روايات

رواية يناديها عائش الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نرمينا راضي

رواية يناديها عائش الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نرمينا راضي

رواية يناديها عائش الجزء الثالث والعشرون

رواية يناديها عائش البارت الثالث والعشرون

يناديها عائش
يناديها عائش

رواية يناديها عائش الحلقة الثالثة والعشرون

إن لَم تَدمَع عَينَاكِ مِنَ الغِيرَة فَأنتَ لَم تَعشَق أبَدًا ♥
**
خرجت عائشة من المطبخ قاصدة الإستراحة التي تجمع بين أبناء عمها تحديدًا بدر وتلك الجميلة الوقحة شهد وهي تتمتم بغيرة
–وقحه.. بني آدمه وقحة.. هزري ياختي واضحكي كمان.. أنا كنت نقصاكِ.. جيالي من آخر الدنيا عشان تحرقي دمي !
التفت الجميع لها وهي تقبل عليهم بوجه بات محتنقـًا من الغيظ والغيرة لم يفهم تعابيره إلا عاشقها، فإبتسم ابتسامة لعوب ماكرة حينما رأى الغيرة في عينيها وهي ترمقه بغضب، ولكن سرعان ماتحولت إبتسـامته للغضب الشديد والغيرة العمياء عندما رققت عائشة صوتها أكثر من المعتاد لتمد يدها تصافح أُبيّ الذي تصلب وصوب أنظاره هو الآخر تجاهها بإعجاب لاحظه الجميع.. فقالت
–أُبيّ مش كده ؟
مد يده ليصافحها وكاد أن يجيبها مبتسمـًا ولكن بدر لم يعطيه الفرصة ليمسسها، فصافحه هو بدلًا منها ثم رمق عائشة بنظرة جعلها ترتعد خوفـًا مكانها ليقول مزمجـرًا
–ادخلي جوا
تمالكت عائشة نفسها وتصنعت الشجاعة لتشعل غيظه فقالت بمرح
–جاي أسلم على ولاد عمي اللي مشفتوهمش بقالي سنين.. بس أُبيّ طلع جامد أوي
قهقه أُبي بقوة وهتف مداعبـًا
–مش أجمد منك يامزة جيلك إنتِ
ضغط بدر على أسنانه بغضب وغيرة حتى لا يرتكب جريمة رغمـًا عنه بسبب حماقتها، ورفع كتفيه احتجاجا و ضيقا في الصّدر، ثم تأفّف و زاد تقطيب وجهه وبدأ عبوسه يتحوّل لغضب عارم حتى لاحظت عائشة ذلك فما كان منها إلا أن تفرّ هاربة من أمامه كالفأر الذي علم بوجود مصيدة.
مالت شهد على شقيقها هامسة

–شكلوا بيحبها
غمغم أُبيّ بخفوت
–أكيد لأ هو بيغير عليها زي أخته مش أكتر. ده بدر وأنا عارفه.. طبعه كده.. غيور لأبعد حد
صمت مردفـًا في نفسه
–بس عائشة كبرت واحلوت..
لحظات واستدعاهم مصطفى لتناول الطعام، فإجتمع الرجال على طاولة والنساء على أخرى تفصل بينهم ستارة كبيرة.
دلفت عائشة للداخل وهي تبتسم بلذة إنتـصار من إستطاعتها إثارة غضب بدر وشعرت بسعادة حقيقية لتصرفه الذي يوحي بغيرته الشديدة عليـها.
“إنتِ عبيطة ياعائشة..؟؟ إيه الهبل اللي عملتيه ده !؟؟ ”
قالتها هاجر في دهشة من تصرفها الأحمق.. فردت عائشة بإبتسـامة لعوب
–مش هو لوحده اللي بيعرف يهزر
عقدت هاجر يديها على صدرها وقالت بنفاذ صبر
— ومين قالك إن بدر بيهزر مع البنات أصـلًا !
عائشـة.. التصرف اللي إنتِ عملتيه ده تصرف أهبل ميعملوش عيل عنده سنتين.. هو عشان تستفزيه وتعرفي إذا كان بيغير عليكِ ولا لأ.. تروحي تهزري مع واحد وتمديلوا إيديكِ.. ؟
هتفت عائشة بمراوغة
–هو الواحد ده غريب.. مهو ابن عمي برضو
ردت هاجر بتنهيدة
— ياولي الصابرين.. من الآخر كده إنتِ غلطانه وياريت متكرريش التصرف العبيط ده تاني
اندفعت عائشة هاتفة
–يعني عايزاني أقف اتفرج والمسهوكة دي بتهزر وهئ ومئ معاه.. وانا عادي كده ولا أي اندهاش !
اتسعت عين هاجر مُشيرة لتلك التي تقف وراء عائشة وتتأملها لها بحزن.. التفتت عائشة لتجد شهد تبتسم بحزن قائلة
— متزعليش ياعائشة.. والله مقصدت حاجة.. أنا كنت بهزر عادي أكني بهزر مع اخواتي مش أكتر
رفعت عائشة حاجبيها بإستنكار دلالة على عدم الرضا مما يحدث وأردفت بغيرة حقيقية
–لو شوفتك بتهزري مع بدر بالطريقة دي تاني.. مش هيحصلك طيب.. بصي اعتبريه مش موجود أصـلًا.. تمام ؟
بإيماءة بسيطة ردت شهد

–تمام
تركتهم عائشة واتجهت للخارج.. كان بدر وأبناء عمه مازالوا واقفون يتبادلون أطراف الحديث.. انتبهوا لها تمُرّ من أمامهم مسرعة للخارج دون أن تلتفت لأحد.. ناداها بدر ولكنها لم تُجيب.. لحظات وخرجت هاجر وراءها لتلحق بها وتجذبها من ذراعيها قائلة
–رايحه فين ؟
قالت عائشة بغضب وهي تسحب يدها منها
–رايحه البيت.. مش عاوزه أقعد هنا
“اهدي بس عشان خاطري.. أنا عارفه إن فيه حجات كتير تعباكِ وموتراكِ.. اهدي وكل حاجه هتبقى كويسه.. بس بلاش عصبيتك دي”
قالتها هاجر وهي تحثها على الدخول.. بدا القلق على بدر حين رآها في تلك العصبية.. أرسل نظرات لشقيقته يستدلى بها عما يحدث؛ فطمأنته هاجر بإبتسـامة رقيقة.
قال أُبيّ في محاولة منه لجذب انتباه عائشة
— البقاء لله ياعائشة.. إنتِ دخلتي كلية إيه؟
التفتت له عائشة لتقول ببرود
–وإنت مالك.. شيء مايخصكش
شعر أُبي بالإحراج بينما ابتسم بدر بخفة وقال بعد أن دخلت عائشة وهاجر
–هتفضلوا واقفين كده.. اتفضلوا في الإستراحة لحد ما الأكل يخلص
تساءل قُصيّ عن سيف وهو منهمك في لعبة “بابچي”
–نصي التاني مختفي فين ؟
أخبره بدر بأن سيف في رحلة خاصة تابعة لجامعته.. اجتمع الرجال على طاولة الطعام وبعد لحظات شهق الجميع عندما صدرت تلك الصرخة من قُصيّ هاتفـًا
— اضربه.. ياغبي اضربه.. واقف قدامك.. اتعميت
تساءل عمه مصطفى في دهشة
–في إيه يابني ؟
ضحك زياد ليقول

–دي لعبة يا بابا
تمتم والده
“لا حول ولاقوة الابالله” ثم أخذ يتحدث مع شقيقه مجاهد في عدة أمور بينما النساء قد انتهين من إعداد الطعام.
استدعت زوجة مصطفى “زياد وبدر” ليقوموا بحمل أطباق الطعام للخارج.
بسمله الجميع قبل الشروع في الأكل.. تحدث مجاهد موجهـًا سؤاله لـزياد
— فرحك إمتى يا زياد ؟..
وصل الصوت لمسامع النساء بالأخص هاجر التي نظرت لوالدتها بصدمة ثم انهمكت في الأكل.. أجاب زياد بهدوء راسمـًا على شفتيه ابتسامة تفاؤل جميلة
— إن شاء الله قريب.. لسه محددناش بس قريب
رمقه بدر بعدم فهم بينما أردف مجاهد
— ألف مبروك ياحبيبي.. هاجر بنت حلال وتستاهل كل خير.
غمغم زياد وهو يعود لتناول الطعام
-عـارف
لم يحب زياد الإعتراف بأنه تركها منذ فترة، لكونه يحبها ولا يستطيع الإبتعاد عنها أكثر من ذلك.. كان فقط يسوي أموره؛ لكي يستحق جوهرة ثمينة مثلها.. وتقدمه لطلب الزواج منها كانت مفاجئة ينوي إخبـار الجميـع بها قريبـًا.
ساد الصمت لدقائق في مجلس النساء، لم تدرك هاجر لماذا فعل ذلك ولكنها شعرت بسعادة غمرت قلبها.. إذًا هي مازالت في قلبه لم تغادره.. ما زال يُحبـها.. لماذا تركها إذا ؟
وجه مجاهد سؤال آخر لبدر
–وإنت يابدر.. ناوي تجوز إمتى ؟
تدخل أُبيّ ليقول بمرح
–شكلوا بيحب عائشة
وضع بدر الملعقة لينظر للجميع مبتسمـًا وبداخله ينوي أن يفجر مفاجئة خاصة عندما أشعل أُبيّ نـار الغيرة والعشق بداخلـه.. فقال وهو يوزع بصره على الجميع بثقة
–أنا خطبت عائشة من عمي قبل ما يموت بكام أسبوع.. وبعد بكره إن شاء الله كتب الكتـاب…
إدعـى بدر ذلك حتى يُبعد انظـار الجميع عنـها.. هي له وحده وكفـى، ولكن الحقيقة التي قالـها أنها ستُكتب على إسمـه بعد غد.
صمت الجميع ينظرون لبعضهم البعض، بينما مصطفى أكد على ما قاله بدر مُعتقدًا أنه يتحدث عما كتبه عمه محمود في الوصية ولكن بدر لم يكن في نيته ذلـك.
تحشرج الطعـام في فم عائشة وأخذت تسعل لتضربها هاجر بخفة وهي تضحك قائلة
— اجمدي ياعروسه
قالت عائشة في نفسـها بغضب ووعيد
“ازاي ياخد قرار زي ده من غير ما يرجعلي.. هو أنا قلقاسه ولا عشان قولتله موافقه اتجوزك خلاص ماصدق.. ماشي يابدر”
انهلت المباركات على عائشة وهاجر وبدر وزياد من الجميع إلا نورا.. الوحيدة التي ظلت تنظر لهم بحقد وغيرة خصوصـًا عندما أعلن بدر نيته في الزواج من عائشة.
انتهى الجميع من طعامهم.. ودعى مصطفى شقيقه وابناءه بالإرتياح في الطابق السفلي من البيت لحين يتم تنظيف بيتهم المغلق منذ أعوام.
اتجهت نورا لغسيل الأطبـاق وعائـشة وهاجر ذهبن لنشر الملابس كتقديم مساعدة لزوجة عمهم، بينمـا زوجة مصطفـى ووالدة بـدر جلسوا يتحدثون في عدة أمور تاركين الفتيات ينجزن أعمال المنـزل.
قالت هاجر وهي تداعب الورد الموضوع على سور الشرفة التي بها الملابس.
–تفتكري زيـاد سابني ليه طالما لسه عاوزني !

أجابت عائـشة وهي تنظر للسمـاء
— زياد بيحبك ياهاجر. أكيد كانت فيه ظروف منعاه يكمـل في الوقت ده.. بس اللي واضح من كلامه عنك إنه بيحبك أوي.
صمتت كلتاهما لوهلة.. لتقطع عائشة هذا الصمت متساءلة
— موافقـة تجوزيـه ؟
“لما أعرف الأول هو سابني ليه.. ويكون سبب مقنع عشان أرجعله وأنا راضيـه”
قالتها هاجر بشرود ثم بدأت في أخذ الملابس على الحبـل ونشرت الأخرى.. لحظات وعادت عائشة بسؤال أخـر
“هو بدر كان واثق من نفسه كده ليه وهو بيقول كتب كتابنا بعد بكره..؟”
رمقتها هاجر بسخرية متساءلة
–ده على أساس إنك ناويه ترفضي..؟
بنفي أجابت عائشـة
–مش كده.. بس.. بس أنا لسه مش متأكده من القرار ده.. يعني.. يعني بصراحه مش حابه أكمل بقيت حياتي في الحاره..
تنهدت هاجر لتقول وهي تأخذ الملابس للداخل
–أنا تعبت منك.. مبقتش فهماكِ ولا عارفه إنتِ عاوزه إيـه
تمتمت عائشة بيـأس
–ولا أنا فاهمه نفسي.
***
صديقك الحقيقي هو من يفهمك بلا كلمات، وهو من يصدّقك بلا أدلة، وينصحك من دون أغراض، ويُحبك من دون أسباب، وهو من يعرفك من دون مصالح.
اشترت روان لصديقتها روميسـاء هدية جميلة أثنـاء ذهابها لمُعايدتها.
طرقت روان البـاب ففتحت لها روميسـاء وهي تهتف بمرح
–رونـي.. الحمدلله إنك جيتي في الوقت المناسب
قالت روان بإستغراب
–في إيـه..؟
” فيلم الكرتون الجميلة والوحش لسه بيبتدي ”
قالتها لتقفز على الأريكة جالسة وتحمل بيدها طبق كبيـر من “الترمس”
ضحكت روان لتقول
–مش هتكبري أبدًا.. ده إنتِ من كتر ما بتسمعيه لو امتحنتي فيه هتجيب الدرجة النهائيـة
اكلت بضع حبات من الترمس وقالت بيأس
–نفسي تتعمل رواية وأشتريها
جلست روان بجانبها وقالت بجدية
–هو فعلًا معمول رواية بس إنجلش معرفش اترجم ولا إيـه..
صمتت لتعطيها الهدية قائلة
–أنا عارفه إنك بتحبي تقري روايات.. يارب يعجبوكِ
تفحصت روميساء الهدية لتُخرج رواية بعنوان
“إيـكادولي” شهقت بسعادة
–والله العظيم أنا اللي إيكادولي.. تسلمِ ياروان.. ربنا ميحرمنيش منك
ضحكت روان وأشارت لها بأن تكمل فحص الهدايا.. فوجدت رواية أخرى بعنوان

“أماريتـا” هتفت بمرح
–الجزء التاني من أرض زيكولا..!.. ربنا يفرح قلبك زي ما فرحتيني يارب.. وإيه البوكس ده؟
فتحت روميساء الصندوق الأنيق فوجدته مليء بالشوكولاته مختلفة الأنواع وسلسلة من الفضة على هيئة فراشة أنيقة جعلت روميساء في قمة سعادتها.
عانقتها روميساء بشدة مردفة
–شكرًا ياروان.. فرحتيني أوي
ابتسمت روان بلُطف وقالت
–مكنتش أتخيل إننا نبقى صحاب.. بس مكدبش عليكِ كنت دايمـًا بقول نفسي أبقى قريبه من ربنـا زيك.. لما اتصلت بيكِ في نص الليل إنتِ متخلتيش عني ومكنتش أتوقع إن اكلمك أصـلًا.. متخيلتش تكون علاقتنا السطحية توصل لعلاقة الإخوات.. بما إني مليش أخوات أو عندي من أمي بس معرفهمش فأنا بقيت أعتبرك أختي وأقرب حد ليـا.. لَو كانت الأخوة تُخَير، ﻷِخترتك أُختـًا لي.. حبيت المواقف اللي حصلتلي عشان عرفتني عليكِ.. حتى لو كانت بدايتها وحشه بس نهايتها أجمل.. ربنا جعلك سبب في هدايتي وتوبتي.. بجد شُكـرًا ياروميسـاء
مسحت روان دمعة انسابت منها، فضمتها روميساء قائلة
— أوعدك يا روان , إن ابقىَ روميسـاء اللى عرفتيها أول مرة ومش هسيبك لأي سبب كان… إنتِ أخت عظيمة مش هتكرر “فهنيئـًا لي بك.
ابتعدت روان لتقول
–أنا هروح أزور ماما وإخواتي إنهـارده.. بس خايفه ومحروجه.. في مانع تيجي معايـا ؟
ابتسمت روميساء وأجابت
–هستأذن ماما الأول وإن شاء الله توافق وأجي معاكِ.. بس إنتِ لازم تكوني شجاعة عشان تقدري تواجهي أي حاجه صعبة.. لازم تتعلمي متحتاجيش حد.. هيجي عليكِ وقت وتحتاجي نفسك بس.
ردت روان مُأومـئة
— إن شاء الله.. صمتت لثوانِ ثم أردفت باسمة
” بابا فرح أوي لما لما شافني باللبس الواسع.. قالي جملة جميلة أوي.. قال “إن المحتشمـة كالسمـاء عاليـة لا ينالـها إلا من إرتقـى وصعد”
وعارفه كمان.. إداني فلوس أجيب لبس واسع وفضل يدعيلي كتير.
–أنا فرحانـه لفرحك أوي ياروان.. ربنا يديمها عليكِ نعمـة يارب.
مرّ الوقت سريعـًا والفتاتان مندمجتان في مشاهدة الفيـلم حتى حان وقت ذهاب روان لزيارة والدتها لأول مرة منذ ثمانِ أعوام ورافقتـها روميسـاء بعد أن سمحت لهـا أمها.
خرجت كلتاهمـا برداءهما الواسع الفضفاض لا يصف ولا يشف شيـئًا.. أثناء اتجاههم ليستقلان سيارة شاهدوا مجموعة من الفتيـات يُقبلن عليهن أقل ما يُقال عن ملابسهن أنها ترسم الجسد بدقة.. كانوا ثلاثـة فتيات.. واحدة منهن ترتدي تنورة قصيرة فوق الركبة وتحتها بنطـال أو كما يُسمى
“استرتش” وفوقها بلوزة قصيرة وحجاب يكشف عن نصف شعرها لاسيـما مساحيق التجميل التي ملأت وجههـا بها.. والإثنـان الآخران يرتديان بنطال من الچينز الضيق وبلوزه لنصف الفخذ وبالطبع مثل صديقتهم يكشف الحجاب عن نصف شعرهن.. كأن خصلات الشعر تلك ستضيف لهن العزة والجمـال ولا يعلمن أنهن بذلك أصبحن عرضة للسخريـة.. وللأسئلة الكثيرة مثل
” ما وجـه الإستفادة من تلك الملابس الضيقة وهذه القطعة على الرأس، التي لا تمت للحجاب بأي صلة..؟
المساكيـن لا يعلمون أنهن بذلك أصبحن مثل “حسونة صديق بكـار” بتلك الخصلات التي تظهـر من حجابهن.
سلمت الفتيات على روميساء وروان ولكنهن استغربن كثيرًا من روان فقالت واحدة بدهشة
–روان..! إنتِ بقيتي تلبسي واسع من إمتـى؟
أجابت روان باسمة

–من يوم ما ربنا نور بصيرتي وهداني للصح
صمتت الفتاة وشعرت بالخجل.. فقالت أخرى بمداعبـة
— خلاص من هنا ورايح إسمـك الشيخه روان
ضحكت الفتيات ولم ترد روان فهتفت روميساء بنبرة واثقـة
— لو أقنعتوني بفايدة من ورا لبسكم وطرحتكم دي أوعدكم إن من انهاردة هلبس ضيق
صمتت الفتيات الثلاثة ينظرن لبعضهم على أمل أن تتحدث واحده منهن وبالفعل قالت التي ترتدي التنورة
— نفس السؤال أنا لما ألبـس زيك هستفاد إيه.. كده كده الشباب معدتش بتخلي.. بقوا يعاكسوا أيّ حد
“على الأقل هو اللي هيشيل الذنب مش أنا.. أنا عملت اللي عليـا ولبست محتشم.. أما اللي بتظهر مفاتنها بتجبر اللي رايح واللي جاي يبص عليها وبكده تشيل ذنب كل واحد بصلها”
قالتها روميساء بهدوء مما أشعلت غيظ الأخرى فهتفت
–بس الرجاله مأموره بغض البصـر
قالت روان بنفس الثقة التي تحدثت بها روميساء
— والنسـاء مأموره بالحشمة.. هسألك سؤال.. إنتِ مؤمنة بالقرآن ؟
قالت الفتاة بدهشة
— أكيـد طبعـًا اومال مسلمة ازاي !
“بتؤمني بالقرآن كله ولا آيات منه؟”
–إيه الأسئلة دي.. أكيد مؤمنة بيه كله
“يعني مؤمنة بالآية دي..
قول الله ﷻ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ…
صمتت الفتاة لتقول بضعف
–ادعولي ربنا يهديني
أردفت روان بتشجيع لهن
–أنا كنت بلبس زيكم وانتوا عارفين.. بس مكنتش راضيه عن نفسي.. كنت بقعد أفكر لما يتقفل عليا باب تُربتي وأتسأل عن لبسي ده هقول إيه؟.. كنت مكسوفة من نفسي أوي.. وعشان ربنا رب قلوب هداني للطريق الصواب.. لازم تثقوا في ربنا إنه هيهديكم بس الأول إحسنوا النية وتوكلوا على الله.. وصاحبوا ناس كويسه تاخدوا بإيدكم للصح.. أنا لولا روميساء وصحبتها الصالحة مكنتش هتغير كده.
ابتسمت الفتيات على أمل أن يهديهن الله مثل ما هداها ثم ودعوهن وذهبن.
ركبت الفتاتان السيارة وكانت الأغاني تدوي بها، فأخرجت روميساء سماعة أذن وأوصلتها بالقرآن الكريم على الهاتف بصوت قارئ تحب أن تسمع له جدًا وهو القارئ” إسـلام صبحي” وأعطت جزء من السماعة لروان.
***
أخـذت هاجـر ترتب الملابس وجاء في يدها بعض الأقمصة الخاصة بـزياد.. حملتها ودخلت بها لغرفته لتضعها في دولابه وهي على يقين أنه لن يأتي طالمـا يجلس مع الرجال.
جلست عائـشة على فراش زيـاد وهي تحاول جاهدة أن تبقى مستيقظة فقالت بنُعاس

–خلصي يلا يا هاجر عشان نروح.. هموت وأنـام
لم تجيبها هاجر بسبب انشغالها بتلك الأجندة التي وجدتها في رف من أرفف الدولاب ولأن الفضول قاتل فرغمـًا عنها مدت يدها وفتحتها.. اتسعت إبتسـامتها وهي تقرأ
” ١٢/ ١/ ٢٠٢٠.. اليوم الذي وُضع فيه خاتم خطبتنا في يدك “وردتـي الجميلة” أنا اليوم في قمـة سعادتي.. لقد فُــزت بجوهرة ”
أخذت تُقلب في الصفحـات وتقرأ ما تقع عليه عيناها وبعد دقائق اتسـعت عيناها بصدمة لتقرأ في صمت
” ٢٠٢١/٥/٢٠.. خسرت أجمل وأثمن وردة في العالم بسبب حماقتـي..فشلت في الإحتفاظ بجوهرتي لأنني غبي.. لقد نالت الشهوة مني وأصبحت لا أطيق الإنتظار ساعة كاملة دون أن أفعـل تلك اللعنة.. أنا مُحاط بالجحيم..خسرت كل شيء بسبب (الإستمنـاء) رجاءً ربي ساعدني.
بدأت دقات قلبها في العلو غير مصدقة ما تقرأه عيناها ثم خارت قواها فجثت على ركبتيها تبكي بمرارة ولم تنتبه عائشة لأنها خرجت للمرحاض.

جاء زياد ليلقي التحية على والدته وزوجة عمه متجهـًا لغرفته بعد أن تساءل عن الفتيات وأخبرته والدته أنهن في شرفة المنزل.
لم يتخيل زياد مطلقـًا وجودها بغرفته أو معرفتها للأمر الذي أخفاه عن الجميـع.. فتح الباب ليتفاجئ بها تبكي بشدة وأجندته موضوعة أمامها مفتوحة على تلك الصفحة اللعينـة.
ابتلع زياد ريقه بإرتباك شديد وأبت الحروف أن تخرج من فمه.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يناديها عائش)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى