رواية ظلمها عشقا الفصل الرابع عشر 14 بقلم ايمي نور
رواية ظلمها عشقا الجزء الرابع عشر
رواية ظلمها عشقا البارت الرابع عشر
رواية ظلمها عشقا الحلقة الرابعة عشر
جلست معه صامتة بعد ان اخرجت زفرة حنق تضغط فوق شفتيها بملل وهى تجد كل تركيزه منصب على شاشة التلفاز وعينيه تتابع مجريات مباراة كرة القدم بشغف واهتمام اثار غيرتها ، بعد عدة محاولات منها مشاركته شغفه وحماسه هذا بعدد من الاسئلة اجابها عليها بصبر ..
حتى سألته وهى ترى عصبيته وهتافه الغاضب على اللاعبين
:صالح .. هو ليه انت عاوزهم يشوطوا على الراجل الغلبان ده بس .. طيب ما فيه راجل تانى واقف الناحية التانية اهو محدش بيشوط عليه..!
تجمد جسده وعينيه تكاد تخرج من محجريهما وهو يلتفت اليها ببطء ذاهلاً ، لتسرع قائلة فى محاولة لجذب اهتمامه تسأله وهى ترسم ابتسامة بلهاء على شفتيها اجادت صنعها
: انا بقول يعنى بدل ما كله واقف هناك والناحية التانية فاضية خالص..
ضغط باسنانه فوق شفتيه رافعاً حاجبيه وهو يحاول البحث عن كلمات يجيبها بها ، لكنها لم تستلم بل اسرعت قائلا بخبث وكلمات ذات مغزى
:بس تصدق انهم رجالة تافهة عاملين عقلهم بعقل حتة كورة ورايحين جاين يجروا وراها زى العبط.
شهقت بفزع مصطنع تتراجع الى الخلف حين وجدته على حين غرة يتحرك من مكانه قافزاً تقريبا فوقها حتى جعلها تستلقى بظهرها فوق الاريكة يسألها بهدوء ينذر بالخطر
: تقصدى مين بالعبط بالظبط…
اشارت بأصبعها ناحية شاشة التلفاز وعينيها معلقة به تنظر اليه هامسة ببراءة مصتنعة مؤكدة
:والله اقصد العيال دى يا سي صالح .. هو فى حد زيك ولا فى عقلك.
تطلع اليها للحظات يتأملها محاولا اكتشاف صدق ام هزل كلماتها ، قابلتها هى بأبتسامة واسعة وهى ترف بجفونها له بطريقة جعلته يقاوم الابتسام بصعوبة وهو يتراجع عنها ببطء لمعاودة متابعة المباراة مرة اخرى لكن وصل اليه همسها المتعجب بتذمر قائلة
: بس ما تعرفش عند ماتشات الكورة … بيسيبك ويروح فين؟!
هنا وصرخت تنهض من مكانها تحاول الفرار منه حين وجدته يزمجر ضاغطاً فوق اسنانه وهو يحاول الانقضاض عليها ، تنجح فى ذلك فعلا تتوارى خلف احدى المقاعد مبتسمة باغاظة له وعينيها تلتمع بالانتصار وقد افلحت فى مخطهها لجذب انتباهه وهى تراه ينهض واقفا يتجه ناحيتها وقد غاب عن تفكيره كل شيئ سوى معاقبتها وهو يشير اليها بسبابته للقدوم له قائلا
: تعالى هنا يا فرح متخلنيش اجرى وراكى فى الشقة والناس اللى تحتنا تسمع.
هزت كتفيها له برفض قائلة بعبث وتدلل
:لا انا بقى عاوزك تجرى ورايا ولا هى البتاعة اللى بتتفرج عليها دى احسن منى.
حاول صالح مقاومة بنوبة الضحك المتصاعدة بداخله قبل ان يجلس مرة اخرى مكانه يرسم الالم ، قائلا بصوت مسكين ضعيف اثار قلقها رغم الشك بداخلها بأنه يقوم بالتلاعب بها
: كان نفسى والله .. بس اديكى شايفة رجلى وجعانى ومش قادر منها.
