روايات

رواية لقاء في القطار الفصل الثلاثون 30 بقلم جوجو

موقع كتابك في سطور

رواية لقاء في القطار الفصل الثلاثون 30 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الجزء الثلاثون

رواية لقاء في القطار البارت الثلاثون

رواية لقاء في القطار الحلقة الثلاثون

دخلت آية مع زوجها شقتهما فى الساعة الحادية عشر مساءً .. كانت حماتها قد نامت وكذلك حماها .. جلست مرهقةٌ على أحد الأرائك وكان قد بدا عليها الحمل قليلاً .. نظر لها حاتم فى حب ..

حاتم : تعبتى ياآية الفترة اللى فاتت ..
آية : ولا تعبت ولا حاجة .. مين قال كدة ..
حاتم : من يوم ما رودينا الله يرحمها ما ماتت وانتى شايلة ماما وبابا وانا واى حد يجى تقفى على رجلك من اول ما يجى لحد ما يمشى برغم انك حامل .. واحدة غيرك كانت قالت حملى وابنى ومرضيتش تتعب نفسها ..
آية : انت بتتكلم عن قليل الاصل ياحاتم .. وانا مش قليلة الاصل ..

نظر حاتم فى عينيها طويلاً ثم أمسك بيدها قائلاً ..

حاتم : تعرفى انك وحشتينى .. اه والله العظيم وحشتينى اوى اوى ..
آية : انت كمان ياحبيبى وحشتنى اوى ..
حاتم : طب ايه رأيك ندخل نكمل كلامنا جوة فى الاوضة ..
آية ( فى خجل ) : اللى يريحك ..

يدخل حاتم وزوجته الحجرة .. مع بالغ الصمت .. وقد كان ما كان ..

وفى صباح اليوم التالى كانت آية فى بيت حماتها تمارس الأعمال المنزلية المعتادة والمطلوبة .. حتى نادتها حماتها .. فذهبت سريعاً لها ..

آية : ايوة ياماما ..
عواطف : بتعملى ايه يابنتى هو انتى على طول واقفة على رجلك .. ريحى نفسك بقى ..
آية : اريح نفسى على ايه بس ياماما .. دى حاجات بسيطة ..
عواطف : بسيطة .. اسمعى ياآية ..
آية : ايوة ياماما ..
عواطف : انا عايزاكى متزعليش منى .. انا عارفة انى قسيت عليكى كتير وزعلتك كتير .. وغلطت فيكى كتير ولقيتك اتحملتى ومشتكتيش وكمان انتى اللى شيلانى فى مرضى .. واحدة غيرك كانت قالت وانا مالى واللا كانت شمتت فية فى موت بنتى .. لكن انتى مطلعش منك العيبة .. وانا بسبب اللى عملته فيكى حسة بالذنب ناحيتك .. مش فى ايدى حاجة اعملها الا انى اقولك سامحينى . سامحينى يابنتى ..

بكت عواطف بشدة فحضنتها آية قائلةً ..

آية : طب بتعيطى ليه بس، وبعدين مين قالك انى زعلانة منك .. انا كنت متأكدة ان حيجى عليكى يوم وتحبينى واهو الحمد لله اهو جه اليوم ده .. وحتى لو محبتنيش ياماما برده حفضل اخدمك واشوف طلباتك لانك زى أمى الله يرحمها ربنا يديكى طولة العمر يارب ويخليكى لينا ..
عواطف : وليه اتحملتينى ياآية ..
آية : عشان عارفة ومتأكدة ان حيجى اليوم اللى تعوضينى فيه عن غياب أمى وحتبقى انتى أمى .. ومستنيتش كتير الحمد لله ..
عواطف : تقصدى ان لولا موت رودينا مكنتش غيرت رأيى فيكى ولا كنت حبيتك ..
آية ( فى سرعة ) : لا والله ياماما أبدا .. انا كنت حبة انك تحبينى فى ظروف احسن من كدة لكن نعمل ايه ادى الله وادى حكمته وادى قضاءه .. اللهم لا اعتراض .. ربنا يجعلها أخر الأحزان ونطمن عليكى وتقوميلنا بألف سلامة ..
عواطف : ربنا يطمنا عليكى انتى ياآية ويرزقنا بطفل سليم معافى يارب ..
آية : آمين يارب .. لا وكمان انتى اللى حتسميه او حتسميها .. ماليش دعوة لاما مش حولده ..
عواطف : هههههههههههه .. ياريت والله تسمحيلى انا اللى اسميه ..
آية : هو انا اطول ياست الكل .. وكمان ليكى عندى مفاجأة بس يارب تبقى مفاجأة حلوة ..
عواطف : خير ياحبيبتى قولى .. نفسى اسمع اى حاجة تشيل الهم من جوايا ..
آية : مروة حامل ياماما ..
عواطف : معقووووووووووول .. ألف نهار أبيض ألف مبروك .. وانتى عرفتى امتى وازاى ..
آية : والله ياماما انا عارفة من ساعة ايام العزا وكانت محتارة تقولكم وقتها واللا بعدها بفترة فاتفقت معاها تقولكم بعد مرور فترة والجو يهدى عشان تفرحوا ..
عواطف : ياه ياآية متعرفيش انتى فرحتى قلبى ازاى .. مروة دى اصلها بنتى .. كان صعبان علية تقعد لسن متأخر من غير جواز والحمد لله انها اول ما اتجوزت ربنا أكرمها بالحمل على طول ..
آية : الحمد لله ياماما .. ممكن اسألك سؤال ؟!
عواطف : اسألى ياحبيبتى ..
آية : فاكرة ياماما لما جيتيلى البيت قبل الجواز وقلتيلى ان مروة وحاتم بيحبوا بعض ؟
عواطف : ياه ياآية انا كل ما افتكر انى عملت كدة فيكى اعصابى بتتعب وبحس بذنب كبير اوى ..
آية : من غير ما تحسى ياماما بأى ذنب .. انا كنت عايزة اعرف ليه انتى قلتيلى كدة وايه سبب انك كنتى رفضانى فى الاول ؟
عواطف : زمان لما كان حاتم ومروة صغيرين كنت اتفقت انا وعفاف انهم يبقوا لبعض .. ومكنتش واخداها هزار انا فعلا كنت عايزة كدة وخصوصا ان الاولاد كانوا متربيين مع بعض وبيخافوا على بعض ومروة حنينة اوى وكنت عيزاها لابنى عشان حتبقى احن واحدة علية فى الدنيا .. غير ان كان عندها ورث وحاتم كمان عنده ورث كبير وانا كنت خايفة يروح للغريب .. ولما حاتم قال عايز يخطبك خوفت تكونى طمعتى فيه .. بس طلعت غلطانة لانى عرفت منه انك متعرفيش موضوع الورث ده .. انا عارفة ان تفكيرى كان غلط بس الحمد لله انى اتغيرت .. وفوقت .. وفاة بنتى هو اللى فوقنى ووقوفك جنبى خلانى اشوفك بصورة تانية .. منكرش انى فى الاول ارتحتلك ولقيت حاجة ناحيتك بتشدنى بس قلت لا ممكن اكون غلطانة فى احساسى .. متزعليش منى ياآية .. انا والله اسفة على اللى عملته فيكى ..

بكت عواطف مرةً أخرى وأمسكت آية بيديها مطبطبةً عليها قائلةً ..

آية : اهم حاجة ياماما انك تكونى حبتينى وبقيتى عيزانى افضل معاكم طول العمر ..
عواطف : عمرى ما كنت حلاقى زوجة ابن حنينة قد ما لقيتك ياآية ..
آية ( فى مرح ) : بس مروة برده حنينة وطيبة ..
عواطف : طبعا هو انا اقدر انكر .. وعشان طيبتها وحبها الخير لكل الناس ربنا كرمها بانسان زى الفل ..
آية : ربنا يهنيها ويكملها حملها على خير يارب ..
عواطف : يارب يابنتى يارب .. بقولك ايه ياآية .. ايه رأيك تشيلونى هيلة بيلة النهاردة ونروح نزور مروة ونباركلها على حملها واخرج من البيت شوية ؟
آية : ياسلام .. ياريت والله .. انا حكلم حاتم اقوله وحكلم مروة اعرفها ..
عواطف : خلاص ياحبيبتى كلمى حاتم وقوليلى حيقولك ايه ..
آية : ماشى ياماما .. انا حقوم بقى اكمل شغل البيت وحجيلك اول ما اخلص على طول ..
عواطف : ماشى يابنتى .. اتفضلى ..

وبالفعل فى الليل ذهبوا جميعاً فى مروة فى بيت والدتها .. وباركوا لها حملها وتمنوا لها ذريةً صالحة وطفلاً سليماً معافياً ..

مر شهرين بالتقريب .. كان محمد زوج رودينا ملتزماً بإحضار أبنائه فى نهاية كل أسبوع لقضاء أجازتهم مع عواطف وفاروق .. ولكن جاء اليوم الذى لم يحضر فيهما الأبناء فقلقت عواطف .. وتحدثت مع فاروق وكان الوقت ليلاً ..

عواطف : هى الساعة كام عندك يافاروق ؟
فاروق : الساعة 10 ..
عواطف : هو النهاردة ايه فى الايام .. مش الخميس برده ؟
فاروق ( متفهماً ) : ايوة ياعواطف النهاردة الخميس .. متقلقيش زمانهم جايين ..
عوطف ( بقلق ) : عمرهم ما اتأخروا زى النهاردة كانوا بيطلعوا من المدرسة علينا .. اتصل بمحمد يافاروق شوف فى ايه ليكون حد من العيال جراله حاجة ..
فاروق : حاضر ياستى ..

وبالفعل اتصل فاروق بزوج ابنته .. وما إن أتاه صوته قال ..

فاروق : ايوة يامحمد … السلام عليكم ..
محمد : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ازيك ياعمى ؟
فاروق ( متجاهلاً لسؤاله ) : ايه يابنى فين الأولاد .. مجيبتهومش ليه ..
محمد : معلش ياعمى انا مش حقدر اجيبهم الاسبوع ده .. مش فاضى ..
فاروق : مش فاضى .. طب مقولتش ليه كنت اجى انا اجيبهم ..
محمد : معلش ياعمى انا مش فاضى اصلا اتكلم مع حد انا واقع فى مشاكل كبيرة ..
فاروق : ياستير يارب .. مشاكل ايه يابنى خير ..
محمد : مراتى ياعمى مش لاقيها ومعرفش مكانها فين وقافلة موبايلها .. دورت عليها فى كل مكان ومش لاقيها ..
فاروق : ياخبر أبيض .. طب وبعدين ؟
محمد : انا ميهمنيش هى .. هى تغور فى ستين داهية انا اللى يهمنى فلوسى وحالى ومحتالى .. انا فى كارثة ياعمى ..
فاروق : هى عملت حاجة ؟
محمد : ايوة ياعمى دى باعت شركتى ..
فاروق : ايييييييييييه .. انت فين دلوقتى ؟
محمد : انا فى البيت ..
فاروق : جايلك انا وحاتم حالا ..

يطرق فاروق باب شقة حاتم ويفتح له حاتم .. ويقابله والده فى سرعة ..

فاروق : إلبس هدومك بسرعة ..
حاتم : ليه يابابا .. فى ايه ؟
فاروق : مرات محمد سرقته وهربت ..
حاتم : …………….

مرت ساعة ونصف وكان حاتم ووالده قد وصلا بيت محمد وكان الوقت اقترب على نصف الليل ووجدا محمد مرتعباً وقلقاً ولحيته قد طالت قليلاً وعلى وجهه همٌ كبير .. مدارياً وجهه بكلتا كفيه الاثنين مقترباً من البكاء ..

فاروق : استرجل يامحمد كدة واهدى عشان نشوف حل ..
محمد : حل ايه ياعمى .. انا مش زعلان على الفلوس .. ده ذنب رودينا فى رقبتى ورجعلها ..
فاروق : مش وقت ندب .. ثم هو انت ست عشان تقعد تندب كدة .. لازم نفكر فى حل نرجع بيه فلوسك ونعرف بيها مكانها ..
حاتم ( متفكراً ) : هى ليها اى اوراق هنا ؟
محمد : معرفش انا عمرى ما جيت جنب حاجة فى البيت .. الورقة الوحيدة اللى شوفتها هى ورقة الجواز العرفى متقطعة .. والغريبة انها سايبة هدومها ..
حاتم ( متألقاً فى عقله فكرة ) : هدومها ؟!!! وانت دورت فى الدولاب على اى ورق يخصها ؟؟
محمد : لا انا معملتش اى حاجة انا قعدت اتصل بيها ودورت عليها فى كل مكان وملقتهاش ..
فاروق : قوموا ندور فى هدومها .. يمكن نلاقى اى حاجة ..

دخل الثلاثة رجال إلى حجرة نوم محمد وبدأوا فى البحث عن أى شئ يمكن أن يُدَّلهم على الطريق الصحيح للعثور على تلك المرأة .. وكان كلٍ منهم يبحث بضلفةٍ وحده .. بحث محمد فى ضلفته فلم يجد إلا ملابسه فقط .. وبحث محمد فى الضلفة المعلق بها البدل وملابس الخروج وأيضاً لم يجد بها شيئاً .. وكان الأمل فى فاروق .. كان متأنياً للغاية وهو يبحث وأيضاً لم يجدُ شيئاً .. ساعةً بأكملها يبحثون عن أى شئ فى الدولاب ولم يجدون شيئاً ..

وقف فاروق مرةً أخرى مستعداً للبحث فى أدراج التسريحة .. وفرغها كلها .. وحتى ضلف التسريحة قد فتشها كلها .. وعندما بدأ اليأس يتسرب داخل نفوسهم .. رأى حاتم …………..

عندما بدأ اليأس يتسرب داخل نفوسهم رأى حاتم دبدوباً متوسط الحجم داخل التسريحة .. فتعجب جداً وسأل محمد ..

حاتم : ايه اللى جاب الدبدوب ده هنا يامحمد .. انتو بتحطوا الدباديب فى اوض النوم ؟
محمد : كانت خرجت مرة واشترته وهى جاية وقالت عجبها فاشترته ..

أخذ حاتم ذلك الدبدوب وجلس يضغط على جميع النواحى فيه حتى وجد شيراً متحجراً فيه ..

حاتم ( فى سرعة ) : هات سكينة او مقص بسرعة ..
محمد : هو فى ايه ..
حاتم ( فى انفعال ) : اتحرك يابنى ادم انت .. انت لسة حتسأل ..
محمد : حاضر حاضر ..

وفى سرعة البرق أحضر مقصاً وأعطاه إلى حاتم .. فرغ حاتم محتويات الدبدوب حتى وجد ما أثار اهتمامهم .. لقد كان ملفاً مطبقاً .. فتحوا الملف فوجدوا فيه عقداً ..

عقد شراء .. والبائع هو زوجة محمد والمشترى شخصاً لا يعرفونه .. وبالعقد عنوان هذا الشخص .. عزموا أن يذهبوا له فى اليوم التالى ..

وبالفعل ذهب حاتم ووالده ومحمد إلى ذلك العنوان الذى كان مكتوباً فى العقد .. كانت ڤيلا كبيرة فى منطقةٍ راقية .. فتح لهما خادماً وطلبوا منه مقابلة صاحب الفيلا والذى كان اسمه المهندس فوزى الشماس ..

وبعد قليل جاء لهم ذلك المذكور .. متسائلاً من هؤلاء وماذا يريدون ..

فوزى ( فى جدية تامة ) : اهلا وسهلا .. خير ..
فاروق : حضرتك تعرف مدام هادية سالم ؟
فوزى : ايوة .. مدام هادية باعتلى شقة فى الزمالك .. ليه بقى السؤال ؟
محمد : السؤال عشان اقولك انى جوزها والشقة دى بتاعتى ..
فوزى : جوزها ازاى ويعنى ايه شقتك .. انا فاكر انها قالت لى انها مطلقة من 5 سنين والشقة دى بتاعتها وكان فى عقد بكدة ..
محمد : مطلقة وانا اتجوزتها من اكتر من سنتين وعملت علية تمثيلية لحد ما كتبتلها الشقة دى باسمها .. وسابت البيت من 3 ايام ومش عارفلها مكان ولا تليفون ..
فاروق : يابشمهندس من فضلك لو معاك تليفون او عنوان او اى حاجة تدلنا عليها تديهولنا ..
فوزى : ايوة انا عندى رقمها وعنوانها .. كانت اخر مرة كلمتنى من اسبوع واديتلى عنوان جديد وقالت لى انها بتعزل فيه ..
محمد : اديتلك عنوان جديد ؟ وده ليه ؟ اشمعنى اديتهولك يعنى ..
فوزى : قالت لى انها حتحتاجنى اعملها ديكور ڤيلتها الجديدة ..
فاروق : ڤيلتها الجديدة .. هى اشترت ڤيلا بفلوسك ياأستاذ محمد .. اشرب بقى ..
محمد : عملت معاك زى ما عملت معايا ومثلت علية الحب واتجوزتنى واشترطت اكتبلها كل حاجة عشان تضمن انى مطلقهاش .. ياالله على الوقعة اللى انا وقعتها .. من فضلك يابشمهندس تدينا عنوانها ضرورى .. وياريت متجيبلهاش سيرة اننا جينالك وعرفنا العنوان الجديد .. ارجوك دى سرقتنى واخدت كل فلوسى وباعتلك شقتى اللى كان فيها مقر شركتى ..
فوزى : اكيد طبعا متقلقش .. ثوانى وحجيبهولك ..

وأحضر ذلك المدعو فوزى الشماس العنوان الجديد لزوجة محمد .. وبعد أن خرجوا من تساءل محمد ..

محمد : ادينا جيبنا العنوان .. ايه اللى حيحصل بعد كدة ..
فاروق : انا حقولكم حنعمل ايه .. تعالوا بس الاول نقعد فى اى كافيه نتكلم ..
محمد : مش حنروحلها الاول ..
فاروق : مش نتفق الاول حنعمل ايه قبل ما نروحلها واللا نروحلها ونقول هيييييييييه احنا جينا هاتى بقى فلوس الواد ده .. ايه النصاحة اللى انت فيها دى .. اتفضل ياللا نمشى من هنا ..
محمد ( خجلاً ) : حاضر ..

وصل الثلاثة رجال إلى الكافيه وظلوا يتحدثون عما يجب فعله ..

محمد : بس الفكرة دى اتعملت كتير قبل كدة .. دى فكرة أفلام ..
فاروق : عارف على فكرة ودى فكرتى ولو مش عاجبة سيادتك قولنا انت فكرة احسن ..
حاتم : لا لا يابابا .. محمد عنده حق الفكرة دى مش جديدة وحتتهرش بسرعة ..
فاروق : طيب قولولى انتو الحل .. وفكر معانا ياسى محمد .. متبقاش انت عامل المصيبة ومستنينا نحلها زى عادتك من وانت صغير ..
حاتم : مفيش حل الا اننا نروحلها ونقولها وش عايزة تطلقى ترجعلك حاجتك وتطلق ..
فاروق : مهى ممكن تقول مش عايزة اطلق ومش مهم افضل متعلقة ..
حاتم : لا يابابا مظنش .. انت مأخدتش بالك لما فوزى الشماس قال اديتنى العنوان الجديد عشان يعملها ديكور ڤيلتها راح محمد قاله نفس الحركة اللى عملتها معاه ومثلت عليه الحب واتجوزها وكتبلها كل حاجة ؟
فاروق : تقصد ايه ياحاتم فهمنى ..
حاتم : اقصد يابابا انها لو زى محمد ما قال .. يبقى هى حطة عينها على فوزى الشماس وعملت كدة تتمحلسله وتتدحلبله وتدخل فى حياته لحد ما ينخ ويبقى عبيط زى البيه محمد .. وهى مينفعش تتجوز الا لما تطلق وإلا تتسجن ..
محمد : عندك حق ياحاتم .. ياللا نروحلها ..
حاتم : لا لا .. انت اللى حتروحلها بس مش النهاردة .. انت حتروحلها بكرة الصبح بدرى .. تبلغها الكلمتين دول وهى حتخاف وحتنزل معاك على الشهر العقارى تعملك تنازل وترجعلك حاجتك عشان هى تقدر تتجوز براحتها ..
محمد : تتجوز واللا تولع مش مهم .. المهم فلوسى وفلوس عيالى ترجع ..
فاروق : صح ياحاتم .. فكرتك صح وكلامك منطقى جدا بس انا من رأيى نروح معاه حتى لو حنستناه فى اى مكان قريب ..
حاتم : صح يابابا عشان لو موافقتش وشدت عليه نطلع لها احنا بقى ..
محمد ( باكياً ) : انا مش عارف من غيركم كنت عملت ايه .. انا اسف على الجرح اللى سببتهولكم .. واسف على اكبر جرح اتسببته لرودينا الله يرحمها .. ارجوكم تسامحونى ..
فاروق ( متأثراً ) : لا حول ولا قوة إلا بالله .. خلاص يامحمد المهم دلوقتى فى فلوس الاولاد قبل ما تضيع ..

ما ذلك الحل السهل الذى قاله حاتم .. وهل بالفعل سيقدر محمد على زوجته الغادرة حتى يسترجع ما سرقته منها بتلك السهولة التى يتحدث عنها حاتم ..

وفى اليوم التالى وفى الصباح الباكر كما قال حاتم كان محمد متواجداً بالفعل فى الڤيلا الجديدة التى اشترتها زوجته من نقوده هو .. وتفاجئت به .. فتلعثمت وارتبكت .. قائلةً ..

هادية : انت ايه اللى جابك هنا ؟ وجيت ازاى ؟
محمد : جيت زى ما جيت .. لكن ليه جيت يبقى انا جيت عشان ارجع حقى وحق اولادى ..
هادية : ملكش حاجة عندى ..
محمد : لأ لية .. لية فلوسى اللى حطيتهالك باسمك فى البنك ولية فلوس شقتى اللى كانت مقر للشركة بتاعتى اللى سيادتك بعتيها لفوزى الشماس ..
هادية ( متفاجئة ) : انت مين اللى قالك الكلام ده ..
محمد : سيبتيلى البيت وعرفت من محامى المشترى ان الشقة مبقتش بتاعتى وبالصدفة البحتة لقيتك سايبالى الدبدوب ذكرى منك لية ..
هادية ( بصدمةٍ ) : الدبدوب ؟!!!!!!!!!
محمد ( فى سخرية ) : اه الدبدوب .. بس بصراحة كانت احلى ذكرى منك لية .. قلت بقى استفيد منه ففتحته بالمقص ولقيت جواه عقد الشرا وعنوان المشترى .. فعلا فعلا زى ما بيقولوا يعنى .. فعلا مفيش جريمة كاملة .. بس قوليلى صحيح حتتجوزى فوزى الشماس امتى ..
هادية ( فى صدمةٍ أكبر ) : ………………
محمد : ايه مستغربة انى عرفت انك حتتجوزيه .. برغم انه مقاليش .. ده انا استنتجتها لما لقيتك اديتله عنوان ڤيلتك الفخمة دى واللى من فلوسى طبعا قال ايه عشان يعملك ديكور بيتك .. تصدقى فكرة جهنمية عشان تسحبيه زى ما سحبتينى ..
هادية : والمطلوب ؟
محمد : ايوووووووة .. كدة بقى نقدر نتفق .. المطلوب فلوسى وفلوس المكتب اللى انتى اشترتيه .. كفاية انى حصحلح المصايب اللى انتى عملتيها .. ازاى تبيعى شقة وهى مقر لشركة .. مش لما الشركة تتقفل الاول كنتى تبيعيها وده غير الشركة اللى بينا برده اللى لازم تتفض الأول .. ده انتى كدة حتروحى فى داهية ..
هادية : يعنى ايه الشركة اللى بينا تنفض ..
محمد : ايه يامدام .. انتى نسيتى انك لسة على ذمتى ؟
هادية : ……………..
محمد : انا برده بقول نتفق عشان تقدرى تتجوزى ضحيتك الجديدة .. فوزى الشماس ..
هادية : وانا اضمن منين انك متقولش لفوزى الشماس على انك كنت جوزى ؟
محمد : تؤتؤ ياحلوة انا لسة جوزك .. وعموما انا ميهمنيش فوزى ولا غيره انا عايز فلوسى وفلوس ولادى وبس .. بالهدوء بقى تدخلى تلبسى عشان حننزل الشهر العقارى والبنك دلوقتى نخلص الليلة ..
هادية : دلوقتى ؟!
محمد : اه عشان يدوبك تخلص فترة العدة بسرعة وتتجوزى بسرعة ..
هادية : ماشى يامحمد وانا داخلة ألبس .. ومش عايزة حاجة من وشك ..
محمد : ولا انا بقيت طايق وشك الحلو ده .. انجزى عايز اخلص عشان ولادى مستنينى ..

دخلت هادية حجرتها لارتداء ملابسها ضحك محمد عليها فهى لم تعرف بعد أن فوزى الشماس بالفعل قد عرف أنها زوجته وأنها ستخسر كل شئ .. ثم اتصل محمد بعمه فاروق ..

فاروق : ها يامحمد ..
محمد ( فى انتصار ) : نازلين ياعمى حالا ..

سبحانك ياربى .. أنهيت فى سرعةٍ ودون فضائح مشكلة محمد مع زوجته الثانية .. فى يومين كان كل شئٍ قد انتهى .. لقد ستر الله محمد لأقصى حد .. أمام أطفاله وأمام أسرته وأهله بأكملهم وأمام العالم كله .. لقد أنقذ الله مستقبله واسترجع محمد كل ما أخذته منه زوجته الغادرة ..

بعد انتهاء الإجراءات وكان فاروق وحاتم ملازمين لمحمد فى كل خطوةٍ .. فإذا بمحمد يقول ..

محمد : عمى ..
فاروق : نعم ؟
محمد : انت حتقول لحماتى موضوع جوازى من واحدة تانية على بنتها ..
فاروق : مقدرش لا انا ولا حاتم نعمل حاجة زى كدة ومش عشان خاطرك .. ده عشان خاطرها هى اولا وعشان خاطر ولادك ثانيا .. لو هى عرفت حيجرالها حاجة واحنا مصدقنا انها بدأت تخف .. ولو الولاد كانوا عرفوا مكنوش عمرهم احترموك ولا حبوك وكانوا بعدوا عنك .. وربنا ستار على عبيده .. وياريت بعد كدة تفكر فى اى خطوة قبل ما تخطى فيها .. كفاية بقى انت مش صغير على الدماغ الصغيرة دى ..
محمد : انا مش عارف اقولك ايه ياعمى ولا اشكرك ازاى ..
فاروق : متقولش انا عايزك تنفذ وتاخد بالك من اولادك .. ولما تقول ياجواز وماله براحتك بس تختار صح ..
محمد ( متأثراً ) : عمرى ما حقول ياجواز تانى .. عمرى ما حلاقى حد زى رودينا الله يرحمها ..
فاروق : ياللا عشان عواطف مستنيانا فى البيت عايزة تطمن على سيادتك ..
محمد ( مرتبكاً ) : معلش ياعمى سؤال كمان ..
فاروق : اتفضل اسأل ..
محمد : هو حضرتك قلت لطنط عواطف حصلى ايه بالظبط ؟
فاروق : قلت لها ان فى واحد نصب عليك .. مقلتش واحدة .. ارتحت كدة ..
محمد : جزاك الله خيرا ياعمى بجد مش عارف اقولك ايه ..
فاروق : ياللا ياواد .. انجر قدامنا بقى .. انت ساكت ليه ياحاتم ..
حاتم : لان حضرتك ياوالدى العزيز علمتنى من صغرى مدخلش فى كلام بين اتنين سواء كبار او صغار او واحد كبير وصغير الا اذا اطلب منى اتدخل .. وكمان مقاطعش حد فى كلامه .. فبتفرج عليكم ..
فاروق : ياه على الأدب .. تصدق انا دلوقتى اتأكدت انى عرفت اربى ..
حاتم : ههههههههههههههههه طبعا ياوالدى العزيز .. ولسة حفيدك اللى جاى انت اللى حتربيه انت وماما .. ربنا يخليكو لية يارب ويديكو الصحة ..
فاروق : ياللا يااولاد ..

ربما بالفعل كان حل مشكلة محمد سهلٌ جداً وجاءت بنتيجةٌ طيبة ومرضية للجميع .. ولكن ليس معنى هذا أن نفعل مصيبةٌ ونقول لها حل سهلٌ .. يجب أن نفكر قبل كل شئ .. وإذا اضطررنا لأخذ آراء من حولنا لن يعيبنا هذا فى شئ .. بل سيجعلنا نفكر جيداً قبل أن نخطو الخطوة .. حتى لا نندم فيما بعد ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء في القطار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى