روايات

رواية شمس الأقدار الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم دودو

رواية شمس الأقدار الفصل التاسع والعشرون 29 دودو

رواية شمس الأقدار الجزء التاسع والعشرون

رواية شمس الأقدار البارت التاسع والعشرون

شمس الأقدار

رواية شمس الأقدار الحلقة التاسع والعشرون

“تَشْكو فراقنا وأنتَ جَنيتهُ
ومن العَجائِبِ ظالِمٌ يَتَظَلَّمُ”

مامن وجع أصعب من وجع الولادة .. ولادة حياة جديدة مليئة بالصراعات مع مطبات الحياة .. ولادة ألم والتخلص منه وزرع في داخلك أمل .. ولادة طفل يعني ولادة روح .. ولادة تربية ومسؤولية اكبر .. ولادة وانتي الام والاب .. وانتي عمود الفقري الذي يتكئ عليه اطفالك .. وانتي مصباح دنياهم .. وانتي .. وانتي .. وانتي .. وتأثير كل كلمة ماما تقال لكِ في اليوم تسصعبين الحياة اكثر ..
فـ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم
( كلكم راعٍ، وكلكم مسئولٌ عن رعيته )
وهل بمقدور الكائن الضعيف واللطيف تكون المسؤولة مادياً ومعنوياً ونفسياً لأسرة كانت هي ربُها ؟

توجعت هلبا نفسياً اكثر من وجع الولادة .. رافعها خوها وكلها استحياء .. كاتمة وجعها وصوتها مخنوق بالعبرة .. والدموع لا نعت لها ..
وبين الوجعات كانت تشكو لله ضيقتها .. وتتحسب ربي في كل من كان السبب في وضعها في الموقف الذي لا يحسد عليه .. لانه خجولة .. والحياء شعبة من شعب الايمان ..

تمسكت بيد امها والعين تشاكيها بس حاولت تكتم ألمها العنيد عليها .. وبنفس السبب باش ماتنشغلش عليها .. وخشت لغرفة الولادة وكأن اول مرة تشوفها .. اللي عاطيها شوية دافع وامل إن ..
( العدة تكمل بوضع طفلها فوراً )
ياما انحرمت من لمات واعراس الاقارب بسبب العدة وقبل الطلاق كان لازم تاخد شيرته .. ورفضت رفضاً قاطعاً ..
صوت طفلها كسر كل مخاوفها .. نساها وجعها .. أكدلها بـ ( ماما نحن تحت رعاية الله )
حضنت طفلها وقعدت تبكي وبوجنتيها تتحسس وجنتيه الورديات .. الحمد لله كان سليماً معافى .. واطمنت عليه ..
وبصوت طفلها اكيد انتهت العدة بالسلامة .. واكيد بالسلامة لكل وجع وكل ضيق وكل حزن وبالسلامة لقصي واهله وعيشتهم اللعينة .. وتو تعمري كانه خرابك مني ..
وكل شي أثر فيها سلباً ودعاته وابتسمت مجدداً للحياة .. حياة بلا قيود لعينة .. بلا قيود الذل والمهانة .. ويامحلا وجودك يالميمة في هاللحظة الصعبة .. هانت .. هانت
حضنت امها وحمدتلها ع سلامتها ..
حنان تبكي: الحمد لله ع سلامتك يابنيتي الحمد لله ياربي وليدك صحيح مافيه سو الحمد لله
شمس حضنت امها بقوة: الحمد لله .. بالله عليك معاش تبكي راني فرحانة تمت العدة واخيرا بنطلع وبندهور بوليداتي
ضحكت امها ومسحت دموعها: ضحكتيني يعطيك الهني
الممرضة: خللي نحطوها ع السرير .. والحمد لله ع سلامتها
حطوها وقعدت امها شادة ايدها ..

شيراز تبكي وحاضنة بوها: الحمد لله ع سلامتها ومبروك عليك حفيدك
بوها ابتسم بحزن: هذا ولدي مش حفيدي
شهرزاد حاضنة يزن: جاك وخيك يايزوني .. تو بتلعبو وبتضحكو وبتكبرو مع بعض
يزن صغير ع استيعاب هالكلمات .. كل اللي يعرفه
( ماما وين ؟ )

كان كل تفكيرها يزن ولدها .. سبحان الخالق نست قصي وايامه في هديك اللحظة .. همها بس ولدها الجديد ويزن حبيب القلب .. والاتصالات تهل من كل حدب وصوب يبارك ويحمّد ع سلامتها بمولودها الجديد ..
قمة في السعادة هي توا .. ومش حاسبة لغدوا شي غير انها بتكون أم صالحة مثالية باذن الله لاولادها .. وسعيدة اضافةً ان الله رزقها بمولود ولد مش بنت ولانها ماعندهاش ثقة في اهل قصي اصلا باش تبعتلهم في يوم من الايام بنتها زيارة .. المكان يللي ماإتمنت ع نفسها فيه كيف بتأمن ع بنتها ؟!

شريكتها في الغرفة كان هذا مولودها الخامس وياربي ع حن زوجها عليها .. كل شوي يايتصل يايزور ويطمن عليها وصغاره معاه ويعول عليهم ..
في هديك الليلة تسمع شمس في حديث شريكتها وزوجها وبدون قصد ..
: عشيتهم ؟ .. صحيت بارك الله فيك .. اي يومين المفروض لاني عملية .. لالا ماتشغلش بالك تعشيت كويس وانت اهو جايبلي حاجات كل مرة ناكل منهم ( ضحكت ) لالا زبادي منعوه عليا اصلا
غمضت عيونها في محاولة نسيان يوم ولادة يزن .. وشتّان بين الثرى والثريا .. واليوم مش داري عنها ولا سائل ..
كيف يمكن للحب أن ينقلب كره !

الساعة 12:00 ليلاً ..
الممرضة: مامات اللي تبي تشوف وليدها وبنيتها تجي توا تتفضل ع الحضانة
ابتسمت شمس: اي بنشوفه انا
ابتسمت الممرضة: هي نساعدك ؟
شمس: لا مافيش داعي تو انوض بروحي هي
شريكتها: تساعديني انا ؟
جت الممرضة: حاضر هي
ودبة .. دبة ..
وصلت للحضانة .. رفعتلها الممرضة ولدها وفي ايده شريط مكتوب عليه ( ابن شمس )
ضحكت شمس: حبيتها الكنية
الممرضة: يتربى في عزك انتي وزوجك يارب هذا الوليد الوحيد في الحضانة وسط بنيات الله يبارك
ضحكت شمس وخدت ولدها بحنان: أسد ولدي
شريكتها خدت بنيتها وقعمزت بصعوبة .. والممرضة كانت منشغلة بيها ..
شمس حضنت ولدها واستنشقت ريحته: ياربي مفحاك ( تنهدت وابتسمت بألم ) سامحني ياوليدي .. سامحني حبيبي تشفعت منك واضايقت لما عرفت روحي حامل بيك ماكنت نحسابك بتجيني بالفرج والفرح .. سامحني ياعمري انت تو تكبر وماتلومها امك ع اللي داراته والله .. تو تكبر وتعرف حقيقة الوجع اللي مريت بيه وتعرف بوك وسلبيته وتخلى عليكم وباعكم بالرخص .. والله ماخدي حتى دقيقة من وقته يفكر فيكم وينشد شن صاير فيكم وخيك اليوم سكر العام ومايعرفش بوه وانت ياوليدي بتكبر وبتسمع بيه سمع بس .. الله لا تربحك ياكوثر وربي ياخد فيك الحق وتلقيه في بناتك يارب العالمين اللي فرقتيني انا وولادي ع بوهم .. يارب تلقاه في صحتها وعيونها اللي داراته فيا .. خود حقي منهم وريحلي بالي وهنيني انا ووليداتي يارب
حضنت ولدها بقوة وأجهشت بالبكاء .. بالعبرة .. بالحسرة .. وبالقهر ع احلا لحظات عمرها عاشتهم في رعب وتخوف .. احلا لحظات عمرها ونكدت عليها عزوز النحس .. الله ياخد فيهم الحق

روحت لحوشها بمساندة امها وعيلتها .. وخلود كانت مجهزة صفرة قنينة لشمس ..
مدتلها الصفرة: هي كولي صحتين عليك ياغاليتي
شمس رفعت عيونها بامتنان: صحيتي خلود .. جميلك والله ماننساه ووقفتك مع اماليا ماننساها
خلود ابتسمت: انتم عيلتي الثانية وعيب عليك تقولي هكي ( ضحكت بمحبة ) ع فكرة حمودي قالك انا نبي نسميه
ضحكت شمس: اي عادي وين المشكلة .. بس جاي في بالي ان بابا يسميه
خلود قعمزت وابتسمت: تبي الحق ولاه ! .. خللي عمي يسميه والله كان تشوفيه كيف خايف عليك والله ماخلا فيا شعرة
تنهدت شمس وقامت باناملها قطعة من التفاح: عارفة والله .. اللي مخليني بنموت حسرة نظرة بابا ليا نحس فيه كان متأمل اني نعيش ملكة في زماني بعد قصي أظهرله قداش يحبني وهكي .. خاب ظنه حسبي الله ونعم الوكيل فيها عزوز القايلة اهيا
ضحكت خلود بصوت عالي: انسيهم انسيهم والله هما الخاسرين الباقي هناك واحد بعقله يفرط في عسل زيك ؟
ضحكت شمس: بالك هلبا عليا ؟
تنهدت وطبست ع الصغير: الله يبارك عليه لمحة الزين
شمس ابتسمت: الحمد لله

في وسط عائلي لطيف ..
رفعت شمس ولدها بين ايديها وقرباته لحضن بوها بامتنان وحب ..
شمس قعمزت جنبه: بابا .. نبيك تسميه انت ونبيك تكونله الاب الحنون زي ماانت اب ليا انا
ابتسمت بوها ورفع الصغير وباسه ع جبهته: ربي يبارك فيه ولدي .. ( شاف لشمس ) يزن وهذا ونعاهدك قدامهم كلهم انه مش ح ينقصهم شي ونكونلهم بوهم وجدهم وربي يقدرني نحسن تربيتهم ونعينك فيهم يابنتي
حضنت بوها وقعدت تبكي .. باس ع راسها ..
شمس: ربي مايحرمني منك
بوها: يابنتي انا نبيك تردي بالك ع روحك بس وماتشغلي بالك في شي .. الحمد لله تفكيتي منهم العيلة هديكا وادعي ربي يعينك عليهم ويباركلك فيهم
تنهدت شمس: ان شا الله
شيراز دمعت عينها: هيا بابا شن تبي تسميه الغزال ؟
بوها تنهد: زين لانه زين ع زين
فرحت هلبا شمس بالاسم: ربي يباركلي فيك
شيراز حضنت يزن: يزون وزيون .. مغلاكم عليا
شهرزاد خدت زين من حضن بوها: محلا وليدي ياربي
حنان ابتسمت وحضنت بنتها: ربي يباركلك في وليداتك ويعوضك خير يابنتي

قبل هالساعة المباركة .. بوها اتصل بالمحامية ..
بوها بآسى: بالله نبيك تخبريهم ان شمس زاد عليها وليد .. باش يسميه
المحامية: الحمد لله ع سلامتها .. باذن الله ح نكلمه
بوها تنهد: وقوليله دبشها شن يصير فيه .. قصدي والله عيب لو هما يعرفو الاصول هذا ؟
المحامية ضحكت: والله ياعمي واضح مايعرفو الاصول لانهم كل مرة براي وخصوصاً هوا تفكت منه بنيتك وربي يعوضها خير منه

قصي مصدوم .. في حالة ذهول لا يرثى لها ..
المحامية: آلو تسمع فيا خوي ؟
قصي تنهد: اي اي نسمع
المحامية تنهدت: اسمعني وخيي نصيحة مني والله البنية مانعرفها ولا تربطني بيها حاجة لكن اهلها خيرة الناس وناس كويسة هلبا والدليل ع انهم مادارولك شي لعند اليوم رغم أذيتهم هلبا
قصي سارح في الفراغ .. ومش معاها بكل ..
المحامية تنهدت: خلاص فهمت .. انا حبيت نخبرك لو مازال رايد الصلح تقدر تتكلم معاها توا ممكن يتصلح كل شي !
قصي: لا .. مش هي تبي الطلاق ؟ خلاص ترقد هي وولادها
المحامية توسعو عيونها: هادم ولادك مش ولادها بس ؟
قصي زفر بضيق: مانبيش منها ولاد
المحامية تألمت: لا حول ولا قوة الا بالله .. مع السلامة
سكر الخط وحذف التليفون ع طول ايده .. وبدي يلف في الدار ويصرخ ألم الفراق بدي يظهر عليه .. وجه شاحب .. عيون ذابلات .. والجسم هزِل ..
وانسحبت الكرامة .. والآنفة .. وانكسر كبريائه ..
قصي حط ايديه ع راسه وبدي يبكي بحرقة: علاش درتي هكي ياشمس علاش ؟ .. علاش خليتيني وحرقتي قلبي ع ولادي ؟ .. علاش تخلي فيا حقير قدامهم كلهم وانتي عارفة انا شنو ؟ .. كسرتيني .. خذلتيني .. حرقتيني ع كبدي .. ( مسح وجهه وتنهد ) انتي السبب انتي

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس الأقدار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى