روايات

رواية خلف قضبان العشق الفصل الأول 1 بقلم سارة علي

رواية خلف قضبان العشق الفصل الأول 1 بقلم سارة علي

رواية خلف قضبان العشق البارت الأول

رواية خلف قضبان العشق الجزء الأول

خلف قضبان العشق
خلف قضبان العشق

رواية خلف قضبان العشق الحلقة الأولى

وقفت تستمع لحديث والد زوجها بصمت تام …
لاحت منها التفاتة نحو زوجها الهادئ تماما في جلسته قبال والده يستمع له بانتباه وملامحه ثابتة تماما هادئة لا يظهر عليها أي إنفعال كان يجعلها تفهم ولو قليلا مما يتحرك داخله …
ما موقفه الآن والأهم ما هو شعوره …؟!
حبيبته السابقة باتت أرملة …
توفي زوجها منذ أيام قليلة وهاهي تستعد للعودة الى البلاد وعليها أن تبقى هنا في منزل عمها لفترة حتى يحين تهيئة منزل والديها لاستقبالها …
كان والد زوجها يستأذنها بتملق لم يغب عنها …
هي لا تصدقه …
هو يخطط لشيء ما …
بالتأكيد يفعل ذلك …
هي لم يغب عنها طوال السنوات الفائتة رغبته بالحصول على حفيد …
حفيد يحمل اسمه ويرث أملاكه مستقبلا …
حفيد فشلت هي في حمله داخل رحمها رغم المحاولات المستميتة طوال السنوات السابقة لعلاجها ..
وعلى ما يبدو إن الفرصة أتت بعودة ابنة شقيقه وخطيبة ولده مسبقا إلى البلاد وهي أرملة وحيدة مع والدتها وطفلتها …!
كانت تعلم القليل عن خطبته السابقة من ابنة عمها …
لم تكن خطبة تقليدية بل كانت نتاج علاقة حب انتهت بسبب خلافات عائلية …
والغريب ان الخلافات العائلية نفسها انتهت قبل سنوات قليلة بعدما مرض عم زوجها فتم الصلح بينهما …
صلح غابت عنه الابنة التي كانت تعيش خارج البلاد مع زوجها وابنتها ..!
أخذت نفسا عميقا بينما تتطلع إلى والد زوجها بملامح جعلتها عادية تماما وقبل أن تجيب صدح صوت زوجها مستنكرا لحديث والده :-
” ما تقوله مستحيل يا أبي … ريم لا يمكن أن تأتي إلى هنا .. الوضع لن يكون مقبولا …”
هتف والده بضيق خفي :-
” ما المشكلة في ذلك ..؟! إنها ابنة عمك … ستعود منكسرة وحيدة مع ابنتها ووالدتها المريضة … هل نتركها هكذا ..؟!”
” من قال هذا ..؟! بالطبع لن نفعل … لكن إقامتها هنا سيكون تصرفا غير محببا لنا جميعا …ومع هذا نحن سنتولي مسؤوليتها كاملة فهي ابنة شقيقك الراحل والذي يعنينا جميعا وريم كذلك ستكون مسؤوليتنا جميعا بعدما توفي زوجها وباتت لوحدها ولكن لا داعي لمكوثها هنا … ”
” أنت تعارضني إذا …”
قالها والده بحدة لينهض من مكانه قائلا بجدية :-
” أنا لا أعارضك يا أبي ولكن ما تفعله سيتسبب لجميعنا بالمشاكل … والأهم إن هذا سيزعج زوجتي ويثير ضيقها …”
رمقه والده بملامح غير راضية عندما صدح صوتها أخيرا :-
” أنا لا مانع لدي ..”
نظر لها زوجها مدهوشا لتومأ برأسها وهي تضيف بنفس الهدوء :-
” لتبقى هنا .. عمي معه حق … لا يمكننا أن نتركها لوحدها في وضعها هذا ..”
نهض الأب من مكانه يهتف مبتسما :-
” أحسنت يا إبنتي .. دائما ما كنتِ عاقلة وتعرفين الأصول …”
ثم ربت على كتفها بدعم قبل أن يتحرك تاركا إياهما لوحديهما تتابعه هي بنظرات لا تخلو من السخرية الخفية فهي لن تنطلي عليها تصرفاته ومخططاته أبدا …
****
اندفعت إلى داخل غرفتها مغلقة الباب خلفها بعنف وأنفاسها الثائرة تنبئ بمدى غضبها الذي جاهدت لتكتمه داخلها طوال الدقائق السابقة …
سمعت صوت الباب يفتح ويتبعه دخول زوجها مناديا عليها :-
” سلمى …”
التفتت نحوه عاقدة ساعديها أمام صدرها تسأله بصوت جاهدت ليخرج عاديا :-
” نعم يا خالد…”
تقدم نحوها مرددا بجدية :-
” لماذا وافقتِ على قرار والدي …؟!”
هتفت ببساطة :-
” ولم سأرفض …؟!”
أكملت وهي ترسم ابتسامة هادئة فوق ثغرها :-
” عزيزي أنا لست منزعجة من قدوم ريم حقا … في النهاية ريم ابنة عمك ومن الطبيعي أن تبقى هنا لفترة … ما المشكلة في ذلك ..؟!”
” ألست منزعجة من قدومها حقا …؟! ”
سألها بشك لتبتسم وهي تجيبه :-
” إطلاقا…”
أضافت وهي تتأمله بتروي :-
” أتفهم خوفك على مشاعري … لكن ما تفكر به لا وجود له أساسا … ما كان بينك وبينها ماضي وانتهى … ماضي مرت عليه سنوات طويلة … ”
” معك حق …”
قالها بخفوت بينما بقيت هي محافظة على ابتسامتها التي تحمل خلفها الكثير من المشاعر المتضاربة التي لا حصر ولا نهاية لها ..!!
***
بعد مرور يومين …
كانت العائلة بأكملها مجتمعة في استقبال ريم …
ذلك الاستقبال الذي أعده عمها لها …
لم تكن حماتها راضية عما يحدث بل أخبرتها ذلك بوضوح وهي تلومها على موافقتها بينما استقبلت لومها ذلك بنفس الابتسامة الهادئة …
في جناحها كانت تجلس آمام المرأة تسرح شعرها ببطأ ..
ترتدي فستانا أسودا قصيرا يصل حتى أسقف ركبتيها بقليل …
ذو أكمام مربعة قصيرة …
شعرها البني الناعم تركته منسدلا على جانبي وجهها بنعومة …
لم تضع المكياج بالطبع بسبب الظرف العام لكنها اكتفت برسم عينيها الخضراوين بكحل أسود أظهر جمالها وجاذبيتهما …
لم تنسَ أن ترتدي حذاء بكعب مرتفع يمنحها طولا جذابا …
وقفت أمام المرآة تتأمل طلتها بحرص …
كانت حريصة أن تظهر بشكل راقي ومنمق دون تكلف مبالغ فيه …
تحركت تغادر الجناح وتهبط درجات السلم حيث الأصوات تأتي من صالة الضيوف …
تقدمت بخطوات واثقة إلى الداخل عندما نطقت وقد اتجهت العيون نحوها :-
” السلام عليكم …”
رد الجميع تحيتها بينما هتفت حماتها وهي تمنحها ابتسامة هادئة :-
” تعالي يا سلمى … لأعرفك على ريم …”
سارت سلمى نحو ريم التي كانت تجلس على الكرسي المجاور للكنبة التي تجلس عليها حماتها …
نهضت ريم من مكانها تبتسم لها بلطف لترحب بها سلمى وتقدم التعازي لها بينما تعرف حماتها إحداهما للأخرى …
أخذت بعدها موقعها بجانب زوجها بينما تتأمل ريم بإهتمام …
كانت جميلة إلى حد ما …
قصيرة قليلا بجسد ممتلئ بالأماكن الصحيحة …
بيضاء البشرة بعينين بنيتين وملامح بريئة …
محجبة وترتدي ملابسا واسعة قليلا رغم عصريتها بجانبها تجلس طفلتها التي تشببها للغاية وبجانب طفلتها تجلس والدتها التي حيتها سلمى بدورها وقامت بتعزيتها …
التقت عيناها بعيني ريم لتمنحها ابتسامة هادئة بينما تفكر داخلها إن ريم جميلة ولكنها ليست أجمل منها بالطبع …!
وعند هذه النقطة سخرت من نفسها فالجمال وحده لا يكفي وريم تلك امتلكت ما لم تمتلكه هي يوما …
قلب زوجها …!
تجاهلت أفكارها وحاولت أن تندمج مع شقيقة زوجها الكبرى في الحديث والتي بدت هي الأخرى غير راضية عما يحدث …!
وبتعمد واضح طلبت منها حماتها أن ترافقها إلى المطبخ ليريان ما ينقص الطعام فنهضت هي معها ولم يغب عنها تصرف حماتها التي تعمدت أن توصل رسالة للجميع بأنها سيدة المنزل من بعدها وداخلها كانت ممتنة بشكل كبير لتلك المرآة بكل لطفها وعنايتها الدائمة بها ..
***
مساءا …
دلف إلى الجناح مغلقا الباب خلفه ليتوقف مكانه متأملا هي باستغراب لوهلة …
ترتدي قميص نوم أسود اللون بحمالات رفيعة وقد تركت خصلات شعرها الطويلة منسدلة خلف ظهرها بنعومة …
زينت وجهها بمساحيق التجميل التي تضاعف من جاذبية ملامحها المليحة …
كانت منهمكة بوضع مساحيق العناية بالبشرة بينما خلع هو سترته وتقدم اتجهها بنظرات تتأملها بإعجاب صادق …
” أتيت مبكرا …”
قالتها وهي تسحب احدى العلب المخصصة للعناية باليد هذه المرة ليهتف بينما يقف خلفها:-
” اليوم كان مرهقا.. ”
” معك حق ….”
تمتمت بها بخفوت بينما تعتني بيديها عندما هتف بجدية :-
” سآخذ حماما سريعا …”
أومأت برأسها متفهمة قبل أن تنتهي من عملها لتنهض من مكانها متجهة نحو السرير حيث أخذت مكانها هنا بنصف جلسة بينما تقلب هي هاتفها بانتباه قطعه خروجه من الحمام لتتأمله للحظة قبل أن تعاود التركيز على الهاتف في يدها …
تقدم نحوها وأخذ مكانه جانبها يتسائل باهتمام :-
” ماذا تفعلين …”
أجابت وهي تنظر نحوه :-
” لا شيء … ”
جذب الهاتف من كفّها ووضعه جانبا قبل أن يهمس بجدية وعيناه تتأملانه بشوق تملك منه :-
” هل تعلمين إننا متباعدان للغاية الفترة الآخيرة …؟!”
أجابت بجدية :-
” أعلم …”
أضافت بصوت خافت :-
” منذ المرة الأخيرة التي كنت فيها عند الطبيبة …”
تجهمت ملامحه بينما أكملت هي :-
” ماذا سيحدث يا خالد …؟! إلى متى سنبقى هكذا ..؟!”
اعتدل في جلسته جانبها مرددا :-
” ما مناسبة هذا الكلام الآن ..؟!”
همست بخفوت :-
” أتسائل إلى متى ستصبر على هذا الوضع ..؟! إلى متى ستبقى راضيا بعدم حصولك على طفل من صلبك …؟!”
” لا تفعلي ذلك يا سلمى …”
قالها بجدية وهو يضيف :-
” أنت سوف تستمرين بالعلاج حتى يحين الوقت ويأخذ العلاج مفعوله …”
سألته بحذر :-
” وإذا لم يحدث ذلك …”
راقبت بهوت ملامحه اللحظي لتضيف ببرود :-
” ستتزوج بالطبع … أليس كذلك ..؟!”
” كلا يا سلمى … أنت ستنجبين … بإذن الله …”
رمقته بنظرات ساخرة وهي تهمس :-
” لن يحدث … وأنت ستتزوج … كلانا يعرف مصير ذلك …”
رمقها بملامح متجهمة عندما أضافت بجدية :-
” تزوج إذا أردت ولكنك ستطلقني قبلها … حسنا ….”
***
كانت ريم تقف في الشرفة تتنفس الهواء النقي عندما شعرت بوالدتها تتقدم نحوها فسألتها بحرص :-
” هل نامت ريتاج ..؟!”
” نعم عزيزتي ، نامت …”
قالتها والدتها وهي تضيف بجدية :-
” كان عمك سعيدا للغاية بقدومك …”
هتفت ريم بنفس الجدية :-
” سنبقى لبضعة أيام فقط لأجله ثم نغادر إلى منزلنا … ”
” مالذي حدث …؟! هل هناك مشكلة ما …؟!”
سألت والدتها باهتمام لتهتف ريم :-
” أنت تعلمين إن قدومي إلى هنا بسبب اصراره ولكن هذا الوضع يجب ألا يستمر …”
” أنت تدركين مخططات عمك إذا ..؟!”
هتفت والدتها بحذر لتتسائل ريم بدهشة :-
” هل أخبرك بشيء ..؟!”
لم تجبها والدتها بينما عادت ريم تتسائل بعصبية :-
” تحدثي … مالذي قاله عمي لكِ …؟!”
أجابت والدتها بتردد :-
” عمك خطبك مني … لخالد ابنه … وأنا موافقة … “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خلف قضبان العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى