رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثامن 8 بقلم آية العربي
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء الثامن
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت الثامن
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة الثامنة
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .
البارت الثامن من رواية 💔 للقلب اخطاء لا تغتفر 💔
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
صدمة فراقكِ جعلت من قلبي مكعبُ ثلجٍ يحوي داخله جمرةً ملتهبة
❈-❈-❈
بعد مرور عام على تلك الأحداث المــ.ؤلمة
لم تتغير طباع أحدٍ تماماً إلا أثنين تبدلت حياتهما ،،، إثنين أثر فيهما ما حدث ربما بشكل سيراه البعض إيجابي والبعض الأخر سيراه تأثيراً سلبياً ومخالفاً لرغــ.باتهم .
أحدهما هنا .
حيث أصبح حمزة شخصاً بارداً ،،، يتعامل بلا مبالاه مع الجميع ،،، بأستثناء شقيقته التى تعلم خباياه والذي بات يتكتم عليها ،، بات يتكلم قليلاً ويسمعُ كثيراً .
كلماتٌ حنونة من أمهِ بعدما علمت بحبه الممــ.نوع هذا وهى تواسيه مرددة أن النصيب والقدر هما الغالبان وبرغم ذلك فهي ما زالت تخشى بطش سالم .
كلماتُ مواساة من شقيقه مراد الذى يرأف بحاله ولكن قابلها حمزة بجمود لذلك توقف مراد عن طرحها منذ زمن .
كلماتٌ معنفة من سالم وأوامر وقرارات أصبح يتجاهلها ويتمرد عليها بالصمتِ والبرود مما جعل الآخر يتعجب ليبدأ مجبراً تدريجياً بتغيير طريقته معه .
كلماتُ حبٍ كاذبة من مها تلقى على مسامعه فيبتسم ساخراً على حاله ويقابلها بالصمتِ أيضاً ويعجز لســ.انه عن التبادل ويعجز قلبه عن النبضِ لها .
تساؤلات من شوقي عن تحديد موعد زفافه فبات يبحث عن أعذار في قاموس عقله ويلقيها عليه ليســ.كته .
ولكن لمتى ؟ ،،، إلى متى ستظل تتعامل بهذا البرود ! ، وكأن أحدهم قطع الشريان الموْصل لتيار مشاعره فأصبح كمبرد جليدي يحوى داخله جمرةُ نارٍ ملتــ.هبة .
يذهب لعمله ويعود ويأكل ويمــ.ارس رياضته ويذهب دوماً لشقيقته ثم يهرب بالنوم آخيراً قبل أن تداهمه الأفكار .
وأحداهما هناك .
فقط أصبحت ريتان زوجة كما يجب ،،، حياة هادئة تحمل بعض الغموض ولكن تقودها ريتان بتعقلها وهدوئها لاغية سلطان القلبِ تماماً .
لقد أدخرت مرحها ومشاعرها وطاقتها التى كانت تخطط لإستعمالها ، إلى أجلٍ غير معلوم .
خبأت في صندوق حياتها أغلب المشاعر والضحكات والنبضات وأوصدته جيداً وألقت به داخل الأعماق .
تحسن التصرف مع ناصف الذى يحترمها ويعاملها بودٍ ولطف ،،، نعم إلى الآن بالنسبة لها يعدُ غامضاً ،،، لا يخبرها شيئاً عن عمله ،،، لديه خصوصيته في غرفة مكتب يغلقها عليه عندما يدلفها ،،، وهى أعطت له كامل الحرية ،،، الأن لم يعد يهمها غير ما تراه وتسمعه ،،، أحياناً يأتيها سؤالٌ من الأعماقِ عن لماذا لم يتزوج إلى الآن ؟ ولكنها سريعاً تنفضه عن رأ. سها وتشغل أفكارها بأي شئ ،،، اقتربت كثيراً من ربها فطمئن قلــ.بها ولكن أحياناً تراودها كوابيس مزعجة ،،، أمورٍ متداخلة لم تجد لها تفسير ،،، ولكنّ الحياة مستمرة وما يهون عليها حقاً هو تقرب شقيقتها منها وذهابها إليها دوماً .
❈-❈-❈
في أحد نوادى الطبقة المُرفهة
تجــ.لس مها بعد إنتهائها من لعبة كرة التنس التى تفضلها وكالعادة كانت الجولة لصالحها .
تجلــ.سن أمامها بعض الصديقات من نفس المستوى المادي والفكري تتحدثن وتتباهين بإنجازاتهن سواء في الحبِ أو الأعمال .
رمقتها غريمتها في لعبة التنس بنظرة متفحصة تردف بتساؤل وخبث وكيدٍ مكتوم :
– صحيح يا مها ،،، كنتِ قولتى بعد ما رجعتى من فرنسا إن جوازك إنتِ وحمزة الجواد قريب جداً ،،، بس أنا شايفة إن خطوبتكم طولت أوى ،،، ليكون فيه مشاكل لا قدر الله ؟ .
أخفت غضبها وغيــ.ظها ببراعة أعتادت عليها ثم أكملت تتناول عصيرها المفضل وأردفت بثقة زائدة أمامهن جميعاً :
– أكيد كلكوا تعرفوا كويس مها أبو الدهب ،،، أنا لو حابة من بكرة أعمل فرحى هعمله ،،، بس أنا اللى اقترحت على حمزة نأجل شوية ندرس أطباع بعض الأول ،،، أنتِ عارفة كويس يا سو إن الجو از بالذات زي لعبة التنس عايز ذكاء وخطة وفهم .
تآكلت غريمتها غضباً بينما ضحكن الأخريات عليها وأردفت أخرى بإعجاب :
– بصراحة يا مها أنا معجبة بيكي جداً ،،، إنتِ قيادية ممتازة ،، وأنا متأكدة إنك هتقدرى تحققي كل اللى إنتِ عيزاه .
ضحكت أخرى مردفة بترقب :
– أنا بقى بصراحة معجبة بحمزة الجواد ،،، sorry يا مها بس بجد يا بختك بيه ،،، أنا شفته مرة في جراچ المول التجارى وحاولت أتكلم معاه بس هو من النوع التقيل جداً ،،، بجد واقعة واقفة .
ضحكت مها بغرور وأردفت :
– أنتِ مش معقولة يا بوسى ،،، إنتِ عايزاه يبقى خاطب مها أبو الدهب ويبص لواحدة تانية ؟ ،،، No impossible .
أومأت المؤيدة لها تردف بحماس :
– وااو تعجبيني يا مها ،،، على فكرة أنا بعمل زيك ،،، لأن شخصية الزوجة الضعيفة المستسلمة دي أنا بكرهها جداً ،،، علشان كدة إنتِ صح .
أردفت مها بتعالى للجميع :
– أكيد أنا صح ،،، أنا راسمة أهدافي كويس وبحققها .
❈-❈-❈
تقف ريتان في مطبخ شقتها مع المساعدة التى أتت لتساعدها في التحضيرات .
تعد طعام العشاء حيث سيزورها أفراد أسرتها الليلة .
رن هاتفها فتناولته من جيب كنزتها تنظر للمتصل ،، تنهدت تجيب برتابة وهدوء :
– أيوة يا ناصف .
أجاب ناصف بترقب :
– عاملة إيه؟
تنهدت وأردفت بنعــ.ومة :
– كويسة الحمدلله ، قربت اخلص أهو ، حاول متتأخرش لو سمحت .
تنهد يفكر ثم أردف بتساؤل :
أوكى مش هتأخر ،، أجيب حاجة وأنا جاي ؟
أردفت شاكرة بإختصار :
– لاء ميرسي .
أغلق معها وشرد يفكر قليلاً في الحياة التى يعيشها ،، لديه الكثير من الأسرار التى لا تعلمها عنه ،، الآن بدأ يخشى إنكشاف ما يخفى ،، فريتان ليست تلك المرأة التى ترضخ للأمور مثلما ظنها ،، لذلك فلينتبه جيداً وليحافظ على الهدوء والراحة الذي ينعم بهما الآن .
رن هاتفه الخاص فزفر بضيق وأجاب قائلاً :
– سامعك ؟
أردف الطرف الآخر بترقب :
– إيه أخبار الشحنة يا ناصف ؟ ،،، لازم تاخد بالك كويس أوى ،،، الناس دى مبتلعبش ؟
شرد يفكر ثم قال :
– عارف ،،، مافيش داعى لأي تهــ.ديد ،، كل شئ هيتم زى ما هو متخطط له .
أردف الطرف الآخر :
– تمام ،،، أنا بس بنبهك .
أغلق معه وتنهد بقوة ثم وقف يتناول مفاتيحه وأغراضه وخطى للخارج ليعود إلى منزله مبكراً.
❈-❈-❈
أنتهت كارى من حِصتها ووقفت مودعة أولاد سناء فهى أصبحت تدرسهما بجانب المدرسة الخــ.اصة التى ذهبا إليها بدايةً من هذا العام الدراسي .
ولجت للخارج فقابلتها سناء بإبتسامة هادئة تردف متسائلة :
– خلصتوا يا كاري .
أومأت كارى وهى تملــ.س على وجنة سليم وتقى بحب وحنو مردفة :
– أيوة النهاردة تمام ،،، خلصنا بدرى علشان يروحوا مشوارهم .
طالعتها سناء بأمتنان وأردفت شاكرة :
– شكراً بجد يا كارى ،،، أنا عارفة إنك بتتعبي معاهم .
هزت رأسها تردف بتروى :
– لاء بالعكس أنا بكون مبسوطة جداً وأنا بدرس لهم ،،، يالا أنا همشي عن إذنك .
اتجهت لتودعها عند باب الفيلا .
في نفس اللحظة كان مراد يترجل من سيارته الجديدة بحماس كي يصطحب توأم شقيقته إلى منزلهم ،،، فمراد معروف بقيادته المتــ.هورة بعض الشئ لذلك منعه سالم من إستعمال سيارة خــ.اصة بيه ولكنه أثبت مؤخراً حسن تصرفه والتأنى في القيادة لذلك وافق سالم على شراء سيارة جديدة له .
خطى بإتجاه الفيلا ،،، لقد أتى متعمداً ليراها ،،، يكن لها مشاعر إعجاب تظهر للعلن بشجاعة ولكن ما زال سالم لا يعلم عنها شيئاً .
رآها تولج للخارج فانفرجت أساريره وانتابته سعادة كحاله مؤخراً بعدما أصبح يخترع المجئ تشوقاً لرؤيتها .
أتجه يبتسم بقلبٍ راقص وأردف بمرح ووجهٍ مشرق :
– دانا ماما دعيالي بقى ،،، مساء الجمال .
تنهدت سناء وأردفت بتهكم لمعرفتها سبب مجيئه:
– إنت جيت ليه يا مراد مش أنا طلبت من حمزة هو اللى ييجي ياخدهم ؟ ،،، انت سواقتك تخوف .
طالعها بلوم يردف بعدما أحرجته أمام كارى :
– أوبس ،،، كدة تكسفيني قدام المــ.س ،،، وبعدين ده كان زمان يا نونا أنا حاليا بسوق أحسن من حمزة وابوه .
ابتسمت كارى بخفوت عليه فطالعها بسعادة وضحك يردف :
– ماشاء الله ،،، عسل يا اخواتى .
خجلت كاري وأردفت سناء بعتب :
– مراد ميصحش كدة ،،، أعقل شوية .
وضع كف يــ.ده االيمنى على صــ.دره وانحــ.نى بطريقة مسرحية يردف بطاعة :
– أمرك يا اختى الكبيرة ،،، ممكن بعد أذن سعادتك تدخلى تجيبي حبايب قلب خالو علشان نمشي .
مال قليلاً وأردف بهمــ.س أمام وجه كارى التى تعجبت وأهتزت :
– بحب الأطفال جدااا وبساعد في تربيتهم كمان .
ضحكت سناء عليه بينما كاريمان كتــ.مت ضحكتها بصعوبة وأردفت مودعة :
– عن اذنكوا أنا لازم أمشي .
خطت لتغادر وتتبعها بعــ.يون لامعة زفير قوي ،، لا تنكر إعجابها بشخصيته ولكن لن تقع في نفــ.س خطأ صديقتها أبداً ،،، ولكن ما يبدو لها أن حمزة ومراد مختلفان تماماً فالأول أكثر هدوءاً والتانى أكثر شغفاً .
غادرت ونظر لشقيقته يردف بلهفة :
– أنا عايز اتجــ.وزها يا سناء ،،، خلاص أنا قررت أتكلم .
طالعته سناء بتمعن ثم تذكرت أمر حمزة الذى دخــ.ل في بالون حزنه منذ زو اج ريتان وبات صامت معظم الوقت .
هزت رأسها بيأس وأردفت بتروى :
– إنت عارف اللى فيها يا مراد ،،، لو مش هتقدر تواجه يبقى الأحسن تبعد ومتعلقهاش بيك ،،، أديك شفت حمزة يا حبيبي .
تنهد وأردف بإصرار وجدية :
– مهو علشان شفت حمزة مش هقبل إنى أكمل زيه ،،، حمزة مطيع أوى يا سناء ،،، وأنا مش حمزة .
نظرت لعــ.ينيه ورأت فيهما الإصرار فتنهدت تومئ ثم أردفت لتنهى هذا النقاش :
– تعالى لما أجهز لك الأولاد .
أومأ لها وخطى معها للداخل .
❈-❈-❈
بعد ساعة في الشركة
يجلس حمزة خلف مكتبه يتابع عمله بملامح باردة .
دلفت عليه فجأة مها التى إنضمت مؤخراً لمجلس إدارة الشركة بعدما تنازل لها والدها عن نصف أسهمه .
رفع حمزة نظره وطالعها بضيق بينما هى لم تبالي واتجهت تجــ.لس أمامه مردفة بترقب وتساؤل :
– مش بترد على مكالماتى ليه ؟
تنهد بعمق وأردف وهو ينظر لحاسوبه :
– عندى شغل يا مها ،،، مش هعرف أرد على الموبايل وأنا بشتغل .
طالعته بتمعن ثم تنهدت ووضعت ســ.اق فوق الاخرى تردف بترقب :
– اوكى ،،، خلينا نسهر أنا وانت النهاردة ؟
أردف بهدوء :
– مش هينفع النهاردة للأسف .
وقفت ثم ضــ.ربت بكفــ.يها على سطح المكتب فطالعها بتفاجؤ فتابعت بغــ.ضب وخبــ.ث :
– مش أنا اللى تتعامل معايا بالأسلوب ده يا حمزة ،،، بحاول معاك من أول خطوبتنا ،،، فكرتك هتتغير بس كنت غلطانة ،،، أنا مش هكمل فى المهزلة دي .
ترك ما في يــ.ده وشبك كفيه يتساءل وهو يطالعها بتمعن وبرود :
– عايزة إيه يا مها ؟ .
طالعته بحدة وأردفت :
– إهتمامك .
زفر بقوة ثم وأردف بضيق يتساءل :
– مش ملاحظة إنك بتتكلمى بطريقة بعيدة عن نمطك شوية ؟ .
ضيقت عيــ.نيها وابتسمت ساخرة تردف :
– نمطى ؟،،، وهو إنت تعرف إيه عنى أصلاً .
طالعها بضيق نعم لا يعلم عنها شئ ومؤخراً أصبح يبتعد أكثر وأكثر .
طالعته تنتظر حديثه فتساءل مجدداً :
– عايزانى أعمل أيه يا مها ؟
عادت تجلس مرتدة ثم طالعته قائلة بترقب :
– تثبتلى أنك باقي عليا ،،، تحدد فرحنا زي ما عمو سالم وبابي طلبوا منك ،،، خطوبتنا طولت أوووى .
زفر بقوة ولم يجب فشعرت بالضيق والغضب لذلك وقفت تردف بتعالى ودهاء :
أنا مش هتكلم في الموضوع ده تانى يا حمزة ،،، أنا عرفت أنا هعمل إيه ،،، هعملك اللى إنت عايزه من زمان .
التفتت تغادر وتركته يتطلع على أثرها بضيق .
أسرعت مها تتجه إلى مكتب والدها لتخبره بما قاله حمزة بخبث ،،، سردت ما حدث وازادت عليه فغضب شوقي ووقف يردف :
– هو مفكر نفسه إيه ؟ ،،، الباشا اللى مافيش زيه وأنا برمي بنتى عليه ؟ ،،، لاااء ده لازم يفوق لنفسه كويس .
ذرفت دموع التماسيح وأردفت :
– أعمل ايه يا بابى ،،، انا حبيته وأنت عارف كدة كويس .
إتجه شوقي إليها يحتويها ويشدد من عناقه بها وهى أتقنت دورها جيداً ،، حاول تهدأتها ثم أردف بحبٍ لها وغضبٍ لحمزة :
– أهدى يا حبيبتى ،،، صدقيني هيندم هو وعيلته كلها .
إبتعد عنها وألتفت يولج خارج مكتبه وتتبعته مها بترقب حتى وصل إلى مكتب سالم فدلف دون إستئذان يردف بغضب :
– كلم إبنك خليه ييجي حالاً .
تعجب سالم من هجومه ووقف يردف وهو يرى مها تدلف خلف والدها مدعية الحزن :
– فيه ايه يا شوقي ؟
جلس شوقي أمامه يردف بحدة :
– خلى ابنك ييجي يا سالم وإنت هتعرف في إيه .
طالعهما سالم بتعجب ولكن أسرعت مها قبل أن يرفع سماعة هاتفه ويهاتف حمزة تردف بخبث:
– أستنى يا اونكل سالم متكلمش حمزة .
نظرت لوالدها بخبث وأردفت :
– بابي خلاص مبقاش ينفع كلام ،،، سيبه يعمل اللى هو عايزه خلاص انتهت .
تعجب سالم وهو يطالعمها ثم أردف متسائلاً :
– هو إيه اللى إنتهى ؟
أردف شوقي بحدة وغضب :
– إبنك اللى جه طلب أيــ.د بنتى وفكرته أد كلمته ،،، بقالنا سنة بنتحايل عليه يحدد فرحه ،،، هو مفكر علشان بنتى بتحبه إنى هرميها عليه ؟،،، بنتى بيتقدملها أولاد وزراء وسفراء بس أنا اللى قولت ده جدع وطيب وأد كلمته ،،، لكن يظهر كدة كنت غلطان وهو فكر إن بنتى مفروضة عليه ،،، يبقى بيحلم ،،، أسمع يا سالم ،،، أنا عندى راحة بنتى وسعادتها في المقام الأول ،،، ولو أبنك هيقل معانا يبقى أعتبر الشراكة بينا ملغية ،،، وأبقى خلى إبنك بقى يتحمل نتيجة أفعاله مع بنتى .
شهقت مها تدعى الصدمة ثم أردفت بأستعطاف وهى ترى حالة سالم الذى شحب وجهُ :
– بابي مينفعش تعمل كدة ،،، بلاش تخلط الأمور في بعضها ،،، مشكلتى مع حمزة بعيدة عن شراكتك إنت وأونكل سالم .
أردف شوقي بغضب وحدة من أجل أبنته :
– أنا اللى عندى قولته ومش هتراجع فيه .
إندفع للخارج بينما هي إدعت الحزن وأردفت مطمئنة بدهاء :
– معلش يا أونكل ،،، ياريت حضرتك تتكلم مع حمزة وأنا هحاول أتكلم مع بابي واهديه ،،، عن أذنك .
غادرت خلف والدها تبتسم بإنتصار وأتجهت إلى مكتب والدها تغلق خلــ.فها وتطالعه وهو يجــ.لس يتنــ.فس بقوة وغضب ثم جلست أمــ.امه وأبتسمت تضع ســ.اق فــ.وق الأخرى مردفة ببرود :
– إهدى يا بابي ،،، إهدى صدقنى حمزة بنفسه اللى هييجي يحدد معاد الفرح معاك .
طالعها بتعجب وأردف من بين غضبه :
– إزاي ؟ ،،، إنتِ لسة عايزاااه ؟،،، مش بتقولي مش مهتم بيكي ؟
زفرت تردف بترقب :
– يا بابي أنا بحب حمزة وإنت عارف كدة كويس واللى بيحصل بينا ده أمور عادية بتحصل بين أي اتنين مخطوبين ،،، وبعدين من الأول إنت اللى حطيتنى في التحدي ده ،، صدقنى حمزة ليا أنا وبس ،،، أصبر وهتشوف إنه بنفسه هيكلمك يحدد معاد الفرح .
في ذلك الوقت رفع سالم سماعة هاتفه وطلب حضور حمزة .
بعد دقائق دلف حمزة يتطلع عليه بترقب ،، جلس أمامه وأردف متسائلاً بجمود :
– خير يا بابا ؟
زفر سالم بقوة ،،، لقد أدرك مؤخراً أن التهــ.ديد والعــ.نف لم يعد يجدى نفعاً مع حمزة لذلك وقف يتجه إليه ثم جلس أمامه وطالعه بترقب يردف بهدوء :
– هتحدد فرحك أمتى يا حمزة ؟ ،،، شوقي شايف أنك بتماطل في تحديد معاد الفرح ،،، والمفروض إنك خطبتها واديت كلمة ،،، وأنا شايف إن خطوبتكم طولت أوى .
تنهد ينظر لوالده بتمعن ،،، يريد أن يسأله عن ماذا عنه هو ؟ ،،، أولم يرى سالم ماذا يريد إبنه ؟ ،،، يرى فقط ما يراه شوقى وما تراه إبنته ولكن يأتى عنده وتبيض عيناه ؟
تابع سالم عندما لاحظ صمته وتمعنه به :
– إسمع يا حمزة ،،، يمكن أنا في الأول ضغطت عليك في موضوع أرتباطك علشان كدة إنت مش عايز تدي مها فرصة ،،، لكن مها بنت ممتازة ،،، وأنا متأكد أنها هتسعدك وهيكون وشها حلو جداً على العيلة ،،، ده غير إن ميصحش تتراجع في كلمتك ،،، ده مش حلو على شغلنا ،،، قولتلك الجو از بالذات لازم تفكر فيه بالعقل ،،، بالنسبة للمشاعر دي بتيجي بعد الجو از مش قبــ.له يا حمزة ،،، إنت وريث مكانتى من بعدي ،،، لازم تحكم العيلة كلها بعقلك وتعرف كويس مصلحتهم فين ،،، أيوة أنا قسيت عليك بس لأنى عايزك شبهى ،،، قوي مش ضعيف ،،، فهمتنى ؟
وقف حمزة بعدها ينظر لوالده بتمعن ثم أردف قبل أن يغادر بملامح باردة لم يستطع سالم تفسيرها :
فهمت .
❈-❈-❈
مساءاً في شقة ناصف الفاخرة .
يجلس الجميع حول مائدة الطعام .
أردف حمدى بحنو وأعجاب :
– تسلم ايدك يا حبيبتى الأكل حلو جداً .
إبتسمت له ريتان قائلة بحب وسعادة لرؤيتهم :
– ألف هنا على قلبك يا بابا .
مد ناصف يــ.ده يلتقط كــ.فها ثم رفعه يقــ.بله بحب وأردف مؤكداً أمام أعــ.ينهم :
– تسلم ايدك فعلاً ،،، الأكل هااايل .
ابتسمت له بهدوء بينما طالعتهما جميلة بسعادة وأردفت بعفوية :
– عقبال ما ناكل عندكم يوم ما ربنا يكرمكم بنونو ينور البيت .
توتر ناصف وترك يــ.د ريتان ثم أردف مبتسماً بتحمحم :
– إحنا مش مستعجلين يا طنط ،،، ولا إيه يا ريتا ؟.
نظرت له ريتان مبتسمة بهدوء ،، نعم شعور الأمومة يتــ.وغلها وتحن إلى طفلٍ يلون حياتها الباهتة ولكن أحياناً يخطط القدر بطريقة محكمة ،، فالتمهل في تلك المسألة أفضل كثيراً من العجلة ،،، ربما يفاجئها القدر .
أردفت جميلة بتعجب :
– مستعجلين إيه يا بنى دانتوا بقالكوا سنة متجــ.وزين أهو ! ..
أشارت ريتان تغمز لوالدتها وأردفت بهدوء :
– عادى يا ماما لسة بدرى ،،، كملوا اكلكوا وانا هقوم أجيب الحلو .
أردفت بسمة بحماس وهى تقف :
– خليكي يا ريتان وانا هجيبه .
اومأت لها ووقفت بسمة تتجه للداخــ.ل لتحضره ولترضي فضولها عن أكتشاف ما هو جديد في منزل شقيقتها .
❈-❈-❈
❈-❈-❈
بعد عدة أيام في فيلا شوقي
يجلس حمزة أمامه بعدما طلب لقاءه .
تجلس مها تطالعه بسعادة وتجاورها سعاد بترقب وهو يتحدث إلى شوقى مردفاً بعد تنهيدة حارة وتفكير حاسم :
– أنا جاي أحدد معاد الفرح يا شوقي بيه .
طالعه شوقى بتعجب ثم نظر لأبنته التى تبتسم له بانتصار وسعادة ثم عاد لحمزة وأردف بهدوء :
– وفين سالم ؟ ،،، مجاش معاك ليه ؟
تنهد حتى أهتزا منكبيه وأردف بثبات :
– أنا اللى جاي أحدد معاك ،،، بابا ميعرفش بس أكيد هيفرح جداً ،،، إيه رأيك كمان شهر ؟
أردفت سعاد بتعالى :
– شهر إيه ؟ ،،، لاء مش هنلحق طبعاً .
ردت مها مسرعة بحماس :
– هنلحق يا مامي ،،، شوية بس فلوس زيادة يندفعوا وكله هيتعمل .
نظر لها حمزة بتفحص فطالعته تبتسم بسعادة وتردف بهمــ.س من بين شفتــ.يها دون خجل ( بحبك ) .
❈-❈-❈
بعد عدة أيامٍ أخرى
فى عيادة أحد الأطباء المختصين
يجلس ناصف بشرود أمام الطبيب الذي أخبره عنه صديق قديم .
يردف الطبيب بترقب متسائلاً :
طيب ليه حضرتك عايز تعمل الفحوصات دى ؟ ،،، انت شاكك في حاجة ؟
أردف ناصف بشرود :
– عملت فحوصات من سنتين في فرنسا ووقتها النتيجة اظهرت أنى عندى ضعــ.ف في إفــ.راز الحيــ.وانات المنــ.وية ،،، بس كنت بخضع لعلاج وتوقعت إنى مع الوقت هكمل طبيعي .
تعجب الطبيب وتساءل بترقب :
– هو حضرتك كنت متز وج قبل كدة ؟ ،، لأنك قلت إنك متز وج من سنة بس ؟
نظر للطبيب بحدة وأردف :
– مافيش داعى لأسئلة ملهاش لزوم ،، نفذ اللى قولتلك عليه وبس يا دكتور ،، ومن غير ما أي حد يعرف .
تنهد الطبيب الأستثنائي الخائــ.ن لمهنته بإستسلام بعدما أخذ ما يرضى جشــ.عه وأردف بترقب :
– طيب يا ناصف بيه حضرتك بتتــ.عاطى أي نوع مخــ.در ؟
طالعه بعمق لثوانى وأردف بهدوء بعدما لف وجهُ للأمام يردف بشرود :
– كنت ،، كنت بتعاطى كوكايــ.ين بس بطلت .
تحمحم الطبيب وأردف بتوتر :
– ممكن جداً يكون ده السبب لكن أحب أطمنك مع الوقت الأمور هتبقى تمام ،،، على العموم أحنا هنعمل الفحوصات وهنشوف هل ما زالت المشكلة موجودة أو العلاج جاب نتيجة ،،، متقلقش .
أومأ ناصف عدة مرات وأردف محذراً للمرة الثانية :
– تمام ،،، مافيش مخلوق يعرف .
أومأ الطبيب مؤكداً ثم غادر ناصف بعدما أخذ منه الطبيب العينات اللازمة لإجراء الفحوصات المطلوبة واستقل سيارته ليعود لمنزله .
بعد فترة دلف شقته فوجدها ساكــ.نة ومعطرة مريحة للنفــ.س وللعــ.ين كالعادة .
تنهد بعمق ثم ناداها يردف بترقب وهدوء :
– ريتان ؟
جاءت من غرفتها تبتسم له مردفة بتودد :
– حمدالله علي السلامه ..
أومأ مبتسماً ثم أردف متسائلاً :
– إيه رأيك لو نخرج ؟
هزت رأسها وأردفت متسائلة :
– تمام ،، بس هنروح فين ؟
فكر قليلاً وأردف بترقب :
– إيه رأيك لو روحنا زيارة لسناء نطمن على سليم وتقى !.
توترت قليلاً وفركت يــ.دها تردف بترقب :
– مش إنت كنت عندهم من يومين تقريباً ؟ ،،، ليه هنروح تانى ؟
أقترب منها ومد يــ.ده يضعها على وجنــ.تها بحنو ثم أردف متسائلاً بتعجب :
– إنتِ ليه بقيتي تتجنبي سناء ؟ ،، هى مزعلاكى ؟ ،،، لاحظت إنك بتبعدى عنها .
هزت رأسها تردف بتروى وهى تلتقط أنــ.فاسها :
– لااا ابداً ،،، أنا بس مش بحب أخرج كتير زي ما أنت عارف ،،، يعنى حتى عند بابا أنا مروحتش غير قليل جداً بس من وقت جوا زنا وبسمة أو ماما هما اللى دايماً بيجولي .
زفرت تتابع بترقب :
– طيب خلاص لو حابب نروح معنديش مانع .
تعمق عيــ.نيها وتسائل بشك :
– مش هتكونى مضايقة ؟
هزت رأسها وأردفت بإبتسامة هادئة :
– لا خالص ،،، أنا كمان وحشونى جداً سليم وتقى ونفسي أشوفهم .
أومأ مبتسماً يردف :
– تمام ،،، يبقى أدخــ.لى غيري هــ.دومك وأنا هكلم سناء وابلغها .
أومأت ودلفت تبدل ثيابها بينما هو تناول هاتفه وأجرى اتصالاً على سناء التى اجابت بود :
– أهلاً يا ناصف أزيك ؟
أردف بترقب متسائلاً بمرح :
– عندك عشا يا سناء ولا نجيب عشانا وإحنا جايين ؟
تعجبت مستفهمة بتعجب :
– إنتوا ؟ ،،، أنت جاي مع ريتان ؟
أردف مبتسماً :
– أيوة ،،، وقتك يسمح ولا !
توترت قليلاً ثم أردفت :
– أكيد طبعاً تنوروا ،، يالا هستناكوا ،، سلام .
اغلقت معه ثم قامت سريعاً بالإتصال على حمزة قبل أن يأتى مثلما أخبرها ولكن لسوء الخط هاتفه مغلق .
حاولت مراراً وتكراراً دون جدوى .
في ذلك الوقت كان حمزة يقف أمام فيلا شوقي ينتظر مها خطيبته حيث قررت زيارة سناء بناءاً على رغــ.بة في التقــ.رب منها أكثر بعدما تأكدت أنها المقربة لحمزة .
❈-❈-❈
في فيلا سالم
تجلس صفية مع شيرين تدردشان بينما رن هاتف صفية فتناولته ونظرت له ثم ابتسمت وأردفت بحنو ولهفة :
– ده فريد يا حبيب قلبي .
دق قلب شيرين بعنــ.ف وترقبت صفية وهى تجيب بلهفة مردفة واشتياق :
فريد يا حبيبي ،،، عامل ايه .
أردف فريد بحنو :
– ازيك يا ماما ،،، عاملة إيه يا ست الكل ،،، أنا كويس يا حبيبتى ،، طمنيني عن صحتك ؟
أردفت بحنو وسعادة لسماع صوت مدللها الصغير :
– زى الفل يا حبيبي ،،، طمنى عامل إيه في دراستك والأمور معاك تمام ؟
أردف مازحاً بسعادة لسماعه لصوت والدته :
– الأمور تمام يا ست الكل والمزز هنا تمام أوى ،،، بس تقريباً مش بياكلوا زر معمر زى اللى بتعمليه .
ضحكت عليه وأردفت بتنبيه :
– أبعد عنهم يا فريد ،،، خد بالك يا حبيبي مافيش زي الأكل البلدى .
أومأ يردف مؤكداً :
– عارف طبعاً يا ماما ،، متقلقيش عليا أنا تربيتك بردو ،،، وبعدين أنا فيه واحدة بس هي اللى واخدة قلبي ،،، ميادة يا أمى .
تنهدت صفية بضيق ونظرت إلى شيرين التى تستمع إلى حديثه المؤلم لقلبها بترقب وثبات ظاهرى عكس ثورتها الداخــ.لية .
أردفت صفية بهدوء :
– طيب يا حبيبي خد بالك من نفسك ،، وادفى كويس يا فريد ،، وابقى طمنى عليك .
أردف بتروى :
– حاضر يا أمى ،،، وأنتِ كمان خدى بالك من صحتك ،، وسلميلي على بابا واخواتى ،،، وأه من حق سلميلي على شيرين ،،، عاملة أيه المجنونة دي ،، عقلت زيي ولا لسة ؟
نظرت صفية إلى شيرين بترقب ثم أردفت بهدوء :
– أهى جنبي أهى وبتسلم عليك .
أردف بمرح وسعادة :
– جنبك ؟،، طيب اديهالى .
مدت صفية الهاتف إليها بترقب فزفرت شيرين بضيق فهى لا تود التحدث معه .
تنهدت بقوة مستسلمة حتى لا يلاحظ ومدت يــ.دها تتناول الهاتف من صفية ثم وضعته على أذ نها وأردفت بجمود :
– أهلاً يا فريد ؟
أردفت بفرحة وحماس :
– أهلا يا شعنونة ،،، عاملة أيه ،، تصدقي وحشتيني ؟
نغزها قلبها ونظرت لزوجة عمها بحزن ثم أردفت بصوت جاهدت ليصدر ثابتاً :
– شكرا يا فريد ،، انت أخبارك ايه ؟
تعجب من هدوئها وأردف ممازحاً :
– إيه ده ؟ ،،، انتِ عقلتى امتى؟ ،، أنا كويس جداً ،، عايزك تاخدى بالك من ماما يا شيري ،،، انتِ عارفة إنها أوقات كتير بتأهمل أدوية الضغط والسكر .
أومأت مطمئنة :
– متقلقش يا على ماما صفية ،،، هى في عيــ.ونى .
أبتسم يردف بحنو وإطمئنان :
– عارف ،،، أنا مطمن عليها لأنك معاها ،،، مش عارف لو اتجــ.وزتى وسبتيها هعمل إيه .
تألمت منه وأغمضت عيــ.نيها ثم أردفت بجمود :
– فريد خد ماما صفية معاك لأنى معايا اتصال .
ناولت صفية الهاتف ووقفت تتجه إلى غرفتها مسرعة بحزن بينما تتبعتها صفية بشفقة وأردفت :
– ابقى طمنى عليك يا فريد ،،، يالا سلام يا حبيبي .
أغلقت معه بعد أن ودعها ووقفت تتجه لغرفة شيرين كي تراها وتطمئن عليها فهى تعلم عشقها لفريد وتتفهم ما تمر به ولكن ليس من الصواب أن تخبر إبنها الابله بذلك ،،، عليه هو أن يرى بنفسه حقيقة القلوب .
❈-❈-❈
وصل ناصف بسيارتهِ إلى فيلا شقيقه .
ترجل وإتجه يفتح باب السيارة لريتان التى ترجلت تتمــ.سك بيــ.ده وهو يبتسم لها .
فى تلك الأثناء دلف حمزة من بوابة الفيلا بسيارته إلى الحديقة وتجاوره مها ..
رآها تتمسك بيــ.دِ ناصف ،،، والتفتت هي على صوت السيارة تنظر للقادم فلتقت عيــ.نيهما فتوترت بمجرد رؤيته وارتعشت يــ.دها داخل كف ناصف الذى طالعها بتعجب يردف متسائلاً :
– إنتِ بردانة ؟
التفتت تطالعه فجأة بصمت ،،، لم تراه منذ زوا جها لذلك كانت رؤيته صدمه كهربائية على قلبها المُعطب .
هزت رأسها لناصف بلا فنظر هو لحمزة ومها وأردف :
– مكنتش أعرف إن حمزة ومها جايين ،،، سناء مقالتش .
تنهدت بقوة تومئ بصمت وأبعدت نظرها عنهما بينما نظرت مها لحمزة بخبث وأردفت :
إيه ده ؟ ،،، معقول سناء عزمتهم معانا ؟
لم يجيبها بل أومأ بهدوء وظل ينظر لتلك التى لفت نظرها عنه ولم تعير وجوده إهتمام ،،، تعالت وتيرة أنفاسه ،،، لم يراها منذ ذلك اليوم التى تزوجت فيه ،،، التوى داخله بشدة كإعتصارِ أحدهم لقطعة قماشٍ قطنية ممتلئة بالمياه ،،، ما يخــ.مد ناره هو راحتها التى يتأكد منها من شقيقته ولكن كيف سيتحمل المكوث معهما في مكانٍ واحد ؟
زفرت مها بضيق ثم أردفت تطالعه :
– حمزة يالا ننزل من العربية ميصحش كدة ؟
طالعها بعدما تنبه وترجل بالفعل من سيارته وأتجه يفتح بابها ويتمــ.سك بيــ.دها لينزلها .
اتجها اليهما فأبتسم ناصف لهما وأردف بترحاب :
– إيه الصدفة الحلوة دي ،، إزيك يا حمزة ،،، أزيك يا مها ؟
أردف حمزة بجمود وهو يتطلع عليه بحقد :
– الله يسلمك
بينما أردفت مها بمرح غير معتاد :
– أزيك يا ناصف ،، اخبارك أيه؟.
لفت نظرها إلى ريتان وأردفت بهدوء يحمل خبثاً :
– أزيك ،،، ريتان مش كدة ؟ ،، أخبارك أيه ؟ ،، أخدتى ناصف من شلة النادى ،، مبقاش ييجي خالص .
أردفت ريتان بهدوء واختصار :
– الله يسلمك ،، ناصف الفترة دي مشغول شوية في الشركة .
قالتها وهى تتطلع على ناصف بإبتسامة هادئة فابتسم لها ناصف واغتاظت مها منها بينما أردف حمزة بترقب :
أزيك يا ريتان ؟
أردفت مختصرة بمنتهى الثبات التى لا تعلم مصدره :
– الله يسلمك .
خرجت سناء تستقبلهم بتوتر مردفة بترحاب :
– يا أهلا وسهلا ،،، نورتونى اتفضلوا ..
اتجها ناصف وريتان يرحبان بها ودلفا ورحبت بها مها ودلفت أيضاً بينما وقف حمزة يطالعها بلوم مردفاً بهمــ.س :
– إنتِ كنتِ عارفة ؟
هزت رأسها تردف بتوتر :
– رنيت عليك كتير ابلغك تليفوتك مقفول ،،، حمزة علشان خاطرى بلاش مشاكل ،،، عدى الليلة .
أومأ لها ودلف يتبعهما ثم اتجه يجلس بجوار مها التى تنظر بحقد لريتان وناصف يحدثها بحب وهى فقط تبتسم وتجيب بكلمات قليلة جداً وثقة ،،، لأول مرة تحقد مها على إحداهما بهذه الطريقة ،،، دائماً هى المفضلة والمميزة تستحوذ على إهتمام الجميع ولكن تلك الريتان اخذت منها الأضواء الآن ،،، برغم بساطتها ومستواها إلا أن بها شئ مميز تجهله هي .
أتجهت سناء وجلست بينهم مرحبة بهم ثم نظرت لمها وأردفت :
– مبسوطة جداً يا مها إنك نورتيني .
إبتسمت مها وأردفت بخبث أمام أعين ريتان :
– بما أننا أنا وحمزة باقي أيام قليلة على فرحنا فحبيت نتقرب من بعض أكتر أنا وانتِ .
إبتسمت لها بهدوء ثم تطلعت على آخيها وأردفت متسائلة :
– خلصتوا تجهيزات يا حمزة ؟
تنهد بضيق ينظر لها واضعاً ذراعيه على ساعدي المقعد ويشبك كفيه ببعضهما ثم تحدث بهدوء وملامح حزينة :
– أيوة يا سناء ،،، تقريباً باقي تفاصيل بسيطه .
أردف ناصف بتهنئة :
ألف مبروك ،، فرحتلكوا جداً .
أردفت ريتان بهدوء وتمعن برغم تلك النغزة التى أصابتها :
ألف مبروك ،،، لايقين على بعض جداً .
رفع نظره يطالعها بعمق ثم لفه سريعاً لا يقوى على النظر إليها بينما ردت مها بمغزى تردف وداخلها يغــ.لى :
– الله يبارك فيكي ،،، فعلاً كل اللى يشوفنا يقول كدة ،،، لايقين على بعض في كل حاجه .
أبتسمت ريتان بسخرية ثم أردفت سناء لتزيل التوتر الملحوظ :
– طيب أنا هقول للمساعدة تحضر العشا .
وقفت تنظر لريتان ثم أردفت بترقب :
– ريتان إيه رأيك تيجي معايا ..
رحبت جداً بالفكرة فهى لا تريد الجلوس أمامهما ووقفت تتجه معها للخارج حيث زفرت تستعيد أنــ.فاسها التى حُبست في تلك الغرفة .
اتجهت مع سناء حيث بهو الفيلا فأوقفتها سناء في المنتصف وأردفت مبتسمة وهى تلتفت إليها :
– ريتا إيه رأيك تطلعى تشوفي سليم وتقى وتجبيهم ! ،،، أكيد وحشوكى أنا عارفة .
تطلعت عليها ريتان وابتسمت متحدثة بهدوء :
– تمام ،، أنا فعلا نفسي أشوفهم جداً ،، هطلع أجيبهم وانزل .
تركتها وصعدت الدرج تخطي في الرواق المؤدى لغرفة التوأم ثم طرقت ولفت مقبض الباب ودلفت تنظر بترقب .
رآها الصغيران فتفاجئا بسعادة وقفا يناديها بإسمها فدلفت واتجهت تعانــ.قهما بحنو وجلست معهما تستمع إلى حديثهما الطفولى بحب واشتياق .
اما في الاسفل فكان حمزة يجلس على بركانٍ نشط ،،، يريد أن يغادر ،،، ناصف ومها اندمجا في الحديث سوياً وباتت تتحدث عن ذكرياتهما في فرنسا وتوجه حديثها لحمزة الذى يستقبله بشرود ويومئ بصمت .
وقف حمزة يردف بترقب :
– عن اذنكوا ،،، هروح الحمام وراجع .
خرج تاركاً الغرفة يتنــ.فس بقوة ثم قرر الصعود لتوأم شقيقته ظناً منه أن ريتان بالداخل مع سناء .
صعد الدرج واتجه حيث غرفة الصغيرين ،، لف مقبض الباب بعدما طرقه ودلف قبل أن يتفاجأ بوجودها كما فعلت هى ووقفت مسرعة
توتر يطالعها ثم تحمحم وأردف بحرج :
– أنا أسف فكرتك مع سناء .
كاد أن يغادر فاسرع سليم يتمسك بيه مردفاً :
– خالو حمزة تعالى ألعب معانا .
تطلع على سليم ثم تطلع عليها وعلم أنها لا ترغب في وجوده فنظر للصغير واردف بتروى :
– حبيبي هستناكوا تحت .
أردف الصغير بإصرار :
– بليييز يا خالو ،،، ألعب معانا مس ريتان هتشجع تقى وانت تشجعنى ؟
زفر ودلف يجلس معهما فتحركت هي لتغادر مسرعة ولكنه أوقفها ينادى بقلبٍ متلهف لا إرادياً مردفاً :
– ريتان ؟
تصنمت مكانها تواليه ظهــ.رها فتابع بإختناق وندم يأرقه دائماً ولا يعلم لما أردف :
– الكلام اللى سمعتيه منى قبل جوا زك أنا ــــــ.
متكملش .
قالتها تقاطعه وهى تلتفت تتحدث بعــ.يون واسعة وتكمل بجمود :
– مافيش أي كلام بينا أصلاً .
عادت لتغادر وفتحت الباب فتفاجئت بناصف أمامها يطالعها بتعجب ثم نظر للداخل فوجد حمزة يجلس بجانب سليم فتساءل بترقب :
– سألت سناء عليكي قالت إنك هنا ،،، أنتِ كويسة ؟
أومأت تردف بتوتر :
طلعت أسلم على سليم وتقى لأنهم وحشونى ،،، هو إحنا ممكن نروح يا ناصف ؟ ،، صدعت فجأة .
اتجه يساندها أمام أعين ذلك الذى يشعر بالإختناق .
أردف ناصف بقلق :
– مالك يا حبيبتى ؟ ،،، تحبي أخــ.دك على الدكتور ؟
هزت رأسها وأردفت بهدوء :
– لاء مافيش داعى ،، خلينا نرجع على البيت هاخد مسكن وابقى تمام ،،، أنا اطمنت على الأولاد ،، نعتذر من سناء ونبقى نيجي وقت تانى .
تنهد يومئ مردفاً :
– تمام يا حبيبتى ،،، زي ما تحبي .
ودع الصغار وحمزة ونزلا سوياً الدرج ثم اعتذرا من سناء التى لم تلح عليهما في البقاء لعلمها صعوبة الأمر على ريتان وشقيقها وغادرا على الفور .
بينما ظل حمزة في غرفة التوأم يلعبان حوله ولكن عقله في مكان آخر ،،، يفكر فيها ،،، عيــ.نيها ،،، هدوءها ،،، إمتلاك آخر لها ،، لمــ.سة ناصف لها التى أحرقته ،،، لاااا تلك المشاعر خــ.طر جداً عليه ولابد من تقييدها في الحال وسيفعل بزواجه .
دلفت إليه سناء تطالعه بحزن فهى تعلم مدى تألمه ،،، اتجهت إليه تربت على كتــ.فه ثم أردفت بتروى :
– حمزة تعالى ننزل علشان مها ،، ميصحش نسيبها تحت لوحدها .
تطلع على شقيقته بعيون متعبة وأردف بلوعة :
– مشيت ؟
تنهدت سناء بقوة ثم أردفت بترجى :
انساها بقى يا حمزة ،،، أنساها علشان خاطرى ،،، أنت من الأول سبتها ومقدرتش تواجه يبقى سيبها تعيش حياتها وعيش حياتك ،،، هى أتجوزت ومشاعرك دي حــ.رام وغلط عليك وعليها .
هز رأسه يردف بقهر وقد تخلى عن جموده وصمته الذى دام لعامٍ كامل :
– مش بأيدي ،،، عيــ.ونها مطفية يا سناء ،،، مافيهاش لمعة ولا شغف زي الأول ،،، كرهتنى ،،، بس محبتش ناصف .
أردفت بنبرة أكثر ترجى :
حمزة لو ليا خاطر عندك كفاية بقى ،،، كفاية كدة ،،، حددت فرحك وهتتجــ.وز ،، إنساها بقى هى دلوقتى مرات ناصف مينفعش كدة .
سحب شهيقاً قوياً ثم أومأ عدة مرات ووقف يردف بهدوء ظاهرى ويستعيد ثباته :
– يالا ننزل .
أما في سيارة ناصف حيث يقود إلى منزله ويتطلع على ريتان التى تنظر من النافذة بصمت .
أردفت متسائلاً بترقب :
– ريتان هو حصل حاجه ضايقتك ؟
التفتت تطالعه بعمق ثم ابتسم له ومدت يــ.دها تتمــ.سك بكــ.فه بحنو وتردف :
– متقلقش انا كويسة ..
تنهد وأردف بضيق :
– هو انتِ اتجنبتى حمزة ؟
طالعته بتعجب وصمت ثم أردفت مستفهمة :
اتجنبته ازاي ؟
هز منكبيه يردف بهدوء وهو يسحب يــ.ده من يــ.دها ويتطلع للأمام مردفاً :
– حسيت كدة ،،، ما وجهتلهوش أي كلام ،،، على العموم أنا شخصياً مش بستلطفه ،، علشان كدة سألت .
ضيقت عيــ.نيها تطالعه بصمت ثم قالت بثبات وهى تنظر للأمام :
– عادى ،،، مش لازم كل دائماً كل اللى بنقابلهم بنرتاح لهم ،،، أكيد عندك أسبابك ؟
أردف بشرود وهو يقود وكأنه يتحدث عن نفسه :
– المبالغة في المثالية بتخــ.وفنى .
تعجبت من جملته وطالعته بعمق تفكر في مقصده ،،، إنه محق ،،، فحمزة يبدو مثالياً ويخفى العكس وهذا ما أوقعها في حفرتهِ بسذاجة .
❈-❈-❈
بعد ثلاثة أيام
يجلس ناصف أمام الطبيب الذى أخبره بنتائج فحوصاته .
صامتاً منذ أن أخبره الطبيب ،،، هادئاً هدوءاً مخيفاً ،،، أردف الطبيب بترقب ليحاول طمأنته :
– ناصف بيه أنا مش عايزك تقلق خالص ،،، الطب اتقدم جداً والموضوع محتاج منك شوية صبر وهدوء ومع الأدوية هتقدر إن شاء الله تخلف .
لف نظره يطالع الطبيب بع ــ.يون حالكة التمعت ببريق غريب وأردف :
ممنوع مخلوق يعرف ،،، فاااهم ؟
توتر الطبيب من هيأته وأردف بتلعثم :
– ت تمام يا ناصف بيه أطمن ،،، بس المدام ؟
قلَب عيــ.نيه بطريقة مخيفة وقال :
– أسمعنى كويس وأفهم اللى هقوله ونفذه يا دكتور شريف من سكات علشان تسلم من شرى إنت وعيالك .
تنبه الطبيب لحديثه وأومأ بطاعة حيث استرسل :
– المدام هتيجي تكشف عندك وهتطلب منها فحوصات روتينية ،،، وبعد يومين هنجيلك تانى وهتقولها أن المشكلة عندها هي ،،، فهمت يا دكتور .
توتر الطبيب وأردف مستفهماً بصدمة :
– بس يا ناصف بيه ازاااي ،،، حضرتك عايزنى ابلغها إن عندها مشكلة في الإنجاب ؟
أومأ يبتسم بطريقة غريبة ويردف :
– برافو عليك ،، هو ده بالضبط اللى هتعمله .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)