رواية سر الكوخ الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani
رواية سر الكوخ الجزء الثالث
رواية سر الكوخ البارت الثالث
رواية سر الكوخ الحلقة الثالثة
…… جلس موسى طوال يومه في تلك البقعة ينظر الى السماء ويفكر في الفتاة التي رآها تراقب النجوم وتمنى لو يراها اليوم ايضا وعند حلول مساء ذلك اليوم حدث شيئ عجيب
فلقد أخذت الاغصان والواح الخشب الملقاة على الارض بالتجمع فوق بعضها البعض من تلقاء نفسها حتى تكون في النهاية وبما يشبه الخيال كوخاً تام الصنع بجدرانه وسقفه وابوابه وحتى شبابيكه الزجاجية
انعقد لسان موسى من الدهشة وظل يتطلع الى الكوخ طويلا وهو لا يجرؤ على الاقتراب منه الى ان انفتح شباك الكوخ اخيرا واطلت منه فتاة شابة على قدرٍ عالٍ جدا من الحسن والبهاء موسى سارع الى الاختباء خلف الاحراش ثم جعل يرقب الفتاة بعينين حائرتين، حتى قرر اخيراً ان يتقدم ويخاطبها فلعل نجاته تكون على يديها
قال موسى بلطف مرحبا فنظرت اليه الفتاة اعتقد الفتى انها ستجفل لدى رؤيته لكن وخلافا للمتوقع إبتسمت الفتاة وردت عليه التحية ثم دعته للدخول بصوت يدعو للطمأنينة
توجس موسى خيفة من الدخول الى هذا الكوخ الغريب لكن شدة جوعه وارهاقه تغلبا على حذره فخطى الى الداخل وهو يقلّب ببصره في ارجاء الكوخ وحالما فعل ذلك حتى شعر الفتى ان هذا الكوخ ليس بغريبٍ عنه أو انه ربما سبق وان رآه من قبل
لاحظ موسى ان جدران الكوخ مصنوعة من خشب لا يشبه خشب الاشجار المحيطة به بل مختلف عنها فكيف هذا وما هو السر العجيب في ذلك الكوخ يا ترى هكذا تسائل موسى
دعته الفتاة للجلوس فجلس وأراح قدميه ثم احضرت له ماءا وقليلا من الطعام فأكل وشرب حتى زال عنه الجوع والضمأ
لاحظ موسى اثناء تناوله الطعام ان الفتاة كانت تراقب الغابة من النافذة بحذر وكأنها تخشى أمراً ما فقال لها :ادعى موسى أفلا أخبرتني باسمك؟
أجابت الفتاة وهي لا تزال تراقب الغابة :انا أدعى كارينا
ولماذا تراقبين طريق الغابة يا كارينا اتنتظرين احدا ؟
قالت : كلا ولكن اخشى من قدوم الغرباء
استغرب موسى فقال :ولكن انا غريب عنك فلم قابلتيني بوداعة ولم تخشينني؟
هنا نظرت اليه كارينا وقالت : لقد استعدت قوتك ونشاطك لذا فعليك بالرحيل الان
ارحل والى اين سأذهب في هذا الليل البهيم ثم ان عندي الكثير من الاسئلة التي اتمنى لو تجيبينني عنها
فتحت كارينا الباب وتوسلت بموسى ان يرحل حتى انها امسكت بيديه وقادته الى الخارج ثم قالت له : أعدك اني سأجيب على كل اسئلتك ليلة الغد يا موسى ارجوك غادر الكوخ الان ولا تعد اليه حتى مساء الغد
نظر هو الى عينيها وقال :اتعدينني حقا يا كارينا
ردت هي :بالطبع سأفعل يا موس قالت ذلك ثم اغلقت الباب سار موسى وهو يفكر بجمال كارينا الأخاذ الذي سلب عقله حتى خرج دون ان يشعر من الفسحة التي بني الكوخ في وسطها ولما التفت الفتى لينظر الى كارينا نظرة اخيرة واذا به يفاجئ باختفاء الكوخ بأكمله بل وحتى الفسحة الصغيرة اختفت، حيث ملئ مكانها الاحراش والاشجار ليصبح المكان جزءاً لا يتجزء من الغابة
أصيب موسى بالصدمة فطفق عائدا يبحث كالمجنون عن الكوخ وهو يصرخ ويقول:مستحيل فالليل ما زال في اوله ولا يمكن للكوخ ان يختفي الان
وبينما هو كذلك واذا بثعبان يلدغ قدم موسى فسقط الاخير يئن من الالم لكن فجأة لمح موسى مشاعل نارية قادمة باتجاه وعند وصولهم اكتشف انهم ليسوا سوى ابيه ياسين ورفاقه، والذين فرحوا لعثورهم على موسى حيا بعد ضياعه لعدة ايام
وبالنسبة لجرحه فقد طمأنه والده الحكيم بأن أعطاه الترياق المضاد للسموم في الوقت المناسب لكن موسى رغم ذلك فقد اصيب بالحمى وصار يهذي بشأن الكوخ والفتاة فلم يفهم الاخرون ما يقول
وبعد مرور بعض الزمن فتح موسى عينيه فشاهد نفسه في منزلهم في لارسا ووالده يجلس الى جانبه حيث بادره بتهنئته بالسلامة ثم اخبره انه كان غائباً عن الوعي لثلاث ايامٍ خلت، وانهم اضطروا الى قطع مهمتهم والعودة به الى لارسا للعناية به
هنا سأل موسى اباه ان كانوا قد وجدوا كوخا في المكان الذي عثروا فيه عليه فنفى الاب ذلك وسأل هو ابنه بدوره عن سر ذلك الكوخ الذي ما فتئ يذكره في هذيانه طوال فترة اصابته بالحمى؟
فسحب موسى نفساً عميقا وقص على ابيه كل ماجرى معه لغاية عثورهم عليه، فبدا على الاب انه لم يستوعب الامر وشق عليه ذلك لأن كل ماذكره موسى هي امور عجائبية أو ضرب من الخيال غير قابل للتصديق والتفسير الوحيد الذي وجده الحكيم هو ان موسى لابد وقد اصيب بالهذيان قبل لدغة الثعبان بوقت طويل
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سر الكوخ)