روايات

رواية لقاء المعرض الفصل الثالث 3 بقلم دنيا فوزي

رواية لقاء المعرض الفصل الثالث 3 بقلم دنيا فوزي

رواية لقاء المعرض الجزء الثالث

رواية لقاء المعرض البارت الثالث

لقاء المعرض
لقاء المعرض

رواية لقاء المعرض الحلقة الثالثة

_ طب إسمه إيه؟
= معرفش.
سكتت شوية وهي بتفكر إزاي تخرج أي معلومة مني وبعدين سألتني تاني: شوفتيه قبل كده عندك في الكومنتات مثلاً؟
حاولت أفتكر بس لأ أنا مشوفتش الشخص دا عندي قبل كده، وخصوصاً إن لما حد بيظهرلي نفسه سواء بريأكت أو حتى كومنت حرفياً بدخل أجيب الماضي بتاعه بس الشخص دا مظهرليش قبل كده.
جاوبتها بيأس: لأ.
سألتني تاني بنفاذ صبر: كتبلك رقمه طيب؟
جاوبتها بصوت عالي بعض الشئ: لأ برضو، وبعدين حتى لو كتبلي أكيد مكنتش هاخده.
عدلت قعدها وقالتلي: بصي أنا فخورة بيكِ وكل حاجة بس دا نعمله عمل أسود عشان نشوفه تاني يعني ولا إيه!
حطيت أيدي على وشي وأنا بفتكر أخر موقف ليا معاه وقولت بكسوف: أسكتي بقا أسكتي أنا مش طايقة نفسي، أنا مش عارفة عملت كده إزاي.
سحبت أيدي فجأة وهي بتقول: عملتِ إيه!!!! لا متقوليش لا كله إلا الشرف.
سقفت بتأثر مليئ بالاشمئزاز: الله يفنانة أما دراما كوين بصحيح.
_ عجبتك؟
= ماشاء الله موهبة تستحق الوئد.
_ حياتي.
زعقت بصوت عالي في محاولة بائسة مني إني أغطي على صوت عقلي اللي كل شوية يعرضلي ابتسامتي وأنا بودعه ولا كأنه ابن خالتي!
_ يا نور افهميني بقا أنا عايزة أصوت أنا كتبته بصوباعي اللي عايز القطع دا “لأ” يلهوي بجد اععععع.
رجعت خبيت وشي بين إيديا ونهيت جملتي وأنا بصوت بس طلعت معايا صوت قطة متداس على ديلها!
_ حاسبي دوستي على عرسة في الأخر.
= تصدقي بقا إن أنا غلطانة إني بتكلم معاكي.
_ خلاص والله هتكلم جد، أنتِ زعلانة إنك قولتي لأ! طب ما أنتِ مكدبتيش! إيه مصدر القلق فهميني.
= مفيش حد في حياتي فعلاً، بس متضايقة من موقفي يعني إني خبطت على الشباك وابتسمت وكتبتله لأ وأنا لسه أول مرة أشوفه!!!! بجد في إحساس بشع جوايا بيقولي إنه هيشوف قد إيه كنت سهلة.
بصتلي بصدمة وهي بتقول: سهلة!!!!! أنتِ مين وإيه اللي وصلك للمرحلة دي!!
رجعت رخيت جسمي وقولتلها بنبرة تأنيب: مش عارفة بس حاسة في غلط في الموضوع مش قادرة أحددها.
كملت كلامي وفي بصيص ابتسامة بدأ يشق طريقة لشفايفي: يمكن عشان دي أول مرة أعيش حاجة زي كده، أول مرة أتكلم بتلقائية مع حد وبدون ما أحس بذرة تكليف واحدة! كنت على طبيعتي كأني عارفة الشخص دا من مدة كان في لمعة إصرار في عيونه، أول مرة أسمع وأحس بالثقة الصادقة دي، وصدقيني عارفة ومدركة إني لازم متعشمش أوي في الموضوع دا وأخلي قلبي يصدق ويمشي ورا مجرد كلام ليس إلا!!
مسكت راسي بين أيديها وقالتلي بنبرة حنينة: بصي يا دنيا أحنا بنقول على غلط غلط حتى لو بنعمله، أنا من وجهة نظري المحدودة في الحياة شايفة إن محصلش أي تجاوزات يعني الكلام كان عادي والشاب كان عايز يعرف في حد في حياتك ولا لأ عشان يدخل البيت من بابه، ولو عمل غير كده وأنتِ سمحتيله ساعتها هقولك اه أنتِ غلطانة وبالجزمة كمان.
ضحكت وأنا بقولها: يدخل البيت من بابه!! دا مشافنيش غير مرة واحدة!! ومن اسكندرية أصلاً!! أنا حاسة إني عايزة أضحك والله.
_ سيبك لو مكتوبلكوا تتقابلوا كل العقد دي هتتحل بإذن الله وهتلاقي كل حاجة في الوجود بتحاول تجمعكوا من تاني.
خبطتني في كتفي وهي بتسأليني في محاولة لتقليل توتري وتغيير صيغة الجد اللي حلت فجأة: حلو؟
اتنهدت وأنا بحاول افتكر ولو جزء من ملامحه بس للأسف فشلت؛ لإني أغلب الوقت مكنتش ببصله ولو بصيت كانت بتبقى نظرة عابرة والسلام، محاولتش أدقق في ملامحه لدرجة تخليني أقيمه.
جاوبتها وطفيف ابتسامه هل عليا بدون استئذان وأنا بسترجع مواقف جمعتني بيه: مش عارفة بس روحه حلوة، خفيف على القلب كده مش من الناس اللي تسترخميها أول ما تشوفيها دي، فيه قبول يعني.
بصتلي بهيام وهي بتقولي: هييييح وهو الحب إيه غير قبول! أنا موافقة خلاص ألف ألف مبروك يا حبيبتي.
فضلت تبوس وتحضن فيا ولا كأننا لبسنا دبل بجد!
بعدتها عني وأنا بقول: ياربي ما بتصدقي تلاقي أي تلميح وتشبعي زغاريط يماما دا حلم مجرد حلم مش أكتر.
رفعت أيديها بسرعة وهي بتقول: يارب الحلم يبقى حقيقة أنا راضية عنه الواد دا حساه جوزك كده.
استنيتها تخلص دعاء وقولتلها: على فكرة دي المرة العاشرة اللي تقولي فيها كده.
_ بجد؟
= اه والله أنتِ مجوزاني 9 قبله.
_ إن شاء الله يبقى هو حُسن الختام.
“حسن الختام” جملتها حسيتها خفيفة على قلبي، حسيتها حسن الختام عن كل حزن، عن كل خذلان اتعرضت ليه من ناس كنت مفكراهم دايمين في حياتي وطلعت غلطانة، عن كل مرة أتسابت فيها لدماغي من ناس كنت مفكرة إني من أولوياتهم وطلعت سراب، لقيت نفسي بغمض عيني وبدعي بيقين “يارب لو ليا نصيب فيه يكون حسن الختام بجد”
___________________
_ وبعدين؟
= مش عارف.
_ إحنا لو بنحضر دكتوراه في الكلمة دي كنت طلعت مركز يبني والله.
= مهو أنا بجد مش عارف المفروض أعمل إيه كل اللي بملكه دلوقتي يقين وإحساس وبارك الله فيما رزق.
_ كتير والله مالك 2 بحالهم!
= أتريق بقا…بس عارف؟
_ أتحفني.
= طلعت جميلة أوي.
_ شكلاً؟
= هي زي القمر بس أنا مقصدش الشكل، أقصد فيها هي في شخصيتها…أقصد دُنيا ذات نفسها، فيها حاجة تشدك كده وفجأة تلاقي نفسك عايز تتكلم معاها أو تنكشها بأي حاجة حتى لو بكلمة فتلاقيها استغربت كده وتقولك نعم!!!
“سيف” ضحك على تقليدي لنبرة صوتها وأنا ضحكت معاه على صوتها الحقيقي اللي في بالي، حرفياً نفسيتي مش هتتحسن غير لما أسمع واحدة “نعم!!!!!” منها.
_ دا أنت وقعت وقعت يعني.
= العيون يلهوي على العيون لما تقابل يا سيف….هي السبب، العيون بتأكد الإعجاب ومش بعيد تضاعفه لحُب، أنا دلوقتي بس قدرت أفهم ليه ربنا أمرنا بغض البصر؛ لإن إطلاقه مرهق للنفس، تخيل تشوف حد فتعجب بيه وتبدأ تحبه بينك وبين نفسك وبعد ما علقت نفسك بيه يطلع في الأخر مش من نصيبك! ربنا يكفينا شر التعلق بأشخاص مش لينا.
_ يارب يحبيبي ويفرح قلبك ويسر عينك يارب.
= أمين.
ابتسمت إبتسامة واسعة وأنا بقوله: ها بقا هشوفها تاني فين؟
بصلي من فوق لتحت وقالي: أنت ملبوس يالا!!! أومال إيه فقرة الشيخ الشعرواي دي! أنا كنت شوية وهدمع.
ضحكت وخبطته في كتفه وأنا بقول: يعم مقصدش أشوفها بمَ لا يرضي الله يعني، أنا ناوي جد بإذن الله.
_ عشت وشوفتك بتجد يا عُمر!! بسم الله أرقيك.
حط إيده على راسي وبدأ يحرك شفايفه كتير بصورة تضحك، بعدت أيده عني وأنا بقول: بلاش سخافة بقا وفكر معايا.
حل علينا لحظة سكوت “سيف” قاعد يفكرلي في مخرج أقابلها منه، وأنا قاعد باكل فراشات في خيالي وعمال افتكر مواقفي معاها وابتسم.
_ لقيتها.
قالها مرة حسيت بكمية غُبار وعَفرة غطوا على أفكاري الوردية بالصوت اللي طلع فجأة دا، فضلت أبص حواليا وأنا بقوله: مين! هي فين!
بَص زيي وكأنه بيدور معايا وبعدين قالي: إيه دا!! هي مين دي اللي فين! يبني بقولك لقيت الفكرة صباح الفل أنت لسه هناك ولا إيه.
ضحكت على نفسي وعلى اللي وصلتله وأنا بقوله: معلش لمؤخذه أخوك لسه جديد في الشغلانة ف عشان كده تلاقي عقلي مش معايا قد كده.
ضحك وحرك راسه وكأنه مش مصدقني، أنا ذات نفسي مش مصدق الحالة اللي وصلتلها دي، سألته وأنا بحاول أداري دلقتي المهببة دي: فكرة إيه اللي لاقيتها؟
بصلي والجد بدأ يبان في نبرته وهو بيقول: أحنا هنفضل ندعي وندعي وندعي.
جاوبته وأنا منتظر باقي الفكرة، باقي إيه! أنا لسه منتظر الفكرة دا مقالش حاجة!
_ ها وبعدين؟
قالي بكل بساطة: لا خلاص كده الفكرة خلصت!
= وحياة أهلك! وهي كانت بدأت عشان تخلص!
_ طب خلاص هفكر تاني.
= مهو تبقى مصيبة لو فاكر نفسك كنت فكرت أولاني!
_ خلاص يعم هعوضك الفكرة الجاية.
= يا مسهل.
فضلنا قاعدين نفكر وكأننا عاطلين لاجئيين مش ورانا شغلانة غير تحديد مصير مستقبلي.
قالي بكل بساطة: طب ما تكلمها يا عُمر.
بصيتلوا وأنا بسأله: أكلمها إزاي يعني؟
جاوبني ببساطة أكتر: مش أنت معاك الأكونت بتاعها؟ أدخل كلمها وأطلب رقم باباها واتواصل معاه.
عدلت قعدتي وقولتله: لأ مش عايز أكلمها لو كلمتها مرة نفسي الضعيفة هتستحلى الموضوع، دا لو وافقت واتكلمت معايا أصلاً ولو صدتني هتضايق من نفسي ومن الموقف البايخ اللي اتحطيت فيه، وأنا مش عايز كده أنا عايز أحتفظ بالمشهد الأخير اللي بينا مش عايز أي تحريف في الصورة الجميلة دي، وبعدين أنا عايزة أعملها مفاجأة واثبتلها إني قد كلمتي لما قولتلها هنتقابل تاني، مش عايز أدخلها في الصورة دلوقتي.
بصلي وقالي بعدم تصديق: دا الحب طلع بيصنع المعجزات زي ما بيقولوا..سبحان من هداك.
لما جيت أفكر في كلامه وأبص ع اللي عيشته زمان لقيت كمية عبث وعك لا تُعد، إنسان عايش بغرض البقاء ليس إلا، اه كان عنده خطط بس خططه فشلت قدام عينيه وانسحبت من بين إيديه بكل سلاسة بس المرادي معندوش إستعداد يعيد الخطة الفاشلة دي من تاني، المرادي عايز يطلع كسبان بأي طريقة.
وفي عز النظر للماضي افتكرت بقيت جملة سيف وهو بيقول “أطلب رقم باباها واتواصل معاه”
ندهت عليه بفرحة: سيييف.
أتخض يقلب أمه كان مندمج عشاني وهو أصلاً لا يفقه أي شئ في أي شئ، بس كان عايز يبينلي إنه معايا في أي حاجة وعايز يساعدني بجد، لو هكون ممتن لحاجة هتكون الأيام اللي جمعتني بصديق أقدر أتسند عليه وألجأ ليه في وقت يكون سداد.
بصلي وقالي بنبرة تحمل جزء من الغضب: إيه الغباء دا في إيه!
ضحكت وقولتله: لقيتها.
= أدور عليها زيك يعني ولا أعمل إيه! لقيت إيه؟؟
سكت وبعدها قالي: اه صح الفكرة…مالها بقا؟
بصيتله بشك وأنا بسأله: سيف أنت كنت بتفكر في إيه من شوية؟
قالي وهو ماسك بطنه: جعان والله يا عُمر والعصر قرب يأذن وأنا…
حدفته بالمخدة في نص دماغه، أنا أسف إني كنت عاطفي من شوية.
______________________
عدى يومين بدون أي تغيير، التغيير الوحيد السعيد إن النسخ الجديدة اتباعت ومازال في نسخ بتتحضر وفي إقبال على الرواية، كل ما أحس باليأس أو يحصل شئ يضايقني أفتكر إني ناجحة في حاجة ومحبوبة فيها، وكذلك اقرأ الريڤيوهات بتاع الرواية تلقائي طاقتي بتتجدد.
لحد ما جاتلي مكالمة في يوم وكالعادة طلعت “نور”.
_ استر يارب على الصبح.
= عندنا طالعة.
_ إيه جو أولاد رزق دا.
= عندنا فرح.
_ لا لا مش طالبة هيصة خالص.
= لا لا إيه! دا هو دا الوقت المناسب للفرح والهيصة عايزين نحتفل بيكِ يفنانة.
_ تحتفلي بيا في فرح! أنتِ داخله في أي هيصة وخلاص.
= يستي محدش هياخد باله م الزحمة هاخدك في جمب نحتفل سوا، مش معانا فلوس نعملك احتفال عدي يومك.
_ عيني دمعت من كتر التسول والشحاتة.
= مدح علني كده! قولنا ميت مرة بتكسف.
ضحكنا سوا ووافقت كنت محتاجة أغير جو وأشتت تفكيري عن يوم المعرض، يوم بالنسبالي غير قابل للنسيان بكل الطرق، يوم ملئ بجملة واحدة “أول مرة” أول مرة أنزل برواية، أول مرة أشوف حد بالتركيبة الغريب وال..اللذيذة دي.
عند الكلمة دي قولت بصوت عالي: لأ لأ هتخيب ولا إيه!! لذيذة إيه أحنا لازم نلهي نفسنا الفراغ دا هيأذينا عاطفياً أوف كورس لازم نلهي نفسنا.
الليل حل وحل معاه تجهيزي للفرح، كان فرح واحدة صحبتنا بشخص كانت ومازالت بتحبه جداً، العجيب والجميل في نفس الوقت إن البنت دي جاتلها فرصة إنها ترتبط بيه بدون أي رسميات، بس هي رفضت بسبب حاجة مؤمنة بيها، ألا وهي إنها لو نالت الشئ دا بطريقة ما غير رسمية، هتضيع من بين إيديها وللأبد فكان لازم هم الاتنين يستنوا لحد ما يجي الوقت المناسب وقد كان وجمعهم الحُب، لما جيت أسألها إزاي قدرتوا تتحكموا في إن يبقى عندكوا فرصة تتواصلوا مع بعض في ظل وجود الحب الكبير المتبادل بينكوا دا وتمنعوها، قالتلي جملة بسيطة أوي بس صعبة أوي أوي إن حد يطبقها.
قالتلي: “كنا بنجاهد نفسنا وجهاد النفس بطولة يا دُنيا”
صح جهاد النفس بطولة وجايزتها الدوام مع مَن نُحب وللأبد، حقيقي مجاش في دماغي غير جملة أم كلثوم وهي بتقول “العيب فيكوا يا ف حبايبكوا أما الحب يا روحي عليه”
لبست فستان ستان بلوني المفضل “الأزرق” وطرحة بيضاء وهيلز أبيض، وكذلك ميكب سيمبل، بصيت على نفسي في المرايا قبل ما أخرج وكانت نظرة إعجاب بالنتيجة النهائية، وجملتي المعتادة تتردد جوايا “طب والله يبخته اللي أحنا من بخته”
اتقابلنا أنا و “نور” وروحنا الفرح كان إسلامي وملئ بكلام نصوح عن واجبات الزوج لزوجته وكذلك واجبات الزوجة وإن هدف الزواج الأساسي هو الونس والشعور بالإنتماء وعشان الهدف دا يفضل مستمر لابد من اللين الدائم حتى بالخصام، حقيقي الإبتسامة مفارقتش وشي طول القعدة دي.
حسيت إني محتاجة أخرج شوية أشم هوا مش قادرة أستحمل الجدية دي أكتر من كده، خرجت برا ولحلاوة المكان إنه كان فيه جنينة ومساحة خضرا وورد وكراسي وأنوار هادية، غمضت عيوني وأنا بحاول أستمتع بنقاء الهواء الممزوج بريحة الورود المختلفة، لقيت حاجة تانية أختلطت بينهم، الحاجة دي كانت صوت.
_ أنا ربنا بيحبني أوي كده!
فتحت عيني فجأة وأنا بحاول أهدي نفسي، مش معقول خيالي وهملي إنه هنا!!! لا لا هو أكيد سافر.
لقيت الصوت بيتكرر تاني: إيه يفنانة هو عشان بقا ليكي رواية في المعرض هتتكبري علينا ولا إيه!
أكيد عقلي مش هيستحلى الموضوع لدرجة إنه يعيد الصوت من تاني!
بصيت ورايا لقيته واقف مبتسم ولمعة عيونه كأنه شاف حاجة أثرية بصيت ورايا أتأكد النظرة دي ليا أنا! ملقتش حد غير قي المكان وإتجاه عينه يقصدني، لا أخفيكم سرا نفسي الضعيفة سرت بلقاه من تاني ولو كانت نسبة تكاد تكون لا ترى بالعين المجردة بس فرحت.
وجه في بالي جملة “نور” وهي بتقول ” لو مكتوبلكوا تتقابلوا كل العقد دي هتتحل بإذن الله وهتلاقي كل حاجة في الوجود بتحاول تجمعكوا من تاني” سألت نفسي معقول!!!
_____________________
_ لا مش هينفع أقعد أكتر من كده يا سيف أنا لازم أرجع اسكندرية، أنا جاي هنا عشان فرح مروان ابن خالي وهتوكل ع الله بعدها…كفاية عطلة لحد كده.
= يخي ملحقتش أشبع منك.
_ تشبع مني! بقولك إيه أحنا لازم نحط مسمى جديد لعلاقتنا، حبني في العلن أنا لست خطيئة.
= مش مهم أنا أحبك المهم الحتة.
_ ولاا ولاااا هنخيب ولا إيه! أنا بس اللي أقول عليها كده.
على الجانب التاني من الموبايل سمعت ضحكته وبعدها قالي: يدكري.
_ حبيب أخوك بكرا يجيلك يوم وتتنحنح وساعتها وربي هطفحك اللي بتعمله دا.
= أنا عملت إيه!!! فرحان بيك ياكوكو.
_ كوكو! هي بس اللي تقولي كده.
= هو فيه إيه! هو أنا مش هقول حاجة في أم المكالمة دي!
_ أقفل يا مهمش روح ألبس عشان نلحق نمشي.
= مهمش! لما من أولها اتركنت أومال لما تكتبوا الكتاب هتعملوا إيه! أنا رايح أسمع وقوليله ياخد باله منك.
_ متقولش كده يسيف، بعد كتب الكتاب همسح أرقامكوا كلكوا مش أنت بس.
= يخي عدلك دخل رشق قلبي.
_ أحنا خدامين الجزم يفندم.
= طب أقفل بقا عشان مجيش أزعلك.
ضحكت وقفلت أجهز نفسي عشان الفرح، عدى يومين ولحد دلوقتي لسه مخدتش خطوة، يمكن مستني إشارة، مش عايز اندفع بمشاعري دفعة واحدة لأجل شوية أهواء مش ضامن استمراريتها، أه أعجبت بيها واه كنت مبسوط لما شوفتها واتكلمنا من قبل حتى ما أعرف إن دي اللي أنا كنت قاصدها من الأول، بس برضو خايف أدي الأمان أنزل على جدور رقبتي كالعادة، اتنهدت وأنا بغمض عيني وبقول ” يارب إشارة “.
لبست البدلة وألقيت نظرة أخيرة على شكلي قبل ما أمشي، وتخيلتني بلبس البدلة ليومي أنا وهي، تخيلتني مش من ضمن المعازيم لا تخيلتني عريس…عريسها.
ابتسمت على تفكيري، الحُب جميل يجعلك تشوف الدنيا وردي، مش مجرد جملة لأ أنت بتعيش الجملة دي، الحُب يهون ويزيح الصعب….ها بقا دوري أمتى؟
أتقابلنا كلنا في القاعة، واتفاجئت إنه إسلامي، مكنش عندي فكرة عن أي حاجة مش أنا م العيلة أهو؟ بس والله زيي زي المعازيم بالظبط مقلش عنهم في حاجة.
قعدت سمعت الكلام النصوح عن مضمون الحياة الزوجية وفيما معناه إننا لابد من إحسان الإختيار لإن دي حياة كاملة هيمر عليها فصول كتير ومضطر تقابل اختلاف الفصول دي مع شخص واحد بس بدون ما يأثر فصل منهم على كونك بتحب شريكك وكذلك على وفائك ليه، جملة قد تبدو مبهمة لكن مضمونها عميق أوي أوي وميفهمهاش غير واحد حَبّيب بجد.
_ يلهوييي!!
كالعادة الفصيل “سيف” خرجني من إندماجي مع الخطبة، بصيتله بغضب عشان يسكت لقيته قالي بصوت محدش يسمعه غيرنا: مفاجأة بمليون جنية.
حركت رأسي وأنا بسأله: في إيه؟
غمزلي وقال: تدفع كام.
فكرته بيهزر قولتله بإنفعال خفيف: أخرس وأسمع.
قالي بملاوعة: طيب بص كده على يمينك.
_ هلاقي إيه يعن….
لسه هكمل جملتي لقيت بنت تشبه بنت أعرفها، أعرفها من يومين بس قلبي واخدها عِشرة، أنا فقدت النطق أمام هذه الرقة والدلال، ترا والله سلمت مفاتيحي وأستسلمت.
لقيتها خارجة ولقيتني خارج وراها، رجلي..رجلي هي اللي كانت بتتحرك تجاهها لوحدها بدون تدخل أو إرادة مني، وكأنها مغناطيس ذو قدرة عالية على جذبي ناحيتها.
خرجت الجنينة وقفت أبص عليها وأنا بقول ” راحة تزور الورد أكيد بتصل الرحم مش محتاجة يعني”
قربت خطوتين وقولت لنفسي بصوت عالي.
_ أنا ربنا بيحبني أوي كده!
حسيت جسمها أتصلب فجأة بس أنا مكنتش منتظر الرد دا، أنا كنت منتظر “نعم!!!”
بصتلي بعد ما إتكلمت تاني، حواجبها كانت منكمشة وكأنها مستغربة وجودي، والله إشتقنا…اشتقنا لعيونك.
_ أنت بتعمل إيه هنا؟!!
بصيتلها وابتسمت: باخد الإشارة.
سألتني بإستفسار: إشارة إيه مش فاهمة!
_ مش مهم تفهمي دلوقتي المهم أنا فاهم.
= مش معقول كل ما تقابلني تحتفظ بجزء لنفسك…دي أنانية على فكرة.
كانت بتتكلم جد وشبه منفعله، تشبه قطة شيرازي صغيرة وهي متعصبة…إزاي إنسانة واحدة قادرة تاخد كل الجاذبية دي ليها لوحدها! ولا يمكن عشان إنعكاس صورتها مالي عيني ف عشان كده شايفها متكاملة من كله! والكمال لله وحده أكيد.
_ إيه رأيك.
= في إيه؟
_ قولتلك هنتقابل تاني وطلع معايا حق، شوفتي بقا إن اليقين بالشئ بيحققه.
ولا سمعت كلمة من اللي قولتها هي سمعت بس جملة “هنتقابل تاني” وافتكرت كلمتي ليها.
سألتني بفضول: قولتلي هتعرفني كتبت إيه في الكتاب لما نتقابل في مكان تاني وأهو أحنا في مكان غير المكان ممكن أعرف كتبت إيه؟
_ صدقيني وعد هعرفك كتبت إيه قريب.
= دا إسمه غش أنت بتخلف كلتمك.
_ بالعكس لما تعرفي أنا كتبت إيه هتتأكدي إني بأكد كلمتي مش بخلفها.
= معتقدش إننا هنتقابل تاني.
قالتهالي بثقة بس ثقتي أنا غالبة، أنا الراجل والراجل معروف إن هو اللي بيحدد مصير العلاقة وبيقودها، ويسعدني جداً إني أقود العلاقة الغريبة دي.
قولتلها بثقة أكبر: أنا بقا واثق وزي ما قولتلك يقينك بالشئ بيحققه.
عارف إن ثقتي مصدر استفزاز ليها خصوصاً إن مفيش في إيدي أي دليل ملموس ولا حتى محسوس على كلامي، بس في صوت جوايا بيقولي “قدها وليها”.
بصتلي بصة أخيرة قبل ما تمشي وبعدها قالت: ربنا يهديك.
إبتسمت وأنا بقولها: يارب.
خَدت خطوة ولسه هتاخد التانية الكعب بتاعها اتكسر ورجليها اتلوت، كرد فعل سريع مني كنت هروح أسندها، بس هي سندت على الشجرة، حمدت ربنا إنها لحقت نفسها قبل ما رد فعلي يظهر للعلن.
قولتلها بسرعة: إسم الله عليكِ.
بصتلي كان في لمعة دموع في عينيها ورددت جملتي: إسم الله عليا!!!
كررت جملتي وضحكت ضحكة صغيرة وبعدها الضحكة جرت التانية ونسيت وجع رجليها بسبب جملة جدتي اللي أنا قولتها دي، من كتر ما هي نسيت واتلهت عن الوجع بسبب الضحك ضغطت على رجليها بالغلط فتألمت: اااه رجلي.
سألتها سؤال روتيني ملوش أي تلاتين لازمة: أنتِ كويسة؟
بصت للأرض وقالت بنبرة شبه باكية: الهيلز أتكسر.
إيه!!!! لا بجد إييييه! هيلز! يعني شبه النواح دا مش عشان رجليها اللي جاتلها شبه تمزق دي وطلع في الأخر عشان هيلز!!! هه Women بجد.
طبعاً احتفظت بكل التقليل من حجم الكارثة الارضية دي بالنسبالها، وقررت أهون عليها: معلش هيتعوض أكيد متزعليش الهيلزات بتروح وتيجي.
قالتلي بتأثر وهي بترفع الفردة المكسورة قدام عينيها: بس أنا كنت بحب دا أوي.
هي إزاي بتفكر كده! يعني إزاي مجاش في بالها هروح إزاي مثلاً! إزاي همشي برجل ورجل، أو إنها ممكن تقعد في البيت لمدة شهر بسبب الحركة الغلط دي في الأربطة بتاع رجليها، إزاي البنات بيقدروا يحولوا أي مشكلة تواجههم لجانب عاطفي كده!!!!
: دُنيا لفيت عليكي المكان.
سمعت صوت تالت ببص لقيت بنت جاية بلهفة تجاه “دُنيا” وفجأة بصتلي وهي بتقول بنبرة متفاجأة: أنت!!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء المعرض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى