روايات

رواية كريم الفصل الأول 1 بقلم آية محمد

موقع كتابك في سطور

رواية كريم الفصل الأول 1 بقلم آية محمد

رواية كريم الجزء الأول

رواية كريم البارت الأول

كريم
كريم

رواية كريم الحلقة الأولى

_ كـريم!! إزاي تتصرف بالطريقة دي مع أختك!!
_ طريقة اي يا بابا!؟
قـالت والدة الفتـاة بغضب:
_ بقلـة أدب ياللي مشوفتش تربيـة، بقـي أنا أمن علي بنتي وأسيبهـا معاك تقـوم تتصرف كدا!
قال بتعجب:
_ والله العظيم يا طنط معملتها حاجـه!
رد والده بغضب:
_ وهي هتتبلي عليـك!!!
رد كريم بحده:
_ بس أنا بقول معملتش حاجه، هي اللي كدابة..
قـالت وفاء بغضب:
_ يا أنا يا الواد دا في البيت يا عبد الرحمن، انت مش شايف بيرد بعين قوية إزاي!!
صمت عبد الرحمن قليلا ثم قال بجمود:
_ تلم حاجتك و تروح علي بيت عمتك و أنا هبعتلك مصروفك معاها، يـلا أدخل دلوقتي حـالا أعمل اللي قولتلك عليه!!
قال كريم غاضبا:
_ يا بابا دا بيتي أنا مش بيتها هي وبنتها علشان تخليك تطردني!! مش هتيجي واحدة زي دي هي اللي تعمل كدا!!
صفعـه والده و نظر له بغضـب يمسكه من تلابيب ثيابـه ويقربـه تجـاهه:
_ كلمة واحدة كمـان وهتنسي ان ليك أب.. اعمل اللي قولتلك عليه حـالا ومن غير نقـاش..
تحـرك كريم تجـاه غرفتـه يُغلق الباب خلفه بقـوة وهو يتنفس بعنف، جلس علي فـراشه يقبض بيديه علي الفراش بشده لتنتفض عروقـه و بنفس الوقت إمتلأت عينه بدموع المظلـوم..
قـام بتجميـع أغراضـه و تحـرك للخـارج لم ينظر لأحد حتي وجدهـا علي باب المنزل تنظر له بخبث فنظر لها بتقزز ثم تركهـا ورحل..
” أدم!! يا ابني أنت نايم وسايب الورشه!! ”
فتح عينه ليـدرك أنه مجددا يري نفس الحـلم، هو لم يكن حلما وإنما اسوء يوم في ماضيـه، ماضيه الذي دفن به كريم عبد الرحـمن، منذ عشر سنـوات..
قـال بتعب:
_ معلشي يا محـمود راحت عليا نـومة، بس أنا مخـلص الشغل اللي الحـاج قالي عليه “..
_ في شغـل جديد قدامنا بتاع 15 يوم، دولاب وسريرين و تسريحـه.. أخبار مورد الخشب اي كلمته!!؟
_ اه كلمتـه الصبح، متقلقش أنا ظبطت الدنيا.. المهم عملت اي في الانترفيو بتاعتك!!
قال محمـود بإبتسامة:
_ كانت كويسه، حاسس إنهم هيكلمـوني، صحيح وانا هناك لقيتهم طالبين محاسبين للشغل، عاوزك تبعتلهم السي في بتاعك يمكـن ربنا يكرمنا ونشتغل في شركة واحده..
_ ولما نشتغل في شركة واحده مين يشيل شغل ابوك!!
_ مفيش اكتر من النجـارين يا حبيبي عاوزين نشوف وظيفة ثابتـه..
_ وعلي ما نلاقي بقي الوظيفة الثابتـه دي، يبقي توريني التصاميـم و نبدأ شغل..
_ خلاص يلا.. استعنـا علي الشقي بالله..
………………………………………..
في المساء.
_ أنتي كنتي فين لحد دلوقتي يا استاذة!!
أغلقت البـاب خلفهـا ثم دلفـت للداخـل تنظر له بتعجب:
_ في اي يا عمو! اي اللي مصحيك لحد دلوقتي؟
قال بغضب:
_ الظاهر انك مسمعتيش السؤال، بقولك اي اللي مأخرك لحد الساعة 12 بليل! انا مش قايلك أخرك برا الساعة 9 وأبقي عارف انتي فيـن!!
قال بتهكم:
_ 9!!! ليه يا عمو هو أنا في كي جي!! وبعـديـن أنا مكنتش بعيد أنا كنت بذاكر قريب مع زمايلي..
رفع صوته قائلا بغضب و قد فقد صبره من تصرفاتها:
_ وأنتي عاوزاني أصدق الكلام العبيط دا! فين صحابك دول اللي عمري ما شوفتهم ولا مرة!!
قالت بضيق:
_ وحضرتك هتشوفهم فين اصلا!! تيجي معايا الجامعة ولا أجيبهم معايا هنا!!
_ وميجوش ليه!! هاتيهم وتذاكروا هنا..
قالت ضاحكة بسخرية:
_ أجيبهم فين في الأوضة بتاعتي اللي أنا مبعرفش أتحرك فيها!! مش يمكن لو كنت فتحتها علي الأوضة اللي جمبها كنت عرفت أعمل كدا!! لا بس إزاي لازم تعيش علي ذكريات الأستاذ كريم..
صفعهـا عبد الرحمن عندمـا تحدثت معه بهذه الطريقـة، كيف أفسدها ودللها حتي أصبحت بهذا الشكـل أمامه، خرجت والدتها ورأت ما حدث بأعين متسعه فصرخت غاضبة:
_عبد الرحمن!!
وصرخت عـلياء أيضا:
_ أنت بتضربني!! أنت ملكـش أي حق إنك تضربني ولا تمد ايدك عليـا، أنا بحذرك إن دي أخر مرة وهعمل بس حساب العيش والملح، إنما او اتكررت وربي لأروح القسم اعمل فيك محضر..
نظر لهـا بدهشة وتعجب ويفكر في حديثها.. تقاضيه!! تقاضيه هو من تولي تربيتهـا؟ هو من خسر ابنه ولا يعرف له طريق منذ كـان في بداية شبابه في التاسعة عشر، والآن أصبح عمره تسعة وعشرون عاما، تخيل أن يكون لك رجـلا هو ابنك ولا تستطيع الإتكاء عليه ولا حتي رؤيته ولا معرفة مصيره!
فإن كان للخذلان معنـي فهو ما رآه اليوم بعينه، وإن كان للنكران معني فهو ما فعلته هذه الفتاة بعدما كل ما كابده ليجعلها مُنعمه لا ينقصها شيئ وكأنها هي مَن مِن دمه…
يا ويـله إن خسر فوق خسارته!!
………………………………………………….
كـان يتحرك للخلف عندما اصطدم بشخص مـا فألتفـت ليبتسم بتلقـائية:
_ اي يا حاج اللي قومك من فرشتك!! الدكتور قايل متنزلش الورشة قبل اسبوع!!
قالت رشيد بضيق:
_ اسكت يا واد يا أدم هو أنا عمري طيقت النوم ولا الكسل!! ابوك الحاج طول عمره في نشاط يا ولا..
خـرج محمود من داخـل الورشه ليجـد والده فأتجـه له وهو يحمـل كرسيا واشار له ليجلس:
_ ارتاح يا بابا.. اي اللي نزلك! مش واثق فينا ولا اي!! لا دا أنت وراك رجـاله..
قال بثقة:
_ طبعـا رجـالة، محدش يقدر يقول غير كدا، أنا بس قولت أنزل أشوفكم بتعملوا اي كل دا وكمان أقولكم تطلعوا تشوفوا أختكم..
سأل محمود بتعجب:
_ مالها رهف؟!
_ لا يا أخويا مش رهف، دي ريهام سايبه جوزها وجاية تحلف تقول مش راجعه وبتعيط ومش راضيه تتكـلم فقولت يمكن تتكلم معاكوا أنتوا..
قال أدم بهدوء:
_ خلاص يا حـاج أطلع أنت ومحمود وأنا هقفل الورشـة وجاي وراكم..
تحـركوا فتحـرك هو لإغلاق الورشة وأمامه تمـر السنوات العشر الأخيرة، عندما آتي لذلك المكـان منذ عشر سنوات ولم يخرج منـه مكسور الخـاطر، فأعطاه ” سيد ” الحاج عملا في ورشته ثم غرفـة علي سطح بنايتـه، ومع السنـوات أصبح ابنا لـه يهتم بالورشة بجانب دراستـه مع محمـود حيث كان أكبر منه بعام واحد ولكن نفس التخصص بجامعات مختلفـه، بعد ذلك اعطاه الحاج غرفـة منفصلة عن شقتـه كان يستخدمها لإستقبال الضيوف، ليشعر به قريبا منـه، وآمن علي بنـاته ولم ير منه إلا خيرا، فهو لم يدخـل بيته يوما قبل أن يدق بابه خافضا رأسه قائلا لإسمـه، وهن اعتدن الأمر واعتدن عليه و التزمن بالحدود التي أمرهم بها والدهم، ولكن هن اعتبروه اخا لهم و حتي والدتهم لا تفرق بينه وبين ابنـها..
بعدمـا أغلق الورشة وقف أمام الباب يدقـه فخـرجت رهف وقالت بهمس:
_ الدنيا مـولعه جـوا…
نظـر لها بتعجـب ودلف للداخـل فوجد ريهـام تبكي بحضن والدتها وأمامها ابيها واخيـها ولا تُخبرهم بشيئ.. فجلس بجوارهم فقـالت ” سلوي “:
_ ادم جـه هو كمان اهوه، انطقي بقي حصل اي!!
قال أدم بهدوء:
_ رهف هاتي لأختك كوباية ماية، وأنتي يا ريهام إهدي كدا، عشان لو عيطي شوية كـمان أنا هروح أكسرلك دماغه…
خـرجت من حضن والدتهـا تنظر له ولوالدها وقالت بخفوت:
_ أنا مش عاوزة أكمل يا أدم، محمود عاوزاك تروحله وتقوله يطلقني…
نظر لها أدم قليلا ثم قال يؤيدها:
_ صح و زي ما بسيط قال لا تهتم لاحد لا يهتم بك.. مشوفتوش جاي متشحتف وراكي يعـني البيه!!!
قال سيد بضيق:
_ واد أنت أنا عارف انها لو مولعـة فيه هتنصفها هي عليه، فأهدي شوية البت لسه مكملتش كام شهر جواز..
أعطتهـا رهف كوب الماء فاخذتها ترتشف بعضا منـه و عندما رأها أدم قد هدأت قليلا سألها بهدوء:
_ مد إيده عليكي؟
هزت رأسها نفيا فسألها محمود:
_ طب شتمك!! علا صوته عليكي و زاد فيها!!
قالت بخفوت:
_ أنا مشكلتي مش معاه..
سألها والدها بحيرة:
_ اومال اي يا بنتي!!
قـالت ببكـاء:
_ يا بابا مامته بتعامـلني وحش أوي، وكأني سارقاه منها و أنا والله ما عملتلها اي حاجه…
أخذ سيد أنفاسـه فالأمر ليس كبيرا كمـا اعتقد:
_ قومي يا ريهام هـرجعك بيت جوزك، هو ذنبه اي في تعامل امه معاكي!! الراجل يسيب شغله ويقعد معاكي عشان مش عارفه تمشي أمورك مع حمـاتك!!
قالت ببكاء:
_ لا مش عـاوزة أروح..
دق بـاب المنـزل ففتحـه ريم لتجـده حازم زوج أختهـا، دلف ينظر لأعين زوجته المنتفخه بحزن و لـوم بنفس الوقت لأنها تركته بدون أن يفعـل شيئا..
جلس أمامهـا بعدما فتجنبت هي النظر لـه ولكنه سحب يدها يُربت عليها:
_ حقك عليا أنا.. أنا أسف..
قالت بضيق:
_ مش أنت اللي غلطت عشان تتأسف..
_ مهو أنا مش هجيبلك أمي تتأسف يا ريهـام، مهي زي ما أنتي مراتي هي أمي!! وعمتا أنا خلاص هحـل المشكـلة دي وهناخد شقة برا بعيد عن أمي.. مرتاحه كدا!!
قال محمود بهدوء:
_ الراجـل عداه العيب أهوه يا بنتي.. استهدي بالله بقي وقومي إرجعي بيتك…
قـال حازم برجاء:
_ قومي بقي ميرضيكيش تسيبيني لوحدي كدا..
ابتسمت له ثم مسحـت دموعها و وقفت تتحرك لغرفتها لتُبدل إسدالهـا و تذهب مع زوجـها..
وبعد رحيلـهم جلس سيده ومعه أدم بالصالة يُشاهدون التلفـاز و أعطتهـم رهف اطباق الحلـوي..
قال أدم بإبتسامة:
_ عقبال لما ربنا يرزقك باللي يحبك ويحترمك يا صغنن…
وقبل أن تُجيبـه خرج محمود من الداخـل يضـرب قدمـه أرضا وهو يقول بإصرار:
_ لا لا لا… مش عاوز اتجـوز أنا دلوقتي، هي عافيه!!
قالت سلوي بإصرار:
_ وأنا قولت هتروح للعروسه دي يعني هتروح…
قال بغضب:
_ مش هـروح.. علي جثتي..
……………………………………………
_ استني بس هعدلك لياقة القميص..
_ أنا حاسس إني شكلي مهزء بالجاتوه دا، ما تاخد تشيله أنت…
قال أدم بضحك:
_ وأنا مالي!! هو أنا العريس!!
قالت سلـوي بهدوء:
_ بكرا عليك الدور.. وبكرا اللي هو بكرا، رايحين لعروسه ليك..
نظر أدم لها بصدمـه، يود الصراخ بالإعتراض ولكنه لم يستطع لأنهم يقفوا ثلاثتهم الآن أمام منـزل الفتاة..
فُتـح لهم البـاب وأستقبلهم شخصا عرف عن نفسه بأنه خـال الفتاة، تحركوا للداخـل وجـلسوا حتي يأتيهم الجميـع…
دلفت والدة الفتـاة فنظـر أدم لها بصدمه، نفسها زوجـة والده، ولكن ماذا تفعـل هنا!! أتركت والده و هو الآن وحيدا!! أو هـل أدركـه الموت!! ولكن دبلتـه بيدها اليسـار، ولم يدم تسأله طويلا عندمـا وجده والده يدلف هو الأخر يلقي السلام علي الجميـع، ولكن عيناه توقفت عند أدم الذي لا زال يحاول فـهم ما حدث فقـال برسمية:
_ ازاي حضرتك، أنا أدم أخو محمود..
قال عبد الرحمن بدموع:
_ كريم!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كريم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى