روايات

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهام أحمد

موقع كتابك في سطور

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهام أحمد

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الجزء التاسع عشر

رواية زئير القلوب (عروس مصر) البارت التاسع عشر

زئير القلوب (عروس مصر)

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الحلقة التاسعة عشر

ليس دائما ما يكون الشريك في الحزن والفرح هو شريك في العمر او النصف الآخر لك، ربما يكون اخ او اخت او صديق وفيّ او صديقة كذلك، يضع لنا القدر دائما من يعيننا على تخطي مصاعب الحياة، لكن المهم أن نحافظ على تلك الكنوز التي تمنحها ايانا الحياة؛ لانها تمنح مرة واحدة في العمر.
منح فارس تلك الاخت التى لم يعلم بها حتى الآن، والتي جعلها القدر عونا له في حزنة، بل وستكون عونا له في كل شيء لاحقا.
وضعت سماعة الاذن لتجري مكالمتها عبر البلوتوث:
-الو اشرف بيه انا سارة.
-ايه يا سارة انتي فين الناس بتسأل عليكي.
-معلش انا بعتذر منك تعبت فجأة واضطريت امشي من الحفلة.
-الفدسلامة عليكي طب انتي كويسه محتاجة حاجة؟
-ميرسي يا اشرف بيه ربنا يخليك، اشوفك بكرة إن شاء الله ونحتفل مع بعض كلنا ونعوض حفل انهاردة.
-ولا يهمك المهم تكوني بخير، ماتعرفيش فين فارس؟
-اه فارس معايا بيوصلني؛ لأني مقدرتش اسوق العربية، بصراحة يا اشرف بيه فارس هو سبب كبير من اسباب توقيع الصفقة دي، زوقه واخلاقة وطبعا حضرتك قبل اي حاجة.
-ده شرف لينا يا سارة المهم تكوني مبسوطة وسطينا.
-اكيد شكرا ليكم.
-تمام يا سارة اشوفك بكرة إن شاء الله.
-تمام اشوفك، باي.
تحدثت سارة مازحة عند وصولهم إلى المنزل وقبل دخولهم:
-اي خدمة يا سيدي، حطيت لك بوينت كتير اهو من غير مقابل.
ضحك فارس بالرغم من حزنه وقال:
-عارفة انا لتمنيت يكون عندي اخت زيك، ازاي بتقدير تخرجين من مودي بسرعة وتخفيف عني مش عارف.
– ايه دا هو انا مش اختك والا ايه داحنا حتى عايشين مع بعض في بيت واحد.
ضحك فارس وهو يفتح باب المنزل ويقول:
-اه طبعا اكتر اخت استغلالية في الكون.
كانت ليلى والدته تنتظرهم عند دخولهم، تجلس على الطاولة وامامها جواز سفر سارة وهويتها وجوارها حقائبها، نظر فارس وسارة إلى بعضهم البعض باستغراب، ثم نظروا إليها بصمت ينتظرون ماذا ستقول.
ازاحت ليلى بتلك الاوراق في وجه سارة بانفعال، تفاجأت سارة من ذلك، وقف امامها فارس وقال:
-ماما في إيه؟!
تحدثت وهي تنظر إلى سارة قائلة بنبرة تهديد:
-لو انتي فاكرة انك هاتقدري تاخدي ابني مني انتي وابوكي تبقي غلطانة، خدي حاجتك وامشي من غير شوشرة، وقولي لابوكي ليلى مش هاتسمحلك تبعد ابنها عنها تاني، قوليله إن اي حد هايفكر يمس ابني او يبعده عني هقتله فاهمة هقتلة.
امسك فارس بها يهدئها، فقالت سارة:
-تقصدي ايه حضرتك انا مش فاهمة حاجة، مال بابا ومال ابنك ممكن تفهميني.
-بجد لا بريئة يا بت طالعة لابوكي.
-من فضلك ممكن ماتغلطيش في بابا وتجاوبي على سؤالي.
-امشي اطلعي برا امشي برا.
اخذت سارة اغراضها واستعدت للخروج وهي لاتفهم ماذا يحدث، حاول فارس تهدئتها فقال:
-استني يا سارة من فضلك، ماما انا لو معرفتش في ايه دلوقتي انا كمان همشي معاها.
نظرت اليه بصدمة كبيرة وقالت:
-تسيب امك يا فارس، عايز تسيبني علشانهم، هو ده اللي انا كنت خايفة منه، قدروا يضحكوا عليك هي وابوها.
-ماما من فضلك اهدي واقعدي وفهميني في ايه، تعالي يا سارة اقعدي لو سمحتي.
صرخت والدته بوجهه قائلة:
-انا قلت تمشي يا فارس يعني تمشي.
قالت سارة بجدية:
-فارس خلاص من فضلك خليني امشي بعد اذنك.
-انا قلت مش هاتمشي يا سارة، اهدوا بقا وفهموني في ايه؟! ماما ابوس ايدك انا تعبان بجد ومش ناقص قوليلي في ايه؟!
جلس الجميع وقالت ليلى:
-عايز تعرف في ايه يا فارس، اقرا اسمها وانت تعرف في ايه.
قالت سارة باستغراب:
-ماله اسمي مش فاهمة؟!
-سارة من فضلك اديني باسبورك؟
-اتفضل.
أخذ فارس جواز سفرها وفتح صفحة البيانات الخاصة بها ونظر إلى الاسم فوجد مكتوب “سارة فوزي الضاهر”
تعجب فارس من تلك الصدفة، هل هي حقا صدفة ام انه عمل مدبر كما قالت والدته، نظر إليها وقال بصرةوت واضح:
-انتي اسمك سارة فوزي الضاهر، ابوكي هو فوزي الضاهر مش كدة؟
-ايوا صحيح!
-ليه ماقولتليش ده اول ماشفتك؟
-اقولك ايه مش فاهمة؟! دخل اسمي واسم بابا ايه بالشغل؟!
-سارة انتي نزلتي هنا مصر ليه؟
-ليه يعني ايه؟! انا مش فاهمة انتو مالكم في ايه؟!
-جاوبيني لو سمحتي نزلتي مصر ليه وبكل صراحة.
اخرجت سارة من حقيبتها من بين تلك الاوراق المبعثرة، ورقة تسجيل في قسم الموسيقى الخاص بدراستها، واخرجت ايضا عبر جهازها اللوحي تلك المحادثات بينها وبين مدير شركته بتاريخ شهر سابق، وموعد قدومها إلى مصر بهذا الخصوص وقالت:
-اتفضل ده اول سبب هو الدراسة وده طلب التقديم بتاعي بتاريخ اسبوعين فاتوا، بص هنا كمان دي المحادثات اللي بيني وبين المدير بتاع شركتك اشرف بيه وفيه كمان معاد وصولي وتوقيع العقود، المعاد محدد من قبل شهر فات، ده سبب نزولي مصر.
تحقق فارس من صحة كل ما قالته، واعاد إليها اوراقها وقال:
-ماما سارة مش بتكدب سارة ماتعرفش حاجة خالص.
-انت مصدق يا فارس الكلام ده، دي زي ابوها بوشين.
تحدثت سارة إليها بضيق وانفعال:
-من فضلك يا طنط كفاية، حضرتك عمال تغلطي في بابا من الصبح وانا ساكته، ومش فاهمة انتو بتعمل كده ليه ولا تعرفوا بابا منين اصلا، عموما شكرا يا فارس شكرا يا طنط وكفاية اوي تهزيق لحد كدة، انا ماشية.
امسك فارس بزراعها وقال لها بحب بعدما علم انها شقيقته:
-خليكي يا سارة انا محتاج تكوني جنبي.
أفلتت يدها وازاحت بيده وقالت:
-انا موجودة في الفندق يا فارس وقت ماتحتاجلي هاتلاقيني، شكرا على كل اللي انت عملته معايا، سلام.
جلس فارس مع والدته ليلى وقال لها بحزن:
-ليه يا ماما عملتي كده معاها ليه؟! سارة فعلا ماتعرفش حاجة فعلا، ماتعرفش انها كانت قاعدة مع اخوها كل ده.
-انت مصدقها يا فارس برضوا؟!
-اه يا ماما مصدقها؛ مصدقها لاني ماشفتش منها حاجة غير الصدق، طول الفترة اللي عرفتها فيها دي ملاحظتش عليها اي حاجة غير كده، سارة لو تعرف حاجة كان بان عليها.
-انا خفت عليك يا فارس خفت يكون ابوك باعتها علشان تاخدك معاها تاخدك مني تاني زي ما عمل زمان.
بأعين دامعة يملأ وجهه الحزن وخيبة الامل:
-حضرتك استكترتي عليا يا أمي اني مكنش لوحدي، استكترتي عليا يكون عندي اخت، حتى استكترتي عليا اعرف اي حاجة عن بابا، كل ماسئلك عنه تقوليلي معرفش عنه حاجة، معرفش هو فين، انا عايش حتى معرفش إذا كان ابويا عايش والا ميت، وحضرتك تعرفي، تعرفي اني عندي اخوات ومفكرتيش تقوليلي وانتي عارفة اد ايه الموضوع ده مأثر فيا.
رفع يديه يضرب جانبيه متعجبا لحاله ولما فعله به حب والدته:
-مش عارف اقولك ايه يا امي مش عارف اقولك ايه، ربنا يسامحك.
خرج فارس من المنزل حزيناً غاضباً، تنادي عليه ليلى وهي تبكي نادمة، منفطرة القلب من تلك الكلمات التي اخترقت قلبها فمزقته إلى اشلاء:
-فارس استنى يا فارس، فارس رايح فين؟ فاااارس.
ركض فارس باكيا لا يعلم إلى أين يذهب إلى أن اخذته إقدامه إلى منزل ثريا، ظل واقفا اسفل تلك النافذة التي دائماً ما كانت تطل عليه من خلالها بين احضان الليل وصوت اغصان الشر، وهدوء الاجواء بين نسمات الهواء النقي.
انتظر طلتها وبالفعل خرجت ثريا بالصدفة تستنشق الهواء النقي، فوجدته أمامها، ظنت انه قادم لأجلها، ظلت ترمقه بنظرات الحزن والالم إلى أن سالت دموعها كالدماء التي تتدفق من الوريد فور إصابته بجرح ما.
طأطأ رأسه الى اسفل وادار ظهره إليها، رأته في تلك الحالة علمت أن هناك خطب ما، ذهبت مسرعة إلى الدرج لتذهب إليه، لكن قد فات الاوان في تلك الاثناء اوقف فارس سيارة اجرة وذهب، عندما نزلت ثريا إلى الشارع لم تجده بحثت عنه يمينا ويسارا ولم تجد شيئا، ظنت انها كانت تتوهم رؤيته وصعدت الى اعلى.
اخرج فارس هاتفه واتصل بشارة عدة مرات ولم تجبه، ظل يتصل بها حتى اجابت وقالت:
-فارس من فضلك انا مش عايزه اتكلم في حاجة.
بتر حديثها قائلاً بحزن:
-ممكن اشوفك شوية، بجد محتاجلك اوي يا سارة.
عندما سمعت بكائه ارتجف قلبها خوفاً بتلقائية، وقالت:
-فارس انت بتبكي؟! انت كويس مالك في ايه؟
-انت فين؟ ابعتيلي لوكيشن انا هاجيلك.
-اوك هبعتلك حالا.
وصلته رسالة الموقع في فندق هيلتون رمسيس، اخبر سائق التاكسي بوجهته ووصل إلى الفندق صعد إلى غرفتها، فتحت الباب وعندما رآها ارتمى بحضنها وهو يبكي، استغربت سارة وحاولت تهدئته، ابعدته عنها بزوق هي لاتعلم أنه شقيقها، من هذا الرجل الغريب الذي يرتمي باحضاني دون مقدمات، بالرغم من حزن فارس جعلته تلك اللحظة يبتسم لما فعلته، تأكد من أخلاق اخته وحسن تربيتها وانها بالفعل لاتعلم من هو.
ساندته وقالت:
-اتفضل يا فارس اهدى من فضلك هجبلك حاجة تشربها.
-لالا انا مش عايز اشرب حاجة، انا عايز اتكلم معاكي شوية.
جلست سارة ثم قالت:
-بعدين يا فارس مش وقت كلام أنت شكلك تعبان جدا.
اخرج فارس من جيبه هويته واعطاها إلى سارة وقال:
-خدي يا سارة دي هاتفهمك كل حاجة.
أمسكت بها وتطلعت إليها فقرأت الاسم وهي تقول:
-فارس فوزي الضاهر.
ثم توقفت لحظات تستوعب وتردد الاسم إلى أن نظر إليها وهو يبكي ويبتسم في آن واحد:
-ايوا يا سارة انتي اختي بجد.
هزت رأسها يميناً ويساراً لا تستوعب الخبر، هي لم تكن تعلم أن لديها اخوات من والدها في الاصل، لم يخبرها والدها عن زواجه الاول او فارس مطلقاً.
قالت باستغراب:
-لأ مش معقول، ازاي انا معنديش غير اخ واحد هو آدم، ازاي انت اخويا بابا عمره ماقالي اني عندي اخ او انه كان متجوز قبل ماما، طب ليه يخبئ عليا حاجة زي دي ليه.
-لو انتي مش مصدقة انا عندي استعداد اجبلك اي إثبات حتى لو وصلت اني اعمل معاكي تحليل ال دي إن إيه، انتي اختي يا سارة، بصي دي كمان دي صورتي انا وبابا وماما لما كنت صغير.
-فارس انا مش مصدقة، انت لو اخويا بجد هاتبقي دي اجمل حاجة حصلتلي في حياتي، ولحد ما تأكد من ده هاتفضل بالنسبالي اخ برضوا واحسن اخ قابلته في حياتي.
-اتفضلي بابوكي يا سارة واسأليه وانتي تعرفي.
-فعلا عندك حق.
امسكت بهاتفها واتصلت بوالدها وقالت:
-الو بابا مش هاتصدق انا قاعدة مع مين، مع فارس.
-اه فارس الولد بتاع الشغل اللي حكيتيلي عنه مش كده؟
-لأ يا بابا فارس اخويا، اخويا اللي حضرتك خبيته عني طول السنين دي كلها.
-اخوكي؟! انتي وصلتيله ازاي؟! ازاي عرفتي بالموضوع ده؟ ساره ردي عليا انتي فين انا جايلك.
-مفيش داعي يا بابا تيجي انا موجودة مع اخويا دلوقتي ماتقلقش عليا.
-سارة اسمعيني يا بنتي، انا كنت مضطر اخبي عليكم.
-خلاص يا بابا هسمعك بعدين وهاسيبك تشرحلي بعدين المهم دلوقتي اني أتأكدت من اللي سمعته، باي.
بعدما انهت سارة المكالمة ارتمت بين احضان شقيقها الذي لم تراه في حياتها، ظلت تبكي وهي تضمه بشدة، ظل فارس معها في الفندق لمدة قاربت الاسبوع إلى أن تحدثت إليها والدته من قسم الاستقبال وقالت لها:
-سارة انا تحت عايزة اشوفك لو سمحتي، بلاش تقولي لفارس.
-طيب اوك انا جاية حالا.
قال فارس وهو يحتسي قهوته الصباحية:
-ايه في حاجة والا ايه؟
-لأ عندي حاجة كده هستلمها من الاستقبال كنت طالباها اون لاين وجاية حالا.
-اوك ماتتأخريش علشان نفطر سوا.
-اوك.
نزلت سارة إلى قسم الاستقبال وجلست مع ليلى، اعتذرت منها ليلى وقالت لها أن هناك اشياء لم يعرفها فارس جعلها تتصرف هكذا معها، اخبرتها ايضا أنها تريد عودتهم إلى المنزل، وتريد التحدث إليهم عما حدث.
وافقت سارة وتقبلت كلامها بهدوء وتقدير، ثم اخذتها معها إلى الغرفة، فتحت الباب وقالت:
-اتفضلي، فارس عندي ليك مفاجأة، اتفضلي يا طنط.
قام فارس من على كرسيه منتفضاً:
-ماما؟
تحدثت سارة قائلة وهي تضمها إليها:
-ايوا يا سيدي انا اتكلمت مع طنط واتفاهمنا خلاص، وهي عايزة تقعد تتكلم معاك.
ركض إليها فارس يضمها إليه وهي تضمه بشدة باكية وتقول:
-فارس يا حبيبي وحشتني، كده تسيب امك لوحدها كل ده؟
-حقك عليا يا ماما انا اسف، تعالي اقعدي كده واهدي، انا اسف.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زئير القلوب (عروس مصر))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى