روايات

رواية لقاء المعرض الفصل الرابع 4 بقلم دنيا فوزي

موقع كتابك في سطور

رواية لقاء المعرض الفصل الرابع 4 بقلم دنيا فوزي

رواية لقاء المعرض الجزء الرابع

رواية لقاء المعرض البارت الرابع

لقاء المعرض
لقاء المعرض

رواية لقاء المعرض الحلقة الرابعة

_ إسم الله عليكِ.
قالهالي بلهفة وهو بيجري عليا، بصيت لعيونه وأنا بردد جملته اللي حسيتها أحن وأجمل حاجة سمعتها في يومي، جملة قديمة بس تحسها أثرية…old but gold.
_ إسم الله عليا!!
ضحكت رغم بُكا عيوني وتأثرها بالوجع، ابتسم لضحكتي وملامحه عبرت عن مدى جهله لسبب ضحكتي، أو يمكن استغرابه إني بضحك وبعيط في نفس الوقت!!
ضغطت على رجلي بالغلط وأنا بضحك فحسيت كأن كهربا لمستني فجأة ومحستش بنفسي غير وأنا بتأوه، وبعدها سمعت صوت “نور” وهي بتقول:
_ دُنيا لفيت عليكي المكان.
بصيتلها برجاء عشان تيجي تساعدني، لقيت عيونها في إتجاه تاني، نظراتها كان تجاه…إيه دا!!! أنا معرفش إسمه لحد دلوقتي! وفي عز تساؤلاتي الداخلية يقطعها سؤال “نور” اللي اختصر في كلمة واحدة “أنت!!!!!!”
رجعت بصيتلها تاني فجأة وأنا عيوني هتكاد تخرج من مكانها عشان تسكت، لقيتها ابتسمت وبتسألني بعيونها “هو دا؟”
سألها وكأنه شاكك في حاجة: أنتِ تعرفيني؟
رميت نفسي على كتفها وقرصت دراعها وأنا بقول كنوع من التشويش: ااه يا نور رجلي يا نور…رجلي.
همست في ودني وملامحها بتتألم نوعا ما: هو عشان رجلك بتوجعك تقومي تشيليلي جلد إيدي!!!
اتكلمت بنفس نبرة الهمس بتاعها: أخرسي يا نور أخرسي واسنديني عشان نمشي من هنا.
جاوبتني بتقطيم: طيب طيب.
ابتسمت وهي بتكلمه عشان نمشي: طيب عن إذنك.
بصلي وقال: أقدر أساعدك في حاجة؟ يعني لو أوصلك بدل ما تتبهدلي في المواصلات وكمان إحنا منعرفش رجلك فيها إيه، ممكن أي حركة غلط تعمل مضاعفات.
“أقدر أساعدك” لا أخفيكم سراً حسيت بجزء من الرضا لما كلامه اتوجهلي أنا وبس حسيته ماي بوي كده، للأسف جوايا جزء غيرة مش بقدر أتحكم فيه بس هو أتحكم فيه وبجدارة.
طبعاً خفيت كل مشاعر الفراشات دي اللي معرفش لحقت اتكونت أمتى!! دي فترة متكونش يرقة حتى!
وجاوبته برسمية: أنا كويسة هوقف عربية من برا..شكراً.
رد عليا بنفس درجة العشم بتاع أول مرة: طب وليه التكاليف ما العربية موجودة هجيبها وأوص..
قاطعته بهدوء: صدقني مش هينفع أنا مقدرة إنك عايز تساعد اعتبرها وصلت، إحنا هنا في مصر مش في حواري إيطاليا.
حرك راسه بتفهم وهو بيقول: وصلت..عموماً ألف سلامة.
جاوبته بإبتسامة: الله يسلمك.
“نور” كانت واقفة معانا ولا محمد هنيدي في فيلم فول الصين العظيم، عماله تبص على كل حد فينا شوية وتبتسم ابتسامة بلهاء كده…أول مرة أشوف أطرش في الزفة بالمعنى الحرفي.
اتسندت عليها وقعدت على كرسي من كراسي الحنينة لحد ما وقفتلي عربية وبعدها روحنا سوا على بيتي.
طبعاً ماما مقدرتش تتحكم في روح التهويل للأمر وحسستني إن حصلي بتر مش التواء كاحل، طول عمري بتكفي على وشي وبيحصلي كوراث من وأنا في اللفة، أولهم إني كنت أترميت في ترعة وأنا بنت شهر لسه!!! دا غير الكسر والعمليات والهبوط المفاجئ…حقيقي مش عارفة مجهول الإسم دا معجب بيا على إيه! صحيح المظاهر خداعة بشكل.
الدكتور جه ربطلي رجلي برباط ضاغط بعد ما أمي صممت نعمل أشعة عشان نتأكد إني بخير والحمد لله جت سليمة فعلاً.
اليوم كان شاق بالنسبالي ونهايته أشق بس مجرد التفكير في اللي حصل قبل الحادثة الصغيرة دي خلاني تلقائي أرسم بسمة لطيفة على شفايفي، وفي عز ما أنا مديه الأمان لابتسامتي العلنية دي، جه في بالي إنها قد تكون حلاوة بدايات! الإنسان مننا طبيعته البشرية إنه لما يتملك الشئ اللي بيسعى للحصول عليه تدريجاً بيبدأ يتعود عليه والاعتياد بيولد روتين والروتين سبب كافي للمل والفجوات في العلاقات، وبعد ما كانت كل حاجة وردي حسيت إني اتخنقت ومش قادرة أخد نفسي.
_ بسسس.
قولتها بصوت عالي لعل وعسى أصوات عقلي تسكت وتهدى، جاتلي مكالمة من “نور” حمدت ربنا جوايا إني متسبتش لدماغي أكتر من كده.
أخدت نفس عميق وبعدها فتحت وأنا بقول: لسه فاكرة تطمني عليا!!
جاوبتني بصدمة: ودا من إيه دا؟؟ دا أنا لسه سيباكي يعني المفروض أنتِ اللي ترني تطمني عليا وتشوفي أنا وصلت ولا اتخطفت ولا حصل فيا إيه.
_ ياربي…فظيعة في رسم الأحداث أنا هشغلك كاتبة معايا.
= مليش خلق والله أنا أصلاً بقرأ ليكي تحت التهديد منك.
_ يبنتي هنتحسد من كتر حبك ليا متظهريهوش أوي كده.
ضحكت وقالتلي: بس إيه بقا؟
حسيتها بتقول الجملة ولا حمدي الوزير فضحكت وأنا بتخيلها وقولتلها: إيه بقا؟
= إسمه إيه؟
_ هو مين؟
= لا بقولك إيه دا كنت حاسة إنكوا شوية وهتلبسوا دبل..الحمد لله إني مشيت بمرارتي من هناك.
_ إيه دا!!! على فكرة أنا كنت رسمية جداً وهو برضو كان عادي.
= بصي يا دُنيا يا أختي اللي برا الصورة بيشوف الصورة أوضح وأنا من مكاني هذا بقول إنكوا نحانيح زي بعض.
_ أنا نحنوحة يا نور!!!!
= يا إما أنا اللي مسترجلة زيادة.
_ اه أهي كده معقولة شوية.
ضحكنا ورجعت سألتني تاني: مقولتليش برضو إسمه إيه؟
= للأسف لا أملك من الشخص دا غير شوية ذكريات.
_ بتهزري! متعرفيش إسمه.
= تؤتؤ.
_ أومال كنتوا بتتكلموا في إيه من أول ما اتقابلتوا!!!
= لما تكبري هقولك.
_ أموت أنا.
ضحكت ضحكة عالية وبعدها حطيت أيدي على شفايفي بسرعة أكتم صوت ضحكتي قبل ما صوتي يوصل لبابا ويجي يهزقني.
_ أه يخليعة يا قليلة الأدب…أنا هقوم أصلي لحسن الشيطان شاطر وأنتِ بقا شوفي هتتيممي ولا هتتلمي على سجادة الصلاة إزاي.
ضحكت تاني وأنا بحاول أهدي صوت ضحكتي وبقولها: يبنتي بقا أبويا هيصحى على صوت ضحكتي أتلمي واقفلي.
_ يعني ضحكة نبيلة عبيد اللي عملتيها دي وأنا اللي أتلم!! يعني مش عارفة أقولك إيه دا ربنا على الظالم والمفتري والله حسبي الله ونعم الوكيل.
= لا صادقة أنتِ كده مش عارفة تقولي إيه فعلاً، أومال لو عارفة كنتِ جبتيني الأرض بقا ولا إيه.
_ كنت جمعتكوا عند مأذون واحد.
لسه هبتسم لقيت شعور الخوف رجع يتسلل لأطرافي من تاني، نفضت أفكاري السوداوية دي وأنا بحاول أهدي نفسي بجملة مقتنعة بيها قد تكون غلط بس للأسف دا مبدأ عندي، “استمتع باللحظة حتى لو أنت عارف إنها مش دايمه” لو جاتلك فرصة تعيش لحظة حلوة وأنت مدرك إنها مؤقته يبقى عيشها بأجمل وأفضل الطرق سيب نفسك وعيشها كأن حياتك هتقف بعد اللحظة دي…قررت إني أسيب نفسي وأعيش لقيتني برجع ابتسم من تاني قد إيه مواساة الذات للذات دا شئ عظيم.
_ أنتِ معايا ولا بتلبسوا الدبل ولا إيه.
= لا مسرحتش للدرجادي، يلا قومي عشان تلحقي تصلي قبل ما تنامي.
قفلت معاها وأنا ببص للسقف وجملة الست بتمر قدام عيوني “أهل الحُب صحيح مساكين”
اتنهدت وأنا بقول: اه والله يا ست مساكين وغلابة ومحتاجين يطمنوا إنهم لو حبوا وسلموا أمرهم هيبقوا في المكان الصح.
خبطت كف فكف وقولت: يارب أنام بقا دا أنا نكدية جداً إيه دا!!!!
أنا لازم أنفصل أنا ودماغي إحنا لو كملنا سوا اكتر من كده مش بعيد انتحر على أخر الأسبوع.
__________________
_ أنت إيه اللي مضايقك؟
= مش مضايق بس يخي لما تترفض أو يترفضلك عرض قدمته بتحس قد إيه كنت بايخ وساذج وغبي كمان.
_ بس هي معاها حق يا عُمر، أنت مهما كنت غريب عنها.
= المشكلة إني عارف…عارف إني زفت غريب لازم أقلل عشم لازم بجد عشان لو اترفضت منها أكون متأهل لكده من دلوقتي.
_ بس أنت مش هتترفض يا عُمر.
= تاني؟ عشم تاني؟
_ مش مسألة عشم.
= أومال؟
_ أنت مش قولت إنها بتتعامل معاك على طبيعتها.
= حصل.
_ وكمان لما أتعامل مع الشباب برسمية زيادة بس أنت كانت بتعاملك بطريقة مختلقة بعض الشئ.
= حصل برضو.
_ بس يا مان يبقى خلاص كده ألف ألف مبروك يخويا.
= أنا مش فاهم حاجة!
_ هو كده الحب بيقفل خلايا المخ فعلاً ربنا مبيديش كل حاجة.
= حبيب قلبي، عايز تقول إيه برضو مفهمتش؟
_ يحبيب أخوك مفيش بنت بتدي ريق لواحد إلا إذا كان داخل دماغها أو على الأقل حاسه ناحيته بقبول.
= داخل دماغها دي مظنش.
_ شغال يبقى خد العرض التاني مبروك جبت مقبول مع دُنيا.
للأسف ضحكت! بس خطر على بالي مشهد “سيف” وهو بيقولي إن دي دُنيا!!!
= أنت عرفت منين إن دي دُنيا؟؟؟
_ ما أنا عندها قبلك يعم أيام ما كانت بتنزل صورها، يعني أنا اللي أولى بيها على فكرة.
= ولاااا الحاجات دي مفيهاش هزار خد بالك من كلامك يا سيف.
_ ألاه! دا الموضوع جد بجد بقا.
= مش عارف، أنت عارف ليه أنا عايز أخد الموضوع جد المرادي ومش عايز أي أبدأ سكة تاني قبل الجد؟
_ ليه؟
= عشان مشاعري متخلصش هدر، لو استهلكتها دلوقتي هاجي في الأخر أو بالكتير اوي في نص السكة وأشحر، مشاعرنا عاملة زي البطارية كتر استهلاكك ليها بيخلي منسوبها يقل، عشان كده لازم نوظف البطارية دي صح.
_ معاك بس إحنا عندنا امكانية شحن البطارية دي من تاني.
= كتر الشحن بيبوظها لدرجة إنه ممكن ينزل البطارية مش يعليها.
_ تصدق إن أنتم لايقين على بعض فعلاً.
= أشمعنى؟
_ فلافسفة زي بعض هي برضو ساعات بتكتب كلام كده بكسل أفهمه.
= فلافسفة! أنا أسف إني بناقشك في شئ زي دا.
_ حقيقي الموضوع أكبر من عقلي، بطارية إيه وشحن إيه أحنا واقفين في سايبر ما تكلمي زي ما بكلمك.
= بقيت عاطفي أنا؟
_ جداً أومال لما تتحانقوا وتدخلوا في الجد هتعملوا إيه! لا أنا عايزك تفك كده عشان أنت داخل على أيام مليئة بالهرمونات وحاجة ما يعلم بيها إلا ربنا.
= ربنا يعزك والله مش عارف من غير الكلمتين دول كنت هقوم ارنك علقة إزاي.
_ قلبي، بلص بقا كمان من خلالي متابعتي لدنيا فهي شخصية مزاجية باحته وكل دقيقة بقرار وشخصية شكل.
= ربنا ياخدك والله.
_ برضو قلبي.
= أنا بعد كلامك دا المفروض أقوم ألف سجارة حشيش عشان أنسى.
_ بس هي كويسة.
= بعد إيه يحبيبي ما خلاص دشملتها قدامي.
ضحك وقالي: لا بص نصيحة من أخوك أنت لو هتتأثر بكل كلمة تتقال عنها وهتحتاج تفكر بعد اللي هتسمعه يبقى فكك أحسن ومتوجعش قلبك، الخطوة دي محتاجة جرأة قدها خدها وتوكل على الله، هتفضل متردد كتير زي العيل الصغير كده يبقى سافر الفجر وأشوفك على خير، هي الحياة إيه أصلاً غير إنك تتهور لأجل حبايبك، الأمر الواقع رغم صعوبته إلا إنه بيحسسك بشعور كده….مش قادر أوصفه بصراحة بس أقدر أقولك إنه “إحساس الوصول” إنك خلاص وصلت والشئ اللي كان أمنية بقا واقع تقدر تلمسه بإيديك…دا ربنا يرزق كل مشتاق يجدع حد يطول؟
قال كلام محتاج أسمعه، وقفت عند جملة “إحساس الوصول” حسيت إنه انتشلني من القاع، وروحي انتعشت فجأة كده، إحساس إنك بين إيدين حاجة اتمنيتها كفيل يخليك تخاطر دلوقتي حالاً. ولو على الخوف من المستقبل فدايماً كنت بسمع إن نص المشاكل حلها البيت، يعني تخيل تبقى زعلان أنت مراتك وفجأة تلاقيها معدية من قدامك أو تدخل المطبخ تلاقيها بتجهزلك أكله حلوة، اللي هو فاكس زعل وخناق….كلمتين حلوين وشوية طبطبة يحلوا الموضوع، يسيدي حتى لو قبل الجواز، اللقا يدوب الزعل…يخي كفاية إنك مش لوحدك وهتلاقي حد ملهوف وخايف عليك بجد وبيرتبلك أولوياتك وبيطمن عليك…هنعوز إيه تاني غير الونس ويسلام لو ونس مع مَن تُحب وتَهوى.
اليوم عدى وأنا خلاص واخد القرار، قررت إني هفاتح أهلي فأخدت أمي في أوضة وبدأت أتكلم.
_ بصي يا ماما أنتِ مش كان نفسك تفرحي بيا؟
= دا يوم المُنى والهنا.
_ أنا بقا قررت أهنيكِ ومنمنك.
= وهتمنمني إزاي؟
_ هتجوز.
لسه هتزغرط حطيت إيدي عل شفايفها وقولتلها: أبوس إيدك أنا عايز الموضوع يمشي، ولو قبيلة خزاعة اللي برا دي شمت الموضوع هيبقى البقاء لله، فمشي معايا الدنيا كده وخليها تعدي على خير الله يسترك.
حركت رأسها وعيونها لمعت، قولتلها وأنا بهدي صوتي: هشيل أيدي بس لو صممتي يا ماما هسيبك وأمشي.
_ إسمها إيه واعرفها ولا لأ ومنين؟ عرفتها أمتى؟
= أجيب بلاستر طيب؟ استغفر الله العظيم يارب أمي برضو ميصحش.
_ عايزة أطمن عليك يحبيبي.
= يروح قلبي أطمني هي بنت كويسة جداً وعجباني بس هي من هنا.
لقيت وشها ابتسامته بهتت بعد ما كانت نَضرة، وقالت: من هنا!!
= في مشكلة؟
_ لا مفيش بس هي هترضى تيجي اسكندرية…بلاش هي، أهلها هيوافقوا طيب؟
= وافقي أنتِ بس وتعالي معايا وادعيلي وكل دا هيتحل ببركتك.
_ راضية عنك يحبيبي ربنا يجعلها نِعم الزوجة الصالحة ليك ويرزقك بخَلف صالح ويبعد عنك المتاعب يارب.
= هعوز إيه تاني بعد الحلاوة دي، عايزك بقا تثبتي على كده وأنا أموري هتبقى ميت فل وعشرة.
_ ربنا يسعد يحبيبي، هتروح أمتى؟
= بصي يا أمي أنا مش عايز أحرجك معايا أنا هروح أول مقابلة لوحدي أعرفهم ظروفي قبلوا كان بها ونروح أنا وأنتِ سوا نقرأ فاتحة ونتفق، مقبلوش يبقى أنتِ مُعززة مُكرمة.
وكأي أم مصرية أصيلة بتتحمق لعيالها جاوبتني: تترفض ليه يحبيبي!!! هم يطولوا!!
هي تطول طولي ونص بس أنا عايزها تتفصل على طولي أنا وبس.
ابتسمت وقولتلها: ماشي يماما بس زي ما عرفتك محدش يعرف حرف من اللي اتقال هنا.
حطتلي صابعها على عيونها وهي بتقولي: عيوني.
عوجت شفايفي وقولتها: يخوفي.
_________________________
_ ها الملفوفة أخبارها إيه؟
= الملفوفة!!
_ ايوا لما تفكي الشاش نبقى نرجعلك إسمك.
= طب يستي أقفلي شكراً كفاية.
_ بكلمك بجد والله اتحسنتي؟
= أنا لسه مكدومة إمبارح يعني لو مضاد حيوي هياخد وقت أكتر من كده للتحسن.
_ يخربيت خفة دمك ربنا واخد من جسمك حاطه في خفة دمك.
= فلات بس نينجا بقولك.
_ يسهلوو.
= طب ما تيجي.
_ مش قادرة والله ورايا ترويق وشغل وغسيل ما أنا مش ملفوفة بقا فعشان كده تلاقيني عماله ألف حوالين نفسي في الشقة.
= وبعدين في الكلام اللي يخليني أقولك تتلفي لفتي دا.
_ لا شكراً أنا جاية في نَق بس.
قفلت معاها وأنا حاسة بإحساس حلو مجهول المصدر، يمكن الجو هو الحلو فمحسنلي مزاجي، يمكن صوت العصافير اللي ممكن يكون مزعج للبعض بس بالنسبالي مصدر إلهام صباحي كده.
ماما دخلت ومعاها اللبن والجبنة تقريباً جاية تعمل دعاية لمنتجات البقرة الحلوب في أوضتي.
_ يلا عشان تفطري.
= أفطر إيه!!
شاورتلي على الأكل وقالتلي: أهو.
بصيت للأكل وقولتلها: أهو!!!! يعني مجهود البقرة دا كلها أنا هاكله لوحدي.
_ لا ومش بس كده دا في منتج للفراخ كمان…البيض.
= يعني المنتجات دي انتجها 2 وأنتِ عايزة تأكليهالي لوحدي! وإن سألك عن العدل فقل لقد مات عمر بجد.
_ لا بقولك إيه جو العمق اللي أنتِ فيه دا تعمليه عليهم هناك مش هنا…أطفحي بقا.
= عنيفة أوي يماما، مسم حقيقي بعد الأم في إيه.
_ أنا بقيت أخاف أخرجك بسبب كوارثك دي.
= ما أنا كنت هنا قبل كده ووقعت برضو.
_ أنتِ يبت ماشيه ببطارية! يعني البطارية بتخلص فتقومي مهنجة ولا إيه بالظبط فهميني بتعمليها إزاي!
= معلش يماما دي أسرار واجتهاد شخصي فلو سمحتي متجرجرنيش أكتر من كده.
_ باردة.
= بيموت فيا وأنا باردة بيعشق البرود عارفة كان منزل صورة تلاجة على صفحته بيلمح أكيد.
_ ولا أعرفه والله بس أكيد هيجي هيروح فين يعني.
= يختي يارب يجي يشيل عني شوية.
_ ماما حنانك مغرقني مش ممكن حنان على الصبح كده هموع!
فطرت وجه في بالي إني أسلي قعدتي وأكتب…أكتب قصة جديدة إسمها “لقاء المعرض” ولو كملت قصتي معاه هدونها أنا وهو سوا، لو متكتبش لينا لقاء تاني يبقى هقفلها بطريقتي..وطبعاً مش محتاجة أقولكوا طريقتي هي في غنى عن التعريف.
بدأت أدون أول جملة “أتفضلي شاركيني ساندوتش” ابتسمت وكملت كتابة وأنا بوصف طريقته في الكلام وقد إيه كنت شيفاه عيل صغير، شوية ابتسم وشوية أضحك وشوية أتكسف وأرمي القلم وأخبي وشي بين إيديا، وكأن أحساسي لسه طازة وكأني بعيش المشهد دا دلوقتي، وشوية أسرح فيه وبعدين أرجع أفوق نفسي وأكمل…سميت البطل “عُمر” لحد ما أعرف إسمه، الاسم المفضل اللي الكل عارف إني نفسي أتجوز حد بالاسم دا ولو متجوزتش “عُمر” أبقى “أم عُمر” أهو أي “عُمر” في حياتي وخلاص أنا راضية.
____________________
_كلمت باباها؟
= كلمته يا سيف دي المرة الخامسة اللي تسألني.
_ ما أنا مش لاقي سؤال أسألوا غير كده…فطرت طيب؟
= أسكت يا سيف أسكت الله يسترك.
_ لا لا أنا عايزك توسعلي خلقك كده وتخف توتر، عشان أبوها لو شافك متوتر هيرفضك علطول، أما بقا لو كنت واثق كده ورافع راسك هيرفض برضو بس إسمك مرفود وأنت راسك مرفوعة.
= أقسم بالله بالبوكس في وشك، هخليك تحضر خطوبتي وأنت أعور.
_ المهم إنك هتخطب…فداك.
= خلاص كده الموضوع بقا جد وهقابل أبوها؟
_ قد الدُنيا والدنيا مش قدك، قولتلك مدام في قبول ييقى أنت في السليم وأنت صح معصتش ربنا فيها واخترت الطريق الصح راجل يواد يعُمر والله.
= شكراً يا سيف.
حضنته وأنا بشكره من كل قلبي، كلمتين بخروا قلقي وحَل محلهم راحة ورجعولي ثقتي بنفسي، حاوط ضهري بدراعه وقال: مبروك مقدماً يحبيبي.
____________________
_ عريس وأنا رجلي ملفوفة كده!
= حبيبتي هو جاي يعين!
_ برضو يا ماما ما يستنى لحد ما أحف وبعدين أنا…
= مبتفكريش في الموضوع؟
_ اه ومش مستعدة.
= يحبيبتي مينفعش تفضلي رافضة وقافلة كده، هتفضلي ترفضي لأمتى؟؟ في عز رفضك دا هتلاقي نفسك طيرتي الشخص المناسب من غير ما تاخدي بالك..اديني نفسك فرصة وإللي عايزه ربنا هيكون إحنا مش هنجبرك على حاجة.
طمنتني جملة “اللي عايزه ربنا هيكون” ربنا مبيكتبلناش حاجة وحشة، هو حبيبي وما يأتيني مِن حبيبي حبيبي.
_ طب ورجلي؟
= أنتِ هتستعبطي يا بت؟ ما عملنا أشعة وطلع كله تمام.
_ بس في وجع.
= ادهني مرهم من دلوقتي لحد ما يجي هتلاقي الوجع راح.
_ هو أنا عانس وأنتو مخبيين عليا؟؟
= قومي يا دنيا شوفي هتعملي إيه على ما يجي.
سابتني وخرجت، كلمت “نور” وقولتلها اللي حصل قالتلي بالحرف ” لو فيه الخير ربنا هيعجل ولو مش مناسب ربنا مش هيجعلها تكمل أطمني” بجد من غير الصحاب كان ممكن نطمن إزاي؟؟؟؟؟؟
أخدت دوش وفكيت الرباط الضاغط براحة واخترت طقم بسيط لبسته وكذلك الطرحة، وكنت قاعدة ولا المتذنبة اللي مستنية قرار العفو، وقرار العفو كان حضور عريس الغفلة والندامة.
: دُنيااا.
كان صوت بابا عشان أطلع، فضلت ألف حوالين نفسي، أجري منين لحد ما الباب أتفتح وماما أخدتني من أيدي وقالتلي: يارب نعقل شوية.
كنت شايلة صينية والله ما أعرف عليها إيه من كتر ما كان عقلي مش معايا، حطيت الصينية وأنا عيني مفكرتش تبص عليه حتى.
لحد ما بابا قالي: نورتِ يا حبيبتي…طيب عشان هو مسافر الفجر هنسيبكوا شوية تتعرفوا على بعض.
الرسميات كفيلة تجيبلي ضيق تنفس، الموقف مريب ومُهيب في نفس الوقت.
_ على فكرة دي مش معاملة تعامليني بيها وأنا أول مرة أدخل بيتكوا.
رفعت راسي فجأة وعيوني صابت عيونه بنظرة متفاجأة!!!
قالي بعتاب وابتسامة: مش عايزة تبصيلي! دا أنا حتى حالق دقني ومستحمي والله.
ضحكت وأنا لسه بحاول أستوعب إن هو العريس!!! أنا أسفة إني قولت عليه عريس الندامة…دا عريس الرواية وقصتي الجديدة.
_ بتعمل إيه هنا؟
سألته وعيوني لمعتها مازالت موجودة وابتسامتي المتفاجأة لسه مفارقتنيش.
ابتسم وقالي بنظرة عمري ما أنسى فرحتها بيا: جيت أوفي بكلمتي وأطمن على رجلك.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء المعرض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى