روايات

رواية لقاء المعرض الفصل الثاني 2 بقلم دنيا فوزي

رواية لقاء المعرض الفصل الثاني 2 بقلم دنيا فوزي

رواية لقاء المعرض الجزء الثاني

رواية لقاء المعرض البارت الثاني

لقاء المعرض
لقاء المعرض

رواية لقاء المعرض الحلقة الثانية

_ أنتِ!! أنتِ دُنيا!!!
= بالظبط..معاك دُنيا.
كنت واقف مصدوم..من صدمتي ابتسمت والابتسامة بالتدريج بقت ضحكة، سألتها بذهول وضحكتي صدمتها مازال مرسومة على وشي.
_ أنتِ بجد؟
= لا جرافيك.
قالتلهالي بنفس إبتسامة الثقة اللي مرسومة على وشها، جاوبتها وأنا ببتسم على شكلها وطريقتها: مقصدش بس ليه مقولتيش إن أنتِ دُنيا، وإزاي! إزاي انتقدتي نفسك قدامي وكأنك مش هي فعلاً!
_ مهو أنتَ مسألتنيش عن إسمي.
= لو سألتك كنتِ هتقولي إنك دُنيا؟
_ مش عارفة بس ممكن لأ، تخيل تجيلك فرصة إنك تشوف نفسك في عيون اللي قدامك وإنه يتكلم عنك بكل أريحية ومساحة واسعة، بدون ذرة مجاملة أو تزييف واحدة، وأنا بقا جاتلي الفرصة دي فأكيد مكنتش هضيعها.
= اممم وليه انتقدتي نفسك!
_ لإني وللأسف عارفة العيب دا وعارفة إنه مضايق ناس كتير عندي وبحاول على قد ما أقدر أغيره بس ظروفي الخارجية بتضطرني على كده فبيبقى غصب عني.
= حوار كل رواية أيوا.
ضحكت وقالتلي بِخفة ورقة: والله أبداً حقيقي بيبقى غصب عني ببقى عايز أطلع الحاجة بيرفتك فالموضوع بياخد وقت.
كنت لسه هجاوبها لقيت شاب جه وسلم عليها كأنه يعرفها من زمان، كان عارف إن دي “دُنيا” شئ ضايق حاجة جوايا واللي ضايقني أكتر إنه كان بيتكلم بعشم فاق توقعاتي بمراحل…الحوار كان كالآتي.
: دُنيا أخيراً شوفتك!!
بصيت عليها لقيتها كرمشت وشها وسألته بكلمتها المعتادة اللي لاحظتها دايماً على لسانها لما يحصل شئ مش على هواها: نعم!!!
جاوبها بإبتسامة كانت قمة السماجة بالنسبالي: أنا واحد من معجبينك متابعك من زمان.
رددت الجملة جوايا وأنا بقول بضيق “واحد من معجبينك!!! هم كتير ولا إيه!!!!” وبعدين لقيتني برد عليا “إيه الهبل دا! طبيعي واحدة معروفة يكون ليها معجبين” كنت بقول الجملة دي وأنا مش راضي عن ولا حرف فيها، حسيت إني متضايق والضيق وصل لتعبيرات وشي.
ردت عليه بكل رسمية وابتسامة قدرت أفهم إنها مجاملة ليست إلا: أهلاً وسهلاً حضرتك جاي تشتري الرواية؟
كنت مبسوط برسميتها حسيت ضيقي من الموقف قل ولو بجزء صغير، ولكن السمج استمر في سماجته وهو بيقول: حضرتك إيه بس! قوليلي أحمد عادي.
ليه ميوفروش أوبشن إن لو حد ضايقك تديله بالقلم على وشه تفوقه، وبعدين ترجع تكمل اللي بتعمله عادي جداً ولا كأن حاجة حصلت!!
رسمت “دُنيا” واستغرابها من كَم العشم اللي اتعرضتله النهاردة كان واضح وضوح الشمس على وشها أو بمعنى أصح هيعرفه أكتر الشخص اللي اتقاله “إيه العشم دا!!”
قالتله بنفس إبتسامة المجاملة: تمام أقدر أساعدك بحاجة؟
جاوبها بإنشكاح ولا اللي بيعمل عرض لمعجون سنان: أكيد أنا جاي هنا عشان الرواية بتاعك.
قالت جملة بحب أقرأها ليها خصوصاً إنها كانت بتجاوب بيها كتير في الكومنتات: على راسي.
كان رف الكتب بتاعها جمبها، مدت أيديها عشان تجيب الرواية بس استوقفها جملة كتلة السماجة اللي واقفة جمبي وهو بيقول بكل بساطة: ولو مش هضايقك كنت عايز أخد معاكِ صورة.
_ نعم!!
لقيت نفسي برددها معاها بس أنا صوتي كان مدفون جوايا، لكن هي قالتها عَلن.
كملت كلامها وهي بتقول: أسفة بس اللي أقدر أقدمهولك هو إهداء على الكتاب غير كده مش هقدر ومش هينفع.
كنت حاسس إني ظرافة من كتر ما كانت راسي مرفوعة بيها وبعقلانيتها وهدوئها، بصيتله بجمب عيني وأنا بقول جوايا بملامح غير مرحبة بالمرة.
“فاكر نفسك واقف ع الريد كاربت بروح أهلك!! ”
قدمتله الرواية وكتبت الإهداء فيه ولله الحمد غار وتوكل على الله وسبحان هدوئي اللي رسمته، رغم الضيق اللي كان جوايا م العبث اللي حصل دا.
: يا ستااار يارب شوية وكنت هحتاج إنعاش قلب رئوي.
قولتها وأنا باخد نفسي زي اللي رمى حِمل تقيل من على أكتافه، بصتلي بإستغراب وسألتني: إيه دا أنت لسه هنا!!!
_ أصلاً! لأ بقولك إيه أنتِ جاية تستغربي النهاردة وهتبدأي تتعاملي من بكرا ولا إيه!
إبتسمت وقالتلي: مقصدش بس افتكرتك مشيت مأخدتش بالي إنك كنت واقف.
= معذورة هتاخدي بالك إزاي من المسواك اللي كان واقف جمبي دا.
ضحكت وبصت في الأرض وقالتلي وهي بتحاول تتحكم في ابتسامتها: طيب أقدر أساعدك بحاجة؟
= أكيد أنا جاي هنا عشان الرواية بتاعك.
قولتها وأنا قاصد أتريق على جملته اللي قالها ليها من شوية، كنت واثق إنها هتفهم قصدي، جابت الرواية وقدمتهالي بعد ما كتبت جواها التاريخ وإسمها، فتحت الرواية ورفعت عيني ليها وأنا بطلب منها القلم كتبت جمب إسمها جملة بس مخلتهاش تشوفها، قفلت الرواية وقدمتلها القلم بإبتسامة.
سألتني بفضول: ممكن أعرف إيه اللي اتكتب جوا؟
قولتلها وفي لمحة أمل ظهرت في عيوني: لو مكتوبلنا نتقابل تاني في مكان تاني غير هنا هتعرفي بإذن الله.
حواجبها أبدعوا في رسم الاستغراب، حقيقي بتستغرب أكتر ما بتتنفس، إستأذنت ومشيت وجوايا كلام عايز أقوله بس كنت واثق إني هقابلها تاني في الأتوبيس فمشيت بثقة وأنا عارف إني هروح بيتي ومفيش جوايا سؤال ليها مش هيقابل إجابته.
_____________________
الليل خلاص أحتل المكان وانتهى يوم المعرض بالنسبالي بين الضحك تبادل الهدايا والأحضان والحُب لكل زمايلي وأخواتي البنات اللي كانوا سبب في شهرتي وحطوني في زون الفنانة المفضلة ليهم، بصيت بصة أخيرة على الأرفف بتاعي لقيت كام كتاب يتعدوا على الصوابع بعد ما كانت الأرفف مليانة نسخ، حسيت إني محتاجة أعيط على حلم استصعبته في يوم وحالياً بقا واقع أقدر ألمسه بصوابعي وأمسكه بإيديا في أي وقت، عيوني دمعت كانت لمعة فرحة وفخر بإنجاز إن شاء الله مش هيكون الأخير.
خرجت برا الصالات نهائي، الجو بالليل بيبقى عبارة عن مشهد تُحفة فنية، ومنظر النافورة الصغيرة الملونة يخبل، الهوا كان منعش وحسيته غسلني من جوا، قعدت على كرسي ورنيت طمنت ماما عليا وعرفتها بإختصار يومي كان ماشي إزاي، وقد إيه اتقدملي حُب حقيقي النهاردة في عيون اللي كانوا جايين المعرض عشاني، دعتلي بدوام الفرحة والحُب والنجاح وقفلت معاها.
لقيت واحد بيقدملي زي مرسال كده وبيقولي بإبتسامة واسعة.
_ إتفضلي.
بصيتله بدون رد وابتسامتي الممزوجة بالاستغراب اترسمت على وشي.
= مستغربة ليه متقلقيش مش بفلوس دي محبة.
ضحكت وأنا بقوله: لا خالص مقصدش فكرة الفلوس.
= عارف أكيد، أنا بس خطاط وبعمل دعاية لنفسي بحوار المراسيل دا…إتفضلي.
عجبني حوار الدعاية دا، أخدتها منه وأنا بقولها بإبتسامة: ربنا يوفقك يارب…شكراً.
_ العفو..عقبال كل مرة.
ابتسامتي وسعت وأنا بتخيل إني جاية هنا السنة الجاية بروايتي التانية، قولتله: يارب تسلم.
بجد المعرض لو هيتلخص في حاجة فهو “السعادة” الناس بتبادل بعضها بهدايا ولو بوردة وبتدخل السرور على قلوب بعضها بطريقة تجعلك تحس إنك إنسان جديد، بصيت حواليا لقيت المكان مليان بهجة رددت جوايا وأنا بغمض عيوني وبستمتع بالهواء وهو داخل ينعش روحي “عقبال كل مرة”
بصيت في المرسال وفتحته لقيت جواه جملة بتقول
“هي دائماً بتدبير الله لك وليست بتفكيرك فلا تقلق” وفي نهاية الجملة إسمايل، حسيتها رسالة لحاجات كتير جوايا.
“ونعم بالله” قولتها وأنا بحط شنطتي على كتفي وبتحرك للمكان اللي اتفقنا هنتقابل فيه عشان نتحرك بالاتوبيس.
__________________
تعبت من اللف كتير في المعرض، الاختيارت كتير تحير اللي هيختار إلا لو كان محدد هيختار إيه ورايح لمين بالظبط، أيوا شبهيي كده…خرجت برا أشم هوا، الجو جوا من كتر الناس كتمه وحَر، برا عالم تاني يشبه الجنة، قعدت على الكرسي وحاسس إني كنت في ساقية، عمال ألف وأدور بلا سبب، أشتريت كام رواية غير روايتها بعد تفكير وبحث، في هناك كذا قسم واحد للقرآن وغيره للرسم وغيره للشعر وللكتب والروايات وأغاني أم كلثوم القديمة المكان مليء بكل ما يندرج تحت مسمى أي شئ بيتكتب.
موبايلي رن وكان “سيف” صاحبي، رغم إن أنا اللي المفروض أرن أطمن على والده، بس هو مبطلش سؤال عليا وكأنه حاسس بالذنب.
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
= فينك كده؟
_ والله قاعد باخد استراحة وخلاص ربعاية كده وهنتحرك.
= المعرض حلو؟
_ بص هو حلو بس عايز شريك يعني لو هتروحه لازم يبقى معاك حد بتحبه عشان تسلوا بعض.
= حقك عليا أنت ع..
_ يعم متبقاش حنين كده أنا مقصدقش أنت أصلاً.
= حبيبي والله طول عمرك قليل الأصل.
_ قلبي يجدع، أبوك عامل إيه طمني؟
= الحمد لله أتحسن وروحنا البيت أهو كل تمام.
_ طب الحمد لله ربنا يطمنا عنه دايماً.
= يارب، مقولتليش برضو شوفتها ولا لسه؟
_ مين؟
= أحبك وأنت مستعبط كده.
_ عجبتك يروحي؟
= ما تنجز يا نحنوح شوفتها ولا لأ.
_ الحوار كبير يستا هحكيلك لما أرجع.
= هي فيها حوار كمان!
_ ياااه يجدع دا ولا الفيلم الهندي.
= لا متقولش طلعت أختك في الرضاعة؟
_ لأ دا كده وسعت منك ودخلت على مرحلة الخيال العلمي.
= مدام مش أختك يبقى أي حاجة تانية مقدور عليها.
_ أنت ليه محسسني إني وعدتك إني هجيلك وفي أيدي المدام؟ دا أنت متحمس أكتر مني!!
= أخويا يجدع وعايز أفرح بيك قبل ما ي…
_ خالتي خالتي اقفلي الله يخليكِ.
ضحك وقفلنا سوا والجروب بعت مسدچ إننا لازم نتجمع عشان هيتحركوا، أخدت نفس عميق وأنا بستعد للقاء من تاني.
وصلت لقيتهم كلهم متجمعين وفي انتطاري قد إيه حسيت إني شخص مهم.
: ها يجماعة الفرد الناقص جه ولا لسه!
السواق قالها بكل عفوية، ناقص!!! في اللحظة دي أحب أسحب كلامي جداً.
كنت حافظ مكاني والكرسي بتاعي أول ما دخلت من باب الأتوبيس عيني وقعت عليها، كانت مبتسمة وساندة براسها على شباك الأتوبيس، الفرحة أحلوت لما زارتها ويبخت الضحكة المرسومة بملامحها، قعدت جمبها وأنا بحاول على قد ما أقدر أحافظ على مسافة أمان بينا.
قولتلها بإبتسامة اتنقلتلي أثر ابتسامتها: يومك شكله كان يشبهك…حلو.
= جداً.
قالتلهالي بنبرة واحدة مغيبة، فجأة أدركت الواقع وبصتلي وهي بتقول: أنت جيت أمتى؟
_ أنتِ واخدة الاستغراب أسلوب حياة مش ممكن.
= وأنت واخد العشم مبدأ مش طبيعي.
_ المفروض عرفتي من أول الرحلة.
= بتبهرني كل مرة بالأداء ماشاء الله.
_ طب الحمد لله أنا كده أطمنت على نفسي.
ابتسمت وقالتلي: عجبك المعرض؟
= يعني بس كان هيبقى أحلى بالشريك.
_ أكيد الشريك عموماً بيحلي وبيجعل للحدث قيمة أكتر سواء كان حبيب أو صاحب.
= حقيقي، طلعتي صغيرة على الحوارات اللي عملاها والحكايات اللي بتكتبيها يا دُنيا.
ضحكت ضحكة صغيرة خفيفة وهي بتقولي بفلسفة: مش بالسن يا أستاذ.
_ أكيد بس توقعت دُنيا دي شابة في بداية العشرينات دا إذا مكانتش في منتصفهم مثلاً.
= والحقيقة؟
_ طفلة بعقل واحدة عندها تجارب لا تُعد، رغم إنها في الحقيقة قد تكون غير كده.
كشرت وقالتلي: طفلة! أنت شايفني طفلة!!!!
ابتسمت وقولتلها: على الأقل بالنسبالي.
ابتسمت بسمة إجبار وهي بتقولي: بس بالنسبة لغيرك معتقدش.
بالنسبة لغيري! جملة نجحت في استفزازي بجدارة، مكنش قدامي غير إني أبص للشباك جمب وشها بالظبط وأسكت.
كنت عارف إني لو متكلمتش هي مش هتتكلم، بس لقيتها بتسألني: كتبت إيه في الرواية لما أخدت القلم مني؟
صوتها بَعد غبار الجملة اللي قالتهالي من عشر دقايق وحل محله شعاع كده لذيذ.
_ قولتلك لو اتقابلنا تاني في مكان تاني غير لقاء المعرض دا.
= وأنت فاكر إننا ممكن نتقابل تاني؟
_ بيقولوا يقينك بالشئ ببحققه وأنا بإذن الله واثق من اللقا في مكان تاني.
بصتلي كتير بدون رد وكأنها بتسألني بعيونها جبت الثقة دي منين!!! كان نفسي أشوف عيونها بس للأسف الأتوبيس كان مضلم بعض الشئ ومقدرتش حتى أشوف ملامحها.
_ أنتِ منين؟
= المحلة.
_ وأنت؟
= اسكندرية.
لقيتها ضحكت بعد ردي، الاستغراب المرادي كان من نصيبي وأنا بسألها: في إيه؟ ضحكيني معاكِ.
قالتلي بنبرة حسيتها ممزوجة بتريقة: يعني أنت من إسكندرية وأنا من المحلة وواثق إننا هنتقابل تاني؟
جاوبتها بثقة: بإذن الله.
= لا حول ولا قوة إلا بالله…ربع ثقتك.
_ بكرا أفكرك بالذكرى دي ونضحك عليها سوا.
= ماشاء الله أحنا هنضحك كمان؟
_ أومال.
= ربنا يهديك.
_ يارب.
إستوعبت ردي على سؤالها من الأول وقالتلي: ويت! أنت عارف إن الأتوبيس دا رايح المحلة!!
= أيوا ما أنا جاي فيه، ليا قرايب هنا كنت قاعد عندهم وزي ما قولتلك حوار صاحبي.
حركت راسها وبصت للشباك من تاني تراقب الطريق بهدوء، قطع هدوئها رنة موبايلها ولسه هترد الموبايل قطع شحن.
_ لا لا أرجوك مش وقته يخربيتك.
كانت بتكلم الموبايل وكأنها هتصعب عليه ف هيفتح يجبر بخاطرها!!
عرضت عليها موبايلي وأنا بقولها: لو حد من أهلك ممكن تكلميه من عندي الوقت أتأخر وأكيد هيحتاجوا يطمنوا عليكِ.
قالتلي بعناد: لا شكراً لما أروح هطمنهم بنفسي.
= يبنتي لسه بدري على ما نوصل خدي كلميهم من عندي مفيهاش حاجة.
