رواية أو أشد قسوة الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سارة مجدي
رواية أو أشد قسوة الجزء الرابع والثلاثون
رواية أو أشد قسوة البارت الرابع والثلاثون
رواية أو أشد قسوة الحلقة الرابعة والثلاثون
أوقف السيارة أسفل بيتها وأتصل بها حتى تنزل .. ظل ينتظرها بالسيارة وعقله شارد .. هذه الخطوة هامة جدًا ويجب أن يقوموا بها سويًا .. فما هو قادم لابد ان يكون على نور وكل شيء به واضح دون زيف أو تجميل .. لقد اخذ منها بالامس أغرب رد فعل .. حين أخبرها بذهابهم للطبيب حتى يخبرهم كيف سيكون التعامل بينهم كزوج وزوجة .. ظلت تنظر اليه بصمت لعده لحظات ثم قالت بهدوء وكأنه يخبرها انهم زاهبون للسينما
-هنتظرك تعدي عليا
ابتسامتها الناعمة والصادقة .. وروحها الهادئة بدون أدنى مجهود منها تطمئن قلبه وروحه .. وتجعل تقبل اي شيء سهل
عاد من افكاره حين جلست بجانبه وهي تهمس بتحية المساء ليردها لها بأبتسامة
خيم الصمت على السيارة طوال الطريق .. تعرف جيدًا بما يشعر … وكم هو شعور قاسي ومؤلم .. أن يحتاج رجل ك عدنان بعنفوانه وشموخه الذهاب الي طبيب ليخبره كيف يستطيع التعامل مع أمرأته .. وكم تشعر هي بالخجل .. من كل هذا لكن عدنان يستحق أن تدعمه بكل قوتها .. انه عدنان من نبض قلبها حروف أسمه .. ووشمت روحها بنظره عينيه التي تحتويها بحنان وكأنها طفلة صغيرة تنعم بحنان والدها الذي يحتويها بين ذراعيه
وصلوا الي المكان المنشود ليوقف عدنان السيارة وظل جالس في مكانه لتنظر له بهدوء ثم قالت بصدق
-عقبة بسيطة وهتتطخاها يا عدنان .. أنت مريت بالاصعب
مد يده يمسك يدها بين يديه ويغلل أصابعه بين أصابعها وقال دون ان ينظر لها
-أكثر حاجة خايف منها دلوقتي رغم إني لما عرضت عليكي الجواز كنت فاهمها كويس أوي وعارفها .. لكن وقتها أنتِ كنتي غريبة عني واحدة محتاجة مساعدة وانا أقدر أوفرلها الامان والحماية وكمان بشوية أنانية فكرت إني اعمل لنفسي ستار من كلام الناس لكن دلوقت ضميري بأنبني .. ذنبك أية أحرمك من حياة طبيعية .. وبيت مليان بالاولاد
أبتسامة رقيقة ترتسم على ملامحمها البريئة وهي تقول بهمس
-بصلي يا عدنان
رفع عينية اليها لتقول بأبتسامة ناعمة تتغلغل الي روحه دون القدرة على مقاومتها فتجعل قلبه يبتسم هو الاخر براحة واستمتاع
-أنت دعوة صادقة من قلبي في لحظة صعبة أوي في حياتي .. ربنا بعتك ليا نجدة وأمل .. ولما اتكلمت معايا بصراحه وبوضوح حسيت من جوايا إني امك وأني لازم أحميك من الدنيا والالم .. أشيل عنك اللي بيوجعك
صمتت لثوان تنظر الي يديها بين يديه واكملت
-أنت صارحتني بكل حاجة .. ورغم كل شيء قولتلي إنك مش هتتخلى عني .. يعني ده قراري أنا وانا اللي متحمله نتيجته .. وبعدين أنا بعتبرك إبني وانا مش هبعد عن إبني مهما حصل
لو النظرات تتحدث لكانت الان تستمتع الي أجمل كلمات الغزل والعشق .. ولوكانت اللمسات لها صوت لسمعت أجمل الالحان وأعذبها .. وبكل هذا الحب انحنى يقبل يدها بتقديش أستشعرته بكل خليه في جسدها .. أطال في قبلته حتى انحدرت دموعها فقال حين رفع عينيه اليها
-عمرى فدى دموعك يا هوا أنا اكتشفت أن الحب مش مهم .. اللي بجد مهم في اي علاقة هو الراحة والامان .. إني ألاقي ركن هادي أرمي فيه كل همومي والاقي الايد اللي تتبطب .. وأن المودة والرحمة هي اللي بتبني البيوت .. وأنتِ يا هوا .. الركن الهادي والامان والراحة والثقة .. وأنتِ بأختصار كل المودة والرحمة
عقد لسانها فماذا تقول امام هذه الكلمات التي لمست روحها الكسيرة فجبرت كسرها وطيبت خاطرها ليرفع يده يمسح دموعها وقال مغيرًا الموضوع
-خلينا نخلص من المشوار التقيل ده وبعدها العمر كله لينا
مرت لحظات بعد دخولهم الي عيادة الطبيب وها هم يجلسون أمام الطبيب الذي يتفحص تحاليل عدنان الاخيرة بتركيز ثم خلع نظارته الطبية وقال بهدوء
-الحمدلله تحاليلك كلها كويسة ونسب الضعف الجسدي بسيطة هنزود شوية فيتامينات علشان نوازن الضعف ده .. لكن في المجمل الامور مستقره
أبتسمت هوا براحة .. وعينيها تنظر الي عدنان الذي قال
-انا قررت أتجوز يا دكتور .. تفتكر هينفع؟!
حروف اخر كلماته خرجت مرتعش بقلق لتمد هوا يدها له ليمسك يدها بقوة وتلك الحركة لم يغفل عنها الطبيب الذي أبتسم أبتسامة صغيرة ثم قال
-طبعًا تقدر
نظرا له بترقب ليكمل كلماته بهدوء
-في أدوات بتقدر تستخدمها وتخليك تقيم العلاقة بشكل امن جدًا
لتتلون وجنتي هوا بألوان الخجل وهي تنظر أرضًا خاصة حين بدء الطبيب بشرح التفاصيل وبشكل مفصل كل الادوات وطرق استخدامها ولكنها انتبهت حين قال الطبيب
-يا أستاذ عدنان دلوقتي بقى فيه تقنيات كمان تقدر تخليك تخلف بس هي متعبة شوية ومكلفة ويعني بيبقى فيها نسبة خطر كبيرة شوية لكن ممكنة ومحتمل نجاحها .. ووقتها نبقى نتناقش فيها
لتضع هوا بعض الاوراق امام الطبيب وقالت
-دي تحاليل ما قبل الزواج .. كنت عملتها احتياطي يعني علشان حضرتك برده تشوفها وتطمنى علشان صحه عدنان … انا مش عايزة كون سبب في اي تعب زيادة ل عدنان
أبتسم الطبيب من طيبة قلبها وحرصها على عدنان ليأخذ التحاليل وهو يقول
-ربنا يسعدكم
ونظر للأوراق بتركيز حين كان ينظر لها عدنان بعدم تصديق … إنها ملاك على هيئة بشر … تفكر فيه طوال الوقت
أخذ الطبيب نفس عميق وهو يقول ببعض التردد
-انا في الحقيقة مش عارف أقول ايه
نظر له عدنان بقلق ويده تمسك بيد هوا بدعم .. حين قال الطبيب
-التحاليل كلها كويسة وزي الفل ولو هدفك منها بس صحة عدنان ف اكيد أنتِ الشخص المناسب ليه
صمت للحظة واحده ثم اكمل بقلق..
-بس فيه مشكلة صغيرة .. مش عارف دي تأثيرها عليكم هيكون ايه
اعتدل عدنان في جلسته وهو يقول بقلق
-فيه ايه انت قلقتني
صمت الطبيب للحظات ثم قال بإقرار
-آنسه هوا أنتِ عندك مشاكل واضحة هتسبب عدم الانجاب
ظلت هوا تنظر الي الطبيب وعيونها ثابته لا يرف لها جفن وعدنان ينظر لها هي بقلق .. بداخله شعورين مختلفين .. هل القدر يحاول ان يربط بينهم أكثر؟ ويريد الله أن يطمئنة إنها لن ترحل يومًا؟ هل عليه مواساتها؟ أم عليه ان يخبرها أن هذا أفضل .. لكن وكالعادة تفاجئة برده فعلها حين قالت بصوت واضح وهي تنظر له بأبتسامة واسعة وراضية رغم الدموع التي تتلئلئ داخل عينيها
-سبحان الله ربنا بيبعت لينا إشارة بيقولنا أننا ملناش الا بعض
ليمسك يدها بقوة أكثر وكأنه يؤيد كلماتها .. ورغم ان الخبر مؤلم لكنه ربت على قلوبهم وربطهم ببعضهم أكثر .. وهذا كل ما كانوا يريدونه
………………..
تجلس في شرفة غرفتها تحتسي كوب من القهوة .. أصبحت تدمن القهوة كما يدمنها هو .. لقد أثر بها ثامر كثيرًا وكم تعشق هذا التأثير .. بعد يومان من الان ليلة الحناء واليلة التي تليها ليلة العرس .. وكم تترقب تلك الليلة ولا تعلم ماذا عليها ان تفعل إذا كان ثامر هو الحاضر تلك الليلة وماذا تفعل معه إذا لم يحضر؟ فكيف ستخبره بحقيقة الامر وكيف ستشرح له الوضع؟ كل تلك الاسئلة كانت تشغل بالها .. وكانت تشغل عقل ادهم أيضًا
خرجت من أفكارها على صوت هاتفها فأجابته بأبتسامتها الناعمة
-زوجي قرة عيني
-زوجتي وروح قلبي .. عاملة أيه يا عروستي؟
سايرها في مزاحها لتقول بحب
-طول ما انت جمبي ومعايا انا أكيد هكون بخير
صمت قليلًا يحاول ترتيب أفكاره وكلماته .. كانت تشعر بما يجوب في داخله .. وتتوقع ما يريده لكنها ظلت صامتة تنتظر كلماته .. وعلى أستعداد لأنتظاره قدرما يشاء .. أخذ نفس عميق وقال بهدوء قدر أستطاعته .. وبثبات لا يعرف مصدره
-سليمة إحنا محتاجين نروح للدكتور
-لية أنت تعبان؟!
سألته بهدوء .. ليكمل هو ببعض التوتر
-أقصد نروح لعبدالله علشان يعني .. يعني
قاطعته قائلة بتأكيد وقوة
-أوك تمام .. امتى؟
ظل صامت للحظات لكن على شفتيه أبتسامة صغيرة .. حبيبته تفهمه .. تدرك مخاوفه .. تدعمه دون قيد أو شرط .. اخرج الهواء من صدره براحه وقال
-أيه رأيك نروح له النهاردة؟!
نظرت الي ساعة يدها ثم قالت بأبتسامة سعادة
-ماشي هقول لبابا وأستعد على ما توصل
وقف سريعًا ليأخذ مفاتيح سيارته وقال بلهفه
-انا في الطريق أصلا
لتضحك بصوت عالي ليغلق الهاتف وهو يدير السيارة .. حين خرجت هي من غرفتها لتخبر والدها بقدوم أدهم
………………
وصلوا الي عيادة عبدالله الذي كا في أنتظارهم حين جلسوا قال بهدوء وبعض المرح
-مرات أخويا تشرب أيه؟
-واخوك مش هيشرب حاجة ؟!
قال أدهم بأبتسامة صفراء ليضحك عبدالله بصوت عالي وقال بابتسامة مشابهه
-طبعًا يا حبيب أخوك هتشرب طبعًا … ده أنت من النهاردة هتشرب بس
-بس
كررها أدهم خلفه بضيق مصطنع …. ليومأ عبدالله بنعم
لتقطع سليمة ذلك المزاح وهي تقول بجدية مصطنعة
-دكتور عبدالله إحنا مش جاين نشرب إحنا جاين في أستشارة طبية
ليجلي عبدالله صوته وهو يعتدل في جلسته وقال بجدية مصطنعة مسايرًا لها
-أتفضلي أنا تحت أمركم
كان أدهم يبتسم براحة .. وهو يراها قادره على إداره الحوارات والسيطرة على المواقف .. وأيضًا فرض هيبة ومحبه في قلوب كل من يقابلها .. لينظر الي عبدالله الذي ينظر له بسعادة وراحة .. أنه حقًا يشعر بالراحة والاطمئنان على صديقة بسبب وجود سليمة جواره
انتبه عبدالله من أفكاره حين قال أدهم بتوتر
-عبدالله انا محتاج أتكلم ومحتاجك تتكلم وأفهم وهي كمان علشان نبقى داخلين على نور
نظر عبدالله الي سليمة وقال بهدوء
-انا مستعد أجاوب اي سؤال شاغل بالك
نظرت سليمة الي أدهم وقالت بهدوء
-أنا متقبلة أدهم بكل حالاته وشخصياته وقادرة أتعامل معاها وقدرت كمان أكسب قلبه علشان ميكونش فيه اي اختلافات او غيرة او واحدة تانية تدخل في المعادلة غصب عننا .. ووقتها انا مكنتش هستحمل ده ولا كمان أقدر ألومه
صمتت للحظات حين أمسك ادهم يدها ببعض القوة .. يشعر بمخاوفها يتألم من أجلها يلوم نفسه أنه اخرطها في مشاكله ومعانته لكنه يحبها لا يستطيع الحياة بدونها .. ولا يستطيع تخيل حياته بدونها ولا يستطيع التفكير في كونه يستطيع مواجه مشكلته بدونها .. لتكمل هي بهدوئها الذي يسّكن المه ويربت على قلبه
-كل اللي فات حاجة واللي جاي بقى حاجة تانية .. لأن اللي جاي مسؤلية كبيرة خصوصًا أنه أن شاء الله هيبقى فيه أطفال وحياة كاملة .. علشان كده أول سؤال هو
صمتت تنظر الي أدهم والخجل بدء يرتسم على وجهها كان يريد أن يسأل هو .. لكن من حقها الحديث والسؤال عن كل الهواجس بداخلها ليربت على يدها بتشجيع حين قال عبدالله
-أي سؤال في دماغك اسئليه
أخذت نفس عميق واخرجته بهدوء ثم قالت
-دلوقتي إحنا فرحنا بعد يومين .. والمفروض ان حياة ثامر غير حياة أدهم ومش بيختلطوا .. ولا اي حد فيهم بيفتكر اللي حصل في ايام حضور الشخصية التانية .. طيب يوم الفرح و .. و الي هيحصل يعني .. أبرره أزاي ل ثامر .. كمان انا عايزة في اليوم دة يكون أدهم بكامل وعيه من حقه يفرح معايا خايفة ثامر هو اللي يبقى حاضر في اليوم ده
كل هذا قالته وهي تنظر أرضًا فخجلها جعلها غير قادرة على النظر في وجوه الرجال الجالسة أمامها
لكن أدهم ضم أصابع يده على يدها وقال بصوت متهدج
-أنا كمان خايف من كل ده وشايل همه .. كمان لما يبقى عندنا ولاد هنعمل ايه؟
-سيب الموضوع ده دلوقتي يا أدهم خلينا في اللي سليمة أتكلمت عنه لأنه الاهم .. ببساطة انتوا الاتنين لو أقدرتوا تتخطوا اول مرحلة كل الامور بعد كده هتكون تمام
قاطع عبدالله كلمات أدهم .. وقد أثار بكلماته فضولهم فنظر الاثنان اليه .. ليكمل بهدوء
-ظهور شخصية ثامر ده مش بأيد اي حد ولازم تتقبلوا الموضوع ووقتها بس تركزوا على فرحتكم ببعض وسيبوا القدر هو اللي يقرر .. و بالنسبة لموضوع ثامر وتبرير الحكاية مفيش قدامك غير إنك بكل الطرق تقنعيه أن فرحكم تم وكل الامور تمت وأنه هو اللي ناسي مش اكثر
نظرت له سليمة برفض لكلماته ليبتسم وهو يقول
-ايه كلامي مش عاجبك؟!
أومأت بنعم وهي تقول موضحة
-ثامر شخصية شكاكة وصايع
قالت الكلمة الاخيرة وهي تبتسم بخجل وتنظر الي أدهم بأطراف عينيها والذي كان يحاول كتم ضحكاته .. لكن عبدالله لم يستطع وقال بمزاح
-مش زي ادهم يعني
نظرت سليمة لأدهم وقالت بصدق وعينيها تحتضن عينيه
-أدهم مفيش منه .. وثامر جزء منه .. انا بحب في أدهم حنانه وقلبه الكبير .. بحس كده ان له هيبه وتحت جناحة كلنا عايشين ورغم انه ديما بيحاول يحسسني انه من غيري يضيع لكن في الحقيقة أنا اللي من غيره أموت
لينحنى أدهم يبقل يدها حين قال عبدالله
-أنتِ مش محتجاني يا سليمة بس اتعاملي بأسلوبك وعقلك المتفتح وقلبك اللي بيحب بصدق وانتِ هتقدري تمشي حياتك بمنتهى السلاسة والسهوله .. لانك عندك القدرة على احتواء الشخصيتين أسألي قلبك وصدقي عقلك
تبادل ادهم وسليمة النظرات وابتسامة راحه وثقة متبادلة أنهم قادرين سويًا على المرور بسلام من اي شيء
……………….
يجلس أمام أكرم كما اعادته واثق الغرور يطل من عينيه لكن هناك نظرة أخرى مختلفه تمامًا تطل من عينيه … نظرة الإدراك …. صحيح مراد لم يطيب تمامًا لكنه بدء في اخذ خطوات ثابتة وقوية في أتجاه الشفاء .. لذلك قرر أكرم أخراجة من المستشفى وأكمال علاجه وهو بالخارج
-ها يا مراد أيه اللي عايز تتكلم عنه دلوقتي
أبتسم مراد بثقة وقال بعد ان وضع ساق فوق الاخرى
-عايز رأيك في موضوع مهم وهو اللي شاغل بالي دلوقتي
ظهر الاهتمام على وجه أكرم لكنه لم يقل شيء وترك له كل المساحة حتى يخرج كل ما بداخله .. وبالفعل أراح مراد ظهره لظهر الاريكة وقال
-أنا هخرج من هنا وهستمر في العلاج علشان خاطر نفسي وعلشان مش عيب أني أكون مريض . وكمان علشان مفيش إنسان كامل وكل واحد فينا فيه عيوب
أرتسمت أبتسامة صغيرة على وجه أكرم .. لكن مراد اكمل بهدوء
-بس السؤال اللي شاغل بالي دلوقتي … ظلال
قطب أكرم حاجبيه بأندهاش ليكمل مراد كلماته
-لو رجعت الشغل دلوقتي موقف ظلال هيكون ايه؟ يعني هتوافق تكمل معايا البرنامج ولا هترفض .. ولو وافقت هتعامل معاها ازاي؟
-أنت لسه بتحبها يا مراد؟
سأله أكرم وعينيه تتفحص كل شاردة ووارده منه ونظرات عينيه التي شردد للحظات وذلك النفس العميق الذي أخذه .. وانتبه لاجابته حين قال
-لا … انا مش بحب ظلال
قالها قاطعة وقوية .. ثم أكمل بهدوء
-انا كنت فاكر نفسي بحبها لكن أكتشفت في الشهرين اللي فاتوا أني كنت شايفها بوجه نظر المثالي .. اللي يستحق كل حاجة حاوليه وفي محيطة تكون مثالية .. خالية من العيوب .. لكن دلوقتي أنا كل المشاعر اللي جوايا ل ظلال هو الاعجاب بموهبتها الفطرية و بكونها مذيعة شاطرة جدًا وخسارة ان البرنامج بتاعي يخسرها
أومأ أكرم بنعم وكاد أن يقول شيء لكن مراد سأله بأهتمام شديد
-تفتكر لو رحت لهم زيارة .. واتكلمت معاها ومع اخوها هيفهموني
-وخطيبها
قالها أكرم بإقرار ليظهر الاندهاش على وجه مراد لكنه وبعد لحظات قال بسعادة صادقة
-اتمنى يكون شخص كويس ويبقى عارف قيمتها… لإنها تستحق كل الحب والخير اللي في الدنيا
غادر اكرم الكرسي الخاص به خلف المكتب ودار حوله حتى وصل الي الكرسي امام المكتب والمواجه ل مراد وقال بهدوء
-أنا دلوقتي بقيت مطمن جدًا عليك .. أنت ماشي بخطوات ثابته في طريق علاجك وطبعًا استمرارك هيضمن ليك سرعة الشفاء … ولو على الشغل كمل أجازة شوية كمان … تكون كونت شخصية ثابتة وقوية
ثم ربت على ساقه وأكمل بتشجيع
-وانا مع زيارتك ليهم جدًا ومهما كان قرارهم انت الكسبان .. كسبان نفسك وخطوة جديدة في شخصيتك الجديدة لكن طبعا مش دلوقتي زي ما اتفقنا
أومأ مراد بنعم وقد أخذ قراره .. أنه لن يتوقف في منتصف الطريق سوف يكمل حتى النهاية وحتى يصبح مراد الذي يستحق ان يكون عليه .. وسوف يجد ما تتقبله بكل عقده وامراضه أيضًا
…………….
خرجت من الاستديو لتجده يقف في نفس المكان الذي ينتظرها فيه يوميًا .. لكن الان يتحدث بالهاتف ويبدوا عليه الغضب .. أقتربت منه ليصلها صوته العالي وهو يقول
-انا مفيش حد يقدر يقول اعمل أيه ومعملش أيه .. وانا عشت بطولي طول حياتي .. مش هحتاج حد دلوقتي .. ولو على البنت اللي اخترتها شريكة لحياتي ف هي متقبلاني بوحدتي .. وهي هتبقى كل عيلتي وشكرًا على اتصالك تعبت نفسك
كان يعطيها ظهره وهو يتحدث تشنج ظهره وصوته وكلماته اخبرتها بكل وضوح عن حاله وما يشعر به .. فأختبات خلف البوابه حتى لا يراها .. ويعلم إنها سمعته .. ظلت واقفة في مكانها تفكر في كل ما سمعته .. مؤكد هذا أحد أفراد عائلته الذي اخبرها عنهم سابقًا إنهم أبتعدوا تمامًا عنه بعد وفاة والده .. ولم يقف اي منهم جواره .. لذلك عليها أن تتعامل مع الامر وكأنها لم تسمع شيء .. وتزيد من حنانها ودلالها له
اخذت نفس عميق وخرجت من البوابه لتجده ينظر اليها بأبتسامته التي تخطف نظراتها ونبضاتها وانفاسها .. وحين وصلت أمامه قالت بأبتسامة واسعة
-جعانة جدًا .. يلا بينا على عربية الفول علشان عندي موضوع مهم عايز اكلمك فيه
أتسعت أبتسامته وهو يمسك يدها ويدور بها حول السيارة حتى وصل الي بابها وفتحه وحين جلست قال بحب
-أسعد لحظات حياتي وأنا وأنتِ بناكل من على عربية الفول بحس إنك شخص مختلف
لتضحك بأنطلاق وسعادة .. لو تعلم ماذا تفعل به صوت ضحكاتها .. أنه يذوب بها عشقًا فوق عشقه .. عاد ليدور حول السيارة وجلس في مكانه وانطلق الي مكانهم المفضل
وحين جلست قالت مباشرة
-انا مش مصدقه أن فرحنا كمان يومين .. تعرف يا أوس بعد ما عرفت إنك صعيدي كنت حاسة كده بمشاعر غريبة .. وكلمة اللي تخلي صعيدي يحبها يبقى يا غلبها طول الوقت في بالي وبتخليني
قاطع كلماتها وهو يقول بمرح لكن القلق يطل من عينيه
-أنتِ خايفة مني ولا ايه؟
-أبدًا .. انا ببقى مطمنة وانا معاك .. عارف أنت خليتني أرجع أثق في نفسي والناس .. أنا بحبك يا أوس
نبض قلبه توقف للحظات .. أو ساعات هو لا يعلم .. الزمن توقف عند نطقها لتلك الكلمة التي تمناها كثيرًا ظل ينظر اليها يبتسم يريد أن يصرخ او يبكي يضمها الي صدره يقبلها حتى تمتزج انفاسه وانفاسها لكنه لن يستطيع فعل اي من هذا فقال بصوت متهدج
-بجد يا ظلال .. بجد .. قولتيها وقلبك حاسسها ولا
وضعت يدها على فمه وقالت بصدق
-حساها وعيشاها وملية قلبي وروحي وحياتي .. ونبض قلبي بينطقها في كل لحظة وثانية .. بحبك يا أوس بحبك اوي
مد يده وامسك بيده بقوة وكأنه يريد ان يتأكد من كونها حقيقة ملموسة ليست سراب او محض أحلام … كما عاش لسنوات … لتضع يدها الأخرى فوق يده وأكملت إعترافها
-قدرت تتغلغل جوايا … وتحتل قلبي .. تجري في دمي حتى ممكن اقول بقيت ….
وضع يده على فمها وقال برجاء
-بس يا ظلال قلبي هيقف … أنتِ عارفة انا منتظر كلامك ده من أمتى .. عارفة انا حاسس دلوقتي ان الكون كله بقى ملكي .. الدنيا كلها فتحالي دراعتها وبتقولي افرح واتبسط حاسس ان رجلي مش على الأرض واني طاير في السما
صمت للحظات يحاول استجماع كلماته وروحه التي تبعثرت في كل مكان مع كلماتها التي تنزلت على صحراء قلبة القاحلة فأنبتت زهورًا ونخيلً وأشجارا
إقترب منها قليلًا رغم الطاولة الفاصلة بينهم وقال بهدوء
-قومي خلينا نروح … يا اما هيبتي هتضيع وسط الناس… ومش عايز اشوفك لا حتى اسمع صوتك الا يوم الفرح … مفهوم
أومأت بنعم وهي تبتسم ابتسامة واسعة سعيدة … غادروا الطاولة وبيد مرتعشة دفع الحساب
لكن قبل ان تصعد الي السيارة قالت بدلال
-أوس … انا بحبك
-وأنتِ بتلعبي بالنار يا بنت الخشاب
قالها من بين أسنانه وهو ينظر لها بشر … لتبتسم بمرح وصعدت الي سيارته تنظر له بمشاغبة وكان هو يتجاهلها بشق الانفس … فلو ترك العنان لما يجيش بداخل صدره لأصبحت زوجته الان دون تأخير
حين وصلوا الي قصر الخشاب اوقف السيارة ببعض الخشونة وقال بأمر
-انزلي ومش عايز اشوفك ولا اسمع صوت الا ساعة كتبت الكتاب والل أنتِ حره وتتحملي كل العواقب
ابتسمت بسعادة ان قلبها الان يرفرف فوق بساتين الحب والغرام … كيف تصف شعورها برجل ك أوس وهو يضعف بهذا الشكل لمجرد كلمة من أربع أحرف
لم تتحرك من مكانها لينظر لها بغضب مصطنع لتقول هي ببراءة
-طيب ممكن بس اقولك حاجة واحدة
لوى فمة بضيق وهو ينظر لها بشر لتقول بتوسل وهي ترفع اصبعها امامه
-حاجة واحدة بس
ليزوم بصوت عالي دليل على الموافقة
لتمد يدها تمسك يده بحنان وتقربها منها …. يتابع حركتها بعيون عاشقة لم تتوقف عن عشقها لأكثر من عشر سنوات
لكن ما قامت به خطف قلبه من صدره واصبح الان بين يديها وكأنه خاتم بأصبعها
لقد انحنت تقبل يده بنعومة ودلال وحب كبير وقالت بصدق
-أوس انا من دلوقتي كل عيلتك … حبيبتك وزوجتك واختك وأمك واخوك وأبوك وعمك عيلك كلها … انا دنيتك .. اوعى تحس إنك لوحدك انا ديما جمبك
ظل ينظر اليها باندهاش وشعور بداخله ينبهه انها قد استمعت لحديثه مع عمه في الهاتف … والان وبكل صدق تخبره إنها كل عائلته
قبلت يده وهو الذي لم يفعلها معها من قبل … ف دون شعور منه رفع يدها لفمه يقبلها بعمق وعينيه مغمضه بقوة يستنشق عبيرها الذي يخطف انفاسه ثم ترك يدها ومازال مغمض العينين وقال بصوت متهدج من اثارته بها
-انزلي يا ظلال حالًا
لتفتح الباب وغادرت السيارة لكنها ظلت واقفة في مكانها تنظر اليه … مازال مغمض العينين لكنه سعيد … حين فتح عينيه وجدها تنظر اليه بعشق … ليهمس لنفسه
-جبتيني الأرض يا بنت الخشاب … لو مت دلوقتي هموت وانا فرحان وسعيد
شعر بان كل مشاعرة خارج سيطرته فأدار المحرك وغادر القصر بسرعة كبيرة … لتهمس لنفسها بوعد
-أوعدك اعوضك عن كل وجع والم جوة قلبك … و اعوضك عن سنين البعاد واعوض نفسي معاك
~~~~~~~
ليلة للحناء تجمعت الفتايات في منزل سليمة … في ليلة مبيت نسائية
وتجمع الشباب في قصر الخشاب في جلسة توديع العزوبية … وفي الحقيقة كانت جلسة لوضع خطة محكمة لإسعاد الفتايات وأفكارهم كانت كلها اكثر من رائعة ومختلفة ف العشق هو ما يحرك الأفكار وينميها والثلاث قد غرقوا في العشق.
وصلت شُكران ومعها ظلال وهوا الي بيت سليمة .. منذ الصباح والثلاث فتيات يخضعن لكل أنواع التعذيب من وجه نظرهم .. ف فتايات مركز التجميل لم يتوقفوا لحظة عن عمل المسكات وكل الاشياء الخاصة بالعروس حتى يخرجن بصوره مثالية في ليلة العمر .. وبالخارج تجلس شُكران وفاطمة يتناقشون في كل ما يخص العرس ويرسلون يونس أحيانًا لشراء بعض الاغراض حتى تكون حفل الحناء مميزة .. أو يطلبون من السائق الخاص ب شُكران ان يحضر الأغراض
كل هذا يحدث والشباب الثلاثه قد اختفوا تمامًا لا أحد يعرف عنهم شيء .. حتى ان عبد الله أوصل لبنى لبيت سليمة وأختفى هو الاخر
وكان دوره هو تنسيق كل ما يريدونه العرسان وتنفيذه بالشكل المناسب والذي يليق بهم
وبين غرفة الفتايات والصالة كانت لبنى هي نقطة الوصل تعطي رأيها للفتايات وبعض النصائح .. وتسعاد بالخارج السيدتان في ترتيبات الحفلة … والعرس .. والطفلان جلسى في غرفة التلفاز
في المساء حضرت الحنانة ومعها فتياتها يحيون ليلة الحناء بين رقصات نوبية وخليجية … هندية واجنبية ورقصات مصرية … وشاركت العرائس الفتايات في كل تلك الرقصات … وكل فتاة منهم كانت تدخل الي إحدى الغرف بالتناوب مع الحنانة حتى تقوم برسم الحنة للعروس … وتبخير جسدهن بروائحها مميزة
كانت سعادة شُكران وفاطمة لا توصفها الكلمات … تكفي تلك الدمعات التي تلمع داخل عيونهم كتعبير عما يجيش في قلوبهم من سعادة وفرح مرافقة لزغاريط من القلب
رقصت سليمة مع الفتايات بحركات رشيقة على موسيقى النغمات النوبية وشاركت هوا في رقصة هندية مميزة … وكانت المفاجئة حين غنت ظلال بعض الأغاني بصوتها المميز … وهي تتمايل بدلال
حتى ان لبنى شاركتهم الرقص والابتسامة ترتسم على ملامحها بوضوح … فعلاقتها مع عبدالله التي تسير الان بشكل صحيح وصحي جعل هذا يظهر على ملامحها ونسج خيوط السعادة بين عائلتها
ف كم كانت ليلة حناء مميزة لثلاث فتايات أكثر تميز
وفي قصر الخشاب كان الشباب يشرفون على تجهيزات حفله العرس بكل دقة وكل منهم يقوم بشيء ما حتى تصبح المفاجئة مميزة ف تسعد زوجته
~~~~~~~~~~
بعد انتهاء حفلة الحناء جلست كل فتاة في مكان هادىء تتحدث الي زوجها المستقبلي … الابتسامة تزين وجوههم يحاولون معهم بكل الطرق حتى يخبروهم عن ما قاموا به من تجهيزات لكنهم كانوا يرفضون الافصاح بآي شيء
وفي صباح العرس … وصلت سيارتان حتى تأخذ الفتايات الي مركز التجميل وبعدها تعود مرة أخرى حتى تأخذ شُكران ووالدي سليمة الي القصر
~~~~~~~~~~~
في المساء بعد ان تأكدت من كل شيء في حديقة القصر توجهت شُكران الي غرفة حفيدها الاكبر طرقت الباب ثم دلفت حين سمعت صوته يسمح للطارق بالدخول … وقفت تنظر اليه في حله العُرس … بهيبته التي تسعد قلبها وتبهجه خاصه وهي ترى فيه والده رحمه الله واطال لها في عمر حفيدها … التفت ينظر اليها وابتسامة واسعة ترتسم على شفتيه … لتذكر الله وتدعوا له بالسعادة حين انحنى يقبل يدها
لتربت على كتفه وقالت
-مبارك جوازك يا أدهم … ربنا يسعدك ويفرحك
-الله يباركي فيكي يا جدتي … امين يارب ببركة دعواتك ليا اجابها بنفس الابتسامة الرائعة لتقول هي بهدوء
-عايزة أنصحك نصيحه يا ابني … مراتك هي سترك وغطاك … سرك وبيرك الغويط … بابكم مقفول عليكم براه محدش يعرف عنكم غير كل خير … والراجل لما يعتذر لو غلط مقامة يكبر .. واخفض جناحك ليها هي مخلوقة من ضلعك يعني حته منك ونصك التاني بيها بتكتمل والكمال لله
أومأ أدهم برأسه نعم وانحنى مرة اخرى يقبل يد جدته لتربت على كتفه وهي تكمل
-سليمة عارفة اللب فيك وقبلاك بكل حالاتك ده ميقللش منك لكن يخليك تقدرها وتلتمس ليها الف والف عذر
أبتسم وعاد ليقبل يدها فقد وضعت يدها على ما بداخل قلبه … سليمة هي حياته الذي سيكافح من اجلها دائمًا تحركت لتغادر الغرفة
ليعود أدهم ينظر الي المرآة من جديد … وهو يقول بابتسامة واسعة
-امتى بقى مش مصدق انك تبقى في بيتي وبين أدينا دي هتيجي ابدا … يارب
رفع يده وهو يدعوا الله ان تمر الليلة بخير وتنتهي سريعًا وان تنال مفاجئته اعجابها
~~~~~~
توجهت شُكران الي غرفة عدنان بعد مغادرتها غرفة أدهم فتحت الباب وظلت واقفة في مكانها تنظر له وهو يصلي … كان يرتدي بذلته دون الجاكت وحذائه موضوع جوار السرير
ظلت تنظر اليه وابتسامة حزينة ترتسم على ملامحها
عدنان حفيدها المرح … يظنون إنها لا تعلم بما أصابه ولا تعلم مما يعاني …. يظنون ان هوا ظهرت له من العدم ويظنون انها مغيبة
لا يعلمون انها تعلم كل شيء منذ اليوم الاول … ومع ذلك كانت تريده ان يتزوج من ظلال … ابنه عمه وسوف تكون ستره وغطاه … وتحافظ على سره لكن حبه الكبير لها جعله يبتعد رغم كل ما قامت به من محاولات … لذلك لم يكن أمامها سوا هوا تلك الفتاة التي تربت صغيرًا في هذا القصر ورحلت مع والدتها قبل ان تكمل عامها الثالث … فرغم ان والده هوا كانت تعمل في القصر الا انها كانت صديقة مقربة من سيدات القصر والدة أدهم ووالده عدنان ومنها هي شخصيًا … لكن ذلك الرجل الذي تزوجها قرر عدم عملها لذلك تركت القصر لكن لم ينقطع تواصلها مع شُكران
لذلك حين قررت ان تجد من تكون ونيس لحفيدها تثق بها وفي اصلها لم يكن امامها سوا هوا … التي ساعدتها ظروفها المحيطة في وضعها في طريق حفيدها لأول مرة صدفة
لكن المرة الأخرى كانت من تخطيط شُكران حتى تعجل من إرتباط عدنان بها …. أخذت نفس عميق ورسمت ابتسامة حقيقة على وجهها حين التفت لها عدنان قائلًا بمرح
-سيدة القصر نازلة بنفسها تتفقد الرعية
اقتربت منه بهدوء حتى أصبحت امامه مباشرة … انحنى يقبل يدها الممسكة بالعصاة حين ربتت على كتفه وقبلت أعلى راسه قائلة
-مبارك يا عدنان … لو تعرف يا ايني فرحتي بيك ولهفه قلبي إني أشوفك سعيد ومتهني قد ايه
ابتسم وهو يقول بصدق
-انا سعيد جدًا يا جدتي … هوا قدرت تلمس قلبي وتطيب روحي وترسم السعادة اللي تخلي القلب يشعر بالراحة والأمان … عرفت جمبها معنى المودة والرحمة والراحة يا جدتي
كانت تستمع له وبداخله يشعر بالراحة والسعادة ها هو حفيدها الذي ظل لسنوات يتألم بصمت … يشعر بالراحة والسعادة ووجد من يتقاسم معه سره دون خوف ويقولها صريحه وواضحة انه سعيد
ربتت على وجنته وقالت بصدق وصوت مختنق من تأثرها ومجاهدتها لكتم بكائها
-وانا مش قادرة أوصف فرحة قلبي اني شوفت الابتسامه الصافية الصادقة على وشك من غير تمثيل وكذب فرحانه إنك لاقيت الراحة والامان وعلشان كده عايزة أوصيك على هوا … اوعى في يوم تستقوى عليها … لو في يوم غضبت منها أفتكر الجميل اللي لمس روحك فيها … وافتكر إنها امانك وراحتك وخليك عارف ان السعادة قرار قادرين ناخده وننفذه والحزن كمان
كان يستمع اليها بقلبه وعقله وروحه … يحاول استيعاب نصيحتها لكن بداخله يشعر ان هناك شيء اعمق واكبر تريد ان تضعه داخل عقله
لكنها لم تسمح باي تفكير او اسئلة وتحركت لتغادر الغرفة … لكنه ركض اليها يضمها بقوة من الخلف وهو يقول
-انا بحبك او يا شُكران …. بحبك اوي
لتنحدر دموعها وهي تربت على يده التي تضمها بقوة وانحدرت دموعها الغالية فوق وجنتيها حزنًا مختلط بسعادة وراحة
وكذلك هو ف الان ورغم ان سره مازال بينه وبين أدهم وهوا والطبيب لكنه يشعر ان الجميع جواره ويدعمه وهذا اكثر ما كان يتمناه
~~~~~~~~~
اغلقت باب غرفة عدنان بعد ان استعادت تماسكها وهدوها وتوجهت الي الغرفة التي يستعد بها أوس
طرقت الباب عده طرقات وانتظرته حتى يفتح
لم تمر سوا لحظتان فقط وكان يفتح الباب وهو يرتدي الجاكت توقفت يداه في الهواء ونظر أرضًا بخجل وهو يقول
-انا اسف يا شُكران هانم كنت فاكر اللي بيخبط أدهم او عدنان
لتبتسم له بود وهي تقول
-ولا يهمك يا ابني
ثم تأملت هيئته وهي تقول
-مبارك يا ابني ربنا يتمم لك على خير … انا زي والدتك وعايزة أنصحك نصيحة واتمنى إنك تقبلها مني
إقترب خطوة واحدة منها وانحنى بإحترام يقبل يدها وهو يقول
-نصيحتك فوق راسي يا شُكران هانم .. انا مليش عيلة وناس رغم انهم موجودين فعلًا لكن انتوا بقيتوا كل ناسي
ابتسمت شُكران براحة وهي تقول بصدق
-وأنت خلاص بقيت ضلع أساسي في عيلة الخشاب … خدت الضلع الأعوج وبقى ملكك .. حافظ عليه يا ابني … واوعى في يوم تقومة بالشدة هيتكسر في ايدك واللي بيتكسر حتى لو اتصلح بيقى مشوه وضعيف وعمره ما هيرجع زي الاول
أومأ بنعم لتكمل هي بحنان
-ظلال مفيش أطيب من قلبها … بسيطة بالكلمة الطيبة اللي خارجة من قلبك هتملك روحها وعقلها وقلبها … خليها شريكة حياة واعرف انك زي ما هتكون ليها راجل حقيقي بكل ما للكلمة من معنى هتكون ليك الست اللي بجد اللي تفرح قلبك وتسر عينك
بكل تقدير وإحترام انحنى يقبل يدها ثم اعتدل ونظر الي عينيها وقال بثقة وثبات
-أوعدك أكون ليها كل اللي هي بتتمناه وقلبي وحضني يبقوا بيتها وسكنها ويوم دموعها ما تنزل من عنيها هيكون يوم موتي
-بعد الشر عليك يا ابني … ربنا يفرحكم ويبارك في حياتكم
ربتت على كتفه وكادت ان تغادر ليوقفها صوته وهو يقول ببعض التردد
-شُكران هانم
نظرت له بنفس الابتسامة الحانية ليقول بتردد
-ممكن أقولك جدتي زي أدهم وعدنان وظلال
إتسعت ابتسامتها رهي تقول بسعادة
-لو مقولتليش كده هزعل منك اوي
ليقترب منها يقبل يدها للمرة الثالثة بسعادة وراحة فقد وجد مكان راحته ورست سفينته اخيرًا على شاطىء الامان وقال بصدق
-كله إلا زعلك يا جدتي
~~~~~~~~
في حديقة قصر الخشاب اجتمع كل اصحاب المجتمع المخملي ورجال الأعمال أصدقاء العائلة العريقة وكل ما يرتبط معهم بمصلحة
وأيضًا آهل سليمة من اهل الطبقة المتوسطة … في مشهد درامي لا يظهر سوا في الافلام القديمة
وفي مشهد مميز وقف الثلاث رجال امام البوابة الكبيرة لقصر الخشاب في انتظار السيارة التي تحمل بداخلها ثلاث أميرات تزف الي ثلاث أمراء مميزين في الهيئة والاخلاق
وقفت السيارة ليتقدم أدهم اليها وأخذ بيد أخته يساعدها على الترجل من السيارة
نظر لها بعين أب يرى أبنته قد كبرت واصبحت عروس
قبل جبينها وهو يقول
-مبارك يا حبيبتي
لتبتسم بخجل ليسير بها في إتجاه أوس الذي قبل أدهم بقوة ثم مد يده ل ظلال ليضع أدهم يد أخته بيد أوس وهو يقول
-مش هوصيك عليها يا أوس … لو زعلتها بعمرك
ليقبل أوس يدها وقال وهو ينظر الي عينيها
-أوعدك اصونها واشيلها جوة قلبي و جوة عيني وفوق راسي العمر كله
ليضحك أدهم بصوت عالي وهو يقول بمرح
-انا واقف هنا انت بتبص فين
ليشح له أوس بيده وابتعد أوس بظلال متوجهين الي المكان المخصص لهم لكن قبلها ضمتهم شُكران بسعادة وهي ترى صغيرتها بالفستان الأبيض وكذلك فاطمة اطلقت من اجلهم الزغاريط
ليعود أدهم من جديد الي السيارة وأمسك يد هوا التي نظرت له بأمتنان ودموعها تتلئلىء داخل عينيها ليقول لها بصدق
-من يوم ما دخلتي عيلتنا وأنتِ بقيتي اختي زيك زي ظلال واعرفي ان ليكي سند وعيلة بتحبك وبتحترمك … ولو في يوم عدنان زعلك انا اللي هقف له
بشعورها الداخلي بالسعادة والامتنان بكلماته انحنت تقبل يده التي تمس يدها ليسحب يده سريعًا وقال بلوم
-ليه كده يا هوا؟!
-انا اول مرة احس ان ليا أخ كبير وعيلة حقيقية شكرًا يا أستاذ أدهم بجد شكرًا
قالت كلماتها بصوت مرتعش ودمعه تسيل فوق وجنتها … ليهز أدهم رأسه بلا وهو يقول
-أزاي اخوكي و تقوليلي أستاذ … انا أدهم وبس
أومأت بنعم ليتحرك بها في إتجاه عدنان الذي كان يستمع لكلماتهم وقلبه يعتصره الالم … ويعدها امام الله ان يمحوا اي حزن داخل قلبها ويعوضها عن اي عذاب او الم مرت به … حتى قبلت يد أدهم فشعر بنار حارقة ليست غيرة ولكن الم وحزن على تلك الرقيقة طيبة القلب والروح التي لم ترحمها الحياة
وصلوا امامه ليمد يده لها بعد ان ضمه أدهم بقوة وبارك له … وقبل ان يقول اي شيء قال عدنان بصدق وحب
-هوا بقت ليا البيت والسكن والأمان وانا عمري ما افكر اخسر كل ده
لتبتسم بخجل ليقول أدهم بمرح
-كويس بس ده برده ميمنعش اني أقولك لو زعلتها انا اللي هقف لك واعرفك ان ليها اخ في ظهرها
ابتستم هوا ليقول عدنان بمشاغبة
-فرحانه أنتِ كده ها
أومأت بنعم ليقول بحب
-طالما فرحانة يبقى انا كدة مبسوط
وسار بها الي مكانهم المخصص بعد ان قبلوا يد شُكران وتلقوا التهاني من فاطمة
ليعتدل أدهم في وقفته ووقف كما كان يقف عدنان وأوس حين أقترب يونس من السيارة ومد يده لابنته وعلى وجهه إبتسامة سعادة
سعادة أب يوصل أبنته التي تربت بين ذراعيه وكبرت حتى أصبحت شابة كبيرة وجائها فارسها المغوار ليأخذها الي بيته بعد ان تأكد من إنها الفتاة المناسبة له
اليوم يسلمها بيده الي من إرتضى دينه واخلاقة
كانت تنظر الي والدها بابتسامة مختلطة بين حزن وفرح … اليوم تحقق حلمها وتصبح لأدهم الي الأبد … لكنها اليوم تترك والديها وبيتها التي عاشت به طوال حياتها
وقف يونس أمام أدهم وقال والدموع تلمع داخل عينيه
-يا ابني انا النهاردة بسلمك حته مني .. بنتي الوحيدة .. روح قلبي ونبض بيتي وسبب ساعدتي … ومن النهاردة بيتي هيضلم بسب غيابها وبيتك هينور بيها … عاشرها بالمعروف … ولو كرهتها رجعهالي بالإحسان
ليمد أدهم يده يمسك يد سليمة وجذبها الي جانبه وقال بصدق يصاحبة بعض المرح
-ان شاء الله هتفضل منورة بيتي على طول … واكيد هتجيلك ديما تنور بيتك وانت كمان يا عمي هتيجي عندنا وتنورنا … اووعدك اني اصونها واحفظها واحميها واحبها العمر كله
ثم اقترب من يونس خطوة وقبل اعلى رأسه بإحترام وقال
-يا زين ما ربيت يا عمي هفضل عمري كله أشكرك على هديتك الغالية وهحافظ عليها بروحي وأرجوك تسامحني علشان بتعبها معايا بشخصياتي الكتير
ليومأ يونس بنعم ودمعه وحيدة تسيل فوق وجنته لكنها دمعة سعادة وفرح وقال بصدق
-هي بتحبك وراضية بتعبها معاك وسعادتها عندي بالدنيا وسعادتها معاك … ربنا يحميكم ويحفظكم
ليقتربوا الاثنان منه يضمانه بسعادة ثم تحركا مبتعدين ليقبلوا يد شُكران وفاطمة وجلسوا في مكانهم
عاد يونس يقف جوار فاطمة التي كانت تنظر الي ابنتها بسعادة وراحة
~~~~~~~
بعد لحظات من تلقي التهاني من المعازيم وقفوا جميعًا في ساحة الرقص كل منهم بيت يديه عروسة في رقصتهم الاولى يتهامسون بحب
لكن عدنان كان في حالة مختلفه … ينظر الي هوا بتفحص جعلها تشعر بالاضطراب وقالت يصوت متردد
-مالك يا عدنان بتبصلي كده ليه
ليقول مباشرة
-ليه بوستي ايد أدهم؟!
اهتزت مقلتيها بتوتر وامتلئت عينيها بالدموع وقالت ب أعتذار
-انا اسفة مش هعمل كده تاني
-انا سألت سؤال مش دي الإجابة بتاعته
قال بهدوء شديد وهو يضمها الي صدره أكثر لتجيبه دون ان ترفع عينيها له
-معاملته الطيبة وانه يسلمني ليك بنفسه خلتني احسه اخويا ولو كان ليا اخ او ابويا كان موجود في يوم زي ده كنت أكيد هعمل كده معاه
وضع يده اسفل ذقنها وقال بابتسامة صغيرة
-يعني أنتِ بجد حاسة ان أدهم اخوكي وشُكران جدتك مش كده؟
أومأت بنعم … لتتسع ابتسامته وهو يقول بصدق
-طمنتي قلبي إنك طلعتي بتحبيهم زي ما هما بيحبوكي وشيفاهم عيلتك زي ما هما شيفنك فرد من العيلة … بس
قطبت جبينها بقلق وقالت بصوت مرتعش
-بس ايه
ليرفع كف يدها الي فمه يقبله بحب واحترام وقال بأمر
-اوعي تعملي كده تاني وتحمي راسك علشان تبوسي ايد حد … الوحيدة اللي تعملي معاها كده هي شُكران بس
تطبع قبلة على يده القريبة منه ليبعد يده وهو ينظر لها بغضب قائلًا برفض
-هو انا كنت لسه بقول ايه؟!
لتبتسم وهي تقول بوعد
-أوعدك مش هعمل كده تاني الا لجدتي شُكران وليك
ولم تدع له فرصة يعترض حين أراحت رأسها على صدره ليضمها أكثر وكأنه يريد أن يزرعها داخل قلبه
~~~~~~~
مرت فقرات العرس بشكل مميز ورقيق ليظهر عبدالله أخيرًا والذي لم يكن موجود منذ البداية …. أقترب من زوجته وهمس لها بعض الكلمات في أذنها ف ابتسمت وأومأت بنعم … ليقبل بعدها رأس ولديه وأقترب من شُكران يهنئها وكذلك يونس وفاطمة وفي هذا الوقت وضعت طاولة كبيرة في المتتصف وجلس أدهم وأمامه أوس وبينهم المأذون وتم عقد قران أوس وظلال الذي حين أستمع أوس لأخر كلمات الشيخ غادر مقعدة وحمل ظلال ودار بها بسعادة وسط تصفيق حار وزغاريد السعادة
ليجلس عدنان بعهدها في نفس المكان ووضع يده بيد أدهم التي وكلته هوا وبدء المأذون في قول كلماته وأدهم وعدنان يرددون خلفه ومع كلماته الاخيرة ” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير كان يحزوا حزوا أوس لكنه لم يحملها بل ضمها الي صدره بقوة وكأنه لم يكت يصدق ان تلك اللحظة ستحدث في الحقيقة
لكن في لحظة خاطفة اغلقت الانوار وحين عادت كان العرسان الثلاثة وعبداللع قد أختفوا تمامًا ولم يظهر لهم اي أثر
وبدأت الهمهمات في العلو … حتى صدحت اغنية شعبية مميزة ودلفت من بوابه القصر فرقة كبيرة تحمل الطبول والمزامير بزيهم المميز الجلباب الصعيدي
تعلقت العيون بتلك الفرقة والتجاوب مع نغماتها المميزة المصاحبة لكلمات الاغنية
اللي ابوه صعيدي مايخافش
يا خلق اهم
الصعايدة اهم حضروا
حين دخلوا الثلاث عرسان فوق ثلاث جياد سمراء اللون يتمايلون بهم بحركات متمكنة ومميزة لكن الصدمة انهم لم يكونوا ببدلهم السوداء لكنهم كانوا يرتدون الجلباب الصعيدي وفوق رؤسهم العمامة البيضاء
لتقف الفتايات يصفقون بسعادة وفرح وانبهار
وشاركهم جميع الحضور التصفيق والتهليل لهم
رقصوا
الصعيدي دايما ريس
عشان متربي كويس
مستشار محامي و دكتور طيار و ظابط و مهندس
اهل الكرم ناس رجالة
في التجارة هما عدالة
هما اللي بنوا مصر يا ابوي
ليل نهار على السقالة
و داوينا داوينا داوي داوي
سيدي عبدالرحيم يا قناوي
واحد اتنين تلاتة اربعة هع
إقترب كل عريس من عروسه ومد يده لها لتضع يدها بيد زوجها ليساعدها على الجلوس امامه وكأنهم في لقطة سنيمائية مميزة يسطرها التاريخ وسوف تظل ذكرى مميزة لذلك اليوم
عادوا الرجال الي الرقص من جديد بخيولهم واذرعتهم تحاوط زوجاتهم
السعادة التي يشعر بها الجميع لا تصفها الكلمات ف كل ما يحدث كان درب من الخيال لم تتخيل اي عروس ان يحدث هذا في عرسها بذلك الجمال والروعة
لتقترب لبنى من أذن زوجها وهمست
-هو ده اللي كنت مشغول بيه
أومأ بنعم وعينيه تحمل تلف اعتذار … لتبتسم بمشاغبة وهي تقول
-عايزة اركب خيل والا هتنام على الكنبة لمدة شهر
ليبتسم بسعادة وهو يقول
-لبنى تأمر وعبدالله ينفذ
رجولة و شهامة صعيدي
بصمة و علامة الصعيدي
و كريم و حنين يا ابويا
بيحب بذمة صعيدي
عليه ربطة عمة الصعيدي و دي تاج على راسه يا ابويا
اقترب أوس من أذن ظلال وقال
-ايه رايك في افراح الصعايدة يا زوجتي المصون
نظرت له بسعادة وقالت بحب
-احلى فرح واحلى صعيدي … واللي تخلي صعيدي يحبها يبقى
-يبقى ايه؟
سالها بحاجب مرفوع وغضب مصطنع لتقول بصدق
-يبقى يا بختها
ليضمها الي صدره بقوة وعاد الي الرقص من جديد
صعيدي ليه اصول
صعيدي و قناوي صعيدي و دول على حق
سوهاجية مية في المية طيب و الاسياطة يقولوا الحق
المنياوية غالين عليا بني سويفاية دول اهل رضا
اقترب عدنان من أذن هوا وقال
-شوفتي جوزك وهو خيال
نظرت له وقالت بهدوء وخجل
-خيال … وفارس وراجل مفيش منه
-بجد يا هوا … أنتِ شيفاني كده
سألها ببعض الرجاء والتوسل لتقول بصدق وهي تريح رأسها على صدره
-انا مش لاقية كلام أوصف بيه انا شيفاك ازاي … أنت كل دنيتي يا عدنان وعمري كله بقى ملكك .. وهعيشه بيك وليك
ليضمها بيد وباليد الأخرى شد لجام الفرس لترقص بشكل أهدى وارق وهو يزيد من ضمها لتبتسم بسعادة وهي تعيد رأسها الي كتفه من جديد
الصعيدي مهما بيعلى عمره ما ينسى اساسه
مهما ربنا يديله ما بينساش اهله و ناسه
يعرف يحلم و يحقق احلامه
و كتاب الله و ربنا قدامه
اصله اللي فيها و كمان ادفو
الاقصر جميلة و اثارها فيها
كورنيش هيسحر يا خلق يا هوه
أبتسمت حين جلست أمامه لكنها همست بخوف مصطنع
-انا بخاف يا أدهم
-واه تخافي وانتِ بين دراعتي يا حبه الجلب
أجابها بلهجة صعيدية صحيحه لتبتسم باندهاش ليقول موضحًا
-الاصل صعيدي … والأخلاق مفيش منها .. ابن ناس واقدس الحياة الزوجية وبحبك
-واهه بتجول ايه أنت … استحي واجفل خشمك
اجابته بلهجته ليضحك بصوت عالي ثم قال
-ادي الفرس وادي الخيال … والحلم مش خيال وبقيتي خليلة ايامي ومن النهاردة كلي ملكك يا سليمة بسلمك النهاردة قلبي وحياتي وعمري كله وعارف إنك هتحافظي عليه.
امسكت يده ونظرت الي عينيه وقالت
-من النهاردة حياتنا وسكتنا واحدة … أوعدك ابزل كل جهدي علشان أسعدك واعيش معاك سعيدة لاني عارفة ومتأكدة إنك كمان هتعمل كده
ليقبل جبينها بقوة وهو يقول بصدق
-أوعدك
وعاد الي الرقص من جديد وسط التصفيق والتهليل والزغاريط
القيناوية غاليين عليا اشرفها مية مية يا خلق يا اهوه
طب ما الرهاينة عيني على الرهانية اهل الرهاينة دول ناس جدعان
لو من الكوامل اه من الكوامل دي فيها فاكهة اشكال و الوان
لو من البداري يبقى انت داري باللي بيحصل و مش غفلان
اه من الغنايم اصحى يا نايم اهل الغنايم دول ناس جدعان
ظل الثلاث يتمايلون بالأحصنة يمينًا ويسارًا والجميع من حولهم يتهامسون على اولاد عائلة الخشاب الذين يتزوجوا في يوم واحد ومن اشخاص بسيطة ومن عائلات ابسط غير معروفين في وسط رجال الاعمال والمال
والاكثر هذا المشهد البديع الذي لم يتخيل اخد حدوثه
وفي هذا الوقت لم تتوقف شُكران وفاطمة عن قرأة المعوذتين حتى تحميهم من عين الحسود
لو من الهلة و ناسك هلة يبقى انت مجدع و مش خوان
اهل الزرابى و الطوابية و العادوية في كل مكان
المنياوية غالين عليا و المنيا دية عروس الصعيد
بني سويفاية دول مية مية رجالة مجدع و قلب حديد
لو من الوسطة مش عايز وسطة دولا ناس السطة و ايد في الايد يا ابوي
حين انتهت الاغنية كان يقف العرائس والعرسان على باب القصر الداخلي يحيوا الضيوف ويلوحون لهم ثم انحنوا
وصعد كل منهم الي غرفتة
تمت ولكن ….
لنصمت هنا قليلًا ف للحديث بقية وابطالنا لم يصلوا الي بر الأمان بعد
انتظروا نوفيلا “وهبت عواصف القسوة”
قريبًا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)