رواية عشق امير الجان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم فرح ابراهيم
رواية عشق امير الجان الجزء الثالث والعشرون
رواية عشق امير الجان البارت الثالث والعشرون
رواية عشق امير الجان الحلقة الثالثة والعشرون
كانت الصدمه حليفتها فظلت تنظر له ببلاهه ليبتسم هو بعدما ادرك صدمتها فأقترب منها طابعاً قبله فوق وجنتيها هامساً بجانب اذنها..
: جميلتي انتي دلوقتي شايله في بطنك ابنِـنـــا..!!
لم يكن بينها وبين التعقل وصال فأخذت تهز رأسها بعدم فهم لا تعلم اعدم فهم لكيفيه حدوثه وهم من جنسيين مختلفين وهي كانت شبه متأكده انه لن يحدث ام عدم فهم لمدي فرحتها فهي لم تصل لذلك المقادر من الفرحه من قبل..!!
_: ابننا؟!!! نطقتها بينما توسعت حدقتها..
_:طب.. طلب.. ازاي؟!! انا مش فاهمه يعني.. ااا
تنهد بثقل : جميله..
ثم تابع حين صمتت ونظرت له في تساؤل :
انا فاهم انتي بتفكري في ايه ..
ازاي.. مش كدا؟!
ألتزمت الصمت فتابع هو : ده السؤال الي بتفكريه فيه.. ازاي.. ازاي ده حصل مش كدا؟
هزت هي رأسها في صمت ليحتوي هو كفيها بينما قال: احنا اه من جنسين مختلفين بس متنسيش اني ما معملتش كدا وانا جوا جسمك وانتي متعرفيش..!!
كان ممكن الي حصل بينا يحصل بس منغير ما حتي تعرفي ومكنش هيبقا في بيبي ساعتها..
ليحاوط وجهها بيده قائلاً بصوت متحشرج صادق
: بس ده كان هيتعبك بعدين .. كنتي هتحسي بأرق وعدم راحه ، وبعد فتره كان وجع جسمك هيبدأ يظهر ومكنتيش هتبقي عارفه السبب بس في نفس الوقت مكنتيش هتستحملي..!!
حاول استبيان مشاعرها من عينيها ولكنها كانت خاويه تنتظر المزيد فتابع بينما لم يترك كفيه وجنتيها الممتلئة ببراءة بل و اخذ يحرك عليها اصبعه بحنان : بس انا مقدرتش اعمل كدا يا جميلة.. مقدرتش اوجعك..!!
ومقدرتش امنع نفسي عنك .. خرجت كلماته بدون حيله بينما زفر بضيق عندما تابع : مع اني كنت عارف اني لما ابقا في صورتي البشريه ويكون بعلمك ورضاكي ده هيخلي الموضوع ياخد شكل طبيعي كأي اتنين من جنس بعض وكنت عارف ان في احتماليه يكون في بيبي..!!
حاول الهروب بنظراته حينما قال بغموض : سامحيني يا جميله..
عقدت حاجبيها بإستغراب من تأسفه فعلي ماذا يتأسف الان وما هذا الغموض الذي تسيد حديثه..!! حينها فهمت تلك النظرات جيداً التي كان يرمقها بها من ساعه استفاقتها..!!
هنا واستشفت الخوف في نظراته والأسي والذي قد غلبوا علي الفرح لتصيبها تلك النظرات في مقتل..!!
_: انا كنت عايزه اعرف ازاي عشان افهم مش اكتر مش عشان انا معترضه علي البيبي..!!
بالعكس انا عمري ما حسيت اني فرحانه كدا..!!
كلماتها تفوقت علي احد نصل قد يغرز منتزعاً قلب من امامه بكل قسوه..!!
لماذا تصعب عليه الامر؟! الا يكفي ما به من تخبط وحزن دفين؟! انه يمسك اعصابه بأعجوبه ويحاول تصنع الابتسام والسعادة منذ علمه بالأمر.. لايريد ان يحزنها او يجعلها تشعر بشئ لا يريد ان تلاحظ اي شئ فإن لاحظت لن يستطيع النظر في عينيها مجدداً.. هو شبه متأكد انها ستكرهه ان علمت ماذا يخطط ان يفعل..!!
لذا يريد ان يسير كل شئ في سريه وسلاسله كما خطت ويكفي عليه ألماً الي هنا فهو مضطر لفعل ما سيفعله ولكن يعلم انه الحل الوحيد..!!
_:سيمرائيل ..
اسمه من بين شفتيها افاقه ليرفع نظره لها مقابلاً نظراتها الخائفه حين قالت متسائله عندما طال صمته : انت مش فرحان ؟!..
لتتابع بعد ان ابتلعت غصه مريرة بحلقها : انت مش عايز البيبي؟!!..
_: عايزه اكتر من اي حاجه في دنيتي..
قالها بأسي وصدق حقيقي بينما يشعر بقلبه بدأ في النزيف بداخله..
_: اومال مش فرحانه ليه؟!.. و ليه نظره الخوف الي في عنيك دي؟!..
وان كان هو امير الجان فهي اميره البشر.. وقد اعتادت علي كل ردود افعاله وحفظتها فأصحبت تتفنن في تحليل مشاعره بل وتبدع في تحليلها..
_: ابداً مفيش حاجه.. بس مكنتش متوقع واتفاجأت بس..
نظرت له بشك بينما حاولت تخطي الأمر ولكنها عاهدت نفسها ان تعرف ما به حتي لو عنوةً عنه..!!
اخفضت نظرها لبطنها بينما رفعت يداها وتحسستها برقه ولمعت ابتسامتها الرقيقه فوق شفتيها ثم رفعت نظرها له قائله بتساؤل : اشمعنا قولت اببنا؟! ليه ما قولتش بنتنا؟!…
يالله تلك الصغيره تفتك بأعصابه بسبب كلماتها ولكنه يجب ان يتحلي بالثبات حتي لا تشعر بالريبه ولكن دون ارادته خرجت كلماته بأسي استشفته هي جيداً : عشان انا حاسس بيه.. حسيت بيه شبهي ونبض قلبه صوته قوي وعالي وكأنه بيقول للدنيا استعدي عشان تقابليني مش هو الي بيستعد لمقابله الدنيا..!!
حاولت تخطي فضولها في معرفه السبب وراء غموضه ولكنها اقسمت بداخلها علي عدم الاستسلام حتي تعلم : ممم قصدك انه قوي ومغرور زي باباه؟!!..
_: قوي ومغرور ايه بقا..!! بقا بذمتك من بعد ما شوفتك بقا فيا حيل لأي حاجه..!! ده انا كنت بسيب دنيتي عشان بس اقعد اتابعك و املي عيوني منك يا جميله…!!
ابتسمت بخجل وتورت وجنتيها وحاولت تغيير مجري الحديث حين قالت بمشاكسه : اهي عيونك دي لما كانت بتقلب وكنت بشوف فيهم ضلمه وغضب.. كنت بترعب وبعيط من الرعب كمان..!!
لتتابع هي بنبره معاتبه نوعاً ما : مش هنكر انك طيوب خالص بس كل دا وانت هادي انما بقا لما تتعصب بصراحه بتبقا بتخوف اوي..!!
وبتخوفني اوي لما بتفضل تزعق…
قالتها بعتاب طفولي بينما حاولت اخفاء نظراتها الحزينه حين تذكر ما مروا به منذ قليل وفي الماضي ايضاً تذكرت اوقات غيرته العمياء..
_: مش قولنا خلاص مش هزعق ومش هخوفك تاني؟!..
نظرت له بشك ولكن نبرته الحنونه ارغمتها علي اللين فتابع هو بإبتسامه مشاكسه بينما اقترب منها مداعباً ارنبه انفها بطرف انفه برقه : خلاص بقا يا جميلتي الطيوب هيفضل طيوف علي طول اتفقنا؟
ابتسمت هي بخجل وهزت رأسها برضا بينما تلعثمت في كلماتها ليضيع عينيه بشك بعد ان ابتعد عنها : طب. يعنن.. هواا..
_: مممم اكملي علي طول يا جميلة وقولي الي عندك منغير تهتهه في الكلام..
_: اقصد يعني انك مش هتتعصب تاني صح؟
_: مممم
اجابها بينما يعلم مبتغاها جيداً..
_: يعني ممكن يعني.. اروحح.. اقصد.. توديـ..
تنهد مقاطعاً لها بينما قال في قله حيله : حاضر يا جميلة انا عارف انتي عايزه ايه وهعملهولك..
نظرت له بتوتر ولكنه اغمض عينيه اهو يحث نفسه علي اساعدها حتي ولو كان هذا سيكلفه عناء جبار في حمايتها ولكنه يعلم ان الايام القادمه بالتأكيد ستكون صعبه ومجهده بما يكفي عليها فأردف موضحاً
: حاضر هوديكي تشوفي اهلك …
خرجت كلماته لتكن اشاره لتفجر مشاعرها مصاحبةً لإبتسامتها الساحره حين قفزت بلهفه فوق ركبتيها وارتمت بين احضانه بدون مقدمات بحماس : ببجججددد؟؟!! ربنناا يخليك ليا يارب يا حبيبي انا فرحاانه اويي..
حاوطها بذراعيه وسبح في بحور عطرها ولم يسمع اي حرف من الذي تفوهت بهم هو فقط يريد الشعور بها بين يديه حتي يطمأن قلبه قليلاً ولكن كلماتها المباغته دون حساب بعدما ابتعدت عنه واخذت تتخيل لحظه لقاء اهلها جعلته ينتيه لها حين قالت بحماس : اللههه..!! دول وحشوني اوي وكمان ماما هتفرح اوي لما تعرف اني هجيب بيــ…
كانت تلقي كلماتها بينما وضعت كف يدها تحسس بطنها ونظرت لها في حماس ولكنها توقفت حين تذكر قواعد التقائهم التي فرضت عليها فأردفت بصوت منخفض محبط : ولا صحيح.. !! انا نسيت ان هما مش هيشفوني..
التمعت عيناها بالدموع بدون ارادتها حين قالت
: انا نسيت اني بالنسبالهم ميته اصلاً…
هنا ولم يعرف للتريث معني بل نهض كالمجنون مبتعداً عنها فهو بالكاد يحمل بصدره ما يكفي ويزيد وقد وعدها انه لن يغضب عليها مره اخري ولكن كلمتها جعلته كالبركان الذي اذا تفجر ستبتلع حممه كل شئ من حوله بلا تفرقه…!!
لا يعلم اهو غاضب من نفسه انه السبب ام غاضب منها ومن مواصله ضغطها عليه..!!