سكتت شوية والشوية بقوا دقايق لدرجة إني حسيتها نامت وهي بتفكر!
_ خلاص هعمل مكالمة.
طلعت بالصوت فجأة لدرجة خضتني شخصياً، حسيتها كانت بتاخد الموافقة من العالم الأخر بسبب تأخيرها في الرد دا.
قدمتلها الموبايل كتبت الرقم، كلمت باباها طَمنته عليها وبعدها رجعتلي الموبايل تاني، وجوايا بَعد صفاتها أولهم كان أولهم العند وبعده الاستغراب وطبعاً الكلمة المعتادة “نعم!!!!” ابتسمت على أفكاري وفجأة جه في بالي سؤال حسيته هيفتح مجال إني أعرف دماغها أكتر.
_ النهاردة شوفتك كذا مرة بتتعاملي مع كذا حد برسمية زيادة.
قولتها فجأة بدون مقدمات أو تمهيد، جاوبتني بنبرة عملية لكنها كانت خفيفة على قلبي: بحس إن الرسمية مطلوبة أينعم هي في كتير من الأحيان بتبقى مش مرغوبة وتقيلة، لكن مجرد كسرها بيكسر حاجات كتير أوي وراها، مش بعيد يكون قلبك من ضمن الحاجات دي…عشان كده بقولهالك صريحة يا إسمك إيه أنت، متحاولش تقرب مني عشان متكرهنيش، حافظ على نظرة الاعجاب اللي في عينك دي ومتخاطرش عشان النظرة دي متبهتش.
_ مين جاب سيرة الكُره؟
= مش شرط تكرهني كلياً ممكن تكره صفة فيا لما تعرفني بجد وتعمل زوم على شخصيتي، وصفة ورا التانية هتشيل الشخصية كلها.
_ هي وجهة نظر تُحترم بس أنتِ بتدوري على البعد يا إسمك إيه، لكن أنا مش غاويه أنا غاوي حاجة تانية.
المحطة بتاعها كانت خلاص قربت والاتوبيس هيقف، حسيت نبضات قلبي بقت سريعة لمجرد إدراك إن خلاص كده ممكن مشوفهاش تاني!!
قولتلها بسرعة: دُنيا ممكن تديني كلمة.
بصت في عيوني والمرادي شوفت عيونها بجد بفضل العواميد اللي في الشوارع.
قالتلي بخفوت: كلمة إيه؟
قولتلها بدون تفكير: إنك تحافظي على قلبك لحد ما نتقابل تاني لو مفيش حد في حياتك أو في بالك عموماً لو في عرفيني دلوقتي.
عين كانت على الطريق وعين كانت معاها في انتظار ردها، ملامحها كانت مُبهمة أنا ذات نفسي مستغربني مش عارف إيه اللي أنا بعمله دا ولا إيه اللي وصلني للمرحلة دي!! بس كان لازم أخد رد منها.
_ دُنيا جاوبيني بسرعة قبل ما تنزلي في حد في حياتك؟؟
حسيتها في عالم تاني الأتوبيس وقف وعمل صوت مزعج فوقها من العالم اللي راحته كررت سؤالي بنبرة أسرع: دُنيا جاوبيني.
قامت وقفت ولبست شنطتها وهي بتبعد عينيها عني وبتقول: عن إذنك لو سمحت.
_ تمام…أتفضلي.
حسيت قد إيه كنت غبي لما أعلنت عن مشاعر جاتلي فجأة بدون مصدر، قد إيه كنت سخيف لما سمحت للمشاعر دي تظهر في العلن قدامها، نزلت خلاص والأمل راح معاها في اللقا في مكان تاني، باب الأتوبيس أتقفل رجعت راسي ع الكرسي بتقل وأنا بردد.
_غبي…غبي.
سمعت صوت تخطبيت على الشباك بتاعي ببص لقيتها هي، عدلت قعدتي فجأة زي اللي خد أكسجين عشان يرجع يتنفس تاني، لقيتها بتكتب على الشباك بصابعها “لأ” وبعدها ابتسمت ومشيت، عيوني كانت معاها ونظرة الاعجاب اللي قالتلي عليها زاد عليها إصرار إني أبقى معاها بجد مش كواحد معجب بكتابتها وبس.
أنا ضحكت…ضحكت بصوت عالي وبعدين أخدت بالي إني في الأتوبيس والناس حواليا، أكتفيت بإبتسامة واسعة والأمل صابني من تاني في اللقا، لساني مش قادر يبطل إنه يردد “مفيش حد في حياتها”، رجعت راسي للكرسي وغمضت عيوني بس المرادي كنت حاسس إني همومي دابت.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء المعرض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى