رواية ديجور الهوى الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم فاطمة طه سلطان
رواية ديجور الهوى الجزء الرابع والخمسون
رواية ديجور الهوى البارت الرابع والخمسون
رواية ديجور الهوى الحلقة الرابعة والخمسون
أينسى القلب إنسانا له في روحه مسرى؟!
أينسى القلب أياما لها في عمقه مجرى؟!
#مقتبسة
نتوحّد شوقًا في قلب، يشطرنا البعد إلى قلبين.
#مقتبسة
في مطار القاهرة الدولي..
كانت تقف هي وفهد معه، بينما كمال يجلس على المقعد الخاص بالانتظار وبجانبه حقائب السفر يعطيهم المساحة التي يحتاجونا تحديدًا وهو يرى عائلة..
عائلة بالفعل….
ليست أجزاء مفككة حينما دخلوا منزلهم…
بالرغم من سعادته من أجل شقيقته ومن أجل داغر إلا أنه يرغب في أن ينتهي الأمر ويعود إلى البلدة بأسرع ما يمكن، هو يريد أن يكون بجانب شقيقه تحديدًا بعدما أرسل له هلال رسالة أخبره بها بأنه في الطريق إلى شريف….
كان كمال يعلم أكثر من أفنان ضرورة مغادرة داغر وبأنه لا يجب عليه أن يمد إجازته كما فعل من قبل؛ لذلك لم يخبره أو يخبر أفنان التي يعلم جيدًا بأنها لن تتمالك نفسها أمام داغر…
ترك مهمة إخبارها في طريق العودة….
تمتمت أفنان من بين دموعها:
-خلي بالك من نفسك يا داغر وكل كويس واتغطى كويس..
لما تخاطبه وكأنها المرة الأولى له..
أو كأنها تتحدث مع فهد..
رفع داغر أنامله ومسح دموعها التي تهبط على وجنتيها متمتمًا وهو يداعبها بكلماته:
-أنا مكنتش بأكل كويس هنا أصلا علشان تقلقي عليا هناك، بلاش نتكلم في النقطة دي احسن…
نظرت له أفنان بشذر ليبتسم رغمًا عنه متمتمًا:
-متقلقيش عليا أنتِ أهم حاجة تخلي بالك من نفسك ومن فهد وخليكي معاهم في البيت هناك علشان متكونيش لوحدك..
-حاضر..
انخفض داغر إلى مستوى فهد الذي ابتسم إليه وهو يغصب ابتسامة لتظهر على وجهه، فهد حزين جدًا، نظر له داغر يحاول أن يفهم سر تعلقه الشديد بـ فهد ، بطفل ليس منه، يعلم جيدًا بأنه رُبما متعطش لفكرة الأبوة الذي يعلم بأنها صعبة جدًا، لكن هذا ليس سبب كافي لتعلقه به وبشدة حتى أنه في بضعة لحظات شعر بأنه طفله هو…..
هل هي السبب؟!
هل لأنه منها يشعر بهذا كله؟!.
لا يعلم سوى بأنه بالفعل يشعر تجاه الطفل بالكثير من الأشياء..
تحدث داغر بنبرة هادئة:
-خلي بالك من نفسك يا فهد وخلي بالك من أمك، أنتَ الراجل بدالي.
عقب فهد على حديث داغر بنبرة رقيقة:
-حاضر يا بابا..
صمت لعدة ثواني ثم غمغم بألم طفيف وجرح لم يخمد بـ سنواته الأولى:
-متتاخرش زي المرة اللي فاتت، تعالى بسرعة..
تألم داغر أثر كلمات فهد متمتمًا باعتذار طفيف لم يكن هو سببه:
-حقك عليا وعلى العموم انا مش هتأخر خالص عليكم ويوميا هكلمكم..
قال فهد بتردد وهو يتذكر حجج والدته:
-يعني هيكون في عندك شبكة؟!..
تمتم داغر بعدما ترك قُبلة على وجنتيه:
-ايوة وأنتَ كلمني في أي وقت تحبه، وهتصل بيك أنا كتير…
بعد وقت طويل من الاحضان غادر (داغر) وتوجه إلى الصالة الخاصة بالمسافريين مع الحقائب الخاصة به…
توجهت أفنان مع طفلها وشقيقها إلى السيارة وأنطلقوا نحو الشرقية، تجلس بجانب شقيقها في المقعد الأمامي بينما فهد نائم على الأريكة الخلفية فهو ظل طوال اليوم ساهرًا مع داغر حتى بعد نوم أفنان نفسها التي غلبها النوم…
بعد مرور وقت وبعدما اتصل بهم داغر أخبرهما بأنه سيصعد إلى الطائرة وحينما يصل سيخبرهما، وكان قد مرت نصف المسافة تقريبًا تحدثت كمال برفقٍ:
-أفنان في حاجة عايزك تعرفيها أو خلاص الكل هيعرفها النهاردة المهم تسيطري على نفسك وعلى لسانك..
نظرت له أفنان بتوتر وهي تغمغم بارتباك سرعان ما يظهر عليها:
-في ايه يا كمال متقلقنيش..
تمتم كمال بنبرة مختنقة:
-شريف سلم نفسه الفجر، وخلاص هلال زمانه وصل من بدري وأكيد هو معاه..
-ايه؟! طب وليه محدش قالي من بدري؟!.
تحدثت أفنان بها بوجع فأردف كمال بنبرة متماسكة قدر المُستطاع:
– كنا عارفين انه ده هيحصل من بدري وياريته عمله من زمان بس كل شيء له وقت وميعاد، وهلال مطمنا عمومًا انه هيعمل كل اللي عليه علشان الحكم يكون مخفف، أنا عايزك تهدي وده افضل من انه يعيش طول عمره هربان منتظر أي لحظة علشان يتمسك فيها..
_____________
تتألم….
منذ ليلة أمس وهي لم تستطع النوم..
تحديدًا في وقت الفجر حينما وجدت هاتفه مغلقًا هذا يعني بأنه ذهب في طريقه..
ذهب لتسليم نفسه…
وقتها سمعت أذان الفجر…
لذلك قضت فرضها لا تتذكر أخر مرة فعلتها!!
أخر مرة قضت فرض بها…
هل مر وقت طويل إلى تلك الدرجة؟!
هل سنوات؟!..
لا تعلم المهم أنها فعلت اليوم..
كانت تدعو الله بشكل مُفرط لأجله مرت ساعات وكانت على جلستها إلى حين استيقاظ والدتها كان وقت الظهيرة خلعت إسدالها وصعدت إلى فراشها ولم تتوقف عن البكاء…
فأتت سوسن، ثم أخذت تسألها ما بها؟!.
منذ عودتها من الخارج ليلة أمس وهي ليست في حالة جيدة، في أكثر الأيام أهمية التي تمر على حياتها كلها منير بدأ بالإجراءات بالفعل وقريبًا جدًا سيكون معها هاوية رسمية، ما الشيء الذي من الممكن يبكيها؟!!
لتخبرها شمس باختصار من وسط بكائها بأن..
“شريف سلم نفسه”…
كان تعقيب والدتها عليها وهي تضيق عيناها بعدم فهم:
-شريف مين؟! وسلم نفسه أيه؟! شريف مين ده اللي مموته نفسك عياط عليه؟! ده ثائر يروح فينا في داهية، ده مجنون انا بحسه مجنون ولسانه طويل رغم انه جدع بس بقلق منه، اوعي تكوني عملتي حاجة تخربي الدنيا تحديدا بعد ما الأمور بدأت تتحسن معاكي..
غمغمت شمس وهي تعقد حاجبيها:
-أنتِ بتقولي ايه؟!..
تحدثت سوسن باستنكار شديد:
-هو ايه اللي بقول ايه؟! مين شريف ده؟! وعرفتيه امته وازاي وأنتِ طول الوقت مع برم ديله ثائر باشا..
قالت شمس بضيقٍ:
-شريف هو ثائر، وثائر هو شريف..
نظرت لها سوسن بشذر قائلة بعدم فهم:
-احنا هنقضيها ألغاز أيه اللي بتقوليه ده؟! يعني ايه ده هو ده؟!! أنتِ بتشتغليني…
حاولت شمس اختصار الأمر بقدر المُستطاع بـ صوتٍ باهت:
-ثائر قبل ما يجي القاهرة ويسكن هنا كان عايش في الشرقية وعيلته هناك، قتل واحد بالغلط في خناقة ولما جه القاهرة علشان يعرف يكمل حياته عمل ورق لنفسه باسم ثائر…
خرجت ضحكة ساخرة من سوسن ثم غمغمت بعدها:
-لا والله؟! وايه كمان؟! حتى مكنتيش بتحبي الافلام ولا حكاياتها يا شمس، قررتي تشتغلي امك وتأفلمي عليها على كبر..
-اللي بقوله هو الحقيقة هو كان هربان…
صاحت سوسن باستنكار شديد وهي تحاول استيعاب الأمر:
-يا مصيبتك يا شمس، يعني أنتِ كنتي عارفة أنه قتل واحد وهربان ومزور ورايحة جاية معاه؟!…
تمتمت شمس بسخرية شديدة وهي تنظر لها:
-معلش أنا مكنتش سفيرة للنوايا الحسنة ولا موظفة في اليونسكو، كنت رقاصة وهو مستحمل يبص في خلقتي وبعدين هو…
كادت أن تتفوه بسبب قتله لذلك الشاب ولكنها تعلم بأنه لا يرغب لأحد أن يعرف عن اخته شيئًا لذلك غمغمت:
-كانت مجرد خناقة قتل بالخطأ..
-غلط ايه وزفت ايه، القتل قتل ومكنش المفروض تأمني ليه..
نظرت لها شمس بانفعال لتقول بنبرة مكبوتة:
-القتل مفرقش كتير عن اللي عملتيه، سرقتي وبعد ما سرقتي وضيعتي سنين عمري، شبابي يعتبر، لا اتعلمت ولا عملت حاجة وبقيت رقاصة وتريند قد الدنيا فلو حكمت عليه هحكم عليكي أنتِ كمان اكتر منه..
ترقرقت الدموع في عين سوسن متمتمة بانزعاج:
-بتعايري أمك؟! انا كنت صغيرة ومعرفش الصح من الغلط ومفيش حد معايا، كل ده خلاني من غير شخصية، واتوجعت من ابوكي كنت فاكرة اني كده هكون بنتقم منه، وبعدين انا لو بتكلم على ثائر انا بتكلم من خوفي عليكي..
تنهدت شمس ثم قالت بنبرة مرهقة:
-أنا مش بعايرك يا امي، بالعكس أنا واقفة في ضهرك ومهما عملتي أنتِ فوق رأسي ياستي، وبعدين هو الوحيد اللي مينفعش تخافي عليا معاه، أنا كنت في أحسن حالة وأنا معاه هو وبس.
تمتمت سوسن بتعجب واستنكار:
-الرجالة كلها صنف واحد، وبيحاولوا يجذبوا الست في الأول بحركاتهم وجدعنتهم وعلشان بس متملكش منك..
خرجت ضحكة ساخرة من شمس تلك المرة لتعقب بتهكم:
-اعتقد واحدة زيي مش هتجذب راجل وحتى لو عملت كده أنتِ نفسك قولتي مقامي عنده هيكون ايه، شريق غير، شريف غير أي راجل ومينفعش بتحط مقارنة مع أي حد، شريف غطاني…
كان تعبيرها من الممكن أن يكون مضحك وغريب..
لكنه بالفعل واقعي..
هي شعرت معه بأنها محمية..
بعيدة عن الأعين..
مغطاه، لم يجرحها بعينه، لم تجد في عينه أي نظرة من النظرات التي حفظتها، حسنًا هو بارع في جرحها بالكلمات ولكنه لم يفعل بعينه….
لم يخجل مرة من الخروج معها على الرغم من معرفته بأن جميع الرجال تعرف هيئتها..
تمتمت سوسن بتردد:
-وأخرتها يعني؟! مش بتقولي سلم نفسه؟!..
قالت شمس بحيرة شديدة:
-أنا مشكلتي اني معرفش رقم هلال، معرفش غير رقم مكتبه وبشرى بتشتغل فيه وانا مش عايزة يظهر اني ليا علاقة بيه، وفي نفس الوقت مليش كلام اصلا مع هلال ده حتى لو يعرف قصتي، أنا مشكلتي اني عايزة حد يطمني…..
-هلال ده مين؟!..
حاولت شمس ان تختصر لوالدتها من هو هلال..
فقالت سوسن بنبرة عادية لتنظر لها شمس ببلاهة لا تعلم كيف نست هذا الأمر:
– استني شوية كده وكلمي اخته ام الواد اللي كان بيجي عندنا الكوافير، معكيش رقمها؟!……
______________
بعد المغرب..
في المجلس الخاص بالضيوف كان هلال يجلس على الأريكة وبجانبه يجلس كمال، بينما على الناحية الأخرى يجلس بكر وتوفيق..
أتى الجميع من قسم الشرطة منذ لحظات فقط، وأصر توفيق على هلال بأن يأتي ليقومون بضيافته في منزلهم ويتناول الطعام على الأقل قبل ذهابه إلى الفندق…
أثناء تحضير الطعام كان توفيق يتحدث مع هلال في رغبة منه معرفة التفاصيل رغم ثقته بـ هلال إلا أنه لا يفضل أن يكون في موضوع الأبلة أو الجاهل..
-هو هتبدأ تحقيقات تاني واكيد هيتحول على النيابة في أقرب وقت، خصوصا انه هرب فهو دي النقطة اللي عاملة مشكلة، أنا حاولت اظهر انه كان بيمر بصدمة او حصلت حالة نفسية وطلعت ورق ليه من دكتور اعرفه، بس ده مش هيفيد بحاجة اوي، هما اكيد هيستدعوا كمان الشهود وأنا خلال الفترة اللي فاتت كنت بجيب معلومات عن حسن…
تحدث هنا كمال بعدم فهم:
-معلومات زي أيه؟!..
قال هلال بنبرة عملية بحتة:
-معلومات عنه مش من كلامكم أنتم، يعني مثلا محدش فيكم كان يعرف ان في خناقة حصلت بينه وبين شاب تاني في فرح حد من صحابه بس في نفس اليوم اتنازل عن المحضر، ده يدل أنه شخص بتاع مشاكل او بيستفز اللي قدامه، كان موضوع الخناقة اللي اتذكر في المحضر أنه عاكس واحدة بس الموضوع انفض في ساعتها..
