روايات

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الثامن 8 بقلم رحمة سيد

موقع كتابك في سطور

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الثامن 8 بقلم رحمة سيد

رواية غزالة في صحراء الذئاب الجزء الثامن

رواية غزالة في صحراء الذئاب البارت الثامن

غزالة في صحراء الذئاب
غزالة في صحراء الذئاب

رواية غزالة في صحراء الذئاب الحلقة الثامنة

نظـرت له مطـولة، وكأنها تتأكد إن كان بكامل قـواه العقلية أم لا، وحدقتـا عينيها المتسعتيـن دليل قـوى على صدمتهـا التى تلمع فى جوفيهـا الان، صدمتهـا تنضح بعدم تصديـق ذاك الأبله !! .. إن كـانت شمـس رفضت مسبقـــًا تلك الزيجـة، الان وبكـل بساطة تجعل الأدوار تنقلـب بأعجوبة وتطلب هى الزواج منه !!!!
واخيرًا بعد صمت طـال ينتظر فيه يحيى الاجابـة التى ستحدد مسار رياحـه الراغبة فى أى اتجاه ستسيـر، هتفت هى بنبرة غامضـة :
_ أنت متأكد من اللى بتقوله ده يا يحيى ؟
وكأنها تسألـه لتحذره ويعيـد تفكيـره، ولكنه هدم كل شيئ فوق رأسه بقوله الذى ملؤه الثقـة الزائفـة :
_ أه طبعًا يا خالتى متأكـد جدًا كمان، هو أنا هأكـذب عليكِ لية يعنى ؟!
هـزت رأسهـا موافقـة بعدم إقتنـاع، ثم فجأة نظرت له مردفة بقوة :
_ بنتى مش هاتتجوزك ابدًا يا يحيى
تبـلد جسـده بصدمـة، وتحطمت لؤلؤات أمله وسعادتـه التى كانت تتقافـز، ليهمس غير مصدقــــًا :
_ نعم أزاى !!!!!!
رفـعت كتفيها واجابتـه ببساطـة :
_ زى الناس، شمس ماتنفعلكش ولا أنت تنفع لها
جـز على أسنانـه كاملـة غيظًا حتى كادت تنكسـر ثم قـال غاضبًا :
_ لية يا خالتى هو أنا فيا عيب ولا أية ؟
هـزت رأسها نافية ببرود، ثم أكملت :
_ لا لسمح الله، أنا بس بقـول أنت تستاهل واحدة أحسن من شمس
رمقـها بنظرات حادة وأستطرد بجدية :
_ بس أنا عـايز شمـس وهى عايزانى
زمجـرت فيه بغضب حاولت كبتـه :
_ لأ، ماتتكلمش على لسـان شمس
برقـت عينـاه السوداء بشـرارات حارقـة كادت تحرق تلك السيدة من شدة غضبها، ثم صـرخ فيها بحدة :
_ يعنى أنتِ مش مصدقانى يا خالتى، تتوقعى أبن أختك وزى أبنك هيكذب عليكِ ؟!
تأفـفت بضيق، الان فقط علمـت سبب رفض شمس لهذا البائـس، بالتأكيد إنه يصلها لدرجة غليـان بالدم عالية، لكِ الله يا ابنتـى … !
حدثت نفسها هكذا في خواطرها قبل أن تقول بملل :
_ أنا مصدقـة إن بنتـى كانت رافضاك بس
غـرز يـده السمراء فى خصلات شعـره الأسود بقوة حتى كادت تختلـع، ثم اومـأ وأكمل بحنـق :
_ ماشى، ماشى يا خالتى براحتك، لكن أحب أقول لك خدى بالك من بنتك كويس
رفعت حاجبها الأيسر واجابته متهكمة :
_ بنتى مالها إن شاء الله، تكنش بتعمل حاجة من ورايا ؟!
أجابهـا بغيظ واضح :
_ أه، بنتـك مشيها بطــال يا خالتى، ويتتسرمح مع أبن الجيـران
ثم صرخ بصوت عالى جمع كـل معانى الحدة :
_ بتعيش سـن المراهقة دلوقتِ حضرتها !!
_ بـسسسس بقا حرام عليـك
جملـة شابتهـا صرخـة حادة من تلك البائـسة ” شمس” التى كـان ينهـش فى شرفهـا بلا رحمة، ولكن جملتها لم توقـف يـد كريمة التى سقطـت على وجنتـاه الخشنة لتترك اثرًا واضحًا يذكـره دائمًا أن لا يتعـدى تلك الحدود التى يصنعها الأخـرون …
وقـف مدهوشـــًا للحظـات يحاول إستيعاب ما حدث، صمت بعد صمت يتلقاه منهم والان الاثنـان يدافعان بكل ما يملكان من قـوة !!!
نهضـت شمس وقفت قبالتـه تطالعه بنظـرات قوية وحادة قبل أن تقـول بغضب هـادر :
_ أتقـي الله بقا، أنت ماشوفتنيش بأعمل حاجة زى دى !!
زفـر مطولاً، ثانيـة اثنـان ثلاثـة .. يجب إعداد الكلمـات بشكل جيـد حتى لا يضيـع مجهود هباءً ..
ثم غمغم ببـرود حاول إفتعاله :
_ أيوة شوفتـك وأنت فـ حضنه وعمال يبوسـك وأنت مبسوطـة أوى
ظهـرت الصدمـة بوضوح على قسمـات ” كريمة ” فتابع بأسف مصطنع :
_ افرض حد غيرى من سكان العمارة جه وشافكم، كان هيبقي منظركم أزاى ؟
لم تستطـع شمـس الدفـاع عن نفسها، الكلمات التى يجب أن تدافع بها عن نفسها لتنفي هذه التهمة التى تخوض فى الشـرف لم تكـن بقاموسها يومًا !!
بينما أستطرد هو بنبرة توغلتها الشماتة :
_ يقولوا أية ؟ الأب ف السجن عشان قتـل، والبنت ماشية على حـل شعرها !!!
لهنـا ويكـفي .. الطاقـة اللازمـة للصبر نفـذت بالفعـل، إن يختبـروا الطاقة بمقيـاس ستصيـح هى بالأخر وبفضله !!
فزمجرت فيه بحدة :
_ اطلع برررررة، برررررة مش عايزة أشوف خلقتـك
نظـر لـ ” كريمة ” بدهشة كبيـرة على صمتهـا الذى كان حائـط متين قوى بُنـى بجوار شمس، ليقول بنبـرة غاضبة :
_ وأنتِ ساكتة يا خالتى ؟ ساكتة على الي بنتك بتقوله ؟!
لم يلقـي اى اجابـه، فاستطرد بتوعد شرس :
_ أنا من النهاردة مش هعمل خاطر لصلة الدم اللي بتربطنا، ومبقاش يحيى لو ما عرفتك أنتِ مين يا ست شمس !!!!
إستـدار متجهًا للخـارج بخطوات كادت تُقسـم الأرض من شدتهـا …
بينما اسرعت ” كريمـة ” تمسك بيد شمس بقوة وهى تسألهـا بجدية :
_ الكلام الى كان بيقولوا ده صح ؟
فسألتها شمس ايضًا بارتباك :
_ كلام أية يا ماما ؟
هـزتها بقوة وعنف قائلة بحدة :
_ إن الشاب اياه كنتِ ف حضنه وكان .. استغفر الله بيبوسك !!!
هـزت شمس رأسهـا نافيـة بسرعة، وسارعت مبررة بحـزن :
_ لأ لأ يا ماما، ده كان ماسكنى بالعافية والله مش بمزاجى
أبتعـدت عنـها والدتهـا، ولأول مرة لشمس تجـد الجوفيـن اللذان ينبع منهما الحنان لم يصبحا سوى مصدر لغضب هادر سينفجـر بوجهها الان …
وفجأة صفعتهـا والدتها بقوة جعلتها تترنـج فى مكانها و……
*********
بـدءت ” خلـود ” تقـص عليه كـل شيئ، من بدايـة ما حدث معها، تقـص عليه رحلة عذابهـا من بدايتها حتى الان، بألامها واستسلامها.. ومحاولاتها، ذعـر الاخريـن منها، لم تنسي حرفًا واحدًا، وكأنها شريط مُسجـل يشهد على تعذيب تلك الفتاة !!
لم تتلقـي أى معالـم صدمة على ملامحه الحـادة، وكأنه وجهها على تعابير الهدوء وتحكم فيها حتى لا تتغير ابدًا ..
انتهـت من حديثهـا لتنظر له متفحصة ملامح وجهها، تحاول أن تستشف رد فعله القاسي الذى اعتـادت عليه، لتجـده يصفق بيـده عدة مرات، ثم هدأ ونظر لها نظرة لم تفهمها، ثم هتف ساخرًا :
_ لأ لأ حلو حلوو، مسرحية جميلة
ثم سألها بمزاح غير محبب :
_ مين الى مألف المسرحية دى ؟
لم تتحـدث هى، صمتت .. تحدتها الحروف وعاندها القـدر فصمتت مرة اخرى سامحة له بتخطِ كل الحدود الحمراء، فاردف بنظرات كسـتها الشماتة :
_ اكيد انتِ، أبقي فكرينـى أقدم لك ف معهد التمثيل هتبقي رائعة .. بس ف السجن ان شاء الله !!!
عينـيها المهددة بدمـوع عانت من منعها من الخـروج، الان سنحت لها بالتعبير عن الألام التى تجيش بصدرها، فـبكت بحدة، بكت بكاء مرير لم تعهده امام شخص غريب، ثم نظرت له بعينيها الحمراء وصرخت فيه :
_ أنت مش مصدقنى لية ؟؟؟؟؟
رفـع كتفيـه وقال بجديـة واضحة :
_ أنتِ مجنونة، عايزانى أصدق الهبل ده، لية مكشـوف عنك الحجـاب !؟
بدت ملامحها ساكنة مستسلمة وهى تسأله بقلة حيلة :
_ طب أعمل لك أية عشان تصدقنى ؟
لم يبالـى بسؤالها وقال بتهكم مرير :
_ ولما أنتِ مكشوف عنك الحجاب كدة، لية مابتشوفيش الحاجات الحلوة الى هتحصل ف المستقبل ؟ لية بتشوفى الوحش بس إلا اذا كان انتِ بتفذيه !؟
تهمـة اخـرى تُضـاف للتهم الباطلة التى وجـهت لها، ولكنه كشف الغطاء عن نقطة لم تلحظها من قبل ” لما ترى السيئ ولا ترى الجيد ” ؟!
همسـت من دون وعى :
_ فعلاً، أول مرة ألاحظ الحته دى !
_ والله !!
قالها بصوت ساخر، قبل أن يتقدم منها ممسكًا بذراعها وهو يصيح فيها بقوة :
_ أنطقي يا بت أنتِ مفكرانى أهبل هصدق العبط ده ؟
اجابتـه ببكاء لم تجـد وسيلة غيره للتعبير :
_ والله العظيم أنا ما بكذب، ومعرفش الناس الى أنت بتتكلم عنهم دول، ولا أعرف كانوا عاوزين يقتلوك لية، ولا أعرف أنت مين اصلاً !!
لا ينكـر أنه لمـس الصدق في نبراتهـا، ولكن ما رأه في حياته يحتم عليه عدم تصديق أى شخص بسهولة ..
نظرة لها بغموض متساءلاً :
_ لأخر مرة هسألك أنتِ متأكدة من كلامك
اومـأت مسرعة وهى تقول :
_ أيوة وربنا شاهد على كل حرف
نهـض يمسـح على شعره بقوة كمحاولة لضبط تفكيـره، إن كان ما سيفعله الان صعب بالفعل ولكن سيحـل ويرتب ويجيب على كل تلك الاسئلة التى تـدور بعقله الان ..
وبصوت صـدح في الارجاء قوى نادى :
_ يا خليل
اتـاه نفس الرجـل المدعو بخليل على الفور وهو يقول بنبرة هادئة مهذبة :
_ أيوة يا مراد بيه اؤمرنى ؟
تنهـد مراد قبل أن يردف أمرًا بشيئ لم تتوقعه ” خلود ” :
_ روح هات المأذون
عقـدت خلود حاجبيها بعدم فهم، لتجده ينظر لها بغموض ثم تابع بابتسامة متهكمة :
_ عشان هنتجوز أنا والأنسـة !!!!!!!!!
لم تكـن تتوقـع أن لسانهـا سيبوح بما كانت تكتمـه وتخبأه في مستنقعها الغامض لسنـوات، ظهـر النـدم على قسماتها جليًا وهى ترى اولادها امامها يحدقون فيها وكأنهم ليسوا على قيد الحياة، واخيرًا قطـع مالك قوله الضاحك وهو مازال تحت تأثير الصدمة :
_ يعنى أية الكلام ده
رفعـت كتفيها واجابت بلامبالاة مصطنعة :
_ يعنى زى ما قولت لك
سألها بصوت عالى كاد يهد جدران المنزل :
_ يعنى ايييية قبل ان واحد يشاركه فيكِ
بالرغـم انها فزعـت لغضبه لهذا الحد، إلا انها سيطرت على انفعالاتها بصعوبة وهى تتابع ببرود اصطنعته :
_ اية الى مش فاهمه بالظبط يا مالك، كنت مفكراك ازكى من كدة
امسك برأسـه بقوة، يكاد يشعـر انها ستنفجر من كثرة التفكير، والده قـَبل ان يشاركه اخر فى زوجته .. كيف ومتى ؟!
لا لا هناك شيئ خاطـئ ..
وكأن زينة فهمت ما يدور برأسه فقالت مؤيدة بعدم تصديق :
_ لا لا اكيد ماما مش قصدها كدة يا مالك
وبغيظ مكبـوت سألها مالك مرة اخرى :
_ أرجوكِ فهمينى براحة، ازاااى ؟
صمت لبرهـه، تستعيد رباطة جأشها، ومن دون وعى نطقت ما ستنـدم عليه ايضًا :
_ يعنى تبادل متعـة يا مالك
شهقـة غير مصدقـة مصدومة فى هيئة عاشـت طوال حياتها مفتخرة بها
ليهمس مالك ببلاهة :
_ يعنى اية ؟
زفـرت غاضبة، ثم سألته بحنـق :
_ عايزنـى أوضـح لك أكتر من كدة .. حاضر
اومـأت متابعـة بنبرة توغلهـا الألم لتذكرها تلك الليلة المشؤومة :
_ يعنى أبـوك قـالى في ضيوف جايـن لنا، انا استغربت لكن ماعلقتش، جم الضيوف والى كانـوا واحد صاحبه ومراتـه
إبتلعت غصة مريرة في حلقها، وأردفت بصوت اشبه للبكاء :
_ وطلعت انا ومراته اوضة لوحدنا بنتكلم عقبال ما هما يخلصوا شغل، لاقتها بعد شوية قامت وسابت لى شنطة فيها قميص نوم بس، سألتها اية ده مفهمتنيش حاجة، بعدها نزلت وجه جوزهـا، لاقيته بيقلع التيشرت وبيقولى يلا البسي القميص ده، صرخت وقولتله انت مجنون مستحيل
ثم ضحكت بتهكم مكملة :
_ قولتله جوزى برة يا مجنون أعقل
ثم سألتهم بمرارة :
_ تخيلوا رد قالى أية ؟
بالطبع لم تجـد اجابة، فكانوا امامهم كالاصنـام محدقة بها فقط، فاستطردت هى ببكاء :
_ قالى جوزك بيستمتع بمراتى برة وأنا جاى استمتع بيكِ، نمتع بعض يعنى، احنا مش اغراب !!!!!
قاطعهـا مالك مشيرًا بيده بصرخة حادة :
_ بسسسس كفاية مش قادر اسمع كفااية
صرخت فيه بحدة مماثلة بل زادت :
_ أنت مش قادر تسمع مجرد كلام، امال انا الى شوفت اسوء يوم بعنيا اعمل اية ؟
هـز رأسه نافيًا وهو يركـض متجهًا للخارج غير عابئًا بمناداة شقيقته أو والدته النادمة … !،
*********
كـان يحيى يجـلس فى منـزل ما، متوسط ذو اثاث حديـث، في الصالـون يجلس هو على أريكـة ما، يضـع قدم فوق الاخرى، وبين يديـه السمـراء سيجار فاهر، كان يدخن بشراهة وهو محدق بلاشيئ، لا تغفل عن عينه صورتها وهى تطرده للخارج او والدتها وهى تضربه بلا تردد !!
ودوت فكرة الانتقـام في عقله، يساندها وسوسة صديقه الخبيث بجواره الذى كان يقول بصوت اشبه لفحيح الافعى :
_ أنا مش عارف أنت أزاى سكت لهم يا يحيى كدة !!!
هـز قدمـه بسرعة، وبدء الغضب في الظهور مرة اخرى، ثم اجابه بحدة :
_ انا نفسي مش عارف، بس ورحمة امى ما هسكت لهم
فتابع الاخر وهو يمط شفتيه :
_طبعًا، انا لو منك هنتقم منهم ابشع انتقام
هز رأسه هامسًا بتوعد :
_ وهو كذلك، هخليهم يتمنوا الموت من خجلهم من الناس
فسأله صديقه باستفسار :
_ هتعمل اية يعنى يا يحيى ؟
نظـر له لدقيقة قبل ان يقول متساءلاً بنصف عين :
_ لية يعنى يهمك ف اية ؟
رفع كتفيه يقول بلامبالاة مصطنعة :
_ ابدًا، انا كنت بسأل بس عشان لو اقدر اساعدك
ربت على كتفه مكملاً بحب زائف :
_ أنت عارف كرامتك من كرامتى يا صاحبى
اومـأ يحيى ثم نظر له قائلاً بخبث :
_ أنت فعلاً هتساعدنى يا شبـح
سأله بفضول قاتل :
_ هساعدك ازاى طب ؟؟
اعتـدل في جلستـه ليصبح مقابلاً له، ثم سأله بجدية :
_ مش أنت ليك فـ الفوتوشوب وحاجة الكمبيوتر دى ؟
اومـأ مشيرًا لنفسـه بفخر متزايد :
_ طبعًا، ده العبد لله سموه الشبح عشان انا ماشاء الله عليا ف الحاجات دى
اومـأ يحيى وهو يخـرج هاتفـه من جيب بنطالـه، ثم بدء يبحث عن صور لشمس حتى وجدها على هاتفه، فأشار عليها قائلاً بخبث :
_ بص بقا البت دى
كادت عينـاه تخترق الهاتف وهو يحملق بشمس التى كانت ترتدى ملابسها العادية في المنزل، مثل شورت قصير وتيشرت دون اكمام وما شابه ذلك، ثم همس برغبة واضحة ؛
_ فرسة بنت الاييية، تعرفها منين دى ؟
وكزه فى ذراعه بنظرات محذرة، ثم قال بحدة :
_ عايزك بقا تركبلى صورها على صور كام بنت من بنات الليل كدة، من غير هدوم خالص، بس الى يشوفها يصدق، وتطبعهم لى كدة
اومـأ الاخر مسرعًا وعيناه لم تبتعد عن الصور :
_ اكييد ، هات انت بس الصور
اومـأ يحيى موافقــًا ثم ارسل له الصور على هاتفه والشر والانتقام غشاوة على عيناه ..
********
وقفـت شمس تطالع والدتها بأعبن مصدومة وحادة بعض الشيئ لأول مرة، ثم صاحت مستنكـرة حديثها اللاذع :
_ يعنى اية الكلام ده يا امى
اشـارت والدتها لها بالصمت، ثم تابعت جادة :
_ يعنى زى ما سمعتِ يا بنت بطنى، يا تتجوزى يحيى اما اكيد هتفضلى من غير جواز
ثم عقـدت ساعديها مكملة بصرامة لاذعة :
_ وأنا معنديش بنات تقعد من غير جواز
كادت شمس تبكى وهى تتشدق بـ :
_ حرام عليكِ يا ماما، عاوزانى اتجوز يحيى بعد كل الى قاله ادامك
اومـأت والدتها بقوة، تعلم حد الجنون أن شمس صادقة، ولكن إن كانت كرامتهم ستبعثر اكثر من ذلك، فتضحية شمس أهون مليون مرة !!
فقالت شمس بتحدى :
_ وأنا مش هتجوز يحيى لو اخر واحد ف الدنيا
والدتهـا بصوت بارد خالى من الشفقة :
_ مش بمزاجك، انا هكلم يحيى واقوله موافقة
ثم صمتت برهه، لتتابع بنصل قاتل :
_ اهو يستر عليكِ لو رضى، احنا مش ناقصين فضايح !!
_ فضايح اية، انا وشمس هنتجوز وحالاً
هتف هذه الجملة مالك الذى دلف لتوه عندما وجد الباب مفتوحًا، كانت هيئته لا توحى بالخير ابدًا، من يراه هكذا ترتعد اوصاله على الفور وتنهار حصونه ..
بينما قالت كريمة متهكمة :
_ لا والله، وحضرتك عشان غنى هتجبر بنتى على الجواز منك !؟
نظـر لشمس نظرة تفهم معناها جيدًا، نظرة جعلتها تكره الاربع حروف ذاك .. الرغبة
فأردف بتصميم اوضح انه لا نقاش بعد الان :
_ الليلة دى شمس هتكون ليا .. جسم وعقـل !!!!!!!!!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غزالة في صحراء الذئاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى