رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل السابع 7 بقلم رحمة سيد
رواية غزالة في صحراء الذئاب الجزء السابع
رواية غزالة في صحراء الذئاب البارت السابع
رواية غزالة في صحراء الذئاب الحلقة السابعة
لحظـات مرت من الزمـن مشفقـة على تلك الفتـاة التى دُسـت بالخطأ بين ذئـاب ارادتها لرغبتهـا فقط، كـانت تحدق بـ يحيى كالبلهـاء، افكـار كالأمواج متلاطمـة بعقلها تحثهـا على الاقتـراب وصفـع ذاك الكاذب، ولكن لم تتحرك، تشبثب قدماها بالأرض خوفًا من القـادم الذى باتت تكرهه، ومالك .. كالصنـم يقـف وهو يطلع على تلك الورقة التى حطمـت أسارير رغبته في ثوانٍ معدودة، فكرة خلف الاخرى في عقلها يديرها يمينًا ويسارًا لتصبح ملكه إلا أن ذاك وبورقة بيضاء تافهه حطمهم بقوة واستمتـاع، قطـع الصمت صوت يحيى الذى كان يراقبهم بتركيز ليستشف رد فعلهم على ما قاله :
_ اية شايفكم اخرسيتوا يعنى !!
عقـد ” مالك ” ما بين حاجبيـه وقال بضيق :
_ دى مجرد ورقة تافهه !
جـز “يحيى” على أسنـانه بغيظ، يرمم ثقته الزائفة ثم تابع بثبات مصطنع :
_ لأ دى مراتى، وعيب على رجولتك الى انت بتعمله ده
لم يتحمـل “مالك”، الدماء تغلى بعروقه بفعل كلماته الأولى، فأتى ومن دون وعى زاد اشتعالها لتنفجر بوجهه، اقترب منه “مالك” يخنقه بيده وهو يصيح فيه بحدة :
_ اخرس يا حيوان وأتكلم مع اسيادك بأحترام، انا مكنتش اعرف، ولو كنت أعرف مكنتش بصيت لواحدة زيها اصلاً
جـرح أخـر يضـاف لجروحهـا الخالـدة، ولكن هذه المرة بنكهة مختلفة، جرح لم تكن لها يـد به، صدمة خلف الاخرى تجعل جسدها يتبلد اكثـر، ولكن ازدياد كلماتهم المهينة كالأنذار لتفيق وتزمجر فيهم غاضبة :
_ بس اخرسووووا، ارحمونى بقا
ثم نظـرت “ليحيى” بأعيـن حمراء كحمرة جمرة مشتعلة وتزداد اشتعالاً :
_ وانت بقا مش ناوى تسيبنى في حالى، يا أخى أنا تعبت والله اعتقنى لوجه الله، جواز عُرفى اية الى بتتكلم عنه، انا لا عمرى اتجوزت عرفى ولا رسمى حتى
بالرغـم من أن كلماتها المتألمة حركت شيئً ما بداخله إلا أنه تغاضى عنه وهو يهتف ببرود :
_ ماتتكسفيش يا حبيبتى، محدش له عندنا حاجة !!
صرخت فيه باهتيـاج :
_ حبك بُرص، بطل كذب بقا وارحمنى ابوس ايدك
بينما يقـف هو يتابعهم بهدوء تـام، وبملامح باردة خالية من اى مشاعر .. كالصدق، لا يهتـم لأمرها، فقط كان يرغبها وبشدة، ولكن ما اثـار حنقـه وجعله اراد خنقهـا، هو إنكـارها وركضهـا خلف غطـاء الاحترام والعفـة .. !
استطـرد يحيى بملامح حاول ألا تبدو واجمة :
_ تؤ تؤ، مش واحد الى هيخلينا نعمل في بعض كدة يا زوجتى العزيزة بقا
وضـعت يدها على اذنيـها تمـنع ذاك الوباء من الوصول لأذنيها، ثم تابعت ببكاء :
_ انا مش زوجة حد اسكت بقا
ملامحهـا وبكاءها وألمهـا أشيـاء تقوده بحبال متينـة نحو حافة التصديق !!
لا لا بالفعـل هذه ممثلة بارعة، إن ظللت ثانية واحدة سأصدقها بالفعل ..
ألقي مالك بالورقة في وجه “يحيى” وسار متجهًا للأعلى وهو يقول بنزق :
_ ابقوا حلوا مشاكلكم الشخصية .. ولا اقصد الزوجية بعيد عنى
ثم إلتفت للمرة الاخيرة يلقي نظرة على شمس التى لم تتوقف عن البكاء قائلاً :
_ يـا مـــدام شــمــس !!!!
تبًا .. تبًا لن أتحمـل كلمة اخـرى، لن أتحمل ضغطًا من القدر أكثر، حرف واحد الفاصل بينى وبين هذه الحياة …
كانـت أخر كلمات تتردد بأذنهـا قبل أن تفقد وعيهـا وتقع مغشيةً عليها غير عابئة بالرخام اسفلها الذى استقبلها بصدر رحب اهون من تلك الذئــاب …
********
ترجـلت من سيارة الأجـرة بخطى هادئـة بعدما وصلت للحديقة العامة التى تقرب منزل شمس، اخرجت النقود من حقيبتها الصغيرة وأعطت للسائق الذى أنطلق على الفـور، تنهـدت تنهيدة طويلة متحمسة، ستلقي من ستبوح لها بكل ما يجيش في صدرها لتحمل نصفه معها، ولكن ما إن كانت هى تحمل اساسًا فوق طاقتها ؟!
كان الشـارع هادئ وخالى تمامًا، نعم فهذه هى منطقة المعادى التى تخشي خلود زيارتها بكثرة ..
فجـأة وجـدت يدًا قوية تحيط بذراعيها، ثم خدرتها بقطعة قماش بيضاء قبل أن تستطيع إطلاق الصرخة المفزوعة، ثم حملها على كتفه واتجه لاحدى السيارات التى كانت تنتظـره، متجهيـن لمنزل ما ..
بعد ساعة تقريبــًا بدأت تتململ فى حركتها، تشعر بقيـد لطالما كرهت ذكره يقيد يدها وقدمهـا وقطعة قماشة تسيطر على فاهها لتمنع الصرخات من إنقـاذها !!
وبالطبـع الدموع هذه المرة لم تنتظر لتأخذ الأذن للهطـول بغزارة ردًا عن كل ما يحيط بها من خـوف بدأ في الزراعة بداخلها الان ..
أقتـرب منها احد الشباب، مفتول العضلات يرتدى ملابس سوداء، وجهه مغطى بقناع أسود، نظر لها من اعلاها الى امحص قدميها قبل أن يقول بجمود :
_ ماتتعبيش نفسك لأنك مش هتعرفى تتحركِ أو تتكلمى !
هـزت رأسها نافية بسرعة، اقترب منها قليلاً يسألها ببرود :
_ طبعًا عايزة تعرفى مين الي جابك هنا
اومـأت بلهفة فتابع بصوت قاسٍ :
_ مراد باشا
عقدت حاجبيها يشكلا شكلاً جامدًا تعبر عن عدم فهمها، فاستطرد هو بخشونة :
_ الراجل الى انتم خطفتوه هو ومراته وعذبتـوا مراته ابشع العذاب
صرخـت فيه نظراتها بهلـع .. اى عذاب تتحدث عنه أنت !!
انا من تعذبـت .. انا من رقصت على اوتـار العذاب شتـاه وبألم مكتـوم، لا استطيع ايذاء شخصًا اخر هكذا، حتى اننى لا استطيـع إنقسامه مع غيرى !!!
نطقت بهذه الحروف في خواطرها التى خرجت مقهورة من اعماقها وهى تحدق به ببكاء
فتأفف هو بضيق :
_ بلاش قرف وتمثيل، اهدى وخليكِ شاطرة بقا
ظـلت تبكـى بقهـر وبصمت، حتى مـرت دقائق معدودة، ووجـدت نفس الشاب الذى أنقـذته يتقـدم منها ببرود واضعًا يداه في جيب بنطاله، يطالعها بنظرات شامتـة، تثبتت حدقتيها عليه بصدمة لا اراديًا، فور لقاءهم انطلق كالسهم من القـوس ليعرف كل نقطة عنها، وبالفعل جلبها ليضع النقاط على الحـروف كما يقولون ..
أقتـرب منها شيئً فشيئ، فرأى الذعـر في عينـاها، يا ربـاه !! نفس النظرات التى حدقته بها معشوقته وهى تتعـذب !!!
ابعد القماش عن فاهها لتقول بتساؤل باكٍ :
_ انت عايز منى اية حرام عليك
رفـع حاجبه الأيسر بتهكم وهتف :
_ حرام عليا أنا بـردو
وفجأة تشنجـت ملامحه واشتـدت نظرات كأعيـن الصقر متابعًا :
_ قولت لك هجيبك وكنت متأكد انك معاهم، وأهو جيبتك
هـزت رأسها نافية بسرعة :
_ والله أنا ماعرفهمش خالص
تنهـد بقوة وهو يجلب احدى الكراسي الخشبية الصغيرة ويجلس عليها امامها تمامًا وهو يستطرد ببرود :
_ شكل القاعدة مطولة، وأنا مش ورايا حاجة خالص، يعنى معاكِ للصبح !
هـدأت تمامًا واسنكانت قسماتهـا وهى تجيبـه بنظرات غريبـة :
_ يعنى أنت مصمم تعرف كل حاجة
اومـأ هو بتأكيـد وهو ينظر لها بتمعن و….
********
فتـاة في منتـصف عمرهـا، ذات جسـد ممشـوق، جلست على احدى المقاعد الجلدية السوداء بأحدى الملاهى الليلية، تستنـد بقامتها عليها، ملامحها الهادئـة وواجمـة بعض الشيئ، أمسكـت بالسيجار بين اصابعها البيضاء، ثم وضعته بين شفتاها الورديتين تأخذ نفسًا عميقـــًا لتهدأ نفسها قليلاً، تعطى لنفسها هدنة من التفكـير، وعطلة حاولت أن تكون طويلة لعقلها الذى يخطط دائمًا وابدًا، اقتـرب منها احد الشباب، جسـده ضعيـف متهـالك من كثـرة المخدرات، ملامح طبيعية بعض الشيئ، تنهـدت وهى تعتـدل في جلستهـا لتقابل جلستـه، تقابلت نظراتهم سويًا، عيناهـا السوداء تحمـل عبئًا خافتًا لطالما حاولت مداراتـه، ودفنتـه فى منتقـع عميق ولكنه دائمًا يتسلل للظهور مرة اخرى ..
هتفـت هى بجـزع مشيرة لهيئته :
_ يابنى أنت مش هتبطل ادمـان، مش شايف منظرك بقا ازاى
رفــع كتفيـه وقال بلامبالاة :
_ عادى يعنى، وبعدين هو أنا عارف أبطل
اومـأت هى مؤكـدة، ثم اقتربت منه قائلة بتصميم :
_ أه تقدر لكن أنت الى مش عـاوز
تأفف وهو يقـول بنزق :
_ سيبك منى وخلينـا فيكِ انتِ
عقـدت ما بين حاجبيها بضيق، تعلم عن ظهر قلب السبيل الذى يرغب سلوكـه، هو صديقها ورفيقها الوحيد منذ أن اصبحت فى هذا العالم، ولكن .. لا مجال للتراجع !
تنهـدت متابعة بملل :
_ هتقول أية يا رواد ؟
اجابها ” رواد ” مسرعًا :
_ هقـول أنتِ امتى هتبطلى الشغل ده
نظـرت له بتهكم وقالت :
_ لما أموت إن شاء الله، يابنى دى عصاابة مش لعب
أطـرق رأسه ارضًا بخـزى، ومن ثم أردف بأسـف :
_ منا عشان كدة عايزك تبعدى يا نوارة
صمت برهه، يتنـفس بانتظـام ويهيئ نفسـه للمجازفـة القادمـة، تلقـي صمتها اجابة جعلته يشعر بطفيف أمل يتقافز امامه، فتابع متحمسًا :
_أنتِ نوارة حياتى، وأختى الصغيرة الى أمى ماجابتهاش، ربنا رماكِ فى طريقى عشان أحافظ عليكِ
ثم قال متساءلاً بجدية :
_ وبعدين مش هو ده الشغل الى اجبروكِ عليه، ومكنتش عايزاه ؟
اومـأت وهى تقول ببرود :
_ بس ده كـان زمان، قبل ما الدعارة والخطف والتخطيط يبقوا منى وابقي منهم يا اخويـا !!
زفـر بضيق عارم، وأعلنـت خلايـاه الأستسلام، يتـوق لجعلها تكف عن هذا العمل الذى يدمـر حياتها رويدًا رويدًا، ولكن يشعر أنها تزداد طاقة سلبية وليست ايجابيـة ابدًا .. !!
وبحيـرة لمعـت في مقلتيـها قالت :
_ بس في حاجة مخليانى مش عارفة أبطل تفكير
نظـر لها بنصف عين متساءلاً :
_ حاجة أية دى ؟
تابـعت مسترسلة بتذكير :
_ فاكر الطفلة الى كنت رايحة اخطفها عشان ناخد اعضاءها وقولت لك ظهرت شابة قالتلى دى بنتى وكدة
اومـأ مؤكدًا، لتستطرد هى بتعـجب :
_ البت دى كـانت شبهى أووى، شبهى ده اية، دى كانت نسخة منى، كأنى واقفـة ادام مرايـة بتعكس صورتى …. !!
_ بقول لك أية يا مامى هاتِ 20 ألف جنية
هتفت ” زينـة ” بتلك الجملة وهى تقتـرب من والدتها التى كانت تجلس في الحديقة الخضراء، على احدى الكراسي تستند بظهرها للخلف بأريحية، تحيطها حلقة من الورود والزهور ذات الرائحة الممتعة، تمسـك بأصابعها المجعدة كوب القهـوة، تستمـع بمظهر الغروب، إنسحـاب الشمس امامها من الكره الأرضية يذكرها بأنسحـاب السعادة الأبدية من حياتـها ..
نظرت لـ زينة التى اصبحت امامها واجابتها بملل :
_ يعنى أنا مسكاكِ، ما تاخدى
مسحـت زينة على شعرها الأصفر الناعم بقوة، وهى تجيب متأففة :
_ يعنى ماهو أنا لو كـنت عارفة كنت أخدت لوحدى، لكن أنتِ عارفة إن بابى شال مفتاح الخزنة معاكِ مخصوص عشان كدة
اومـأت والدتها ببرود، ثم أخرجـت المفتاح من جيبها واعطتهـا لزينة التى لمعت عيونها بسعادة وهى تقفـز :
_ ميرسي جدًا يا أحلى مامى !
ابتسمت الاخرى نصـف ابتسامة، لم تـدرِ السبب وراء تلك السعادة التى ظنتهت يومًا سعادة طفولية، لم تـدرِ أنها تدمـر وتهد جدران اساس ابنتها الوحيدة !!
كادت زينة تخطو اول درجـات السلم حتى سمعت صوت اخيهـا ” مالك ” الحاد :
_ هتعملى أية بالفلوس دى يا زينة ؟
شحـب وجهها على الفـور وأصبح لونه أصفـر، احيانًا كثيرة تشعر أن مالك والدها وليس مجرد اخاهـا .. !
عادت للخلف لتنظر له ثم غمغمت متوترة :
_ آآ يعنى هـ هعمل بيها أية يا مالك
سألها مرة اخرى بحدة أكثر :
_ سؤالى واضح، عايزة الـ 20 ألف لية يا زينة ؟
أبتلعت ريقها مجيبـة بازدراء :
_ عـايزة آآ عايزة أعمل Shopping يا مالك
حك ذقنـه بطرف إصبعه مفكرًا :
_ اممممم، عايزة تعملى شوبينج !
اومـأت هى مسرعة، في حين كانت والدتهم تراقبهم من دون أن يلاحظـوا، بينما فجأة قبض مالك على ذراعيها بعنف وصرخ فيها بحدة :
_ عايزة تعملى شوبينج ولا عايزة تسهرى مع شوية الصُيـع بتوعك ؟!
كـادت تفقـد وعيها فى هذه اللحظـات، عقلها اصبح يتوقف عن العمل، ماذا !!
هل علم إنى اصبحتُ مدمنـة !!!
سألت هكذا في خواطرها، فتركهـا مالك وكأنه استشف سؤالها واتجه لوالدتها يزمجر فيها غاضبًا :
_ امتى بقا هتبطلى اللامبالاة دى، امتى هتاخدى بالك من ولادك وبيتك زى باقي الستات، امتى هنحس إن ليكِ قيمة في حياتنـا بقاااا
تشعـر بالحـزن والألم يدمى قلبها، ولكنها اعتـادت مؤخرًا أن تبنـى حاجز وتصتنع البرود، فلا مانع من اللامبالاة هذه المرة ايضًا ..
_ معتقدش إن اليوم ده هيجى يا مالك
قالتهـا بهدوء حذر اصتعنته ليسألها هو باختنـاق :
_ لية مش هيجى، لية مش عايزة تنطقي لله حتى !!
_ بلاش تعرف يا مالك احسن ليكم وليا
قالتها بصوت اقرب للبكاء ليصيح فيها مالك بهيستريـا :
_ لييييية، ما أنتِ لازم تقولى بقا أنا زهقت
واخيرًا باحت بالسبب الذى جعل الصدمة جزءً من ملامحهم الهادئة والصارمة :
_ عشان بعد ما أبوك قِبل أن واحد تانى يشاركه فيا أنا مبقاش ليا عين ابص ليكوا حتى !!!!!!
*********
بعـدما حملهـا بين يديـه الخشنـة، شعر بالسخونة تلفح وجهه، فها هى بين يديه ومعه، يشعر بملمس جسدها الناعم على يده، ضربـات قلبـه تزداد بشكل ملحوظ، ووجهه لم يعد يعرف له قسمات محددة، عينـاه تتلهف شوقــًا لها، ورغبته تحثه للركض بها خارجًا فى منزله، لينفرد بتلك الفراشة الناعمة التى تحلق فوق يديه، شكر مالك فى خواطره الذى جعلها تسقط هكذا، وتسللت الابتسامة العابثة لثغره وهو يتخيلها معه وله فقط وبأرادتها !!
طرق باب منزلهم بقدمه، لتفتح والدة شمس شاهقة من مظهر ابنتها، ولكنه سارع بتهدأتها :
_ اهدى يا خالتى مفيش حاجة
سألته بهلع وهى تبتعد لتفسح له الطريق :
_ أية الى حصل يا يحيى، شمس مالها ؟
وضعهـا على الأريكة وهو يلعن قدماه التى جعلته يأتى هنا، واجبرته تلك الأخلاق التى من المفترض تتشبعه أن يتركها امام والدتها !!
بينما صاحت فيه ” كريمة ” ببعض الغضب :
_ يابنى ريحنى وقولى بنتى مالها
زفـر مجيبًا بنفاذ صبر :
_ روحى هاتِ مياة طيب يا خالتى وهفهمك كل حاجة
اومـأت موافقـة وهى تتجه للمطبخ لتجلب له الماء، عادت بعد ثوانى معدودة تمد يدها بالزجاجة، فأخذها يحيى وبدأ يرش قطرات الماء على شمس التى بدأت تحرك جفونـها، هنا سارعت كريمة التى كان يجتاحها القلق مرة اخرى بسؤاله :
_ قولى بقا حصلها أية، دى كانت رايحة لصاحبتها ؟
نظـر لها بخبث، نظراته متعلقة بها ولكنها بالحقيقة متعلقة في جنبـات عقله تبحث عن وسيلة ما ليستغل ما حدث لصالحه، منع ابتسامته من الظهور بصعوبة عندما وجد الفكرة الشيطانية فقال بحرج مصطنع :
_ انا مش عارف أقولك اية بالظبط يا خالتى
سألته بضيق :
_ انجز يا يحيى في اية ؟
تنهـد وكأنه يفكـر وبخبث تشبع خلاياه اجابها :
_ أصل شمس أعترفت لى بحبها، وأنا قولتلها إنى كمان بأحبها، بس مش هينفع أخطبها الوقتِ، فأغم عليها من الصدمة !!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غزالة في صحراء الذئاب)