أسترسل هلال حديثه بنبرة جادة:
-غير ان الغريب ان في واحدة اسمها اسماء عبدالرحمن محمد عملت بلاغ ضده بس بعدها سحبته، كان سبب البلاغ تقريبا كانت صور، المعلومات دي محدش يعرفها وحاجات من قبل موت حسن بسنين طويلة جدًا يعني حوار البنت دي لما كان في الجامعة في السادات لما ابوه كان عايش وتقريبًا محدش يعرف عنها حاجة، ولما حاولت اتواصل مع أسماء دي معرفتش بس اللي فقدرت اجيبه انها سافرت برا مصر بعد ما اتجوزت واحد قريب ليها…
كان الجميع ينظر له ببلاهة..
لا أحد يعرف عن تلك الأشياء شيئًا…
رُبما لأن هلال قال بأن تلك الاشياء كلها تنتهي في اليوم نفسه ولم يتم تصعيد الأمر…
أسترسل هلال محاول تبسيط الأمر:
-كل ده تم ذكره النهاردة، تحديدًا المحضر اللي حصل ساعة حفل الزفاف الكل قال ان حسن من طبعه استفزاز اللي حواليه وده احنا ماشيين في النمط ده أنها كانت مجرد خناقة شباب عادية أدت انه يقع على دماغه نتج عنها جرح كبير وده تقرير الطب الشرعي وقتها..
ختم حديثه متمتمًا بهدوء:
-غير انه تم ذكر بأن زواج كمال من اخت المجني عليه مازال قائم ودي أكتر نقطة في صالح شريف أن ده يدل أن مدام فردوس كانت شايفة ان الموضوع مجرد خناقة مش شيء عن عمد، كل دي شوية حجج بنحاول نلعب عليها واهم حاجة الشهود اللي هي إيمان اللي أقوالها مكنتش في صالح شريف خالص وقتها والراجل التاني ده نقابلهم، واكيد هيتحقق مع مدام فردوس..
قال توفيق بتردد:
-معرفش ايمان دي هترضى تقف في صف شريف ولا لا دي كانت خطيبته وهي اللي كانت صاحبة فردوس وبتقومها، وممكن فردوس رأيها ميكنش في صالح شريف ده مهما كان هو اخوها…
نظر له كمال بضيقٍ ليعقب هلال بلطفٍ على الأمر:
-كده كده انا هطلب في الجلسة انهم يجيبوها ومفيش حاجة لو اتكلمنا معاها الأول رفضت عادي هنكون حاولنا احنا بنتمسك بأي أمل حتى لو بسيط يخفف الحكم عليه..
تمتم توفيق بضيقٍ يحاول اختصار الأمر:
-المهم هو ممكن ياخد قد ايه ؟!..
قال هلال بنبرة موضحة دون محاولة إخفاء اي شيء:
– عقوبته متقلش عن سنة ومتزيدش عن خمس سنين، المشكلة في هروبه السنين دي كلهم الحمدلله انه مش مثبوت عليه اي حاجة بخصوص أنه قعد سنين باسم حد تاني كنا هندخل في قضية تانية، ومتقلقش أنا هحاول أننا نخلي شريف ياخد أقل حكم…
هتف بكر بنبرة حزينة:
-ربنا يهون يارب عليه…
” بعد مرور وقت ”
قام كمال بتوصيل هلال إلى الفندق…
وظل توفيق وبكر يجلسا سويًا مما جعل بكر يتحدث في عتاب:
-يعني أنتم وكمال كنتم عارفين شريف فين، وعارفين كل ده وقدامي عاملين نفسكم متعرفوش حاجة…
غمغم توفيق بنبرة حنونة:
-محبناش البيت كله يكون عارف علشان فردوس حبينا نكتم على الموضوع، الموضوع ملهوش علاقة بيك يا ابني أنتَ ابني وعمري ما بخبي عليك حاجة بس في دي الوضع كان مختلف شوية .
رغم عدم اقتناع بكر بحديث والده الكلي إلا أنه قال بصدق:
-اهم حاجة دلوقتي شريف، ربنا يسترها معاه، وبعدين أنتَ واثق في هلال ده؟! ولا نشوف محامي غيره؟!.
لم يكن بكر يعرف هلال..
لا يعرف الذي فعله مع شريف كاملًا..
فهو مازال يجهل أغلب أطراف القصة…..
تمتم توفيق بثقة:
-أنا بثق في هلال جدا ومتأكد انه هيعمل أقصى ما جهده أنه شريف يأخد اقل حكم، ومنقلقش هو شاطر ومعروف جدًا كمان ميتخيرش حاجة عن ابوه..
____________
مرت أيام طويلة كانت فيها داليا تستعيد بعض المعلومات الخاصة بالعمل والخاصة بالدراسة..
حتى أنها ذهبت إلى مقابلة العمل بعدما أخذت رأي شقيقها ووالدها، وبالفعل ستبدأ في الأسبوع القادم….
كانت تقوم بـ رؤية الحالات الخاصة (ستوري) على تطبيق الواتساب، ترى ما انزلت صديقاتها، فتحت الحالة الخاصة بصديقتها نورا…
لتجد صورة تجمعها مع خالد ومع فتاة أخرى علقت أسفلها..
“ألف مبروك يا دكتور”..
كانت تعطي كامل تركيزها على الصورة تحاول أن تتلاشى صدمتها الغريبة من نوعها، وكأنها تجمدت، تحاول تحليل الصور من الفستان وبعض الزينة التي رأتها من البالونات وغيرها علمت بأنه حفل خطبة..
حفل خطبة..
حفل خطبة..
حــفــل خــطــبــة..
رددها أكثر مرة في عقلها ثم خرجت من الحالة وأغلقت الهاتف وهي تضع يديها على عنقها بعفوية ولا تعلم لما في تلك اللحظة شعرت بالخواء والضيق، بدلًا من أن تسعد له بتلك الخطوة التي تأخرت…
أو رُبما هي كأي فتاة تشعر بأنها رُبما فقدت شخص، شخص اهتم بها لسنوات، لا تعلم حقيقي سبب شعورها بالضيق…
وشعورها هذا اغضبها..
اغضبها جدًا..
كـ حال دقات الباب اللحوحة كصاحبتها..
-ادخل..
ولجت جهاد وهي تحمل طبق به بعض الشطائر التي قامت بتحضيرها من أجل داليا كما فعلت مع أطفالها، اليوم هي تمكث في منزل عائلة زوجها، ولم يجلس الجميع على طاولة العشاء فبقى على عاتقها أن تقوم بصنع بعض الشطائر لهم هي تحب الاهتمام بتلك الأمور..
تمتمت جهاد بنبرة هادئة:
-انا عملتلك شوية سندوتشات..
قالت داليا بنبرة حاولت جعلها عادية:
-تعبتي نفسك ليه؟! انا مش جعانة..
وضعت جهاد الصحن على الكوميدنو متمتمة بهدوء:
-مفيش تعب ولا حاجة بس كلي أنتِ مبقتيش بتأكلي كويس، واخوكي جه جعان فشجعني بقا اعملك واعمل للعيال بالمرة، اخوكي جاي أصلا دوشني..
غمغمت داليا بعدم فهم:
-دوشك ازاي؟! اتخانقتوا ولا ايه؟!..
قالت جهاد بعفوية:
-مش عارفة كان بيقول أن البلد كلها بتتكلم أن اخو طليقك رجع وسلم نفسه، اسمه شريف باين..
ضيقت داليا عيناها قائلة بعدم فهم:
-شريف رجع وسلم نفسه؟! بعد السنين كلها، وراجع بمزاجه مش مثلا اتمسك، غريبة اوي..
تمتمت جهاد باستنكار:
-والله هو الراجل ده هو وعيلته ناس غريبة الحمدلله ان ربنا نجدك منهم….
غمغمت داليا ساخرة وهي تأخذ أحدى الشطائر:
-أنتِ الناس بالنسبالك يا جهاد يوم كويسين ويوم متنيلين، على حسب مودك..
ضيقت جهاد عيناها قائلة وهى تعقد ساعديها متمتمة بصدقٍ:
-معاكي حق..
-أحلى حاجة بتعمليها في حياتك يا جهاد سندوتش البيض بالبسطرمة حاولي تكثفي جهودك فيه وبس..
تمتمت جهاد بنبرة خافتة:
-هحاول مخرجش برا إطار البيض بالبسطرمة معاكي حق.
-اتمنى..
_____________
” انا كويس ووالله العظيم من سنين محستش اني كويس زي النهاردة”
كان هذا رد شريف عليه، المبتسم بصدق ولا يحمل همًا…
أو رُبما لم يكن يحمل همًا غير شوقه…
شوق يحرقه ولا يعلم كيف يتحمله، غير ذلك كان راضيًا على حالته..
هو يسلك بالفعل الطريق الصحيح تلك المرة…
ويثق في هلال..
هذا ما قاله شريف إلى شقيقه كمال…
جلس كمال حتى الثانية بعد منتصف الليل في المكتب، كان يجلس وحيدًا، منذ الصباح هو يعلم بأن فردوس عرفت الخبر، لا يتواجد أن في البلدة لم يعرف، بالتأكيد من تقطن في المنزل نفسه قد عرفت لكنه لم يخبرها بنفسه..
كان يرغب في النوم هنا على الأريكة في المكتب وألا يصعد إلى غرفة النوم، لا يعلم لما يشعر بالضيق هو ليس في حالة جيدة ويخشى أن يشب بينهما أي شجار، تحديدًا في هذا الموقف الحساس، رُبما ما منعه من تنفيذ رغبته في النوم هنا، هو وعده…
وعده لها بأنه لن يهجر فراشها وينام في غرفة أخرى كما هي لن تفعل مهما تضخم الأمر..
لن يسمحا بالوصول إلى حالتهما القديمة مرة أخرى….
لذلك لم يرغب في أن يخلف وعده، صعد على الدرج وسار حتى توجه صوب غرفة نومهما ليجد الأضواء مغلقة وهي مستلقية للفراش معطية أياه ظهرها هو على يقين تام بأنها لم تنم حتى الآن كعادتها وتحديدا في وضع هكذا…
ذهب إلى المرحاض ثم بدل ملابسه وولج إلى الفراش ليعطيها ظهره هو الأخر كلاهما مستيقظ..
حتى أنه مرت أكثر من ساعة وكمال نفسه يجافيه النوم…
أما هي كانت مستيقظة..
مستيقظة بكل حواسها…
علمت الخبر منذ الصباح من توفيق أثناء خروجه من المنزل ليقابل كمال وأفنان القادمين من القاهرة..
هي لا تشعر بشيء سوى الضيق…
أنه أمر مخيف أن يحدث شيء تمنته منذ سنوات أن يحدث، يحدث في لمح البصر دون تدخل منها بعدما عرفت للحقيقة، كانت دومًا تتمنى أن يصل شريف إلى الإعدام أن يشعر الجميع بـ النيران التي شعرت هي بها قبل أن تعلم ما اقترفه شقيقها حقًا…..
هي ليست حزينة على شريف بشكل مبالغ فيه..
وليست سعيدة ابدًا..
هي فقط منزعجة…
نهضت من أسفل الغطاء السميك واستندت بظهرها على ظهر الفراش متمتمة بعدما مدت يدها وأضاءت الاباجورة المتواجدة ناحيتها:
-كمال انا عارفة أنك صاحي..
جاءها صوته الهادئ رغم أفكاره المشحونة:
-والله انا مقولتش اني نايم ولا كدبت عليكي، أنا صاحي…
غمغمت فردوس بضيق:
-ممكن نتكلم..
أعتدل في نومته ثم جلس في نصف جلسة متمتمًا:
-حابة تتكلمي في أية يا حبيبتي؟! اتفضلي أنا سامعك..
شعرت بشيء من السخرية في نبرته لذلك تحدثت بانزعاج:
-كمال أنتَ بتتريق عليا؟!.
تحدث كمال بهدوء حاول رسمه:
-مش بتريق، مش أنتِ عايزة تتكلمي معايا اتفضلي انا سامعك.
غمغمت فردوس بتوتر وهي تعقد ساعديها:
-يعني مش المفروض نتكلم في اللي حصل النهاردة ولا ده بالنسبالك شيء عادي شايف أننا المفروض منتكلمش فيه.
قال كمال بلا مبالاة:
-المفروض منتكلمش لأن اي كلام هيزعلني في الغالب وهيزعلك وانا مش حابب أضحى باللي احنا وصلنا ليه أخيرًا، ولأن الوضع حساس ودي مش حاجة محتاج أوضحها ليكي…
أردفت فردوس بنبرة جادة وهي تؤكد على حديثه:
-واكيد انا مش حابة نرجع لنقطة الصفر بس أنا حابة اعرف المحامي قال ايه انا عارفة انه كان تحت..
تمتم كمال وهو يرمقها بنظرات غريبة:
-عادي بيقول انه هيدخل من أنها قتل خطأ بس هو محتاج يتكلم مع الشهود تاني ويشرحوا شرح وافي للموضوع من جديد وانتِ كمان..
قالت فردوس وهي تعقد ساعديها:
-يعني هو هيعوز ايمان كمان؟..
-ايوة هو محتاج انهم يشهدوا باللي حصل انها خناقة عادية بين شباب يمكن وتفاصيل تانية انا مفهمتهاش اوي..
هتفت فردوس بنبرة عفوية:
-خير ان شاء الله..
-أنتِ عايزة الخير فعلا لشريف؟!.
لم يمنع كمال نفسه من سؤالها…
تمتمت فردوس بصدقٍ:
-مش عارفة انا مش حاسة بحاجة ومش عارفة هل ده علشان عرفت الحقيقة ولا علشان عدى وقت كتير اوي كل مشاعر غضبي اتبخرت كل اللي كنت بقعد ارسمه واخطط ليه مبقاش في دماغي..
ابتلعت ريقها ثم غمغمت بنبرة جادة وهادئة إلى أقصى درجة، رُبما تلك بالفعل أكثر راحة نفسية وصلت إليها وسلام نفسي:
-معرفش ده تأثير صدمتي بالحقيقة ولا الوقت هو السبب في اني وصلت لمرحلة أن مفيش حاجة هترجع زي الاول، فأني اتمنى الضرر لشريف حتى لو مكنتش اعرف الحقيقة حاسة ان ردة فعلي هتكون زي ما هي خصوصا انه سلم نفسه، اعمل اي حاجة تخليه يقضى عقوبة قليلة او لو ينفع ميحصلش ده اعمل كده، مينفعش اتمنى ان حد غيري يضيع سنين من عمره، وممكن اروح لايمان بس فهمني انتم عايزين منها ايه بالظبط..
على عكس المتوقع…
كانت فردوس بين أحضانه بعد وقت طويل استسلم كلاهما للنوم رغم الأفكار شديدة التعقيد…
_______________
في اليوم التالي..
” في مكتب عادل ”
كانت ملك تجلس على المقعد تحاول إنهاء عملها، بأسرع وقت تتمنى أن تمر الساعات بسرعة رهيبة، ليس حبًا في رغبتها بأن تعود إلى المنزل لكن حتى تهرب من وجوده وهيمنته القوية عليها، تلك الأيام هو هنا..
إجازة من خدمته العسكرية..
هذا شيء مزعج جدًا بالنسبة لها…
بعد مرور أكثر من أربعة ساعات على إتيانها قامت بطلب الطعام لها ولـ بشرى..
لكن أخبرهما مندوب التوصيل بأنه لن يستطع الصعود لأنه مبنى إداري فتطوعت بشرى أن تهبط لمقابلته..
صدع صوت هاتف ملك عاليًا، يصدع صوته بالأغنية الكورية بصوت عالي جدًا مما جعلها تلتقط هاتفها في حرجٍ وهي تجد الأغلبية ينتظرون ناحيتها لكنها تجاهلت وأجابت على الهاتف:
-ألو يا بابا..
سمعت منه شيئًا ما لتتحدث بنبرة متوترة:
-حاضر بفكر والله في الموضوع…
غمغمت ملك باختناق:
-حاضر، حاضر سلام دلوقتي انا في الشغل لما اروح هكلمك ونشوف ميعاد طيب..
أغلقت المكالمة لتجد مراد يأتي ويقف أمامها متمتمًا باستغراب:
-ايه في حاجة؟!.
تحدثت ملك بفظاظة وهي ترفع رأسها لتنظر له:
-لا مفيش حاجة هيكون في ايه يعني؟!..
غمغم مراد باهتمام صبغة في نبرة عادية مملة:
-بس انا سامعك مش طايقة نفسك وأنتِ بتتكلمي في التليفون..
هو يتدخل في مكالمتها؟!..
نظرت له ملك بسُخطٍ متمتمة:
-مفيش أنا وبابا شدبنا مع بعض شوية وبعدين يعني مش حلوة أنك تتصنت عليا..
قال مراد بسخرية شديدة:
-مش حلوة اتصنت عليكي ايه؟! ده أنتِ صوتك قد كده المكتب كله سمع وبعدين مكنتيش بتنصحي نفسك النصايح دي، بدل ما أنا كل ما بتكلم في التليفون بلاقيكي في وشي..
أردفت ملك بانزعاج شديد وتهور كبير:
-ريح نفسك يا مراد قريب اوي هسيب المكتب وهترتاحوا كلكوا مني ولا أكل ولا مكالمات ولا أي حاجة..
تمتم مراد باستهجان وسخرية شديدة:
-ايه قررتي تعتزلي بدري بدري وتحققي طموحاتك وتقعدي في البيت بالسرعة دي؟!
قالت ملك ببرود وابتسامة سمجة:
-لا عقبال عندك هتجوز..
ردد مراد كلماتها بعدم تصديق:
-تتجوزي!!!..
غمغمت ملك وهي مازالت تجلس أمامه بهدوء:
-ايه ليه الاستغراب الغريب ده؟! يعني كأني قولت حاجة مش منطقية..
تمتم مراد بعدما ابتلع ريقه بـاستفزاز:
-مش ساعة خطوبة بشرى قولتي أنك مش هتتجوزي وأن الرجالة متتعاشرش وأنك اخدتني دور بشرى.
عقبت ملك بنبرة عادية:
-جه اللي غير ليا رأيي وخلاني اقتنع ان في راجل ينفع يتعاشر عندك مشكلة؟!.
غمغم مراد بانزعاج جلي وعصبية خرجت منه قبل أن يرحل متوجهًا إلى المرحاض..
-وأنا هكون عندي مشكلة ايه، اعملي اللي تعمليه هو أنا وصي عليكي……
ثم رحل ليتبقى طيفه..
ولا تدري لما شعرت بشيء غريب..
حسنًا هي لا تعلم سوى بأنها سعيدة لأنها نجحت في استفزازه…
عاد مراد بعد عدة دقائق تقريبًا ليغمغم دون مقدمات أفزعها بعدما كانت انسجمت وأعطت تركيزها كله في حاسوبها:
-وبعدين العريس ده عرفتيه منين وامته؟!.
قالتها بعد شهقة خرجت منها:
-بسم الله الرحمن الرحيم..
ابتلعت ريقها ثم قالت بانزعاج:
-خضتني وبعدين انا مش عايزة أتكلم مدام لسه مكلتش معرفش بشرى فين ده كله واتأخرت ليه؟!
عاد يكرر سؤاله مرة أخرى:
-عرفتيه منين؟!.
تحدثت ملك بنفاذ صبر رغم السعادة التي تولدت بداخلها:
-عرفته مكان ما عرفته هو الموضوع شاغلك في ايه يعني؟! دي بشرى مسألتش الاسئلة دي كلها..
قال مراد بانفعال طفيف وهو يغادر مرة أخرى متوجهًا صوب مكتبه:
-الموضوع هيشغلني في ايه يعني براحتك هو بس مجرد فضول مدام مش عايزة تقولي براحــتــك…..
______________
-انا مش عيلة صغيرة للتحكمات دي حتى الموبايل مش معايا، الشارع مش بشوفه..
قالت إيمان تلك الكلمات بثورة شديدة…
مما جعل والدتها التي تقوم بتقطيع الخضار في المطبخ تتحدث بنبرة ساخرة:
-العيال الصغيرة اللي مبتفهمش متعملش اللي أنتِ عملتيه يا بنتي فياريت تخرسي ومتصدعنيش..
نظرت على الطناجر الكبيرة المتواجدة فوق الموقد لتتحدث ايمان باستنكار:
-وبعدين ايه الأكل ده كله؟!
قالت والدة إيمان بنبرة عادية:
-اخوكي عازم صحابه تحت في شقته وهيبقى يطلع ياخد الأكل…
زفرت ايمان بـضيقٍ ثم سمعت صوت الجرس متحدثة بانفعال وهي ترحل:
-ابنك معاه المفتاح بيرن ليه ولا هو أي استفزاز وخلاص..
صاحت والدتها بعد رحيلها:
-البسي الخمار يمكن يكون حد غريب اخوكي متعود يفتح الباب بالمفتاح..
ارتدت ايمان الخِمار على ملابسها المنزلية ثم فتحت الباب لتجد أمامها أخر شخص قد تتوقعه……
غمغمت فردوس بنبرة رزينة:
-ازيك يا ايمان، انا جاية اتكلم معاكي كلمتين وامشي……….
____________
-مش لاقية رقمها مش لاقية…
كانت شمس تصرخ بتلك الكلمات أمام والدتها المذعورة التي تحاول إيجاد رقم أفنان ولكنها لا تجد شيئًا..
تمتمت سوسن بانزعاج من حالتها العصبية دي:
-اهدي طيب ودوري تاني..
غمغمت شمس بنبرة متوترة:
-ادور تاني ايه؟! بقولك مش موجود كله بسبب التليفونات والخطوط اللي فضلت اغير فيها كل شوية لغايت ما بقت نص الأرقام مش موجودة واهو رقمها هو كمان مش موجود…
هتفت سوسن بنفاذ صبر:
-خلاص اقعدي واهدي ونشوف حل أنتِ خلاص بوظتيلي أعصابي وتعبتيني معاكي..
تمتمت شمس بجدية وهي تنهض من مكانها:
-أنا مش لسه هستنى انا هروح المكتب لهلال ده وهحاول اوصل ليه أنا مش هفضل كده قاعدة على نار ومش عارفة عنه اي حاجة..
صاحت والدتها مستنكرة:
-مكتب ايه اللي تروحيه؟! وبتقولي انه اختك شغالة هناك، عايزة تعملي لينا مصيبة او تحصل حاجة ابوكي يوقف الإجراءات بعد ما خلاص كل حاجة بتتحل، والبت مش طايقاكي لو شافتك هتعملي مشاكل، وبعدين ما اكيد سلم نفسه وخلاص منتظرة ايه اللي تعرفيه يعني؟!!..
قالت شمس بتهور واستنكار شديد:
-اعرف اي حاجة انا مش مستحملة اقعد كده ومش فارق معايا حاجة، ومتقلقيش هو مش هيوقف الإجراءات ولا هيعمل اي حاجة اهدي انتِ بس وبطلي تبيني أنك خايفة منه، وبعدين انا هتصرف اكيد يعني مش هعمل مشكلة أنا مش عبيطة…
تمتمت سوسن باستهجان:
-لا العفو طبعًا أنتِ مش عبيطة يا حبيبتي بس متهورة، اعقلي كده لغايت ما نلاقي طريقة..
غمغمت شمس بقلب مُحب وقلق إلى أقصى درجة:
-لا مش هفضل قاعدة أنا من امبارح بموت كل دقيقة وانا قاعدة هنا ومش عارفة اي حاجة…
…بعد مرور ساعة ونصف تقريبًا…
كانت شمس تقف أسفل البناية التي يتواجد بها مكتب هلال، ضاربة بعرض الحائط كل تحذيرات والدتها، كل محاولاتها لمنعها لكن كالعادة لا أحد قادر على إيقاف حب شمس الجامح إلى شريف، شريف وليس ثائر..؟
ثائر قد انتهى..
لكنها تحبه بأي وضع وبأي حالة…
نعم هي متهورة تعلم لكن عندما أتت إلى هنا لا تعلم لما شعرت بالتردد الطفيف….
هي لا تعلم هل بشرى متواجدة في الأعلى أم لا؟!….
أو حتى لا تعلم كيف تعرف نفسها إلى من ستجده في وجهها، هلال بالتأكيد في الشرقية..
كيف تخبرهم بأنها تريد رقمه الشخصي من سيعطيها أساسًا؟!..
بشرى..
تلك المشكلة نفسها…
-شمس…
شهقت شمس وهي تستدير لتجد بشرى خلفها تقريبًا..
أسترسلت بشرى حديثها التي كانت تقف في الناحية الاخرى تستلم الطلب..
-أنتِ بتعملي أيه هنا؟!.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ديجور الهوى)