روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية ذكريات مجهولة الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء الحادي والأربعون

رواية ذكريات مجهولة البارت الحادي والأربعون

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة الحادية والأربعون

« فلتبقى … ذكريات مجهوله »
نهال…
خرجت مسرعه من الفندق لتلحق ب(هشام) قبل أن يصيبه مكروه ، أو ربما يكون أصابه بالفعل فهى لا تدرك ماهيه هذا الفيروس الذى حقن به وكيفيه علاجه …
عادت إلى شقتهما على الفور باحثه عن (هشام) …
كانت الشقه بارده خاويه لا أثر ل(هشام) بها ، جالت (نهال) بعيونها المذعوره باحثه عن (هشام) أو أى أثر له ….
أخذت تدخل وتخرج من غرفه لأخرى حتى بغرفه مكتبه لم تجده ، كل شئ بموضعه كما هو ….
إرتعشت يديها بإنهيار وهى تجلس باكيه لا تدرك ما عليها فعله الآن ف(هشام) سيضيع من يديها ولا تستطيع اللحاق به ….
نهال: يا رب لأ …. بلاش (هشام) … ده هو كل دنيتى وكل إللى ليا … يا رب نجيه … يا رب …
أخذت تفكر ترى إلى أين يكون قد ذهب (هشام) …
لم تستطع الوصول لفكرة معينه لكنها قررت الذهاب للجريده فى الصباح باحثه عنه هناك …..
___________________________________________
اليوم التالى….
الجريده ….
دلفت بتخوف وهى تبحث بعينيها عنه وهى تدعى بقلبها أن تصل إليه فقد إشتاقت له …
ما كل هذه الوجوه الغريبه التى لا تعرفها إطلاقاً ، هى تبحث عن وجه واحد به كل السكينه والطمأنينه والأمان ، لكن أين هو أمانها ، أين هو سكينتها ؟!! …
تخشى أن تسأل أحدهم وتكتشف عودتها متأخرة ….
قطع شرودها الحزين صوت مرحب بقدومها لتلتفت له بإهتمام …
” (نهال)…. صح ؟!! ”
نهال : أيوة !!
راضى : أنا (راضى) صاحب (هشام) … هو فين أمال … بقاله كام يوم ولا بييجى ولا بيفتح تليفونه ..؟!!
قالها وغرس خنجره بقلبها … لم يأتى ولا يعرف عنه شيئاً .. ما تخوفت منه وجدته بالفعل …
نهال بيأس: متعرفش عنه أى حاجه خالص … ؟!
راضى بقلق: هو فيه حاجه ولا إيه ؟!!
نهال: أصلى مش عارفه هو فين … كان فيه شويه مشاكل بس …
راضى: ياااه … بتحصل فى كل بيت .. تلاقيه هنا ولا هنا ولما يروق حيرجع … (هشام) ميتخفش عليه ….
نهال: طب متعرفش ممكن ألاقيه فين … ؟!!
راضى : جربتى تسألى عليه فى بيت والده …؟؟!
(نهال) وقد شعرت ببعض الأمل …
نهال: لأ …
راضى : جربى يمكن هناك …. عارفه العنوان …؟!
نهال : لأ ..
أحضر (راضى) ورقه صغيرة من فوق أحد المكاتب ليسجل بها عنوان بيت (معروف) ل(نهال) فربما ذهب (هشام) إلى والده ….
راضى: إتفضلى … وأبقى طمنينا عليه ..
نهال: إن شاء الله ..
تركت الجريده وهى تمنى نفسها بوجوده ببيت والده فربما ذهب هناك بعد ما حدث …
_________________________________________
بيت معروف …..
نظرت بغير تصديق نحو هذا البيت الكبير الذى يشبه الفيلات التى تراها بالتلفاز ، كم يبدو منزل مبهر ذو بوابه كبيرة يتحلى بمظهر الثراء والرقى…
نهال: ده بيت أبوة ..؟! سبحان الله … بقى أبوة غنى كدة وسايبه تعبان فى الدنيا … بس حنقول إيه على النفوس إللى بتفرق بين الأب وإبنه ….
تقدمت نحو باب الباب الزجاجى وهى تتمنى أن تجد (هشام) بالداخل ليرتاح قلبها …
طرقت الباب عده مرات لتفتح لها الباب سيده فى أواخر الخمسينات يبدو أنها تعمل بهذا البيت….
السيده : أيوة ….
نهال: لو سمحتى … (هشام) موجود .. ؟!
السيده : لا والله … الأستاذ (هشام) مش هنا …
ضرب اليأس قلبها مرة أخرى لتنكس رأسها بإحباط حزين ….
آتى صوت من خلف تلك السيده يتسائل من الطارق ….
معروف: مين إللى جاى بدرى كدة …؟!؟
إلتفتت نحوه تلك السيده قائله ….
السيده: دى واحدة كانت بتسأل على الأستاذ (هشام) ….
إنتفض (معروف) وقد تعلق بأمل يوصله بإبنه هشام الذى يبحث عنه ليعيده إلى بيته طالباً منه مسامحته عما فعله معه ….
معروف : روحى أنتى …. أهلاً وسهلاً… إتفضلى ….
دلفت (نهال) بصمت إلى داخل البيت الذى لا يختلف روعته من داخله عن خارجه لكنه لا يساوى ضحكه بوجه (هشام) ….
معروف بإهتمام : أنتى تعرفى (هشام) …؟؟!
نهال بحزن: أنا (نهال) …. مراته ….
وقف (معروف) بذهول وهو يلوم نفسه فكم إبتعد عن ولده حتى أنه لا يعرف زوجته حتى الآن …
(معروف) بتوجس من رد فعل (نهال) فهو لا يدرى ما قاله لها (هشام) عنه وكيف صوره لها …
معروف: أهلاً يا بنتى … أنا (معروف) … أبو (هشام) ….
نهال: (هشام) مجاش هنا …؟!!
معروف بتخوف: لأ … أنا مشفتش (هشام) من فترة طويله …من ساعه ما …..
قطع (معروف) حديثه عندما تذكر آخر مرة رأى بها (هشام) وقتما جاء إليه طالباً منه أن يحضر زفافه ورفض ذلك ….
معروف: هو فيه مشكله عند (هشام) ولا إيه …؟!!
كان بيت (معروف) آخر أمل ل(نهال) لإيجاد (هشام) لتسقط كل دفاعاتها وقوتها لتبكى وتفرغ ما بداخلها من ثقل ….
نهال: (هشام) تعبان ومش عارفه هو فين ….؟!!
معروف : إيه … طيب إهدى كدة وإحكى لى واحده واحده ….
أخذت (نهال) تقص على (معروف) كل ما تعرفه وما وجدته بدفتر ذكرياتها وقلقها على (هشام) وبحثها عنه حتى وصلت إلى هذا البيت ….
معروف: تعالى نروح شقتكم ندور فيها يمكن نلاقى هناك خيط يوصلنا ليه … وبعدها نروح للرائد (طارق العربى) إللى أنتى بتحكى عليه ده عشان يشوف لنا حل …
إنهيار (نهال) بتلك اللحظه ووقوف (معروف) مسانداً لها كان كل ما تحتاجه لتعيد صلابه نفسها للبحث عن (هشام) ومساندته بقوة حتى يعبرا من تلك المحنه معاً فهى لن تتركه أبداً ، ربما شعرت بأنها بحاجه لذلك الضعف لتخرج كل طاقتها السلبيه لتعيد حث نفسها على الإستمرار بالطريق إلى إنقاذ (هشام) ….
خرجت (نهال) بصحبه (معروف) للبحث عن أى أثر يقودهم إلى (هشام) بشقتهم أولاً ….
_________________________________________
هشام….
عاد (هشام) للشقه ليجلس وحيداً ، فهذا أصبح حاله منذ رحيل (نهال) ..
إرتمى على الأريكة بوهن وقد أصابه ضعف شديد فقد بدأ هذا الفيروس من التمكن منه فأصبح لا يقوى على القيام بأى شئ ، شحب وجهه حتى أنه لا يستطيع فتح عيناه من شده مرضه ….
فتحت (نهال) الباب لترى (هشام) مرتمياً فوق الأريكه بهذه الصوره اَنتابها هلع شديد خوفاً من أن تكون قد تأخرت فى إنقاذه …
تقدمت من (هشام) تحثه أن يفتح عيناه ويطمئنها عن حاله ….
نهال بخوف: (هشام) …. (هشاااااام) …… رد عليا يا حبيبى ….. يا (هشاااااااااام) ….. كدة برضه …. كدة برضه تبعدنى عنك كدة …..
فتح (هشام) عيناه بصعوبه لينظر نحو معشوقته بعين واهيه وإبتسامه شاحبه ليغمضهما مرة أخرى فلا يقوى على شئ البته الآن ….
كل هذا أمام مرأى عينا (معروف) المتجهم بقلق شديد ليفيق من شروده بما حدث لولده مسرعاً بطلب سيارة إسعاف لنقله بسرعه إلى المستشفى …..
__________________________________________
فى المستشفى ….
بعد أن فحص الطبيب (هشام) …
الطبيب بحيره: الصراحه إحنا مش عارفين إيه إللى عنده بالضبط … كل التحاليل دى بتأكد إصابته بفيروس نادر جداً وعلاجه للأسف مش متوفر نهائى ….
معروف : طب والحل يا دكتور … ؟!!
نهال : إيه إللى أنا ممكن أعمله عشانه …. (هشام) لازم يتعالج … لازم … لازم ..
الطبيب: من كلامك بتقولى حد حقنه بالفيروس دة … يبقى مفيش حل غير المصل المضاد …
نهال: وأجيبه منين يا دكتور بس ….؟!!
الطبيب: حقيقى مش عارف … !!!
تركهما الطبيب فى حيرة من أمرهما فليس لديه حيله فى علاج (هشام) بينما أصبح كل تفكير (نهال) هو كيف تصل إلى هذا المصل المضاد لإنقاذ حياه (هشام) ….
نظرت (نهال) نحو (معروف) بحيره لتتأكد بأن عليها الذهاب لهذا الضابط ليجد لها حلا لإنقاذ حياه (هشام) ….
نهال: أنا حروح للضابط (طارق) ده وأشوف حل … (هشام) كدة ممكن يروح مننا …
معروف : عندك حق …. أنا جاى معاكى ….
نهال : لأ … خليك يا عمى جنب (هشام) وأنا حروح للضابط (طارق) …
معروف: ربنا معاكى يا بنتى …..
____________________________________________
سامر وحوريه….
إستيقظ العروسان السعيدان وقد تأخر (سامر) عن عمله لتودعه (حوريه) بحب ….
حوريه….
شعرت بأنها وهى إلى جوار (سامر) أصبحت للدنيا طعم جديد لأول مره تشعر بهذه السعاده وأنها بالفعل تحب (سامر) منذ زمن بعيد لكنها إعتقدت أنها مشاعر قرابه أو أخُوة لكن حب (سامر) كان مغروساً بقلبها وهى لا تشعر به …..
_________________________________________
بغرفه هشام..
تمدد (هشام) بلا حول له ولا قوة ينازع الموت بوهن شديد حين أقبل (معروف) بالقرب من ولده يربت على رأسه بحنان طالما إفتقده (هشام) منذ سنوات طوال ….
معروف بندم: سامحنى يا بنى .. سامحنى على كل إللى عملته معاك …. أنا مفهمتش غلطى غير متأخر أوى … بس أوعدك أنى عمرى ما حتخلى عنك أبداً … ومن النهارده حعوضك عن كل حاجه حرمتك منها ….
إبتسم (هشام) إبتسامه باهته وكأنه يعلن مسامحته على ما فات فهو سيظل والده الذى أحبه دوماً مهما حدث منه … سيتغاضى عن كل ما حدث بالماضى بكل ذكرياته المؤلمه ليبدئا معاً ذكريات جديده فقط لو له من العمر بقيه ….
تفهم (معروف) إبتسامه (هشام) ليردف قائلاً …
معروف: بس تقوم بالسلامه وتيجى تعيش فى بيتك أنت ومراتك معايا أنا و(سمر) وعمرنا ما نبعد تانى عن بعض أبداً إن شاء الله ….
أومئ (هشام) ببطء ليغمض عيناه مستكيناً للنوم بفعل هذا الدواء المسكن الموضوع بالمعلق المتصل بكفه الضعيف …
____________________________________________
سامر….
تقدم نحو مكتبه ليبدأ بالتحقيق مع هؤلاء المتهمين اللذين تم القبض عليهم بالأمس ….
تفاجئ بوجود (طارق) بالمكتب عند دخوله ليردف قائلاً …
سامر: لأ …. أنت تانى … إيه إللى جابك مش أنت لسه فى راحه ….؟!!
طارق: كفايه بقى .. أنا زهقت … قلت أرجع بقى وأهى قاعده بقاعده وخليك أنت لأى شغل برة الكام يوم دول لحد ما الدكتور يقولى إن خلاص مفيش مشكله …. بس خير يعنى …. إللى يشوفك إمبارح ميشوفكش النهارده … إيه السعادة إللى على وشك دى …
سامر: عادى يعنى …. هو لازم يعنى …ااا….
قطع حديثهما طرقات على باب المكتب ليدلف الشرطى قائلاً …
الشرطى: فيه واحده واقفه بره عايزة تقابل سعادتكم ….
طارق: واحده …. إسمها إيه ….؟!
الشرطى: إسمها (نهال) …
طارق : دخلها طيب لما نشوف حكايتها إيه دى ….
دلفت (نهال) إلى المكتب بتوجس فتلك أول مرة تقابل ضباط حقيقيين ….
نهال بتوتر: مين فيكم حضرة الضابط (طارق العربى) ….؟؟!
قضب (طارق) حاجبيه فيبدو أنها تعرفه جيداً….
طارق: أنا … أنتى مين وعايزة إيه …؟؟؟
نهال: أنا مرات (هشام معروف) … الصحفى …
نظر (طارق) إلى (سامر) ليقف مرحباً ب(نهال) …
طارق: اه … أهلاً وسهلاً … إتفضلى …. (هشام) فين .. بقاله فترة مش بنشوفه …؟!
نهال: (هشام) تعبان أوى …. ودخل المستشفى …
سامر بدهشه : مستشفى ….!!!! ليه حصل له إيه …؟!! أنا آخر مرة شفته كان كويس أوى …
نهال: العصابه إللى بيتجسس عليها حقنته بفيروس حيموته … إلحقوة بالله عليكم …
تشدق (طارق) و(سامر) بإتجاه (نهال) ليحتدا بالحديث قليلاً …
طارق: أنتى عرفتى المعلومات دى منين … وهو مقالناش الكلام دة ليه ..؟!
نهال: أنا عرفت بالصدفه … ودلوقتي (هشام) بيموت … ساعدوني أرجوكم عشان ننقذه …
سامر: أهدى بس …. وإن شاء الله حنعمل كل إللى فى وسعنا ….
نهال: لأ… أنا عايزة أروح أجيب المصل منهم … مش حقدر أقعد مستنيه كدة …
طارق: أنتى مش فاهمه …. الناس دى مش بالسهولة دى … خلينا بس إحنا نتصرف دى ناس خطيرة جداً ….
نهال: ساعدوني بس … وأنا حقدر أجيب المصل ….
سامر بقله صبر : أنتى متخيله الناس دى إيه…. دول تجار أعضاء .. يعنى لو دخلتى عندهم مش حتطلعى حيه …
نهال: لازم أحاول …. ولو عشان (هشام) حياتى متهمنيش …. المهم هو يعيش ويبقى كويس ….
طارق: صدقينا إحنا حنتصرف …
نهال: أرجوك … أنا حقدر … بس ساعدوني ….
طارق : وهو أنتى فاكرة لما تقولى لهم عايزة المصل حيدوهولك بالسهولة دى …!!!
نهال: مش هم عايزين المستندات والجهاز إللى معاكم …. حديهالهم واخد المصل …. المهم (هشام) يعيش ….
طرأت ل(سامر) فكرة مجنونه ليلقى بها على مسامعهم قائلاً ….
سامر: أنا عندى فكرة … هى فيها شويه مجازفه …. بس أهى محاوله …
طارق: إللى هى إيه …؟!!
سامر: كل معلومات العصابه دى عندنا … إلا المكان إللى بيعملوا فيه عملياتهم إللى بيستولوا فيها على أعضاء المساكين دول …. فإيه رأيكم لو زرعنا فى الأستاذه (نهال) ميكروفون وجهاز تصنت فممكن نقدر نعرف المكان ونقبض عليهم ونمنع شرهم عن الناس ….
طارق: بس الأستاذه (نهال) متعرفش عنهم أى حاجه وممكن يبقى الكلام دة خطير جداً ….
نهال: مهما كان … أنا مستعده … أنا عشان (هشام) أعمل أى حاجه ….
طارق رافضاً : أنا مش محبذ الفكره دى خالص … فيه مجازفه كبيرة جداً …
سامر : بس ممكن نوصل بيها لحاجه .. وإحنا معاها مش حنسيبها …
طارق مرغماً: الأمر لله … بكرة إن شاء الله نكون رتبنا للموضوع دة ونتوكل على الله …
نهال: تمام … بإذن الله … بكرة من النجمه حكون هنا …
تركتهم (نهال) وعادت مسرعه إلى المستشفى لتبقى إلى جوار (هشام) الغير واعى بوجودها من الأساس بينما جلس (سامر) و(طارق) يضعان خطه محكمه لمراقبه (نهال) لضمان عودتها سالمه …
__________________________________________
فى اليوم التالى….
مكتب طارق وسامر…
تجمع كلاً من (طارق) و(سامر) يتفقان على آخر خطواتهم قبل إرسال (نهال) إلى تلك العصابه ، أمسك (طارق) بهاتف (هشام) الذى أحضرته (نهال) بعدما طلبه (طارق) منها …
أرسل (طارق) رساله من هاتف (هشام) يطلب فيه مقابله مع أحد هؤلاء الأشخاص ليتم تحديد مكانهم المعتاد لمقابله (هشام) …
وسط إرتباك شديد وخوف متناهي جلست (نهال) مع أحد التقنيين لتضع أحد أجهزة التنصت وجهاز تتبع وتحديد المواقع وتم اختبارهم بشكل جيد مع تعريفها لكيفيه التعامل مع هؤلاء المجرمين حتى لا تصاب بأى سوء …
جلست (نهال) بهدوء مضطرب فى إنتظار تهيئه المجموعه المصاحبه لها من قبل (سامر) وبعض الشرطيين …
رجفه توتر وخوف فهى لأول مرة تقحم نفسها بتلك المخاطر لكن لأجل (هشام) تقوم بما هو أكثر من ذلك ، ف(هشام) لم يكن ليتوانى بفعل ذلك من أجلها إذا لزم الأمر ….
أخذت الجهاز والأوراق التى أعطاها لها (طارق) لمقابله أحد رجال تلك العصابه بالمكان الذى وصفه لها ، فهذا هو المكان الذى كان (هشام) يقابل هؤلاء المجرمين به من قبل ….
____________________________________________
بأحد المستودعات التابعه لإحدى الشركات كواجهه يخفون بها أعمالهم الغير مشروعه …
تقدمت (نهال) بخطوات مرتعده إلى الداخل وهى تحث نفسها على الإستمرار والتحلى بالقوة والثبات لأجل (هشام) …
وقع عيناها على عدة رجال تبدو عليهم القسوة فى وجوههم قبل قلوبهم ، نظروا إليها بإستنكار ليتكلم أحدهم بصوت قوى ….
الرجل: أنتى مين …. وعايزة تقابلينا بتاع إيه ….؟!!
نهال: أنا مرات هـ .. (هشام) …
ضحك رجل آخر بصوت عال…..
الرجل : أيوة أيوة عرفتك …. وعايزة إيه يا مرات ….. الجاسوس ….. مش خايفه تيجى هنا برجليكى ….؟!!
نهال: أنا ….. أنا جبت لكم الحاجات و الأوراق إللى أنتوا عايزينها … وعايزة المصل …. خدوا كل حاجتكم أهى … فين المصل بقى …..
الرجل : وأنا أعرف منين إنك جايبه كل إللى أنا عايزه …. ورينى أتأكد الأول ….
نهال بخوف: لأ …. المصل الأول ….
الرجل بغضب: اووووة …. هات يا (سيد) علبه المصل الأخيره إللى عندنا …
غاب أحد الرجال قليلاً ثم عاد حاملاً علبه صغيره بها حقنه وماده سائله بداخلها ….
نهال بتلهف: هات الحقنه دى ….
الرجل: لا … الورق الأول … أهى محطوطه قدامك على الترابيزة ….
لم تجد (نهال) بُداً من إعطاء الرجل الجهاز والأوراق ، أمسك أحدهم بذلك المغلف الذى تشير به (نهال) ليتأكد مما أحضرته وأنها بالفعل ما يسعون لأجله ليشير برأسه بإيمائه نحو زعيمهم بأن كل شيء على ما يرام …
نهال: ها…. أديك أخدت إللى أنت عايزة …. إدينى بقى الحقنه ….!!
ضحك الزعيم بتهكم من سذاجه (نهال) ليردف بسخريه …
الرجل :.. وأديهالك ليه … ما خلاص أخدت إللى أنا عاوزه ….
نهال بصدمه: بس أنت وعدتنى ….!!!
الرجل بتهرب ساخر : قاضينى ….
هنا لاحت صوره (هشام) الذى ينازع الموت بالمستشفى فى خيال (نهال) وأحست أن هذه هى فرصه (هشام) الوحيده للنجاه وإلا سوف تنتهى حياته ….
شئ ما تحرك بداخلها بأنها لابد وأن تأخذ هذا المصل وأنها لن تستسلم أبداً لهؤلاء المجرمين …..
فبعد أن كانت واقفه بهدوء وعيونها تلمع من ترقرق الدموع فيها لرفض هذا المحتال من إعطاءها المصل .. تملكتها قوة رهيبه فإنطلقت تركض بسرعه نحو الرجل الآخر الممسك بعلبه المصل لتأخذها منه بقوة فهو لم يتوقع حركتها المفاجئه …
حاول الرجل إسترجاع العلبه مره أخرى من يد (نهال) ليمسك بها بقوه مقيداً حركتها بالكامل فهو يفوقها قوه وجسامه ، حينها لم تجد (نهال) سوى حل واحد فقط … أن تحقن نفسها بهذا المصل ….
وبالفعل أسرعت بإلتقاط الحقنه بين أصابعها بخفه لتحقن بها نفسها فقد اَستطاعت تعلم ذلك بسهوله من صديقتها (سلمى) من قبل ….
الرجل : يا (مرعى) إلحق البت دى حقنت نفسها بآخر حقنه ….
الزعيم بغلظه: وديها على المستشفى بتاعتنا يا (سيد) خليهم ياخدوا المصل من دمها …
ثم نظر بإستهزاء ل(نهال) مستطرداً …
الزعيم : وبعد كده خذها للدكتور بتاعنا ناخد أعضائها باين عليها صحتها كويسه ….
فزعت (نهال) مما قاله هذا الرجل ولم تستطيع الحركه فقد كان يمسك بها بقوة لم تستطيع التملص منها ، حاولت جاهده التصدى لهم وهى تتلوى بين يديه القويتين ، أخذت تركل وتتحرك بعشوائيه محاوله الهرب بأى شكل ممكن …
حتى أنها قامت بعض هذا القوى بأسنانها ليباغتها أحدهم بضربه قويه على رأسها أفقدتها الوعى فى الحال ……
___________________________________________
فى سياره المراقبه…..
جلس (سامر) و(طارق) وبعض القوات المساعده لهم متواريين بزاويه مظلمه يستمعون لما يحدث بين هؤلاء المجرمين و(نهال) …
سامر بيقظه : أهم طالعين بيها ….
طارق: يلا نلحقهم من غير ما يحسوا بينا خلينا نشوف فين المستشفى بتاعتهم دى….
سامر: تمام …
سارت سياره الشرطه المتخفيه خلف سياره أفراد العصابه التى أختطفوا بها (نهال) ….
_________________________________________
بعد قليل…
توقفت السيارات أمام مستشفى معروفه وسمع كلاً من (طارق) و (سامر) أحد أفراد
العصابه المصاحبين ل(نهال) يكلم الآخر قائلاً …
الرجل: يلا نزلها لدكتور (شلبى) ياخد المصل من دمها وبعدين نوديها للأعضاء …
الآخر: طبعا دى ثروة متنقله … وهى إللى جايه لنا برجليها لحد عندنا ….
الرجل: اه والله ….
ترجلوا من السياره ليأتيان بسرير متحرك ليحملا (نهال) ثم يضعونها فوقه دافعين بهذا السرير إلى داخل المستشفى وعلى ما يبدو ان (نهال) مخدره تماماً ..
طارق: دلوقتى عرفنا عملياتهم المشبوهه دى بيعملوها فين ….
سامر: لا وبيستخدموا مستشفى معروفه جداً عشان محدش يشك فيهم …
طارق: يلا يا بطل … لازم تهجموا دلوقتى …. ولولا رجلى كنت جيت أولكم …
سامر: أسد من يومك …. يلا توكلنا على الله …
أعطى (سامر) أمراً بالهجوم للقبض على جميع العاملين بتلك المستشفى وإنقاذ (نهال) من أيديهم بينما قامت قوة أخرى بالقبض على الزعيم ومن معه بنفس الوقت حتى لا تنسى لهم أى فرصه للهرب …
__________________________________________
تم نقل (نهال) إلى نفس المستشفى التى يعالج بها (هشام) لأخذ عينه من دمها وإستخلاص المصل منها …
وبالفعل توصل الأطباء للمصل المضاد للفيروس الذى حقن به (هشام) وتم حقنه بالمصل المضاد ليسترد عافيته من جديد …
بينما إستيقظت (نهال) لتجد نفسها بمكان غريب إستطاعت تمييزة بسهوله فكم من الوقت قضته بمستشفى ….!!!
علمت بعد ذلك ما حدث بالتفصيل وأنها موجوده الآن بنفس المستشفى التى يتواجد بها (هشام) …
____________________________________________
بعد مرور شهر …
إستعاد بها (هشام) عافيته بالكامل ليعود إلى بيته وحبيبته (نهال) التى وعدته بعدم تركه مطلقاً بعد ذلك مهما كانت الظروف …
واليوم….
هو يوم يجمع الجميع بمناسبه مفرحه ….
اليوم هو حفل زفاف (طارق ورحمه) ….
تقدم (طارق) بزيه العسكرى الخاص بالشرطه حاملاً يد (رحمه) فى ذراعه متشابكين حتى نهايه العمر ، ملامح (رحمه) الرقيقه وطلتها الواثقه من نفسها مع إرتداءها فستان الزفاف الأبيض المرصع بالآلئ كانت كالأميرات بحفل زفاف أسطورة بهيج ….
شعر (طارق) بالسعاده والفخر بإختياره لهذه الإنسانه الراقيه زوجه له ….
إلتف المدعويين حول العروسين على مناضد مستديره مبتسمين ببهجه لزفاف (رحمه) و(طارق) ….
هاهى (والده طارق) تكاد تطير فرحاً لسعادتها بزواج ولدها الوحيد من هذه الإنسانه الرائعه …
وعلى المنضده المجاوره جلس صديقه العزيز (سامر) وزوجته وحبيبته (حوريه) ..
شعر (سامر) بأن سعاده الدنيا كلها تركت الجميع وبقيت عنده هو وحبيبته فقط
كان ممسكاً بيدها كأنه يقول لها أننى معك إلى الأبد زوجاً محباً مخلصاً لكِ …
بينما (حوريه) تناست كل ما حدث فى حياتها ولا تحاول أن تتذكر منه شئ فقط
يكفيها (سامر) وحبه لها …..
وإلى جوار منضده (سامر وحوريه) منضده أخرى جلس عليها (عبد الله وهاجر) التى كانت ملامح الإرهاق والتعب تعلو وجهها من أثر حملها وها هى قصه حبهما تقوى برابط جديد فقد أقتربا على أن يصبحا أجمل أب وأم …
وعلى يمين منضده (سامر وحوريه) جلس (علاء واميمه) وإلى جانبهما (يامن) طفلهما الوديع يستعدان بسعاده لترك كل ذكرياتها الماضيه ليبدءا بحياه جديده لأسرتهم الصغيرة ..
وأخيراً المنضده التى جلس عليها الحبيبن (هشام ونهال) …
بعد أن إسترد (هشام) عافيته وإطمئن على أمان (نهال) فقرر عدم الخوض فى مثل هذه التجارب مره أخرى خوفاً على سلامتهما …
وإكتفى (هشام) بوجوده إلى جوار حبيبته التى إختارها لتكفيه عن الدنيا كلها …
كما شعرت (نهال) بأن الدنيا تبسمت لهما من جديد وبالفعل بدأت حياتهما سوياً على رباط قوى وتأكد كل منهما من مدى حبه وعشقه وفداء للآخر …
بخطوات متباطئه إقترب (ناجى) خال (نهال) منها لتعلو إندهاشه بملامحها المبتسمه فلم تكن لتتوقع أن ترى خالها هذا مرة أخرى ….
ناجى : (نهال) … بنتى …. سامحينى يا بنتى ….
صمتت (نهال) وهى ترى حال خالها المتدهور وتذلله لها باكياً متوسلاً لمسامحته ….
ناجى: أنا كل يوم فى مصيبه أكبر من إللى قبلها … أنا متأكد إن كل إللى بيحصل لى ده من ظلمى ليكى …. سامحينى يا بنتى عشان أرتاح وأموت وأنا حاسس إن ربنا راضى عنى ….
رق قلبها له لتنظر نحو (هشام) عوضها عن كل ما مرت به وهى لا تطلب من الدنيا سواه …
نهال: ربنا يسامحك يا خالى … أنا خلاص مش محتاجه حاجه تانيه من الدنيا … ربنا عوضنى ورزقنى ب(هشام) … كفايه عليا … روح يا خالى … ربنا يسامحك …
عاد (ناجى) من حيث آتى ليقطع (هشام) تلك النظرات الحزينه من أعين (نهال) والتى تتبعت بها خالها ممسكاً بكفها الرقيق هامساً إليها بكلماته الرقيقه التى تأخذها لمملكته هو فقط ليمحو كل ذكرياتها الحزينه بإبتسامه منه ….
إنتهى حفل الزفاف ليذهب كل طير من طيور الحب إلى عشه الجميل ليكمل حياته
بسعاده وهناء ….
بقى (هشام ونهال) جالسين على منضدتهم حيث مال (هشام) مخرجاً من تحت الطاوله هديه مقدماً إياها ل(نهال) التى إندهشت من جلبه لهديه بهذه الليله …
نهال: إيه ده …؟!!
هشام: دى هديه بسيطه …. إفتحيها بس …
فتحت (نهال) الهديه ومازال الاندهاش مسيطر على ملامحها لتجد دفتراً جديداً وضعت عليه صورتهما معاً ….
نهال بفرحه : الله…. إيه ده يا (هشام) ….؟!
هشام: دة دفتر ذكرياتنا … دفتر جديد … عشان نبدأ فيه سوا بذكريات جديده وننسى الدفتر القديم …
وممكن نقرأ الدفتر القديم من وقت للتانى وكأنه ميخصناش … ممكن حتى نعتبره
” دفتــر ذكــــريـــات مجــــهـــولـــه”
تمت بحمد الله وفضله،،

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى