روايات

رواية على حافة الهاوية الفصل الخامس عشر 15 بقلم ولاء عمر

رواية على حافة الهاوية الفصل الخامس عشر 15 بقلم ولاء عمر

رواية على حافة الهاوية الجزء الخامس عشر

رواية على حافة الهاوية البارت الخامس عشر

على حافة الهاوية
على حافة الهاوية

رواية على حافة الهاوية الحلقة الخامسة عشر

” بسم الله والصلاة والسلام على رسول أما بعد، رب اشرح لي صدري ويسر لي امري وأحلل عقدة من لساني يفقه قولي، في البداية حابب أقول إن الإنسان أول ما بيبدأ يتوب ويعزم على الأمر من هنا بتبدأ حياته الجديدة، واختباراته الجديدة، بعد التوبة، المسلم غالبًا بيواجه مجموعة من الاختبارات اللي بتختلف حسب ظروفه وأوضاعه، وده بيكون جزء من رحلته في الثبات على التوبة وإثبات صدق نيته. من أهم الاختبارات دي:
1.الفتن: ممكن تواجه الشخص نفس الذنوب اللي تاب عنها، سواء كانت عادة سيئة أو سلوك خاطئ. الفتن دي بتختبر إرادته وقوة عزيمته في البعد عنها.
2. الصبر: ممكن يقابل صعوبات وضغوطات في حياته بعد التوبة، ودي بتختبر صبره وإيمانه بإن الله هيعوضه خير على توبته.
3. إغراءات الشيطان: الشيطان مش بيسكت، وبيحاول يرجع الشخص للذنوب اللي كان فيها عن طريق الإغراءات والوساوس.
4. التغيرات في العلاقات: أحيانًا بعد التوبة، الشخص ممكن يلاقي نفسه بيتعرض للانتقاد أو الابتعاد من ناس كانوا حواليه وهو في حالة الذنوب. ده اختبار لقدرته على الاستمرار في طريق الحق حتى لو خسر علاقات معينة.
5. الثبات على الطريق: بعد التوبة، ممكن الشخص يلاقي صعوبة في الاستمرار على نفس الالتزام والعبادات. الثبات هنا اختبار كبير لأن التوبة الحقيقية بتحتاج للثبات على الطاعة.
الاختبارات دي كلها مش دليل على أن التوبة مش مقبولة، بالعكس دي فرصة عشان الشخص يثبت إنه صادق في توبته وإنه ناوي يكمل في طريق الحق.
وإنه بتحدى شيطانه ويتحدى اللي حواليه اللي مؤمنين إنه مش هيكمل إنه بعد عن الطريق الغلط، المشكلة إنهم مش مدركين إن البعد عن الحرام ملوش علاقة بالتخلي عن متاع الدنيا، أو بمعنى، أنا هستمتع ساعة إتنين تلاتة عشرة هاه وبعدين؟! ولا قبلين.
إفتكر إننا جايين الدنيا دي نأدي مهمة وماشيين، إحنا جايين علشان نبني حياتنا بعدين، في الجنة إن شاء الله، وسيبك من الناس وكلامهم، وكمان حابب أقول حاجة وهي، لو حسيت إنك مش قادر تغير اللي حواليك أو شايف منهم أذى لكدا، ودي حاجة بقت منتشرة لدرجة محزنة في مجتمعاتنا تجنبها، ولوأذِتك لو قدرت تسيب المكان سيبه، طالما لاقي أذى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خلصت الحلقة وذاكرت ونمت، كالعادة ماما ومعارضتها وزعيقها من ناحية، والبنت اللي معايا وشلتها.
مشيت وبدأت محاضراتي وأنا متجاهلاها، لكنها مُصرة برضوا في كلامها وأفعالها.
قربت منها وأنا بحاول أتمالك أعصابي :- بصي يا اسمك إيه، لو في حد زاقك عليا قولي، ولو دا مرض من جواكي كدا وخلاص روحي إتعالجي، هاه صفيها هاه!! أصل لا أنا أعرفك ولا أنتِ تعرفيني، ولا سبق وإتعاملت معاكي قبل كدا ولا في حوار جمعنا، سلام يا اسمك إيه.
قولت آخر جملة ببرود وبعدها مشيت، أنا جبت البرود وتمالك الأعصاب دا منين معرفش!، حمدت ربنا إني ممسكتهاش وضربتها، كنت هلفت الأنظار لنفسي وأنا مش حابة كدا.
مقدرتش أكمل لباقي المحاضرات مشيت في نص اليوم، روحت ولقيت ماما قاعدة في الريسبشن وملامحها لا تبشر بالخير الصراحة، لكني طلعت على السلم؛ لكن قبل ما أكمل طلوع نادت عليا بنبرة حادة بان فيها تعصبها.
– لا حاطة makeup ولا لابسة لبس عِدل على الموضة ، بشرتك مطفية، طرحك بقت local وطويلة، فين جنة؟ فين أصحابك اللي كنتوا شبه بعض في كل حاجة ؟؟
حسيت كإن الكلام عامل زي نغزات السكاكين مش سكينة واحدة جوايا، يعني أنا فعلاً شكلي بقى وحش؟! بس أنا متقبلة شكلي كدا..
– ماما، أنا حباني كدا.
– وأنا مش موافقة بكدا، أنا كدا غضبانة ومش راضية عنك يا ست الشيخة يا اللي بتعصي كلام والدتك.
– بس أنا مش غلط يا ماما.
– جنة، هتتراجعي يعني هتتراجعي عن كل الهبل اللي بتعمليه دا.
– جنات يا ماما، اسمي جنات، سلام عليكم.
سيبتها وطلعت وأنا حاسة كإن الشنطة تقلت عليا، وكإن جواها طوب، أو همومي وأحزاني.
بعدها غيرت ومسكت الموبايل، كنت قاصدة الفترة اللي فاتت أتجنب كلام مع حمد علشان ما أشيلهوش همي، وكمان هو مرنش غير مرة أو إتنين علشان مشغول، المرة دي رنيت.
سلمت عليه واطمئن كل واحد مننا على التاني، لكن على عكس الفترة اللي فاتت كان باين في نبرة صوتي الزعل وهو لاحظ كدا.
– مالك يا جنات؟
نزلت دمعة من عيني وتتالت وراها دموع، بكا كان مصحوب بشهقات، وجع، حزن، ألم، آهات.
إتكلمت من وسط دموعي:- أنا تعبت يا حمد، عامل زي اللي بينهش من كل ناحية، هجوم عليا من غير سبب، هو أنا غلط طيب علشان كل اللي بيحصل دا؟ أنا والله نفسي ربنا يتقبل توبتي، خايفة أكون بتحاسب على ذنوبي اللي عملتها قبل ما أتوب.
رد عليها بنبرة هادية:- إوعي تقولي كدا؛ الشخص مننا لما بيتوب ويرجع لربنا ساعتها بيبدل سيئاتهم حسنات زي ما قال في كتابه””إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا”. يعني ربنا بيقول اللي يتوب عن ذنوبه بصدق ويؤمن بالله ويعمل أعمال صالحة، ربنا مش بس هيغفر له ذنوبه، لكنه كمان هيبدل السيئات اللي كان عملها بحسنات. يعني بدل ما يتعاقب على الحاجات الوحشة اللي عملها، هيتحول ليها حسنات تضيف لرصيده في الآخرة. وده من كرم ورحمة ربنا الواسعة اللي بيعفو وبيغفر بطرق إحنا ممكن ما نتخيلهاش.
إتهند وكمل كلامه:- يعني دا إختبار من ربنا يا جنات، إهدي كدا وإحكيلي اللي بيحصل.
ساعتها قولت له على كل اللي بيحصل، سواء من ماما أو من البنت اللي معايا في الدفعة.
ـ بصي، يومين وهتلاقيني عندك، عايزك بس تصبري يومين، وبكل هدوء واجهيهم أو بالأحرى تجاهليهم، أنتِ مش غلط، خليكي واثقة من كدا، زيّ ما أنا واثق فيكي.
قفلت معاه وأنا حاسة وكإن في جبل انزاح من على قلبي وسبحان من اداني القوة إني فعلاً أتجاهلهم.
عدوا اليومين، بس مش في لمح البصر ولا حاجة كانوا تُقال على قلبي، لحد ما لقيت حمد خبط ودخل الأوضة، ساعتها قومت جري وأنا فرحانة إنه فعلاً جه.
– عايزك تجهزي حاجتك.
– حاجة إيه ؟
– أقولك هتعرفي لما نرجع، المهم أنتِ كان عندك محاضرات ومروحتيش النهاردة صح؟
هزيت رأسي بمعنى آه، ساعتها كمل:- ومروحتيش بسبب البنت صح؟
– أنا مش عايزه مشاكل.
– ليه عايزة تقعدي واخدة جنب وضعيفة مش عارفه تدافعي عن حقك؟
– أنا فعلاً زعقت لها.
ضحك ضحكة صفرا وبعدها قال:- تعالي بس معايا.
جهزت وروحت معاه فعلاً، ولحسن حظي وسوء حظ البنت العسير إني لاقيتها في وشي أو ما وصلت عند الكلية، بس لحظة؛ دي.. دي معاها شيرين ونهلة!!
بص ليا حمد وهو بيبتسم إبتسامة لا تنم عن إنه ناوي خير خالص وبعدها إتكلم:- مش كنتي تقوليلي يا جنات إن الحبايب متجمعين كنت عملت حسابي.
أنا كنت بحاول افوق من صدمتي…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على حافة الهاوية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى