روايات

رواية أسير عينيها الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم دينا جمال

موقع كتابك في سطور

رواية أسير عينيها الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها الجزء الخامس والخمسون

رواية أسير عينيها البارت الخامس والخمسون

جنون عاشق (أسير عينيها 2)
جنون عاشق (أسير عينيها 2)

رواية أسير عينيها الحلقة الخامسة والخمسون

بعد كدة ليست قليلة من البحث اشتري بعض الطعام من أحد المطاعم ليأخذه عائدا الي منزله …..فتح الباب بالمفتاح الخاص به ليجدها تتحرك بخفة هنا وهناك ترتدي منامة قطنية بنطالها قصير يصل لبعد ركبتيها بحمالتين رفعتين ….ترفع شعرها ذيل حصان ولكن ما جعل عينيه تسود من الغضب عندما وجد الشرفة مفتوحة علي مصرعيها
ذهب ناحية الشرفة واغلقها بعنف لتهشق بخوف وضعت يدها علي قلبها تهدأ نبضاته : حرام عليك يا خالد خضتني
اشار ناحية الشرفة هاتفا بحدة : الزفتة دي ما تتفتحش ابدا احنا هنا مش الفيلا …هنا ألف عين وعين هتجرح فيكي فااااهمة
انتفضت الصغيرة تبكي بخوف من صوت زئيره الغاضب لتتبدل ملامحه في لحظة من الحدة للين يداعب الصغيرة الي أن هدأت وتوقفت عن البكاء
اتجه ناحية تلك الطاولة الصغيرة وضع عليها حقيبة الطعام …لتبدأ لينا ورحمة في إفراغ محتوياتها ووضعها في تلك الاطباق الصغيرة
بينما جلس هو علي الأريكة يضع ابنته علي قدميه عينيه شاردتين تغرق في بحر من الهموم …..فاق علي صوت رحمة وهي تقول: يلا يا ابني الاكل جاهز
رد عليها بابتسامة صغيرة ليقم من مكانه متجها الي طاولة الطعام جلس علي احد المقاعد ولينا جواره …..نظر لرحمة هاتفا بجد: اقعدي يا دادة
حاولت الاعتراض ليهتف بحزم : اقعدي يا دادة
جلست رحمة وبدأوا يأكلون بصمت ….يفكرون في ذلك المستقبل المجهول
قبضت بيدها علي يده تستشعر بعض الأمان ليربط علي يدها برفق ….تنهد بتعب يهتف بابتسامة صغيرة: ما تقلقيش أنا بكرة الصبح هنزل ادور علي شغل
لمعت في رأسها فكرة تود إخباره بها ….ماذا أن عادت في المستشفي الخاصة بها ….مرتبها الشهري كبير جداااا …..ولكنها خافت من أن تجرح مشاعره ….هو لم يرضي المكوث عند والده ارضاءا لكرامته …بالتأكيد لن يسمح لها بالعمل …..انتهوا من الطعام لتقم رحمة ولينا بوضع الاطباق الفارغة في حوض الغسيل
فقط غرفتين للنوم أحدهما صغيرة جدا والاخري اكبر منها بقليل
وقف في ذلك الممر يهتف بجد : دادة رحمة معلش هتقعدي في الأوضة الصغيرة وأنا ولينا في الأوضة التانية وبكره هحاول اشتري سرير للوليتا
تقرقوا كل الي وجهته بالكاد استطاع ذلك الفراش الصغير أن يحوي جسد خالد ولينا والصغيرة
نامت لينا سريعا من تعب وارهاق ذلك اليوم بينما ظل هو مستيقظا ينظر الي سقف الغرفة بشرود …….يفكر رفعت جاسم مايا بالتأكيد هناك رابط بينهما فكيف علم جاسم ما حدث له في نفس اليوم …. ولكن تلك الخطط ليست جاسم يعرف تفكير جاسم جيدا هناك حلقة مفقودة وعليه أن يعثر عليها ….فاق من شروده علي يدها تعوض بين خصلات شعره برفق اتجه بانظاره إليها ليجدها تبتسم بحنان : هتفرج
هز رأسه إيجابا يبتسم رغما عن ما به : عااارف يا حبيبتي ربنا مش هيسيبنا …..بس احنا نقول يااارب
هتفا معا برجاء : ياااااارب
________________________________
في الطابق الرابع من تلك البناية حيث فتح رشدي الشقتين علي بعض حتي يسع المكان لزوجاته الثلاثة وأطفاله الست
دخل رشدي المنزل بعدما اغلق القهوة القي بجسده الضخم علي تلك الأريكة يسبح في بحر من خيالاته المقززة تلك الحسناء منذ أن رآها وهي طبعت في رأسه لم يري ذلك الجمال من قبل ندهته بسحرها ايعقل أنها تلك النداهة الساحرة التي كان يسمع عنها في الحكايات قدميا فاق من شروده علي تلك اليد التي تدلك قدميه نظر فوجدها احدي زوجاته ترتدي قميص نوم من المفترض انه مغوي جدا لتتبدل الصورة امامه لم يري زوجته تخيل تلك الساحرة وهي تجلس أمامه ترتدي نفس الملابس فاق من خياله المريض علي صوت زوجته تهتف بدلال
سميحة: حمد لله على سلامتك يا سيد
امتعضت ملامح رشدي بقرف عندما اختفت ملامح لينا لتظهر زوجته مرة اخري لتقول مرة اخري بدلال: مالك يا سيد المعلمين ايه اللي شغال بالك
ليدفعها بقدمه بحدة يهتف بحنق: انتي مال اهلك انتي غوري من وشي حطي الأكل يلااا
سميحة : حاضر.. حاضر
اسرعت سميحة تجاه المطبخ لتضع الطعام لزوجها …….فقد تعودت على لسانه السليط ويده الطويلة التي تمتد عليهن دائما بالضرب
المبرح اذا ما أخطأت احداهن ولو خطأ بسيطا
بينما خرجت دلال زوجة رشدي الثانية من الغرفة وهي تتحرك بدلال يتنافي تماما مع جسدها البدين الممتلئ
اخذت يد رشدي جلسا علي طاولة الطعام
ليهتف بغلظة : اومال فين البت شمس
مصت سميحة شفتيها بضيق تهتف بتهكم: مرزوعة في اوضتها دي حتي ما بترضاش تعمل معانا حاجة خالص في شغل البيت عاملة فيها هانم بين بارم ديله ولا ايه يا دلال
ايديها ضرتها تهتف بخبث : معاكي حق يا حبيبتي الحمل كله علينا وهي عاملة هانم لا عاجبها العجب ولا الصيام في رجب
في داخل تلك الغرفة تجلس تلك الفتاة الصغيرة هي بالفعل الصغيرة فهي بالكاد أكملت عامها
التاسع عشر تبكي بحرقة اثار ضرب وتعذيب حمراء تغطي جسدها تجلس جوار تلك الشرفة كما تفعل دائما تنظر للسماء تهتف بحرقة داخل قلبها: ياااااارب
هي شمس حامد عبد النبي تلك الفتاة الجميلة ذات العينين بلون الزمرد والشعر الاصفر القصير والشفتان المكتنزتان والقد الممشوق من يراها يعتقد انها اجنبية الاصل ذلك الجمال المدفون تحت الثري فهي برغم القدر الوافي التي حصلت عليه من الجمال ، وجدت نفسها تعيش في اسرة فقيرة جدا لا تملك حتي قوت يومها ، توفي والدها عندما كانت طفلة صغيرة ، وتركها تصارع في تلك الدنيا هي ووالدتها واخيها عطا الذي يصغرها بثلاث اعوام
لم تستطع دخول المدرسة بسبب ظروفهم الصعبة وبدأ اخيها يعمل في سن صغير كصبي في قهوة المعلم رشدي
الي ان جاء ذلك اليوم المشؤوم تعبت روحية والدة شمس بشدة
فخرجت شمس تهرول من المنزل متجهه الي اخيها تستغيث به
شمس بفزع : الحقني يا عطا ، ماما تعبانة اوي
عطا بلهفة : يا نهار أبيض تعبت تاني طب انا جاي معاكي…. استني بس اقول للمعلم
في تلك اللحظة خرج رشدي من القهوة ووقعت عينيه علي شمس ليتوهج بريق الرغبة في عينيه يلتهم جسدها بنظراته النهمة الشهوانية العطشة
عطا: معلش يا معلم، هروح مع اختي بس ساعة زمن اطمن علي الحاجة وراجع على طول
رشدي بقلق مصطنع : ليه مالها الحاجة كفا الله الشر
عطا :، شمس بتقولي انها تعبانة اوي
رشدي: سلامتها ، استني انا جاي معاك
ذهب رشدي مع شمس وعطا الي حيث يقطنون في غرفة صغيرة في بدروم احد العمائر واحضر لها الطبيب وتولي مصاريف علاجها كاملة الي ان تحسنت صحتها ،واصبح رشدي يزورهم يوميا بحجة الاطمئنان على صحتها الي انجاء ذلك اليوم
رشدي : عاملة ايه النهاردة يا ست روحية
روحية بصوت ضعيف: الحمد لله يا معلم ، الف شكر على مساعدتك
رشدي: ايه الي انتي بتقوليه دا يا ست روحية دا احنا أهل وقريب ان شاء الله هنبقي نسايب
عطا: يعني ايه يا معلم ؟
ابتسم رشدي ببراءة حمل وديع: اصل انا بصراحة جاي النهاردة وطالب ايد ست البنات شمس
فغرت شمس فمها بصدمة وكذلك عطا وروحية يتطلعون الي بعض بذهول
روحية : ايوة يا معلم بس انت متجوز اتنين كمان انت اكبر منها بحوالي عشرين سنة
رشدي: وبنتك هتبقي التالتة والتالتة تابتة زي ما بيقولوا ، ثم وضع يده في جيبه واخرج حفنة كبيرة من الاموال ووضعها امام روحية
رشدي مبتسما بخبث: دا مهرها ومستعد ادفع قده شبكة ، ومش عايز منكوا اي حاجة حتي شنطة هدومها عليا ….قولتوا ايه
بيعت كما تباع الجواري في الاسواق حتي تستطيع اسرتها أن تعيش حياة افضل…. ولكن الفرق الوحيد انها بيعت بعقد شرعي
وجدت نفسها بين ليلة وضحاها تزف لذلك الرجل العجوز ليغتصب براءتها دون رحمة تحت غطا شرعي اسمه الزواج …. ثم تركها لتلاقي الويل والذل من زوجتيه الاثنتين يوميا من ضرب وإهانة حتي انهن يجعلنها تقوم بأعمال المنزل كلها ، الي ان يعود ذلك الحيوان الذي اطلقوا عليه خطأ مسمي رجل ، ليكمل وصلة الضرب والاهانة كان يضربها بغل يخبرها دائما انها السبب فيما حدث له ليتنهي بها الامر فاقدة للوعي من شدة الضرب وحين تستيقظ صباحا تجد ملابسها ممزقة بوحشية
فاقت من شرودها عندما اقتحم رشدي الغرفة كعادته ممسكا ب(خرطوم ) بلاستيكي ، اقترب منها يجذب شعرها بعنف ثم بدأ يضربها بذلك الخرطوم وهي تصرخ وتبكي ترجوه ان يرحمها حتي خارت قوها وسقطت على الفراش فاقدة للوعي ليمزق ملابسها ويبدأ في اعتداه الحيواني عليها
____________________________
في صباح اليوم التالي ، أول يوم لهما في تلك الحارة استيقظت باكرا هي من الأساس لم تستطع النوم ذلك الفراش غير مريح ابدا أخرجت له ملابسه واعدت ذلك الحمام قدر المستطاع كانت تتحرك وهي ممسكة بظهرها تشعر أن عمودها الفقري يصرخ من الالم ….ذلك الفراش مثل الحجارة اشتاقت لفراشها الوثير الناعم
ايقظته برفق …قام سريعا يغتسل بيدل ملابسه ليبدأ تلك الرحلة
وقف امام باب المنزل من الداخل يهتف بنبرة تحذيرية مؤكدة : الباب ما يتفتحش وأنا برة ، الباب ما يتفتحش وأنا برة ، الباب ما يتفتحش وأنا برة ….و الباب اتفتح وانا برة لجنس مخلوق ، هتزعلوا مني
ربطت رحمة علي يده تهتف بهدوء : ما تقلقش يا ابني روح أنت شوف حالك ربنا يرزقك ويفتحها في وشك لتحمحم بحرج ….انا بس كنت عايزة انزل اشتري شوية طلبات للبيت
مد خالد يده في جيبه واخرج محفظه نقوده اعطي لرحمة بعض النقود
خالد: ماشي يا دادة بس تنزلي انتي لوحدك
رحمة: حاضر يا ابني
نظر للينا يهتف بتحذير مرة اخري : الباب ما يتفتحش وانا برة غير لدادة رحمة لما تيجي ،غير كدة يا لينا عقابك هيبقي وحش اوي
هزت رأسها إيجابا بطاعة ليقبل جبينها لينزل سريعا القي السلام علي رشدي الذي وجده يجلس علي احد الكراسي أمام البيت ومن ثم ذهب في طريقه
في الاعلي ارتدت رحمة عباءة سوداء وحجاب اسود كبير تحمل كيس نقود في يدها نظرت للينت
رحمة: انا نازلة يا بنتي مش هتأخر
لينا: ماشي يا دادة
رحمة : اقفلي الباب بالترباس بعد ما اخرج ماشي
هزت رأسها إيجابا اتجهت خلف رحمة الي أن خرجت من الباب لتغلقه جيدا تشد ذلك المزلاج تحكم إغلاقه جيدا
راي رشدي ذلك الرجل…..خالد وهو ينزل ومن بعده تلك السيدة ففطن ان تلك الحسناء بمفردها الآن ليبتسم بشراهة ذئب يستعد لالتهام وجبه دسمة ، نادي علي ذلك الصبي بصوت عالي: واد يا عطا
جاء الصبي مهرولا: نعمين يا معلمي
رشدي : انا طالع اشقر على الجماعة خلي بالك من القهوة علي ما أجي
عطا : عنيا يا معلمي
صعد رشدي سلالم البيت ….كل خطوة يخطوها لأعلي تزيد من سرعة ضربات قلبه …….ترفع نسية الأدرينالين في دمه …. صعد بلهفة ان وصل الي باب تلك الشقة …. اخرج المفتاح الآخر من جيبه ووضعه في قفل الباب واداره ولكنه عندما حاول ان يفتح الباب لم ينفتح ، حاول مرة واثنين وثلاثة ولكن دون فائدة صر علي اسنانه بغيظ ليهز ذلك بعنف عله ينفتح ليدخل الي تلك الحسناء التي يفصله عنها ذلك الباب الخشبي
في الداخل
سمعت لينا صوت اهتزاز الباب بتلك الطريقة الغربية بلعت لعابها بخوف تقدمت ناحية الباب بخوف الي ان وصلت إليه …..وقفت بجانب ذلك الباب تهمس بصوت مضطرب : ممميين
هتف بصوت خفيض ملهتف : انا المعلم رشدي يا ست العرايس افتحي
قطبت جبينها بتعجب تهتف بدهشة: معلم رشدي، خير حضرتك عايز ايه
تلعثم في الرد يحاول إيجاد كذبة مناسبة حتي يقنعها : هاااا ….انا اه، اه انا كنت عايز الباشمهندس
لينا: بس خالد مش موجود نزل
رشدي سريعا: طب افتحي…عايز اقولك حاجة مهمة تقوليها للباشمهندس لما يرجع
هزت رأسها ايجابا أمسكت ذلك المزلاج كادت أن تفتحه حينما تكررت جملة خالد في اذنيها
( الباب ما يتفتحش وانا برة) لتترك ذلك المزلاج تهتف بحدة : : اسفة يا معلم ما اقدرش افتحلك الباب وخالد مش موجود
عض علي شفتيه بغيظ كان قريبا للغاية قبض علي ذلك المقبض من الخارج يهزه بعنف
ليرتجف قلبها فزعا ردت بصوت مرتجف : انت لو ما مشتش دلوقتي انا هتصل بخالد اقوله
رشدي بغيظ: ماشي يا ست العرايس.. هتروحي مني فين
تركها ونزل الي أسفل وهو يتمتم بكلمات غاضبة حانقة
_________________________
في نفس الطابق في الشقة المقابلة لشقة خالد
في غرفة صغيرة ينام علي فراش صغير ، شاب في اوائل العشرينيات متوسط الطول ذو جسد متناسق وبشرة برونزية وشعر اسود وعينان بلون الفحم الاسود
دخلت والدته عليه لتوقظه
سعاد : إسلام ، قوم يا إسلام ، يا إسلام قوم يا إسلام
تململ في نومته يفتح عينيه بصعوبة يهتف بصوت ناعس خامل: صباح الخير يا ماما
سعاد مبتسمة: صباح الخير يا حبيبي قوم بقي كفاية نوم ……
جلست علي الفراش يمط ذراعيه بكسل يهتف بلامبلاة: يعني هقوم اعمل إيه يا ماما ما الشركة الي كنت شغال فيها اتقفلت
اتسعت عيني سعاد باهتمام : نفسي اعرف ليه الشركة اتقفلت ، دا انت كنت بتقولي ان صاحبها راجل كبير وليه هيبته
تنهد بإحباط: مش عارف والله يا امي ، احنا فجاءة كام واحد لابسين اسود ودخلين الشركة وبدأ يخرجونا منها حتي خرجوا الباشمهندس علي وباشمهندس عمر ، من الشركة وقفلوها
سعاد: طب وصاحب الشركة عمل ايه
ضرب كف علي كف يهتف بضيق : ولا نعرف عنه حاجة ، هو اصلا ما كنش بيجي كتير الشركة ،كل فين وفين لما يجي مرة
جلست علي كرسي صغير في غرفته تهتف بفضول : هو كبير في السن
إسلام: لاء عنده في التلاتينات تقريبا
قائلت سعاد سريعا بثقة كأنها وجدت حل لمشكلة عويصة : ممكن قرض كبير وهرب من البلد زي ما بيجي في المسلسلات
هز رأسه نفيا يكبت ضحكاته : ما اعرفش يا امي والله
سعاد: طب يلا قوم افطر
إسلام: فين البت بدور
دخلت تلك الطفلة تضحك بسعادة
بدور : انا هوووو ، سيمو حبيبي اخيرا صحيت
إسلام ضاحكا: يا بت بطلي الاسم دا
استوووب
( إسلام طه ناصر ، 25 عاما خريج كلية هندسة ، يعمل في شركة الرحاب ، منذ ان تخرج ، يسكن مع والده الذي يمتلك محل بقالة صغيرة ، ووالدته السيدة سعاد ربة منزل بشوشة تحب عائلتها كثيرا ، وبدور تلك الطفلة الشقية التي تبلغ من العمر ثماني اعوام )
سعاد: يلا يا بدور ، روحي ذاكري
مطت بدور شفتيها بضيق طفولي : يوووه يا ماما امتي هتصدقي ان انا خدت الأجازة
سعاد؛ يوووه صحيح دا انا كنت ناسية طب قدامي بقي يا لمضة
بدور: سلام يا سيمو
ابتسم لها إسلام يلوح بيده ودعا
خرجت سعاد من الغرفة هي وبدور فاغمض إسلام عينيه بألم وهو يتذكر صوت صراخها الذي يمزقه كل ليلة
آه شمسي كم رغبت في ان تنيري سمائي
وعندما استعدتُ لذلك وجدتك تشرقين في سماء رجل اخر
سماء ملبدة بالغيوم
فأغشت نورك الساطع آه شمسي……. تركتي حياتي ملبدة غائمة متي ستعودين ليعود النور الي من جديد
قام من علي فراشه يتحرك بخمول ….اغتسل وبدل ملابسه وصلي فرضه…… ثم نزل ليبحث عن عمل
_________________________
في شقة خالد
دق الباب مرة اخري لتتسع عينيها بفزع خوفا من ان يكون ذلك الرجل عاد مرة اخري وقفت بجانب الباب تهمس بصوت مرتجف خائف : مممين
رحمة: انا دادة رحمة يا حبيبتي افتحي
فتحت الباب سريعا تجذب رحمة من يدها لتدخلها الي المنزل ومن ثم اغلقته بلهفة تشدد احكام ذلك المزلاج جيدا
تعجبت رحمة من تصرفها لتسألها باهتمام : مالك يا بنتي ايه الي حصل
هزت رأسها نفيا تهتف بهدوء ظاهري : لا ابدا ما فيش حاجة
رحمة: طب انا هروح احضر الغدا
لينا: وانا هروح اشوف لوليتا
ذهبت رحمة تجاه المطبخ الصغير المجهز ببعض الادوات الاولية
بينما وقفت لينا شاردة
لينا في نفسها: انا مستحيل اقول لخالد ، خالد عصبي ومتهور وممكن يقتله ويودي نفسه في داهية وكفاية اللي هو فيه
لا لا لا انا مش هقوله مش هقوله ، هقفل الباب بالترباس كويس وخلاص
__________________________________
يبحث منذ ساعات دون فائدة لم يستطع إيجاد عمل مناسب علي الأقل يغطي احتاجتهم الأساسية ….فمعظم الاجور قليلة جدا لا تكفي حتي ايجار تلك الشقة ….لينتهي به الحال يشتري فراش صغير لابنته من تلك النقود التي معه ومن ثم عاد للحارة ….جلست علي احد كراسي تلك القهوة يتنهد بتعب …..شاردا في المستقبل المجهول له ولعائلته بدون عمل فمن المؤكد ان نقوده الباقيه سنتنهي عما قريب
فاق من شروده عندما وضع احدهم يده على كتفه ، نظر له فوجده رشدي
رشدي: ازيك يا باشمهندس
خالد: الحمد لله
رشدي: تسمحلي اقعد
خالد: اتفضل
جلس رشدي على الكرسي المجاور له
رشدي: مالك يا باشمهندس شكلك مهموم
خالد: لا ابدا ما فيش حاجة
رشدي: يا ابني قولي يمكن اقدر اساعدك
تنهد بتعب : مش لاقي شغل
رشدي: مش انت مهندس
خالد ساخرا: آه مهندس بس مش لاقي شغل
رشدي: يعني انت ما بتعرفش في حاجة تانية غير الهندسة
خالد: يعني بعرف في ميكانيكا العربيات علي قدي
رشدي مبتسما بحماس : طب والله انت ابن حلال ورزقك في رجليك
قطب جبينه ينظر له باستفهام ليشير رشدي ناحية محل صغير مغلق امام تلك القهوة
رشدي: شايف المحل دا
هز خالد رأسه إيجابا ليكمل رشدي باهتمام: دا يا سيدي ورشة ميكانيكي صاحبها عايز يبعها
خالد في نفسه بحسرة علي حاله: ورشة ميكانيكي، اخرتها ميكانيكي يلا الحمد لله أهو كله شغل ….صبرك عليا يا رفعت لما اوصل لسراج
اتجه ناحية رشدي يسأله باهتمام : ودي طالب فيها كام
رشدي: 40 الف جنية
خالد: مش كتير
رشدي: بص احنا نروحله ونحاول معاه تحب امتي
خالد: يا ريت دلوقتي
رشدي: تمام ، يلا بينا
خالد: ثواني بس …..هطلع السرير دا شقتي وهنزل علي طول
هز رشدي رأسه إيجابا فأخذ خالد الفراش الصغير متجها الي شقته ووضع المفتاح في القفل ولكن الباب لم يفتح ، فدق الباب
لينا بخوف: مين ، مين برة
خالد: انا خالد ، يا لينا افتحي
انفتح الباب سريعا ليجدها تلقي بجسدها الصغير داخل صدره
رفع حاجبيه بدهشة من فعلتها: مالك يا حبيبتي انتي كويسة
لينا: هااا ، آه بس يعني لسه مش متعودة على المكان
ابتسم لها ليبعدها عنه برفق برفق …..دخل الي غرفته ووضع الفراش بها ثم اعطي للوليتا الشكولاتة واخذ النقود ونزل الي اسفل
خالد: انا نازل ، مش هتأخر ، بس زي ما قولتلك
ردت سريعا بخوف: ما تقلقش عمري ابدا ابدا ما هفتح الباب وانت برة
ضيق عينيه ينظر لها بشك من خوفها الغير مبرر علي حد اعتقاده ولكنه لم يتحدث بل اغلق الباب ونزل لأسفل…. فأخذه رشدي الي صاحب الورشة
وبعد جدال طويل كتب خالد العقد بعد ان دفع 35 الف جنية …واخذ منه المفتاح ثم عاد الي منزله
خالد: متشكر اوي يا معلم رشدي
رشدي مبتسما بخبث: لا شكر على واجب يا باشمهندس احنا نحب نخدم
صعد خالد الي اعلي تتبعه نظرات رشدي الي أن اختفي من امامه ليهتف في نفسه بخبث: حلو اوي كنت واثق انها جبانة ومش هتقوله …صبرك عليا يا ست العرايس هتروحي مني فين دا انتي اللي رديتي روحي من تاني
وقف امام شقته يدق الباب فتكرر نفس الامر شعر بارتجافه صوت لينا وهي تسأل عن الطارق : مممين
خالد: انا خالد
فتحت له الباب ودخلينظر لها بشك مالك يا لينا انتي كويسة
ابتسمت ابتسامة مرتبكة : هااا ، آه انا كويسة
ضيق عينيه مستفهما ؛ متأكدة انك مش عايزة تقوليلي حاجه
هزت رأسها نفيا سريعا تبتسم بتصنع: ما تقلقش يا حبيبي انا كويسة ، يلا غير هدومك علي ما احطلك الغدا
تركته متجهه الي المطبخ ليقف ينظر في اثرها بشرود ….هناك أمر خاطئ وعليه اكتشافه
~~الفصل التاسع الجزء 2~~
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
جلست بجانبه علي طاولة الطعام الصغيرة من المفترض أنها تأكل عينيها شاردتين تفكر ……عليها إخباره لن يغفر لها أن علم ولكنها تعرفه جيدا سيقتله لالالا لن تخبره …لن تدع ذلك المجنون يقترب منها ابدا ….مجنون تردد في ذهنها صوته وهو يضحك بخبث
اياد ضاحكا : هيا صغيرتي اركضي ……اركضي قدر ما تريدين لن تستطيعين الهرب مني ابدا
انتفض جسدها بفزع حينما شعرت بكف يد يربط علي يدها
ليسألها بدهشة يقطب جبينه بتعجب: مالك يا لينا
ربطت علي يده تتصنع الابتسام: مالي يا حبيبي أنا بس كنت سرحانة شوية
رحمة : اهي يا ابني علي الحالة دي من ساعة ما جيت
ضيق عينيه بشك تقين الآن من أنها تخفي شيئا
وسيعلمه ..وضع معلقة الطعام من يده يهتف بجد: علي فكرة أنا لقيت شغل
توسعت عينيها بسعادة تهتف بحماس : بجد ..ايه وفين
خالد: في ورشة الميكانيكا الي قدام البيت
رفعت حاجبيها بدهشة : هتشتغل ميكانيكي
هز خالد رأسه إيجابا يهتف بهدوء: وماله الميكانيكي
هزت رأسها نفيا تهتف سريعا قبل أن يسئ فهما : مالوش مش قصدي ، انا قصدي انت يعني بتعرف في الميكانيكا
أومأ إيجابا دون كلام لتكمل بحماس مبروك يا حبيبي ، عارف احلي حاجة ايه
خالد: ايه
لينا: انك هتبقي قريب مننا الورشة في وش العمارة ، واقدر اشوفك من البلكونة وانت بتشتغل
تغيرت تعابير وجهه الي الجمود يهتف بنبرة حادة : طيب عشان نبقي متفقين لو روحتي ناحية البلكونة هكسرلك رجليكي الاتنين ، مفهوم
عقدت حاجبيها بخوف تهز رأسها ايجابا بسرعة ، لا تعرف كيف يتغير في لحظة من شخص لآخر
هتف بجد وهو يقم من علي كرسيه : أنا قايم انام يلا عشان تناموا
حملت لينا ورحمة الاطباق الفارغة ووضعوها في حوض الغسيل وذهبت رحمة الي غرفتها
وذهبت لينا مع خالد الي غرفتهم ، تسطح علي الفراش يوليها ظهره وكأنها غير موجودة من الأساس…. ظلت تنظر له بصمت ألم حزن ….هي السبب فيما حدث له لذلك هو يعاملها بتلك الطريقة القاسية …ذلك ما كان يدور في ذهنها لتفيق من شرودها حينما شعرت بهطول ذلك السائل الدافئ من عينيها
تبكي وهل تفعل شيئا غير ذلك دائما هي تلك الفتاة الضعيفة البائسة …وضعت يدها علي فمها تكتم صوت انينها حتي لا يسمعها ….مدت كف يدها تقبض علي ذراعه ….التفت لها بحدة لتتسع عينيه بفزع حينما وجهها الذي استحال لونه أحمر قاني دموعها تهبط بغزارة ….جسدها ينتفض بشهقات مكتومة
انتفض يسألها بلهفة: انتي بتعيطي ليه ….انتي تعبانة في حاجة وجعاكي
جذبها الي أن جلست بجانبه يسألها بجزع : مالك في ايه
ردت بصوت بح من البكاء: أنا السبب …أنا السبب في اللي حصل عشان كدة انت بقيت بتكرهني
ضحك رغما عنه يهتف بيأس: صحيح هم يضحك ….جذب رأسها لصدره يربط علي رأسها برفق : والله العظيم انتي هبلة …سبب في ايه يا عبيطة انتي دا مقدر ومكتوب دا اولا……ثانيا ما اقبلش علي كرامتي اتجوز واحدة رامية نفسها عليا …لاء وابوها عايزيني اعيش تحت رحمتهم بفلوسي دول عالم هبلة
قبضت بيديها علي دفتي قميصه تهمس بحزن:
اومال ليه بقيت بتعاملني بطريقة وحشة كدة
مسح علي شعرها برفق: لوليتا انتي عارفة أنا بحبك قد ايه وعارفة كمان انا بغير عليكي من اي حاجة
انتي الماستي مش من حق اي حد يشوفك غيري ….واحنا دلوقتي مش في بيتنا
هناك ما حدش يقدر يرفع عنيكي فيكي
انما هنا الف عين هتخدش ماستي
انا خايف عليكي يا حبيبتي انتي عارفة أنا ما عنديش اغلي منك ….اقولك حاجة أنا بخاف عليكي اكتر من خوفي علي لينا الصغيرة انتي بنتي البكرية اللي لما بدأت تحبي كانت بتحبي في حضني ولما بدأت تمشي كانت بتسند علي ايدي ….انتي ما تعرفيش أنا بحبك قد ايه
ضربته بقبضة يدها علي صدره تهمس بخجل : علي فكرة انت وحش عشان بتقول كلام حلو وما بعرفش ازعل منك وأنا نفسي مرة ازعل واكمل الزعل
ضحك بمرح ليلثم رأسها بقبلة حانية تسطح علي الفراش لتتوسد صدره همست باضطراب : خالد …ابقي غير كالون الشقة
نظر لها من اعلي بشك: ليه
هتفت بارتباك: هااا ، لا ابدا زيادة أمان
هتف بنبرة تحذيرية جادة: لينا لو حصل اي حاجة مهما كانت لازم تقوليلي عليها ، عشان لو عرفت من برة هتزعلي مني ماشي يا حبيبتي
هزت رأسها ايجابا بتوتر لتشعر بيده تمسد علي منابت شعرها برفق لتنام رغما عنها بينما ظل ينظر لها بشك يهتف بحيرة؛ يا تري مخبية ايه يا لينا
في صباح اليوم التالي
قامت باكرا واعدت الفطور وحضرت ملابسه ثم بدأت توقظه برفق
فأخذت خصلة من شعرها وبدأت تداعب بها انفه وهو نائم ، فيهز رأسه بعصبيه نفيا
لينا بصوت هامس : لودي ، لودي اصحي يا حبيبي عشان تنزل شغلك
فتح عينيه ينظر لها بخبث لتتورد وجنتيها خجلا تهمس بخجل : صاحي من النوم علي قلة الأدب
خالد ضاحكا: لا وانتي الصادقة، صاحي من النوم علي وش اجمل حورية وهي بتضحك
ابتسمت بخجل : يلا ، قوم انا حضرلتك الفطار والهدوم جوة في الحمام
رفع كف يدها وقبلها
خالد مبتسما: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
قام من علي الفراش واغتسل وبدل ملابسه
وذهب ناحية باب المنزل
خالد: الباب ايه
رددت سريعا: ما ينفتحش وانت برة
ربت خالد علي وجنتها برفق : شاطرة يا حبيبتي
خالد: لو احتجتوا حاجة من تحت كلموني تمام
هزت رأسها إيجابا ، فقبل خالد جبينها وخرج من المنزل واغلق الباب خلفه ، وبينما هو يستدير لينزل سمع صوت يهتف من خلفه بدهشة : خالد باشا؟
التفت خلفه ينظر للقائل ليعقد جبينه باستفهام: أنت مين
إسلام: انا اسلام طه يا افندم ، كنت شغال مهندس في شركة حضرتك ، قبل ما تتقفل عليها
انفتح الباب سريعا وخرجت والدة إسلام
سعاد: إسلام صحيح ما تنساش تجيب ملح
إسلام: دا خالد باشا يا ماما الاي حكيت حكيتلك عنه
سعاد في نفسها: وخالد باشا دا بيعمل ايه هنا
سعاد: ازيك يا ابني
خالد مبتسما: الحمد لله يا امي
إسلام: عايزة حاجة يا امي
سعاد سريعا : آه ما تنساش الملح
إسلام : حاضر
دخلت سعاد واغلقت الباب ليهتف إسلام بفضول : هو ايه اللي حصل يا باشا وليه الشركة اتقفلت وانت بتعمل ايه هنا
رد باقتضاب: أمر ربنا ….قولي انت بتشتغل ولا بتعمل ايه
إسلام؛ لا والله لسه يا باشا بدور علي وظيفة
خالد : علي العموم ، انا اشتريت ورشة الميكانيكا الي قدام البيت ، لو عايز تعالا اشتغل معايا ورزقي ورزقك على الله
اتسعت عيني إسلام بذهول يرفع حاجبيه بدهشة : معقولة يا خالد باشا هتشتغل ميكانيكي
زفر بضيق : آه يا إسلام خالد باشا هيشتغل ميكانيكي عايز تيجي إنت حر مش عايز أنت بردوا حر
إسلام سريعا: لاء طبعا هاجي مع حضرتك نزل هو وإسلام الي اسفل
فتح خالد الورشة وبدأ إسلام يساعده في ترتيبها ،
مر بعض الوقت الي جاءت سيارة معطلة تحتاج الى تصليح
ليخلع خالد قميصه يضعه بعيدا ومن ثم اتجه ناحية تلك السيارة يصلحها وإسلام يساعده ويناوله ما يريد
___________________________
في شقة رشدي
سميحة صارخة: بت يا شمس انتي يا مخفية
جاءت تلك المسكينة تهرول رغم ما بها من آلام تهتف بخوف: نعم يا ابلة سميحة
سميحة بغيظ : ساعة يا مضروبة علي ما تردي
همست بخوف: أنا آسفة والله بس رجليا وجعني أوي
مصت سميحة شفتيها بتهكم: هنبدأ بقي شغل السهوكة ، لاء يا حبيبتي مش عليا دا أنا سميحة انجري يلا علي المطبخ تغسلي المواعين وتمسحي المطبخ وتغسلي البوتجاز وبعدين تعملي الاكل …يلا يا بت انجري من وشي
هزت رأسها ايجابا بطاعة تتحامل علي نفسها حتي لا تلاقي منهم ما لا يحمد عقباه
بينما اخذت سميحة بغض الغسيل متجهه الي الشرفة لتنشرهم
وقفت في الشرفة تضع ثياب رشدي علي حبال الغسيل
عندما وقعت عينيها علي خالد فغرت فاهها امام عضلاته البارزة ووسامته الملحوظة وظلت تحملق فيهدون حياء
الي ان جاءت دلال تهتف بتهكم
دلال ساخرة: ما كنوش غيارين دول يا سميحة اللي هتفضلي تنشري فيهم النهار بطوله
دلال: مالك يا اختي متنحة كدة زي ما تكوني شايفة مهند الي في مسلسل العشق الممنوع
مصت دلال شفتيها بتهكم تدير نظرها لحيث تنظر سميحة لتتسع عينيها وتصاب بنفس الحالة
دلال بهيام : هي دي الرجالة ولا بلاش مش المخفي على عينه الي عامل فيها راجل
سميحة: بس اسكتي قفلي علي السيرة العكرة دي وخليكي مع السيرة الحلوة دي
دلال: علي رأيك ، شايفة يا بت العضلات دي مش المخفي على عينه الي عنده ارتخاء في عضلات عينيه الهي يتعمي البعيد
سميحة بفضول : تفتكري مين دا يا بت
دلال : ما اعرفش بس أنا كنت سمعت ان المخفي اللي اسمه رشدي أجر الشقة اللي تحتينا لواحد ومراته وحماته تقريبا …تفتكري ممكن يكون هو
سميحة بضيق: تصدقي صح ممكن يبقي هو ، ياادي الخيبة دا طلع متجوز ، دي امها دعيالها في كل اذان عشان اتجوزت المز دا
دلال: صحيح يا بت فين المخفية شمس
سميحة: في المطبخ يا اختي بتعمل السم الهاري للمخفي
دلال: انا حاسة انك بقيتي مدلعها يا سميحة
سميحة: لا يا اختي والله ابدا دا انا مشرباها المر لحد كيعانها
دلال: ايوة كدة عشان ما تتفرعنش وتفتكر نفسها ست البيت زيها زيينا
سميحة: لا يا اختي ما تقلقيش ، بس تعرفي والله ساعات بتصعب عليا من الي بيعملوا فيها المخفي ، دا بيهري جتتها بالخرطوم لحد ما تسخسخ خالص عشان ما تعرفش انه………
قاطعتها دلال سريعا: ما خلاص يا سميحة احسن زمانه جاي ليسمعنا ويجي يطين عيشتنا
سميحة: علي رأيك يلا يا اختي نروح نشوف اللي ورانا احسن
__________________________
في شقة خالد
اغلقت شيش النافذة كما طلب منها ولكنها أبقت جزء صغير مفتوح تستطيع رؤيته من خلاله
عضت علي شفتيها بغيظ عندما وجدت بعض الفتيان ينظرن اليه بحالمية ولكن ما جعل عينيها تشخص في صدمة عندما غمز لها بطرف عينيه في رسالة منه انه يراها حتي ان حاولت الاختباء
خافت من رد فعله عندما يعود بشدة
فتراجعت عن البلكونة وعادت للداخل سريعا
في الورشة
خالد: ها يا إسلام فهمت
إسلام: الي حد ما
خالد: بكرة هتاخد الشغل وتفهم
لاحظ خالد نظرات اسلام الشاردة ناحية الطابق الرابع
خالد: اسمها ايه
إسلام بلا وعي: شمس
ابتسم خالد بخبث ، بينما تصنع اسلام الانشغال
خالد: طالما بتحبها اوي كدة ، ما اتقدمتلهاش ليه
إسلام: يا ريت ينفع
خالد: وايه المانع
إسلام: أصلها متجوزة المعلم رشدي
خالد مستفهما : ليه هي عندها كام سنة
إسلام: 19 سنة
خالد: طب ازاي
إسلام: نفس القصة القديمة الجميلة الفقيرة والعجوز المتصابي
هز خالد رأسه إيجابا متفهما ما يحدث
إسلام: انا بس صعبان عليا الضرب الي بيضربهولها كل ليلة ، عارف يا باشا هي لو كانت متجوزة واحد بيحبها ومحافظ عليها انا كنت هفرحلها جدا بس للآسف حظها وقعها في رشدي
خالد: لو اتطلقت هتتجوزها
إسلام بحماس : فورا
خالد مبتسما: وعد مني ، هتبقي ليك
ارتفع أذان العصر في الجامع ليهتف إسلام سريعا : عند إذنك يا باشا عشان الحق العصر
شردت عينيه بضيق من نفسه متي آخر مرة صلي فيها …هو دائم علي صلاة الجمعة فقط ويهمل باقي فروضه …صحيح أنه اقلع عن ذلك المشروب اللعين منذ مدة طويلة ولكنه لم ينتظم في صلاته ابدا ….ربما كان يتعلل بكثرة مشاغله …الكثير من الصفقات والكثير من القضايا ولكن ما حجته الآن …كان يبعد عن طريق الصلاح بإرادته ما كان يلهيه عن عبادته قد ذهب إدراج الرياح ماذا ينتظر بعد
فاق من شروده علي يد إسلام يلوح أمام وجهه : خالد باشا أنا……
قاطعه بجد : أنا جاي معاك
اتجه معه الي ذلك المسجد الصغير القريب من الورشة
وقفا خلف الامام يصلي بخشوع لا حسابات لا أرقام لا صفقات لا شئ من تلك الحجج الواهية التي طالما تحجج بها ليترك فرضه حتي لا يأنبه ضميره ، وقف خلف الإمام يسمع ما يتلو بخشوع كأنه يسمع القرآن للمرة الأولي في حياته ، سجد ارضا ، يهمس برجاء : يا رب أنا عارف إن أنا غلطان واني كنت بجري ورا الدنيا ورا شغلي ومصالحي ، كنت بسمع حي علي الصلاة واقول لما اخلص الصفقة اللي في ايدي هبقي اقوم اصلي عمري ما فكرت أن أنا ممكن اموت وأنا ماسك الورق اللي فضلت بيه دنيتي علي آخرتي …..يمكن دا عقابك ويمكن اختبار عشان ارجع للطريق الصح يا رب انت اعلم بحالي يا رب
___________________________
في شقة خالد
بدأت الصغيرة تبكي بطريقة غريبة ولينا تحاول تهدئتها ولكن دون فائدة
لينا بقلق: دادة رحمة، يا دادة
جاءت رحمة مسرعة: خير يا بنتي
لينا: لوليتا عمالة تعيط ومش راضية تسكت انا خايفة لتكون تعبانة وأنا اصلا مش معايا شنطتي حتي
وضعت رحمة راحة يدها علي جبين الصغيرة
رحمة: الحمد لله مش سخنة ، يمكن عندها انتفاخ ، احنا محتاجين نعناع
دق الباب فاعتقدت لينا انه خالد فذهبت وهي تحمل الصغيرة علي يدها لعلها تهدأ
لينا: مين
سعاد بود: انا جارتك ام إسلام يا حبيبتي افتحي
فتحت الباب فوجدت امرأة في نهاية الاربعينات بشوشة الوجه
لينا:، خير يا افندم
سعاد: انا كنت جاية أسئل عليكوا ، بما انكوا جيران جداد ….نظرت ناحية الصغيرة الباكية تهتف بقلق مالها اسم الله عليها
رحمة: بقولك يا اختي ما لقيش عندك شوية نعناع
سعاد: عندي ثواني اجبلك
دخلت سعاد الي شقتها وعادت بعد دقائق في يدها علبة صغيرة فيه اعشاب النعناع
لينا مبتسمة: انا متشكرة جدا، اتفضلي حضرتك استريحي
جلست سعاد علي احد الارائك ، بينما ذهبت رحمة الي المطبخ ، جلست لينا علي الكنبة الاخري تهدهد صغيرتها
سعاد: ما تعرفتش بيكي
لينا مبتسمة: آه ، معلش انا اسفة انا لينا جاسم
سعاد: انتي مش مصرية صح
لينا: خليط ، والدي مصري ومامتي لبنانية
سعاد: انتي مرات خالد باشا صح
عقدت حاجبيها باستفهام : ايوة ، بس حضرتك تعرفي خالد منين
سعاد مبتسمة: اسلام ابني بيشتغل في شركة الرحاب عند جوزك ، قصدي كان قبل ما تتقفل
ابتسمت بحزن تحرك رأسها ايجابا
عادت رحمة ومعها كوب من الشاي للضيفة والأعشاب الدافئة للصغيرة
اخذتها لينا منها وبدأت تطعم الصغيرة
بينما بدأت تدور احاديث السيدات المشهورة بين رحمة وسعاد ولينا تشارك بكلمات قليلة لمدة عدة ساعات
في الأسفل
مط ذراعيه بألم يشعر بأن عضلاته تصرخ من الالم: كفاية كدة يا إسلام
إسلام بتعب : عندك حق يا باشا انا هلكت تحس ان عربيات مصر كلها باظت النهاردة علي حظنا
ابتسم بتعب : رزق بعتهولنا ربنا …حد يقول للرزق لاء
ذهب الي الدرج الصغير الذين وضعوا فيه النقود واقتسمها بينه وبين إسلام
ثم اغلق الورشة وصعد هو وإسلام الي اعلي
إسلام: مش كتير التلت يا باشا
خالد: لاء مش كتير
إسلام: بس…….
خالد مقاطعا بجد: اسلام انت لسه ما تعرفش خالد السويسي ، انا ما بحبش حد يجادلني ، ماشي
هز إسلام رأسه إيجابا وأكمل الصعود حتي وصل الطابق الثالث فوجدبدور تلعب عند مدخل الباب
إسلام بدهشة: بدور ، انتي ازاي تفتحي الباب وفين ماما
بدور : عند طنط الي قدامنا
ذهب خالد ناحية بدور يبتسم بحنان فقد ذكرته بدور بابنته سما الراحلة
جثي علي ركبتيه امامها واعطاها قطعة شوكولاتة
خالد مبتسما: اهلا يا بدور أنا خالد
بدور مبتسمة: ازيك يا عمو
خالد ضاحكا: أنا كويس يا ستي ، انتي عاملة ايه
بدور : أنا كويسة
خالد مبتسما: قوليلي بقي عندك كام سنة
بدور: تمانية يا عمو
خالد: لاء أنا كدة أزعل منك ، ما تقوليليش يا عمو
بدور باستغراب : اومال اقول ايه
خالد مبتسما: قوليلي يا بابا خالد
بدور: بس انا بقول بابا لبابا طه
خالد مبتسما: خلاص يا ستي يبقي عندك اتنين بابا ، بابا خالد ، وبابا طه موافقة
هزت بدور رأسها إيجابا بابتسامة بريئة : حاضر يا بابا
اصابت تلك الكلمة قلبه مباشرة فاحتضن بدور بحنان وهو يردد بداخله : الله يرحمك يا سما
ابتعد خالد عن بدور …قبل جبينها متجها الي باب الشقة ولانه علم أن هناك سيدة غريبة في بيته دخل يتحاشي النظر لهم احتراز من ان يكونوا بجلسون علي راحتهم
حمحم قبل أن يدخل ليعلمهم بدخوله
خالد وهو ينظر في الاتجاه الآخر : سلام عليكم
الجميع : وعليكم السلام
خالد: احم، عن اذنكوا …… تركهم ودخل الي غرفته
سعاد: طب اقوم انا بقي عن اذنكوا …هبقي اجيلكوا بكرة
رحمة: تنورتي يا ست ام إسلام
سعاد: دا نوركوا يا حبيبتي
ذهبت سعاد الي شقتها ورحمة الي المطبخ لتجهز طعام الغداء ، بينما ذهبت لينا الي غرفتها ووضعت الصغيرة النائمة في مهدها فوجدته جالس علي الفراش يدلك رقبته بألم
فذهبت وجلست خلفه علي ركبتيها وبدأت تدلك رقبته برفق لتسمعه يهتف بنبرة متحشرجة من الالم: الباب اتفتح وانا برة
لينا: غصب عني يا خالد لوليتا ما كنتش راضية تبطل عياط ، دادة رحمة قالتلي ان عندها انتفاخ وعايزين نعناع ، كنت لسه هتصل بيك اقولك لقيت الباب بيخبط ثم قصت عليه ما حدث كاملا
سألها بقلق: طب لوليتا عاملة ايه دلوقتي
لينا: بقت كويسة جدا الحمد لله
خالد: متأكدة تعالي نروح لدكتور زيادة أمان
لينا: ما تقلقش هي والله بقت كويسة
هز رأسه إيجابا فتأوه بألم
غامت عينيها حزنا تهتف بحزن : شكلك تعبت اوي النهاردة
خالد بألم: اوي ، عضلات ضهري وجعاني من النومة تحت العربيات
لم تتغير تعابيرها الحزينة لكنها قامت واعدت له حماما ساخنا
لينا: ادخل يلا خد حمامك الماية السخنة هتفك عضلاتك شوية
ذهب الي المرحاض واغتسل وبدل ملابسه ليجدها تنتظره وفي يديها العديد من العلب
خالد : ايه دا كله
أمسكت يده تردف برفق : مش ظاهرك واجعك تعالا بس
تمدد علي الفراش تضع من تلك الزيوت علي ظهره تدلكه برفق
ابتسم بامتنان : ربنا يخليكي ليا حبيبتي
ابتسمت بحزن علي حاله: ويخليك ليا
هتف بسعادة: تعرفي أنا النهاردة صليت في الجامع اللي جنبنا العصر والمغرء والعشا والضهر صليته قضي ….اول مرة أحس أن أنا نضيف كدة
هتفت بحرج : نفسي أنا بردوا اصلي وانتظم في الصلاة
شد علي يدها يهتف باصرار : حاولي واحنا الاتنين نشجع بعض …عارفة أنا عرفت ان الجامع دا فيه دور تاني مصلي للسيدات فيه واحدة داعية بتدي دروس دين هي بتيجي بعد العشا ايه رأيك تحبي تروحي
هزت رأسها ايجابا بحماس : احب جداا
ابتسم بحنان : اوعدك هوديكي في اقرب وقت ….ليبتسم بعبث …. قوليلي بقي صحيح عرفتي تتفرجي عليا من ورا الشيش
ضيقت عينيها بغيظ : لاء ما اعرفتش ، بس كل ستات الشارع اتفرجوا عليك وعلي عضلاتك
غمز لها بمكر: ما تطلعتش انا لوحدي اللي بغير يعني
دق باب الغرفة ليهتف بصوت عالي نسبيا: نعم يا دادة
رحمة؛ الغدا جاهز يا ابني
خالد: جاي وراكي
امسك يدها ليقوم معها ما كاد يتحرك حتي سقط مرة أخري علي الفراش جسده يرتجف كأن إعصار ضربه يرتجف يتشنج عينياه شاردتين يتحركان في جميع الاتجاهات……….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسير عينيها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى