روايات

رواية عيون القلب الفصل الأول 1 بقلم ماريا علي الخمسي

موقع كتابك في سطور

رواية عيون القلب الفصل الأول 1 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الجزء الأول

رواية عيون القلب البارت الأول

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الأولى

اغسطس 2022…

منسجم في قراءة الرواية اللي نصحه بيها احد اصدقاءه و مركز في احداثها و متأثر لدرجة كبيرة ببكاء البطلة ع فقدان والدها و تذكر الم مشابه عاشه ع مر السنين وان لم يشهد ع اللحظة هذه في حد ذاتها ..و رغم ان يشتغل في المجال الاعلامي و الابداعي باختلاف الفرع الا و هو الاذاعة و حتى المكان مختلف لان مكان شغله الحالي طرابلس و الرواية اللي يقرا فيها حاليا احداثها الاساسية بين الزاوية و الخمس الا ان كما اسلفت تشابه المعاناة و الالم تخلينا نكونوا اكثر قربا …

(اول ما قرب منه الصادق دموعه نزلوا : لاااااا اله الا الله انا لله و انا اليه راجعون

عزيزة : ااااااااااااااااااااااااه اااااااه اااااااه من بعد اليوم ما عاد فيه ااااااه يا بوي و لا عاد نحس بوجع يا بوي ااااااااه اااااااااااه اااااهك ما حرها يا ضي عيوني انت)

و حط هو التيلفون من ايده و ردد هو : ما قلتي اصدق منها، من بعدك ما فيه اه يا سيدي … رحمة الله عليك

و قطع احداث الرواية رنة تيلفونه و ع طول رد : و عليكم السلام … كيف حالك انت و …. ؟

جاه الرد: الحمدلله ، بخير

لاحظت ان صوته فيه قلق لانها اكثر شخص يفهمه في الدنيا : حبيبي خيرك صوتك ما عجبنيش ؟

زفر بضيق شديد و حيرة أشد : نفكر في الموضوع نفسه شاغل بالي و الرغبة هذه تزيد عندي كل يوم تعرفي توا كنت نقرا في الرواية اللي قلتلك عليها و بدا عندي امل لو نتواصل مع الكاتبة بالذات و تكتب قصتي رواية زي هذه نحس قصتي تستاهل يقروها الناس ممكن يستفيدوا منها و حتى انا نستفيد من اراءهم في اللي صار معاي

و بتشجيع كبير : تعرف يا غالي لو تسمع كلامي انت تقدر تكتبها بروحك افضل اسلوبك ما شاء الله

ضحك : لا مستحيل نبي حد يوصف حالتي انا نحكيله و هو اللي يكتب خلي نشوف المشرفين المختصين بالصفحة اللي تنزل فيها الرواية هذه و ساهل

و ردت عليه بنبرة لطالما زرعت الطمأنينة في قلبه: ما عندي مشكلة انا المهم تكون مرتاح و اي حاجة تبيها ع شان قصتك مستعدة نساعدك فيها

و اهني قرر. يعترف : اماله مش ح ندس عليك انا بعثتلهم و نستنى في ردهم و هذا اللي خلاني متوتر

ضحكت لان اخفى عليها : ما عندك ليش تتوتر باذن الله خير و حتى كان ما صار شي ما تدورش نلقوا حل ثاني

ما حب يعقب : ان شاء الله

هي : معناها انا بنسكر توا و لو صار معاك شي اعطيني علم

: باذن الله سلمي ع ….

شافت وراها : يوصل يسلم عليك حتى هو

: سلمك و سلم من جاب سلامه

و انتهت المكالمة و قبل ما يرجع يتابع الجزء اللي وقف عنده سمع رسالة صوتية واصلة لايميله من صفحة …. تخص الطلب اللي طلبه و وقت سمع المسج استبشر خير و يردد في اسم الكاتبة المشرفة ع الصفحة …

قال و هو كله امل و استبشار: مارية الخمسي يا رب تكون كتابتها لقصتي نتيجة مميزة و مؤثرة
__________________________________
🌸🌸🌸🌸 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸رجاء…نجوى …حمزة…
سارة ..غادة..المهدي …فتحية…خليفة…عبدالخالق.. جمال
اسماء قد تبدو كغيرها و لكن ما عاشوه و مع مرور احداث القصة كلي يقين انهم لن يمروا في حياتكم مرور الكرام و ستكون بصمتهم قوية جدا في مخيلتكم كما فعلوا بي فبالكاد استطيع النوم و الخروج من احداثهم المختلفة و المشوقة
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

بسم الله
بداية احداث الرواية سنة 1993 وهي سنة ولادة احد ابطال هذه الرواية ان لم يكن اهمهم و للامانة هو من ارسل لي القصة و اعطاني هذا الشرف مشكورا

….نهاية سبتمبر من ذات السنة المذكورة

خليفة اب الاسرة البسيطة هذه مواليد1950 يشتغل مقاول و المعيشة ع قدهم يا دوب قادر يوفر الاحتياجات البسيطة لعيلته اللي كانوا يسكنوا في بيت عربي بسيط بالمفهوم المعروف وسطه مفتوح بدون سقف و الديار الثلاثة يفتحوا في وسط الحوش مع العلم ان سقف هذه الغرف هو من الصفيح المعروف عندنا بالزينقو بس سبحان الله ممكن الانسان هذا كان وضعه المادي صعب و مش موفر كل ما يحتاجوه مقارنة بغيرهم بس كان عاطيهم اشياء ثانية اهم و اكثر قيمة الحن و والود و التربية الصالحة و الامان و البيتية اللي الكثير مفتقدها اليوم بسبب ايقاع حياتنا السريع و اهتمامنا بامور اخرى مادية بحثة
خليفة سبق و تزوج قبل فتحية و حتى عنده بنت من زوجته الاولى بس ما صار اتفاق بينهم و افترقوا بالمعروف و حتى البنت مشت مع امها لخوالها و من بعدها تزوج فتحية مواليد 1962 و قد عاشت تجربة زواج فاشلة مثله في عمر 12 نتج عنها ابن و اسمه جمال مواليد 1975 قعد مع بوه و تشوف فيه بين فترة و فترة بس مش بشكل منتظم..

كان مسكن العيلة هذه في احدى ضواحي مدينة مصراتة و كانوا طبعا من العائلات المحافظة و تعتبر المنطقة هذه مش من المناطق الريفية ذات طابع المزارع مية في المية و لا هي في وسط المدينة

يوما ما و بسبب عمل خليفة في المزرعة اصيب ببردة قوية خلفت عنده مشاكل في الصدر تفاقمت مع مرور الايام لعند صار وضعه متآزم و غالب وقته للاسف يقضيه في المستشفيات و بالوصول للسنة الحالية صار وضعه حرج جدا

انا فتحية فهي مثال للام الليبية التقليدية طيبة القلب ما عندها شخصية قوية او متسلطة بس اذا حطت شي في راسها صعب جدا اقناعها بالعكس يعني بمختصر القول هي امراة ليبية زمنية و تقليدية

رجاء ذات الثلاثة عشر ربيعا يعني مواليد 1980 هي ع نقيض امها تماما قوية الشخصية الى جانب كونها ذكية و تتحمل مسؤولية كل شي في الحوش معاها

اما نجوى فبالرغم من انها نوعا ما قوية الشخصية الا ان عندها الطيبة احيانا لحد السذاجة اللي تخليها تقع في المشاكل و مع ذلك كانت متحملة المسؤولية مع اختها و هي مواليد 1982

البكر في الاولاد هو حمزة مواليد 1984، عصبي لدرجة ان يا دوب يقدر يحل اموره و بما ان بكر فتحية من الاولاد و ممكن ع شان تعوض حنينها لجمال ابنها من زوجها الاول كانت مدلعاته و غير شنو تبي مع ان زوجها ياما عاركها ع النقطة هذه و كان يقوللها لما “تكبري مش ح تلقيه ” و هده ليست مجرد كلمات قيلت في لحظة عتاب و انما واقع و للاسف ح تعيشه فتحية

اما سارة مواليد 1987 فكانت تتاثر من ابسط الاشياء مرهفة المشاعرسريعة البكاء ولو كانت تعرف ما ينتظرها في قادم الايام ما اتخذت من اللين و اليسر سبيلا و ربما القادم من الايام سيخلق منها انسانة ع نقيض هذا تماما او اكثر لينا و استسلاما من هذا !!

و عند الابن الاخر من الذكور … عبدالخالق مواليد 1990 فكان طول الوقت مع بوه
اول ما يروح خليفة من برا كان عبدالخالق يقفز ع ظهره

و تتذمر فتحية خوفا ع زوجها من تعب اليوم : حول يا ولد من ع سيدك تاعب

يرد خليفة و هو متمسك باقدام ابنه و كله فرح و عيون ياما فيهم من كلام : خليه اليوم عنده ظهر سيد يتسند عليه غدوا مرات ما يلقاه

غادة… فهي انسانة صريحة لسانها هو سلاحها و كما يقال لسانك حصانك و يا عالم شنو ممكن يكون داس هاللسان من مواقف في قادم الايام و هي من مواليد 1992

بالنسبة لاخوة خليفة عنده اثنين و كلاهما منطويين ع انفسهم بعايلاتهم و ما يحبوا كثرة الاختلاط و عنده من الاخوات اثنين و كلاهما يحبوه هلبة هو وصغاره و مكانته عندهم كبيرة هلبة

و تعتبر احدى سلفات فتحية و اسمها هنية الاقرب اليها ، طبعا السكن قريب من بعض لهذا اللي في المنطقة يعتبروهم اخوات لانهم دايما يطلعوا جميع للجيران ع عكس سلفتهم عافية اللي في حالها و ما عندها اختلاط بس هنية في عندها حاجة انها تحب تكون هي اللي في القيادة في اي موقف و لو حست العكس تحرج و تاخذ موقف و لان فتحية انسانة طيبة و مسالمة الشيء هذا حاليا مخلي هنية ترافقها عن طيب خاطر

____________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️

و بالعودة للحديث عن خليفة فهو شخص طيب وكريم و لين مع زوجته و أبناءه ع عكس اغلب. الرجال في تلك الفترة و لان بالصفات هذه فكانت فتحية تتصرف معاه براحة بالذات فيما يخص اَهلها لانها متعلقة بيهم فوق الحد يعني مجرد ما يطلبوها تقول توا نمشي و خليفة بحكم الصفات السابق ذكرها ما كان يعارض مع ان في أمس الحاجة ليها كونه مستقل بروحه في الحوش و يتعب في الخدمة و بنته الكبيرة رجاء مازال صغيرة ما تتحمل مسؤولية الحوش …

بس رجاء اللي في نظر بوها مازال صغيرة كان تصرف أمها هذا مش عاجبها : أمي كيف نعدو خوالي و سيدي كيف يصير فيه؟

كانت لاهية تجهز في نفسها : أنا بنعدي و انت كان تبي سيدك اقعدي معاه

تسكت وًتستمر بالنظر لامها و هي مش راضية تنتظرها لعند تمشي و تتوجه للمطبخ تجيب سطل توقف عليه و تبدأ تجهز في عشي بوها و خوتها و اول مايكملوا اكل تأخذ نفس السطل و تبدأ تغسل في الماعين و كلها رضا و سعادة المهم بوها يكون مرتاح و ما ينقصه شي

الثالث من شهر أكتوبر سنة 1993

كان خليفة كيف مروح من المستشفى بعد وعكة صحية بسبب البردة اللي تعرضلها فيما سبق اول ما روح استقبلوه اخواته الاثنين سدينة و برنية و كانوا فرحانات ان طلع مع ان مازال واضح عليه الاعياء

هدرزوا جنبه و عبدالخالق كان طول الوقت يجي ع ظهر بوه بينما حمزة جالس جنبه هو و باقي خواته، بالنسبة لرجاء فكانت كل شوية تجيبله حاجة ياكلها او يشربها و تساله لو محتاج شي و حتى انها مهتمة بعلاجه
و مر عليهم الوقت بالطريقة هذه
و بعد مغادرة اخوات خليفة بدّي الم الولادة في فتحية و بمجرد ما حكت لزوجها خذاها في سيارته البيجو رغم المرض و التعب و وصلها المستشفى مر عليها يوم كامل و هي تعاني الام المخاض و هو ينتظر في المستشفى مش قادر يسيبها لعند اليوم الثاني و اللي يوافق الرابع من شهر أكتوبر جي ع الدنيا مولودها الصغير و الجديد و كان ولد الله يبارك عليه ما شافه حد الا و أبدى اعجابه بيه

و سبحان الله بالرغم ان وقتها ما كانوا وسائل الاتصالات زي اليوم بس الخبر انتشر بسرعة بين الخوال و العمام

و ما ان روحت فتحية كانت فرحة بناتها بالمولود كبيرة جدا بالذات رجاء و نجوى عاد كبيرات و واعيات وقتها
لهذا كانوا يتخاصموا كل وحدة تقترح اسم و الثانية تعارضها لعند سمعهم خليفة و قاطعهم : ولدي اسمه جاي معاه كيف ما حلم بيه عمي الهادي قالي سميه المهدي و هو المهدي

و عارضت رجاء : توا يا سيدي انت مسمي عبدالخالق و حمزة و الأسماء هذه جديدة و من الاسلام أصلا تجي ع الصغير وًتسميه المهدي

رد عليها و عيونه ع الطفل الرضيع يبي يملي عيونه منه و كانت نظرته جداً حزينة لأي حد يركز عليه : الله غالب عمي حلم بيه و ما نقدر نخالفه و بعدين خيرا المهدي حتى هو اسم من الاسلام و ان شاء الله عنده من اسمه نصيب

و مر أسبوع ع ولادة المهدي و خليفة ع عادته من قبل يدير يوم الأسبوع في عقيقة لأي مولود الذكر يذبحله اثنين و البنت في خروف واحد و يلم في العيلة كلها

و في يوم الأسبوع هذا كان خليفة تاعب هلبة و جو العلية ع عادتهم قبل بس وقت خشوا هنية و عافية مطبخ سلفتهم لاحظوا انه ما في شي يدل ع ان في عزومة

جتها هنية اللي ياما فيما سبق هي و سلفتها عافية كانوا يغاروا من اهتمام خايفة بهكذا تفاصيل ع عكس أزواجهم : توا انت مناديتينا و عازمة ومطبخك فاضي يصفر ما عندنا عليش قاعدين

مسحت دموعها فتحية و كانت ميتة من الاحراج : و الله يا وخيتي خليفة ما عمره قصر لكن عاد مريض و تاعب الله غالب

عافية. : معناها ما عندنا عليش قاعدين خلينا نروحوا

سيبوها و توجهوا لاحد غرف الحوش ع شان كل وحدة تأخذ بناتها و تروح

و اهنئ دخل عليها خليفة بصحته المتهالكة : خيرك يا فتحية ؟

كان واجعها حاله و في نفس الوقت انجرحت من كلام سلفاتها ، لهذا حكتله اللي صار بالتفصيل

تنهد بتعب : لا و الله ما يروحوا و المهدي كيفه كيف خوته ما ينقصه شي

و رجحت كفة حنيتها ع زوجها و وضعه: يا راجل شنو تقول راعي صحتك

رجع و رمقها بنظرات اخترقوا شغاف قلبها : صحتي ما تغلى عليه ولدي لو يبي عيوني ما ينعزوا عليه المهدي ( آه لو كنت تعرف يا عمي خليفة بس )

و بين فرحة بصاحب هالقلب الكبير و المعطاء و بين قلب حان عليه و ع تعبه كانوا نظرات فتحية بلسم و شفاء ع خليفة اللي نادى ولده حمزة لان كان يبي يعلمه كل شي باقصى سرعة و يبيه يتحمل المسؤولية المهم مشي هو وياه للسوق و ما خلى ما جاب من خضراء و فواكه و عصير و حلويات و كل ما يحظر ع البال و دار خليفة اول واجب و قد يكون الأخير اتجاه المهدي زيه زي خوته

و بعد مرور شهر كالبرق كبر فيه المهدي و كان كل يوم يأخذ في عقل و قلوب الكل بحركاته و ملامحه الجميلة لعند في يوم تعب خليفة تعب شديد و اضطروا العيلة عنده يبلغوا خوته اللي بدورهم قرروا ياخذوه للمستشفى

بس قبل ما يطلع معاهم تكلم خليفة بصوت تاعب جدا : راجيني يا خويا نبي نشوف المهدي

تأفف خوه : توا وقته هذا بعد تروح تشوفه

و خانه صوته بسبب الاحساس اللي لازمه من ولادة المهدي : و من قال نروح ؟ أنا نبي نشوف المهدي

و قبل ما يرد عليه خوه تدخلت رجاء: راجي يا سيدي توا نمشي نجيبه

و أسرعت رجاء لداخل الحوش خذت المهدي من أمها و قاماته بين أيديها و جت لبوها حطاته بين إيديه و ياه ع اللي صار في خليفة يومها حس ان هذا قلبه اللي بين إيديه حس بحسرة و تقصير كبير اتجاهه قرب منه و باس جبينه و تمنى يدسه بين طيات قلبه و بين رموش عيونه دمعو العيون و ابتسم المهدي لبوه بعيون لامعة و عاشقة و ان لم تدرك انها ستتمنى ان تعيش هذه اللحظة مدى الدهر يوما ما
تمسك المهدي بأصابع بوه و كان تمسكه هو أقوى من مسكة خليفة اللي ممكن بسبب المرض كانت ضعيفة او بسبب التسليم بحقيقة واحدة لا مفر منها : بنتي … رجاء خوك هذا ردي بالك منه حطيه في عيونك هذا مسؤوليتك راهو

وقتها ما كانت فاهمة : ان شاء الله يا سيدي و تروح انت و تشوفه

قرب و باسه من جديد : مش باين مرواح يا بنتي، و المهدي الوحيد اللي ما حصل مني شي لا حنّيت عليه و لا عرفني مازال

رجاء كررت كلام بوها في عقلها : ان شاء الله

و خذت المهدي من بوها و ما كانت عارفة ان الكلمات اللي قالهم ح يكونوا مسار و خط سير لحياتها القادمة

و اختنق صوت خليفة بالعبرة و خدوه خوته للمستشفى اللي ما ان وصلها حتى فهمهم الدكتور ان وضعه حرج و لازم يقعد ع التنفس الاصطناعي يا تحسنت صحته يا اما الإعمار بيد الله و يا ناري ع اللي صار في فتحية اول ما عرفت بوضعه بكت عليه و عرفت قيمته الكبيرة ليها و لصغارها و لحوشها

و طول فترته في المستشفى كان خليفة كلمات معدودة يكرر فيهم برجاء لخوته : طلعوني نموت جنب صغاري

بس اعتراض الدكاترة خلاهم يستمروا ببقائه قي المستشفى و مر شهر كامل ع بقاء خليفة في المستشفى و الشوق ليه يزيد

يا بويا غيرغبت وانت مريض.. الحوش ظلموا خلاص أركانه
لا عاد يدور فينا بعيد ولا قريب ..ولا من نشد ع حالنا و جانا
شنو يصير لو كان روحك تفيض..و ياخذها صاحب الأمانة
يا خوفي شمس حوشنا تغيب .. و يغيب معاها فرحنا و زهانا
البو غيابه كسر ما يجبره طبيب.. و يا كسرة ظهرنا بعد بابانا

(كلماتي )

الاحساس هدا ملازم فتحية طول الوقت و هي تشوف للحوش في غياب زوجها لهذا فكرت في راي و كلمت سلفتها: يا هنية لو كان تخلوه يروح. أنا نعانيه قدامك كيف ما قدرت نوصل فيه

و قداش في ناس قلوبها خالية تماما من الرحمة و ما تعرف حتى توصل الكلام بدون ما تجرح : غير اعبي تبي يجيبوه تحسابي عندك المرابيع اللي بيسهروا فيهم خوته و يعانوه خليه في مكانه لين ربي يفرج

سيبتها في حسرتها و خوفها و مشت بكل دم بارد

و استمرت فتحية بين نارين و كيف تدير لا تقدر تمشيله و لا تقدر تروح بيه و هكي فاتوا الايام عليها بدون طعم و لا لون و لا شي جديد لعند يوم 12/12/1993

خرجت الروح الى باريها و انتقل خليفة الى رحمة الله تعالى

و وقتها اول من وصله الخبر هو سلفات فتحية الاثنين عن طريق أزواجهم و ع طول نقلوا الخبر لزوجته اللي يا ناري من يوم طلع من عندها ما يقارب اكثر من شهر ما شافاته و فيها عقل و طار

و بدت زيها زي اي مراة ليبية تبكي و تعدد : حيه عليا حيه … صغاري من بيهم صغاري تنكفئ عليهم القصعة كيف ندير من بعده مش ساد كسرتي الاولى وين مشيت يا خليفة و سيبتنا

وقتها كانوا رجاء و نجوى دموعهم ينزلوا و بس
اما سارة مش فاهمة شي كيفها كيف غادة و عبدالخالق غير الزحمة اللي صارت في الحوش فجاة

لكن حمزة ابتعد عن الجميع و جلس في سيارة بوه و بدّي يبكي و كأن عارف ان لا شيء سيبقى كما هو عليه

رجاء كانت حاضنة المهدي بقوة شديدة و تتفكر في توصية المرحوم الاخيرة لدرجة انها كانت تسمع في صوت بوها اعلى من صوت الصرخات اللي جنبها

و إندفن خليفة و كانت جنازته مهيبة جدا لان معارفه هلبة و ما قعد حد منهم و غاب من مصراته و خارجها و الكل يدعيله بالرحمة لطيب سيرته بين الناس

و بعد مرور ثلاثة ايام ع دفن المرحوم

جت مراة لفتحية و طلبت منها تطلع لعمها امحمد شخص معروف و كبير قدرا و عمرا و ربي ما رزقه صغار : عظم الله أجرك بنية خوي

و هي تبكي و شاردة وتفكر في المسؤولية الواقعة ع عاتقها : اجرنا و أجرك ع الله يا عمي

و كان وقت الكلام اللي ما يتأجل : بنية خوي اليوم ثالث يوم و ع حسب العرف و الشرع ان كان بتروحي لازم اليوم قوليلي شنو الرأي اللي في رأسك

و اهني سمعتهم برنية عمة الصغار و شقيقة المرحوم قاطعت كلامهم : فتحية ردي بالك تقللي عقلك و تروحي ! عندك سبعة صغار من بيهم و من بيتحملهم وراهو لو في بالك مازال بتاخذي روحي لكن صغارنا ما يطلعوا من حوشهم احني أولى بيهم

و طلعت من الدوامة اللي هي فيها وقت جابت برنية سيرة الزواج و ع عكس الضعف اللي فيها انتفضت : شهادة لله ما ينكتب عليا ناخد راجل بعد المرحوم .. و يا عمي أنا نبي نربي صغاري في حوش سيدهم

و لان امحمد كانت عنده نظرة بعيدة للامور كان لازم يكون صريح معاها : بنية خوي انت صغيرة و المسؤولية هذه واعرة و كبيرة (ألقى نظرة ع الحوش ) و نخاف عليك بروحك مع الصغار زيدي فكري

و اعترضت بشدة فتحية ع كلام عمها : أنا ح نقعد ع صغاري و نربيهم يا عمي و ربي يقدرني و نحمل الإمانة و نصونها و كأن سيدهم عايش

و ما كان منه غير يوافق و يشجعها : ع كيفك و كان استحقيتي شي ابعثيلي

مسحت دموعها : ان شاء الله يا عمي بارك الله فيك نستأذن منك توا

شدت في أيد صبيتها (اخت زوجها برنية) و خشت للحوش و من داخلها كانت مرعوبة من القرار هذا بس ما كان في منه بد

اليوم هذا كان لازم فتحية تربط ع زوجها المتوفي
و بينما كانوا يلبسوا فيها
كل ما يحطوا عليها حاجة ع شان تلبسها، سلفاتها يعترضوا

هنية تتفحص في فتحية اللي كانت وقتها في عمر بناتها : لا القفطان هذا ما يجي راهو تلبسه ملون هلبة حرام خيركم

و توافقها عافية اللي كانت فيما سبق في حديث كله خوف و شك في فتحية و المعروف بأنها صغيرة السن و ارملة لان وقتها كان عمرها 31 سنة يعني ممكن تفكر في واحد من أسلافها مع انها مسكينة ما حظت هكذا احتمال بالمرة : اي غيريه يا برنية و شوفي واحد اخر

جابوا الثاني و الثالث وهما ع نفس الوتيرة في اعتراض مستمر لعند جارتهم مرآة كبيرة في العمر و ليها احترامها بينهم كانت فاهمة تماما علاش يديروا هكي : ترا يأسرك انت ويها بلا هبال و هي اللي تلبسه راهو بيطلع عليها الله يبارك المرأة مازال صغيرة و رايحة زي الغزال خلوها تدير شرع الله و قعمزن و هنن ارواحكن

و اهنئ الاثنين انصدموا من صراحتها معاهم و اضطروا يسكتوا حاليا باعتبار الناس موجودة لكن الله يعلم شنو مازال ينتظر في فتحية !!

نفس اليوم هذا خلاص رجاء اللي كانت فاهمة اللي صاير و متمسكة بالمهدي طول الوقت كل الصبر اللي كان عندها خلاص انتهى و كان جسمها في مرحلة الاستسلام للمرض و صابها برد شديد لعند خلاص معش حست بشي الا بأيديها المتمسكة بشقيقها الصغير المهدي

و تصرفوا عماتها و خالاتها اللي كان لازم يتدخلوا و حاولوا ياخذوا منها المهدي عنوة و بعد محاولات عديدة نجحوا في الامر هذا و دخلوا رجاء لأحد الغرف للاهتمام بيها لعند تشد صحتها

و الولد في عيطة وحدة من لما فارق حضن اخته

وقتها كان في العزي مرآة كبيرة اقترحت عليهم امر بيغير مصير هذا الطفل لاخر يوم في حياته : الولد راهو صقعان هذا عليش يعيط هاتوه عندي نحطه في ردني لعند يدفى

و لان الحوش كان زحمة و ما في حد لاهي و وقت زمان الناس كانت توثق في بعضها يعني امر زي هذا يعتبر عادي و شائع بينهم فوافقوا الكل و أعطوها المهدي

هي نيتها شي و اللي صار شي ثاني تماما
احيانا من كثر خوفنا ع احبتنا نضروهم بدون قصد للأسف

و هاديكا العزيز حطت المهدي و غطاته من الظهر لعند العشي و كل ما يبكي الكل يتوقع ان جعان يديروله الشيشة و يجيبوها للعزيز ترضعه وًترده في ردنها اي حضنها لعند جت خالته تتفقده بعد صلاة العشاء و تعيط : هيه حيه عليا حيه الولد نار راهو

و كلامها يوصل لعند رجاء طلعت تجري من داخل رغم المرض : كله منكم كله منكم قلتلكم خلوه عندي يا ناري ع وليدي خيرا (كانت تبوس فيه و تبكي )

و جت فتحية تجري : يا ناري ولدي بيريح مني حتى هو زي سيده و الله حرارته هذه ما هي بلاش

تدخلت أمها خيرية : وحدي الله يا فتحية و بلا هبال و قلة عقل كل الصغار يمرضوا بالحرارة كلموا حد بس ياخذه المستشفى

و رجاء اهنئ رفضت تسلمه لحد : توا نشوف حد يأخذنا و أنا اللي بنمشي معاه …
و خداهم عمها الكبير للمستشفى و قعدوا كم ساعة لعند و اخيرا تمكنوا الدكاترة من تنزيل الحرارة و بعدها رجعوا للحوش

و مروا أسبوعين من بعدها …. فاقت فتحية لنفسها و يا ودي مش استفاقة كاملة بسبب مضايقة سلفاتها حتى الصابون منعوها منه كل ما بتلبس او تغير حتى محرمتها يغيروها بوحدة ثانية هربت منهم و شدت المهدي بس لاحظت ان في شي فيه متغير مهبي لا عاد يلعب و لا يضحك و اي صوت يسمعه يفزع
منه قربت أمها و رجاء من المهدي
كلا رجاء بحكم عمرها و قلة خبرتها ما عرفت شي : عادي يا أمي ممكن مازال متأثر من مرضته الاولى

اما ام فتحية خيرية : اسمعي يا بنتي أحسن شي تأخذوه لدكتور يشوفه و يقوللكم لو فيه حاجة و الا

و بعد نقاش و غيره طلعت برنية كلمت خوتها و حكتلهم ع اللي صار في الطفل و كيف متغير و بالتالي وافقوا و خذوه لدكتور عيون معروف في مصراته اللي ما احتاج وقت طويل حتى يعطهم التشخيص و اهنئ كانت الصدمة للجميع : للأسف الطفل البائن فقد بصره بسبب الحرارة المرتفعة نتيجة لضمور في العصب البصري

و اهنئ ما عاد ينفع كلام و لا ملام الا التسليم بقضاء الله و صار المهدي كفيف بعد مرور عشرين يوم تقريبا ع وفاة خليفة و انهارت فتحية مرة ثانية لانها حست بحجم المسؤولية و ممكن لانها حست بتأنيب الضمير و خافت تفشل من بدايتها و ياما بكت هي و رجاء و باقي العيلة سبحان الله تقول عوينة الولد اللي كان حديث الجميع كيف جميل و كيف يلعب و يضحك و غير جو الجميع في فترة مرض بوه الله يرحمه و فترة وفاته فجاة يفقد البصر حاجة لا تصدق وقتها

و مروا الأيام زي بعضها … لعند وصلنا حاليا في شهر فبراير سنة 1994 وقتها الناس كانوا ما يعرفوا السهر في الليل و اغلبهم يرقدوا بكري و سبق و ذكرت ان بيت خليفة هو بيت ليبي من الطراز القديم و سقف الغرف من الصفيح (الزينقو) اما وسط الحوش فكان مفتوح
في الفترة هذه و بعد صلاة العشاء تحديدا كان كل ليلة يسمعوا صوت حجر ع السقف و لان من الصفيح كان صوته مفزع
فتحية صاحبة الشخصية الضعيفة كانت تخاف موت حتى من أنها ما تتجرأ تدير رضاعة لولدها بعد الوقت هذا
و اهنئ بدت تبان قوة شخصية بكرتها رجاء
رجاء اللي هي اهم بطلات الرواية هذه شخصية استثنائية ذات قيادة و قوة من نوع مختلف من عمرها هذا : أنا نديرها الرضعة لخويا يما

فتحية بخوف: يا بنتي تخافي يخش عليك حد خليك

و طلعت رجاء و هي تعارك : و الله يخش عليا واحد نفقصله عيونه شنو تييني نتفرج ع خويا جعان ع شان واحد خواف مش راجل يضرب و يهرب

و تأخذ الشيشة من أمها و تمشي بكل شجاعة في داخلها كان في خوف امر طبيعي بس كانت تتجاوز فيه بالكلام مع نفسها ” رجاء تذكري كلام سيدك وقت وصاك ع المهدي ” ، ” رجاء انت توا الكبيرة اللي بتساعدي أمك لازم تكوني قوية “

و تسمع صوت أقوى ع الصفيح يفزعها لعند تحركت من مكانها بدون ما تحس : يا رب … ربي يأخذ فيكم الحق من ما كان تكونوا

خذت الشيشة بعد جهزتها و أسرعت للدار اللي يرقدوا فيها و الشخص اللي يحذف مستمر في مهمته و لعند اللحظة هذه كل الامر شبهات ما في حد متاكد من هوية الفاعل

فتيحة رق قلبها لحال بنتها : سامحيني يا بنتي المفروض أنا اللي نساعذك و ندير كل شي عنك و نحميكم

و ترد رجاء بقوة : انت ردي بالك من خوتي بس

و تقعد رجاء طول الليل تهتم بالمهدي لعند الصبح لان الفترة الاولى كانت صعبة عليه كطفل راهو مش تقولوا ما يعرف لا طفل كان يشوف في الدنيا حوله و كيف بادي يستكشف فيها و فجاة معش يشوف بدّي في حالة زي الهلع اي شي يخوفه فكان نومه صعب في الليل و سبحان الله اهتمام رجاء خلاه يتعلق بيها اكثر و تعلق برايحتها ما يرقد الا عندها كانت تغنيله هو وخوته بصوت كله شجن : ما اجمل ان نعيش في بيت واحد..

و ممكن الصغار منهم في السن مش فاهمين لكن نجوى و عبدالخالق كانوا الاثنين مستشعرين انها كان لازم تقول ما اصعب ان نعيش في بيت بدون اب
و مرت الليلة هذه صعبة جدا عليهم
الليلة اللي بعدها و بحكم العادات كانت الهدرزة من الجارات كل ليلة عند فتحية بحكم انها في العدة و اهنئ قررت فتحية تحكيلهم اللي صار معاها : و الله وخياتي بنقوللكم حاجة صارت معاي البارح و تصير كل ليلة من بعد صلاة العشي في واحد يحذف علينا و الله الصغار البارح ما رقدوا من الخوف

قربت احدى الجارات من هنية سلفتها : ليه عليكم مرآة صغيرة مخليينها بروحها المفروض انت و عافية تتبادلوا عليها بالوحدة و الا كلموا التريس يجوا يشوفوا الحوش مرة مرة حتى يتنحنحوا لو كان في حد يجيهم يخاف منهم و معش يولي وقت يعرفوا ان اعمامهم وراهم

و تبدأ هنية تعارك : و بالك تبيهم يباتوا معاها

و حيه ع فتحية و شنو صار فيها من الكلام هذا لكن عاد هي ما عندها لسان ترد سكتت و خلاص و رجاء اللي كانت زي اللي بالع الموس ع الحدين رغم شخصيتها القوية الا ان وقتها ممنوع البنت تدخل في امور من النوع هذا

و كملت عليها عافية : ترا سكري حوشك عليك و اسكتي من غير تبوديع

و سكتت فتحية و دمعتها محصورة في عينها

و مجرد ما روحوا النسوان و بدّي التخبيط من جديد و كل من صغار فتحية التموا في حضنها و يبكوا و خايفين الا رجاء مقعمزة و حاضنة المهدي و اطمن فيهم : ما تخافوش و الله ما تجيكم حاجة و أنا معاكم

و يزيد التخييط و تخنقها العبرة من منظر خوتها و أمها و من الصوت اللي تسمع فيه و حال المهدي اللي شاد فيها بكل قوة و تسمع في دقات قلبه المتسارعة تحت أيديها

اما حمزة فكان و كأن مش معاهم مش خايف و لا يلتجئ لامه زي خوته بس سارح في الفراغ و بس …

و هكي فاتوا عليهم الايام و الشهور لعند تمت العدة و حولت فتحية ملابسها …. و كانت ع موعد مع عرس بنت برنية اخت زوجها …
و بينما الكل يتجهز للعرس و باب حوشها مفتوح صار منعرج كبير في حياة فتحية و صغارها تفاجئت بالشخص اللي دخل عليها و ما كانت مصدقة هويته !
و كان … الشخص هذا فعلا غير متوقع وقتها

اربع حروف ح تغير كل شي في الحوش البسيط هذا و مش معروف ماهية التغيير هذا

جمال

نزلت رداها ع وجهها في الاول ما عرفاته بس وين كيف الام ما تعرف ضناها حتى ان كان فارقاته ممكن ليها كم شهر معش شافاته بس بعد التدقيق طلعوا الاربع حروف متتاليات ع لسانها : جمال

يا دوب ابتسم : ايه يا امي جمال ولدك

ع طول بدون مقدمات حضانه و مش مصدقة ان الراجل الطول بالعرض هذا ولدها هي
شنو يعني هذا ؟ يعني سند يعني حد يشيل معاها الحمل
اليوم و كأن خليفة رجع للحياة من جديد و بطبيعة الحال شخصية زي فتحية مرآة ليبية تقليدية تبي حد يشيل معاها بس يعني ما فكرت تسال حتى الولد هذا كيف تربى شنو شخصيته هل ممكن ما يكون ع وفاق مع خوته اللي ما عاش معاهم من قبل أبدا كل الامور هذه ما خطرت ع بالها : مرحبتين بيك ولدي و الله ماني مصدقة

هو يكلم فيها و باقي صغارها واقفين ورآها متجهمين عيونهم ع الشخص هذا و ممكن حتى عبدالخالق الصغير وقتها حس برهبة من وجود شاب بالعمر هذا معاهم لأنهم غير معتادين ع الامر

كلهم شافوا فيه شي ما ريحهم الا فتحية اللي تسمعله و كلها فرح و فخر بيه

جمال يروي لامه في اللي صار معاه مؤخرا : أنا سمعت من حنتي ان عمي خليفة توفى الله يرحمه وأنك قاعدة بروحك (وزع نظراته ع الحوش) قلت نجي و نقعد معاك نونسك

و وين تحط فرحتها عاد : سعيدي وليدي كبر و ولى راجل و جي يونسني و يسندني ربي ما يحرمني منك يا جمال مرحبتين بيك

شاف لخوته : مش مسلمين عليا؟

فنصت فيهم فتحية: تعالو سلموا

اكثر اثنين ما كانوا متقبلينه هما رجاء و حمزة اللي من سلامهم كان واضح جدا ان الأيام القادمة ح تكون ع صفيح ساخن فعلا : كيف الحال

الاثنين المذكورين تراجعوا بدون ما يقولوا كلمة

أما سارة الحساسة و الطيوبة كانت مبتسمة و سلم عليها جمال عادي هي و نجوى و غادة اللي كانت طفلة صغيرة مش فاهمة شي و عبدالخالق اللي كان ينظرله بنظرات غريبة و اخيراً جي دور المهدي اللي ع عكسهم تعلق بيه قلب جمال و خداه من رجاء رغم تمسكها الواضح بيه و كأنها تقوله ما تحاول تقرب منه و لا منا

باسه و بدت فتحية تحكيله في قصته و قداش تعاطف معاه وقتها و بينما كان يلعب فيه : خلي حد يدخل المصروف من برا

و يا فرحة فتيحة بصريفها ولدها و سندها فنصت في حمزة و رجاء ع شان يدخلوا الحاجات استجابوا لأمرها و هما مش راضيين
رجاء كل ما تدخل حاجة غصتها تزيد و تخنقها العبرة و دمعتها تفيض اما حمزة فكانوا إيديه الاثنين يرجفوا من الاعصاب و فش غله في الحاجات اللي دخلهم وقت رماهم بقوة ع الارض

لعند سمع اسمه مرة ثانية بصوت أمه : نعم

اهني جمال ما كان عاجبه صوته العالي استمر يفنص فيه و بس

و كملت فتحية: اسمع امشي لعمامك و ناديهم الليلة عشاهم عندنا ع شان نقوللهم ع وخيك

طلع حمزة بدون ما يقول كلمة و صار زي ما تبي فتحية و التموا العيلة بما فيهم خيرية ام فتحية و جو اخوات خليفة

المهم تم تقديم جمال و تعريفه ع العيلة و ما في حد اعترض ع بقاءه مع أمه في الحوش
جمال شخص انحرم من حنان أمه و رباته ام بوه لان بوه تزوج و عنده غيره صغار اعتمد ع نفسه من عمر صغير كان بين فترة و فترة يشوف في أمه لكن ما تعلق بيها لان من اول ما انفصلوا بوه و أمه حرصت خيرية ام فتحية تخليها بعيدة عنه ع شان ما تتعلق بيه و تتزوج بالذات و هي اطلقت في عمر 13 كانت متزوجة صغيرة هلبة و هكي صار معاها لاحقا وقت تزوجت خليفة
نتيجة هدا كله شخصية جمال المتناقضة صح يتحمل المسوووولية لكن كيف ؟ ح يبان مع قادم الاحداث
ح نشوفًوا كيف مفهومه للتربية و الشدة و هل بيلقى مقاومة من خوته او لا ؟!

و في عز فرحة فتحية زادت فرحتها باقتراح برنية : وخيتي يا فتحية انت صغارك يتامى توا و ياما بيجوهم صدقات من الناس و المعارف متاعين المرحوم بيجيبولهم و انت عندك ذهيبات بيعيهم و كملوا حوشكم اللي بدي فيه المرحوم

بعد تفكير : لكن وين هو قاعد قواعد بس

برنية : و كان توا تشوفي شوي شوي تكمليه و اهو جاك ولد كيف الفرح و السعد راجل اللهم صلي ع النبي عليه توا هو يوقف عليه و يكمله

و اقتنعت فتحية و هكي صار باعت ذهبها و لقطت اللي عندها من فلوس الصدقات و سلمت كل شي لجمال و حتى تربية الصغار قالتله: اشهد بالله انت خوهم و سيدهم و اللي يغلط اعطيه ع راسه

و نست تقوله انهم في حاجة للتعليم و في حاجة للحن و المحبة في بعضهم للاسف و كأن ما صدق و الحق شخص تربى في ظروف زي اللي عاشهم ابدا ما ينلام

و بدي بالفعل جمال في بني الحوش و هدم شخصية خوه حمزة اللي كان واعي و قبل يتوفى خليفة الله يرحمه كان ديما مكبر بيه و يطلع فيه معاه و في كل شي يهدرزله و يشاور فيه من باب بناء الشخصية و تحمل المسؤولية…

و زي ما حكيت ع تناقض شخصية جمال … اول تصرف داره و ينحسبله هو ان خذي المهدي لأكثر من دكتور عيون ع أمل ان يقدر يرجعله بصره بس للأسف كل الدكاترة أكدوا ان الامر هذا مستحيل و من اهنئ ارتبط معاه بعلاقة كلها تعاطف وحب …

و بعد مرور سنتين …

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى