روايات

رواية الدليل الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل

موقع كتابك في سطور

رواية الدليل الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل

رواية الدليل الجزء الخامس

رواية الدليل البارت الخامس

الدليل
الدليل

رواية الدليل الحلقة الخامسة

الأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
حسيت بحقد وغضب من محمد اول مرة احس بيهم ناحية بني ادم، بس مش هينفع ملومش على ميدو وده خلاني اتكلم بكم غضب كنت محوشاه وما صدقت انه يخرج، غضبي منه ومن انه سابني وبعد، غضبي من سعد واللى معيشهولي، غضبي من نفسي ومن استسلامي لكل السلبيات اللى بتحصل فى حياتي، كل ده خرج فى كلامي مع ميدو وانا بقوله:
– وانت بقى زي العيل الصغير، جه هو رمالك كلمتين فى ودانك، خدتهم وجيت سمعتهوملي، ايا كان قصده ولا نيته فأنت اصلا اللى غلطان مش هو، هو جدع حتى لو عمل كده بنية خبيثة لكن هو قدر ينفذ اللى عايزه، اما انت بقى فطلعت مالكش لازمة، كلام الناس هو اللى حركك مش دماغك ولا قرارك ولا احساسك….
قولت الكلام ده وانا حاسة مع كل حرف بنار خارجة من صدري، مقهورة جدا من فكرة انه سابني بسبب نصيحة واحد صاحبه مش اكتر، لقيته رد عليا بهدوء وكأن انفعالي ده ولا اثر فيه:
– كلامه اثر عليا فعلا، لكن انا مرجعتش فى كلامي معاكي لأني بيعتك او لأنك مش فارقة معايا، لكن كلامه اللى قاله خوفني، خوفت ازهق لأني مبحبش الضغط، خوفت غيرتي عليكي او غيرتك عليا تعمل مشاكل بينا، انا مش بحب المشاكل، بتخنق من الغيرة، بزهق من التحكمات، بحب ابقى براحتي لكن اناني بحب اللى معايا تمشي بدماغي، بحبك اه لكن طول الفترة اللى اتفقت معاكي عليها كان سبب فى خوف كبير جوايا من كل حاجة هنقابلها مع بعض، خوفي من الخنقة والربطة خلوني اقول اخسرها كحبيبة احسن ما اخسرها فى حياتي كلها، اه بعدتي وبقى ليكي حياتك لكن رسالتك ليا كل سنة بتحسسني انك معايا ومش ناسياني زى ما انا مش بنساكي، لو كنا واجهنا المشاكل اللى خايف منها دي كلها كانت حتى الرسالة دي مش هلاقيها منك، انا عارف نفسي وعارفك، كان قراري غلط بأني ابعد وعلشان كده عاقبت نفسي بأني فضلت لواحدي لحد دلوقتي يا نغم.
عيطت، عيطت بقهر وانا بقوله:
– كنت شاركني خوفك وكلمني فيه، ضيعتني وضيعت احساسي وحياتي بسبب خوفك ده، كنت خلي القرار يكون مشترك بيني وبينك، خليني معاك اعرف اذا كنت انا كمان هفكر بطريقتك وخوفك هيتنقل ليا ولا كنت هقدر اطمنك ونكمل سوا وكل المخاوف دي تنتهي، انت اناني، وهو كمان مؤذي، لكن انا مش هلوم عليه، ومش مستنية منك تأذيه.
سكت ومسك ايديا…احساس غرررررررررريب اول مرة فى حياتي احس بيه، استغربته، واتوترت، كانت ايديه زي التلج وبترتجف وهو ماسك ايدي اللى كنت انا حاسة بسخونيتها اللى خارجة منها، بصيت فى عنيه بتوتر وهو ماسك ايدي وبيرتجف، قلبي اتقبض، اتكلم بهدوئه ده وقاللي:
– مالك؟ وشك اتغير ليه؟ انتي خايفة مني؟
حاولت اسحب ايدي من ايديه وانا مش عارفة سبب الخوف اللى فى قلبي ده من ناحيته فجأة، لكن هو قاللي:
– مش كنتي طول عمرك بتتمني اننا نقعد مع بعض كده؟ مش كنتي بتتمني امسك ايديكي كده؟….
قبل ما يقول حاجة تانية سحبت ايدي جامد وقومت وقفت، رجلي غرست فى الرملة بشكل غريب، بقيت واقفة جوة الرملة مش عارفة اتحرك وهو واقف قدامي مبتسم ابتسامة غريبة وقال:
– افتكرتي انك متجوزة؟ افتكرتي جوزك؟ انتي من جواكي بتتمني ان وقتنا ده مع بعض ميخلصش.
صرخت فيه و انا بحاول اطلع رجلي من الرمل:
– هو ايه اللى بيحصل؟ انت ازاي كده؟ طلعني من الرملة دي، ومتنساش اني متجوزة يا ميدو، انا زعلي من…
ضحك وهو باصصلي ومبرق عنيه السودة وقاللي:
– من ان جوزك نساكي، اصل هو عجبته بنت من البنات اللى معاكم فى الرحلة، تخيلي بنت فى دقيقة قدرت تخليه ينساكي، ينساكي ويسيبك لواحدك هنا علشان…علشان اقابلك انا.
كل ما احاول اطلع رجلي من الرمل اغرس اكتر، بقيت هتجنن وانا بقوله:
– طلعني من هنا، انت مين اصلا؟ انت اكيد حد انا معرفهوش، انت ازاي اتحولت كده؟
فى اللحظة دي ابتسامته ظهرت اكتر وحسيت برعب غريب من ناحيته، رغم ان ملامحه متغيرتش، وشكله زى ما هو، لكن نظراته، ابتسامته، الطاقة اللى وصلت ليا منه حسستني برعب وخوف مفاجيء، اكد خوفي ورعبي اللى مش مبرر ده كلامه وهو بيقول:
– انا خيالك، انا تفكيرك، انا الاحساس اللى ماليكي يا نغم، انا اللى ظهرت علشان ارضي كل الغضب اللى جواكي واكد ليكي ان حقدك على كل اللى اذوكي فى حياتك عندك حق فيه، غضبك من حبيبك اللى بعدك عنه عطيتلك له مبرر واسباب، غضبك من صاحبكم اللى بدل ما يصالحكم على بعض بعدكم اكتر عطيتلك له اسباب، حتى غضبك من جوزك اللى انا خليته يسيبك ويمشي علشان اقابلك بررتهولك بأنه اعجب ببنت انا اللى حطيتها قدامه.
ها بقى؟ ايه اللى هفهمه انا من اللى بيتقال ده؟ طيب ده حد متسلط عليا؟ طيب ده خيال وانا بيتهيألي؟ طيب ازاي هو حسسني بكل اللى حسيت بيه ده لو ده مجرد خيال؟ كل اللى فى دماغي لقيته رد عليه وقال:
– انا اللى رددتي اسمه وانتي بتغيري هدومك، انا (قيظاااااااااااااان)
فجأة خرجت رجليا من الرمل وحسيت ان رجلي مش لامسة الارض، لكن الاسم اللى قاله حسيت انه كتفني، بقيت بحاول الاقي كلام اقوله، لازم اتكلم:
– يعني ايه؟ يعني انت مين؟ انت مش ميدو؟ انت مش انسان؟ انت….
رد وقاللي:
– قيظااااااااااااااااان
افتكرت، افتكرت وقولتهاله:
– اه، انا شوفت الكلمة دي على الحيط فى الحما…م، قريتها لكن مفهمتش معناها، يعني….
رد وقاللي:
– قيظاااان، اسمي، نطقك لأسمي فى المكان اللى انتي فيه جابني من العالم بتاعي، حضوري كان لازم يأذيكي، لكن اول مرة من عقود احس بالشفقة تجاه انسية، وحدتك وضياع سنين عمرك منك قدام عنيكي مع انسان مش حاسس بوجودك خلاني اشفق عليكي، وعلشان كده قررت اعيشك احساس مفتقداه وبتتمنيه ولو لوقت بسيط.
اكيد مش هقدر اتهمه بالكدب، بالعكس ده اللى بيقولهولي ده واقعي عن انه يكون هو ميدو فعلا، واقعي عن ان يكون المكان ده موجود بجد، واقعي عن ان كل اللى قاله وحسسني بيه يكون حقيقي بيحصل فعلا، وضعي ووجودي فى المكان ده والوضع اللى انا فيه فى اللحظة دي يخلوني اصدق كلامه، اه انا كنت بغير هدومي وساعتها شوفت حروف اسمه على الحيط، رددتها بجهل مني ومعرفتش افسر معناها، لكن متخيلتش للحظة ان اللى بعمله او بردده ده يستدعي جني من عالم بعيد علشان يبقى دليل ليا انا فى طريقي اللى تايهة فيه، سألته بحزن:
– انت اللى خليت جوزي ينساني؟
رد وهو بيمد ايديه ناحيتي، وبتردد مني مسكت ايديه علشان يخليني ارجع للأرض تاني بدل ما انا متشعلقة فى الهوا كده:
– هو كان ناسيكي، ناسيكي لكن مكانش هيمشي من غيرك، انا اللى خليته يوصل لمرحلة انه يسيبك لواحدك فى مكان بعيد عن العمار، كان لازم تبقى معايا لواحدك.
وقفت على الارض وانا جوايا خوف الدنيا كله وبقوله:
– وليه ميدو؟ وليه كل اللى قولته؟ انت عرفت كل ده ازاي؟
رد وقاللي:
– عقلك، عقلك اللى قدرت اخترقه فى اقل من لحظات، قدرت من خلال اللى فيه اعرف كل حاجة عنك، دي مش حاجة صعبة علينا، كل عشيرة من عشائرنا لها امتيازات خاصة بيها، ومن خواص عشيرتنا هي اننا نقدر فى اقل من لحظة نعرف حياة الانسي اللى بنقابله عاملة ازاي وشكلها ايه؟ وايه هي الحاجات اللى نفسه فيها، وايه اللى بيتمنى انه يخلص منه، وايه اللى نفسه انه يرجعله تاني، وانا شوفت ده وعرفته من ظهور كل اللى بيدور فى عقلك قدامي، خوفك اللى خلاكي فى لحظة تلومي نفسك على جوازك من سعد، احساسك بأنك مش مهمة اللى خلاكي تفتكري حبيبك اللى بعد عنك، وحدتك اللى خليتك تفتكري صاحبكم اللى قدم نصيحة لحبيبك كنتي بتتمني لو مسمعلهاش هو، كل ده خلاني اشفق عليكي، وخلاني اقدملك مبررات لكل احاسيسك، وبرغم ان المفروض عليا اذاكي، لكن انا قررت اكون دليلك لحد ما توصلي لمكانك تاني، مكانك اللى مش هتقدري تبعدي عنه و لا تسيبيه.
عيطت تاني، عيطت من خوفي، من هبلي، من احساسي المؤقت اللى عيشته، من فرحتي الكدابة اللى حسيت بيها، من قلبي اللى دق اول ما شوفت حبيبي اللى سابني وقرر يبعد عني، عيطت من اني واقفة دلوقتي لواحدي فى الليل وفى الفضا ده مع عفريت فى مكان مفيش انسان يعرف حاجة عن وجوده، لكن هو كان ارق من انه يأذيني ويخوفني، وعلشان كده حاول يطمني بأنه يخفي عنه الطاقة اللى حسستني بالخوف المفاجيء من ناحيته، مش عارفة دي قدر يعملها ازاي، لكن فى لحظة لقيت ملامحه بتتغير، اتغير لملامح شخص تاني، شخص غير ميدو، شخص معرفهوش، لكن شخص طبيعي مش عفريت مرعب ولا شبح، ملامح مقبولة ومريحة للقلب، الموقف كله يخوف، لكن شكله كان مريح ويطمن، قاللي بهدوء:
– انسي، انسي حبيبك، وانسي اي حد نساكي، انا هوصلك، هفضل معاكي، ههون عليكي، مكنتش عايزك تخافي مني، لكن كنت عايزك تعرفي قيمة نفسك، انتي قوية وجميلة وتستاهلي تتحبي، كل اللى انتي فى حياتهم مش قادرين يحسوا بقيمتك دي لأنك مقللة من مكانتك وقيمتك جواكي، استقوي، استقوي وانا جنبك وهساعدك على انك تثبتي وجودك فى حياة اي حد حواليكي، مش هتبقى لواحدك بين اي حد من بني الانس بيأذيكي.
كنت بعيط لسه وانا بقوله:
– انا خايفة.
رد وقاللي بأبتسامة:
– انتي مش خايفة، انتي كان نفسك اكون حبيبك فعلا، انا كنت ناوي افضل هو لحد ما اوصلك واخليكي فاكرة المقابلة دي حياتك كلها، لكن طيبتك، سذاجتك، برائتك، خلوني عايزك تشوفي نفسك وتحسي بيها، كان لازم اواجهك بحقيقتي هنا علشان تصدقي انك قوية وتقدري تواجهي اي حاجة، حتى……حتى الجن.
حاولت اهدا بعد ما طمني وقولت:
– يعني مش هتأذيني؟
رد وقاللي:
– قيظان مش بيقدم فرص، قيظان ظهوره بيأذي من غير افعال، لكن من بداية ظهوري واول ما شوفتك مقدرتش اعمل ده فيكي، وعلشان كده انتي مقدرتيش تشوفي حقيقتي، كان لازم اطمنك، كان لازم اخليكي مرتاحة لحد ما نبقى سوا على طريقي، الطريق اللي مش هترجعي منه للعالم بتاعك الا لما تحسي بقيمتك وتعترفي بقوتك.
بصيت له وانا صعبانة عليا نفسي:
– اعترف بقوتي؟! ازاي؟ انا جبانة فى كل حاجة؟ ضعيفة فى كل حاجة، سلبية وسايبة كل اللى حواليا هما اللى يمشوني ويحركوني حسب رغبتهم.
فى اللحظة دي لقيته بص ليا بجدية وهو بيقولي:
– هقولك ازاي تعترفي بيها.
قال كده وبمنتهى القوة حسيت بدفعة من ايديه ليا بقيت فى نص البحر تقريبا، فى الليل، فى الفضا، فى المياه السودة بسبب سواد السما كنت لواحدي، لواحدي ماليش طول ولا ليا سبيل للرجوع تاني للشاطيء، صوته وصلني من بعيد، بصيت وانا بحاول اشوف مصدر الصوت اللى كان ابعد من اني اقدر اشوفه وانا بغرق بسبب اني مش بعرف اعوم، مقدرتش اشوفه لكن سمعته بوضوح وهو بيقولي:
– هتقاومي وهتقدري تخرجي، هتنقذي نفسك، انتي مش جبانة، انتي مش خايفة، انتي قوية.
رعب وخوف ويأس وضياع حاسة بيهم وانا بغرق لكن صوته وكلامه كأنهم سحر بالنسبالي، فجأة سيبت نفسي للمياه، هديت والتوتر اللى جوايا ابتديت اسيطر عليه، قولت لنفسي:
– اهدي ولو ربنا اراد تغرقي ومتخرجيش هتكون دي نهايتك، اهدي ولو ليكي نصيب تعيشي هتخرجي من هنا.
كل اللى عارفاه اني لقيت نفسي فوق وش المياه، موج مفاجيء ابتديت مع كل موجة اخرج لبرة، اه مع رجوع المياه لورا برجع معاه شوية، لكن مع الموجة اللى بعدها بطلع لقدام اكتر واكتر، الضلمة كانت مرعبة، لكن صوته بيرن فى ودني، قربي من البر بيطمني وبيحسسني اني هقدر وهخرج، وقت طويل فات وانا مستسلمة لحد ما لقيته من وهو على الشاطيء حرك ايديه ناحيتي، شوفته بوضوح لأني مش بعيد زى ماكنت، انا قربت، قربت كتير للبر، ومساعدته ليا بأنه مد ايديه فى النهاية كانت بعد ما قدرت انا اساعد نفسي واقاوم خوفي، خرجني بأيديه وهو مبتسم وانا بنهج وباخد نفسي بالعافية، قاللي:
– شوفتي انك تقدري، شوفتي انك تستاهلي تكوني موجودة، شوفتي انك مش جبانة؟ كنت عارف ان ارادتك ضايعة بين كل افكارك السلبية، علشان كده كان لازم اساعدك، انتي تستاهلي اني اساعدك.
ضحكت، ضحكت جامد وانا بصاله:
– هو ازاي فيه عفريت بالجدعنة دي؟
ضحك وقال:
– لالا، متصدقيش اللى بتقوليه، وبلاش تتغري بسرعة فى اي ود او طيبة من اي حد على وش الدنيا، انتي فى لحظة بعد ما كنتي هيمانة فى نظرات عيوني وانا حبيبك، حسيتي من ناحيتي بخوف ورعب متعرفيش سببه ايه؟ انا مؤذي، والبشر مؤذيين، لكن اللى زيك لازم هيقابل حاجة تساعده حتى لو خارجة من جوة اكتر كائن مؤذي فى العالم كله، بلاش تثقي بسهولة، اوعديني انك هتستقوي.
كلامه برغم كل الوضع الغريب اللى احنا فيه كان بيطمني اكتر، رديت وقولتله:
– بعد اللى عيشته النهاردة مستحيل اخاف، مستحيل استسلم لضعفي، مستحيل اقلل من قيمتي واسمح لحد انه يقلل مني.
مد ايديه ليا وقاللي:
– طيب يلا هاتي ايديكي علشان اوصلك لبيتك.
مديت ايدي فى ايديه ومش فاكرة ايه اللى حصل، كل اللى فاكراه اني لقيت حد بيقولي:
– نغم، يانغم، انتي هتنامي لأمتى؟
فتحت عيني وانا مبتسمة وببص للي بيصحيني، اتخضيت وقومت بسرعة ابص حواليا، استغربت لما لقيت نفسي فى السرير وقصادي بالظبط سعد باصص ليا بأستغراب وهو بيقولي:
– انتي جيتي ازاي؟ وازاي وصلتي قبل مني؟ وايه النوم ده كله؟
مش عارفة ارد، ومش عارفة هل انا كنت بحلم ولا لاء؟ هو عمال يتكلم ويسأل وانا ساكتة مستغربة ومصدومة من اللى حصل وبتمني انه يكون حقيقي ومش مجرد حلم، لقيت سعد بيقولي:
– انا لما وصلت هنا فكرت اني نسيتك هناك، انتي جيتي ازاي؟
اتأكدت انه حصل فعلا كل اللى شوفته، واللى اكدلي اول ما بصيت قدامي ابعد عيني عن سعد اللى واقف جنبي على طرف السرير وشوفت قيظااااان بيبستم، افتكرت كلامه ليا وبصيت لسعد بقوة وقولتله:
– وهرجع اسكندرية كمان لواحدي، ومجرد ما اوصل بيت اهلي توصلني ورقة طلاقي، انا مش هكمل حياتي مع جبان زيك.
وقف مصدوم، قومت من مكاني وانا شايفة ابتسامة قيظان بوضوح، جهزت شنطتي ودخلت غيرت هدومي قصاد ذهول سعد وعدم اقتناعه برد فعل للأنسانة اللى متعود على سلبيتها واستسلامها، تعاملت وكأنه مش موجود ونزلت من البيت رغم الحاحه ومحايلاته اللى استغربتها منه، ولأنه مش بيحب يفضح نفسه كان بيحاول محدش يسمع بينا، وجود قيظان كان مقويني، مشيت ورجعت اسكندرية وكأن كل حاجة متسهلة فى طريقي، حتى اهلي بعد ما عرفوا انه سابني ومشي فى الشاطيء وافقوني على قراري، كل ده وانا حاسة اني قوية بوجود قيظااااان اللى ابتسامته بتظهرلي مع كل موقف بيلزم فيه كلامي، رجع سعد ورايا وساب الولاد لمامته واخواته، اعتذر واتأسف اسف الدنيا كله، باس رأسي ورأس امي واتأسف لينا وندم، لكن من جوايا حاسة انه محتاج يحس اكتر بقيمتي، بصراحة سوقت فيها واتعوجت اكتر، اتشرطت عليه شروط كتير، والغريبة انه وافق عليها كلها، من اليوم ده هو مش عارف انا ازاي رجعت قبله من الشاطيء اللى سابني فيه، ولا عارف حاجة عن اللى حصلت معايا، ولا حد يعرف اصلا، بس من اليوم ده وهو عارف قيمتي وحاسس بيها، ومن اليوم ده وانا مش شايفة حاجة لا فاتت ولا جاية غير نفسي وبس، لا ندم على اللى فات، ولا استسلام للواقع، ولا قبول التقليل والأهانة، من اليوم ده وانا رجعت لنفسي، بفضل قيظان، بفضل احساسي بنفسي اللى كنت غفلانة عنه، بسبب احساسي بأن مفيش حد يستاهل افضل اجلد نفسي علشان غيابه او حضوره، مش عارفة، لكن كل اللى عارفاه ان مقابلة قيظان اللى مش قادرة انساها ولا ابتسامته ولا كلامه غيرت فيا كل حاجة….برغم اني مشوفتهوش من وقت ما رجعت بيتي مع سعد الا اني حاسة انه جانبي وبيقويني فى كل يوم بدرجة اكبر من اليوم اللى قبله….نسيت بأحساسي بنفسي حبي لميدو، نسيت رفضه ليا من غير ما يفكر فى اللى هعيشه او هحس بيه، عملت بلوك لرقمه اللى كنت ببعتله عليه كل سنة، نسيت كل اللى فات ومن اليوم ده ابتديت نغم جديدة لسه هتعيش حياتها اللى هتعرف تفرح بيها وتحس فيها بقيمتها الحقيقية، كل ده بفضل دليلي، بفضل قيظاااااااااااان اللى ربنا بعته ليا علامة علشان اقدر افوق قبل فوات الاوان.
تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى