روايات

رواية الدليل الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل

رواية الدليل الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل

رواية الدليل الجزء الثاني

رواية الدليل البارت الثاني

الدليل
الدليل

رواية الدليل الحلقة الثانية

جسمي اتنفض اول ما سمعت صوته، قلبي دق بسرعة جدا، ومن غير تفكير لقيت نفسي ماشية ناحيته، ماشية وملامحه بتظهر قدامي بوضوح بالتدريج كل ما بقرب خطوة، وكل ما بتأكد من اللى انا شايفاه قلبي يدق اكتر وجسمي يرتعش، كنت حاسة اني مش على الارض من فرحتي اني شايفاه قدامي، مش علشان هو واحشني او بقالي سنين طويلة مشوفتهوش او علشان هو اللى لقيته فى لحظة زي دي…لالا مش ده السبب، فرحتي دي كان سببها اني من يوم ما عرفته ولا مرة انا وهو اتقابلنا لواحدنا، كل مرة يا فى الشغل يا في خروجة مع اصحابنا، حتى يوم ما صارحني بحبه ليا كنا في خروجة مع اصحابنا وهما قاموا وسابونا علشان يجيبوا اكل، كنت حاسة برجلي سايباني ومسبقاني ناحيته، وهو ابتسامته الجميلة وشعره الاسود الناعم وعيونه الواسعه السودة كلهم بيزودوا سرعة دقات قلبي لحد ما وصلت ووقفت قدامه، نسيت ان سعد نساني، نسيت خوفي وقلقي، نسيت قهرتي اللى كنت حاسة بيها، نسيت كل حاجة وانا واقفة قدامه وشايفة ابتسامته ولمعة عنيه السودة الجميلة، ابتسم وقاللي بصوته اللى كنت بحب اسمعه:
– ينفع تتوهي فى مكان زي ده؟
واقفة حاسة اني عايزة احضنه بس احتفظت بأحساسي لنفسي لكن صوتي رفض يخرج واكتفيت بأبتسامتي وفرحتي بأنه قصادي، كمل هو كلامه وقال:
– انتي لسه خدودك بتحمر لما بتتكسفي ولا تفرحي؟
بصيت حواليا فى كل مكان مش لاقيه بني ادم غيرنا، صوته بيرن فى ودني، قلبي بيدق على غير عادته سامعة صوت دقاته، عندي حاجات كتير اقولها ومش عارفة لحد ما قاللي:
– طيب مش عايزة تتكلمي معايا؟ اوصلك وانا ساكت خلاص ياستي.
مقدرتش اسيبه يفتكر اني مش عايزة اكلمه، رديت عليه بسرعة وبكسوف:
– انت ازاي هنا؟ ازاي شوفتني وعرفت ان انا؟
ابتسم كعادته وقاللي:
– وانتي فاكرة ان السنين اللى فاتت تخليني انسى شكلك؟
رديت بكسوف تاني:
– بس انا اتغيرت عن زمان اكيد.
رد عليا وهو بيقول:
– ولا عمرك تتغيري، يانغم انا شايفك دلوقتي بنفس تفاصيلك اللى كنت بشوفك منها من 14 سنة، ولا كأنك السنين فاتت عليكي.
كلام عادي وبسيط لكن بالنسبالي كان الدنيا بحالها، انا عايشة مع واحد بيعد الشعر الابيض اللى ظهر بين شعري، الكلمة الحلوة بتطلع منه بالصدفة، النظرة الحلوة نفسها بتكون فى اوقات معينة بالطريقة اللى تعجبه هو، لكن للناس كلها النظرات والهمسات والتسبيل ده بيتوزع كده من غير مناسبة، اتكلم ميدو وقاللي:
– انتي ازاي لواحدك هنا؟ وايه الخوف اللى كان على وشك ده؟
رديت وانا بحاول مخليش زعلي من سعد ونسيانه ليا يظهر عليا:
– كنت مع الجروب بتاع الرحلة، روحت اغير رجعت لقيتهم مشوا وسابوني.
رد عليا بضيق:
– وازاي جوزك يبقى معاكي ويمشي من غيرك؟
ضحكت على حظي:
– عادي، يمكن علشان اتأخرت هو فكرني فى الاتوبيس ولا حاجة.
بص بضيق، لكن انا ركزت ورجعت قولتله:
– انت عرفت منين اني كنت مع جوزي هنا؟
بص لبعيد للفضا اللى حوالينا وهو بيقول:
– اصل مش معقول هتبقى متجوزة وهيسيبك تيجي روحلة لواحدك، انا عارف انه مُتحكّم فيكي.
حسيت بنغزة من زعلى على نفسي ومن حزني على نصيبي اللى كان عكس كل احلامي، حاولت الاقي حاجة اقولها لكن هو سبقني وقاللي:
– مكنتش عايز اظلمك معايا يانغم، لكن واضح انك باختيارك ظلمتي نفسك وانتي بعيد عني.
فرحتي كلها بأني شايفاه قدامي اتحولت لدموع ظهرت فى عنيا ورفضت تنزل، شافها هو وقاللي:
– ليه تختاري من غير ما تحبي؟
بصيتله ولأول مرة فى عنيه بتركيز، كنت طول عمري اسرق النظرة دي علشان مياخدش باله ولا حد ياخد باله، رديت وانا سرحانة فى عنيه:
– علشان مكنتش هختار وانا بحب، انا حبيت مرة وللأسف معرفتش اكررها.
رد ميدو وهو بيمد ايديه ناحيتي:
– فتقبلي باللي قدامك وخلاص.
اتوترت من قُرب ايديه ناحيتي وهو عايز يمسك ايدي، بعدتها ولفيت ايدي ورا ضهري وانا بقوله:
– والله يا ميدو هو كان انسبهم وقتها، وبعدين هنتكلم فى ايه؟ ده نصيب، وسنين فاتت بقى الواحد كان صغير ومش بيعرف يفكر صح.
رجع ايديه جنبه وقاللي بهدوء وكأنه بيطبطب على قلبي اللى واجعني:
– انتي اغلى من انك تختاري الانسب، انتي اغلى من انك تكوني مع حد ينساكي، انتي اغلى من انك تقبلي تتهمشي، انتي غالية اوي يا نغم وخسارة كبيرة للي تكوني فى حياته ومش عارف يقدر قيمتك.
ابتسمت ونزلت دموعي، نسيت اننا فى مكان الليل ابتدا يخيم عليه ومفيش فيه حد غيرنا، مفيش حتى عربية ماشية بعد ما الافواج او الناس سابت الشاطيء ومشيت، نسيت كل حاجة وبقيت مركزة معاه بس، اتكلم بصوتي الجميل وقاللي:
– انا هوصلك، تحبي توصلي بسرعة ولا نمشي مع بعض شوية؟
رديت من غير تفكير وانا مش واخدة بالي من الليل اللى ابتدا يحل علينا ويظهر فى السما بعد الشمس ما غابت:
– خلينا نمشي شوية، انا مخنوقة ومش عارفة لو رجعت دلوقتي ممكن اتصرف ازاي بعد اللى عمله فيا ده؟
رد عليا وهو بيضحك ضحكة حلوة بحبها كانت عبارة عن (ها)، عارفين انتم ضحكة احمد حلمي فى فيلم اسف على الازعاج، اهي كانت هي دي الضحكة بتاعته من زمان واللى انا اصلا بتعجبني وبحبها:
– طيب تعالي بقى انا هوصلك، وهفرجك على جمال مطروح فى طريقنا.
ابتسمت وانا ببص حواليا وبمسح دموعي اللى نزلت وبقوله:
– جمال ايه فى الصحرا اللى احنا فيها دي؟ ده انا مستنية كارثة تحصل دلوقتي فى الهِو ده.
بص للمكان كله وقاللي:
– انا هخليكي تشوفي المكان ده بعنيا انا يا نغم، انتي متعرفيش مدى جمال المكان ده، امشي معايا وانا هأكدلك كلامي.
مشيت فعلا، ارض واسعة جدا فيها بيوت او شاليهات من دور واحد على مسافات بعيدة لكن مقفولة ومفيش فيها حد، وبينهم مساحات فاضية كبيرة ورملة بيضا مش صفرا هي الطريق بينهم، شوية زرع اخضر على هيئة شجر صغير ما بين كل مسافة والتانية، المكان مخيف اكتر من انه جميل الحقيقة، اه انا احب اتفرج على المكان ده وانا فى الاتوبيس جاية او راجعة من الشاطيء، لكن انزل امشي فيه كده وكمان مش بالنهار؟! ده ايه الرعب ده؟ كان ماشي جنبي بالظبط لكن فيه بيني وبينه مسافة، اتكلم وقاللي وهو باصص قدامه:
– مش عايزك تخافي، انتي معايا، انا هوصلك.
بصيتله برغم انه مش باصص ليا وقولتله:
– بصراحة مرعوبة يا ميدو، انت عارف انا جبانة.
ضحك وقاللي:
– معايا مينفعش تبقى جبانة.
ضحكت وانا بفتكر زمان وبقوله:
– يا خبر ابيض، شوف مين بيتكلم؟ انت نسيت خوفك من الكلاب والقطط زمان؟ انا اصلا مش مستوعبة انك ماشي هنا عادي كده.
لقيته بيمد ايديه قدامه وبيشاور على حاجة انا مش واخدة بالي منها، قاللي من غير ما يبص ناحيتي وصوته بيضحك:
– شايفة الممر اللى هناك ده يا نغم؟
ركزت جدا وشوفت مكان بعيد عننا بشوية حلوين كده هو بيشاور عليه، قولتله:
– ماشاء الله ما هي عينك الواسعة دي لازم تشوف من المسافة دي.
ضحك وهو بيقولي:
– بتحسديني يا نغم؟ ماشي ياستي، بس مش علشان انا شايفه بشاورلك عليه، انا بشاورلك لأنه طريقي، انا حافظه وحافظ مكانه، ده بقى الممر اللى هفرجك منه على اجمل مناظر ممكن تشوفيها في حياتك كلها.
اتحمست جدا ولقيت نفسي سبقته بخطوتين لقدام وانا بقوله:
– بجد؟! طيب يلا بقى امشي بسرعة شوية، خلي حلاوة اليوم تكمل.
كمل مشي فى طريقه جنبي وهو بيقول من غير ما يبص ليا:
– اليوم حلو لأني شوفتك فيه.

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى