رواية دفء المشاعر الفصل الثاني 2 بقلم سلمى سمير
رواية دفء المشاعر الجزء الثاني
رواية دفء المشاعر البارت الثاني
رواية دفء المشاعر الحلقة الثانية
****
لم يصدق بدر أنه كان مريض بشدة، وتغيب عن أهل ومسؤولياته طوال اسبوع، دون أن يسأل عنه أحد من أهله أو أخيه الذي كان مع اصدقائه ووعده بالعودة اليه خلال يومين ليسافرا سويًا،
لهذا سال عنه راضية التي تهرب من الرد لكن حدة وغضب بدر عليها جعلها تجيب سؤاله بخوف وذعر ملحوظ قائلة بتردد :
اصل اصل الحقيقة اخوك جه وبدل المرة ثلاثه، لكني مفتحتش ليه بصراحه كده، خفت ياذيني لما يشوفك وانت مش واعي ولا حاسس باي حاجه حواليك
زمجر بدر بغضب لكن تأثير المرض ضعف رد فعله فصاح فيه بضيق:
مجنونه اياك انت، افرضي موت كنت هتتصرفي كيف
قوم من جدامي هاتي تليفوني، خليني اتصل بيه اشوف ايه حصل في غيابي وكيف سافر قبل ما يطمن عليا بالساهل أكده
لم تتحرك أو ترد عليه ولاحظ بدر ارتجافها بشده فغامت عيناه بشكل خطر وسألها :
مالك كي الفار المذعور اكده، جولتلك هاتي تليفوني واقفه ليه كي الصنم
اخذت بعض أنفاسها المذعورة وابتلعت ارياقها بصعوبة وردت عليه بصوت خافت مرتجف:
انا دورت علي تليفونك ملقتهوش لا هو ولا المحفظه بتاعتك شكلك لما نطيت في الميه وقعو منك، ولولي الفلوس اللي كنت بتدهاني وقت ما ضربتني بالقلم وسيبتها علي الطرابيزه مكنتش عرفت اتصرف واجيللك دكتور يكشف عليك أو اشتري علاجك
تنفس بدر بغضب مكتوم ووضع يده علي راسه، شاعرًا بدوار عنيف يضربه بقوة وضغط رهيب يثقلها
رفع عيناه فيها وقال:
وقعت ايه ونيلت ايه يا مخبله علي عينك، مجنون انا هنط للميا بالتليفون والمحفظه،
انت طينطيها زيادة بعملتك السودة دي منعتي خوي يوصلي، وعزلتيني عن الخلق
وتقوليلي قعدتي تمرضيني وتراعيني وانقذتيتي،
هو اللي صابني كان بسبب مين، مش انت يا راضية
الله يسامحك يا شيخه، يا وش المصايب
تافف بضيق واكمل حديثه بضعف :
هما انزلي لبواب العمارة بلغيه يطلعلي دلوك، أما انت فا انا ليا تصرف تاتي معاكي لما أدبر حالي اللي بعمايلك خربطيه
اؤمات له بالموافقة لكن قبل أن تغادر الغرفه قالت:
طيب ممكن تريح جسمك علي السرير لحد ما البواب يجي، والله الدكتور محذر عليك الحركة لان حالتك حرجه، وربنا عالم انا تعبت معاك ازاي الكام يوم اللي فاتو لانك زي ما قولت انا السبب في كل اللي حصلك
اغمض عيناه باجهاد واضح واذعن لطلبها مجبرًا فأثار المرض بادية علية من وهن جسدها وضعف لياقته،
تمدد بدر باستسلام واغمض عيناه، وخرجت راضية لكي تاتي با بواب العمارة كم طلب منها
عادت بعد قليل وبرفقتها رجل أربعيني نظر الي بدر وتقدم منه بصدمه:
بدر بيه انت هنا بجد دا طايع بيه كان هيتجنن عليك وسافر البلد ورجع سال عليك تاني، لكني بلغته انك مرجعتش من يوم ما خرجت معاه من سبوع
رفع بدر راسه عن الوسادة ونظر إليه بصدمه:
يعني حق انا مريض من سبوع، بس ازاي محستش بحركه في الشقه وخوي مفتاحه فين مدخلش يتوكد من وجودى ليه، ده غير المفتاح اللي معاك اللي بهمله ليكي لجل تجهز الشقة لما بلغك اني هدلي مصر،
صمت قليلًا ليسترد أنفاسه المنهكه واكمل :
وبعيد عن كل ده، انت زاي تسمح لحد يدخل ويخرج من العمارة أكده من غير ما تكون عارف ده داخل عند مين وليه، مدام مهمل العمارة سداح مداح انت لزمتك ايه، وكنت فين اصلا من سبوع لما عاودت بليل مكنتش موجود وطول الليل مش نضرتك، لاني خرجت ورجعت عاودت تاتي وبردك مكنتش موجود
اصلك لو موجود كنت وفرت كتير من القلق اللي خواتي في البلد عايشين فيه دلوك باختفائى عنيهم
انت مهمل يا عمران معدش ليك شغل بالعمارة دي تاني من بكرة تاخد مرتك وولادك وتعاود البلد
دنا منه عمران وأمسك يده وقبلها باستجداء:
سماح يا بيه بس انا مظلوم والله، ولدى كان مقبوص عليه وفضلت طول الليل بحاول أخرجه
لو مش مصدقني اسال طايع بيه هو اللي راح معايا تاني يوم وضمنه بنفسه
تافف بدر من ظلمه له دون أن يسمع حجته، فتنفس بضيق وقال له:
خلاص عمران سماح هالمرة، لكن بعد اكده محدش يدخل العمارة الا ما تعرف رايح فين وجاي لمين
جولي انت شوفت راضية قبل أكده،
نظر البواب الي راضية بريبة:
شوفتها من سبوع كانت طالعه تجري ووقفتها لكن ملحقتش اتحدتت معها واسألها لان ولدى كان رجع وفرحتي بيه سهتتي عنيها،
لكن شوفتها تاتي اخر النهار نازله مع دكتور انا سألته رايح لمين بس هو قالي أنه جاله اتصال انقذ واحد مريض، هملته يطلع لجل ما اعطله وقولت اساله مين العيان لما ينزل، لكن لقيت الشابه نازله معاه وخرجت وياه وعادت معاها شنطة علاج
وقالت إنها ممرضة مرافقه لمريض في الدور التاسع انا حسبته الاستاذ توفيق انت خابر أنه راجل كبير، كل يوم والتاني الدكتور عنديه
لكن مش شكيت أنه انت بالذات لما طايع بيه طلع ليك مرتين ومحدش رد عليه
وانا مكنتش شوفتك لما عاودت، ولو علي المفتاح اللي مهمله معايا ،
اهوه بس مراتي نضفت الشقه من سبوع وملت الثلاجة زي ما أمرت قلت تمر فترة واخليها تطلع توضبها كالعادة وتفضي الثلاجة، وحسبت طايع بيه دخل الشقة واتأكد انك مش موجود
لكن اللي خلاني قلقت عليك لما سافر الصعيد وعاود تاتي يوم وقال إنك مرجعتش وتلفونك مقفول ومحدش يعرف عنك حاجه من وقت كنت معها في فرح صاحبه، لكن مخطرش ببالي انك مريض وفي الشقة لحالك واصل
زفرت بدر بحدة وقال:
خلاص يا عمران خلصنا، اتفضل ادلي شوف شغلك ولو صادف وسالك خوي عني باي وقت
بلغها اني رجعت بعد ما سافر، مريدش حد يقلق عليا
اما بالنسبه لراضية، دي دكتورة كانت زميلتي بالكلية ولما لقتني تعبان صعب عليها تهملني وقالتلك انها ممرضة لجل ما تستغرب كي دكتورة وتمرضني
تنهد عمران براحه بعد عفو سيده عنه وسأله باهتمام:تمام يا بيه انا تحت امرك وأمرها،
بس تحب ابعت مرتي تساعد الدكتورة وتجهزلك الوكل لحد ما تقوم لينا بالسلامه ويكفي تعبها معاك الكام يوم اللي فاتوا
اغمض بدر عيناه بقوة مفكرًا، فهو ادعي ان راضية طبيبه كي لا يسئ الظن بها وبه، لكنها لا تفقه شئ عن الطب وسينكشف أمرها امام زوجة البواب بسبب أسلوبها في الحديث وطريقتها التي لا تتلائم مع كونها طبيبه، زفره فجأة بحدة وقال:
لاه مفيش داعي انا بقيت زين وكلاتها سواد الليل ومن بكره هعاود الصعيد
المهم رائد منيك تاخد المفاتيح وتفتح عربيتي. وتجيب منيها تليفوني ومحفظتي وتعاود بيهم وبعديها هقولك رائد منيك ايه تعمله،
طالعه البواب بحيرة وسأله:
بس عربيتك مش تحت يا بيه ولا في جراچ العمارة
والا كنا عرفنا انك موجود بالشقة
ارتسمت علامات من الحيرة والصدمه علي محياه فهو يتذكر جيدًا انها ترك السيارة أمام العمارة حين عاد بها ليلًا بعد محاولتها الانتحار بالقاء نفسها في النيل اخذ يفكر كثيرًا ربما نسي شئ ما حدث قبل صعوده بها، لكن لم يتذكر مما جعله يشك في أمرها
فرمفها بنظرة حادة وقال بهدوء مريب:
ماشي يا عمران انا هنضر موضوع العربية دي بعدين، بس روح انت دلوك اشتري جوايج الثلاجة وابعتهن مع مرتك وبعدين نتحاسب
أما برأسه بالطاعة وقال:
امرك يا بيه عن اذنك انا والف حمدلله علي سلامتك،
خرج عمران واغلقت راضية الباب خلفه وعادت إلي بدر الذي نظر اليها بغضب وحده:
جولي بقي ايه حكايتك، ومين وراكي ورايده مني ايه احسلك، لأقسم بالله ادفنك حيه
ارتجفت راضية من حدة نظراته وغضبه عليها وقالت:
انا مش فاهمه تقصد ايه بكلامك ده، هيكون ورايا ايه مش كفاية الحزن اللي انكتب عليا وعائشه فيه
لم يدعها تكمل حديثها وانتفض واقفًا امامه دون مراعاه لجسده الضعيف من أثر المرض، وأمسك ذراعها ولفه خلف ظهرها وقال مهددًا:
اقسم بجلال الله لو مانطقتي، حكايتك ايه ودسيتي عربيتي فين لجل تبعدي الكل عني لأكون….
صمت فجأة علي اثر رنين الهاتف الارضي، ترك ذراعها وسألها بريبة:
هو التليفون الارضي شغال، يعني اكيد حد من اهلي اتصل عليه،
تركها فجأة علي وذهب مسرعا لرد علي الهاتف اختطف السماعه بلهفه وقال:
الو مين معايا
رد عليه صوت أجش غريب عليه قائلًا:
بدر بيه معاك سالم واد همام
صمت بدر برهه كي يتذكره لكن ذاكرته لم تساعده فساله بريبة وهدوء:
مين سالم واد همام
رد عليه المتصل بصوت ممزوج بالخيبة:
محسوب سالم اللي شغال بالمرور وخلص ليك الرخصه السنه اللي فاتت يا حضرة العمدة
غمغم بدر ووفر بقوة قائلًا:
افتكرت زين، خير يا سالم في خدمة اقدر اقدمهالك
إجابة سالم بسعادة تجسدت في تبراته لتذكره إياه:
جميلك سابق انا اللي في خدمتك يا بيه، كنت رايك اخبرك ان عربيتك في الكلبش من سبوع
بالصدفه من يومين كان بيكشفو عنيها بالمرور وقلت أبلغك لجل تدفع الغرامه بدل ما تتعرض للبيع لأن محدش قادر يستدل عليك
وانا حاولت كتير اتصلت علي تليفونك لكنه مقفول، قدرت اوصل لرقمك الارضي من الدليل وبقالي يومين بتصل ومحدش بيرد الحمد لله انك رديت
استغرب بدر حديثه عن أي سيارة يتحدث واي كلبش ولماذا فسأله بحيرة:
كلبش ايه وعربية مين دي اللي بتحديد عنيها،
رد المتصل بثق:
عربيتك يا بيه، انا فاكر رقمها زين مش هو (….) وماركتها BMW ولونها رماد غانق
رد عليه بدر بسرعه وعدم تصديق:
ايوه يا سالم هاد عربيتي بس ليه في الكلبش
أتت الإجابة صادمه من المتصل:
لانها كانت واقفه صف تاني، الظاهر انك موقفتش عند الرصيف، المهم انا اخرت الأجرات لجل ما تنزل بيع في المزاد علشان حق حجز الأرضية بالكلبش،
حك بدر راسه بحيرة وحاول أن يتذكر هل ترك السيارة في وسط الطريق دون أن ينتبه بسبب خوفه علي راضية التي كانت ترتجف بشدة وقتها، رجح بان هذا ما حدث لانه كان في قمة غضبه بعدما أقدمت ع الانتحار، عاد وزفر بقوة وقال:
تمام يا سالم جولي العربية مجحوزه فين وانا هروح عشيا استلمها باذن الله، وشكرا لك ريحتنا كتير من وجع الدماغ واللفلفه عليها بدون فايدة
أبلغه سالم عن مكان احتجازها واغلق معه الاتصال بعدما أكد عليه بدر بالذهاب بحضورها مع مكافاءة سخية له نظير معروفه وولاءه له
بعد انتهاء المكالمه التفت الي راضية التي كانت تقف بعيدًا تترقب رد فعله علي ما حدث،
حد ذقنه بحيرة وقال محدثًا نفسه:
مخبرش كيف عملت العربية في وسط الطريق مش عادتي اكون هامل اكده، بس ممكن ممكن من خلعتي عليك ليصيبك مرض لكنه صابني انا في الاخر
دنا منها ونظر إليه بغموض مريب:
حظك حلو مكالمة سالم نقذتك، بس غباءك السبب ممكن افهم ليه مكنتش بتردي عليه
ابتلعت ريقها عدت مرات وبللت شفتاها التي جفت من الخوف بسبب غضبه وحدته عليها وقالت:
مكنش ينفع لانه ممكن يكون اخوك او حد من قرايبك، كنت عايزني اقول ليهم ايه سبب وجودي في شقتك، الحمد لله انها جت علي قد كدم، واديك قمت بالسلامه رغم انك لسه محتاج راحه
بس انا كده عملت اللي عليا، استاذنك امشي بقي
امسك ذراعها يمنعها من التحرك وسألها بريبة:
استني اهتي هتروحي فين وقوليلي عرفتي حاجه عن خيتك واهلك اللي وقع بيهم البيت ولا لاه
هزت راسها بالايجاب وقالت وهي مازالت تنتفض بخوف منه فهو له هيبه وحضور قوي يخشاه أشد الرجال باسًا وليس النساء فقط فقالت :
ايوه عرفت الحمد لله اختي انقذوها بس متجبسه ومحجوزه في المستشفي، قدامها اسبوعين علي ما ما حالتها تتحسن ويسمحو ليها بالخروج
انا روحت زورتها مرتين، لكن بسبب سوء حالتك مقدرتش اسيبك واروح ليها تاتي،
لكن خلاص اديني هروح ازورها واقعد معاها بس يارب يرضو يقبلوني مرافق ليها، لحد ما تخرج ونشوف لينا مكان نعيش فيه
تنهد بدر بارهاق واضح وغانت الدنيا أمام عيناه فأمسكت راضية به وأخذت بيده وادخلته غرفته وقالت بقلق واهتمام :
قولتلك انت محتاج لراحة ليه عايز تضيع نفسك اصبر يومين علي نفسك وهتبقي زي الفل
كفاية عليك كده بقي،ارتاح وانا هدخل تجهزلك الغدا انت محتاج تتغذا كويس علشان تقدر تقوم بسرعه؛
هز بدر راسه برفض وقال بإصرار:
مينفعش لازم اتصل بخواتي واطمنهم بيكفي خلعتهم عليا الكام يوم اللي فاتوا
ابتسمت له ابتسامة عذب جعلته يتامل ملامحه الثائرة فرغم أسلوبها الفظ وعدم حياءها في الحديث الا أن نظرات عيونها كانت تملاءها الحزن والحيرة والخوف، وملامح وجهه تعطي انطباع بالتمرد الثائر علي زمن غدر بها وجعله منها ما هي عليه،
لاحظت راضية شروده في النظر فنكست راسها بخجل فلم ينظر إليه أحد قبل ذلك باحترام متوسمًا فيها خصالها وليس جمال وجهه، غمغم بدر بضيق لانه تسبب في طاطات راسها فرفعت عيناها اليه ورأته ناقم علي نفسه فقالت كي تهرب منه نظرات
وعتابه علي نفسه :
طيب ممكن تخليك هنا مطرح وانا هجيبلك التليفون لحد عندك، وحياة الغالي عندك بلاش تجهد نفسك انا ما صدقت فوقت وقمت بالسلامه من مرضك
تنهد بدر بقوة ورد عليها بهدوء حذر:
ماشي يا راضية روحي هاتي التليفون وبالمره افتحي الباب اللي جرسه بيرن وانت مش داريا بيه كانك في عالم غير العالم اكيد هنية مرت عمران جابت الطلبات
خرجت مسرعا كي تفتح الباب وتأتي بالهاتف الارضي لبدر الذي استغرب نفسه بانجذابه اللحظي اليها،
عادت وهي تحمل الهاتف ومعها هنيه التي طلبت أن تحادثه عندما رفضت راضية مساعدتها لها:
حمدالله بالسلامة يا بدر بيه لسه عمران قالي انك كنت مرضان، بالله عليك يا بيه قول لدكتورة تهمل كل حاجه وانا هعمل الوكل وهتضف الشوجه
سبقت راضيه الرد عليها. قالت:
معلش يا هنيه دي كلها حاجات بسيطه والله وكمان مش هينفع تجهزي الاكل لان الدكتور كاتب ليه اكل معين ده غير مواعيد العلاج
عموما انا هعرفك كل حاجه وانت من بكرة تقدري تقومي بدوري لان
قاطعها بدر قائلًا:
روحي يا هنيه حطي الطليات في المطبخ ورتبيها،
وهملي الدكتورة تعمل اللي هي رائده براحتها
هي حره في شقتها انا ضيف عنديها لحد ما تسافر
مقدرش افرض عليها حاجه
وكفاية عليها هي كمان خدمتي لحد أكده باذن الله الليلة عشيا هسافر البلد واهمل ليها الشقه ترتاح فيها وانت خلي بالك منبها وتنفذي أوامرها فاهمه،
الجمنت الصدمه راضيه من حديث بدر، وظلت تنظر إليه بذهول في حين ردت عليها هنيه بطاعه:
امرك يا بيه اللي تقول عليه هيتنفذ، افوتكم انا اشوف شغلي وارتب الطلبات
انصرفت وظلت راضيه تحدث أليه بارتباك وسألته:
انت بقول ايه يا استاذ بدر يعني ايه اعيش هنا، طبعا لاء المكان هنا غالي اوي مقدرش علي مصاريف العيشه فيه، وكمان دي شقتك وسقة اخوانك
شكرا لكرمك بس انا هجهز الاكل واطمن عليك وهمشي بعدها علي طول
أشار بيده بعلامه الرفض وقال بقوة:
لاه انت هتفضلي أهنئ لحد ما ادبراك حالك وكلام كتير مش عايز لانه ملوش عازه، وطبي ساكته خليني اكلم خوي واشوف حصل ايه في غيابي
لم يسمح لها بدر بمعارضته واتصل باخبه حتي لا يدع له مجال للحديث، اتصل اكثر من مره الي ان رد عليه الطرف الآخر بصوت ناعس:
الووووووو مين
رد عليه بدر بابتسامه حانية:
واد بوك يا دكتور لستك نعسان اياك
سمع تردد تنهيدة حارة اعقبها سؤال بلهفه واستفسار:
بدر انت فين قلقتني عليك،زأخواتك يوميًا بيتصلو بيا عايزاني انزل ضروري ولما اسالهم في ايه يقولولي لما تجي، واتصل بيك علشان اعرف منك السبب مش بترد عليا قولي حصل ايه وكنت فين
اخذ بدر نفس عميق علي اثر انصراف راضية كي تعطيه بعض الخصوصية ورد علي اخيه قائلًا :
انا زين يا خوي، بس كنت شارد لحالي بعيد عن كل حاجه وقفلت التليفون، قلت ارتاح يوميا بعيد عن الكل، المهم طمني سالت عني وانت بتحددهم
غمغم أخيه بحيرة ورد عليه:
لاء مسالتش عنك بصراحه، انا قلت يمكن في مشاكل بينكم بسبب الميراث وقلت اتصل بيك احسن افهم منك، لكن معرفتش اوصلك
المهم انت كنت فين اوعي تكون بتتشاقي يا عمدة
ضحك بدر ملاء شفتاه ورد عليه بصوت حاول أن يكون قوي حتي لا يشعر بمرضه وقال:
هملت ليك الشقاوة يا دكتور، وشيلت انا المسؤولية،
المهم اسمعني زين لو حدا من خواتك اتصل بيك تاتي بلغهم أن كنت عندك السبوع اللي فات
الكلام ده لو سالوك عني احتياطي يعني، فاهم عليا
رد عليه أخيه بتودد واضح:
حاضر يا كبيرنا اللي تامر بيه المهم انك بخير رغم أن واثق بانك مريض وبتقاوح كالعادة، بس قلبي مطمن
ومرتاح لان رغم صوتك اللي بتدريه عليا لكن في نبره حلوة حاسس بيها كانت غايبه عنك من سنين
ضحك بدر وقال بنفس التودد والمحبه التي تربطهم ببعضهم البعض بقوة:
لو مكنتش انت تحس بيا مين غيرك يا قلب خوك يحس بيا ويفرح لفرحي ويرتاح لراحتي
المهم دلوك هقفل معاك لجل اتصل بيهم واطمنهم بيكفي غيبه عنيها طولت عليها واصل، زمان الدوار والبلد ومصالح الناس فوجاتي تحتاني
اغلق بدر الاتصال مع أخيه، وعاد وأمسك سماعه الهاتف واجري اتصال اخر اهم وانتظر الرد
لم يرد عليه أحد الي ان انقطع الاتصال، فعاد واتصال أكثر من مره الي إجابة أحدهم وما ان رد عليه أعقبه صوت صريخ قوي هز وجدان بدر وزلازل اركان بدنه الضعيف وقلبها الحنون
فلقد كان الصراخ علي احب اخواته اليه حين سمع..؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دفء المشاعر)