جلست هي بسكون تتابعه وهو يبتعد وتراجع ما قالت لتشعر بالندم والخزي انها كالاطفال لا تحسب كلماتها قبل إلقائها في وجه من امامها فبالكاد هي تعلم انه سينزعج من تلك الكلمات ولكن رغم ذلك لم تفكر ثم القتها في وجه دون رحمه وها هي الضيقه تتملك منه الان بسببها..!!
لعنت غباؤها وتمنت لو استطاعت إصلاح الامر فترددت في خطواتها تجاهه ولكنها حسمت امرها اخيراً وذهب له خارج الكوخ فوق ذلك الامتداد الخشبي منه وكأنه بساط من الخشب يمتد امام باب الكوخ..
اقتربت منه ثم لم تعرف كيف عليها ان تبدأ الحديث او من اين فلم تجد حل امثل من انها تحتضنه من ظهره لتتوسد رأسها منتصف ظهره ويداها الصغيرتين تحيط بخصره بقوه..
شعر هو بأنفاسها حينما كانت تقترب ولكن لم يتوقع رده فعلها تلك ولكنه ألتزم الجمود وتصنع اللامبالاة بحرفيه..
_: سيمرائيل..
نادته بصوت خافت ولكنها لم تجد الرد..
_: حبيبي انا والله ما كنت اقصد ادايقك.. متزعلش بقا..
ولكنه أيضا صاحب الجمود فتنهدت هي بإحباط ثم التفت له لتقابل عيناه المظلمه والغامضه بنظره اسف : انا والله فرحانه منغير حاجه.. كفايه بس اني هشوفهم وبعدين انا هصبر لحد ما نقدر نرجع زي ما قولتلي صح يا حبيبي؟!!..
سؤالها كان اثقل مما يبدو عليه فنظر لها بنظرات لم تعلم ماذا يحملوا ولكنها ظلت تبحلق بهم بينما هو ابعد نظره عنها مره اخري في ضيق وقد شعر بعجز اجابته عن سؤالها.. فالاوضاع تسوء ولم يعد يعرف احقاً سيجدون فرصه للرجوع ام انها تبخرت؟!…
شعرت هي بضيه فعبست وقالت بنفاذ صبر
: خلاصص بقاا يا سيمرائيل..!!
اقولك مش عايزه حاجه خالص غيرك انت…
صمتت ثم شابكت اصابعها بين اصابعه و وضعت كفه فوق بطنها برقه قائله بإبتسامة عاشقه ثم تابعت : وابننا.. مش عايزه غيركم من الدنيا دي كلها…
هذا الشعور بالعجز يقتله.. يكاد يصرخ من شده تخبطه داخلياً علي وضعه المشتت..!!
تجاهل حديثها بجمود وكأنها لم تقل شئ بينما ابتعد عنها قائلا بإقتضاب : تعالي ورايا عشان اقولك هتعملي ايه..
كادت ان تسأل ولكنه اجاب من قبل سؤالها : عشان هنقلك دلوقتي لبيت اهلك…
…………………
كانت تجلس بشرود كعادتها تدمع عيناها تاره وتاره اخري تبتسم حين تتذكر ضحكتها التي كانت تشرق قلبها…
_: مش كفياكي بُكي بقا يا امو چميله؟!..
التفت له وتأهبت بأسي : انا لو فضلت بجيت عمري كلو ابكي علي ضنايا ما هيكفيني..!!
انت ازاي جامد اكده وبتقولي ما ابكيش علي بتي؟!! ازاي مش حاسس بحرقه جلبي ها؟!!
هتف بها بحزم وصدق بينما ضاق به النفس ونفذ صبره : وهو انتي فكرك عشان ما بكلمش وبقولك فوقي يبقا مش حاسس؟!!
انا قلبي محروق زيي زيك بالظبط..!!
بس انا عارف بتي كويس.. عارف انها بتحب تشوف ضحكتنا ويحزنها تشوف دموعك الي ما بتجفش دي…!! انا عايز فرحه بتي وراحتها عشان انا عارف انها معانا.. جميله عمرها ما هتسيبنا عشان هي حته من روحنا ملازمانا طول عمرنا..!!
عشان اكده عايز مش عايزها تزعل مننا..!!
قالها بألم ثم هوت دمعها مباغته فوق وجنتيه ليجففها بسرعه ثم تابع بحزم وهو مصر علي انتزاع عفاف من تلك الحاله.. فحالتها تسوء يوماً عن يوم..!!
_: جومي اغسلي وشك وصلي واقرأي قرآن.. خلي بتك تفرح بشوفتك مش تحزنيها بشوفه دموعك..!!
تابعت كلماته بقلب ملتاع بينما جففت دموعها مع اخر كلماته ونهضت متنهده وهي تهز رأسها له موافقه علي كلامه ثم توجهت للمرحاض حتي تتوضأ لأداء فرضها..
…
ترجلت من المرحاض بخطي بطيئه وكادت تدلف لغرفتها ولكن تصنمت في منتصف طريقها امام غرفه جميله…
اخذ صدرها يعلو ويهبط بعنف بينما اغمضت عيناها وهي تحاول استجماع شتات عقلها..
_: مالك واجفه اكده ليه يا عفاف؟..
سألها بينما كان يقف مقابلاً اياها علي باب غرفتهم المجاور لباب غرفه جميله بعدما رأي تصلب جسدها وتصلب نظراتها نحو غرفه جميله..
_: جميله..
قالتها بشرود وضياع ومازالت علي حالتها..
_: ايه؟!!
_: جميله هنا… انا حاسه بيها…
قالتها بنظرات متوسله ان يصدقها
استغرب لحالتها وزفر بنفاذ صبر فمن الواضح ان حالتها ميؤوس منها..!!
_: لاااا انتي مفيش فيكي فايدا ابداً..!!
_: صدقني يا جلال.. جميله هنا.. انا حاسه بيها معانا.. حاسه بيها جريبه مني .. حاسه بروحها وشامه ريحتها..!!
قالتها بعيون دامعه وهي تلتف حول نفسها وعيونها كانت وكأنها تترجي اركان المنزل ان تظهر بإحداهم..!!
_: ادخلي يا امو جميلة نامي.. انتي شكلك تعبان ومحتاجه ترتاحي..
نظرت له معاتبه علي عدم تصديقها ثم قالت يتحفز وهي تتجه بخطواتها نحو غرفه جميلة
: انا هنام النهارده في اوضه جميله..
تابعها بأسي وحرك رأسه بلا حيله دلاله علي ارهاقه من معاناته معها ولكنه بالاخير تركها تفعل ما تريد وتوجه هو لغرفته غير واعي لتلك التي تقف في الرواق المقابل للغرفتين والذي يكشف لها رؤيه الذي حدث منذ قليل بينما كانت تكتم شهقاتها بكفه يدها ودموعها شلال جاري فوق وجنتيها بألم فكم ألمها حالة والدتها وارادت ولو للحظه ان ترتمي بين احضانها ولكنها ظلت متصلبه مكانها تتابع ما يحدث بقلب ممزق وتمنت لو تستطيع خلع ذلك السوار الذي ألبسه اياها سيمرائيل قبل رحيلهم وافرض عليها التعليمات بعدم خلعه مهما حدث فقد تعلق به حجر ما يحميها ويعزلها عن الأذي بقدر كبير وايضاً كان عاملاً في عدم اظاهرها امام الاعين البشريه واخفاؤها خلف الحجاب الحاجز مثلها كمثل الجن تماماً.. !!
ارادت ان تخلعه حتي تطمأن والدتها انها بخير.. انا اخيراً وجدت السعاده والراحه.. وجدت الامان والحنان.. وجدت عشقها وكم تمنت ان تخبرها بما عاشته معه وبما هي مقدمه عليه وتبشرها برؤيه حفيدها عن قريب..!!
ولكن. . .
يده الي التفت حول كتفها جاذبه اياها جعلتها تلتف وتنظر له بعيونها الدامعه بينما لحظه التقاء اعينهم كانت كفيله له لينقلها معاوداً للكوخ..
…………………
ما ان شعرت بعودتهم حتي ابتعدت عنه دافعه يديه من فوق كتفها ونوت التوجه للمرحاض هاربه من امام عينيه فهي لا تريد أن تؤلمه ولكنها لم تعد تستطيع التحمل اكثر من هذا…
علم هو لما تريد الهرب وانها لا تريده ان يري حزنها ولكنه يعلمه جيداً ويتمزق قلبه له…!!
لحظه دفعها له لف هو يده حول خصرها وجذبها مانعاً اياها من ان تبتعد وجذبها لأحضانه بعنف ودون مقدمات..
عناق افاد شرح ألمهم هم الاثنين فقد كان عنقاً ممتصاً لألامهم ..!!
انهمرت دموعها فوق صدره بلا هوادة وضمها هو ممتصاً ألمها بينما حاول هو ايضاً الهروب من آلمه..
كانت تحاول التوقف عن البكاء بشتي الطرق فهي لا تريد ان تشعره بالضيق ولكنها لم تستطيع فحاولت اصلاح الأمر بطريقه اخري حين ابتعدت عنه قليلاً حتي تنظر لوجهه ثم قالت من بين شهقاتها بتقطع : انن.. انناا مش.. مش بعيط عشان.. عاشـ.. عشان زعلانه هما بس.. كانـ.. كانو وحشني..!!
جذب رأسها مره اخري لتتوسط صدره ثم ربت فوق شعرها بحنان : ششش عيطي ومتكتميش جواكي… علي قد ما دموعك بتوجعني بس احسن ما تكتمي جواكي وتتعبي.. عيطي وقولي كل الي عندك وانا مش هزعل…
القي كلمات الفرج عليها فأبتعدت عنه مجدداً حتي تستطيع النظر ولكنها لازالت بداخل احضانه بينما قالت بدموع : وحشوني اوي يا سيمرائيل.. وحشوني اوي ونفسي احضن ماما..
قالتها وارتمت بين احضانه مره اخري فضمها هو إليه ثم شعرت بنفسها في الهواء بعدما خفض مستوي جذعه ولف يده حول قدمها والاخري نحول خصرها ثم حملها وتوجه بها للفراش ليتوسطه ثم وضعها بين احضانه محاوطهاً اياها بقدميه وظل يحتضنها بسكون فهو حتي لم يكن بالقدره علي مواستها بالحديث فليس لديه ما يقوله وكم اشعره هذا بالعجز والضيق..!!
ولكنه يعلم ان هذا سيؤثر عليها بالسلب بعد قليل فقال هامساً بأذنها وهو يملس فوق شعرها بحنان : كفياكي دموع يا جميله..متنسيش انك حامل وكدا هتتعبي.. !!
رفعت نظرها له فهو أول مره يتحدث بقلق حول حملها فهي لازالت مقتنعه انه يخفي شئ عنها فسألته بدون مقدمات وهي لا تعلم من اين اتي سؤالها ولكنه افلت من بين شفتيها بغته
: خايف عليه؟…
_: خايف عليكي…
اجابها بصدق بدون تردد
_: طب وهو؟!.. مش خايف عليه؟!!
سألته وعيناها تتابع عيناه التي تحاول معرفه ما بهم
تنهد بضيق : جميله..!! انا مش فاهم انت شاغله نفسك ليه بمشاعري نحيته..!!
انا معرفتش يعني ايه مشاعر غير لما عشقتك يعني مش هعرف اخلق ليه مشاعر خاصه بيه هو وبس جوايا .. هو متعلق بيكي وانا كنت هحبه عشان هو منك انتي غير كدا معنديش ومش هينفع يبقا عندي..!! والي هيتعبك لو بسببه يبقا راحتك اكيد اختياري
انفجر بكلماته دفعه واحده بعدما طفح به الكيل ونفذ صبره
جففت دموعها وظلت تتابعه بعدم فهم لغموض كلماته الذي دائما يغلق بها حديثه تاركاً من امامه يسبح في بحور حيرته : يعني ايه؟!.. يعني ايه كنت هحبه؟!!
_: يعني من الاخر كدا لو حياتك قصاد حياته انا عايزك انتي يا جميله ومش عايزه…!!
انا مش هضحي بيكي عشانه حتي لو كنت طول حياتي بتمناه بس مش هيحصل انك تتأذي بسببه مش هسمح..!!
حاولت التريث وعدم التسرع في الفهم وهي تقنع نفسها بأنه اكيد لا يقصد ما فهمته من مخزي كلماته ولكنها افاقت من شرودها حين شعرت بشئ يقبض فوق كفيها لتنظر لهم ولكن لم تجدهم امام عينيها بل وجدتهم مكبلين خلف ظهرها ولا تعرف متي فعل بها هذا ولماذا وفرفعت عيناها له بصدمه وهي لا تصدق ما سيفلعه ولكنها وجدت الجمود والتهجهم مسيطر علي تقاسيم وجهه..
كان يتعامل معها متصنعاً الجمود بينما كان يتمزق داخلياً ولكنه علم ان التأخر ليس من صالحهم.. كلما تركه له كلما تعلقت به اشد..!!
كان ينتظر ان يفعل هذا دون علمها انه السبب ولكنها وضغطت عليه واستفزته حتي فاض به الكيل وانفجر بها غير عابئ بصدمتها. .
_: سيمرائيل… انن.. انت هتعمل ايه…؟؟!
لم يجاوبها بل وضع كفه فوق بطنها ونظر لها بأسي وكأنه يودع شخص.. فلاحظت هي نظراته واخذت دموعها تتهاوي : سيمرائيل قولي هتعمل ايه….
رفع نظراته المتألمه والمتأسفه ففهمتها جيداً لتبدأ في النحيب بتوسل حين وضع يديه فوق رأسها قائلاً بصوت متحشرج : هتنامي ومش هتحسي بحاجه.. بس مينفعش..
قالها بألم وحيره من امره لتصرخ هي من بين شهقاتها : لااا.. ونبي لا يا سيمرائيل متعملش كدا… عشان خاطري ما تموتش ابنك… ونبي لااا يا سيمرائيل. ..لااااااا
اخذت تبكي بحرقه وهو امامها تتهشم روحه ويتعذب بقسوه : مينفعش يا جميله..مش هتتحملي.. الوجع هيأذيكي مش هتقدري تتحمليه..
_: هتحمله.. هتحمله يا سيمرائيل بس بالله عليك سيبه .. عشان خاطري سيب ابني عشان خاطري..
قالتها من بين شهقاتها حين بدأت تشعر بالدوار فأخذت تصرخ مقاومه اياه…
_: افهمي يا جميله.. غصب عني لازم اعمل كدا.. ده مش هيبقا من نسل بشري.. هتبقا جيناته وتركيب اعصابه ليا.. انا جنسي الاقوي وهو هيطلع تابع لجنسي بس الفرق الوحيد من انه جاي من بشريه وجنيه.. انه هييجي بصوره بشريه وجسم بشري غيرنا لما بنتولد من نار وبعدين بنتلبس في هيئته البشر لو احتاجنا لدا..
ثم تابع موضحًا : عشان كدا مش هتقدري تتحملي نموه جواكي.. هتبقا اقوي منك والوجع مش هتتحمليه..
لم تكترث لكل ما قال هي فقط تدافع عن ولدها لأخر نفس لها ولا يهمها اي شئ اخر فتابعت بحرقه وعيون متوسله قتلته: هتحمله يا سيمرائيل عشان خاطر اشوف ابني منك ولو للحظه واحدة..
هتحمل اي وجع وهحافظ عليه لما ييجي بس بلاش تقتله.. بلاش تعمل كدا في ابننا يا حبيبي.. بلاش عشان خاطري…
لماذا تفعل به هذا الا تعلم الصراع الدامي الذي يحدث بداخله الان؟!!
خارت قواه فهو كان يفعل ذلك بقلب ممزق ولكن حالتها تلك تضاعق آلامه ليتنهد بقله حيله ثم فك يدها المكبله وهم ان يبتعد عنها ولكنها فاجئته حين ألقت نفسها بين احضانه دون مقدمات واخذت تفيض شرحاً بالبكاء عن شده ألمها ليضمها هو بسكون ويغمض عينيه بقله حيله فهو لا يعلم كيف ستمر عليهم الايام القادمه وكيف سيتقبل مشاهدتها وهي تتألم حد اللعنه وهو عاجز عن تخفيف ألمها..!!
……………………
لقد مُهد الطريق وقرعت طبول عالم الانس لأستقابل زوارها من تحت الارض..
_: سيدي.. الطريق اتفتح اوله بس محتاجينك عشان تهدم العازل ونقدر نوصله..
قالها دهشان الذي يقف امام والده بقلق يتابع تعابير وجهه بعدم راحه من تخيل ما هم مقبلون عليه..
_: جهز نفسك وهات معاك حجر الزغرافيل وصولجان العزه…
قالها بقوه بينما تنهد دهشان في تأهب علي الدلوف لتلك المعركه فبالتأكيد لن يكون خدام وحراس سيمرائيل من هؤلاء الذي يُستهان بهم وبالتأكيد سيتصدون لهم بحيل سيمرائيل الذي يبرع في تلقينها لخدامه بتفنن دائماً..
………………
صرختها تدوي في المكان بألم وهي حقاً لم تكن تعلم ان بإمكانها الصراخ لهذا الحد ولكن ألمها يكاد يمزق احشاؤها..!!
لم تكن تعلم ان هناك ألماً لهذا الحد..!!
تشعر بإقتلاع روحها من داخلها بقسوه بينما تنقطع انفاسها وفجأه تعود مره اخري وكأنها تتعرض لصدمات كهربائيه بكل قسوه ثم يبدأ جسدها بالارتجاف بلا توقف حتي يرهق جسدها من شده الألم وتخر نائمه بين يديه فقد اعتاد هو ذلك .. اصبح يواصل ليله بنهاره يتابعها بأعين متفحصه لهفه ليستقبل صراخها و ألمها وفزعتها من نومها بألم وضيق بينما يحتويها بين احضانه محاولاً بث قوته لها لكي تتحمل.. كما ناوب علي اطعامها و مراعاتها وكأنها طفلته بكل دلال وحب وهو يحاول جاهداً تصبير نفسه بأنه قد فات الكثير ولم يتبقي الا القليل..
فهذه هي حالتهم لست اشهر مضت..
مضت الست اشهر بتلك الحاله ولن يتغير الروتين بهم فقد كان ألمها دائماً..!!
ولكن هذا اليوم ألمها ازداد بطريقه شنيعه جعلتها تصرخ من بين دموعها المتوسله له : ما بقتششش قاادرهه يا سيمرائيل… حاسه اني بموتت…
مش قادره آآآه ارحمنيي يارررببب… بمموتتتت
من شده تألم صراخها يجعلك تشعر به فور سماعه وكأنه انتقل لك عبر ذرات الهواء..!!
استغرب لشده انتفاضها بين يديه عن كل مره فقد كانت هذه المره بهستريا مريبه…!!
جسدها بدأ يتصبب عرقاً يلا توقف في غزاره و شفتيها تحولت للون الازرق دلاله علي اختناقها ليعلم انه حان الوقت. .
ان ابنه العتي يريد الخروج للدنيا بلا صبر ولا تريث …!!
حينها نظر لها وحاول مواستها ببعض الكلمات ويداه وضعت فوق عيناها تغلقهم ببطئ : اتحملي يا حبيبتي.. خلاص هتشوقي ابننا زي ما كان نفسك.. هتشوفيه يا جميله اتحملي…
_: بموتت.. بااا.. مم.. مووتت
هذت بتلك الكلمات بينما بدأت تشعر بفقدانها للوعي ولكن كان هذا بسبب سيمرائيل الذي بدأ في ترتيل بعد الكلمات فوق رأسها وعينها لتذهب هي لعالم اقل صخباً بينما هو عدل من نومتها وهبط بكفه فوق بطنها واخذ يرتل ما جعل جسدها ينتفض بعنف في نومتها ولكنه جلس فوق كل الفراش علي ركبتيه وحاول تكبيل يدها الذي وضع بكل كف منهم حجر غريب اخضر اللون وتابع ما يقول وهو يشعر به يقترب..
يشعر به يحارب مثله كمثل والدته حتي يأتي ملالاً للدنيا..
…………………
توقف في منتصف الطريق فجأه وشعر بذلك الارتجاف القوي الذي منعه من استئناف خطواته مما تعحب له دهشان ونظر له في تسأول..
فقذ خاضوا منتصف الطريق واستطاعوا التغلب على حراسه وتبقي النصف الاخر ولكن حاله والده غريبه واول مره يراه عليها…!!
_: سيدي حالتك تستعدي السؤال..
_: انا حاسس بيه.. هو جه.. جه يا دهشان ولازم اوصله..!!
قالها بفموض واعين شارده مما تعجب له دهشان وسأله بدون فهم وفضول : مين الي جه؟
نظر له ليري تلك الحيره في اعين والده ولكن ممزوجه بمشاعر اخري لم يستطيع استبيانها
: ابن سيمرائيل… لازم اوصله قبل انتصاف الليل.. لازم ارتل مخطوطه الناصريه له عشان يثبت انتمائه لنسلنا..!! مش هسمح لعالم الأنس ياخدوه مني زي ما خدوا سيمرائيل..!!
قال بنبره منصدمه : بس سيدي الطريق لسه طويل ممكن منلحقهوش..!!
_: مفيش حاجه اسمها منلحقهوش.. ابن سيمرائيل هينتمي لسلنا وهيعيش معانا وده أمر واجب التنفيذ .. اتححركككك ونففذذ…
صرخ به بغضب جحيمي وقد تحول من ذلك الملك الوقور الي كتله من الغضب والحزم تلتهم الطريق امامها بكل حزم وإصرار ولا يري إلا هدفه الذي تعهد للوصول إليه مهما كلفه الأمر…
…………………
تلك الانفاس الرقيقه فوق بشرتها الناعمه داعبت حواسها حتي بدأت في استرجاع وعيها تدريجياً..
تشعر وكأنها خرجت من حرب لتوها فوجع جسدها كان شنيعاً ولكنها تحاملت حتي تفتح عينيها عندما لاح في ذهنها ذكريات من ما مرت به قبل فقدانها للوعي… لم تفكر في شئ الا ارادتها بأن تطمأن علي ولدها…
فتحت عينيها ببطئ لتشعر بثقل فوق صدرها فأخفضت رأسها ببطئ ليقشعر جسدها من وهل ما رأته..!!
هذا الجسد الصغير الملتف بقطعه قماشيه حليبيه اللون ويقابل وجهها وجه صغير ملائكي رغم شعورها للوهله الاولي انها تري سيمرائيل هو من يتوسد صدرها..!!
بكت وهي لا تعلم لماذا ولكن ما شعرت به حينها لا يشرح فعندما يعجز الفم عن وصف المشاعر تبكيها العينين..!!
شعرت بيده تحاوطها هي وابنهما بينما طبع قبله فوق شعرها قائلاً بعاطفه : حمدلله بسلامتك يا عمري… معلش انا عارف ان الوجع هيبقي صعب بس كلها كام ساعه والوجع هيخف خالص بقا..
رفعت نظرها له لتقابل عيناه العاشقه فأبتسمت بإرهاق وحاولت والاعتدال في جلستها بينما احتضنت ابنها فساعدها هو علي الاعتدال..
و ظل محتضناً اياها بإحتواء ورفع انماله يجفف دموعها المنسدله فوق وجنتيها برقه..
_: اازز.. ازايي؟!! دهه لسه مكملش تسـ..
قاطعها طابعاً قبله فوق شفتيها الملطخه بدموعها : ده ابن سيمرائيل يا جميله يعني مش زي اي ابن..!! مش محتاج لتسع شهور عشان يكمل نموه ..!!
_: يعني هو كويس؟!!..
قالتها بينما خفضت رأسها تتفقد ذلك الصغيرة الذي يظهر عليه انه يتلذذ بأحضانها فأخذت تتمسح بمقدمه انفها في وجهه برقه مداعبه اياه ليتملل بطفوله وبراءة بين يديها ثم تكور حول نفسه مجدداً بداخل احضانها فضحكوا الاثنين بينما طبع هو قبله خاطفه فوق وجنتيها هامساً بمشاكسه : واضح ان عظيم هو كمان مقدرش يقاوم جمال حضنك..
التفت له بسرعه وعيناه اتسعت بتساؤل ورددت بإبتسامة : عظيم؟!..
اماء لها بإبتسامة خاصه به فقط ولا تليق إلا له
: ممم.. ابني اسمه عظيم.. لأن حبي ليكي كان اعظم شئ مريت بيه في حياتي..!!
دمعت عيناه بينما ملست فوق وجه عظيم بحنان وخوف لا تعرف مصدره : تعرف اني بحبك اوي يا عظيم؟ .. تعرف اني بحب باباك اوي اوي ونفسي ربنا يخليكوا ليا دايماً؟!!
نظرت له ولا تعلم لماذا تشعر بهذا الانقباض
: انا خايفه..
ظل يتفقد ملامحها المرتبكه بنظرات مبهمه بينما تابعت هي بخوف بعدما شددت فوق احضان عظيم : انا حاسه ان في حاجه وحشه هتحصل..!!
ظل صامتاً بينما يشعر بذلك الاهتزاز بداخله الذي يعلم انه اشد دليلاً علي صحه ما تقول ولكن خوفه جعله يتجمد مكانه من الصدمه…
سمعوا هما الاثنين صرير باب المرحاض يفتح ببطئ مهلك للأعصاب فنظروا الاثنين له لتظهر من خلفه العتمه ولكنهم تابعوا صوت تلك الدقات الخافته ليبحثوا بنظرهم حتي وجدوا سيل من العقارب السوداء كبيره الحجم نسبياً تخرج من عتمه المرحاض ولكنها تأخذ طريقها صعوداً للسقف من فوقهم بينما في نفس اللحظه خرج من المرحاض بقرونه الضخمه وعبائته التي تخفيه تحتها ولا يظهر منه الا تلك القرون والعيون المشتعلة بينما خرجت خلفه ثلاث افاع بنفس اللون الاسود والذي فور خروجهم تضخموا حتي يصبحوا ثلاث جنيات لعينات انهم بنات ابانوخ..
جنيات من نسل الشياطين يتغذون علي دماء البشر…
وقف امامه ناظراً له بتشفي ورغبه في الفتك به كما اراد دائماً : دايماً محصن نفسك كويس يا سيمرائيل.. دايماً ما بقدرش اوصلك.. بس دلوقتي انت الي وصلتني ليك بنفسك.. بعد ما عرفتني ايه نقطه ضعفك..
اخفضت وجهها فهي لم تستطيع تحمل منظرهم الشنيع بعيناها البشريه وشددت فوق احتضان ابنها بينما هو ألقي نظري خاطفه فوق ذلك السوار الذي يحيط برقبتها ليتأكد من انها تضعه وعلي الفور تأهب لخوض تلك المعركه الذي كان ينتظرها منذ زمن ويعلم انه سيخوضها عاجلاً ام اجلاً…
_: تصرفك يبقا معايا انا يا منفيت، انا فاهم الي انت عايزه كويس وانا قابل بيه…
كانت ضحكته كفيله بأن تنزع قلب اي بشري رعباً هي ضحكه لا تليق الا بشيطاناً لعيناً
: يمكن فعلاً كنت فاهم صح بس قبل كدا يا سيمرائيل.. انما ودلوقتي…
تريث قليلاً حتي يبث الرعب في اوصالهم
: مسألتش نفسك قدرت اوصل هنا ازاي؟..
ثم تابع بتشفي : الملك ناصور واخوك جهدهم كان كافي في هدم السد بينا وبينك ومنغير ما أبذل اي جهد مني.. حبيت استغل جهدي في حاجه افيد…
حول نظراته الشياطنيه لتلك التي ترتجف بعنف خوفاً من الذي يحدث حولها : كدا كدا الملك هيعتقلك بنفسه قدام المملكه كلها بس مفيش مانع اعذبك لحد ما يوصل…
جه الوقت الي اخد فيه حق كل مره أذتني فيها وحرقت حته من جسمي بقرآنك الي كنت بتتعمد تقرأه لما اجي مملكتكم..!!
مكنتش قابل بالشيطانين وسطكم بس جه الوقت الي تركعلهم..
انهي كلماته بخلع عبائته حتي ظهر جسده المتآكل والمحروق بشكل بشع جعلها تصرخ بفزع بينما تكورت حول نفسها محتضنه ابنها بينما توجهت تلك الافاعي نحوهم في بطئ وتلك العقارب بدأت في التصاعد حول جميله علي الفراش بينما هو بدأ في الدق بقدمه فوق الارض بعنف وهو يصرخ بصوته الذي يرتجف له الابدان لتبدأ معزوفه الموت في قرع طبولها حين تداخل صوته الغليظ الجشع مع صراخات جميله التي لا تتوقف وصراخ سيمرائيل بغضب ليس له حد
: مممنننفففييتتتت…. ااايااككك تتتققرربب منهاا
تعالت ضحكاته الشيطانية بتشفي بينما اهتزت الارض من تحتهم فنظر الاثنين لبعضهم البعض فجأه قبل ان يتراجع منفيت متفادياً ذلك الشق في الارض بينما هرول سيمرائيل نحو جميلة واعتصرها بداخل احضانه في خوف وهلع لم يشعر به من قبل….
انشقت الارض من وسطهم واهتزت الجدران من حولهم بينما تتعالي اصوات تحطيم ولكن لا يعلموا من اين تأتي واخذت تتعالي حتي فجأه تفجر من بين ذلك الشق بؤره من نار للحظه ومن بعدها ظهر هو بهيبته و وقاره المعتاد وطلته التي يتصنم امامها البدن.. !!
بينما نظر له لسيمرائيل وتقابلت اعينهم للحظه كانت كفيله لتشعر سيمرائيل انها النهاية…
لأول مره ومن الواضح انها اخر مره ولكن حدثت المعجزه وبكي..!!
بكي سيمرائيل حين نظر لوجهها الملائكي ولأبنه الذي كان يتمني ولو يتمتع بقربه لدقائق اخري..!!
_: بحبك.. سامحيني…
انتزع ابنه من بين احتضانها بغتةً غير عابئ بصراخها و مقاومتها له فقد كانت الضوضاء من حوله تحثه علي العجله…
صرخ بأعلي صوته الغليظ : لاااا مش هسمحلكك لااا…
ثم امرهم بغضب جهنمي يخلع القلوب لنبره صراخه : بأمر بنات ابانوخ حاصروا الانسيه ..
في لمح البصر كانوا تحولوا لافاعي مجدداً ثم بدأوا في الاسراع نحوها ولكنه كان اسرع منهم حين نظر في عينيها قائلاً بعيون دامعه لأول مره بحياته يشعر بهذا ألالم : خدي بالك من نفسك..
وفي اللحظة التاليه نقلها ولكن هذه المره لم يرافقها بل نقلها بمفردها مجرده من عشقه ودفئ احضانه.. مجرده من الامان والشغف التي نالتهم بين يديه.. مجرده منه ومن ابنها التي تحاملت وجعها الذي كان يفتك بها لأيام وليالِ لتراه لثوانٍ معدوده ثم تنساق لقدرها عنوه عنها..!!
……………………
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق امير الجان)