اعقب حديثه يدلك قدمه ووجهه يتجعد الماً وهو يتأوه بصورة جعلت فرح تتخلى عن حذرها تعقد حاحبيها قلقا وقد انطلت عليها حيلته تخرج من وراء المقعد مقتربة منه وهى تسأله بقلق وخوف
: ايه حصل ؟!
مانت كنت كويس اتخبط فيها ولا ايه .. انا هروح اجبلك المسكن بسرعة واجى.
هرعت بأتجاه الغرفة لكنها وعند مرورها من جواره جذب معصمها يسقطها عليه يجلسها فوق ركبتيه وهو يحطيها بذراعيه بقوة غير مبالى بمحاولتها الفكاك منه يفح بغيظ متوعدا لها
:بقى انا يتقالى عقلك بيروح منك .. انا بقى هعرفك عقلى لما بيروح بعمل ايه بجد !
سكنت بين ذراعيه ترفع اناملها لوجنته تتلمسها برقة قائلة وهى تهز كتفها له بتدلل
:طب اعملك ايه مانت قاعد جنبى والبتاعة دى وخداك منى يرضيك كده !!
وجد نفسه يقترب منها كأنها مغناطيس يجذبه لها يقبلها بنعومة فوق وجنتها هامس باعتذار رقيق
:لا فى دى عندك حق مينفعش اى حاجة تاخدنى منك ابداً .. علشان كده …
مد يده بجهاز التحكم يغلق التلفاز تماما ثم يلتفت اليها غامز بعينه لها يسألها
:مفيش كورة خلاص .. ها هنعمل ايه بقى دلوقت !
دفعته فى صدره تنهض سريعا عن ساقه ضاحكة وهى تهتف بمرح طفولى
: تقوم بقى زى الشاطر وتجرى ورايا انا … مانا مش هتنازل عن كده النهاردة.
صالح بذهول وغضب مصطنع
:بقى كده والله عال اووى .. بتضحكى عليا يابت انتى..؟
تخصرت واضعة يدها فى خصرها تسأله
: هى مين اللى بت يا سى صالح .. ولا انت عاوز تقلبها خناقة علشان تهرب..!
نهض صالح ببطء وجسده متحفز يضيق عينيه عليها مما جعلها تشعر بالقلق بأنها تجاوزت حدودها معه لكنها تنفست براحة وهى تراه يقترب منها قائلا بنبرة مهددة بخبث مرح
: دلوقت نشوف مين اللى هيهرب من التانى .. بس عارفة لو ايدى مسكتك …!
قطع كلماته ينقض عليها فجأة مما جعلها تصرخ وهى تسرع هاربة منه تجرى فى ارجاء الشقة وهو خلفها ، تتعال اصوات صراختهم واقدامهم المسرعة للحظات طوال قبل ان تقف فجأة تحاول التقاط الانفاس وهى ترفع يدها بعلامة الاستسلام قائلة بصوت لاهث
: خلاااص انا مستسلمة ومش لاعبة تانى.
صالح وهو يقترب منها بكامل لياقته وعينيه تلتمع بالنصر قبل ان ينحنى عليها يحملها فوق كتفه غير مبالى بمقاومتها وصرخاتها الرافضة وهى تطوح قدميها فى الهواء وقد تدلت رأسها على ظهره ليهتف بها صالح بحزم وهو يثبتها
:لا مفيناش من كده .. انا اللى كسبت من حقى بقى اخد الجايزة بتاعتي.
رفعت راسها تسأله بمرح
:وايه هى بقى جايزتك دى ان شاء الله !
لم يجيبها بل اسرع يحملها وبخطوات سريعة اتجه ناحية غرفة النوم يفتحها ويدلف بها الى الداخل ، يلقى بها سريعا فوق الفراش ثم يتبعها هو الاخر وقد احاطها بذراعيه هامسا ببطء ونظراته تلتمع بالشوق والشغف قائلا
:انتى يا فرحة قلبى .. وهو فى اغلى ولا احلى منك جايزة يا حتة الشوكولاتة بتاعتى.
غمرتها السعادة ويستجيب قلبها لِـلَفظ التحبيب منه باقصى درجات الفرح والاثارة لتنقض عليه دون ان تهمله الفرصة لالتقاط الانفاس
تقبـ.له بكل ما بقلبها من حب وعشق له لاتترك له فرصة سوى الاستجابة لفورة مشاعرها وقلبه خلف صدره يتراقص هو الاخر شوق ولهفة لها .. يخفق بجنون عشقاه ولهه بها دون نساء العالم.
**********************
اخذت تبحث هنا وهناك بايدى مرتعشة وصوت شهقات بكائها المكتوم تقطع الصمت السائد بين الحين والاخر حتى دوى صوته الغاضب يناديها
: لقتيه يا سماح ولا لسه؟
ارتعبت ملامحها وهى تضرب فوق وجنتها خوفاً قبل ان تتحرك لمكتبه بخطوات مهزوزة تقف على بابه تهز رأسها بالنفى هامسة
:لا يا استاذ عادل مش موجود .. مع انى والله كنت حطاه جوا ملف القضية.
نهض عادل عن مكتبه يصرخ بها بحدة وغضب
:يعنى ايه .. ازاى ورقة زى دى تختفى من المكتب وانتى موجودة .. دى مصالح ومصاير ناس مش بنلعب هنا يا انسة !
اسرعت تحاول الدفاع عن نفسها قائلة برجاء وصوت باكى
:والله يا استاذ عادل مش عارفة ده حصل ازى .. انا كنت…
قاطعها صارخا وقد احتقن وجهه من شدة الغضب
:كنتى ايه بس .. ده توكيل للقضية بتاعت بكرة .. ازى يضيع منك.!
انكمشت على نفسها خوفا فلاول مرة تقف فى هذا الموقف لاتجد ما تقوله دفاعا عن نفسها ولا عن اهمالها وخطأها الفادح هذا ، تقف امامه تبكى بصوت خافت ليزفر عادل بقوة يجلس مكانه مرة اخرى قائلا بضيق وهو يشير لها
:اتفضلى يا سماح روحى مكتبك .. وياريت تدورى تانى يمكن جه فى ملف قضية تانية بالغلط.
هزت له رأسها بالايجاب قبل ان تنطلق الى مكتبها تجلس عليه بأعياء ووجهها شديد الشحوب تضغط بيديها فوق جبينها بقوة تحاول التذكر اين يمكن ان تكون قد اختفت
تلك الورقة..
تمرر شريط يوم امس امامها تحاول وضع يدها على النقطة المفقودة حتى اتسعت عينيها بشدة ترفع رأسها ببطء وقد وجدتها وعلمت اين اختفت تلك الورقة .. وايضا من المسئول عن هذا.
همت بفتح حقيبتها لاخراج هاتفها لكنها تراجعت تنهض سريعا حين خرج عادل من مكتبه يقف امامها وعينيه بنظراتها الاسفة تمر فوق ملامحها بأنفها الاحمر وعينيها المنتفخة يجلى صوته قبل ان يتحدث اليها بصوت عملى هادئ
: خلاص متزعليش .. حتى لو مش هتلاقيه ليها حل متقلقيش .. بس بلاش عياط تانى ..
انفجرت فى البكاء مرة اخرى وقد هزتها محاولته طمأنتها رغم خطأها الفادح غير المغتفر ، غير واعية لجسد عادل المتوتر وبشدة لمرأى دموعها تلك وضعفها الشديد هذا امامه.
ليلعن نفسه لكون السبب فى حالتها تلك فهو يراها من انقى الشخصيات التى تعرف عليها ولم يكن من المفترض منه معاملتها بتلك الطريقة القاسية لذا وجد نفسه يقترب منها يخرج من جيبه منديلا ورقيا يمد اليها وهو يهمس بأسف واعتذار
:حقك عليا انا اسف انى اتعصبت عليكى ..بس الورقة دى مهمة وانا …
صمت لا يجد ما يكمل به حديثه خوفا ان يزيد من الطين بلة لكنها اسرعت تهمس بصوت متحشرج باكى
: لا حضرتك عندك حق فى كل اللى عملته .. الظاهر انى اللى منفعش فى الشغل هنا .. علشان كده لو ممكن تسمح ليا انى امشى من بكرة وحضرتك تشوف حد غيرى يكون اد مسىؤلية المكتب والورق اللى فيه.
لا يعلم لما وجد فكرة تركها العمل معه فكرة غير مقبولة له على الاطلاق يزفر بقوة هاتفا بها بصوت حازم
:كلام ايه الفارغ ده .. لا طبعا مفيش حد تانى هيجى مكانك .. و لسه زعلانة من اللى حصل ، علشان اتنرفزت عليكى يبقى انا اسف ليكى ياستى مرة تانية وشوفى ايه يرضيكى وانا هعمله.
توترت تنظر اليه ذاهلة تهز رأسها تهم بنفى ما قاله لكنه قاطعها يشير لها بسبابته بحزم قائلا
:بس لو فعلا مش زعلانة يبقى تقعدى وتشوفى شغلك ومش عاوز كلام تانى عن انك تسيبى الشغل.
هزت رأسها له بالموافقة ليبتسم لها عادل برقة لبرهة خاطفة قبل ان يعود لجديته قائلا
:طيب هاتيلى الملف بعد ما تطبعيلى الورق اللى فيه واعمليلى فنجان قهوة وتعالى.
تحرك للمكتب سريعا بعدها لكنه توقف عندما همست منادية له ليلتفت اليها ببط يغشى بصره كأنه نور ساطع سلط عليه حين رأى بسمتها الرقيقة تشع كضوء القمر على وجهها تنيره وهى تهمس بنعومة
:شكرا ليك .. بجد انت اكتر حد محترم وطيب انا شوفته وعرفته فى حياتى كلها.
احمر وجهه خجلاً تفاعلاً مع كلماتها له وقد ظهر فى عينيها صدقها فى مدحه يهز رأسه لها على عجلة ، قبل ان يدلف الى مكتب سريعا وقد تحفز كل عصب به تتعال خفقات قلبه زهواً وتأثرا من كلماتها رغماً عنه.
*******************
:بقولك ايه يا انور يا ظاظا بطل لف ودوران وقول انت عاوز ايه وجاى ليه بالظبط؟!
تراجع انور فى مقعده يبتسم بسماجة
:ما قولتلك يا معلم شاكر .. اللى انت عاوزه هو نفس اللى انا عاوزه وان مصالحنا واحدة.
توتر شاكر فى جلسته يتنفس من ارجيلته بقوة وانور يكمل بخبث
:لا .. وعاوزك تطمن سرك فى بير عمره ما هيخرج برانا احنا الاتنين .. اقصد احنا التلاتة .. مش الحلوة اختك فى الليلة برضه !
رمى شاكر مبسم ارجيلته فوق مكتبه يهتف بغضب
:ملكش دعوة باختى يا انور وخلى كلامك ليا انا .. انت عاوز ايه؟
هتف انور بلهفة وعينيه تلتمع بقوة
:عاوز اعرف كل حاجة .. عاوز اعرف ليه لما الست اختك هى اللى طلبت الطلاق بتلفوا علشان ترجعوها تانى لـصالح!
تطلع اليه شاكر بتوتر يظهر التردد فوق محياه قبل ان يتنهد باستسلام حين رأى الثبات و التصميم فوق وجه انور ، يعلم ان لا مفر امامه بعد ان علم هذا الحقير بما فعله وانه المتسبب فى حادث صالح..
ولشراء سكوته يجب ان يستسلم له ويخبره بكل ما يريد معرفته قائلا بعد بتفكير
:انا وصالح لينا مصالح وشغل مع بعض ..وبعد طلاقه من امانى كل حاجة وقفت ورافض اى شغل او تعامل معايا.
انور وقد ادرك هوية الامر يسأله ببطء خبيث
:مصالح مع بعض ولا مصالح ليك لوحدك يا معلم شاكر..!
هتف به شاكر بغضب وحنق
:ايوه ياسيدى مصالح ليا لوحدى .. كنت هاخد منه كام الف كده امشى بيهم حالى ، بس جت عاملة امانى السودا ووقفت كل حاجة.
اسرع يهتف بأنور بحدة محذرا له حين رأى بسمته الشرهة ونظرة عينيه الملتمعة كأن وقع على كنز
:لاااا دماغك متروحش لبعيد لكسرهالك ..اختى اشرف من الشرف .. كل الحكاية ان ….
انور بتململ كمن يجلس على جمر هاتفا به متلهفاً بعد ان رأى تردد شاكر فى الاكمال
:هااا يا معلم .. صدقنى سركم فى بير وزى ما قلتلك مصالحنا واحدة.
زفر شاكر وهو يمسك بمبسم ارجيلته يضعها فى فمه هاتفا بعدها بسرعة وحدة
:امانى اطلقت من صالح علشان .. علشان مش بيخلف .. وادامه سنة بس للعلاج بعد كده هيبقى استحالة يحصل .. علشان كده اتجوز البت دى بعد طلاقه من اختى بسرعة زى ما شوفت..!
جلس انور بعد كلماته تلك كمن ضربته صاعقة فقد تصور جميع الاسباب التى من الممكن ان تكون سببا لهذا الطلاق الا هذا السبب .. يتراجع فى مقعده عاقدا حاجبيه متسائلا بحيرة.
هل كانت تعلم اميرة احلامه بهذه الاخبار عند موافقتها على تلك الزيجة .. هل قام سارقها منه باخبارها بأسباب سرعته فى اتمام زيجتهم !
هز رأسه بقوة ينفى هذه الفكرة بقوة فمن هو مثل صالح وبقوة شخصيته وعزتها والتى يعلمها الجميع تجعل من الصعب عليه الاعتراف بنقطة ضعف به وخاصا لزوجته والتى تراه كالفارس مغوار لا تشوبه شائبة ومهمته الان فى الحياة هو انور المنبوذ منها والمتيم عشقا بها محو هذه الصورة بكل قسوة .. وطريقة ممكنة.
*********************
جلست تفرك فى جلستها تتطلع الى السقف بحدة كلما تصاعدت منه اصوات مكتومة لاقدام تهرول بسرعة للحظات كادت تموت فيها مختنقة بغيرتها وغيظها اكثر من مرة تجاهلها حسن خلالها يتابع المباراة حتى صمتت الاصوات فجأة لتتسع عينيها بأدراك تنهض من مقعدها صارخة بغيظ
: لااا كده كتير .. البت خلاص لحست دماغ اخوك وبقى زى العيل الصغير معها.
حسن وعينيه مازالت على التلفاز قائلا بصوت غير مبالى وهو يزيد يزيد من لهيب غيرتها
: عروسته وفرحان بيها .. خلينا فى حالنا احنا.
جلست بجواره تدفع فى كتفه بيدها قائلة بحنق
: فى حالنا اكتر من كده ؟
مانت قاعد اهو عينيك هتطلع على التلفزيون عاوز ايه تانى!
لم يجيبها وقد علم ان اطالته معها فى الحديث لن تجعلها تمرر الامر او تنهيه وهو يريد متابعة المباراة ، افلا يشغل عقله الان سوى فريقه فقط لذا تجاهلها وهى يراها تجلس مكانها تتطلع الى السقف بعيون واذان منتبهة يمر بهم الوقت على هذا الحال..
حتى عاودت الجلوس متحفزة مرة اخرى عند عودة حركة الاقدام مرة اخرى فوقهم لتعتدل سائلة حسن بفضول
:ياترى بيعملوا ايه دلوقت .. معقولة بيجرى وراها تانى!
ضحك حسن هاتفا بمرح قائلا
:لو صالح اخويا اللى اعرفه .. يبقى لا مش ده اللى بيعمله.
التفتت اليه سمر تسأله بلهفة
:اومال هيكون بيعمل ايه يا بو العريف !
التفت اليها حسن هو الاخر يهز حاجبيه بخبث مرح قائلا ببطء كأنه يتعمد استفزازها
:بيرقصوا …..
اسرع يؤكد لها حين وجدها تتطلع نحوه بعدم تصديق ورفض
: ااه بيرقصوا .. صدقينى انا عارف بقولك ايه.
اتسعت عينيها بصدمة تتطلع اليه لعلها ترى مزاحه على فيما قال ، لكنها وجدته يعاود الاهتمام بمباراته مرة اخرى كأنه لم يقل شيئ .
لتفز تنهض سريعا من مقعدها تجرى بأتجاه غرفة النوم والتى لها نافذة داخلية مثلها مثل باقى شقق المنزل ترهف السمع خارجها لبرهة ، حتى تجمدت مكانها تشتعل نيران الحقد والغيرة بها مرة اخرى حتى كادت تتفحم من الداخل حين صدق حدس حسن وقد وصل لها صوت الاغانى الاتية من فوقها …..
حيث كان صالح فى هذا الوقت يقف خلف فرح يضع يديه حول خصرها يتمايل معها ببطء بينما صدحت كلمات الاغنية ، والتى اختارها لها بعناية بعد محاولاته المستميتة لاقناعها أخيراً لتنفيذ طلبه بالرقص له..
فأخذت تتمايل بجسدها بنعومة تميل عليه بحركات راقصة خجلة وهو يهمس لها مرددا كلمات الاغنية بشغف لاهب فى اذنيها حتى وصلت الى هذا المقطع يرفعها بين ذراعيه يتمايل بها راقصا فيتعالى صخب ضحكاتها السعيدة وهو يردد وعينيه تلتمع شغفاً بها قائلا
: احلى من الحلوين مفيش منك اتنين
خلى قلبك يلين وهنبقى عال العال .. من الدنيا انا هاخدك .. اه من جمال خدك
هو انت مين قدك يا ماركة فى الجمال ….
وقبل انتهاء الاغنية وكانوا قد انتهوا هما أيضاً فوق الفراش مرة اخرى تتعالى انفاسهم بصخب بعد اشتعال جو الغرفة بينهم يمر بهم الوقت داخل جنتهم الخاصة قبل ان يعودا منها مرهقين مخطوفى الانفاس و فرح تضع رأسها فوق صدره ولبرهبة ، قبل ان ترفع عينيها اليه وهى تمرر كفها فوق شفتيه برقة قائلة
: صالح … عارف انا نفسى فى ايه؟
عقد حاجبيه يسألها بنظراته عن طلبها يقسم بداخله ان يلبيه لها فى الحال لكنه تجمد تسرى البرودة فى اوردته تجمد الدماء بها وهى تكمل بحب ووجه يشع بالامل والسعادة
: ان ربنا يرزقنى بابن يكون زيك كده .. حلم حياتى فى صالح صغير شبهك فى كل حاجة ..لو بنت برضه عوزاها شبهك انت .. انت وبس .
حين اخبرته بأمنيتها تلك كانت تتوقع اى رد فعل الا ماحدث منه ، حين شعرت بجسده يتجمد اسفل لمساتها وعينيه تقسو بنظراتها فوقها وهو يقبض فوق ذراعها يبعدها عنه بحدة..
ثم ينهض عن الفراش يرتدى ملابسه بعجلة تحت انظارها المصدومة من ردة فعله تلك.
لكن لم ينتهى الامر عند هذا الحد ولم يكن هذا كل ما لديه من ردود الافعال وهو يلتفت اليها قائلا بصوت حاد بارد برودة الجليد وكلمات كانت كحد السكين فى قلبها
:انسى موضوع الخلفة ده خالص .. ومش عاوز اى كلام منك فيه مرة تانية … واضح
كلامى..؟!
ثم تركها مغادراً الغرفة فوراً يغلق بابها خلف بعنف ارتج له اركان الشقة بينما هى جلست هى مكانها لا تفعل شيئ سوى التحديق الباب المغلق خلفه بعيون لاترى شيئ وجسد بارد شاحب شحوب الموتى.
_________________
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ظلمها عشقا)