رواية كريم الفصل الرابع 4 بقلم آية محمد
رواية كريم الجزء الرابع
رواية كريم البارت الرابع
رواية كريم الحلقة الرابعة
” الحقني يا كريم!
..ثم سقطت بين يديه فاقدة للوعي فألتقطـها علي الفـور يحمـلها و أخذها لأقرب غـرفـة يطـلب من أحد الأطباء فحصـها و إفـاقتهـا…
فحصـتها طبيبـة شابـة و قامت بإفاقتهـا و معالجتهـا ببعض الأدوية، قالت بجدية:
“ضغطك عـالي أوي… اديتك علاج ينزلـه شوية، بلاش مجهود لازم ترتاحي لبـاقي اليوم”..
أومـأت علياء برأسهـا فتركـتها الطبيبـه فأقتـرب كريم يسألها بتعجب:
” اي اللي حصل!! مامتك كويسه علفكرا “..
قالت ببكاء:
” شوف الحيـوان دا بعتلي اي.. “.
مدت لـه يدها بهاتفـها و هي تتحدث بنبـرة رجـاء تستغيث بـه وقد فقدت كـل قواها وتمـاسكها وأعلن قلبها عدم قدرتـه علي البقـاء متجبرا أكثر وانهـار يطالبه بالعون، هو الوحيد الذي مد لها يده أكثر من مره…
كـان ذلك الفيديـو لـها معه، أغلقه أدم علي الفـور و نظر لهـا بصدمه و قد اسودت عيـناه:
” الحقيـر.. بيهـددك!! كنت فاكره بيراوغ علشان يتهـرب من الجـواز وخـلاص! “..
قالت ببكـاء:
” دا اتصل بيا، وقالي اني هشتغـل معاه و إلا هينشر الفيديو… أنا كدا ضعت خـلاص، أنا اتعاملت علي اني مذنبـة و كنت بترجـاه يتجوزني و كأني خاطيـه علشان متفضحش و قولت هبقي اطلق منه بأي طريقـه، انا مكنتش عارفه ان كل دا هيحصل، انا ليه بيحصل فيا كل دا!!! “..
أجابها أدم بتفكيـر:
” الواد دا أكيد شغال في الحكاية دي، يعني بيستدرج البنت بطريقـته ويهددها… أنا كدا لقيتله داخـله، لازم افضحه يا علياء، أنتي مش مذنبـة ولا خاطية، انتي ملكيش ذنب في اللي حصـل دا، فوقي دا ميستاهـلكيش، قومـي روحي لمامـتك وفهميهـا كل حاجه “..
قالت بألم:
” ممكـن متساعدنيش يا كريم، لو سمحـت خلاص أنا قررت هروح ابلغ و هقول لماما فعـلا كل حاجه.. بس متساعدنيش انت بالذات “..
أجابها بتعـب:
” بصي يا عليـاء.. أنا تعبت بسببك كتير مش هنكـر، وكرهـتك كتير و الحقيقه كرهـت والدتك لأنها مكانتش ليا غير مرات أب قاسيـه وبرغم كدا أنا كنت بحترمهـا، بس أنتي قبل ما تحـصل المشكـلة كنتي حاجـه تانيه، كنتي صاحبتي و اختـي وبنتي الصغيرة.. معرفش اي فجاءة غيرك ناحيتي و معرفش ليه عملتي كدا، بس وقتها كنتي أنتي صغيرة وأنا كبير و أنا اللي قررت أسيب أبويا و برغم ان ربنـا عوضني بس جـوايا كنت بعاتب نفسي كـل يوم واقول لنفسي ارجـع يا كريم كفايـة، أنت وحيد ابوك و الموضوع مش مستاهل كل دا، بس كنت مجروح أوي انه مصدقنيش، مجروح اوي فوق ما تتصوري، بس عشر سنين كان عقاب قاسي أوي عليه، الأيام خدتني و عيلتي الجديدة و دراستي و شغلي، لقيت ربنا عوضني بأم و أب و اخوات كمـان، اخوات متغيروش عليا مع الوقت يا علياء زي ما أنتي عملتي، أنا سامحت أبويا بس مسامحتش نفسي و سامحتك بس مش هسامح والدتك لأنها كانت بتحرضك وبتستغـلك و أنتي عارفه وفاهمه، اعتقد دلوقتي فاهمه “..
أجابته بصوت خافت:
” فاهمه “..
” بس العيلـة وقت المشاكل اللي زي دي لازم تحط كل خلافاتهـا علي جمب و زي ما قلتلك أنا مسامحك، زعلي كله وكرامتي اتجرحت من مامتك، انا بحترمها بس و منطقتش معاها بكلمه في اللي حصل احتراما لأبويا مش أكتر، كفاية عليه عقابي مش هرجع انا بقي اعمله مشاكل معاها وأنا عارف هو قد اي بيحبهـا، و بيحبك علفكرا عشان انتي منها و هو بجد بيخاف عليكي بطلي تزقيه، بصي بطلي تزقي اي حد عموما “…
” أنا مبزقش حد، هي شخصيتي كدا “..
” شخصيه تقرف الصـراحه… قومي يا اختي فهمي امك كل حاجه لتروح مننا قومي ان شاء الله تكون فاقت بس “…
تحـركـت بتعـب تجـاه غرفـة والدتهـا وهو بجـوارها يفكـر في ما عليه فعـله الآن…
تركـها بالغرفـة ولم تكن وفاء قد استـعادت وعيهـا بعـد ثم تحرك بسـيارته تجـاه بيتـه…
دق الباب ففتحـه محمود لـه فدلف يبحث عن والدته فوجدها تجلس علي السفرة، اتجـه وجلس أمامها:
” حقك عليا يا ماما، أنا أسف بس بابا كلمني و قالي الحقه زوجـته كانت تعبانه “..
قال سلوي بهدوء:
” ولا يهمك يا حبيبي، محمود قالي باللي انت قولتهوله، انا كلمت الناس و اعتذرت عن الزيارة، واخبارها اي بقي؟! “..
” والله لسه مفاقتش، بس الدكاترة بتقول حالتها مستقرة “..
” طيب، ربنا يقومهـالكم بالسلامة “..
كان صوتهـا حزينا و تتجـنب النظر له، هي تشعر بالغيـرة لوجـود تلك المرأة في حيـاته و هو استطـاع فهمها:
” مـاما، علفكرا أنا بحبك أوي “…
خرج سيد من غرفته يقول بغضب مصطـنع:
” واد أنت مش عارف اني أنا بس اللي أقول الكلمة دي لأمكم!! “..
ضحـك أدم وتحرك من جوارها ليقف بين اخوتـه يتابعـن الحديث القادم و هم يعلمون بأنهم سيشهدوا لحظة رومانسية نادره بين والديهم…
قالت سيد بحب:
” دي حبي الأول والأخيـر، انا بس اللي اقولها الكلمة دي فاهمين!! “..
قالت سلوي بخجل:
” يوه، بس يا سيد مش قدام العيال”..
ضحكت رهف وقالت بمزح:
” شباب… الكامنجـات..
قالوا جميعهـم في صوت واحد:
” تيرا را رااا “..
حمـلت سلوي حذائها وألقته بوجههم ليتحركوا بعشوائية للبحث عن مهرب من سلاحها الأصيـل و تعـالت ضحكـات الجميع فنظرت سلوي تجـاههم بحب و دمـوع فهم حياتهـا، كأنهم أنفاسهـا ودقات قلبهـا…
……………………………………..
” بقولك يا محمـود، أنت واثق من صاحبك دا!! “..
” يا جـدع بقـولك رائد في الشرطـة أكيد واثق فيـه “..
دق أدم جرس البـاب فخرجـت سيدة عجـوز تنظر لهم بأعين شبه مغلقة، تسألهم بصوت حاد:
” أنت ميـن أنت وهو!!! عاوزين مني اي؟! “.
قال أدم بهدوء:
” كنا عـاوزين الرائد نجيب يا ست الكل “..
” اااااه، هي حصلت يجيب الأشكـال اللي زيه دي البيت!! “..
سأل أدم اخيه بإستنكار:
” يعني اي الأشكـال اللي زيه؟! “..
” مش عارف، هنعرف اكيد… طيب هو موجود ولا لا يا تيته!! “..
” تيته دي تبقي أمك يا قليل الأدب.. ادخـل يا اخويا ادخل يكش البوليس يجي يلمكم كلكم “..
نظر أدم لمحمود بصدمه يسأله بإستنكار:
” هو اي اللي بيحصل جوا بالظبط!! “..
” علمي علمك يا عم أدم.. ادخل خلينا نخلص من أم الليلة دي بقي “…
تحرك أدم عبر الباب الرئيسي ثم دق الباب الخاص بالشقـة ففتح نجيب بعد قليل..
” أهلا ازيك يا محمـود ليك واحشه والله”..
“ازيك يا حظابط اي فينك مختفي ليه كدا!!”..
” الشغل يا صاحبي والله، اتفضـلـوا تعـالوا.. “..
جـلس محمود وعرف عن أدم:
” دا أدم أخويـا، و بصراحـه هو عاوزك في خدمه و والله انا مش عارف اي هي “..
ضحك نجيب يقول بود:
” أنت وأخوك علي دماغي من فوق يا محمود “..
ابتسم له أدم براحـه ثم بدأ بسرد كـل ما يعرفـه و كل ما أخبرته بـه صديقة عليـاء و علياء نفسهـا و أمر ذلك الفيديو و تهديده ايضـا و استمع له نجيب بكـل تركيـز..
” أنا عاوز أراقبـه وأمسكه متلبس “..
” بس أنت مش متأكد يا أدم انه فعلا الموضوع معاه شغل، مش مجرد استغـلال للبنت “..
” ماشي معاك حق بس أنا مش عاوز اروح ارفع قضيه يطلع منها، هيطـلع يا باشا الفيديو فعلا مش باين فيه الحقيقـة.. علشان كدا انا طلبت من محمود نجيلك البيت مش القسم، انا هراقبـه و اتأكد بنفسي و بعدين الباقي علي حضرتك “…
” لا لا سيبهـولي خالص أنا هراقبه بمعرفتي، أنا بردو ليا طرقي اللي هتقصر علينا المسافات، بس كـان عندي اقتراح بردو “..
” اي هو؟! “..
” نخـلي علياء تروحـله، لما نتتبع علياء هنقدر نوصل بسهولة للي احنا عاوزينـه “..
قال أدم بقلق:
” حضرتك علياء دي زي أختي بالظبط، أخاف عليها “..
” متقلقش عليها، انا والعساكر هنكـون حواليـها.. متنساش هي تحت التهديد منه دلوقتي، مراقبـته وحمايتهـا المفروض يبدأوا من اللحظة دي “..
قال محمود بجدية:
” نجيب عنده حق يا أدم، علياء لازم تكون قدامنا ٢٤ ساعة من النهـاردة “…
اومأ أدم برأسه يجيبـهم:
” معاكم حـق، أنا هرجـعلها المستشفي، هتصل علي بابا اتطمن عليهم “..
أخرج هاتفه ليتصل بوالده فآتاه الرد بعد قليل:
” اي يا بابا، طنط فاقت؟! “..
” لا لسه، قاعده جمبها انا وعلياء مسيبنهاش “..
” خير ان شاء الله، انا جاي لحضرتك في الطريق أهوه “..
أنهي المكـالمه فقال له نجيب بهدوء:
” استني، هلبس وهاجي معـاك “..
اومأ لـه أدم وقبـل أن يتحـرك نجيب خطـوة وجد جدتـه تسحبه من اذنه بغضب:
” تروح معاه فين ياللي مشوفتش تربيـة، أنت مش هتبطـل المشي دا بقي يا واد انت!! “..
قال نجيب بضيق:
” يا تيته ارحميني بقـي عيب، خليتي شكلي وحش قدام الناس “…
قالت بغضب:
” هتخرجوا مع بنات صح!! مش كفاية البـلوة اللي جايبـهالي جوا “..
” يا لهوي عليا هتوديني في داهيه، انتي مش مقتنعه ليـه انها مراتي والله، وسعي روحي اتفرجي علي المسلسل الكوري روحي شحنتلك النت “..
” هروح بس بمزاجـي المرادي “..
دلفت للداخل فقال نجيب بضيق:
” معلشي يا جماعه، جدتي عندها الزهايمر و مقتنعه اني شمال و بجيب ستات البيت “..
قال أدم بضيق:
” ورجـالة و حياتك… “.
قال محمود بضحك:
” طيب ادخل يلا غير هدومك قبل ما تخرجلنا تاني، هنستناك في العربية “..
تحرك الإثنين للخـارج فقال محمود بجـدية:
” أنا عاوزك تكمل المشوار مع نجيب، يعني بلاش هي تعرف انك عرفتني “..
” ماشي روح أنت وقول لماما اني هتأخر و احتمال ابات في المستشفي “…
” طيب.. سلام “..
تحـرك محمود عائدا لمنـزله سيرا علي الأقدام بينمـا انطلق نجيـب بعـد قليل مع أدم بالسيـارة تجـاه المشفـي..
كـانت صامته بجـوار والدتهـا النائمـة تنظـر لها وكأنها تلومهـا بعينها عن كل ما تمـر به…
دق أدم البـاب ثم دلف ليجد والده غافيـا و هي تطـلعت له بتساؤل فأشار لها بهدوء أن تتبعه للخـارج..
خرجـت لتجده بجـوار الضابط..
” دا الرائد نجيب يا علياء، أنا حكيتلـه كل حاجه “..
سألها نجيب بهدوء:
” أنتي فاكرة مكـان الشقـة اللي هو أخدك ليهـا؟ “..
اومأت برأسهـا وأقتربت تقول بجدية:
” أنا هكلمه، هقولـه اني عـاوزة أقابله فيهـا و هفهم منه بالظبط الشغل دا، هو أكيد مش شغـال لوحده يعني، أكيد وراه حد او هو نفسه شغال لحد.. صح!! “.
” دي كلها افتراضـات، خلينا نراقبـه الأول “..
قـالها أدم فرفضت علياء برغم توترها ولكنهـا استجمعت قواها:
” والفيديو اللي بيهددني بيه!! لا أنا هروحـله و حضرة الظابط هيأمني.. وأنت موجود يا كريم صح! “..
اومأ برأسه برغم قلقـه فقال نجيب بجـدية:
” أنا هـروح القسـم أعمل كـل اللازم، قبل ما توصلـوا هناك هكـون موجود ومعايا رجـالتي.. “..
هزت رأسها بقـلق راقبت رحيـله بشـرود فأدرك أدم خـوفهـا فقال بتشجيع:
” ان شاء الله خير “..
” ان شاء الله.. يـلا نمشي ولما أرجع هبقي أفهم مـاما كل حاجه “…
تحرك بهـا للعنوان الذي وصفته بصعـوبة فهي لا تتذكـر الكثيـر فحينمـا رحـلت من تلك الشقـة كانت كالمغيبـة و آثار المخدر كانت بجسدها ولكنها تذكرته بالنهاية..
” طيب كلميـه بقـي “..
أخرجـت هاتفها لتتصـل بـه فجاءهـا رده بعد دقائق:
” ها!! فكـرتي؟! “..
” بس أنا حامل “..
” ينزل عـادي أنتي لسه في الأول مش خطر عليكـي “..
” عاوزة أقابـلك و تفهمنـي قبل ما اوافق علي اي حـاجة “..
قال بسخرية:
” كدا كدا مش بمزاجك ”
قالت بغضب:
” أنا بجـد مصدومـة فيك يا أخي اي القرف دا ازاي اتخدعت فيـك من الأول!!، وازاي صدقت انك هتتجوزني بعد ما خدتني غصب، بجد انت حقير “..
قـال بسخريـة:
” تعيشي وتاخدي غيـرها.. قابليـني في الشقـة، فاكره العنـوان ولا أفكرك!! “..
قالت بحده:
” لا فكراه..
أنهـت المكالمه وألقت الهاتف أمامهـا، تضع وجهها بين كفيها بتعـب من كل ذلك، تنهدت بإرهاق ترفـع رأسها وقالت بصوت خافت:
” المفـروض أطلع امتي!؟ “..
” لما نجيب يوصـل.. “.
وعند قدومـه اومأ لها بهدوء بأن تتحرك..
صعـدت عليـاء لتلك الشقـة و طرقت الباب بخوف لتجـده أمامهـا بعـد قليـل يسحبهـا للداخل ، بل لأحضانه فدفعتـه بغضب بعيدا عنها..
” أوعي يا يا اخـي أنت ابعد عني! “..
” كدا و أنا اللي فاكرك جاية تراضينـي!! ونعيشها سوا بالحب “..
” دا بُعـدك يا حقيـر “..
” من غيـر لسان طـويل.. اسمعي عشان نقصر علي بعض، أنا عاوزك في شغل معـايا.. بصي الحبتين اللي أنا عملتهم معـاكي اتعملوا مع غيـرك عشان ابقي علي نور.. و اشتغلوا معايا و بياكلوا الشهـد.. كل بالجـواز علفكرا انا مش ظالم يعني.. يدوب الشغلانه تخلص نقطـع الورقتيـن مع الزبون… و بنأكل الغلابة عيش “…
” اه يعني انت شغال في الد’عارة “..
” استغفر الله.. ليه بتحكمي عليا بالسوء… عامة أنتي لسه مش فاهمة أنا عـاوزك في اي، أنتي مفيش راجل هيقرب منك “..
نظرت له بتعـجب فأكمل بإبتسامة:
” أنتي شخصيـتك قوية، وكمان دكـتورة.. عاوزك تكوني مشرفـة علي البنات و تنظمـي الشغل، اللي تعصلج معاكي تعرفي تمشيها عدل، تكوني أقوي منهم.. فهمتي يا ريسه!! “..
” لا تصدق شغلانه تشـرف!! “..
” هتختـاري براحتك، معاكي يومين.. يا تبقي الريسه، يا تبقي واحده منهم… و الرفض معناه الفيديو هيبقي تريـند رقم واحد في مصـر.. وهو بصراحه يستاهل “..
قـالت بحده:
” طب اسمعـني كويس عشان أنا متعودتش أبكي علي الأطـلال… هتتجـوزني و تطلقني بعد شهرين و هوافق، لكن لو مفيهاش جـواز يبقي بنفسي هنزل الفيـديو وهفضح نفسي وأفضحك ولا أني اخضع ليك “…
اقترب منها يبتسم بخبث:
” موافق، لكـن بعد شهر من الشغل لما أضمن دخولك للطريق، كدا كدا مش هتلاقي طريق للرجوع “..
” تمام…
تركـته و تحركت للخـارج مندفـعه لا تدري بأي ورطـه وضعـت نفسـها، تحركت في عدة طرق متفـرقـة لتجـد أدم أمامها، أخرجـت هاتفهـا وأعطته اياه بأيدي مرتجفه تقول بصوت خائف:
” مش عارفه المفروض اقفل المكالمه ولا لا “..
قال نجيب بجدية:
” اقفليهـا أنا سجـلتها عندي.. وإهدي أنتي اتصرفتي صح “..
قال أدم بضيق:
” أنتي كدا ورطـتي نفسك معاه أكتر… يا نجيب باشا أنا خايف عليها “..
أجابه الضابط بجديـة:
” اللي بدأنا فيه لازم نكمـله، وهو دلوقتي تحت عينينا يعني مفيش خـوف عليهـا، بصي يا علياء بكرا الصبح هتكلميه وتبدأي الشغـل و بالطريقه دي هنوصـل لمكان الشغل دا.. فكري انك مش بس هتجيبي حقك انتي هتنقذي بنات كتيـر “…
أومأت له برأسهـا فرحـل و تبقي أدم بجـوارها، قالت بصوت متعب:
” عاوزة أروح لماما “..
بالفعـل أخذها للمشفي مجـددا فدلفت لغرفة والدتها وجدتها وأخيـرا عادت لوعيهـا، اقترب تجـلس جوارها و أمامها عبد الرحمن…
” الحمد لله علي السلامة يا ماما “..
ابعدت وفاء يدهـا تدير وجهها بعيدا عن ابنتهـا فقالت علياء بهدوء:
” ماما.. أنا مش حـامل، التحليل دا مش حقيقي “..
نظرت لها وفـاء بدموع و اقتربت تتمسك هي بيدها هذه المره تسألها بلهفه:
” بجد يا علياء! ولا بتقولي كدا علشان متعبش!! “..
” لا والله يا ماما أنا مبكدبش.. الاختبار حقيقي مزيف.. بس..
سألتها بشك:
” بس اي!! “..
أخبـرتها عليـاء بكـل الحقيقـه، لم تكذب بحرف واحد و علت الصدمه ملامحها و عبد الرحمن بجوارها دفن رأسه بين يديه بآسي ولكنه تحـامل علي نفسه وأقترب من عليـاء يربت علي ظهرها بحنان:
” والله لو كنتي قولتيلي كنت هصدقك.. ليه يا بنتي تخوضي في الطريق دا لوحدك!!! “..
قالت علياء ببكاء:
” مكنتش هتصدقني، دا حضرتك دايما كنت بتشك فيا و مبتخلنيش أخرج “..
” مكنتش بشك فيكي، أنا واثق فيكي بس مش واثق في الناس.. أنتـي لما جيتي بيتي كنتي يدوب خمس سنين، عمرك ما شوفتيني أبوكي وأنا مشوفتكيش غير بنتـي “…
وقفت علياء تضمـه وهي تبكـي ندمـا و قهرا علي حـالهـا ثم تركـها فأخذتها والدتها تربت عليها بحزن فتقدم أدم يأخذ بيد أبيه..
” تعالي يا بابا نقعد برا شويـة تشم نفسك بقالك كتير قاعد هنا، و نسيبهم مع بعض شوية “…
تحـرك عبد الرحمن بجـوار أدم حتي جلس الإثنان بكافتيريا المشفـي وقص عليه أدم كـل ما حدث منذ علمه بالأمر…
فسأل عبد الرحمن:
” يعني هتقبضوا عليه قبل ما يتجوزها؟! “..
” يتجوزها اي يا بابا، مينفعش نجوزها لواحد زي دا، ان شاء الله ربنا هيعوضها باللي أحسن منه، كدا كدا هنثبت اللي عمله فيها يعني “…
” محدش هيرضي بيها يا ابني.. الناس مبتفكرش كدا “..
” كـل واحد ليه نصيبـه يا بابا “..
صمـت عبد الرحمن بآسي وهو يفكر بالأمر ثم تطلع لأدم فجاءة فنظر له أدم بتعـجب لدقيقه قبل أن يقول بحده:
” متفكرش يا بابا…
” ليه يا ابني.. دا كل حاجه قدامك اهوه…
” لا لا… لا يا بابا.. لا…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كريم)