روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل الثامن 8 بقلم أسما السيد

موقع كتابك في سطور

رواية وكأنها عذراء الفصل الثامن 8 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت الثامن

رواية وكأنها عذراء الجزء الثامن

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة الثامنة

______
كنت أعلم أنها ستأتي..انتظرها بشوق منذ أن كانت مراهقه صغيره..إن لم تكن تعلم من أنا حقاً..مؤكد سيأتي يوما وتعلم.. أخبروها أما آن لقلبي العليل
بها أن يثأر 💔
صار كالمجنون يبحث عنها بين أروقة الطرق..
لم يترك شبرا إلا وبحث عنها به
اقترب الغفير يلهث
_ ملهاش أثر يايزيد بيه..قلبنا الدنيا كلها
_ ازاي ..دوروا كويس في كل مكان برا العذبة وجواها، متسيبوش منطقة
اكيد مبعدتش عن هنا..رجليها بتوجعها مش هتلحق توصل لاي مكان بالسرعه دي.
رن هاتفه بإسم صديقه مسلم..
_ ها يامسلم عملت اللي قولتلك عليه
_ متقلقش نشرت صورتها في كل المراكز والأقسام..
وخرجت دوريات للمحطات ملهاش اثر يايزيد، البنت لسه بالمنطقه عندك اكيد ، كثف البحث أكثر هكلملك مدير أمن المنطقة يبعتلك مدد..اطمن انا في ظهرك..هنلاقيها أن شاء الله
عجز لسانه عن الحديث
_ مسلم مش عارف اقولك ايه؟
_ انت عبيط ياجدع صح..انت اخويا يالا..اجمد كده وشغل مخك..
اغلق يزيد الهاتف، والخيبه والحسره قد تملكت من قلبه دفعةً واحده، وهو يؤكد لنفسه أنه الاتعس بين العالم أجمع، ويبدو أنها كمثله
لقد عاشت معه لأيام وماذا فعل؟..لم يكترث لمعرفة هويتها الا من اسبوع فقط..
اللعنه علي غبائه، وغباء قلبه الذي شعر من البدايه بقربها منه، ولم يكترث..كعادته
ليليا ابنة عمه التي اتي جده خصيصا له كي يتوسله البحث عنها..
ماذا يخبر جده الآن أنها كانت هنا وهربت..أنه بغبائه كذب حنين الدم للدم الذي كان يشعر به تجاهها
دوما ما كان جده يخبره..
( الدم ياولدي بيحن للي منه، أوعاك تكذب احساس الدم )
اه حارقه ود لو يصرخ بها، قبل أن يهتف بغيظ
_ ليليا يا كتلة غباء ماشيه علي الأرض، شوفتي ايه مني يخوفك بس، دا انت الوحيده اللي كنت باجي عندها وبفرمل..بس الاقيك وأعرفك ازاي تهربي كده بالغباء ده
اقتربت أم السعد تبكي بحرقه..
_ يزيد بيه ..
صرخ بها بحرقه
_ عاوزه ايه تاني ..عاوزه ايه؟
انتحبت المرأه بحرقه، تعلم أنها أخطأت ولكن ماذا كانت ستفعل وهي تتوسلها، لقد كانت حزينه عليها، ومن أجلها
_ ابدا يا سعادة البيه، بس كنت جايه اخبرك أن ليليا مخدتش الفلوس اللي عطتهالها لقيتها فيتاها علي السرير يابيه..
_ كمان ..كمان، انتي بطمنيني كده، روحي ياأم السعد روحي الله يسامحك..
دار حول نفسه كالمجنون..ولكن حينما فكر بها بعقله علم أنها مادامت لا تملك المال، إذا لم تغادر حقا المنطقه وربما المزرعه اساسا
لكن أين…أين رحلت..؟
مؤسف أن يأتيك ما كنت تبغاه بعد عناء، وعندما تعود لتبحث عنه
تصفعك الحياه بكل قوتها
لتخبرك أنه قد فات الاوان، وما كان بين يديك اليوم قد رحل بلا عوده..في غفلةٍ منك، لما لا تنتبه .
اقترب الجد من حفيده الذي يشاهده بصمت منذ الصباح يصول ويجول، ويزأر كالأسد بالجميع، يشعر أن الخطب جلل، لكنه بقلبه يشعر أنه يخص أحفاده الغائبون..
_ يزيد
_ جدي..
_ ايوا جدك..كنت فاكر اني رحلت..
_ لا بس انشغلت عنك، حقك علي ياجدي
هتف يزيد بتلك الكلمات بتوتر زائد عن الحد، قبل أن يجيبه الجد
_ عمري ما ازعل منك واصل يايزيد، بس
ابتلع يزيد ريقه وحاول اخفاء توتره وغضبه بصعوبة لكن هيهات كان وجهه يحكي الف قصة عنوانها الخيبة والحزن والغضب
هتف الجد برجاء
_ ريح قلبي يايزيد ياولدي..ومتخفيش عني شي
وقولي علي مين عم تدور كيف المجنون أكده، ولاد عمك مش أكده، قلبي مهيكدبش علي واصل يايزيد
وكأن الرجل العجوز قلبه يخبره الصواب دوماً
وضع جده يده علي قلبه، وهتف بوجع وهو يضغط بقوة عليه
_ اهنه بيجولي ان النصيبه المره دي بزياده، مش أكده يانور العين، مش أكده يايزيد
الحزن تملك من يزيد على جده، الذي مازال يناديه بلقب الغالي علي قلبه
حتي بعد كل ما اقترف من مصائب لجده، وبعد خذلانه له
بدل المره ألف
جثي يزيد على عقبيه أمام جده، ممسكا بكف يده، مقبلا إياه مره بعد مره ودموعه تتساقط بحزن عليه
مردفا بغصة قويه
_ كانت هنا..كانت هنا ياجدي اللي اجتني تدور عليها كانت هنا، وهربت مني قبل مااعرف واتأكد انها بنت عمي، عرفت ليه بدور زي المجنون..انا ضيعت بنت عمي ياجدي
ارتجفت يد الجد تلقائيا
_ بتقصد مين يا ولدي..بنت عمك كانت اهنه، ليليا ، جت أهنه كيف خبرني..ووين راحت ؟
_ هقولك بس اهدي، اهدي عشان اللي عرفته مش هتتحمله
_ خبرني عرفت ايه تاني قول خبرني، اقسم بالله لو خفيت عني شي هقاطعك العمر كله
_ في شهادة وفاه طلعت من السجل باسم محمد احمد محمد السباعي من فتره الام اتهمت الاب أنه قتله، والاب اتهم بنته الهربانه اللي اسمها روضه..
وفجأة هرب والولد اندفن بعد اعتراف الأم بكل اللي حصل، تحت الضغط..
وان البنت بريئه
وضع الجد يده علي قلبه، وسقط مغشيا عليه قلبه لم يتحمل الصدمه، ليصرخ يزيد..
_ جدي…..
___
الحياه لم تعطيها كل شيء، ولن تعطيها بحالتها هذه، انها تستعجب فقط أن والدها لم يكن بالفقير، ولم تكن والدتها بالمقهوره الضعيفه ليصل بها حالها لذلك الجحود ، ليلقوها بأيد من لا يرحم من أجل المال، لتصبح هكذا هاربه من بلدة لأخرى وكأنها مذنبة
وكأنها فعلت الفحشاء
تذكرت فجأة ساليمه صديقتها وحياتها المرفهه، ووالدتها الحنون التي تعرفت عليها مره وهي قادمه لتأخذ ابنتها من السنتر
كم تمنت حينها أن تحظي بأم مثلها، وكم دبت الحسره قلبها لمعاملتها الحنونه لساليمه
وكيف تعاملها ابنتها بالمقابل
كم تحتاج الان لام تحتضنها كأحضان ايمان لابنتها ساليمه حينما سقطت ذات مره مغشياً عليها
انها بحاجه لتشعر بالحنان ..فقط حنان لم تجده بحياتها ويبدو أنها لن تجده ابدا
تذكرت روضه ومحمد وانفتحت بالبكاء، قلبها يؤلمها جدا عليهم ولا تعلم لما الان..
بكت ليليا بقهر، قدمها يؤلمها، ولم تعد تستطيع العدو أكثر
دلفت لتلك الحجره البعيده علي أطراف المزرعه
التعب تملك منها، وضوء النهار الذي لم يغب بعد سيكشف امرها، ومؤكد يزيد علم بهروبها الان
كما أن طرف عباءتها قد شق، بعدما تعلق بإحدي الاسياخ الحديدية، وهي تعدو
شق طولي يعلو فخذها، كشف عورتها، ارتجفت وهي تتذكر موقف كمثل ليزيد معها
بعد أيام من بقائها تحت اثر الحمي، بعد استعادتها توازنها قليلا
خرجت الشرفة بملابس مكشوفة نوعا ما وبشعرها يتطاير بحريه، كانت تظن أن لا أحد سيراها
فكرت حينها بطفوليه، حتي وان رأوها ماذا سيحدث ؟
هي طفله وان رفض الجميع تشعر انها هكذا دوما
هي بالأساس لم تجد أحد يخبرها الصواب من الخطأ
حينها رآها وهو قادم من قلب المزرعه ولكنها لم تلاحظه
وبكل هدوء بعث لها ام السعد لتجعلها ترتدي ثيابها، ولا تقف هكذا أمام العمال
فعلت سريعاً، بقلب يرتجف
الخوف تملك منها ككل مرة كانت تخشي بها رد فعله كانت تفكر بالهرب، وانها ليست مضطره للبقاء هنا وأحدهم يتحكم بها أو ينزعج منها
ليأتيها صوته بعد ساعه
آتيا ليطمأن عليها، ليصمت قليلا، ويبدأ بالحديث معها عن أهمية ستر المرأة لنفسها، لتفهم علي الفور أنه يقصدها هي
لتعاهد نفسها الا تفعل إرضاء لربها لا للعبد كما اخبرها
كان يجيد حقا إقناعها بكل مره يفتح معها مجالا للحديث
حتي أنه لم يسألها يوما عن هويتها..اخبرها وقت أتت أنه سيسمع منها لكن بعد شفائها التام، وها هي ترحل والي الابد بعيدا عنه
الان اين لها بالستر، لقد كشف عورتها من المفترض أن يكون احن الخلق عليها
انكمشت حول نفسها تبكي بحرقه..وهي تمسك طرف جلبابها المشقوق، تغطي به قدمها وما ظهر من اسفله
قبل أن تنتفض فجأه، وأحدهم يضع شيء ما علي قدميها وكأنه …
رفعت رأسها وصرخت برعب وهي تري صاحب اليد التي سترتها
أنه هو…مجددا
_ انت..انت عاوز مني ايه؟
عاودت البكاء بحرقه..وخوف، ليكتم شهقاتها بيده السليمه بقوه..هادرا بجنون
_ اخرسي، اخرسي..والا دفنتك مطرحك
يداه تنزف دما، انها تراه الان وحشا بأعين حمراء
انها تري الخلاص منه الان شبة مستحيلا، لقد هربت منه إليه..بالتعاسة حظها، وغبائها
كيف تخلت عن الأمان في كنف يزيد، لترحل بغبائها مره أخري تجاه ذلك الوحش المخيف، لتصارع مصيرا وهميا
صوت اقدام الخيول تعدو من الخارج، وتبعها صوت احتكاك السيارات بالأرض ، سياره خلف الاخري، دب الأمل بقلبها أن يكون يزيد أتي ليخلصها منه..
كانت تكافح لتتحرر من قبضته
مؤكد هذا يزيد يبحث عنها
ولكن كيف تفلت منه، كيف تتخلص من منطقه الخطر هنا، لتعدو نحو منطقة الامان مجددا وتتمسك بها بقوتها
الدموع أغرقت وجهها، وكف ذلك المجنون، الذي يتمتم بأشياء لم تفهم منها شيء يضغطه بقوه علي فمها
لما لا يدلفوا لتلك الحجره المهجوره، ياليتها تمتلك القدره لتصرخ، وكانت صرخت الان بكل قوتها..
اللعنه علي غبائها..
فكرت أن كان يزيد يبحث عنها لما لم يكلف نفسه البحث عنها هنا بتلك الحجره، لتأتيها الاجابه علي هيئه صفعه قويه، وتلك المرأة المخيفة بملابسها الرثه التي حدثتها عنها أم السعد تدلف الحجره التي ظنتها مهجوره من قبل
شهقت وقد وعت الآن أنها ذهبت في الاتجاه الخطأ، وأنها خارج حدود مزرعة يزيد..وتلك الحجره لها
ألقت السيدة المخيفة التي رأتها بمزرعه يزيد عصاتها بالأرض وهي تهتف بكلمات غير مفهومه،
الان خوفها ازداد أضعافا، لقد أخبرتها أم السعد انها سيده مخيفه، وعنيفه، وتؤذي من يقترب منها، حتي يزيد لا يقترب منها، يتركها تصول وتجول بالمزرعه تختطف منها مايسد جوعها اتقاء لوجه الله
أنها الآن تري الحياة علي شاكلتها، انها في أبأس حالتها
ألقت السيده بعكازها وجلست علي تلك الاريكه المصنوعة من القش..
ورفعت عيناها، ونظرت لها بحده افزعتها
_ بعد يدك عنها ياميمس، خلاص مشيوا من أهنه
انها تحادثه وهو بكل بساطه يستمع لها
ماذا يحدث معها اهي بالأحلام ام تعيش الأسوأ
_من هؤلاء، وماذا يريدون منها؟
______
وقفت ساليمه علي محطة القطر تلتفت يمينا ويسارا تاره تنظر للطريق خوفا من أن يكون أحدهم يلحق بها، وتاره تنظر لساعتها برعب، الوقت يمر ويجب أن ترحل من هنا الآن..وللأبد
منظر والدتها الغارق بالدماء لا يفارق مخيلتها..
الرجفه التي تصيبها من حينٍ لآخر كفيلة بكشف أمرها للملأ
يجب أن تبقي ثابته، حتي لا يشك أحد بأمرها
أخيرا اتي القطار لينتشلها من تلك الربكه التي تحتلها
وضعت قدمها أخيرا داخل اول قطر أتي ورحلت معه لعالم ودته بقلبها ورفضة بعض الخوف من عائلتها
رحلت لطريق استحقته واستحقها بجداره نتيجة افعالها، ونتيجة لجحودها، لم تكترث لما خلفته خلف ظهرها، فقط غصه تأتي وتذهب ويعود عقلها يخبرها اهدأي لم تكوني تقصدين ماحدث، ها أنتِ راحله والي الأبد
بعد ساعات..وقفت تلتقط أنفاسها بصعوبه أمام منزل يوسف جو
ليفتح لها علي الفور
_ ساليمه
____
اقترب فارس من الفراش التي مازالت تسكن عليه بلا حراك يتأمل ملامحها الشاحبه جدا
الندم يأكل قلبه
جلس ككل يوم بجانبها يحدثها بهدوء بأي شيء كأصدقاء..
اليوم لا يريد الحديث ، لا يعلم ما به، أراد فقط رؤيتها والجلوس أمامها..أو ربما توديعها لأنه سينشغل مؤكد بفرح ابراهيم وينساها قليلا، وبعدها سيرحل لعمله
أراد اخبارها أنه لن يغيب طويلا..فقط لتبقي ساكنه ولا تفتح عيناها الا بحضوره
أنه اناني وهو يعلم لكن يخشي ان تصحو وتهرب من بين يديه ولا يكفر عن ذنبه الذي اقترفه بحقها..
_ اوعدك مش هتأخر عليكي..بس خليكي عاقله اوعي تفتحي عيونك وانا مش هنا…
تركها ورحل بعد مكالمه من أبيه صدمته..
رحل مسرعا لا يصدق ما حدث…
____
الصدمه الاولي..والصبر عليها، وجهاد النفس حتي لا تقع بالشرك الأصغر، الذي يؤدي لشركٍ أعظم، كان دائم الحفاظ عليه..
الصبر عند الصدمه الأولي من شيم المؤمنين، وهو صابر بلا جزع
رؤية والدته بتلك الحاله، افجعته، لكنه خرس، خرس صدمه، ثم احتراما لقضاء الله وقدره، ثم رضا وان كان غير راضيا علي ماحدث لها..ويريد الثأر ممن كانت السبب به
وقف ابراهيم بعد يوم كامل قضاء بتخليص إجراءات الدفن ودفن والدته محني الرأس يأخذ عزاء والدته التي فارقت الحياه بأبشع صوره، لا احد يعلم بحقيقة موتها سواهم
سوي العائله، التي كالعاده اجادت اخفاء الحقائق، بدلا من أن تصبح علكة علي كل لسان..
_ يالا ولدي معادش فيه لزوم الوجفه أكده..
كانت هذه كلمات جده لأبيه الصامت تماما منذ ماحدث
لم يتزحزح والده عن مكانه، كان كمن يجاهد ليتقبل شيئا وهميا لا أصل له
ايمان كانت روحه الضائعه التي حصل عليها بعد تعب، اكتمال لروحه ظل ينشده سنوات
أبيه وأن كان عقله ليس حاضرا معه معظم الوقت، ويخطيء وجودها أحيانا كثيره إلا أنه يعود كطفل صغير يتوسل حنانها، ينساها، لكنه لا ينسي أنها مصدر امانه وحنانه
عشق والده لخالته كان نادرا
وهو يعلم أن والدته لن يتحمل فراقها..
الحب هو أن تزرع في القلوب ورده جميله، كلما ذبلت ظلت رائحتها عالقه بين حنايا القلب
الحب حياة الأبدان الموجوعه، وترياق للقلوب المتعبه من كثرة التجارب المؤلمه
فجأة تحرك والده بآليه، ليدلف لبيت العائله ومنها لغرفته هو وخالته
لم يخضع لأي من محاولاته ومحاولات جده وأعمامه للطعام والحديث
والده بحاله ليست طبيعيه، وهو كل همه البحث عن ساليمه، كانت يبحث عنها كالمجنون هو من جهه وفارس من الأخري،
وترك مهمه أبيه للعائلة ..
حتي الجهات الامنيه لم تستطع تحديد مكانها، رحلت الفاسقه وتركت له جرحا غائرا لن ولم يُشفي الا بالثأر ممن تسببت به..ولم تكن إلا هي
دلف للبيت متعبا، ينشد راحه لعقله وقلبه.
هتفت عمته ماان دلف للبيت
_ ابراهيم الحق بوك ياابراهيم عم ينادم علي مرته كيف المجنون، لسانه منشفش واصل بوك بيموت ياولدي
خطف ابراهيم الدرج ليصل لوالده الذي ماان ابصره، الا ومد ذراعه له..
اقترب إبراهيم منه علي الفور، يحاوطه بذراعيه ويبكي بحرقه
_ مالك يابابا حقك عليا نسيتك وانا بدور زي المجنون عليها، خلاص يابابا اجمد عشان خاطري
_ ايمان..ايمان ياابراهيم بتنادي عليا، انا رايح لها
علت نهنهات ابراهيم، وهو يتوسل له بحرقه..
_ متسبنيش انت كمان يابابا أرجوك مبقاش ليا غيرك ..
ليأتيه الرد علي هيئة طبطبه حنونه، وبسمه متعبه، لكنها كانت سعيده، ووالده يتمتم بالشهادة ويرحل بجوار ربه، وبجوار حبيبته، ويسقط أبراهيم مغشيا عليه من الصدمه والتعب..
_____
رائحه العفن والموت تفوح من المكان، الخوف هو المسيطر الوحيد لما تراه منهم
مرت ثلاث أيام تحارب بأقصي طاقتها لتحل وثاق قدمها التي احكمته لها تلك المرأة غريبه الأطوار بعدما حاولت الهرب تلك الليله، وأمسك بها كالعاده
في حين خرج هو ولم يعد..للان..
تبكي بقهر..وهي تدعي بحرقه علي من كان السبب لما وصلت له..
صرخت بقوة عل أحدهم يستمع
لصوت صراخها..وينقذها مما فيه..
_ حد هنا…ارجوكم أنقذوني من هنا..يزيد الحقني أرجوك..
ليأتيها الرد علي هيئة عصا قويه
هبطت علي جسدها من تلك السيده المخيفه
_ اقفلي خاشمك جبر يلمك..ريحي حالك مفيش حد يسترجي يدخل قاعة عنجهيه
انهت كلماتها بضحكه تشبه ضحكة المجانين تماما..
وجلست تفترش الارض، وتبدأ ككل ليله..
بضرب الودع..والتصفيق بيديها
والغناء بكلمات لم تفهمها
أنهكت تماما..لم تعد لديها المقدره لتقاوم ألقت برأسها للخلف، وهي تنعي نفسها
انها تشعر أن الموت يزحف اليها ببطء فلتستلم..
ما أن أغمضت عيناها كان هو بطلها الوحيد بطلته التي فتنتها منذ ابصرته عيناها، بعد أن فاقت من غيبوبتها
كان هو بحضورة الطاغي الذي يسلبها أنفاسها
يمد يده إليها كي تتمسك بها..
لترفضها هي بكل غباء وتهرب من جديد..
وتستدير وتركض لتجد نفسها تسقط بالوحل..وتغرس اقدامها
لتصرخ مجددا بإسمه
_ يزيد..
ليأتيها هو مجددا من بعيد، يركض بأقصي سرعه له..يصرخ عليها
_ ليليا متخافيش خلاص انا قربتلك..متقلقيش هانت
_____
يجلس محني الرأس ينظر لوالده بخزي، كان يظن أنه سيفعل ما يفعله وينجو به
لكن والده كالعاده له بالمرصاد
ضربه قويه من عصاة والده، علي ظهره كانت كفيله بصراخه بصوت جهور
ليعود والده ضربه مره بعد مره بقوه…
وينهي اللقاء ببصقه بوجهه
_ طول عمرك نبته فاسده، ياإحمد، اجيت اهنه لمكانك الحقيقي بين المطاريد
ياما جولت لمعدومة الضمير بت عمك انك مش خرج جواز وعيله بس انت وهي كنتم فوله وانجسمت نصين
ضيعت البنته وخربت حياتهم يامعدوم الضمير
وجتلت ولدك، وجيت اهنه…الله ينتجم منك
كنت فاكر ياك اني مهتقدرش اوصلك..
لاااه…اني كنت خابر اني هلاجيك اهنه لانك بالأساس شبه كل اللي اهنه
_ بترجاك ياابوي..ارحمني..
_ وانت ليه مارحمتش البنته المساكين، ليه مرحمتهومش ياخلفة العار..دا انا كنت ببعتلك قرشنات تغرقك وتغرقهم العمر كله ..تقوم تبيع بتك لابن البدري ياواطي..اتفو عليك الله ينتقم منك يا احمد
تركه ورحل، دموعه تغرق محياه، لقد دمر عائله بأكملها
والضحايا كانوا فلذة كبده، أنها عدالة السماء، لكن الأطفال لا ذنب لهم..
انفجر الجد ببكاء حار وهو يمسح بطرف عمامته دموعه، ويهتف بمرارة
_ جتل ابنه يارفيع، خوك جتل ابنه، وضيع البنته، ورجع لأصله بين المطاريد
فرت دمعه من أعين رفيع حزنا علي والده، واولاد أخيه معدوم الضمير
_ ياما جولتلك يابوي سيبه لعيلة البدري ياخدوا تارهم منيه
اهي لفت الايام وربنا اقتص لبتهم اللي كانت زينة البنته وبنتها منيه بس بدل البنته كانوا بنتين وولد..
ياما جولتلك خوي مايصحلوش جواز من بت البدري اهو اتجوزها ومن كتر حقده من عيلتها فضل يعذب فيها لما ماتت هي وبنتها اللي مكنتش شافت لسه النور
الدنيا دواره يابوي، ورب العباد ماهيسيبش حق الولايا واصل
_ الضنا غالي يارفيع ياولدي..مهانش عليا ..خليته يجدم كفنه وعز عليا يروح فيها
دا برديك ولدي..ولدي ياخلق
_ خلص ياابوي..ادعي ربنا بس نلاقو البنته..وبعدها يحلها المولي
_____
اقتربت بيلا من إبراهيم الغارق بالمرض والحمي حتي لم يستطع أن يحضر دفن وعزاء والده
اصيب بالحمي والحراره لا تفارقه الا بصعوبه .
رغم جسدها الذي مازال جروحه غائره
إلا أنها لم تستطع تركه، أخبرها جدها بالأمس مكانها بجانب زوجها، وهي بالأساس لم تكن لتتركه..هو قدرها وهي قدره
وهي راضيه جدا به
مدت يدها تتحسس جبهته، ليفتح ابراهيم عينه أخيرا بعد يوم كامل قضاه مغمض العينين يرتجف
_ ابراهيم..انت كويس
لأول مره يراها بدون نقاب، ولم يستطع تفسير ملامحها حينما خلصها من والدتها
همس بتيه، وتعب
_ أنتِ مين؟
جففت حبات العرق الذي أغرقت وجهه، وعنقه، وهميا بخجل
_ بيلا..أنا بيلا..
_ بيلا..
همس بإسمها وهو يرفع يده يمسك بكف يدها
_ بيلا ماما ايمان فين..
سقطت دموعها وهي تراه يتمتم بإسم إيمان ويستغرق بالنوم مجدداً، ويعاود النداء عليها..
الي أن غفت هي أيضا بجانبه..
_______
انتفضت ساليمة علي تلك اللمسات التي تتحسس جسدها
_ انت بتعمل ايه
_ هكون بعمل ايه .
_ ابعد عني..
_ الله ليه بس ماكنا حلوين امبارح..تعالي بس هقولك..
_ اللي حصل ده عيب وحرام ..أرجوك ابعد .
_ وايه اللي حرمه احنا مش اخدنا العهد …
_ اه..
_ خلاص تبقي مراتي…
_ بس
_ مبسش تعالي بقي .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى