رواية كريم الفصل الخامس 5 بقلم آية محمد
رواية كريم الجزء الخامس
رواية كريم البارت الخامس
رواية كريم الحلقة الخامسة
” لا لا… لا يا بابا.. لا…
” يا كر….
“يا بابا كفايـة بقي.. كفايـة تظلمني، كفاية تزود في الفجـوة اللي بيني وبينك، بابا أنا معاتبتش حضرتك علشان كان بعدي كل السنين دي أكبر عتاب.. لكن حضرتك برغم دا مفكرتش مره واحده تعاتبهـا هي.. مرات الأب اللي سودت عيشتي وعلشان خاطرك وبس انا استحملت كتير، عشان خاطر ان حضرتك بتحبها ومتقدرش تبعد عنها برغم ان عيوبها كتير اووي و عليـاء أنا مش برفضها علشان اللي حصل بس أنا بكل بساطه مبحبهاش.. عاوز اتجوز واحده بحبها و بتحبني و اكمل علي الأقل اللي جاي بشكل طبيعي، كتير عليا!!!
يا بابا علياء ليها نصيبها ان شاء الله مع واحد يحبها و يتقبـل اللي مرت بيـه وربنا يعوضها.. انمـا أنا مش هعمل كدا، أنا انسان و ليـا طاقه.. كفاية بقي.. كفاية.
بعد اذن حضرتك، أنا راجع البيت”..
تحـرك أدم تجـاه سيـارته ثم انطلق بهـا عائدا لمنـزله، حيث عائلته، حيث سـلامه…
طرق البـاب ففتحـت له رهف بأعين ناعسه فقال بحده:
” أنتي بتفتحي الباب بنفسك الساعه ١ بليل!!! ولا حتي سألتى مين اللي واقف علي الباب؟ فين الزفت محمود؟ “..
قالت بتردد:
” أنا قولت أكيد أنت يا أدم.. معلشي أنا والله مخدتش بالي من الوقت “..
” قولي لماما اني رجعـت.. “..
” حاضر “..
دلفـت للداخـل وأغلقت الباب بينما عاد هو لغرفـته، تحركت لغرفة والديهـا ثم طرقت الباب وقالت بهدوء:
” ماما، أدم بيقول لحضرتك انه جه، ودخل علي اوضته ينـام، سمعاني؟ “..
قالت سلوي بتعب من الداخل:
” ماشي يا حبيبتي، روحي نامي بقي علشان جامعتك “..
” حاضر يا ماما تصبحي علي خير “..
بالداخل اعتدلـت سلوي في جـلستها وألتفتت لزوجها تناديه بهدوء:
” سيـد.. أنت صاحي؟! “..
” من امتي بنام وحد منهم برا.. خلاص هو رجع أهو نامي بقي “..
” لا اصحي عاوزة أتكـلم معاك في موضوع كدا “..
التفت لها ثم أعتدل يجلس أمامها ينظر لها بإنتباه:
” موضوع اي دلوقتي؟! “..
” عاوزة أقولك حاجه وخايفة تتعصب عليا “..
” حاجه اي ما تتكلمي يا سلوي “..
” بصراحة كدا أنا.. عاوزة أجوز رهف لأدم “..
تحـولت نظرته للصدمه والتعجب:
” اي يا سلوي الكلام دا، دول أكتر من الأخوات “..
” لا مش اخـوات يا سيد، أدم مهما كان ومهما حصل، راجل غريب علي بنتك، وأدبه وأخلاقها هو اللي حط بينهم الحدود.. بنتك كبرت وجـالها ناس كتير وبترفضهم و السبب علي لسانها واحد.. عاوزاه زي أدم، أنا حاسه البت مياله ليه و مش بعيد تكون بتحبـه وهي مش فاهمه مشاعرها بنتي هبلة وأنا عارفاها “..
قال سيد بهدوء:
” ولو.. مقدرش أقول لأدم تعـالي اتجوز بنتي، لو هي مالت ليـه يبقي غلطتي اني دخلته في وسطهم، انما أدم بيعتبرها اخته الصغيرة، متفتحيش الموضوع دا بين العيال يا سلوي و تدخلي الشيطـان بينهم “..
قالت بحيره:
” رأيك كدا يعني؟! “..
” دا الصح.. و علشـان نحل المشكـلة أنا ابن واحـد صاحبي كان كلمني عشان رهف و انا قولتله اصبر شوية لما تخلص السنه دي، هكلمه يجـي و يمكن لما تقعد معاه تغير رأيهـا “..
” ماشي بس متجبرهاش علي حاجه “…
” عمري ما أجبر بنتي يا سلوي أنتي عارفه، انا كدا بصونها “..
” ماشي يا حبيبي ربنا يخليك ليهم “..
في الصـباح الباكـر….
كـان يعمـل في ورشة والده وبجـواره محمـود، عليهم الإنتهاء من اعمالهم المتراكـمه، آتي سيـد ليجـلس أمامهم ثم قال بجدية:
” حد وراه حاجه يوم الخميس؟! “..
سأله محمود:
” ليه؟! “..
اجابه سيـد بهدوء شديد و هو ينظر لأدم بتركـيز:
” في شاب جاي يتقدم لرهف، وأنا موافق عليه “..
رفع أدم نظره لوالده يسأله بتعجب:
” مش حضرتك كنت مأجل الموضوع دا لحد ما تخلص دراستها يا بابا؟! “..
” وغيرت رأيي يا أدم، عندك مـانع!! “..
نفي برأسه يقول بإحترام:
” لا يا بابا اللي حضرتك تشوفه “..
أكمل سيد كلامه بهدوء:
” سنها مناسب و كمـان لسه في خطوبة، وكله بموافقتهـا.. عاوزكم تبقوا موجـودين أنتم الإتنين و كلموا جوز اختكم كمان “..
قال محمود بحزن:
” يعني حتي رهف هتسيب البيت وتمشي!! دا أنا لسـه في صدمتي من جوازة ريهام، لسه لحد دلوقتي بتوحشني مع انها عايشه قريب من هنا “..
قال أدم بإبتسامة:
” البنـات كدا، المهم هي تكون مبسوطـة في حيـاتها يا محمود، ورهف بالذات عاوزة واحد ابن حـلال عشان هي غلبانه و بحسها هبـله، يتخاف عليها والله “..
قال سيد بهدوء وراحه:
” الشاب اللي جايلها في قمة الأدب والأخلاق، وكمان مش عايش بعيد عننا، أبوه صاحبي من زمـان.. عاوزكم تقنعوها بس “..
قال أدم بجدية:
” لازم هو يكـون يستاهلها و شخصيته كدا تقنعها من غير كـلام مننا، هو اسمه اي!؟ “..
” نادر.. يلا هسيبكـم تكمـلوا الشغـل وأروح اشتري الفطار، شوية واطلعوا عشان تفطروا “..
اومأ لـه الإثنيـن ، تنـاول ادم فطـوره ثم ذهب لمنـزل والده لينتهـي من أمرها ويكمـل ما بدأه معهـا..
تحـرك بالسيارة معها ولم يتحدث مع والده سوي بضعة كلمـات، أخرج هاتفـه عندما اتصل به نجيب واخبره بأنه علي أتم الإستعداد…
” الكابوس هيخلص النهـاردة “..
” يا رب بس تعدي علي خير “..
” هتعدي يا علياء ان شاء الله، يـلا روحـي ربنا معـاكي “..
تركـت السيـارة و أخذت عدة طـرق لتلتقـي بالمكـان الذي أخبرها به مازن في رسالته صبـاح اليـوم.. وجدته يقف بإنتظـارها أمام سيـارته ينظر لها بخبث:
” وحشتيني والله.. جاهزة!! “..
” خلصنـا، هنروح فين؟ “..
” تعـالي ورايا “..
دلف بهـا لأحد المطـاعم المرمـوقـه و منـه لباب داخـلي وجدت خلفه نفق طـويل، نظرت حـولها بذهـول و هي تراه يفتح باب بأخر النفق يؤدي لمساحـة كبيـرة اسفلـه، ساحة كبيـرة مليئـة بالعديد من الفتيـات، تجـلس كلا منهما علي فراش خاص بها وكأنها بأحد السجـون، الباكيـة و النائمـة و المنزويه علي نفسها تنظر أمامها بأعيـن فاقدة للحيـاة…
سألها بخبث:
” اي رأيك!!! “…
” يخربيتك!! أنت اي يا اخي!! “..
قال بضحك:
” اعتبريني شيطـان “..
من خلف أحد الأبواب خـرج مجمـوعه من الرجـال بأجسـاد ضخمه يطـالعوها بأعين جعلت قلبها يسقـط ارضا، عليها أن تكـون صياده، لا فريسـه، لذلك صاحت بصوت غاضب:
” اسمعـي يا بت منك ليـها، من النهـاردة أنا الريسـة عليـا، كـلامي بالنسبـة ليكم أوامر، أنا هنا اللي أقول مين تخرج و مين متخرجش و اللي هتفـكر تعارضني مش هتلاقي نفسها غير بين ايدين حيطـة من اللي واقفيـن دول، و يلا يا بت انتي وهي طـابور قدامي كل واحده تقولي اسمها وعندها كام سنه، هئ واسم الشهره كمان “..
قال مازن بصوت حاد:
” اسمعـوا الكلام… “..
غمزها ثم تحـرك لداخل تلك الغـرفة ونظرت هي لداخلهـا بريب، تنظـر لساعة يدهـا من حين لآخر و هي تشعر بالخوف لتأخرهم عليهـا…
وقفت أول الفتيـات تقـول بجمود:
” صفيـه عبد الوهاب، ١٨ سنه… صافي “..
نظرت علياء تجـاهها بشفقة حاولت اخفائها خلف ملامح حاده و تحركت للفتاة الباكية خلفها:
” سلمي عمـاد.. ١٤ سنه “..
كـادت تبكـي، تقسم انها لا تتحمـل، تود ضمهـم و الإعتذار عن قسوة الدنيـا و قسوة ايامهـا، تلك القسوة التي هتكت بأجساد هؤلاء الفتيات…
تعـالي صوت إطـلاق النار حولها وأخرجـها من شـرودها، تحركت عناصر الشرطـة للداخل في هجوم شرس علي أفراد تلك العصـابة، انزوت في زاوية ما تحمـي نفسها من الطـلقـات النـارية ولم تشـعر حتي بخـروج الجميـع و القبض علي المجـرمين…
جلس أدم أمامها يناديها بهدوء:
” علياء!! أنتي كويسه!!؟ “…
نـظر له بأعيـن تائهـه فساعدهـا لتقف ولكن لم تحملها قدمـاها ولم تستطـع الصمود أكثر فسقطـت بين ذراعيـه فاقدة للوعي، وهناك في عالم اللاوعي عادت لأعوام ماضيـة…
” بقـولك اي انا عارفـة و عمك عبد الرحمن عـارف، الواد ميال لبنت عمه توفيـق “..
قالت علياء بضيق:
” وأنا مـالي بيه، ماما أنا صغيرة علي الكلام دا “..
” أنتي هتتمي الخمستاشر مش صغيرة، أنا بوعيـكي أصلي شايفاكي مدلوقـه عليه أوي “…
” يوووه بقي.. أنا أصلا بقيت أكرهه و أكرهها، خليه يحبهـا هو حر، اي هعمله اي يعني، أنا عاوزة أركز في مذاكرتي “…
” ولا هتعرفي تركزي طـول ما هو عايش هنا، لازم نطفشه من هنا “..
” وهنطفشه ازاي بقي ان شاء الله!!! “..
” اسمعي اللي هقـولك عليه “..
فتحـت عينيـها علي صوتـه، نظرت له ثم تطـلعت حـولها لتجـد نفسهـا في منزلهـا، علي فراشها، وهو أمامها و خلفهـا والده و والدتهـا التي اقتـربت فنفرت منهـا علياء وابتعـدت عنهـا….
” هو اللي لحقنـي، هو اللي انقذنـي من مصيـر مكنتش اتخيـله في أسوء كوابيسي، هو اللي استغليتـي مراهقه مكملتش ١٥ سنه علشان تخـرجيـه من بيت أبوه… الشخص اللي كدبتـي وخلتيـني أتبـلي عليه علشان مش طايقـاه في بيت أبوه هو اللي لحق بنتك “..
قالت وفاء ببكاء:
” ندمت والله يا بنتـي والله ندمانه “..
نظـرت علياء لعبد الرحمن تقـول بجمود:
” عارف ليـه عمري ما حبيتك، عارف ليه دايما كان في فجـوة بيني وبينك!! أنت ظلمت ابنك مش هتظلمني انا؟! مسمعتوش هتسمعني انا!!!
أنتي أم جـاحده و أنت اب قاسي وأناني.. حب الزوج لزوجـته مينفعش يكون أكبر من حب اب لإبنه… لا لا لا.. حب الزوج لزوجـته الكذابة مينفعش يكـون أكبر من حبه لإبنه البريئ، يمكن في لحظتها أنت صدقتني وصدقتها، بس أنا متأكده انك بعدها عرفت اننا كدابين، عرفت اني كدابة و سكت! عرفت اني كدابة ومعاقبتنيش!! دا كدا مش حب!! دا جنان.. جـنان و ضعف مقـرف “…
اقتربت والدتها تجـاهها فتراجعت علياء تقـول بغضب:
” لو هو سامحك فأنا لا… ذنبي في رقبتك أنتي، أنا هروح أعيش في بيت أبويا الله يرحمه، ومش هرجـع عن قراري، أنتي عارفـة طريقي مش همنعك تشوفيني، بس هتكوني ضيفـة وبس “…
حتي أدم نفسـه يشعـر بالشفقة تجـاههم، كان سيتحـدث بالكثيـر ولكن كانت كلماتهـا كافيـه، وأكثر من كافيـه ولكنه بالنهاية قال بهدوء بعد خروجها من الغرفة:
” يوميـن وهتهـدي، اللي حصل مكانش سهـل عليها.. أنا هبقي أجيلك يا بابا في اخر الاسبـوع.. السلام عليكم “..
ألتفـت له عبد الرحمن بآسي:
” سامحـني يا كريم، أنا غلطت في حقك يا ابني، سامحني “…
” سامحتك يا بابا بس السماح مكانش كفايـة ومش ذنبـي، بس دي مشاكـل حضرتك أنا مليش دعوة بيهـا، حضـرتك من البداية اختارت وأنا مليش يد في النتيجـة، أنا عاوز أريـحك يا بابا، انا برضو غلطت لما مشيت، يمكـن لو كنت روحت لعمتي كنا يومين وهنتصافي.. هو أنا السبب في اللي حصل؟! “..
قـالت وفاء ببكـاء:
” أنا السبب… أنا السبب في كـل اللي حصـل دا، أنا الشيطـان اللي بعدكم عن بعض، أنا يا ابني السبب، أنا السبب “…
قال أدم بهدو:
” خلاص يا جمـاعه، الحيـاة مبتقفش.. الناس مبتعيش مع بعضها علشان بتنسـي، الناس بتكمل علشان بتسامح، وأنا مسامح و أنت يا بابا سامحني و سامح علياء و طنط، طالما كلنا غلطنا يبقي ننسي اللي حصـل.. يلا أنا لازم امشي علشان عندي شغل.. السلام عليكم “…
تحـرك أدم للخـارج مغلقـا الباب خلفـه.. نظر عبد الرحمن تجـاه زوجـته بآسي:
” منك لله… أنتي السبب، قـومي يا وفـاء لمي هدومك وروحي بيت أخـوكي، أنا مش هقدر اعيش معاكي بعد النهاردة، أنا خـارج يا ريت ارجع البيت ملاقيكيش “..
اومأت برأسها وهي حتي لا تقوي علي طلب السماح منه.. بأي عين تطلبه وهي حتي لن تسامح نفسهـا!!
……………………………………………….
في يـوم الخميـس، كان أدم افضل حـالا من الأيام الماضيـه، عاد لعمله وحيـاته، لم يناقش والده في أمر طـلاقه، كان المنزل رأسـا علي عقب، فقد تولي هو و محمود الأعمال المنزليـة بدلا من والدته ورهف التي جـلست بزاوية المنـزل لا تستوعب انها للمرة الأولي سيأتي شخصا ليطـلبها للزواج، هي تلقت العديد من عروض الزواج ولكن والدها لم يستقبل يوما أحد و رفضها ولكنه اصر عليها هذه المره برؤية الشـاب و هي تعلم بأنه لن يُرغمهـا علي شيئ…
” استر يا رب، الطف بينا يا رب، استر يا رب، الطف بينا يا رب “…
كاد أدم يسقط أرضـا من كثـرة الضحك علي أختـه فارتمي علي الأريكـة جوار والده الذي نظر لإبنته بقلق:
” سمي الله في قلبك يا رهف، دا لسه جاي يتقدم!!! “..
قال محمود بضحك:
” انا قولتلكم البت دي مش وش جـواز “..
وضـعت سلوي يدها علي رأس ابنتهـا بقلق:
” اهدي يا حبيبتي، استهدي بالله دا الراجل هيجي وتقعدوا دقيقتين سوا و خلاص “…
سألتها رهف برعب:
” لوحدنـا!! “…
قال سيد بقلق:
” يا بنتي اهدي، مالك في اي هو هياكل منك حته!! هـخلي محمود يقعد معاكـوا.. ”
قـالت بقلق:
“بس أنا مش هركز خالص، مش هعرف اذا كان كويس ولا لا، أنا عـاوزاه يكون زي أدم أو زي محمود بس ميكونش مجنون زيـه”..
قال محمود بضحك:
” طب والله جناني دا اللي مخلي لحيـاتكم طـعم “..
ضربه أدم بضيق علي كتفـه ثم اقترب تجـاه رهف يقول بهدوء:
” خليكي واثقـة، أنا مش هجـوزك غير اللي يستاهـلك و يحبك و يحترمك و يقدر قيمتك كويس أوي، ولو هنرفض الشاب دا ولو هنرفض غيره وغيـره، براحتك احنا مش عاوزين غير سعادتك وبس، انتي أهم حاجه في حياتنا “…
ابتسمت له رهف براحـه وعم الهدوء والجميـع يتطـلع له بإبتسـامه و قطـع ذلك الهدوء صوت مليئ بالغيرة:
” يا سلام، ولما هي أهم حاجه في حياتـكم أنا أبقي اي!! “..
جاء زوج ريـهام من خلفها يطبع قبله علي وجنتهـا يقول بعشق:
” في حياتي أنا يا روحي “..
قال محمود بضيق:
” ابعد عنهـا ياض “..
اقتـرب محـمود من اخته يأخذها بتملك بعيدا عن زوجـها ذلك الدخيـل علي حيـاتهم واجلسها بجـواره بينمـا نظر حازم لـه بضيق:
” قوم اقـعد بعيد عن مراتي “..
” العب بعيد يا شاطـر “…
قال سيد بضيق:
” محدش هيقعد اساسا، يلا أنتوا التلاته خلال ساعة زمن تكـون الشقـة دي بتلمـع، وأنا هاخد البنات وندخـل نحضر الغداء، و سلوي هتقعد تشرف عليكم، طلعي الخرطوم و اللي يقعد فيهم اتصرفي معاه “..
قال سلوي بضحك:
” أنت هتوصيني! “..
بالفعـل بالتعاون بين الجميـع تم الإنتهـاء من جميـع الأعمـال المنزليـه..
آتي الليل وحـل الضيوف علي منـزل سيد، وقف أدم بالزاويـة، لا يصدق نفسـه، ما يحدث أمامه هي معجـزة احتفظ بها الزمن لأجـله…
قـالت مريم بضحك:
” و بعـدين وقـع علي وشه وخد السلم كـله زحف، كان منظره تحفـه الصراحـه “..
ضحك الجميـع عليها بينمـا اقتـرب نادر منهـا يقول بغضب:
” انتي لو قاصده تفضحيني مش هتعملي فيا كدا، أنا غلطان اني جيبتك معايا “..
قالت والدة نادر بإبتسامة:
” مريم بنت أخويا، هي اصغر من نادر بسنه واخته في الرضاعـة كمـان علشان كدا هما قريبين من بـعض “..
قـالت سلوي بإبتسامة:
” دمها زي السكر وروحـها حلوة، ربنا يحفظهالكم يا رب “..
آتت رهف بعد قليـل و هي تنظر ارضا بخجـل ورحبت بالجميع بهدوء ثم جـلست بجـوار والدها الذي اومأ لمحمود بعد قليـل، فأخذهـا محمود بكل حب و معها نادر لغرفـة الصـالون، نظر لنادر وقال بمزح:
” انا هقعـد معاكم اتمني مكونش تقيل علي قلبك، انا عارف هتتردلي بس أمري لله “..
ضحـك نادر و قال بود:
” متقلقش هما كلمتين مش هطـول…. و لو الآنسه رهف حبت تسألني أو تقولي اي حاجـه “…
اومأ له محمود ثم جلس بعيدا عنهم قليلا ولكن بنفس الغـرفة، و بالخـارج جـلس أدم علي مقربـة منها ثم قال بإبتسامة:
” ابقي سلميلي علي عمي توفيق “..
قالت بود:
” الله يس….. أنت عرفت اسم بابا منين!؟ “…
نظـرت له بتعـجب تتفحص ملامـح وجهه ثم شهقت بصدمه:
” كـريم!!! “..
ابتسم لهـا، هي نفسهـا، حبه الأول و ربمـا الأخيـر، هو ظنه نسي ذلك الحب و نسيها هي نفسهـا، ظنها تزوجت بعد رحيـله بسنوات قليله فهـو يكبـرها فقط بعاميـن، ولكن كانت اصابعهـا خاليه حتي ان عمتهـا قالت منذ قليل بأنها عزباء، هو لا يصدق عيناه حتي هذه اللحظه…
لكزه والده لإطالته النظر للفتاة فأعتدل في جلسته ونـظر أرضـا ولم يحادثهـا بينمـا ظلت علي صدمتها لبقية الجـلسه، أخبرتهـا عيناه بإشتياقه لها، كمـا أخبرتها من سنـوات بحبـه…
هو لم يصارحها يومـا بل شعرت بمشاعره دون ان يتحدث بحرف، و لكنه هو من رحـل فجأه، لم تنتظـره و لكنهـا لم تنسـاه، لم تعش علي أمل اللقاء، فقط تابعت حياتها ولم تفقد بريقهـا، ربمـا بجزء ما بداخـل قلبهـا كانت تشعـر بأنها ستلتقي به من جـديد، وهـا هو اللقاء المنتظر، و رب صدفـة خير من ألف ميعـاد…
بعد رحيـل الجميـع ظـلوا جميعهم في الصالون بجـوار رهف التي ظلت بالداخـل تحاول تدارك رهبة الموقف، بينما جلس أدم بالخارج و معـه والدته يسـألها للمره العاشرة تقريبا:
” ها يا ماما هتقـولي لعمتها امتي!! “..
” يوووه يا أدم، قولت بكـرا العصر هكلمهـا يا ابني اصبر كدا علي رزقك، وقوم نشوف المجنونـة اللي جـوا دي “…
…………………………….
بـعد مـرور اسبـوع، كان أدم بمنزل عبد الرحمن والده…
” اخبـار حضرتك اي؟! “..
” الحمد لله يا حبيبي “.
” أنا كنت جاي لحضرتك عاوزك معايا في مشوار مهم كدا عند عمي توفيق”…
” مشوار اي!! هو أنت شوفت توفيق؟ “..
” هشوفه و هناسبه ان شاء الله”..
نظر له لثواني يستوعب ثم ابتسـم بسعـادة:
” هتخطب مريم؟! “..
اومأ برأسه:
” ان شاء الله.. رايح بكـرا ان شاء الله وكنت عاوزك معايا يا بابا “..
ضمـه عبد الرحمن بسعـادة:
” ربنـا يتمملك علي خيـر يا حبيبي، مش محتاج أقولك اني معاك في كل حاجه، والمصاريف متحملش همها “..
قال أدم بهدوء:
” ربنـا يخليك، متقلقش أنا معايا فلوس و ربنا هيسهلها ان شاء الله، لو احتاجت حاجه مش هتردد أجي لحضرتك، هرن عليك بكرا تقابلنا علي هناك “..
………………………………………………….
كـان يومـا كالأحـلام، كـانت النهايـة سعيده بعد كـل ما مر بـه، وكـان عوضـه” سكـر حلو” فتاة أحلامه، حبيبتـه من الصغـر، لا يصـدق بأنه خطبهـا بالنهايـة..
بمرور الأيـام و الشهـور أدرك بأنه عاشق لتلك الفتـاة، ينبهر بهـا بكل مره يراهـا، يهيم بعيناهـا، و يعشق ثرثرتهـا الدائمه ومزاحهـا و خفـة ظلهـا…
ليمـر عامين وهي خطيبتـه وحان الوقت وأخيـرا ليأخذهـا لبيتـه و يكتمـل حلمه، منزل لطيف صغير يجمـعهم سويـا….
“كريم، لو معيطتش وانبهـرت بيا هسيب الفرح و أمشي، انا بحذرك”…
ضحك عليـها و قال بين ضحكاته:
” أعيط مين!! حبيبتي أنا بعيش اسعد لحظات حيـاتي دلـوقتي، لفي بقي وريحـيني الفرح بدأ والمعازيم أكلوا الجاتوه وأنا لسه في الفيرست لـوك، خلي بالك أنا مش مطمن من بطئ ام الجوازة دي “..
ألتفـت له بضيق وأخذت منـه الورد بغضـب فتعـالت ضحكـاته عليها وأقتـرب منهـا يسحبهـا تجاه ليضمهـا بحب يقول بهدوء وسلام:
” الحمد لله اننا كتبنا الكتاب الاسبوع اللي فات ومسيبنهوش للفرح زي ما قولتي “..
تعالت ضحكـاتها وهي تبادلـه العناق بحـب و طمأنينـه، فقد اصبحت وأخيـرا.. الدار أمان…
……………………………
قالت علياء بمـلل:
” رهف خدي ابنك الزنـان دا عشان أنا تعبت، مش فاهمه جايبه عيـل مكملش شهرين في الدوشه دي إزاي!! “..
” يعني عـاوزاني محضـرش فرح أخويا! هاتيـه أما أروح اديه لنادر اللي نازل رقص من الصبح دا، اقسم بالله ما رقص كدا في فرحنا “..
ضحكـت علياء وأعطتهـا الصغير:
” خدي أنتوا الاتنين مجانين ربنا يعينكم علي بعض أصلا “..
اتجـهت رهـف تجـاه زوجـها تنـظر له بغضـب ولكنه طـالعها بحب واخذ عنها الصغير:
” مضايقك ولا اي!؟ انت مضايق ماما يا واد أنت ولا اي “..
” وأنت يهمك، ما أنت سايبني قاعدة لوحـدي ولا سألت فيا،حازم مسابش ريهـام، و أدم مسابش مريم و حتي محمود عمال يلف ورا خطيبـته زي الفرخه الدايخـه، وأنا الوحيدة فيهم اللي قاعده متكدره مع علياء اللي مش طايقه نفسـها اساسا “…
ضحك نـادر و تحرك معهـا يضع يده علي كتفهـا:
” خلاص تعـالي ندي سفيـان لماما و بعدين أكمل رقص معاكي أنتي، هو أنا يعني عندي كام رهف “..
قالت بحب:
” واحده بس، اللي هي أنا يعـني “..
” أحلي حاجه في حيـاتي أصلا “..
………………………………………….
” ازيـك يا دكـتورة “..
إلتفتت عليـاء بتعجب لذلك الصـوت، توتـرت عندما وجدتـه أمامهـا، ذلك الطبيب الذي يعمـل حيث تنهي هي اشهر الإمتياز الأخيـرة الخاصه بجامعتهـا، تقدم لخطبتهـا عدة مرات فرفضتـه و بالنهايـة أخبـرته بالحقيقه و تركت له حريـة الإختيـار، ليختفي لأسبوعين كاملين و ايقنت بأنها لا تحتاج لجواب…
” الحمد لله يـا دكتور وليـد، هو حضرتك تعرف حد هنا! “..
هز رأسه نفيـا:
” لا بصـراحه أنا جاي علشانك أنتي “..
ابتسمت بتوتر تسأله:
” علشاني أنا؟! “..
” بصـراحه أنا جـاي أخد رأيك في استشـارة طبية “..
نظرت له بتعجب:
” تاخد رأيي أنا!! دا حضـرتك دكتور كبير يـعني “..
” لا مهـي الحالة دي علاجـها عندك أنتي “..
ارتبكـت من نبرته وحديثـه ولم يخرج صوتها رغم محاولاتهـا فأكمل هو بإبتسامة:
” في واحـد بيحبك أوي، وعاوزك.. ومش فارق معاه أي حـاجه في الدنيا غيـرك “..
ابتسـمت بخجـل وحاولت تهدئة نفسـها وقالت بهدوء:
” يبقي طـالما كدا يطلبني من خـالي أو من عمو عبد الرحمن، أو أخويا العريس اللي هناك دا “..
ابتسم وليد بسعـادة وقال بحب:
” عريس، لا خلينا في العريس دا حتي فال حلو “..
اخفضت رأسها تخفي ابتسامتهـا الخجـوله بينمـا هو ابتعد عنهـا بعد قليل وقد قرر التحـدث مع أخيهـا ذلك لكن ربما بوقت أخر…
………………………………………….
في وسط القـاعه اقتـربت منه مريم تقـول بسعادة:
” كريم يلا شيلني ولف بيا “..
” أعمل اي يا حبيبتي!! أنتي اصلا ٨٠ كيلو و الفستان ٢٠ يعني أشيل مية كيـلو وألف بيه ليه انتي شايفاني اي يا حبيبتي!! “..
” كريم يا حبيبي “..
” نعم يا روحي “..
” طلقنـي “…
اقترب منها بصدمه:
” هششش، هش يا مجنونه الناس تسمعك تقـول اي، تعـالي عوضي علي الله، متبقيش ترجـعي تشتكي بقي “..
ضمهـا ثم رفعـها عن الأرض ودار بهـا بالمكـان ليتعالي صوت التصفيـق و اختلط معهـم صوت ضحكـاتهم، وضعها أرضا و هو يتنفس بصعـوبة:
” بحبك يا مجنونه “…
تمت..
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كريم)