رواية غفران هزمه العشق الفصل التاسع 9 بقلم نور زيزو
رواية غفران هزمه العشق الجزء التاسع
رواية غفران هزمه العشق البارت التاسع
رواية غفران هزمه العشق الحلقة التاسعة
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل التــــــاســـع (9)
___ بعنــــوان ” خفـــــايـــــــــــــا القــــدر ” ___
ظلت “قُسم” شاردة برسالة طيلة الليل حتى شروق الشمس لم تكن تعلم ماذ تفعل؟ تذهب لمقابلته أم لا؟ حياة والدها على المحك لقرارها؟ لم تشعر بشيء سوى وهى تخرج ملابسها من الخزانة الملابس وأرتدت بنطلون جينز وتي شيرت وردي اللون طويل يصل لركبتها بكم وأخذت هاتفها فى يدها ثم خرجت من شقتها كي تذهب إليه ، كان “غفران” نزيلًا بالفندق الذي جمعهما لاول مرة، دلفت “قُسم” إلى المطعم لتراه جالسًا هناك على الطاولة يتناول فطاره مع “عُمر” الذي وقف فور وصولها بينما “غفران” تابع تناول الطعام بكبرياء، تحدث “عُمر” بهدوء:-
_ اتفضلي يا أنسة قُسم
جلست “قُسم” ليغادر “عُمر” الطاولة فرفع “غفران” نظره إليها وكان وجهها ضبابي جدًا لا تملك أى ملامح فقط شعرها مُصفف على الجانبين بحرية ليقول ببرود شديد أحتله:-
_ كُلي
وضعت الهاتف أمامه على الطاولة بضيق من بروده وهى كالجمر تحترق بنار رسالته فقالت بغلاظة:-
_ ممكن أفهم معني الرسالة دى؟
أخذ المنشفة الصغيرة ليمسح كفيه بها ثم نظر إلى وجهها بلا مبالاة فبات لا قيمة لهذا الوجه وقال:-
_ رسالتي واضحة جدًا، أنا عندي قلب لباباكِ أستاذ جميل ومستعد أعمله العملية بكرة لو تحبي
ضحكت “قُسم” بسخرية من امره ومسكت الهاتف بيدها مُشيرة به على “غفران” بذهول قائلة:-
_ بالضبط، أنت هتستفاد أي بمساعدة زى دى، لا مساعدة أى دى اللى تكلف فوق الربع مليون جنيه؟ هو أنت ليه محسسني أنك بتعرض عليا كيس شيبسي ب10 جنيه
عاد بظهره للخلف من انفعالها ومرر سبابته على فنجان قهوته بهدوء شديد يزيد من أستفزازها ثم قال بكبرياء:-
_ أكيد مفيش حاجة فى الزمن دى من غير مقابل
رمقته “قُسم” بدهشة من كلمته وقالت بهدوء:-
_ ودا اللى أنا خمنته، عندك مقابل؛ اللى هو؟
_ تعملي اللى بتعرفي تعمليه، تدي نالا دروس لأنها مرتحتش لأي مُدرسة غيرك وسعادة بنتي ونفسيتها أهم بكتير من كنوز العالم كله، أنتِ هتساعدي بنتي وأنا هساعد باباكِ، كل واحد فينا هيعمل اللى يعرف يعمله بقدراته
قالها بهدوء شديد، أرتبكت “قُسم” من كلماته ربما حقًا تهمه ابنته بقدر ما يهمها والدها، فهي طفلته الوحيدة وهو رجل يملك المال لذا يحاول جاهدًا العثور على سعادة طفلته بالمال الذي يملكه، قاطع تفكيرها قدوم “عُمر” الذي وضع ملف أمامها بيه ورقة لتفتحها وهى تسمع صوت “غفران” يقول:-
_ دا عقد تدريس مدته 4 سنوات لحد ما نالا تخلص ابتدائي فى المقابل أنا هدفع تكاليف العملية
نظرت “قُسم” إلى “غفران” مُطولًا بحيرة من أمرها ولا تفهم شيء فى القانون وهل سيضرها هذا العقد بشيء فى المستقبل أم لا؟، توقيعها يعنى نجاة والدها من الموت وهذا الشيء الوحيد الأكثر واقعية وجدية لتوقع العقد بيدي مُرتجف دون أن تقرأ شيء به فتبسم “غفران” وقال بتحدٍ وثقةٍ:-
_ يا دوب تجهزى شنطتك لأن عملية باباكِ بكرة الساعة 9 فى فرنسا
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها وقالت بتلعثم:-
_ فرنسا!! أزاى أنت….
قاطعها وهو يقف من أمامها بكبرياء متغطرس:-
_ أحسن وأكبر دكتور فى جراحة القلب، عمر بعتله الأشعة والتقارير عن حالة جميل وأكد نسبة نجاح العملية وحددنا ميعاد بكرة لأن حسب ما الدكتور قال أن الوقت مش في صالح والدك
_ بس دى تكاليف كبيرة أوى
قالتها “قُسم” بتوتر شديد من غموضه وخباثته فى إخفاء الأمور ليبتسم “غفران” بخفة:-
_ مال الدُنيا كله ميساوش حاجة فى سبيل سعادة نالا، زى بالضبط ما أنتِ مستعدة تعملي أى حاجة عشان تنقذي أبوكِ، يلا شدي حيلك لأن لازم نكون فى فرنسا الصبح، عُمر هيعدي عليكِ بعد ساعة تكوني جهزتي نفسك
أومأت إليه بنعم فغادر مع “عُمر” الذي تحدث بفضول:-
_ حضرتك مش قلقان أن مامتها اللى تيجي وبعد كل دا قُسم متجيش
تبسم “غفران” بخباثة ومكر يمتز عقله به وقال:-
_ أنت مش سألت فى الجوازات وعرفت أن مامتها متطلعتش جواز سفر، مفيش جواز سفر هيطلع فى سفر يا عُمر ، معندهمش خيار تاني غير ان قُسم اللى تيجي
أومأ إليه بنعم شاهدًا بذكاء رئيسه وطريقته فى نيل ما يريده، تنحنح بحرج وقال بقلق:-
_ قُسم مقرأتش بنود العقد
تبسم “غفران” بمكر شيطانية ونظر إلى “عُمر” بانتصار ثم قال بهدوء:-
_ لأانها بريئة يا عُمر، قلبها رقيق مش شايف غير مرض أبوها، القلق عماها عن التفكير وخلاها توقع من غير ما تقرأ هى بتمضي علي اي؟
دخل الأثنين إلى المصعد بهدوء ليغلق بابه من جديد عليهما بينما “عُمر” يضغط على زر طابق 20 وقال بفضول يقتله:-
_ بس قُسم حسب اللى أعرف عنها مش هتسكت لما تعرف
_ القانون لا يحمي المغفلين يا عُمر، مسمعتش عن دا
قالها “غفران” بفخر ولأول مرة يُعجب بمكر عقله الذي جعله أنجح رجل أعمال، لكن الآن هذا العقل جعلها أسيرة إليه دون أن تُدرك وفرسته البرية باتت سجينة اسطبله ولا تملك فرصة للخروج من قيوده……
___________________________
[[ شقة جميــــــــل ]]
كانت “صفية” فى حالة من الفوضي وهى تقف على باب غرفة “قُسم” وترى ابنتها تجمع ملابسها فى الحقيبة بتعجل وتروى لها ما حدث، قالت بغضب سافر:-
_ أنا مش موافقة أبدًا، أزاى دا واي المقابل عشان يعمل عملية بمبلغ وقدره، أي بيستعبطنا ولا نيته فيها أى؟
_ أرجوكِ يا ماما، الراجل بشتري سعادته بنته، هم الناس الأغنياء كدة بيشتروا أى حاجة بالفلوس، وعادي ما دام دول شوية دروس هيديهم لبنته
قالتها “قُسم” بسعادة تغمرها من أجل إنقاذ والدها فتأففت “صفية” فقالت بلطف:-
_ خلاص خليكِ هنا، أنا هسافر مع أبوكِ
ألتفت “قُسم” إلي والدتها وقالت:-
_ أزاى وحضرتك معاكيش جواز سفر، أنا كويس أوى انا مطلعة الجواز عشان شهر العسل اهو جاله فايدة، أنا هبقي أطمنك عليا وعلى بابا متقلقيش
_ لا، قُسم
قالتها مُعترضة لتأخذ طفلتها الحقيبة وغادرت بتعجل لتصرخ “صفية” بطفلتها المتمردة التى تعصي أمرها، هربت “قُسم” قبل أن تكمل والدتها الجدال ووجدت “عُمر” بانتظارها فى الأسفل بسيارته لتصعد معه وتعمد “عُمر” القيادة مُسرعًا قبل أن يأتي “حازم” الذي لمحها تصعد بالسيارة
___________________________
[[ قصــــر الحـديقــة ]]
نزلت “تيا” من الأعلى تحمل بيدها الهاتف الخاص بزوجها ويدق مرات عديدة؛ لترى “أنس” جالسًا على الأريكة ينظر بكتاب منغمسٍ به، تبسمت وهى تقول:-
_ أنس ، تليفونك عمال يرن مكتوب القبضان
أنتفض فزعًا من كلماتها وأخذ الهاتف سريعًا بتوتر، خرج إلى الحديقة واستقبل الأتصال وهو يقول:-
_ فى أي يا ملك؟
أجابت عليه على الهاتف بهدوء:-
_ أي يا أنس، عايزة أشوفك؟ مخنوقة وعايزة أتكلم معاك
تنهد “أنس” بهدوء شديد وعينيه تبحث حوله حتى لا تراه زوجته وقال:-
_ طب يا حبيبتي مش قولنا أنا كل مرة قبل ما أسافر هجيلك أسبوع كامل قبلها وأقعد معاكِ وبعدين اسافر
صرخت “ملك” بضيق عبر الهاتف تقول:-
_ ما أسمع يا انس أنا كمان من حقي زيها بالضبط لما أحتاج جوزى ألاقيه جنبي، وبعدين بقولك محتاجاك يا أخي حس بيا مرة
شعر بغصة فى قلبه تألمه ثم قال بلطف رافضٍ حزنها بشدة:-
_ خلاص يا ملك أسبقيني على الشقة وأنا ساعة بالكثير وأكون عندك يا حبيبتي
أومأت إليه بنعم ثم أنهي الاتصال، دلف للقصر ووجد “تيا” تجهز الغداء على السفرة فقالت بعفوية:-
_ تعال يا حبيبي، الغداء جاهز
تنحنح “أنس” بجدية مُصطنع الحزن على وجهه ثم قال بتذمر:-
_ معلش يا توتا، أنا لازم ألبس وأمشي واحد صاحبي والدته تعبت جدًا وهسافر أنا مكانه
نظرت “تيا” إليه بحزن وقوست شفتيها للأسفل بضيق واضح فى ملامحها ثم قالت بهدوء:-
_ بس أنا ملحقتش أقعد معاك
أقترب نحوها ووضع يديه على كتفيها بدلال ثم قال:-
_ معلش يا حبيبتي ظرف طارئ وليكِ عليا أول ما أرجع المرة دى أخدك ونسافر أى مكان نقضي شهر عسل من جديد
داعب ذقنه بعفوية ثم قال بحنان:-
_ أتفقنا!؟
أومأت إليه بنعم، تبسم لأجلها ثم وضع قبلة على جبينها وصعد لكي يسعد للرحيل تاركًا خلفه هذه الزوجة المغرمة بيه لأجل خيانته وأنانيته ……
___________________________
وصلت “قُسم” إلى المطار لترى سيارة الإسعاف التى نقلت والدها بالأجهزة تغادر فصعدت على متن الطائرة وكان “غفران” بها مما أذهلها حثصأ وقالت بتلعثم:-
_ أنت هتسافر معايا ؟
لم يُجيب “غفران” عليها وظل ينظر إلى الهاتف مُندمجًا بعمله فى حين أن دهشتها بوجوده لجمتها وحدها وخصيصًا بسفرهما فى طائرة خاصة، أرشدتها المُضيفة إلى المقعد المقابل له حتى جلست فى صمت والتوتر يحتلها ممزوجًا بالقلق والخوف، شعرت بملل شديد طيلة مدة سفرهما بينما هو يتحدث كثيرًا مع “عُمر” عن العمل لتغمض عينيها بعد أن وضعت سماعة الأذن فى أذنيها وبعد فترة ليست بقصيرة غرقت فى سبات النوم العميق وهى من الأمس لم تغفو لها عين بسبب رسالته، جاءت المُضيفة لتقدم له مشروبًا حينها رفع رأسه قاطعًا العمل ليراها نائمة وتحتضن الوسادة الصغيرة بين يديها فقال “عُمر” بخفوت:-
_ دى نامت
أشار له “غفران” بأن يذهب للجلوس فى مقعده وظل شاردًا بـ “قُسم” التى سرقت عقله بأستثنائيتها، بدايةً من اسمها النادرة وووجهها الذي تمكن من رؤيته، ظل يحدق بها مُطولًا حتى وصلت الطائرة إلى أرض باريس ونُقل والدها إلى المستشفي وذهبوا إلى الفندق فأحضر “عُمر” مفاتيح الغرف وأخذها إلى حيث غرفتها المجاورة إلى غرفة “غفران” …..
________________________
تحدث “حازم” بصراخ مُنفعلًا:-
_ يعنى أي سفرت، وأزاى أصلًا تسافر لوحدها مع راجل غريب يا عمتي
تنهدت “صفية” بضيق من حديث “حازم” وهو لديه كل الحق فى كلماته الحادة لتقول بضيق:-
_ جوز عمتك لازم يعمل العملية دى ضرورى يا حازم
ضرب كفيه ببعضهم ثم وضع يديه فى جيوبه بغرور والغضب تمكن منه جدًا ثم قال بانفعال:-
_ ويا تري بقي البيه هيعمل العملية دى مقابل أي؟ مسألتيش نفسك بنتك قدمت له أي عشان يدفع تكاليف سفر وعملية زى دى إحنا نفسنا مكناش قادرين على تكاليفها جوا مصر عشان يعملها برا مصر
وقفت “صفية” بغضب قاتل من مقعدها بسبب حديثه الحاد عن ابنتها وأحتدت عينيها الثاقبتين صارخة به:-
_ أخرس يا حازم، دى قُسم ها، وأنت اللى مربيها على أيدك وعارف كويس هى أي وأخلاقها أي؟ أنا بنتي أشرف من أى حد ومتربية غصب عن عين التخين
وقفت “نجلاء” والدة “حازم” السيدة سيمنة البدن ترتدي عباءة سوداء وتلف خمارها الأزرق بحزم وعينيها البنيتين يتطاير منهم المكر والخبث، تقول ببرود شديد:-
_ وهى المتربية تسافر مع راجل غريب لوحدها كدة، مقالتش لخطيبها ليه تأخده معها ما دام المشكلة كانت فى جواز سفرك يا عمتي
حدقت “صفية” بزوجة أخيها الماكرة ولسانها عاجزًا عن الرد بعد أن وضعتها “قُسم” بهذا المأزق وفرت هاربة، تنحنح “حازم” بضيق شديد ويقول:-
_ خلاص يا أمي خلاص، بس خلي بالك يا عمتي أنا بعدي كتير أوى لقُسم ومش هعدي أكتر من كدة
أخذ والدته الحرباية وغادر الشقة لتجلس “صفية” مُختنقة على المقعد، أغلق “حازم” الباب بعد خروجهما ووالدته تتبأطأ ذراعه فهمهمت بأذنيه تقول:-
_ قُلتلك من الأول عمتك مربية بنتها على التفتح كأنها خواجية، دا كفاية أنها ملبستهاش الحجاب لحد دلوقت وأنت زى الأهبل تقولي أنا لما أتجوزها هلبسها الخمار
_ خلاص يا أمي بقي
أكملت “نجلاء” بخ سمها فى أذنيه أكثر لتقول:-
_ هو اي دا اللى خلاص، أنت عبيط يا واد ولسه مفهمتهاش أن قُسم مش شبهك ولا تنفعك، مالها غالية بنت خالتك ها منتقبة ومؤدبة وهتكون زى الخاتم فى أصبعك وعلى الأقل مش هتخرج من غير أذنك، مش دى تقولي مسافرة مع واحد فرنسا ليه فاكرة نفسها فى شهر العسل
أشتعلت نيران الغيرة فى قلبه من حديث والدته الحادة عن “قُسم” وكونها الآن مع غيره وحدهما فتأفف “حازم” بضيق شديد ثم ترك يد والدته وغادر أمامها كالبركان الذي على وشك الأنفجار من قوة نيران باطنه…..
__________________________
دلفت “ملك” إلى الغرفة مُرتدية روب من الدانتيل الأحمر فوق قميص نومها وشعرها الأسود مسدولًا على ظهرها مبلل بسبب الأستحمام وحافية القدمين فلم ينتبه “أنس” إلى قدومها، تحمل بيدها طبق من الفاكهة الطازجة، أطفي سيجارته سريعًا بعد قدومها وأعتدل فى جلسته بصدره العاري مُرتدي بنطلونه فقط، تبسمت “ملك” بلطف إلى وجه حبيبها وقالت:-
_ أنا عملتلك طبق سلطة فواكة هيعجبك يا روحي
أخذ يدها لترك بها قبلة ناعمة وقال بدفء:-
_ تسلم أيدك يا حبيبتي
رفعت يدها إلى وجهه تلمس وحنته الناعمة بحُب يغمرها وتحملق فى عينيه الجمليتين ثم قالت:-
_ أنت كنت هموت من الرعب لما جابولى العريس دا، متسبنيش يا أنس أنا ماليش حد غيرك وجوز أمي سند مكسور عاوز يجوزني لأى حد عشان يخلص مني، أنت سندي الوحيد فى الدنيا دى
أخذ يدها بين راحتي يديه بلطف يطمئنها بنظراته الدافئة ونبرته اللطيفة حين قال بحُب:-
_ متخافيش يا ملوكة أنا معاكِ يا حبيبتي ومش هسيبك أبدًا، أنا مقدرش أعيش من غيرك يا بت، دا أنتِ بنت قلبي وحُب عمري كله
قوست شفتيها بضيق مُصطنع مُستديرة تعطيه ظهرها وتمتمت بعبوس:-
_ أه يا أخويا عشان كدة روحت أتجوزت عليا مراتك البرنسيسة
أقترب أكثر منها ووضع رأسه على كتفها يطوقها بذراعيه من الخلف ثم قال بلطف مداويٍ جروحها ويطفئ نيران غيرتها بحديثه:-
_ تاني يا روح قلبي، قُلتلك أن جواز بزنس، شغل يا حياتي كنت مجبور عشان خاطر أبويا وشغله مع أخوها الملياردير، فهمتك كذا مرة أن مكنش عندي خيار وأبويا حطني قدام الأمر الواقع عشان ينقذ شركته وشغله، لكن محدش فى القلب غيرك يا بت، دا أنتِ الأولى يا ملك
ألتفت إليه بعبوس أكبر تصطنع الحزن رغم ثقتها بانها الوحيدة فى قلبه لتقول:-
_ أيوة ما دا اللى قهرني أنى الأولى، يعنى هى اللى خدتك منى وهى الجديدة يا بيه ومع ذلك مراتك الأولى مستخبية والتانية هى اللى عايشة فى النور
قبل رأسها بحب مُدللٍ إياها ويده تمسك ذقنها بلطف وضربات قلبه تتسارع بجنون بفضل هذا العشق الكامن بداخله لأجلها، أميرته ومدللته الأولي والأخيرة فهمس بنبرة دافئة تذيب حزنها وتمتص غيرتها:-
_ وغلاوتك يا ملك ما حبت ولا هحبك غيرك أبدًا، أنتِ حبيبتي يا بت والله بحبك
رفعت عينيها تتقابل مع عينيه فى برهة من الوقت غارقة بدفء هذا القلب وقلبها لم يكن أقل شوقًا من حال قلبه، سرق عقلها وسلب روحها من هذا العالم إلى عالم أخر لا يعرفه سوى العُشاق فقط، هائمة فى سحر لمساته وصوتها الهامس الذي يقشعر بدنها وجعلها ذائبة بين ذراعيه فهمهمت بصوت هامسًا جدًا وهى تلهث من شغف العشق الكامن بداخلها:-
_ وأنا بحبك يا أنس
____________________________
أخذ غفران حمامه الدافئ قبل أن يعود “عُمر” من المستشفي فشعر بدوران فى رأسه بسبب أصابه وهو ما زال مصابًا من الحادث فحاول الوصول للفراش ليهتز جسده وأوشك على فقد الوعي حتى أتكئ بذراعيه على الطاولة المجاورة فسقطت المزهرية من فوق الطاولة وأنكسرت لإشلاء تناثرت على الأرض، وصل إلى باب الغرفة بصعوبة بالغة وجسده أوشك على الأنهزام أمام المرض ليدق باب غرفة “قُسم” المجاورة ويتمتم بصوت مبحوح:-
_ قُسم أفتحى
أغمض عينيه مُستسلمًا للمرض باللحظة التى فتحت بها “قُسم” الباب لترى جسده يحتك بالباب ساقطٍ أمامها فصرخت “قُسم” بذعر من إغماء “غفران” على باب غرفتها، لم تكن تعلم شيء فى هذه البلد ولا تعرف كيف تتحدث بلغتهما، تحملت قدر الإمكان وهى تسانده حتى وصلت إلى سريرها واسقطته بقوة وهى تلهث بذعر من التعب والخوف، جلست أمامه وهى تناديه بفزع:-
_ غفران… غفران فتح عينيك ارجوك، غفران متسبنيش هنا لوحدي
بدأت تبكي بذعر من الخوف وهي بالغُربة هنا لا تعرف شيء ولا تملك شيء حتى جواز سفرها بحوزته، دلكت يديه بلطف وأنفه وفعلت كل شيء يمكنها من يقظته لكن لا جدوي، جهشت “قُسم” باكية بخوف أحتلها كليًا من الداخل لتقول بتلعثم:-
_ غفران والنبي… فوق بقي
وضعت العطر على يدها ثم قربتها من أنفه وهو غائبًا عن الوعي، أخذت هاتفه وفتحته ببصمة يده لتبحث عن رقم “عُمر” مُساعده والشخص الوحيد الذي تملكه فى هذه البلد العجيبة لتخبره بما حدث وجلست كما هي قرب “غفران”، عينيها تحملق به بخوف وكان يشبه الملاك فى نومه لترفع يدها إلى رأسه تتحسس حرارته حتى شعرت بنفضة قوية فى جسده ومسك يدها فجأة لتفزع من يقظته على سهو، تمتمت بسعادة:-
_ غفران
تشبث بيدها بقوة ثم نظر إلى وجهها بحزن وهو لا يعرف إذا كانت تبكي أم سعيدة؟، خائفة أم غاضبة؟، لا يعرف شيء مما يثقل قلبه فقال بهدوء:-
_ هششششش، أسكتِ يا قُسم
تنفست بأريحية رغم قبضته القوية على يدها التى ضمها أكثر كوسادة بين ذراعيه وأغمض عينيه فكان من الأفضل له أن يكن كفيفًا لا يري شيء عن هذه المعاناة التى يعيشها، شعرت برجفة جسده فى ذراعها الذي يضمه فرفعت يدها الأخرى تمسح على رأسه وأصابعها تغلغل بيت خصلات شعره فشعر” غفران” بالأمان ولأول مرة يشعر بأنه ليس منبوذًا من الجميع، بل هناك شخص واحد يرغب به وهو كفيف، جاء “عُمر” مُسرعًا بعد تلقي أتصالها ليراه فى الفراش نائمة وهى تجلس على المقعد المجاورة تراقبه فى صمت خائفة حتى ولج “عُمر” فوقفت بفزع وهى تقول:-
_ خده وديه مُستشفي، أنا معرفش ماله ولا أكل حاجة بايظة لاقيته واقع قدام الباب
حمله “عُمر” بصعوبة وأخذوه إلى المستشفي وهناك جاء “ألبيرت” لفحصه فأمرها “عُمر” بالخروج من الغرفة وبعد المغادرة تحدث “ألبيرت” باللهجة الفرنسية قائلًا:-
_ يبدو أن الحادث ضر بمنطقة المغزلية أكثر وهذه المنطقة المسئولة عن تعرف الوجوه
سأله “عُمر” بقلق مُشيرًا على الباب بلهجة فرنسية:-
_ لكن مسيو غفران قدر يشوفها بوضوح وهو اللى وصفي وشها بدقة ومغلطش فى تفصيلة واحدة
تحدث “ألبيرت” غير مُصدقة هذه المعجزة يقول:-
_ مستحيل، ربما سمع وصفها من أحد فبدأ يتخيلها فى عقله، لكن الضرر الموجود فى المنطقة دى يمنعه من التعرف على الوجوه نهائيًا
_ بعد حادثة أمبارح أعترف أنه مش شايفها زى البقية لكن قبلها كان مدرك تمامًا ليها وقدر يشوف ضحكتها ودموعها
قالها “عُمر” بضيق من حديث “البيرت” أن “غفران” أصابه التهيوات وهو لم يخطأ بالتعرف عليها مرة واحدة من قبل ليتحدث “البيرت” بضيق:-
_ هذه معجزة، على كلا إحنا هنعمل الفحوصات اللازمة وبعد الأشعة هنتأكد أكثر
غادر الغرفة ليخرج “عُمر” من الغرفة بضيق ورأى “قًسم” جالسة أمام الغرفة لا تعرف أحد سواهما هنا ولا تعرف كيفية العودة للفندق وحدها فتحدث بجدية:-
_ معلش، أنا لازم أروح أخلص شوية أجراءات، خليكي هنا ولما أرجع هروحك الفندق
أومأت إليه بنعم ودلفت إلى الغرفة فراته نائمًا فى سبات عميق مُنهكًا وبشرته شاحبة وباردة الثلج، جلست على المقعد المجاور له وقالت بعبوس:-
_ بيكفيني أبويا مريض كمان أنت، غفران رجاءًا أنا أضعف بكتير من أنى أتحمل كل دا لوحدي، رجاءًا عشان خاطر نالا تفوق وتستعدي قوتك، أنت قوي وشجاع أرجوك
كانت تُحدثه بخوف أن يُصيبه شيء بعد أن جلب والدها إلى هذه البلد الغريبة من أجل الجراحة ويخلف وعده معها، ربما كانت تتمنى إفاقته لأجل والدها ولم تهتم لهذه الإأنانية البادرة منها، لأول مرة تشعر “قُسم” بأنها أنانية حين تعلق الأمر بوالدها، أخذت يده المُجمدة تدلكها بلطف فدمعت عينيها الخضراء بحزن شديد كطفلة صغيرة وتُتمتم بعجز وصوت مبحوح:-
_ سامحني على أنانيتي يا غفران
أغلق قبضته على يدها فنظرت إلى يديهما المُتشابكة بعناق قوية لم يتسلل الهواء بينهما ورفعت نظرها به حين قال بصوتٍ واهنٍ ومبحوح:-
_خلاص سامحتك يا قُسم
خرجت شهقة منها بسعادة على يقظته فهمهم بضعف وما زال مغمض العينين:-
_ بس كفاية بكاء، صوتك عاملى أزعاج
ضحكت بخفة رغم حدته وحديثه أنها تسبب الإزعاج له لكنها كانت كطفلة تتشبث بطوق نجاة والدها …….
________________________
بفيلا فى الزمالك تحمل أسم “عفيفي” على لافتها، رغم هدوء المكان الخالي من البشر وهكذا الخدم فكان “عفيفي” جالسًا على البار الموجود فى زواية البهو يرتشف جرعة من الكأس الملأ بالخمور مُستمعٍ إلى حديث “كندا” الغليظ ببرود وهى تقول:-
_ السيناريو عندك أهو، غفران عينيه عليا الفترة دى ورافض تمامًا أني أشتغل وخصوصًا بقى معاك
ترك الكأس على البار ببرود ورفع عينيه إلى الورق الذي وضعته بلا مبالاة وشعر أنه سيفقد نجمته المُفضلة وسبب نجاح أفلام ليقول:-
_ ليكون بعلمك أنا غفران ومشاكل دى متخصنيش، أنا اللى يخصني النجمة اللى أنا عملتها، النجمة اللى كان أخرها تقف على مسرح الجامعة وطلاب الجامعة اللى ميكلوش مائة واحدة يشوفها، اللى أنا اللى عملتك نجمة يا كندا وطلعتك لفوق وخليت جمهورك فى الوطن العربي كله مش بس مصر، أنا اللى ركبتك على نجوم كتير ويحلموا أن عفيفي بس يفتح لهم الباب دا
تأففت “كندا” من حديثه الغليظ وقالت بعناد:-
_ أنا طلعت ونجحت بمجهودي ولا تكون فاكر أنك كنت بتقف قصاد الكاميرا مكاني وتمثل، مش هنعملهم على بعض وبلاش تكذب الكذبة وتصدقها
وقف من مكانه وألتف حول البار حتى بات أمامها ليمسكها من ذراعها بقوة غاضبًا من إنكارها لكل شيء فعله لأجلها وقال:-
_ وعشان مش هنعملهم على بعض ولا هكذب الكذبة، الفيلم دا محدش هيعمله غيرك يا كندا وألا عليا وعلى أعدائي
أرتجفت خوفًا من تهديده لها وقالت بتلعثم:-
_ عفيفي فوق أنت بتهدم حياتي للمرة التانية، غفران المرة دى جوزى، أدينى فرصة أصلح علاقتي به وأقنعه أرجع الشغل، لكن العناد معاه دلوقت معناه أنى بأكد له كل الشكوك وأنى خاينة
نظر لها “عفيفي” بأشمئزاز من الرأس لأخمص القدم وقال بتهديد واضح هذه المرة:-
_ أنا هديكي فرصة شهرين لأني مش هغير مواعيد التصوير عشانك، لكن مش أكتر من كدة وألا برسالة صغيرة توصل لغفران بيه وأقوله فيها على المستخبي والسر أنك مستحملاه السنين دى كلها
جهشت فى البكاء بإذلال وضعف بينما ترمقه بعينيه بندم شديد ثم قالت:-
_ كان يوم أسود يوم ما قابلتك
قهقه ضاحكًا وهو يلتف إلى البار من جديد بسخرية وقال:-
_ دلوقت بقى أسود، مش كان يوم سعدك وحظك، مش دا اليوم اللى حققتي فيه كل أحلامك ولا أنتِ فاكرة أن كل حاجة مجانا فى الحياة مش لازم ندفع
_ أبوس أيدك يا عفيفي، غفران بيشك فيا وأمه نورهان مش هتسكت لو أتأكدت من أى حاجة دى هدهسني أنا وأهلى وكل اللى يعرفوني حتى أنت مش هتسلم من شرها، دى ست قادرة
قالتها “كندا” بضعف تترجاه أن يتوقف عن عناده وتهديدات المستمرة لها فقال بحدة وهو يسكب بعض الخمر فى الكأس:-
_ يبقي أسمعى الكلام وخافي من شري اللى هيوديكي الجحيم ولا تحبي يعرفوا المستخبي من سنين وأن اللى بينا مش مجرد خيانة لجوزك وأن قذرتك أكبر من مجرد علاقة بمخرج زى ما هو فاكر
أنتفضت فزعًا من الخوف وقالت بتلعثم:-
_ حاضر، حاضر هعملك اللى أنت عايزه بس خلال الشهرين دول بقي متتصلش بيا نهائيًا ممكن
أومأ إليها بنعم ببرود مُتحاشيًا النظر إليها فغادرت بخوف يحتلها من هدم حياتها والجحيم الذي يقترب منها ………
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)