روايات

رواية الشرف الفصل المائة وثلاثة 103 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل المائة وثلاثة 103 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء المائة وثلاثة

رواية الشرف البارت المائة وثلاثة

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة المائة وثلاثة

الثامن عشر
اندفع ضاحى وراجى داخل الحظيرة لتتسع اعينهما فزعا ، جلس راجى أرضا بينما رفع ضاحى كفه فوق رأسه من هول الخسارة التى تعرضوا لها لحظات ودخل هيبة ليغمض عينيه يخفى خلف ارتخاء جفنيه غضبه ووجعه وخسارته .
اهتاجت انفاس ضاحى وصرخ : مين اللى كان بيحرس الزريبة عشية ؟
تبادل العاملون النظرات ليصرخ ضاحى : انطجوا ..
تلعثم أحدهم : عت ..عتمان يا بيه بس محدش شافه .
قطب هيبة جبينه : يعنى ايه محدش شافه ؟ شت ولا چرى له حاچة ؟
علت الهمهمات التى فهم منها أن الجميع لا يعلم شيئا عن عتمان بينما أشار راجى نحو بقعة ما بطرف الزريبة الأبعد : ايه ده ؟؟ البهايم شكلها مسموم .الدم ده چه منين ؟
تطلع الجميع إلى إشارته ليهرول هيبة بذلك الاتجاه ، تبع قطرات الدماء لخلف كومة التبن حيث عثر على عتمان يسبح في دماءه .
انتفض هيبة نحوه مباشرة : عتماااان .
لم يجب عتمان.. بالطبع اسرع هيبة يتفحص رقبته ليزفر براحة : الحمدلله فيه الروح .
نظر لأخيه وصاح : هم يا ضاحى وهات العربية على باب الزريبة
تحرك ضاحى من فوره للخارج بينما اسرع راجى يساعد اخيه فى حمل جسد عتمان . تحركا للخارج ليصلهما عويل امرأة تسرع الخطى نحوهما : عتماااان چرى له ايه يا سعت البيه ؟؟
نظر لها هيبة لتقول : انى مرته يا سعت البيه .
تحرك هيبة نحو السيارة التى تقترب : ماتخافيش هنودوه المستشفى .
ربتت على صدرها برجاء : خدنى معاه يا سعت البيه .
نظر لها راجى بضيق بينما أشفق هيبة على لوعتها وخوفها وقال محذرا :تكتمى نفسك ماعاوزش عويل .
وضعت كفها فوق فمها تكمم صوت لوعتها ليضعاه بالسيارة ويقول هيبة : راچى خليك اهنه وبلغ الحكومة يشوفوا شغلهم .
وجلس بالمقعد الامامى تاركا مساحة من الخصوصية لتلك الزوجة المكلومة التى تجول كفيها بقسمات زوجها الهادئة تتلمس فيها بعضا منه .
________
جلست زبيدة وحولها النساء وكل منهن تتشبث بأطفالها بفزع ، لقد وصل المجرمون إلى منزلهم ولم يعد الوضع أمنا للأطفال .
بدلت زبيدة نظراتها بينهن : مالكم جاعدين كدة ليه ؟
نظرن لها لتقول سما : أنا معنديش حاجة مهمة النهاردة عاوزة اقعد مع الولاد .
وتقول هناء : أنا هجوم اروح الزريبة يمكن الرچالة يعوزو حاچة .
اتبعت قولها بالتحرك فهى بكل الأحوال ابنة هذا النجع ولا تخيفها مثل هذه الأمور .أما ريتاچ فقد نظرت ل زبيدة وقالت وهى تتشبث بأطفالها : أنا خايفة محدش يبص لى ولا يكلمنى ولا يحرك ولادى من جمبى .
تنهدت زبيدة هى تقدر مخاوفها لكن عليها تشجيعها فقالت : يابتى انت وولادك فى أمان ماتخافيش .
حركت رأسها رفضا بعنف وانهيار واضح : لا .لا أنا خايفة مش هتحرك من هنا إلا أما يرجع ضاحى .هو بس هيخلى باله منى .محدش هيقدر يجى جمبى وضاحى هنا .
بدأت دموعها تعبر عن شدة الفزع الذى تشعر به لتتساءل ابنتها مريم : مالك يا ماما .
اسرعت سما نحوها تضمها لصدرها فالجميع يعلم أنها تعود لتلك الليلة التى اختطفت فيها ولولا ضاحى وشباب العائلة ما كانت عادت إليهم مطلقاً طالما اعتقد الجميع أنها تجاوزت تلك الليلة خاصة مع نوبات جنونها المرح الذى يبعث الحياة فى المنزل لكن يبدو أنها لم تفعل .
_______
وقف ضاحى وهيبة بينما تجلس تلك الزوجة أرضا وقد غاب عتمان بغرفة الفحص منذ فترة . تقدم هيبة منها : اسمك ايه يا ست ؟
رفعت عينيها له : اسمى راضية يا سعت البيه .
أومأ هيبة : طب جومى ماتجعديش على الأرض اكده .
اطاعته بترقب وتحركت نحو أحد المقاعد فهى تخشى أن تغضبه فيحرمها من صحبة زوجها .
رأها تنظر له بترقب فعاد يتساءل : عندك عيال ؟
اومأت وهى تجيب : عندى حامد ورضا يابيه
قطب جبينه : رضا صبى ولا بنية ؟
أجابت وقد ألفت الحوار : صبى يا سعت البيه .
أومأ متفهما : ماشى يا ام حامد .ماتخافيش على الولد فى رجبتى لحد ما عتمان ربنا يعافيه .
ربتت على رأسها بإمتنان : ربنا يوسع رزجك يا بيه ويكفيك شر المصايب .
راقب ضاحى حوار أخيه مع تلك المرأة ، حقا أخيه ولد زعيما . لقد ألمت به مصيبة ليست بهينة فخسائره المادية هذا الصباح تتجاوز المائتى ألف ورغم ذلك ترك مصيبته تلك وهرع لنجدة الحارس بل ويحمل نفسه مسؤولية بيته حتى يكتب الله له الشفاء .
خرج أحد الأطباء لتهب المرأة بفزع . بدل نظراته بينهم ثم قال : دى جناية واحنا لازم نبلغ .
اسرع هيبة يقاطعه : بلغنا فى البلد يا دكتور والحكومة اكيد هياچوا يسألوا عتمان . المهم هو عامل ايه ؟
هز الطبيب رأسه بشئ من الراحة : هى الحالة مش كويسة ابدا . لولا البنية الجسدية القوية للمصاب كان مات من ساعة ما اتخبط .
تساءل ضاحى : حالته خطيرة جوى على اكده ؟
الطبيب : فعلا خطيرة .كسر فى الجمجمة وارتجاج فى المخ . هنعمل أشعة مقطعية خوفا من التجمعات الدموية والجلطات واهم حاجة هيدخل العناية ويتعمل له نقل دم لانه نزف كتير جدا واضح إن الإصابة من ساعات .
زفر هيبة بضيق : اعمله كل اللازم يا دكتور واللى مش موچود اهنه نعمله برة . المهم يجوم بالعافية .
أومأ الطبيب وتحرك عائدا للغرفة وفى لحظات كان يتبع الفراش الذى يحمل عتمان نحو غرفة العناية الفائقة .
_____
وصلت الشرطة لمنزل هيبة ليستقبلهم راجى الذى كان بانتظارهم . اقبل عليه الضابط المدعو حسن : خير يا جماعة
رحب به راجى : اهلا يا حضرة الضابط . صحينا من النوم على البهايم مسمومة
نظر له الضابط : وعرفت منين إنها مسمومة ؟؟مش يمكن ماتت لوحدها
ابتسم راجى بتهكم : هى ايه اللى ماتت لوحدها !! هى راس ولا تنين ؟دول خمسة وعشرين رأس غير العجول الصغيرة
دخل حسن إلى الحظيرة لتتسع عينيه من هول تلك المصيبة ، كل هذه البهائم النافقة فى يوم واحد !! خسارة فادحة بالفعل .وموت مدبر بلا شك .
التف ناظرا ل راجى : هو حضرتك هيبة صالح ؟
أشار راجى نفيا : انى خوه راچى .هيبة راح مع الغفير اللى اتصاب .
دقق حسن النظر إليه واقترب : كمان فى مصاب ؟ لا انت تحكى لى بالراحة وبالتفصيل .
______
جلس رفيع بصحبة زوجته التى قدمت له فنجان القهوة لتعلو طرقات فزعة .قطبت جبينها : سترك يارب حصل ايه ؟
نظر لها بحزم : ادخلى چوه
توجه للباب يفتحه ليهرع سويلم للداخل : الحج يا بوى .
انخفض لمستواه بينما اسرعت رنوة للخارج حين سمعت صوت ابنها الذى قال : مصيبة يا بوى بهايم عمى هيبة اتسمت والغفير انجتل .
امسك رفيع كتفيه : مين جالك يا سويلم ؟
أشار بكفه وهو يلهث : انى روحت شوفت الزريبة بعينى البهايم كلها نافجة والحكومة هناك دلوك .
هب واقفا لتضع عباءته فوق كتفيه : ابقى طمنى .
أومأ وهو يتجه للخارج بينما انخفضت لمستوى صغيرها تتساءل بحنان : انت خايف يا سويلم ؟
قطب جبينه بعدم فهم : اخاف من ايه ؟
ابتسمت وهي تربت على رأسه بحنان ، هذا الصغير يثبت لها كل يوم أنه ندا للحياة .
___________
وصل ضابط الشرطة إلى المشفى ليتوجه نحو غرفة العناية الفائقة حسب توجيهات استعلامات المشفى .
اقترب ليجد هيبة وضاحى يتهامسان وتجلس امرأة فوق المقاعد . تقدم متسائلا : مين منكم هيبة صالح ؟
نظر له هيبة : انى يا حضرة الضابط .
وقف أمامه : حضرتك صاحب الزريبة والبهايم اللى ماتت ؟
هيبة : انى وخواتى
الضابط : تتهم مين ؟
هيبة بلا تردد : المطاريد طبعا .
عقد الضابط حاجبيه : وايه اللى بينك وبين المطاريد علشان يسموا البهايم بتاعتك . ما كانوا سرقوها احسن .
إنها نقطة لم يلتفت لها هيبة ، لما لم تسرق البهائم عوضا عن قتلها !!
فرك جبينه وقال : يمكن صعب ينجلوا البهايم من غير ما حد يحس بيهم .
الضابط : ويمكن مش هم اصلا واللى عمل كده قاصد اذيتك بس .
زفر هيبة بضيق: يمكن
الضابط : مين غير المطاريد ؟
نظر لأخيه وصمتا معا ليأتى صوت رفيع : حچاچ صخر دياب .
التفت الجميع إليه وظهر الفزع بعينى ضاحى بينما تساءل الضابط : انت مين ؟
وقف رفيع أمامه: رفيع صخر دياب واد عم هيبة وأخو حچاچ
لم يبد على رفيع أى اهتزاز أو ارتباك وهو يتبادل النظرات الحادة مع الضابط الذى تساءل : واتهامك بناء على ايه ؟
ابتسم بسخرية : النچع كلاته خابر إن خوى كان رايد يبجى الكبير . من ايام ابوى وعمى وهو عينه على مكانة الكبير . لكن بعد عمى صالح الله يرحمه محدش رضى بيه .عشية اتچمعنا فى دار هيبة لاچل المطاريد اللى زودوا السرجة على بيوتنا والوحيد اللى عارض كالعادة حچاچ .. لو المطاريد كانوا خدوا اللى جدروا عليه لكن هو رايد يحرج جلب هيبة على ماله .
تحليل رفيع منطقى من وجهة نظر الضابط لكنه لن يتسرع ويلقى بالاتهام دون بينة فاصلة .
قاطع الجميع خروج الطبيب : هيبة بيه
نظر له الجميع ليتابع : المصاب بيلح عاوز يشوفك .
انقبض قلب هيبة بينما تساءل الضابط : نقدر نستجوبه أمته ؟
الطبيب : لما الحالة تستقر .
تقدم هيبة من الغرفة ليقول الضابط : بس مفيش مانع طبعا ادخل مع هيبة بيه .
زفر الطبيب بضيق : مفيش مانع بس من غير أسئلة كتير .المصاب حالته حرجة
دخل هيبة وجاهد نفسه ليرسم ابتسامة شاحبة وهو ينظر لوجه عتمان المتورم : سلامتك يا واد عمى .
شعر عتمان بوجوده ليقول بلهفة : هيبة بيه …
ربت هيبة فوق صدره : على مهلك يا عتمان .انى چارك اهه .
نظر عتمان بإتجاه الصوت : يابيه انى معملتش حاچة سى حچاچ واد عمك چانى بعد ما حضرتك عاودت من صلاة الفچر وجالى إنه چاى ياخد البهيمة اللى چابها تعشر السبوع اللى فات .دخلت يابيه اسحبها له حد خبطنى على راسى مرتين مادريتش بالدنيا . هو حوصل ايه يابيه ؟البهايم چرى لها حاچة!؟
تساءل بفزع واضح ليربت هيبة فوق صدره مرة أخرى : ولا حاچة يا عتمان چت سليمة .
نظر له الضابط بتعجب وهم بالسؤال ليسبقه هيبة : كان في حد مع حچاچ ؟
عتمان : لا يا بيه كان لحاله حتى سألته انت يا بيه اللى هتسحب البهيمة جالى مالاكش صالح .
أومأ هيبة : فعلا بهيمته ماكانتش مع البهايم الصبح
عتمان : يبجى خدها يابيه وبهايم سعادتك ؟؟
ربت على صدره ثالثة : ربنا يعافيك يا عتمان ماتخافش على الولد فى رجبتى لحد ما ترچع لهم بالسلامة .
غادر هيبة يتبعه الضابط الذى قال : كده الصورة واضحة .
نظر ل هيبة : حضرتك ليه ما قولتش للغفير إن البهايم ماتت ؟
هز هيبة رأسه بأسى : ويفيد بإيه غير الغلبان ده يشيل روحه ذمبهم بزيداه اللى هو فيه .
تقدم الطبيب بوجه مكفهر : هيبة بيه فى حاجة لازم تعرفها .
نظر له هيبة ليتابع : المصاب حصله انفصال فى الشبكية .
نظر له الجميع بصدمة بينما تابع : لاحظت فى الفحص الاولى بعد ما فاق إنه مش مستجيب للضوء فعملنا تصوير بالوجات فوق الصوتية وفعلا ظهر التمزق واضح في عينه اليمين إنما العين اليسرى حالتها افضل لكن هو مش هيشوف بالاتنين .
همس هيبة : والحل يا دكتور ؟ اكيد فى علاچ
الطبيب : طبعا فيه وكل ما كان اسرع كل ما كانت النتيجة افضل .الحالة دى بتتعالج بالليزر أو التجميد أو الحقن . فى اكتر علاج يشرحه افضل طبيب عيون
نظر هيبة لأخيه بنظرة حازمة : ضاحى هات اكبر دكتور عيون فى البلد .ما ترچعش من غيره .
تحرك ضاحى بينما زفر هيبة مستغفرا . اقتربت زوجة عتمان من تجمعهم بتخوف لتتساءل : هو فى ايه يا سعت البيه ؟
نظر لها وكأنه تذكر وجودها للتو : ولا حاچة يا ام حامد اطمنى .
اومأت ليقول رفيع : جعدتك اهنه يا ست ملهاش عازة . روحى شوفى عيالك وماتخافيش على عتمان .
ابتلعت ريقها بخوف : ط طب اطل عليه يا بيه
أشار لها نحو الزجاج : شوفيه من برة الدكاترة جالوا محدش هيدخل عنديه النهاردة .
اومأت وهى تهرول نحو الزجاج عله يراها فيطمئن قلبها لوجوده بالقرب منها .
________
كان اليوم منهكا للجميع . ظل هيبة وضاحى ورفيع بالمشفى حتى تم تشخيص حالة عتمان بدقة وتم نقله بسيارة مجهزة لعمل بعض الفحوصات ثم عاد المشفى وحدد الطبيب موعد لإجراء جراحته بعد يومين فقط .
أمر الضابط بتعين حراسة على باب حجرة عتمان خاصة حين لم يعثر على إثر ل حجاج واقرت زوجته بسفره بعد الفجر مباشرة لبعض الشئون الهامة التى لا تعلمها بالطبع .
______
أنهى راجى نقل البهائم النافقة بمعرفة الشرطة للتخلص منها بشكل غير مضر بيئيا وعاد للمنزل . كانت زوجته تتحمل المسؤولية هذا اليوم ف ريتاچ لم تبرح مقعدها بالفعل طيلة اليوم وتصر على انتظار عودة ضاحى بينما سما مشتتة بين ابنة عمها وابناءها وزبيدة .
اقترب راجى ليجلس بالقرب من أمه التى تساءلت : الخسارة شديدة يا ولدى؟
هز رأسه مؤكدا ثم قال : والمصيبة الأكبر من البهايم عتمان كان هيروح فيها لولا ستر ربنا
زبيدة : البهايم إحنا نعوضوها لكن عتمان نعوض مرته وعياله عنه كيه ؟
نظر راجى ل ريتاچ التى تضم نفسها بين ذراعى سما وكفيها متعلقين بأبنائها . نظر لأمه بتساؤل لتقف الكلمات على لسانه من نظرة أمه شديدة التحذير ، فهم ما عليه فعله ليخرج هاتفه ويبتعد عن مجلسهن .
كانوا بطريق العودة يقود ضاحى ويجلس بجواره هيبة ويتبعهما رفيع بسيارته . أشار ضاحى لهاتفه : شوف مين يا هيبة
امسك هيبة بالهاتف ليرفعه مجيبا : ده راچى ..ايوه يا راچى
اكفهر وجهه وقال : طيب احنا راچعين على الدار عشر دجايج ونكون عنديك .
أعاد الهاتف ليتساءل ضاحى : حوصل حاچة تانى !!
هيبة : ام مريم بعافية .
نظر له بفزع ليتابع : محدش خابر فيها ايه راچى بيجول مرته جالت أنها من صباحية ربنا جاعدة وماسكة العيال وبتجول مش هتتحرك إلا أما أنت تعاود .
زفر ضاحى بضيق ، إنها فزعة ، كيف لم يتوقع ذلك !!!
ترى كيف مر عليها هذا الوقت !!
نظر له هيبة متسائلا : هى لسه بتفتكر الليلة إياها !!
أومأ ضاحى : خايفة يا واد ابوى حجها اللى شافته مش شوى
وزاد الضغط على دواسة الوقود لتزيد السرعة ليختصر الوقت ويصل إليها بأسرع ما يمكن .
اوقف السيارة ليغادرها فورا نحو المنزل بينما توجه هيبة نحو سيارة رفيع ليتبادل معه بعض الأفكار حول زيادة الحماية حتى يتم القبض على حجاج أو ايا كان الفاعل . عليهم جميعا زيادة الحيطة والحذر .
دخل بخطوات جاهد ليظهر ثباتها من لهفته ، توجه فورا حيث تجلس النساء ليجدها بين ذراعى سما .
انحنى يربت على رأسها : ريتاچ مالك ؟
انتفضت حين سمعت صوته لتنظر له وتجذبه نحوها من ملابسه ، تلفت نحو أمه بحرج لتدفن ريتاچ نفسها بين ذراعيه : خبينى يا ضاحى ،خبينى .
زاد فزعها لتتسع الأعين بصدمة وتحاول سما تخليص الصغار من كفيها وقد زادت ضغطا بشكل مؤلم للصغار .
اقترب راجى يسعادها ونجح في تخليص ابن أخيه لتخلص سما الفتاة التي ارتمت بين ذراعيها متسائلة : ماما مالها يا خالتو .
لتدفع سما بالصغير مهدى إلى ذراعى هناء وتقول : مالهاش يا حبيبتي روحى مع عمتو هناء
اسرع راجى يدفع الصغار جميعا مع هناء نحو الدرج تاركين خلفهم ريتاچ تزداد انهيارا .
فتحت عينيها الدامعتين لتجد كفيها مطبقين على جلباب ضاحى . ابتعدت عن صدره لتنظر لكفيها بفزع مخيف : راحوا فين ؟
امسك ضاحى وجهها لتنظر إليه وتصرخ : كانوا هنا فى ايدى . خدوهم يا ضاحى !!! خدو ولادى يا ضاحى
ضغط جانبى وجهها برفق : ريتا بصى لى . الولاد مع عمهم راچى . الولاد اهنه فى الدار محدش خادهم . وانت اهنه محدش يجدر ياخدك تانى ابدا .سامعانى محدش يجدر ياخدك تانى ابدا .
اومأت مبتسمة من بين دموعها : صح انت جيت محدش هيقدر ياخدنى
وفى اللحظة التالية سقط رأسها فوق كتفه لتفزع سما وزبيدة : چرى ايه ؟؟غمت ؟؟
نظر ضاحى لأمه وهو يغالب دموعه : جولوا ل هيبة يچيب حكيمة الوحدة .
وحملها مرتقيا الدرج نحو غرفتهما ليسود الألم قلوب الجميع ، كم ماتكبدوه هذا اليوم من ألم يزعزع اى كيان مهما بلغت قوته .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى