روايات

رواية بين يديك الفصل السابع عشر 17 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية بين يديك الفصل السابع عشر 17 بقلم قوت القلوب

رواية بين يديك الجزء السابع عشر

رواية بين يديك البارت السابع عشر

بين يديك
بين يديك

رواية بين يديك الحلقة السابعة عشر

•• هديه صادمه … ••
هديه غير متوقعه إطلاقاً بل وصادمه لها ، كيف يمكن ذلك ، كيف يعقل … هكذا قالت لنفسها وهى تنظر بداخل العلبه …
عبوس وجهها الشديد جعلهم يناظرون بعضهم البعض حين تطلع الحاج “خالد” بولده و”أم مصطفى” أيضاً ببعض نظرات الإتهام فلابد أنه وقد أحضر لها شئ سيئ للغايه …
حين هتفت بتجهم بالغ قائله ..
مى بصدمه: إيه ده …؟؟؟!!!
ضم الحاج “خالد” شفتيه بحرج من هديه “مصطفى” لها دون حتى معرفه محتواها ، علت أعين “مصطفى” نظرة عدم فهم فهو حقيقه لا يدرى ماذا بها هديته …
نظرت “مى” إلى محتوى العُلبه أكثر من مرة فى ذهول وصدمه مما تراه عيناها …
دارت بعيناها بينهم دون أن تنطق بكلمه لكن نظراتها كانت تحمل العديد من الاسئله والدهشه معاً …
بتوجس من عدم قبول “مى” لهديته الغاليه …
مصطفى : إيه يا “مى” … للدرجه دى مش عاجباكى الهديه …؟؟
مى : إنت … إنت ….!!!!!…
مصطفى : فيه إيه … أنا إيه …؟؟؟
بسؤال مفاجئ يحمل بعض الإتهام …
مى : إنت جبت دى منين ….؟؟؟
بإيضاح وتبرير لها ظناً منه أنها تتهمه بأنه غير قادر على شراء مثلها …
مصطفى : جبتها منين يعنى إيه …؟؟ ده بتاعتى من وأنا صغير … وملقتش أغلى منها على قلبى علشان أقدمها لك هديه ..
مدت “مى” يدها إلى داخل علبه الهدايا مخرجه منها سلسال فضى مميز للغايه به نقوش يدويه رائعه لتقع عيناهم جميعاً على تلك الهديه التى سببت لها كل هذا الإزعاج …
ضيقت حاجبيها بعدم تصديق …
مى : بتاعتك ….؟؟!!!!!!
بدلت نظراتها إلى “أم مصطفى” كما لو تطلب منها تأكيد ذلك ..
ام مصطفى : أيوه يا بنتى بتاعته … مالك إيه إللى حصل ….؟؟
إقتربت منه “مى” تدور بوجهها تتفحص ملامحه كأنها تراه لأول مرة ثم قالت …
مى : طب إزاى ده …؟؟؟ دى نفس السلسه بتاعه “أسامه” إبن ماما “فاديه” ….
عقص “مصطفى” أنفه بعدم فهم ليشك بالأمر ….
مصطفى: إزاى يعنى ..؟؟؟
وبتلك اللحظه ولأول مرة ضغطت “مى” على الزر الخفى بالسلسال الفضى ليفتح بشكل مفاجئ ليوضح إتقان تصميمه الفنى بوجود حفر بارز بداخل السلسال منقوش به إسم “أسامه” بهذا التجويف الذى يراه “مصطفى” لأول مرة …
إقترب “مصطفى” بعد حركه “مى” المفاجئه ممسكاً بالسلسال بيده وهو يتفحصه بدقه ليجد بالفعل نقش بإسم ( أسامه) بداخل السلسال ، إضطراب يجتاح نفسه ليحرك رأسه نافياً ذلك فهو إبن أبويه هؤلاء وليس لغيرهم …
مصطفى : يعنى إيه … أنا مش فاهم حاجه …؟؟
صمتت “مى” قليلاً تتابع إندهاشه ومفاجئته ورفضه أيضاً ثم قالت …
مى : يعنى لو دى السلسه بتاعتك من وإنت صغير زى ما بتقول … يبقى إنت “أسامه” إبن ماما “فاديه” … بس إزاى ده ؟! .. وباباك ومامتك أهم ….؟!!!
بضحكه قصيرة ساخراً مما تقول محاولاً رفض ذلك بالمرة فهو ليس إبنهم بل ولدهم ولا يوجد شئ على الإطلاق يقنعه بعكس ذلك ..
مصطفى : إستحاله طبعاً …
ثم أكمل بتوتر : ما تردى عليها يا ماما … إيه التخاريف دى !!!!!! … أنا إبنك إنتى …. قوليلها … مش بتردى عليا ليه ؟؟؟!!!!! …..
وبأنفاس متهدجه ونبرة خائفه مهتزه من أن يكون ذلك صحيحاً …
مصطفى: أنا إبنك صح ؟؟!!!! … مش إبن الست إللى هى بتقول عليها دى … ولا تكون السلسله دى مش بتاعتى …..؟؟
صمت “أم مصطفى” التام دب بقلبه الشك ليردف بإحتقان …
مصطفى : ما تردى علي يا ماما ..قولى أى حاجه ….؟!!!!
قطع صمت “أم مصطفى” صوت الحاج “خالد” قائلاً …
الحاج خالد: أنا إللى حقولك يا إبنى …..
إلتفت إليه “مصطفى” و “مى” بترقب فى حين ضمت “أم مصطفى” شفتيها بقوة وعيون رافضه لاحت بها بعض العبرات محاوله حث زوجها على ألا يتفوه بشئ بإيمائه رأسها الضعيفه …
لكنه إستكمل رغم ذلك قائلاً …
ابو مصطفى: أقعد يا إبنى أنا حقول لك كل حاجه ….
رغماً عنه شعر “مصطفى” بالإرتجاف وكأنه لا يقوى على سماع ما سوف يقال الآن أهذا مقلب أيضاً ، أهى مزحه ما ؟؟!!!!
جلس ببطء فوق المقعد ناظراً بآليه نحو والده الذى بدأ بالحديث ….
أبو مصطفى: من خمسه وعشرين سنه … كنت قاعد مهموم على شط البحر بشكيله همى وضيقتى … حسيت بحد جنبى ….. بصيت له سألنى ….
﴿ _ مالك زعلان ليه كده …؟؟؟
ابو مصطفى : الدكتور قالنا إن خلاص مفيش أى أمل إننا نجيب ولاد ونخلف …. المسأله دى بقت خلاص مستحيله … كان نفسى فى ولد ياخد بحسى ويونسنى … بس أمر الله … أنا مش معترض على حُكمه والله بس حسيت إنى مخنوق ومعرفتش أعمل إيه … فجيت أقعد يمكن أفك شويه ….
_ شكلك راجل طيب … ممكن أقصدك فى خدمه ….؟؟؟
ابو مصطفى : طبعاً … إتفضل ..
_ ممكن تقابلنى بكره هنا فى نفس المكان … عندى حاجه مهمه أوى زى ما تقول كده مساله حياه أو موت … وإنت ممكن تساعدنى فيها ..
ابو مصطفى : لو أقدر أساعدك بإذن الله حتلاقينى هنا ….
وفى اليوم التالى آتى الرجل لنفس المكان يصطحب معه طفل صغير فى الثانيه من عمره مرتدياً برقبته ذلك السلسال الفضى المميز ..
_ خذ الطفل ده ربيه .. إنت عقيم ومش ممكن تخلف خلى الولد ده عندك … أمانه …
ابو مصطفى بذهول : إنت مين ….؟؟وجبت الولد ده منين …..؟؟ أنا مش فاهم حاجه …؟؟
_ متقلقش … الولد ده ملهوش أهل وأنا كنت بدور على أهله لو لقيتهم حكلمك و أخد منك الولد … ملقيتهمش … خلاص ربيه إنت وخد الثواب …
وقبل أن يرحل ترك الحاج “خالد” رقمه للغريب حتى يتصل عليه عند عثوره على أهل الطفل كما يقول …
وبعد ذلك بثلاثه أيام …
تعلق بهم كل من “أم مصطفى” و”أبو مصطفى” بالطفل بدرجه كبيرة للغايه ، لكنهم فوجئوا بمكالمه من الغريب تطلب من الحاج “خالد” مقابلته بنفس المكان حتى يأخذ منه “مصطفى” لأنه قد وجد أهله وسوف يعيده إليهم …
تحامل الحاج “خالد” على قلبه المتعلق بهذا الصغير وأخذه معه لنفس المكان منتظراً الغريب لكنه لم يأت ولم يسمع عنه شئ بعد ذلك ….﴾
أردف الحاج “خالد” بتأثر بالغ ….
ابو مصطفى : حاولت كتير أتصل على رقم التليفون إللى كان بيكلمنى منه … طلع رقم غريب فى سنترال … ومعرفتش فين أهلك الحقيقيين …. حتى إسمك مكنتش أعرفه … فسميناك (مصطفى) … وربناك وحبناك زى إبننا و أكتر وربنا إللى يعلم ….
مصطفى بضعف : إزاى ده و إسمى هو إسمك فى شهاده الميلاد ….؟؟
ابو مصطفى : مكنش فيه شهاده ميلاد ليك و إضطرينا نعمل كده عشان تتسجل وتدخل المدرسه ….
إستمعت “مى” لقصه الحاج “خالد” كامله لتعقب بشرود وهى تطالع الفراغ كما لو كانت تكمل بقيه الحكايه …
مى: أنا بقى كده فهمت ….
إنتبهوا لها جميعاً حين إستطردت دون إنتظار …
مى : عمك بعد وفاة والدك خطفك من ماما “فاديه” عشان يساومها على الورث … وجابك هنا عند الحاج “خالد” … ولما إتفق مع ماما “فاديه” إنه يتجوزها وياخد الفلوس … حاول ييجى يرجعك .. ساعتها عمل الحادثه على الطريق ومات … ومحدش عرف هو كان سايبك فين ومع مين … فمعرفوش يوصلوا لك ….
رفعت “مى” بصرها نحو “مصطفى” قائله بتأكد …
مى : إنت فعلاً “أسامه”……….
لم تكن بالصدمه الهينه على “مصطفى” تهدج صدره بقوة غير مصدق لما تسمعه أذناه كما لو أنه يتابع فيلماً ما وليس ما يقصونه يقصده هو بذلك ، أخذ يفكر كيف قُلبت كل حياته بلحظه ، كم هو مدين لهذا الرجل وهذه المرأه لتربيته ورعايته كل هذه السنوات ، تحملوا عبئه وأخطائه ، فعلوا المستحيل بالنسبه لهم وتخطوا كل الصعاب حتى يصل إلى ما هو عليه الآن ، لم يبخلوا عليه بحب وعطف حنان ورعايه ومال وسط حالتهم الماديه المتعثرة ، إنهم هم أهله وأحبائه …..
لكن … ؟؟؟ من هى أمه الحقيقيه …؟؟ وكيف تبدو ….؟؟؟ كم إنتظرت عودته وهو لا يعلم ….!!!!!
نظر نحو “مى” كما لو كان يطالع الفراغ …
مصطفى : فين أمى يا “مى” … عايشه فين ….؟؟؟؟
مى : فى القاهرة ….
مصطفى : أنا عايز أشوفها …
لايدرى هل ذلك بدافع الفضول ، أم أنه يريد معرفه أمه الحقيقيه التى تكبدت عناء حرمانها منه لسنوات …
مى: يلا نسافر لها كلنا … بس قبل ما نسافر عايزاك تشوف حاجه ….
دلفت “مى” إلى غرفه “مصطفى” و أحضرت حقيبتها الكبيرة لتخرج منها نفس السلسال وبعض الأوراق والصور ….
مى : دى نفس السلسه إللى معاك عشان كده أنا عرفتها على طول … ودى صورك وإنت صغير قبل ما تتخطف من ماما “فاديه” …
نظر “مصطفى” إلى الصور بتمعن ….
مصطفى : فعلا دى صورى … ده أنا …!!
كانت مشاعر “مصطفى” مضطربه لما يحدث من حوله ، فلقد أصبح فجأه إبن سيده أخرى لا يعلم عنها شئ … سيده تحملت قسوة بعده عنها مرغمه … لا يستطيع حتى التخمين كيف سيكون شعوره نحوها عندما يراها .. فطوال سنوات حياته لا يعرف أب وأم سوى أبيه وأمه …..
وسط كل هذه الأحداث كانت “ام مصطفى” جالسه فى صمت وحزن ، دموعها الصامته هى من تتحدث ، فبعد كل هذا العمر ها هو ا؟بنها الوحيد الذى تعلق به قلبها يتلاشى من بين يديها ، سيعود الى أمه … هكذا فكرت .. وحزنت … سيفارقها … نعم إبنها … لم تشعر فى يوم من الأيام بغير ذلك ….
إنتبه لها “مصطفى” … وفهم معنى نظراتها إليه ودموعها المنهمره فى صمت ….
إقترب منها وأمسك كفيها بيديه وقبلهما ثم نظر إليها …
مصطفى : أنا إبنك … مهما حصل … إنتى أمى إللى عمرى ما عرفت غيرها … ولا حبيت غيرها … مهما حصل … يمكن من حظى الحلو إنى بدل أم واحده بقالى اتنين … إنتى أمى وفى قلبى ومفيش أى حاجه فى الدنيا حتغير ده ….
علت شهقات “أم مصطفى” وهى تحتضن إبنها بقوة … إلى أن إلتفت “مصطفى” إلى والده الحاج “خالد” … وأكمل …
مصطفى : ربنا يخليكم ليا … أنا من غيركم كنت ضعت … ده من رحمه ربنا بيا إنه بعتكم ليا .. تاخدوا بالكم منى وتربونى وتراعونى بعد ما رمانى عمى … أنا لايمكن أنكر جميلكم وفضلكم ده عليا …
الحاج خالد: جميل إيه … وفضل إيه …؟؟ إنت إبننا يا “مصطفى” .. ولا عمرنا حسينا ولا فكرنا فى غير كده …
لم يكن من “مى” إلا البكاء تأثراً على ما تراه … فلولا أنها تعلم القصه كامله لإعتقدت انه عمل درامى أو مسرحى هائل ….
مى : يلا نجهز للسفر …
تحركوا جميعاً لتحضير أنفسهم للسفر إلى القاهرة لمقابله السيده “فاديه” ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين يديك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى