رواية أقدار القلوب الفصل الأول 1 بقلم بسنت حسين
رواية أقدار القلوب الجزء الأول
رواية أقدار القلوب البارت الأول
رواية أقدار القلوب الحلقة الأولى
(في إحدي مكاتب المحاماه المشهورة)
يتصاعد رنين الهاتف فتجيب عليه السكرتيرة…
اسراء:ايوا يا منصور بيه
منصور : وصليني ب ثائر بسرعة انا من الصبح بحاول اوصله مش عارف وتليفوناته كلها مقفولة هو فين ؟
إسراء :ثائر بيه في اجتماع يا فندم في قضية مهمة بيشتغل عليها ومانع أي حد يعطله
منصور :ادخلي له دلوقت حالا وقوليله عمك محتاجك في مسألة مهمة
إسراء :يافندم مقدرش ده أنا اتطرد فيها
منصور ،مانتي لو مدخلتيش هتطردي فعلا عشان المسألة مهمة بالنسبة له آكتر مني ،قوليله رحيل وهو هيفهم
إسراء :حاضر يا فندم ربنا يستر……
(تسرع إسراء بالتوجه إلي مكتب ثائر وتطرق بيدها الباب بخوف شديد، ويأتيها صوت هادئ يسمح لها بالدخول)
إسراء :ثائر بيه آسفة اني بقاطعك
ثائر :مالك يا آنسة بتترعشي كده ليه ،انتي داخلة علي دب قطبي ولا إيه ،ما تهدي كده مالك ؟
إسراء: بالله عليك متعملش فيا زي ما عملت الصبح في وائل ده أنا قلبي واقع في رجليا من ساعتها مش قادرة ابص في وشك
ثائر: لا إله إلا الله ،انتي جديدة بقي وهتتعبيني ،بصي يا آنسة
أنا مبيطلعش خلقي علي حد غير لما يكون غلطان معايا غلط كبير ،كبير قوي مقدرش اتخطاه فإنتي طالما معملتيش حاجة غلط متخافيش مني ،انتي هنا شغالة عندي مش عبدة آنتي إنسانة وليكي احترامك وخصوصا إنك بنت ،فمتخافيش مني إلا لو غلطتي
إسراء :الله يطمنك يا فندم ،طيب حيث كده بقي ندخل في الموضوع علطول ،عمك اتصل علي حضرتك ومش عارف يوصلك فطلب مني اقولك كلمة واحدة بس “رحيل”
ثائر: بتقولي اييييييييييييه!!!!
اسراء:زي ما سمع…….
لما يتركها اثر تكمل جملتها وانطلق من جانبها بسرعة الرياح الي المصعد ليذهب لعمه في الحال…
.
(ثائر فخر الدين الهارون :شاب في التاسعة والعشرين من عمره، من أمهر المحاميين وأشهرهم ،استطاع ان يجعل له صيتا واسعا بكل نزاهة ودون ان يخالف ما يمليه عليه ضميره، هو كتلة من الدهاء وذو عقلية ناضجة إلي ابعد الحدود ،صعب إثارة غضبه، شخص ذو ملامح رجولية جذابة)
………
فى سيارة ثائر
كان يسوق سيارته بسرعة معتدلة رغم القلق اللذي ينهش قلبه
كلمة واحدة كفيلة بأن تقلب حالته رأسا علي عقب “رحيل”
أمانة أبوه الراحل منذ عامين ،كان ثائر شديد التعلق بوالده ويتطلع اليه ويسعى دائما لجعله فخورا به ،كان يتذكر آخر حديث له مع والده قبل وفاته وهو يمليه وصيته الأخيرة له…..
فخر الدين :ثائر يا ابني انت بقيت راجل يعتمد عليه وانا هقابل رب كريم وأنا مرتاح
ثائر :متقولش كده يا حبيبي ربنا يطول في عمرك ،ده انت شوية وهتقوم تخرج معايا كأنك مشوفتش تعب خالص
فخر الدين :يا واد يا بكاش أسكت أنا عارف إن خلاص قربت ،أنا جايبك دلوقت عشان اطلب منك طلب صعب عليك شوية بس انا واثق انك مش هتخيب أملي
ثائر : فى ايه يا حاج قلقتني ؟ اوعي تطلع متجوز علي الست الغلبانة إللي برا دي وعندك عيال بقي وكده وعايزني اداري عليك ؟
فخر الدين :أهو يارب إللي هيقصف عمري بدري أهو ،يابني اسمع بقي والله ما قادر لك
ثائر :اتفضل يا حاج خلاص مش هتوقع خالص
فخر الدين : انا ليا صاحب كان بالنسبة ليا اخ عمره ما سابني في ضيقة ولا قصر معايا في شئ، جاله سرطان في الرئة نهي حياته في وقت قصير ،بعد ما مات مراته كلمتني وقالتلي إنه سايبلي وصية إني أخد بالي من بنته وماعرفهاش إنه مات عشان متسيبيش دراستها برا وترجع ،هما حالتهم علي قدهم والبنت بتدرس بمنحة برا،أنا طول الفترة إللي فاتت دي كنت مخلي حد يراقبها وبتطمن عليها، وعرفت إن في حد بيضايقها وعايزها تبقي ليه بالعافية ،هو شاب مصري وإنت عارفه كويس
ثائر:مين ده يا حاج ،أنا أعرف حد معتوه كده ؟
فخر الدين : ايوا عز المعرفة ،وليد اخو خطيبتك ميار، وليد نصار
ثائر :انا عارف ان اهله بعتوه برا البلد عشان مشاكله كتير وهو عيل بايظ محدش عارف يحكمه، إيه الحظ اللي وقعه مع رحيل ده
فخر الدين : البنت بتشتغل في مطعم هناك هو بيروحه كتير ،شافها عجبته وحطها في دماغه، البنت آخر سنة ليها هناك السنة دي وهترجع علي هنا ،أنا عايزك تحميها وتخلي بالك منها ،لولا إنك خاطب وعن حب كنت هطلب منك تتجوزها
ثائر: حب…. آه آه بحبها صح، بس متخافش انا هتصرف متقلقش
فخر الدين :تمام يابني، خلي بالك من نفسك ومن أمك كمان ،أنا سايب راجل مكاني يسد زيي وزيادة ولا إيه
ثائر :ربنا يخليك لينا يا بابا وتخلي بالك مننا كلنا
فخر الدين:تعالي في حضني يا حبيبي…
(توجه ثائر الي ابيه وقام باحتضانه بشدة، مسح ابيه علي رأسه بيده مرتان ثم انزلقت يده بخفة وهو ينطق الشهادة وفارق الحياة…….)
…….
مسح ثائر دموعه بعدما انتهي من إعادة آخر لحظات ابيه معه وقال لنفسه : مهمتي ابتدت يا رحيل ربنا يقدرني ….
قام ثائر بالاتصال بعمه.
ثائر:ايوا يا عمي
منصور:تعالي استلم امانتك يا بطل عشان أنا مش عارف اخليها معايا بأنهي حجة وإنت طلبت مني استقبلها لما تيجي واخليها معايا من غير ما اتكلم في تفاصيل
ثائر : انا وصلت خليهم يفتحوا البوابة
(دخل ثائر من أبواب الفيلا المحاطة بعدد كبير من الحراس من أجل سلامة رحيل وتوجه الي الحديقة حيث يجلس عمه معها)
منصور :أهو جه ياستي إللي هيفهمك كل حاجة ،هستأذن أنا بقي ،لو احتاجتني في حاجة اتصل بيا يا أثر مش هتلاقيني ،عشان تعرف تقفل تليفونك كويس يالاه
ثائر :ياعمي انشغلت والله ونسيت ان النهاردة ميعاد وصولها
رحيل :وإنت مالك ومالي أصلا اوصل ولا ماوصلش انت تعرفني منين وبأي حق تجيبني هنا
ثائر :متتسرعيش انا هفهمك كل حاجة ،اتفضلي
(جلس ثائر واخذ يدقق النظر في أمانة ابيه، فتاة محتشمة متوسطة الطول، ملامحها تشع بالغضب والضيق رغم برائة هذه الملامح وبساطتها…
اخذ ثائر نفس طويل وقص عليها كل ما اخبره اباه اياه ورأي كيف تغيرت ملامح الغضب إلي الحزن والقهر)
رحيل :أبويا أنا مات وأنا معرفش!!!! إنت بتقول إيه ،أنا بقالي سنين مشفتوش ولا كنت عارفة انزل إجازات أملي عيني منه ،سابني ومات قبل ما اشوفه وابوس أيده ،مات موجوع وأنا مش جنبه ،ااااه يا أبويااااا آاااااه،
ثائر :اهدي يا رحيل ده كان طلبه مكانش عايزك ترجعي قبل ما تكملي دراستك حتي لو مات ،واضح انه كان بيحبك قووي
رحيل :امي فين
ثائر :مامتك موجودة في بيتكو و هجيبها هنا تقعد معاكي مش هينفع ترجعي بيتك تاني
رحيل :وإنت مفكرتش إزاي هتحميني وأنا في بيتك وإللي عايزني اخو خطيبتك وهياخد الموضوع حجة عشان كل شوية يجي هنا!!! إنت متعرفش ده ممكن يعمل إيه ده شيطان
ثائر : للأسف عارف إنه مجنون ومحدش عارف يلمه عشان كده عندي ليكي اقتراح صعب عليا وعليكي بس مافيش مفر منه
رحيل : متقولش نتجوز!!!!!
ثائر :لا هنتجوز فعلا
(وجاء صوت متدخلا في هذه المحادثة)
الله الله خطيبي قاعد بيتحايل علي واحدة إنها تتجوزه كإنه حر نفسه ومش عامل قيمة للبني أدمة إللي قبلت بيه بعد ما طلعت عينه!
ثائر :ميار انتي ايه اللي جابك هنا
وليد :أنا إللي جبتها…..
ويقف الجميع ينظرون الي بعضهم البعض في صدمة وغيظ ومكر وحيرة وخوف…..
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية أقدار القلوب)