روايات

رواية الشرف الفصل المائة وواحد 101 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل المائة وواحد 101 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء المائة وواحد

رواية الشرف البارت المائة وواحد

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة المائة وواحد

السادس عشر
يجلس مهران امام والدته التى تلتزم الصمت منذ وصوله وتتابع التلفاز .زفر مهران وهو يقترب ليجلس بالقرب منها ، مد كفه ليطفئ التلفاز وينظر لها : وبعدهالك يا أما ؟
نظرت له مدعية عدم الفهم ليقول : لحد ميته ماريداش تشوفى إياد ؟
تساءلت فوراً بتلقائية : إياد مين ؟
مسح وجهه : إياد واد طايع
ابتسمت بطيبة : سماه إياد ؟؟
نظر لها بتعجب . ألم تهتم حتى بمعرفة إسم الصغير !!؟
بسمتها البريئة حرضت أفكاره للتضارب ليتساءل مرة أخرى : انت ماتعرفيش اسمه ؟
اشاحت وجهها عنه : واعرف منين ؟ هو انى شوفته ؟
مهران : وايه مانعك تشوفيه ؟
أمه لن تراوغ ، ليست المراوغة من شيمها ، تحتاج للقليل من الضغط لتخرج مكنون قلبها بلا تردد . منحها بعض الوقت لكنها نكست رأسها : ماكنتش رايدة اشوفه . ماحدش جادر يصدج إنه مش طبيعي ..
أشارت لصدرها : كلهم زعلوا منى لما جلت إكده . بس دى الحجيجة .
تمتم مهران مستغفرا وقال : طب انى هجولك حاچة .
نظرت له باهتمام ليقول : ربنا بيخلج كل نفر منينا بالشكل اللى يناسب حياته بالتمام . فى نفر ربنا يخلجه عجله نور كيه طايع اخوى إكده ونفر تانى عجله على كده ، بس بيكمل له الناجص من عجله ده فى جلبه ..فى رزجه .. فى حب الناس المهم إن كل نفر يكمل التانى . واد اخوى إكده .له طبيعة ربنا خلجه بيها . لكن إحنا البنى ادمين مافهمينش إن مفيش فرج بينه وبين غيره لأن فى الاصل محدش كيه التانى . كل نفر ليه طبيعة .انت يا اما حكمتى على الولد ده إنه مش طبيعى ليه ؟؟ وهو الإنسان الجاتل طبيعى ؟؟ هو الحرامى طبيعى ؟؟ هو اللى ماشى ينهش اعراض الخلج بلسانه طبيعى ؟ النفر اللى ربنا عطاه صحة وخلجة زينة واتكبر على خلج الله طبيعى ؟
ليه جابلة كل دول وإذا حد فيه خصلة منيهم چه يتعامل معاكى هتتعاملى معاه زين ورافضة واد ولدك .. لحمنا يا اما !!؟
تنهدت وصمتت كأنها تبحث عن رد مناسب لكنها لم تجد ، رفعت عينيها بخجل تنظر له وتتساءل بترقب : يعنى هو هيبجى زين ؟ ولا كيه العيال اللى بالله اللى بنشوفهم حوالينا ؟
نظر لها بحدة : كلنا بالله يا اما . هو فى حد بحاچة غير الله . استغفر الله العظيم .
صمت لحظة ليتابع: الولد زين يا اما ومفهوش حاجة محتاچ بس شوية رعاية وهيبجى زى الفل . وبعدين ما خالد ولدى مكانش فيه حاچة وطلع البلا على چتتى على ما كبر وربنا هداه .
صمت لحظة أخرى وقال بحزن : يعنى يا اما واد اخوى الزين ده ولا حرجة جلبى أنا ومرتى واحنا ماطيلينش ضفره ..انى رچليا حفت على الدكاترة ومفيش حاچة نافعة ولا فى سبب غير إن ربنا مارايدش . أنا جلبى بيتجطع عليها وهى متشعلجة فى الولد ..بچرها چر من شجة طايع كل ليلة . صوح عندينا خالد ربنا يبارك فيه بس انى خابر أنها مشتاجة تخاويه وانى مشتاج اكتر منيها .
صمت لحظة وقال بألم : الحمدلله على كل حال . جومى يا اما باركى واد ولدك وفرحى جلب طايع .
عادت تنكس رأسها تخفى حزنها لحاله وهى تقول : بوك حلف علي يمين تلاتة ما اشوفه ولا انضره .
عقد حاجبيه بغضب ، إنها معضلة أخرى عليه التخلص منها .
لم فعل أبيه هذا !!!
ربما يعاقبها لرفضها الصغير !!!
مسح وجهه بكفه وهو يخرج هاتفه ويتحدث إلى تاج فهو الأقدر على حل هذه المعضلة .
________
حين رأى اسم مهران بهاتفه فضل مغادرة الغرفة ليجيب فهو غير واثق من سبب الإتصال .
أجاب ليخبره مهران عن قسم والده ويتساءل عن الحل الأمثل فى هذه الحالة . يعلم كفارة اليمين لكنه لا يثق في رد فعل والده إن صحب أمه ولا يثق في قبوله بالكفارة إن تحدث هو إليه . ليحدد تاج للتدخل فهو الشخص الوحيد الذى يتقبل والده مشورته بلا تذمر .
لم يتأخر تاج عن المساعدة فقبول رفاعى بكفارة اليمين سيعنى أن تأتى زينب لرؤية حفيده الأمر الذى سيسعد ابنته وزوجها والأهم من ذلك أنه سيصفى النفوس وينحى اى فرصة لتنشئة هذا الصغير ببيئة غير صحية .
أخبره تاج أنه سيتحدث إلى والده فورا ثم يعود لمهاتفته ولم يكن مهران يحتاج أكثر من ذلك .
توجه تاج للغرفة ليقول بمرح : جرى ايه يا عم رفاعى انت هتقعد طول النهار شايل إياد كدة ؟
ابتسم رفاعى : إن چيت للحج الود ودى اخبيه فى ضلوعى .
نظر للصغير براحة : ربنا زرع محبته فى جلبى .
اسرعت روان تحمل إياد : هو فى حد يقدر مايحبش إياد .
ضحك تاج : طب تعالى بقا اهى روان اخدته أنا كنت عاوزك فى موضوع
نظر رفاعى لابنة أخيه بغضب ثم تحرك مرددا : الأمر لله هسيبك على عينى يا جلب چدك .
_______
جلس رفاعى بوجهه المبتسم أمام تاج متسائلا : خير يا خوى ؟
ربت تاج على كتفه : كل خير يا ابو مهران .
رفاعى : معلوم طبعا انت ماياچيش من وراك غير كل خير .
حسنا بداية الحوار جيدة ورفاعى مستعد لتقبل حديث تاج بنفس راضية وهذا وحده يشجع تاج للمتابعة .
ابتسم وقال : فى ايدك سعادة الكل بس محتاجة منك شوية تفهم .
نظر له رفاعى بعدم فهم ليقول : الست زينب عاوزة تيجى تشوف إياد وانت عارف انك حالف عليها وأنها مابتحبش تزعلك فأنا بستسمحك بكفارة اليمين علشان تقدر تيجى .
اكفهر وجه رفاعى وظهر ضيقه جليا . الأن تريد رؤية الصغير ؟
إن كان الأمر بيده لمنعها رؤيته للأبد .
لكنه يرى حزن طايع الذى يواريه عن الجميع . يعلم أن ولده يحتاج وجود أمه وتقبلها لصغيره . رغم أنها رفضته مسبقا لكن تقبلها له سيسعده حتما .
طال صمته ليقول تاج : سامح يا ابو مهران ..ماتزعلش منى الست زينب فهمها على قدها هى مش فاهمة يعنى ايه متلازمة داون ورافضة تقبل طفل زى ما هى متخيلاه مش زى ما هو فعلا . اديها الفرصة دى تشوفه وتفهم طبيعته وهتلاقيها هى اللى بتعتذر منك .الست زينب قلبها ابيض ده انت دايما تقول كده .
إنها بالفعل كما قال تماما . لكنه يريد أن يعاقبها بعد . زفر بضيق ..عليه أن يتنازل عن كبرياءه لسعادة الجميع ويمكنه أن يمد عقابها بينه وبينها حتى يرى منها مايتمنى .
أومأ موافقا : وانى مجدرش اردك ولا ارد كلمتك واصل .انى هصوم تلت ايام
ابتسم تاج : بس اصل الكفارة إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم . اذا ما تقدرش تصوم
فكر رفاعى لدقيقة قبل أن يقول : أطعم يا ابو ريان واصوم كمان لاچل اتأدب ماكانش ينفع احلف على حاچة زى دى .
ابتسم تاج : يبقى نصوم سوا من بكرة واهو نشارك بعض فى الثواب
رفاعى : نصوم يا ابو ريان
ضحك تاج ف رفاعى أصبح حريصا على حدود الله أكثر مما ظن أنه سيفعل يوما وكم يسعده أن خابت ظنونه وربح رفاعى نفسا تهفو لطاعة الله والتزام حدود الله .
_________
تزامن وصول زينب مع وصول ريتاچ ليخفف حضورها كثيرا من جو التوتر الذى انتظره الجميع بحضور زينب .
دخلت زينب تتبع مهران وهى تنظر أرضا ليصيح طايع بسعادة لم تخف على قلبها : أما !!!
رفعت عينيها تنظر له ، لكم اشتاقت لقسماته الراضية . اسرع نحوها لتفتح ذراعيها تستقبله بلهفة ، اقترب يضمها بسعادة هامسا : كنت متأكد انى مااهونش عليكى ولا ولدى يهون عليكى .
ربتت على كتفه : ربنا يبارك لك فيه يا ولدى .
ابتسم مهران بسعادة لسعادة أخيه وتقدم بلا حرج : روااان
اقبلت تحمل إياد تعنفه : وبعدين معاك يا مهران قلت لك صوتك عالى اوى هيفزع الولد .
نظر لها بغيظ : اديه لامه ياختى وچهزى لى الوكل .
نظرت له بإمتعاض لتتجاهل وجود زينب وتعود للداخل حاملة الصغير ، وضعته بين ذراعى ليال وهى تقول : هروح يا حبيبي اعمل لعمك ياكل احسن ياكلنا .
ضحك الجميع لتذمرها الواضح وفى اللحظة التالية ساد التوتر فور ظهور زينب التى تقف بالباب وتلقى السلام بتردد
اسرعت غالية نحوها : اهلا يا زينب كدة تغيبى علينا ؟ مش عارفة انك بتوحشينى ولا ايه ؟
طرقات عالية أرغمت مهران على سرعة التحرك قبل أن يتعرض للتعنيف مرة أخرى فتح الباب لتصرخ ريتاچ : واحشنى يا كبير .
اتسعت عينيه سعادة لرؤيتها وهو يسكنها بين ذراعيه بلهفة ، رفعها عن الأرض بمشاكسة اعتادتها منه لتهمس : ضلوعى يا مهران يخرب بيت اللى يزعلك يا شيخ .
ضحك مهران : اتوحشتك يا مچنونة .
وضعها أرضاً وهو ينظر خارجا دون أن يبعدها : انت چاية لحالك ولا إيه ؟
ربتت على صدره هامسة : لا طبعا أنا والمجنون بتاعى بس راح الحسين يودى العجل ..ريان هيقابله ويجو سوا .
تلفتت حولها وهى تدفعه عنها ؛ وسع وانت قطعت المية والنور ..خلينى اشوف قلب عمته .
رأت طايع يقترب منها لتقول بحدة مصطنعة : لا هو انت واخوك عليا ولا ايه ؟
نظر لها بتعجب لتستغل الفرصة وتهرول نحو غرفة النوم حيث دخلت كعاصفة هوجاء دون أن تتحدث ، رأت الصغير بين ذراعى ليال لتخطفه وتنهال عليه تقبيلا .
ضحكت غالية : بالراحة يابنتى هتاكلى الواد !!
ضمته لصدرها : معلش يا عمتى مشتاقة بقا ههههه
اسرعت تقبل عمتها لتقول بتفاجؤ : والست ماما كمان هنا ههههه
قبلت امها ايضا لتتجه نحو ليال : ماتخافيش اخوكى وصل سليم ماكلتوش فى السكة ههههه
اخيرا اتجهت نحو ليليان التى تنظر لسعادتها بسعادة : حمد الله على السلامة يا مرات اخويا يا غالية يا بنت عمتى الغالية ههههه
فتحت ضحكات ريتاچ قلوب الجميع ليتسلل إليها بعض الراحة بعد التوتر الذى صحب دخول زينب التى جذبتها غالية لتجلسا فوق الأريكة فى محاولة لدمجها مع الحضور .
دخل طايع ليمسك ريتاچ من مؤخرة ملابسها كاللصوص : تصدجى انى غلطان انى بعبرك وكنت هسلم عليكى . هاتى ولدى شيلاه ليه ؟
ضمت الصغير لصدرها وهى ترتفع أقصى استطاعتها لتصل لوجه أخيها الذى رفع رأسه من باب المشاغبة لتقول : إيه ده ضلفة باب ؟؟ حرام عليكم والله
نظرت لأمها بنظرة لأئمة : الحق عليكى يا ست ماما مش تجبينا في نفس المستوى ؟؟ عاجبك الشحططة دى ؟؟
قطب طايع جبينه : ضلفة باب !!!
نظرت خلفه : محدش غيرك هينصفنى .
نظر خلفه وهو يظن أن والده بالباب لتستغل لفتته تلك وتهرول بشكل اضحك الجميع نحو الفراش بجوار ليليان وهى لازالت متمسكة بالصغير لتقول برجاء : خبينى يا لى لى جوزك هياكلنى .
ضرب طايع كفيه ببعضهما وهو يتجه للخارج ليوقفه صوت شقيقته : طايع .
نظر لها بحدة لتقول : وحشتنى يا غالى .
ثم نظرت ل ليليان : هو الواد ده نايم ليه ؟ محدش قاله انى جاية ولا ايه ؟
ضحك طايع وقد اكتملت سعادته بوجود هذه المشاغبة المجنونة والتى ساهمت دون أن تشعر بتحرر القلوب من كل المشاعر السلبية .
ظلت زينب تراقب الصغير عن بعد دون أن تخفى عينيها لهفتها له وهو ينتقل من بين ذراعى هذا لبين ئراعى ذا .تتمنى أن تحمله وتقربه من صدرها عله يشعر أنها لا تكرهه . ولا ترفض طبيعته هى فقط لم تفهمها بعد .
لاحظت تجنب روان لها بشكل واضح . رحبت بها ثم ابتعدت عنها تماما وتظاهرت بالانشغال بأى شئ قد يمنع الحوار بينهما .
اخيرا حانت اللحظة التي تمنتها منذ دخلت للمنزل حين اقبلت ابنتها تحمل الصغير : ماتروح لستك يا اخى ولا هى مالهاش نصيب .
وضعته بلا تردد بين ذراعيها لتبتسم زينب رغم شعورها بالتوجس . تعلقت بها الأعين فى مراقبة واضحة لرد فعلها لذا حرصت أن تكون طبيعية وهى تقول : ربنا يبارك فيك لابوك .
ضمته ليرى الجميع أنها لا تتقبله حتى الأن ، أشارت روان ل ليال برأسها فهى لا تريد صداما مع زوجة عمها وام زوجها ، تفهمت ليال إشارتها لتقارب من زينب : معلش يا عمتى هاخده منك بس اطمن على الحفاضة احسن ماغيرش من بدرى .
ابتسمت زينب ولم تعترض على ابتعاده عنها ، بقدر ما تمنت أن تضمه بقدر ما ارتعش قلبها لضمته تلك ودون أن تفكر أسلمت نفسها لمجرى الأمور فهى لم تفهم سبب رعشة قلبها تلك .
كان وصول ضاحى وريان فرصة أخرى للتجاهل فقد بدأت النساء يقدمن الطعام وانشعل الرجال بالتخطيط لذبح العقيقة والهدية التى جاء بها ضاحى فقد أصر طايع أن تكون عقيقة ولده من ماله الخاص واعتبر ما زاد رزق للفقراء والمساكين جعله الله سببا له ليس إلا .
_______
مر اليوم بسلام ودون صدامات بين زينب واى منهم لكن حين عادت للمنزل وجدت جفاء زوجها لم يزل . لازال غاضبا منها .
تنهدت حين أولاها ظهره ليغفو أو ليبتعد عنها ، له الحق في الغضب منها .
هى نفسها غاضبة من نفسها ولا تدرى السبب .
______
كان يوم الذبح شاقا خاصة مع إصرارهم على توليه دون مساعدة ، رفضت ليليان التوجه إلى الحسين متعللة بمشقة التنقل رغم أنها تعلم أن زوجها لن يشعرها بأى مشقة وتقبل هو رفضها هذا بهدوء فهو يعلم أن عليها التوجه لمنزل والديه ولا يزال يشعر أن امه لا تتقبل الصغير بشكل كامل .
غاب الرجال ليومين طيلة النهار الأول للذبح والثانى لتوزيع العقيقة على المحتاجين واعطى غيابهم هذا فرصة ل ليليان لتعمل على عنايتها الشخصية التي تشعر أنها اهملتها من فترة ليست قصيرة ، ساعد وجود روان التى رفضت أيضا تركها حصولها على وقت كاف ف روان تعنى بالصغير وبالاطفال دون تذمر .
انتهى اليوم ليأتى موعد سفر ريتاچ وزوجها الذى ساهم وجوده بشكل كبير على إضفاء أجواء مرحة على الجميع .
تفقد والدته في عجالة فهو يريد أن يحتفظ بتقبلها صغيره دون أن يعكر قلبه بجدال اخر معها وانتظر الجميع أسفل المنزل .
هبطت ريتاچ اولا ليبتسم لها : ماتعرفيش وجودك فرق قد ايه معايا .ربنا مايحرمنى منك ابدا .
اقتربت تضمه بحب : ولا يحرمنى منكم يا طايع انت عارف لولا سايبة الولاد مع سما كنت قعدت معاكم شوية .
ربت على رأسها بمحبة : احنا نيجى لك على عنينا يا قلب اخوكى .
رفعت إصبعها بتحذير : خد بالك من مراتك وولادك وماتشغلش بالك بأى حاجة تانية . كل حاجة مع الوقت بتتغير المهم تتغير وانت حبايبك فى حضنك وتحت عينك .
قبل رأسها ليأتيه صوت ضاحى : ماخلااااص يا عم طايع . سايج فيها ونازل حب في مرتى جدامى .
جاوبه مهران بلكمة فى صدره : انت هتحرمنا من اختنا ولا ايه ؟
فرك ضاحى كتفه بتذمر : بالراحة يا عم .
دفع ريتاچ نحوه : خدها اهه دى مچنونة .
رفع مهران حاجبية بحدة وهو يجذب شقيقته نحو صدره : انت كد كلمتك دى . طب يمين …
كمم ضاحى فمه فورا : يمين على يمينك ماتبيت غير فى دارى .
ضحك طايع بينما دفع مهران كف ضاحى عن فمه محذرا : ضاحى خيتى أمانة عنديك يوم ما جلبك يضيج بيها احنا جلوبنا تساعها اوعاك تكسر خاطرها جدام حد مرة تانية .
تعلقت بجلبابه بسعادة . لكم شعرت بالفخر !! تعلم أن زوجها يمازحها .
مزاحه حتى لم يشعرها بالحرج ، لكنه أخيها الذى كان وسيظل دائما درع حمايتها . مرغت أنفها بصدره تتشبع من رائحته بينما قال ضاحى : بضحك معاك يا واد عمى .
عاد مهران يحذره : مش كل حاچة تضحك فيها يا واد عمى .
اقترب ضاحى يقبل رأس مهران : حجك على يا خوى
تسلل ذراعه يحيط زوجته ويجذبها نحوه هامسا بضجر : انت لزجتى ولا ايه ؟
_______
اسرعت الأيام واتم إياد شهرين من عمره . كان طفلا هادئا مريحا يسهل التعامل معه . قليل البكاء دائم التبسم .
ساعدت روان ليليان فى العناية به بشكل كامل ، بل كان الصغير بصحبة روان أكثر من صحبة أمه وأبيه الذى ينزعج من ذلك بعض الشئ لكن يتغاضى عنه لأجل ابنة عمه .
منزل مهران وهو يتسطح بالفراش بينما هى جالسة والصغير يغفو فوق قلبها مباشرة .
نظر لها بألم لكم يدعو الله أن يرزقهما الذرية مرة أخرى ، يرى ألمها حين يتساءل ابنه عن سبب عدم حصوله على اخوه . خاصة منذ أعلنت ليال عن حملها منذ أيام وأصبح سؤال ولده سؤالا يوميا يعلم أنه يجرح قلبها .
تنهد لتنظر له : مالك يا مهران ؟
ابتسم وهو يجلس : ولا حاچة يا جلب مهران .
أطال النظر لها : انت مرتاحة إكدة؟؟ نفسك مابيضيجش من نومة إياد إكدة؟
ابتسمت : نفسى يضيق !! ده انا باخد نفسى لما اشوفه كل يوم الصبح .
اخفض عينيه بألم يرفض إعلانه لتتابع : تعرف يا مهران ؟
نظر لها لتقول : أنا بقيت راضية بقسمة ربنا . مابقتش اخاف تتجوز عليا علشان تخلف تانى . قلبى رضى بنصيبى .
اقترب منها بلهفة : جصدك إيه يا روان ؟
رفعت عينيها لعينيه لتبتسم : قصدى انى بحمد ربنا عليك . انت استحملتنى كتير اوى . أنا كنت بغير من حبى ليك . لكن لما سبت كل حاجة علشان بس تقربنى من إياد قبل حتى ما يتولد عرفت انى كنت ظلماك . ظالمة حبك ومستقلية بيه . حبك اللى خلا قلبك شاف قلبى بيتمنى ايه ويحققه من غير ما اتكلم . حبك اللى رضى بجنانى وغيرتى واستحملنى . حبك كبير اوى يا مهران اكبر من انى اجرحه واشك فيه .
زاد قربا حتى تنفس أنفاسها هامسا : اخيرا يا روان صدجتى إن حبك اهم من حياتى كلها .
اخفضت عينيها خجلا : حقك عليا يا مهران .
ابتعد قليلا : لا انى ماينفعنيش الحديت ده .
نظرت له ليتابع : نزلى إياد لامه وتعالى راضينى بذمة . هتضحكى على ولا ايه؟
همست بخجل : انت مش هتروح المحل ؟
زفر مهران: محل ايه دلوك ؟
ابتسمت وهي تتحرك للخارج : هنيمه فى اوضة خالد هو هادى .
____
يراقبها منذ عدة أيام لا تبدو له بخير ، هو يحفظ عن ظهر قلب كل سكناتها .كل تعبير من قسماتها الغالية . لا يمكنه أن يخطئ الألم بملامحها مطلقا .
وضعت طبق الفاكهة أمامه بإبتسامة مرضية لترى أن وجهه يعبر عن ضيق صدره .
جلست بجواره متسائلة : مالك يا تاج ؟؟
نظر لها بحدة وقال بصراحة : زعلان منك يا غالية
تجهم وجهها حزنا وهى تشير لصدرها بفزع : زعلان مني يا تاج ؟؟ انا عملت ايه ؟؟
لم تتغير ملامحه وهو يقول بنفس الحدة : غالية ماتضحكيش عليا انت تعبانة !! قلت لك كام مرة نعمل فحوصات نطمن انت منشفة دماغك .
زفرت بضيق : يا تاج انا مابحبش الدكاترة ..مابحبش اتكشف على حد غريب .
زاد تجهم وجهه واحتدت نبرته : غالية بلاش تعسف وتعصب مالوش داعى .. إلا صحتك !!! ومفيش حاجة اسمها بحب ومابحبش إحنا مضطرين مش هقعد اتفرج عليكى وانت دبلانة كدة ؟؟
أسندت رأسها للأريكة : حاضر يا تاج هروح للدكتور بس انت ماتزعلش منى .
مسد كفه وجنتها بدفء : غالية انت دلوقتى كل دنيتى .ولادنا بقا ليهم حياتهم ..وانا طلعت معاش ..خلاص مابقاش فى حياتنا غير بعض .انا وانت سند بعض اليومين اللى فاضلين لينا فى الدنيا .
أسرعت تختبأ بصدره رافضة تلك الأفكار فلا قبل لها بمواجهة فكرة فقده .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى