روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل الرابع عشر 14 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية ذكريات مجهولة الفصل الرابع عشر 14 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء الرابع عشر

رواية ذكريات مجهولة البارت الرابع عشر

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة الرابعة عشر

« فتاة العسل… »
حوريه…
أطبق (عماد) يداه القويتين فوق عنق (حوريه) محاولاً خنقها وزهق روحها على يديه …
ألم رهيب تشعر به وقد ضاق تنفسها وهي تحاول التحرر من يديه المطبقتان على مجرى تنفسها لكن قوته أكبر بكثير منها…
حاولت الصراخ بكل ما أوتيت من قوة لكنها لم تستطع فقد شعرت بإنهيار قواها بتلك اللحظة وهى ترى عيناه التى إتسعتا بملامح الفرحة والإبتسامة وهى تنازع الموت بين يديه …
أغمضت عيناها بإستسلام فقد حانت نهايتها لتفتح عيناها فجأة ثم نظرت حولها ولم تجده …
رفعت جسدها وهى تتلفت باحثة عن (عماد) وهى تتحس أثر يده القوية فوق عنقها وسط تسارع أنفاسها لتدرك أن ما مرت به ما هو إلا حلم مخيف ….
حوريه: أستغفر الله العظيم … كابوس …. كابوس …. الحمد لله …
ثم رددت بخوف: بس هو لو جه فعلاً حيموتي … أنا عارفة … ومش قادرة أمشي …. حلها من عندك يا رب … يااااااااا رب .
__________________________________________
عبد الله…
إضطرب من هذا الإنتظار الطويل ليحفز (عبد الله) هذا الشاب للدخول إلى البيت للتأكد من أن (عماد) مازال بالداخل ، فربما لحقهم إلى المستشفى فيتوجب عليه الذهاب إليه للقاءه المنتظر ….
عبد الله:(شريف)… بقولك إيه …. ما تدخل تطمن كدة … أنا أصلي مستعجل وعايز أمشي ….
السائق : أحسن يقول كلمتين ملهمش لازمه وهو لسانه طويل ….
عبد الله بأسى : عارف … عارف … بس أهو تتأكد بدل واقفتك دى ….
السائق بقلة حيلة : الأمر لله ….
تقدم السائق نحو البيت ليدلف إلى الداخل ، يغيب عن نظر (عبد الله) لثوانٍ قليلة ليخرج إليه بوجه شاحب مذعورا ، يركض بإتجاه (عبد الله) الذى تحفز بقلق لرؤيته يخرج بهذا الشكل المفزع ….
عبد الله: فيه إيه …؟!!
السائق: إلحق … يا نهار أسود … يا نهار أسود ….
عبد الله: وحد الله …. إيه إللى حصل بس …. زعق لك ولا إيه …؟!!
السائق: (عماد) بيه …. ااااا….اااااا..
أخذ يشير بارتجاف نحو البيت مما يدل على حدث عظيم بالداخل ، أثار ذلك قلق (عبد الله) ليحثه على الحديث عما رآه وسبب له تلك الفزعة …
عبد الله: إيه إللي حصل له …؟؟!
السائق: تعالى … تعالى …
لم يجد (عبد الله) بُد من أن يدلف إلى الداخل مع السائق لتفقد (عماد) وما حدث له بالداخل …..
تقدم السائق الطريق ليحجب الرؤية عن عينا (عبد الله) حين إستدار إليه فزعًا يفغر فاه بقوة ….
السائق: شوف ….!!!
تحرك السائق إلى اليمين قليلاً ليظهر (عماد) ملقى على الأرض غارقًا فى بركة من الدماء ، عيناه مفتوحتان مثبتتان يبدو أنه قد فارق الحياة …
صُدم (عبد الله) لرؤيته فما زال للموت رهبة حتى مع العدو ….
عبد الله: لا حول ولا قوة إلا بالله …. إنا لله وإنا إليه راجعون ….
تقدم خطوتين حتى أصبح إلى جوار (عماد) ليغلق عيناه الجاحظتان وهو يهمس ….
عبد الله: فين قوتك دلوقتِ إللي كنت بتتباهى بيها …. سبحان الله …. حقيقي ربنا هو المنتقم ….. إنت دلوقتِ فى دار الحق … والله وكيلي وحسبي على إللي عملته فيا وظُلمك ليا ….
إستقام (عبد الله) وهو ينظر بعدم تصديق نحو السائق قائلاً …
عبد الله: إتصل بالشرطة تيجي ضروري …
السائق: أه …. أه طبعًا …. لازم أتصل بالشرطة ….
أبلغ السائق عما حدث لـ(عماد) لتطلب منه الشرطة البقاء لحين حضورهم والذى لم يلبث دقائق قليلة لتعم سيارات الشرطة والإسعاف بباحة المنزل لمعاينة الواقعة والتحقيق فى هذا الحادث ….
وبعد المعاينة وتصوير الحادث بكل تفاصيله تم نقل جثمان (عماد) والتحفظ على كل من السائق و(عبد الله) لإتمام التحقيقات ، أصيب (عبد الله) بحالة من القلق ، فهو حتى بمماته سيلحق به الأذى …
__________________________________________
تركيا….
أمسكت برشاش الماء لتسقي نبتة الياسمين خاصتها فهى عاشقة للياسمين برقته وعذوبته لتقطع (سيلا) خلوتها بصوتها المميز …
سيلا: تعرفي إنك شبهها أوى …!!
اميمه: شبه إيه …؟!
سيلا: الياسمينة دى … بحسها شبهك …. رقيقة وهادية زيك … كمان نفس البرفيوم بتاعك …
اميمه: كان نفسي بابا يسميني ياسمين من كتر ما بحبه ….
سيلا: عارفة إنتِ فيكِ حاجة كمان واضحة أوى …!!!
(أميمه) وهى تضيق عيناها بتساؤل عن ذلك الشئ المميز بها …
اميمه: إيه بقى ….؟!؟
سيلا: أقولك … إنك مش بتحبي التغيير … يعنى ثابتة على أكلات بتحبيها .. حاجات بتعمليها .. البرفيوم بتاعك مثلاً …و…
أميمه وهى تستدير بالكامل وهى تضع كفيها بتعجب فوق خصرها …
اميمه: وإيه … كملي …؟!!
سيلا: وبتحبي نفس إللى بتحبيه مهما إتظاهرتي إنك مش بتحبيه …
إرتبكت (أميمه) من كلمات (سيلا) لتجفل عيناها بإضطراب وهى تستنكر كل ما قالته (سيلا) بتهرب رافضه ذلك قطعًا ….
اميمه: لا طبعًا … إنتِ ولا تعرفي عني أى حاجة …. أنا بتغير و بنسى وبحب وأكره وبحب التغيير ….
سيلا: إنتِ واضحة وضوح الشمس … بتضحكي عليا ولا على نفسك ….
اميمه: أنا اتغيرت … وبتغير … مش ثابتة على حاجة أبدااااااا …..
(سيلا) ضاغطة على (أميمه) لتعترف بحبها لهذا المجهول صاحب الذكريات وقصة الحب العاشقة بين الحبيبين والتى لا يمكن أن تنتهي هذه النهاية بفراق كل منهما …..
سيلا: بتتغيري وبتحبي التغيير … هاه …. يعنى ممكن توافقي بـ(ضيا) ….؟!؟
أميمه بتجهم: ماله (ضيا) …؟!!
سيلا: (ضيا) بيحبك يا (أميمه) إنتِ مش حاسة ولا إيه …؟!؟
تهزمها (سيلا) للمرة الثانية بصدمتها بالواقع الذى ترفضه تمامًا ، تتهرب منه دومًا دون مصارحة نفسها بهذه الحقيقة الموجعة ….
هى تدرك أن تقرب (ضيا) إليها ليس بدافع الصداقة أو الإخوة لكنها تُكذب نفسها بأنه كذلك ….
اميمه: أنا داخله أشوف (مينو) …. لازم يتغدي دلوقتِ …..
تركتها (أميمه) وقد كشفت لها (سيلا) عن نقاط حاولت أن تتناساها وكأنها غير موجودة بالمرة ….
___________________________________________
نهال …
لليوم الثالث على التوالي يصل إلى (نهال) باقة الزهور البيضاء لتستشعر رسائل منبعثه إليها بوجود من يساندها ويرسل لها تحيته وأشواقه كل يوم ….
وضعت تلك الباقة الصغيرة إلى جوار الباقتين السابقتين لها والتى تعتني بهم كأطفالها الصغار ….
جلست فوق مقعدها لتشعر بأنها تعيش بحديقة غناء لتتصفح جهاز الحاسوب “اللاب توب” مستكملة إستذكارها إستعدادًا للإختبار المقبل لتغلق الجهاز من وقت لآخر ناظرة من النافذة على عالمها الذى تحبه لمراقبة المارة والسيارات العابرة على الطريق أمامها …..
___________________________________________
فى المساء…..
طوت (رحمه) آخر قطعة بيدها لوضعها على الرف بعناية وهى تنادي (هاجر) لتحثها على الإنتهاء إستعدادًا لنهاية يوم عملهما ليعودوا إلى المنزل ….
رحمه: أنا خلصت … ها … قربتي …؟!
هاجر: خلاص أهو …. يلا بينا ….
رحمه: طيب أنا عايزة أعدي على السوبر ماركت إللي فى آخر الشارع أجيب لماما من عنده عسل نحل أحسن صدرها تعبها أوى من قاعدة الشباك إمبارح والهواء كان شديد ….
هاجر بأسف: يا حبيبتي يا خالتي … تعبت أوى من بُعد (عبد الله) ….
غمزت (رحمه) تجاه (هاجر) وهى تردف قائله …
رحمه: مش لوحدها …
خجلت (هاجر) من تلميح (رحمه) بتأثرها بغياب (عبد الله) …
هاجر: (رحمه)… متخلينيش أندم إنى قلت لك …!!!
رحمه ضاحكة : خلاص خلاص … إيه الكسوف دة كله … يلا بينا طيب عشان منتأخرش ….
تحركتا نحو السوبر ماركت يتناولون أطراف الحديث لتظهر أمامهم (عمة هاجر) صدفة …
هاجر بتفاجئ : عمتي !!! …. إزيك … بتعملى إيه هنا ….؟!
عمة هاجر: كنت جايه لك شوية المحل … إيه دة أنا إتأخرت ولا إيه .. ؟!.
هاجر: دة إحنا كنا حنجيب حاجة من السوبر ماركت ونروح على طول ….
عمة هاجر: طيب كنت عايزاكِ فى كلمتين يا (هاجر) ….
(هاجر) وهى تدرك سبب هذا اللقاء الذى ليس محض الصدفة فقد أتت اليوم للحديث عن خطوبتها لـ(خالد) التى تؤجلها كلما إستطاعت …
أدركت (رحمه) ذلك لتفسح لهما المجال بالحديث قائله …
رحمه: طيب خدوا راحتكم أنا حروح أنا أجيب العسل وأرجع لكم تاني …
عمة هاجر: وماله حبيبتى براحتك ….
لتنتهز (عمة هاجر) الفرصة بالإلحاح على القيام بخطوبة ولو بسيطة فى القريب وسط رفض (هاجر) التام لكل هذا الضغط المستمر ….
دلفت (رحمه) إلى داخل السوبر ماركت الكبير تبحث عن نوع العسل المناسب لإمكانياتها المادية والمفيد لوالدتها بنفس الوقت لتتمعن فى إختيار الإناء الزجاجي المناسب لها …
__________________________________________
طارق…
دق هاتفه أثناء عودته إلى البيت ليضع الهاتف على مكبر الصوت أثناء قيادته للسيارة فى طريق عودته …
طارق: أيوة يا ماما … أنا جاي فى السكه أهو ….
ام طارق: طيب هاتلي معاك شوية طلبات للبيت من السوبر ماركت وأنت جاي …
طارق: حاضر … إبعتيلي كل إللي إنتِ محتاجاه وأنا حجيبه معايا ….
ام طارق: ماشي حبيبي ….
أنهى (طارق) المكالمة لتصله رسالة من والدته بها طلبات المنزل التى طلبت منه إحضارها ليتوقف أمام السوبر ماركت القريب من بيتهم لقضاءها ….
تابعت (هاجر) (طارق) بعينيها دالفًا إلى داخل السوبر ماركت الذى تتواجد به (رحمه) ….
حاولت كثيرًا التهرب من تشبث عمتها بها لأخبار (رحمه) والخروج بها من هذا المكان قبل لقاءها به لكن عمتها لم تيح لها تلك الفرصة أبدًا ، لتقف بتوتر وعيناها معلقتان على باب الخروج فى إنتظار خروج (رحمه) وسط كلمات عمتها التى لا تنتهي ….
بداخل السوبر ماركت….
حمل (طارق) سلة بلاستيكية ليضع بها الطلبات التى تحتاجها والدته عندما دق هاتفه مرة أخرى …..
وضع هاتفه على أذنه يسنده بكتفه وهو ينتقي أحد العلب من فوق الرفوف ….
طارق : أيوة يا ماما …. حالاً أهو …. إيه كمان … لا .. قولي بالمرة … أنا لو دخلت البيت مش طالع تاني … آه …. أيوة …
أخذت والدته تضيف بعض الأغراض التى تحتاجها لينصت (طارق) لها وهى تعدد الأغراض وتصفها له بإختيار أنواع معينة دون غيرها ….
رحمه…
إستطاعت أخيرًا الوصول لأحد العبوات المناسبة لتحملها بيدها فهى لم تستخدم تلك السلات البلاستيكية الموضوعة ببداية المتجر فهي لن تشتري سوى غرض واحد فقط ….
لكنها فوجئت بصدمة قوية حينما إستدارت فجأه بنفس الوقت الذى إستدار به (طارق) مصطدمًا بـ(رحمه) دون وعى منه أثناء حديثه بالهاتف مع والدته ….
سقط إناء العسل الزجاجي على الأرض ليحطم تمامًا مناثرًا العسل حوله محدثًا بقعة كبيرة تتحرك حول شظايا الزجاج …
صدمة مزدوجة لـ(رحمه) ما بين قربها ولقائها به وبين صدمتها بتحطيم هذا الإناء الباهظ الثمن بالنسبه إليها وعليها دفعه على الرغم من أنها لن تستخدمه …..
تهربت من رؤيته بجلوسها تلتقط قطع الزجاج المنكسرة فوق الأرضيه لتختلس نظرها إليه وهي ترفع وجهها ببطء نحوه فتري مدى طوله وقوته ذلك الأسمر الجذاب لتلقى بنظرات يملؤها اللوم والعتاب دون التفوه بكلمه فقط لمعه عيناها الحزينة ….
طارق….
لم ينتبه لإصطدامه بها ليلتفت إليها تاركًا هاتفه وسلته على الأرض وهو يتأسف لما فعله ….
طارق: آسف فعلاً ماخدتش بالي والله ….
بصمت تام ودون رد سوى بتلك النظرة المعاتبة من تلك الفتاة ذات العيون الساحرة ….
إنتفض من داخله لهذه النظرة الحزينة التى تعلو عيناها وهى تنظر له أثناء لملمتها لقطع الزجاج المكسور …
إضطربت نفسه فجأه أعاد ذلك لإرتباك الموقف ليس إلا ، لينحني بالقرب من (رحمه) ينهيها عن فعل ذلك ….
طارق: حتتعوري كدة …. سيبيه من إيدك الإزاز إتكسر ….
رحمه بهمس: هو فعلاً إنكسر ….
هام (طارق) بهمستها الحزينة وهو ينظر نحو عينيها بتمعن بلحظات من الثبات بينهم لتطبق عيناها بسرعة قبل أن تتساقط دمعتها الحزينة …. لكنها بقربه …. كانت تتمنى أن تكون بقربه ، وها هي الآن لا يفصل بينهما إلا سنتيمترات قليلة …..
قطع شرودهما الصامت صوت عامل السوبر ماركت ….
العامل: بعد إذنك يا آنسه …. إحنا حنضف دة … سيبيه من إيدك ….
تركته (رحمه) بآليه ومازالت عيناها معلقتان بعينا طارق الذى شعر بأن هذه الفتاة بها شئ غريب للغاية ….
توجهت نحو موظف السوبر ماركت وهي تخرج المال من حقيبتها لتدفع ثمن إناء العسل الذى لن تأخذه وترحل حين أسرع (طارق) واضعًا يده فوق المال رافضًا أن تدفعه …
طارق: أنا السبب … أنا إللى حدفعه …. شيلي فلوسك ….
لم ترد (رحمه) سوى بنظرات معاتبة أخرى ، ليخرج (طارق) مبلغ من المال ليدفع ثمن مشترياته بالإضافة إلى ثمن العسل المسكوب ….
نكست (رحمه) رأسها بحزن لتخرج من السوبر ماركت بتجهم ممسكة بالنقود بقبضتها لتتجه نحو (هاجر) بآليه لتستأذن (هاجر) من عمتها لتسير إلى جوار (رحمه) بطريقهم إلى البيت ….
حمل (طارق) أغراضه واضعًا إياها بالسيارة ومازالت (رحمه) بعتابها الصامت تشغل عقله
ولا تستطيع صورتها المعاتبة أن تغيب عن عيناه ….
هاجر: إنتِ شوفتيه ….؟!!
رحمه: أيوة ….!!
هاجر: قالك حاجة …. قولتيله حاجة …؟!!
رحمه بإقتضاب : لأ … ولا حاجة …. إتكسر برطمان العسل وهو دفع تمنه عشان هو اللي خبطني ….
هاجر: بس كدة …؟!!
رحمه: أيوة … بس كدة …!!
هاجر: ودة يعمل فيكِ كدة ….
رحمه: متشغليش بالك …. يلا نروح …
___________________________________________
الإمارات…
مركز الشرطه…
توالت الأسئلة من الضابط لـ(عبد الله) ورفيقه عن وجودهم بهذا الوقت ببيت (عماد) لإستكمال التحقيقات ومعرفة إذا كان هناك أى شبهة جنائية فى وفاة (عماد العشماوي) بهذه الصورة ….
الضابط: وين زوجته الحين يا (عبد الله) …؟!!
عبد الله: بعد ما لقيتها مغمى عليها وتعبانه بالصورة دى وصلتها المستشفى ولما رجعت لقيته زى ما حضرتك شفت حتى الأخ (شريف) كان معايا وشايف بنفسه …
الضابط: وشنو السبب إللى رجعك ؟؟!
عبد الله: عشان .. اا .. أبلغه أن زوجته تعبانه وعملت عملية ….
الضابط: مفهوم مفهوم …. من أقوالكم وتقرير الطبيب الشرعي إللي معي أقرر بصورة مبدئية انه حادث …
عبد الله: حادث !!! … يعنى مش شبهة جنائية الحمد لله …
الضابط: الظاهر ان (عماد) كان مستعجل شوى وما درى بالزيت يالى كان واقع على السلم الرخام فإتزحلق ورأسه تخبطت وإنجرحت من سقوطه كل ها السلالم ونزف حتى توفى رحمة الله عليه … ما لحقه المسعفون …
همس عبد الله بإرتياح: الحمد لله…
شعر (عبد الله) بالراحة وستر الله له فلولا وجود السائق بهذا الوقت لربما إتُهم بقتل (عماد) .. وأن ذهابه مع زوجته أبعد عنه شبهة القتل التى ربما كان قضى بقيه عمره بالسجن بسببها ….
أثار بقية حديث الضابط له الشك والريبة حيث أردف قائلاً …
الضابط: كان لازم نتأكد من أقوالكم للي صار لأن المستفيد الوحيد لموت (عماد) هو زوجته السيدة (حوريه) …
عبد الله بإندهاش: المستفيد الوحيد … إزاى دة …؟؟!
الضابط: الأستاذ (عماد) رحمة الله عليه كان مسجل كِل أملاكه بإسم زوجته حتى الحسابات البنكيه كِلها بإسمها وكان له التوكيل والوصاية بالإدارة … ظني أنه منشان يتهرب من الضرائب … وبكدة تكون زوجته هى المستفيدة لكل أمواله بعد وفاته ….
عبد الله بتجهم: أيوة .. أيوة … هو خلاص كدة ولا حضرتك عايزنا فى حاجة تاني ….
الضابط: لا … خلاص … تفضلوا أنتم …
إنتهى التحقيق مع (عبد الله) ليغادر مركز الشرطة وقد أصاب الشك قلبه أيمكن أن تكون هي من قتلته ، فمن الواضح أنها كانت تركض مسرعة كالمذعورة من شئ ما لكن فقدت وعيها بعد ذلك …
أطمعت بماله فقتلته وهربت وهو من ساعدها على ذلك …
لينتبه (عبد الله) لنفسه مؤنبًا إياها على تلك الأفكار ….
عبد الله: وأنا يعني زعلان عليه وعايز أجيب له حقه … مش هو دة الظالم إللي كنت رايح أنتقم منه ، لكن الإنتقام جه من المنتقم الجبار ، مش فارق هو مات لوحده ولا هى قتلته ، المهم إن ربنا نجاني من كل دة لما ساعدتها … ألف حمد وشكر ليك يا رب …. ألف حمد وشكر ليك يا رب …
إنصرف (عبد الله) متجهًا نحو المستشفى التى توجد بها (حوريه) ليتأكد أنه ليس
لديها علاقة بموت زوجها وربما ليشكرها فلولا أنه بقى معها بالمستشفى لكان من
الممكن إتهامه بقتل (عماد) ودفعه من فوق السلم …..
__________________________________________
بيت رحمه……
ليله ممطرة زادت رياحها الباردة من قسوتها بعد نهار ملبد بالغيوم …
جلست تنظر من النافذة متنفسها الوحيد فى إنتظار عودة الغائب ….
عاد (إبراهيم) والد رحمه من صلاه العشاء ليجدها جالسة نفس جلستها التى أتعبتها وأمرضتها .. تحملت هذا البرد القارس لربما تكحل عيناها برؤيته عائدًا فلا يؤلم القلب سوى فراق الإبن …
ابراهيم: الوقت إتأخر … الدنيا برد عليكِ …. إدخلي إرتاحي بقى وإتدفي شوية …
ام رحمه: يمكن ييجي يا (إبراهيم) …. يمكن ييجي ….!!؟
ابراهيم: وهو لو جه وإنتِ تعبانه كدة حيبقي مبسوط يعني …. ولا قعدتك فى الشباك هى إللى حترجعه ….
ام رحمه: من وجع قلبي على غيابه نفسي أشوفه هالل عليا ويطمن قلبي عليه …. يا ريته ما سافر ….
ابراهيم: كل واحد بياخد نصيبه …
أنهى جملته بهدوء ليثني زوجته عن جلستها بهذا البرد القارس بإظهار قوة تحمل مواريًا كسرته التى يشعر بها بداخله لفراق ولده (عبد الله) ….
أغلقت (أم رحمه) النافذة وهى ترى (رحمه) عائدة بصحبة (هاجر) من عملها بالمعرض لتستند على كف زوجها الممدودة لها طالبًا منها الإبتعاد عن النافذة ….
تحركت بضع خطوات ومازالت عيناها متعلقتان بزجاج النافذة فربما ترى طيف ولدها مقتربًا من البيت …
جلست على الأريكة وهى تدثر قدميها ببطانية تدفئ بها جسدها المرتجف من البرد فهى لم تشعر بالبرودة إلا عندما إنتبهت لها …
دلفت (رحمه) ترتدى قناع الرضا والإبتسامة تشق وجهها الصغير فلن تزيد إرهاق قلوبهم بفراق (عبد الله) بكونها حزينه لأى سبب ، حتى إذا كان أمرًا هينًا فيكفيهما ما فيه …
رحمه بمزاح : إزيكووووا ….
ابراهيم: اتأخرتي ليه يا بنتي الجو تلج بره ..؟!
رحمه: مش عقبال ما خلصنا شغل يا بابا … مالك يا ماما … سقعانة ولا إيه؟!؟
نظرت (رحمه) لوالدتها بعينان معاتبتان….
رحمه: انتِ برضه كنتى قاعدة فى الهوا …؟!!
ابراهيم: لسه يا دوب مخليها تقفله وتيجى تقعد وسطينا ….
رحمه: أحسن حاجة عملتها يا بابا … كدة برضه يا ماما … حتتعبب كدة زيادة ….
ام رحمه: ما أنا بتدفى أهو … تعالي أقعدى أدفيكي معايا ….
رحمه: لاااااا … حدخل أنا أغير هدومي وأحضر العشا نأكل كلنا مع بعض …
ام رحمه: ماشي يا بنتي … إخواتك كلوا وناموا أصلهم كانوا صاحيين بدري أوى ..
رحمه بمزاح : أحلى حاجة … ناكل إحنا الثلاثه بس ونظبط نفسنا … ثواني وجايه لكم ….
ثم وضعت كفها على كتف والدتها قائله بأمل ….
رحمه: حيرجع يا ماما …. إن شاء الله (عبد الله) حيرجع …
ام رحمه: يا رب يا بنتي … غيابه وجعنى أوى …
رحمه: ربنا حيطمنا قريب إن شاء الله… أروح أنا أحضر العشا الخصوصي وأرجع لكم …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى