رواية الشرف الفصل المائة 100 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء المائة
رواية الشرف البارت المائة
رواية الشرف الحلقة المائة
الخامس عشر
دخل معها لغرفة الولادة وكم كان الأمر شاق على كليهما ، مر الوقت بطيئا لكن مع مهارة الطبيبة ودعم طايع وضعت طفلها اخيرا .
نظرا للطبيبة وهى تصفعة عدة مرات حتى أصدر صوتا مهزوزا صارخا لمرة واحدة قبل أن ينتقل من يدى الطبيبة إلى ايدى الأطباء وأعينهما تقتفيان أثره في هلع .
صرخت ليليان : طايع هم واخدينه فين ؟ أنا عاوزة ابنى يا طايع هات لى ابنى …
ربت على رأسها يبثها طمأنينة هو يحتاجها بشدة : ماتخافيش هيطمنوا عليه بس .
عادت الطبيبة إليها : ماتخافيش هو كويس بس ضرورى نطمن عليه نص ساعة بالكتير وهيبقى معاكى .
أمسكت كفه المشتعل دون أن تنتبه أنه يحترق ذاتيا .
______
وصل ريان وليال منذ نصف ساعة وينتظر الجميع بصمت وقلق . فتح الباب ليخرج الفراش حاملا ليليان ويتبعها طايع بصمت زاد من توتر الأجواء .
تنظر للسقف وصمتها يزرع الخوف بقلوب الجميع .
اقترب منه ريان مسرعا : طايع حصل ايه؟
حاول أن يبتسم : الحمدلله الولد بس بيطمنوا عليه وليليان كويسة .
مهران : طيب ساكتة ليه إكدة ؟
إجابته زوجته : قلبها موجوع يا مهران مالحقتش تاخده فى حضنها .
أسرع تاج خطواته ليلحق بالفراش ويمسك كفها لتنظر له ، ابتسم لها مشجعا : حمد الله على سلامتك يا بنتى.
ابتسمت اخيرا بسمة شاحبة لم تطل من عينيها واحتفظت بصمتها ، اوقف العاملين الفراش وهما بنقل ليليان لفراشها ليصيح طايع : شيل يدك انت وياه .
افزعهما صوته بالفعل ليقترب من الفراش : يدك يا ريان .
اسرع ريان للجانب الآخر من الفراش وحملا ليليان للفراش ثم نظر للعاملين وأخرج من جيبه بعض النقود ليضعها بكف أحدهما ليغادرا بصمت .
اقتربت غالية من ابن أخيها : بالراحة عليهم يا طايع دول غلابة يابنى .
نظر لها : حاضر يا عمة بس ماينفعش يشيلوا مرتى وانى واجف انى وأخوها .
اقترب مهران من زوجته الصامتة ليهمس : مالك يا روان ؟
نظرت له بفزع : خايفة يا مهران
وقف أمامها يحجب رؤيتها عنهم ليسمح لها بتكفيف تلك الدمعة الخائنة التى هتكت قناع جمودها وعاد يهمس بحزم : ماينفعش إكدة المفروض تخففى عنيها .
اشاحت وجهها عنه وهى تزفر بضيق ليعلو صوت ليليان : طايع هو اتاخر ليه!؟
جالت عينيه بالوجوه يرجو المساعدة ليقول تاج : يابنتى مااتأخرش ولا حاجة انت هنا من عشر دقايق.
وتقول ليال : يا حبيبتي بيطمنوا عليه عادى مش فاكرة يوم ما ولدت تاج فضلوا يفحصوه ساعتين واكتر
اسرع ريان يجاريها : اه فعلا والحمد لله كان كويس ، يعنى التأخير مايقلقش خالص .
جلست غالية بطرف الفراش وهى تخرج من حقيبتها علبة بلاستيكية وتنزع غطاءها مبتسمة بحنان : إحنا اتفاجئنا مالحقتش اعمل اكل ، كان عندى تفاح قطعته وجبته .
مدت كفها بقطعة لفم ليليان لترفض وتشيح وجهها : مش عاوزة يا ماما .
اقترب ريان يقبل رأسها : لا مش عاوزة ايه كلى وانا هروح اجيب لك عصير .
اقترب طايع ليأخذ شريحة التفاح من بين أنامل عمته ويحاول بث روح من المرح : اكل أنا يا عمتى هى اكلت دراعى وهى بتولد
وضع القطعة بفمه ليضحك الجميع ويقترب مهران : وكلينى انى كمان يا عمة مادوجتش الزاد من عشية .
مدت له قطعة مسرعة لتقرر روان المشاركة : بتعملى ايه يا عمتى ! ده يادوب العلبة دى فتح شهية لجوزى .
سعل مهران بمبالغة واضحة ليضحك الجميع وتسرع هى تختطف قطعة من العلبة وتدسها فى فم ليليان قبل أن تعترض فيعود الجميع للضحك .
لحظات وطرق الباب لتدخل إحدى الممرضات متسائلة : والد الطفل موجود؟
صمت الجميع فورا ووقف طايع : ايوه .
ابتسمت له : اتفضل معايا .
لاحظ أخيه كفه الذى انقبض فورا رغم ملامحه الجامدة وهو يتقدم تابعا لها ليتبعه فوراً
_____
وصل طايع ومهران لغرفة الفحص ليجد صغيره يرقد فوق الفراش وحوله الأطباء ليقف صامتا بينما تساءل مهران : فى ايه ؟ الولد بخير ؟
ابتسم أحدهم : الحمدلله صحته كويسة جدا والحمدلله مفيش اى امراض مصاحبة .
زفر براحة بينما اغمض طايع عينيه للحظة قبل أن ينظر لهم مرة أخرى متسائلا بترقب : يعنى اخده معايا .
حمله طبيب الأطفال ليضعه بين ذراعيه بحرص : طبعا تاخده ومامته تحاول ترضعه علطول .
التف ناظرا لأخيه بسعادة : ولدى يامهران .
ربت مهران على كتفه بفخر : ربنا يبارك فيه ويكون ذرية صالحة .
ابتسم طايع بسعادة لتهمس الممرضة : حضرتك هتحاسب الدكاترة ولا الحسابات .
كأنه تذكر للتو ليدفعه مهران خارجا : روح لمرتك طمن جلبها وانى هتصرف .
_______
ظلت عينيها متعلقة بالباب الذى خرج منه ليشرق وجهها وهى تراه يقبل حاملا لفة صغيرة وتشير نحوه بلهفة : ماما ابنى جه .
نظر الجميع نحو الباب حيث تشير ليظهر طايع يحمل الصغير فتهرول نحوه روان : الله اكبر . بسم الله الرحمن الرحيم
لم يعترض وهى تحمله مبتسمة وتتحرك نحو ليليان : الله اكبر ، ربنا يبارك يا ليليان ده قمر .
وضعته بين ذراعيها المتلهفين لتنظر لأبيها : بابا ..ابنى .
اسرع تاج يقبل رأسها : بارك الله فيما وهب .
اسرعت ليال تتساءل : هتسموه ايه بقا ؟
نطقا بنفس اللحظة : إياد
أمسكت غالية كف الصغير تقبله بحنان : ربنا يبارك فيه يا ليليان .
وقف تاج : احنا هنروح للبنات يا لى لى وناخدهم عندنا الليلة .
وصل ريان الذى احضر العصائر وبعض الأطعمة الخفيفة لتخبره شقيقته أنها تشعر بالجوع الشديد ليلاحظ الجميع اختلاف حالتها بمجرد وجود الصغير . غادر تاج على أن يصحبا الأطفال الثلاثة للمبيت بمنزل تاج فقد أصرت روان أن تبيت الليلة بصحبة ليليان رغم مبيت طايع معها .
_________
زفر رفاعى بضيق بينما تجلس زينب أمامه عاقدة جابيها وهى تصر على رفض هذا الصغير الذي تراه غير طبيعى .
حاول رفاعى أثناءها عن هذه الأفكار طيلة فترة حمل ليليان لترفض بشكل كامل ، كلما زارهما طايع تهربت منه أو ادعت النوم . تقابل معها منذ جرحت قلبه برفضها لصغيره مرات لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة وكانت لقاءات غير ودودة بالمرة .
نهرها رفاعى : يا زينب ماينفعش إكده . اعملى حتى خاطر لولدك .
لتقول بحزم : رفاعى انى جولت مش رايحة وخلصنا .
اقترب بغضب ليمسك ذراعها ويضغطه بقوة : چرى لك يا زينب ؟ كبرتى وخرفتى ولا فاكرة انى كبرت وماجدرش اشكمك واكسر راسك كمان .
نظرت له بفزع : هتكسر راسى يا رفاعى ؟ هى دى اخرتها يا واد عمتى ؟
دفعها للخلف : لما تغلطى اكسر راسك ورجبتك . بجى لى شهور احايل فيكى وزهجت من عجلك الصغير .
عادت تتساءل : انى يا رفاعى عجلى صغير .
رفاعى بغضب : ياريته صغير انت معندكيش عجل واصل . نسيتى لما كنتى بتحلمى بعيل ؟ولا لاچل ربنا عطاكى وأكرمك تتچبرى على نعمته ؟ تجدرى انت تخلجى ضافر العيل اللى ماعچبكيش ده ؟
نكست رأسها بخزى ليقول : طب يمين تلاتة ما انت رايحة ولا طالة فى وشه .
امسك ذراعيها بقسوة مرة أخرى : خابرة ليه ؟ لانك ماتستاهليش تشوفيه جولتهالك زمان يا زينب . الولد رزج وبجولك تانى اهه . الولد رزج والرزج نعمة وانت ماتستهليش النعمة دى .
دفعها للخلف مرة أخرى بشكل أكثر قسوة ليندفع خارجا بسرعة دون أن يلتفت لبكاءها .
_________
وصل رفاعى للمشفى وحده ليكفهر وجه طايع لحظة دخوله بينما ابتسمت ليليان ابتسامة خفيفة ليسرع هو معاتبا : بجى إكده معرفش بردو إلا أما تولدى .
تحدثت بوهن : معلش يا خالى انت عارف الظروف بتحكم .
اقترب ليقبل رأسها ويجلس بالقرب منها : حمد الله بسلامتك .المهم عندى انكم بخير .
تلفت حوله ليعلم طايع أنه يبحث عن الصغير فيتوجه لفراشه ويحمله برفق ويتقدم منه : إياد يا بوى .
فتح رفاعى ذراعيه مبتسما ليضع طايع الصغير بينهما ، قطب رفاعى جبينه بتخوف : هو صغير جوى ليه إكدة؟
ليضحك طايع : أمه كانت بتاكل أكله .
نظرت له بغيظ : لا يا خالى هو اللى كان بياكل اكلنا أنا وابنى .
ضحك رفاعى وفطن أن الصغير بخير ليدقق النظر لملامحه البريئة قائلا بسعادة : الله اكبر .كيه البدر ليلة تمامه .زى بعضه الصغير بكرة يكبر إن طال العود اللحم يچود واحنا فاتحين حچرنا وراضين بنعمته
رفع طرف عباءته ليخفى الصغير بحماية فطرية سعدت لها ليليان كثيرا .
دخل من الباب مهران تتبعه روان محملان بالعديد من الحقائب التى تحوى الطعام . تهلل وجه روان وهى تقبل نحو عمها : شوفت إياد يا عمى ؟
رفع رفاعى طرف عباءته عن الصغير خوفا على مشاعر روان التى قالت : هاته عنك .
اشاح برأسه : لاه خليه شوى .
عادت تبتسم : خليه لما تشبع منه بس تأكل معانا .
كان طايع قد توجه نحو مهران يعاونه فى تحضير الطعام ليهمس طايع بحزن : مش قلت لك يا مهران مش هتيجى .
تألم مهران لأجل أخيه لكنه حاول أن يبرر غياب والدته : معلش يا طايع يمكن مجدراش محدش خابر . انى هبجى اروح اتحدت وياها .
هز طايع رأسه بلا حماس . كانت تراقبه وتعلم أنه يتألم لعدم تقبل والدته لصغيرهما .
حاولت أن تخرجه من تلك الحالة فقالت : طايع أنا مرقباك علفكرة .
نظر لها بتساؤل لتقول : بطل تاكل اكلى .
ابتسم وهو يفهم ما ترمى إليه وضحك رفاعى واسرعت روان نحو الطعام : لا إحنا فينا من كدة . أنا جيبالك اكل لوحدك اصلا .
________
غادرت المشفى فى الصباح التالى عائدة لمنزلها لتجد والديها وليال بصحبة الأطفال جميعا في انتظار رؤية إياد .
ما إن استقرت بالفراش حتى أحاط بها الأطفال جميعا ليتساءل تاج : عمتو هو هيكبر أمته ويلعب معانا .
فيجيبه خالد : يابنى ده لسه مولود لما يمشى هيلعب معانا
نظر تاج الصغير لوالدته : ماما أنا عاوز نونو يبقى اخويا . هاتى لى واحد زى عمتو .
تورد وجه ليال بينما أيدت غالية الفكرة فورا : فى دى بقا تاج معاه حق هو كبر ودخل المدرسة اهو .
ضحكت ليليان : يا ماما انت فى صف تاج الصغير علطول .
لتقول ليال : فى دى بقا لي لى معاها حق .
نظرت لهما غالية بغضب : بس يا بنت انت وهى ده كفاية اسمه ..حبيب قلبي.
أمسكت وجه الصغير تقبله ليشعر هو بالسعادة لأفضليته لدى جدته .طرق تاج الجد باب الغرفة قبل أن يدخل لتقول ليليان : تعالى يا سى بابا شوف ماما بتحب عليك .
جلس تاج خلف غالية مبتسما ليقول: مفيش فايدة كبرت واتجوزت وخلفت وبتغير منك .
أعقب جملته بقبلة خفيفة على وجنة غالية التى ابتسمت لتقول ليليان بغضب : بقى كده يا سى بابا طب مخصماك .
دخلت روان للغرفة تحمل صينية الطعام لتقول بتحذير : عمى ممنوع منعا باتا زعل لى لى .. أنا قلت اهو .اللى يزعلها يزعل إياد واللى يزعل إياد يزعلنى واللى يزعلنى يزعل مهران واللى يزعل مهران يزعل طايع واللى يزعل طايع …
خلااااص . اوقفتها غالية بمرح لتتابع : ابلعى ريقك يا روان هتزعلى العيلة كلها ولا ايه ؟
نهرت روان الاطفال ليبتعدو عن ليليان لتضع الطعام أمامها بحرص وتحمل إياد عن ذراعيها بسعادة لم تخف عن الجميع .
اقتربت غالية برأسها من تاج : طايع ومهران قاعدين برة ؟
همس تاج : طايع متأثر جدا بموقف الست زينب .
تنهدت غالية : ربنا يهديها ..أنا هقوم اطيب خاطره بكلمتين .
أومأ موافقا لتتحرك للخارج بينما نظر لحفيده وهو يجذبه نحوه : تعالى يا سى تاج .انت بقا اللى خليت حبيبتى تحبك وتسبنى ؟
ربت الصغير فوق لحية جده ببراءة : لا يا جدو نانا بتحبنى علشان اسمى على اسمك .
جذب تاج الفتاتين وخالد أيضا ليقتربوا جميعا : انتو بس مسموح لها تحبكم .ايه رأيكم بقا نسمع إياد القرآن بصوتنا .مين يقرأ سورة النبأ ؟
التف الأطفال حوله باهتمام وتساءلت نسمة : هو سامعنا يا جدو ؟
ابتسم تاج : طبعا سامعنا . تعالى بقا اقرأى الاول وبعدين خالد وبعده بسمة وتاج فى الاخر
استقرت فوق ساق جدها لتشير ل روان : عمتو روان تعالى جمبنا علشان إياد يسمع كويس .
______
غادر الجميع في المساء وقد تحسنت حالة ليليان كثيرا وجلست بلا مشقة فوق الأريكة ليتمكن مهران من صحبتهم بلا حرج . اقبلت روان تحمل الصغير كالعادة لتضعه بفراشه بعد أن غفى الأطفال لتتأكد أن أحدهم لن يضايقه .
وقف مهران : يلا يا روان ننزل شجتنا .
نظرت له برجاء : خلينى ابات مع ليليان النهاردة بعدين إياد يعيط ماتقدرش عليه .
رفع حاجبيه بدهشة : بوه يشيله
ضحك طايع لغيرة اخيه الشديدة : ماتخافيش يا روان أنا معاها
زفرت بضيق وهى تنظر ل ليليان تخاطبها بلهجة تحذيرية : طيب انا هنزلك بدرى اوعى تقومى من السرير .
ابتسمت ليليان : حاضر
خطت خطوة وتوقفت لتتابع : لو احتجتى حاجة بالليل نادى عليا .
اتسعت ابتسامة ليليان : حاضر
خطت خطوة وتوقفت لتتابع مرة أخرى بتحذير أشد : اوعى يا ليليان إياد يعيط وتسيبيه نادى عليا هنزلك فى ثانية .
ضحكت ليليان ليضرب مهران كفيه ببعضهما بغيظ : ماتاخديه معاكى احسن !
تخصرت وهى تنظر له بغيظ دون أن تجيب ثم اتجهت للخارج برأس مرفوع بمبالغة واضحة ليضحك الجميع ويلحق بها بغضب مصطنع .
تحركت ليليان ببطء نحو الفراش ليقول طايع : روان بتحب إياد اوى .
جلست ببطء وهى تقول بغرور مصطنع : معذورة طبعا أنا ابنى يتحب .
ضحك وهو يستلقى بجوارها : طبعا لازم يتحب اللى عاوز يحب الواد يحبه لكن أم الواد انى بس اللى احبها .
ابتسمت وهو يعتدل ليساعدها فى الاستلقاء جاذبا لها نحو صدره . مدت أناملها تتلمس ملامحه التى رغم مرحه الظاهر عجزت عن اخفاء حزنه عنها . نظر لها مبتسما لتبتسم له : معلش يا طايع أصلها لسه ماتعرفوش .
قطب جبينه مدعيا عدم الفهم لتقول : طنط زينب انا عارفة إنها طيبة وبتحبك وبتحب ولادنا .. أنا مش زعلانة منها بكرة تفهم .
اغمض عينيه يوارى ألمه عنها لتربت على كتفه قبل أن تستلقى فوقه وتغمض عينيها شعرت بمعاناته للتحكم في ثورة أنفاسه لتغير مجرى الحديث وتتساءل : طايع هو إياد مابيعيطش ليه ؟
ضحك مرغما لتفاهة سؤالها وسذاجته : معرفش يا جلب طايع .تحبى اجوم اضربه ؟
شهقت بفزع : اوعى …
رفرفت ضحكاته وكأنها تصدق أنه سيفعلها بالفعل لتقول : طايع اقرأ سورة البقرة زى ما كنت بتقرأ للبنات .
ابتسم طايع وبدأ يرتل آيات سورة البقرة حتى شعر بانتظام أنفاسها . نهض بحرص دون أن يتوقف عن التلاوة واقترب من فراش الصغير بحذر . ابتسم ملامحه البريئة وحمله ليتوجه نحو الأريكة .
________
فى الصباح التالى وصل رفاعى لمنزل طايع محملا بالهدايا للأطفال جميعا وقد حرص على أن يكون موعد الزيارة ملائما لوجود ولديه بالمنزل لكن أحبطت خطته فور أن فتحت روان الباب لتقول : انت جيت يا عمى ده مهران راح لكم ؟
يعلم سبب زيارة مهران لمنزله لكنه لن يتنازل عن قسمه ، على زوجته أن تعترف انها مخطئة .
جلس رفاعى متربعا فوق الفراش لتتنازل روان عن حمل الصغير له لبعض الوقت . جلس تاج وغالية فوق الأريكة ليتساءل رفاعى : هتدبحوا اهنه ولا فى الحسين ؟
تحدثت غالية فورا : اظن فى الحسين احسن هنا هيبقى صعب .
أيدها تاج : فعلا يبقوا يفرقوا هنا لو عاوزين بس خلى الدبح فى الحسين .
طايع : لسه يا بوى مااشترتش كباش ..يوم ولا تنين إكده .
نظر له رفاعى بغضب : كباش !!! إياد هيندبح له عچل زيه زى خالد وخواته كمان .
لم يفكر طايع فى التفرقة بين أطفاله لكنه فقط يريد أن يقتصد خوفا من حاجة الصغير لمصروفات إضافية . شعر بالخجل من والده ليقول : وماله يا بوى ماجصديش ..نشترى عچل .
دخل ريان من باب الغرفة : خلى عنك يا طايع .
نظر له الجميع ليبتسم : ضاحى كلمنى من شوية وجاى هو وريتاچ وجايب عجل هدية ل إياد .
ضحك رفاعى : رزجك واسع يا عم إياد چوز عمتك چايب لك عچل من الصعيد لإهنه .
ابتسم تاج وهو ينظر لأبنائه وقد حصل كل منهما من السعادة ما تمنى ليبتسم براحة تامة . نظر ل رفاعى الذى يتوسد الصغير حجره ويغطيه بعباءته ليرى كم تغير الأيام من عقول البشر ، التف يرى سعادتها بعينيها . تلك العينين اللتين دفعتاه يوما للمحاربة لأجلها ، لينزع عنهما الحزن والدموع ..وقد فعل .
______
طرق الباب وبعد دقائق دخل خالد يعدو : عمو فى ناس أصحاب عمتو عاوزين يشوفوها .
نهض طايع فورا مخاطبا ليليان : اكيد زميلاتك فى الشركة .
تخلى رفاعى عن الصغير واتجه الرجال للخارج وبعد دقائق دخلت زميلات ليليان الثلاث .
ابتسمت لهن بترحاب : اهلا وسهلا اتفضلوا .
وضعن ما يحملنه جانبا واقتربن من الفراش لترحب بهن وتعرفهن إلى والدتها : ماما ..زمايلى فى المكتب مدام سهير ومدام نادية ودى ندى .
رحبت غالية بهن : شرفتونا اهلا وسهلا .
جلسن يحطن بها لتقول ليليان : ماما هاتى إياد من فضلك .
توجهت غالية لفراش الصغير وحملته لتضعه بين ذراعى والدته . رفعت ليليان وجهها لترى الدهشة على ملامح ندى والشفقة على ملامح سهير فقط نادية ابتسمت بهدوء .لحظات من الصمت وقالت سهير : احمم هو كده علشان انت والبشمهندس قرايب ؟
قاطعتها نادية : لا علفكرة الوراثة نسبة قليلة جدا .
مدت ندى كفها تتلمس كف الصغير لتقول : يا حرااام .
اتسعت عينا غالية بدهشة بينما قالت ليليان : ابنى مافهوش حاجة علشان تتصعبى عليه يا ندى .
شعرت ندى بالحرج : مش قصدى والله
لتقول سهير فورا : مافهوش ازاى ده مصاب متلازمة داون!!
تساءلت غالية : وفيها ايه يا مدام ؟
قالت سهير بعنجهية واضحة : طفل زيه فى البيت عبء وحمل تقيل .
وصلت روان تحمل صينية الضيافة لتسمع الجملة الأخيرة فتقول بغضب : يعنى ايه زيه ؟؟ حضرتك مش عاجبك المخلوق ولا الخالق ؟؟
نظر الجميع لغضب روان الواضح لتقول سهير : استغفر الله العظيم مش قصدى انا عاوزة افهم ليليان مش اكتر .
وقبل أن يجيب احد قالت روان : كتر خيرك محدش محتاج منك فهم وليليان مش صغيرة وتقدر تقدم لابنها كل اللى يحتاجه .
وضعت الصينية بغلظة لتتجه نحو ليليان وتحمل الصغير دون أن تعترض الأخيرة ، نظرت ل سهير بتحدى : عن اذنكم علشان النفس بس .
اتجهت للخارج لتنهض غالية أيضا معلنة اعتراضها على تلك السيدة وتقول : خدينى معاكى يا روان .
اتجهتا للخارج لتقول سهير بحرج : ماتزعليش يا ليليان انا مش قصدى حاجة .
نظرت لها ليليان بغضب واضح وقالت : اعرفى يا مدام سهير إن إياد نعمة من ربنا انا عارفة قيمتها كويس اوى .
لتقول سهير مرة أخرى : بس هيتعبك اوى خليكى عارفة
رفعت نادية كفها بحدة : خلاص يا سهير إحنا جايين نبارك ونفرحها مش نديها درس في التربية .
زفرت سهير بضيق واضح بينما حاولت ندى كسر حاجز التوتر قائلة : المهم قومتى بالسلامة وهترجعى تنورى المكتب .
ابتسمت ليليان بتكلف لولا وجودهن ببيتها للقنت سهير درساً لتلك الطريقة التي رمقت بها صغيرها ، شكرت روان داخليا لحملها الصغير بعيدا.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)