لاء ومش بس كدا، قعدتوا إنتوا الإتنين مبتعملوش حاجة غير إنكم بتقطموا في رقبتي وتكرهوني في نفسي، يا نهلة دا أنتِ كنتي أحن عليا من نفسي يا نهلة، دا إحنا كنا أصحاب وعلى العهد وميفرقناش غير الموت، بس لاء طلعت الحياة بتفرق برضوا.
بعدها بصيت للبنت وأنا بشاور على نفسي:- تخيلي يعني أنا لا أعرف اسمك ولا أعرف عنك حاجة، ولا عملت لك حاجة ولا شوفتي مني حاجة تُسيء لك ولا أي حاجة، ليه برضوا مصرة على الأذى؟!!
قالت ببجاحة:- شيرين زقتني.
– تولعي انتِ وشيرين، يلا ربنا يبتليكم باللي يكرهكوا نفسكوا، وتواجهوا أصعب من اللي واجهته، حقي هأخدة منكم يوم القيامة قدام ربنا.
مشيت وأنا ماسكة إيد حمد، ركبت معاه العربية في صمت، وفي باللي صوت حسين الجسمي وهو بيقول” كل الحاجات الضايعة ليه إتعلقنا بيها”, وبجد يعني إزاي نهلة تبقى عارفة بكدا وتسكت، لاء ومش بس كده دي مكملة معاها وساكته.
– يعني ساكتة؟
– هتكلم أقول إيه يعني؟!
– إحكي أي حاجة.
– مش فارقة أتكلم ولا ما اتكلمش يا حمد، بس في حاجة مهمة أنا عايزة أعملها.
– إيه هي؟
– أنا مش عايزه أروح الكلية تاني، أنا كدا كدا مش حباها.
– ماشي إن شاء الله.
ساق العربية في صمت، وصلنا ساعتها طلع معايا الأوضة وإتلافى شنطة سفر كبيرة وحطهالي على السرير.
ـ قبل أي حاجة أنتِ حابة القعدة هنا؟ يعني حد معاكي حد متمسكة بيه هنا؟ حابة المكان أو حابة حاجة هنا؟
– أنا مش عارفه إنت بتسأل ليه؛ بس مفيش أي حاجة من دول، مفيش غير سهيلة، وحتى دلوقتي مبنعرفش نتقابل ولا نقعد مع بعض.
– طيب، لمي حاجتك اللي هتحاجيها كلها، هنسافر على عند جدك.
بصيت ليه لوهلة بحاول أستوعب الكلام وبعدها قولت له بصوت خايف مصدوم:- فين؟ عند جدك! وهو.. هو هيتحملني ولا هيتقبل وجودي أصلاً؟!! يا ابني أنت سامع نفسك بتقول ايه ؟؟
رجع إيديه لورا وهو بيقولي:- زي ما سمعتي، وبعدين مين قال إنه مش هيتقبل وجودك؟ بالعكس دا هيرحب بيكي جداً، دا كمان عرف إن ربنا هداكي وفرح بيكي.
– طيب وتيتا، هتحبني ؟! هتحب وجودي وتتقبله؟ وباقي العيلة هناك؟
– تعالي وثقي فيا.
– طيب وماما وبابا، محدش منهم هيعترض.
– يعني هما واخدين بالهم من وجودنا ولا حاسين بيه، يا جنات فوقي، أنا وأنتِ اتربينا هناك من وإحنا صغيرين ورجعنا وإحنا في المدرسة.
ساعتها فعلاً إحنا اتربينا هناك لانشغال بابا وماما بس حمد قضى وقت أطول مني نظراً لأنه هو الأكبر ورجع بعدها سافر هناك تاني لما شغله بقى هناك.
نزلت معاه وروحنا الحقيقة إن الطريق أطول من حياتي، وأنا كنت بنام حبة وأصحى حبة وعندي أرق إنما إيه تحفه، دخلنا على طريق البلد وأنا خايفة، أنا هبقى فعلاً لوحدي؟ هفضل لوحدي؟… قطع تفكيري حمد.
– أنتِ فاكرة هنا بنت عمتك؟
– اللي قدي ؟
– آه هي، المهم إنك ممكن تشوفيها وتروحوا الجامعة مع بعض إن شاء الله.
خلص كلامه وسكتت، ركزت على الطريق، منظر الزرع والسما ومن ورا منهم الجبل اللي محاوط أغلب القرية واو، سبحان من خلق فأبدع بجد، منظر مبدع ومهيب يخليك تسرح فيه وتنسى الدنيا وهمومك.
وقف حمد العربية قدام بيت جدو، واجهة البيت لاهي قديمة ولا هي جديدة، بس طبعها وشكلها صعيدي، و… إيه دا لحظة، جدو وتيتا واقفين قدام الباب.
مسكت في حمد بخوف بعدما نزلنا:- حمد أنا خايفة، علشان خاطري يلا نرجع.
– يا بنتي هو حد هيعضك؟
بصيت على جدو بتوتر اللي كان ساعتها باصص ليا بدون تعبير وهو ساند على عكازه بكل هيبة.
قربت منهم وأنا جنب حمد، ساعتها إتكلم جدي:- يا هلا بالغالية نورتي بيتك يا بت ولد.
إبتسمت وسلمت عليه، ساعتها هو خدني بالحضن وأنا لسة مش عارفه استوعب ترحيبه، بعدها قربت تيتا وسلمت عليا وهو بتأخدني في حضنها وبتبوسني من خدودي وبتقولي:- بقيتي زي العسل وكبرتي يا جنات، زي البدر المنور الله أكبر, بس مالك هفتانة كدا ليه؟! تكونش أمك مكانتش مهتمة بوكلك؟
ضحكت على كلامها وأنا بقولها:- لاء تيتا مش كدا، بس أنا أكلي مش كتير.
– تيتا إيه بس، قوليلي ستي زي باقي عيال عمامك وعمتك، وتعالي معاي بس أنا مجهزالكم بط ورز وحمام وطبيخ يُرم عضمك.
خدتني معاها جوة وحمد وجدو وجه شاب تاني واقف معاهم باين بيتكلموا في حاجة مهمة .
صوت الشاب كان قريب مني وأنا حساه مألوف ليا، لكن ستي خدتني معاها جوة ودا كمان بالإضافة لارهاقي والصداع فمركزتش.
واو، البيت إلى حدٍ ما زي ماهو بس في بعض التغييرات البسيطة، لكنه محتفظ بدفاع بوجود جدي وستي، وأكلها اللي مازال طعمه مختلف ومسكر عن أي أكل ممكن حد يأكله في أي مكان تاني، الدكك اللي مرصوصة في أركان البيت، المفارش الخيش اللي مفروشة عليها اللي لونها جامع بين البيج والبني، والمساند اللي مازالت محتفظة بهيبتها، كل حاجة محتفظة بهيبتها ورونقها بسببهم وبسبب وجودهم .
– من الاسبوع الجاي وأنتِ هتروحي كليتك يا بت ولدي.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على حافة الهاوية)