روايات

رواية يناديها عائش الفصل الثالث 3 بقلم نرمينا راضي

رواية يناديها عائش الفصل الثالث 3 بقلم نرمينا راضي

رواية يناديها عائش الجزء الثالث

رواية يناديها عائش البارت الثالث

يناديها عائش
يناديها عائش

رواية يناديها عائش الحلقة الثالثة

لن يرتوي قلبك إلا بنفحه عطره..”نفحة الإيمان”. حينها ستدمع عينك وتكتحل بفرحة رؤية الرحمن.. ما الجنة إلا عروس.. ومهرها ترك المعاصي وقهر النفوس ” نرمينا ✍️
——-♡——–

تظاهر سيف كما لو أنه سيد نفسه وسيد الموقف حتى لا تشمت روان في ضعفه منذ أن أتته تلك المكالمه..في حين أن قلبه كان قد تغير ميزان دقاته، وصار لا يبصر غير أن هناك كارثه..حتماً ستترصده..
لاحظت روان تشتت سيف وظهور الحيره على وجهه…فهتفت متسائله
— في حاجه ياسيف!؟..من ساعة المكالمه اللي جاتلك دي وانت مش على بعضك..مالك!
أجاب سيف مرتبكاً
— هااه!! لا لا مفيش…انا لازم اروح دلوقت
رمقته روان بسخريه ثم قالت
— ليه..بدر اخوك هيعلقلك المشنقه لو روحت بالليل!
شعر سيف بسخريتها منه وتحولت تعبيرات وجهه للغضب من ذكرها لشقيقه مراراً…كأنها تراه صغيراً وضعيفاً أمام أخيه..
جذبها من ذراعيها بشده ليهتف بغضب
— روااان…اسلكي هااا…لمي الدوور شويه ومتجبيش سيرة بدر تااني
شدّت روان ذراعهها منه وهي تنظر له نظرات هازئه جعلت سيف يشتعل غيظاً وهو كعادته متعصب دائماً،حاد الطباع…لذا من السهل إغضابه
عقدت روان يديها على صدرها لتردف بسخريه

— مالك بتتلبش كده لما اجيب سيرة اخوك قدامك..يااحراام…شكله مضيع هيبتك خالص وعاملك زي فردة الشبشب
رمقها سيف بنظره ناريه وهو يكزّ على أسنانه بغيظ وغضب حتى بدا بروز فكيه من شدة الغضب ثم هتف بحِده
— انتي نسسيتي نفسسسك ولااييه يااشماال انتي…ده اناا شااقطك يااابت..عاارفه يعني اييه شااقطك…ده انتي ابووكي قروونه وااصل لساابع سماا….ياازباااله ياللي مااشيك كله شمااال زييك
تأملته روان للحظات بدهشه…فبرغم صحة ماقاله عنها إلا أنها المتها كلماته بشده بل أدمعت عيناها وأخذت تنظر له بدموع وغضب دون أن تتفوه بأي كلمه…
أشاح سيف بصره عنها ثم زفر بضيق وهو يمسح وجهه بنفاذ صبر وتعصب
تنهد بقوه مردفاً
— أنا مقصدش..بس انتي عصبتيني
روان بدموع ونبرة صوت مهزوزه
— حقك…حقك ياسيف..انت مقولتش حاجه غلط..بس انت كلامك وجعني اووي…نفس الكلام اللي مرات ابويا بتقولهولي كل يوم…لدرجة إن كرهت نفسي ويأست منها
أغمض سيف عينيه بغضب من تهوره..فقد شعر بالذنب يأكله تجاهه وبتأنيب الضمير..أردف بهدوء
— أنا اسف بجد..انتي عارفه إن بتعصب بسرعه ياروان…وانتي كل شويه تجيبي سيرة اخويا قدامي…أنا بغير من بدر ياروان..واخد حب الكل ولافت انتباهم…وأنا الدكتور اللي احسن منه محدش بيعملي حساب…أنا حقي ضايع ياروان
مسحت روان دمعه كادت أن تخونها وتهرب من مقلتيها..همست قائله
— أنا ماشيه ياسيف…سلام
اعترض سيف طريقها هاتفاً بهدوء
— طيب مش هشوفك تاني !
رمقته مبتسمه بسخريه ثم أجابت
— أكيد هتشوفني…الشمال ملهمش غير بعض
تأفف سيف بضجر منها ثم هتف وهو يستقل سيارته المستأجره
— أنا غااير في داهيييه…سلااام
———————

تابعته روان بنظرات ساخره يشوبها الحزن..أردفت في نفسها
— لو كانت ماما عايشه معانا مكنش حصلي ده كله…لكن دلوقت هي في مكان بعيد عني وانا عايشه مع بابا ومراته البومه دي..
تابعت بتأفف وهي تتجه لبيتها
— اووف…بس انا مغلطش برضو…مجتمعنا هو اللي معقد وبيكبت الست..فيها ايه لو بقا ليا صحاب شباب…هما مش بني ادمين زينا برضو..! ولا هو في الدول الاجنبيه المتحضره عادي وبلدنا الرجعيه دي يقولو عليها شمال وبتاعت شباب!! دي حاجه تقرف…مجتمع زباله
وصلت روان لبيتها بعد أن استقلت تاكسي ليصلها
دلفت للداخل وهي تبرم شفتيها بملل…استوقفتها زوجة ابيها قائله ببرود
— اهلاً بالسنيوره…كنتي فين كل ده!
روان ببرود مماثل لها
— زوغت من الدرس وخرجت مع واحد صاحبي..ليكي شوق في حاجه!
مصمصت إحسان زوجة ابيها شفتيها بشماته قائله
— بنات اخر زمن صحيح…والله مهتلاقي راجل نضيف يعبرك وهتعنسي…مفيش واحده مشيها بطال بتتجوز واحد محترم
صاحت رون بغضب

— وانتي مااالك انتتتي..خلييكي في حااالك…شووفي نفسك بتعملي ايييه بعد ماابويااا يرووح الششغل
توترت إحسان للحظات..دقائق وآتى والد روان على صوت صراخههم
أردف متسائلاً
— هو في ايه..صوتكو عاالي لآخر الدنيا ليه!!
تصنعت إحسان البكاء لتهرول إليه وهي تشتكي
— شففت يااحاافظ…شفت بنتك وقلة ادبها عليا…بتشتمني وتقولي كلام ميصحش…كل ده عشان بقولها معتيش تتأخري برا تاني عشان محدش يعمل فيكي حاجه وانتي بنتي وبخاف عليكي
نظر حافظ لروان بغضب شديد…بينما هي كانت تنظر لزوجة ابيها بدهشه مما تدعيه بمهاره
اندفع حافظ نحو روان ليناولها صفعه قويه اخترقت خداها وبرزت أصابعه على وجهها
هتف حافظ بغضب
— اياااكي تغلطي فيهاا تااني ولااتعلي صوتك عليهاا تااني…هوديكي عند امك لاتلاقي تاكلي ولاتشربي…سامعه يابنت ال*** ياللي طالعه *** زي امك
تأملته روان للحظات بدموع وقهر..ثم تركتهم وركضت لغرفتها..لتلقي بحسدها على التخت تنتحب بقوه حتى مرت نصف ساعه وهي تبكي مما تورمت عيناها بشده..
بعد لحظات..قامت روان بتعب إثر البكاء…ثم اتجهت للمرحاض لتغسل وجهها..حين كانت بالمرحاض..وصل لآذانها صوت أذان العشاء
تأملت الماء المنهمر للحظات…راودها بعض الظنون أنها لو توضأت وهيأت نفسها للصلاه التي لم تركعها منذ فتره..لأرتاح قلبها قليلاً..

ولكن لضعف ايمانها…كان صوت الشيطان ونفسها الموسوسه هما سيد الموقف في تلك اللحظه..
خرجت روان من المرحاض دون أن تتوضأ..ثم جلست على الفراش بملل..لتضع سماعات الأذن ومن ثَم انكبت على الموسيقى بأنواعها الصاخبه
فكان صوت الآذان يدوي بكل مكان..وهي تستمع للأغاني الصاخبه وتحرك رأسها يميناً ويساراً وهي تدندن بمرح…ثم وقفت لترقص وتتمايل بجسدها وتحرك خصرها بمهاره
لحظات وسمعت صوت طرقات عنيفه على الباب…
نزعت السماعه آخيراً بعد دقائق عده من الطرق
فتحت الباب لتجد زوجه ابيها تهتف بتعصب
— انتي هتفضلي حطالي السمااعات في وداانك كده وسيبااني انا اقوم بشغل البيت كله!!
روان بغيظ وانفعال
–ما ده اخرك..تقعدي في البيت تكنسي وتمسحي وتطبخي وخلاص
رمقتها إحسان بغيظ ثم تركتها وذهبت متمتمه
— بت ملكيش اي ستين لاازمه…واحده زيك بتسمع اغاني والاذان شغال..يبقا اخرتها سوده زي وشها
تغاضت روان عن كل ماتفوت به زوجة ابيها وشردت في أخر جمله قالتها..
اردفت روان خيفةً في نفسها

— انا سمعت الجمله دي علطول..إن حرام اسمع اغاني والاذان شغال…حتى ماما كانت بتقولي
تركت روان السماعات من يدها ثم القت بجسدها بتعب على الفراش..
ثواني وهتفت بمرح
— اووبااا مسجلتش تيك توك من زمان…إما اقوم اظبط شعري واحط ميك اب عشان اعمل فديو جامد كده يجيب تفاعل
بالفعل قامت روان لتهندم نفسها وتهيأها جيداً من أجل الظهور للترفيه على ذاك البرنامج…وأثناء دخولها على الموقع..ظهر أمامها مقطع للقارئ “إسلام صبحي” يتلو الآيه..
: وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ [ المائدة: 58
تركت روان الهاتف من يدها على الفور..فقد شعرت بالقشعريره تنتاب جسدها بالكامل وأحست برجفة الخوف تسري بعروقها فور سماعها لكلام الله تعالى خاصةً تلك الآيه…
هل ستتغير روان بعد تلك الإشاره التي أرسلها الله إليها لتتعظ..!!؟ أم ستفضل الدنيا ومتاعهها على الآخره !!؟
———————————

الاعتراف بالخطأ أول خطوة على طريق التوبة ❤
………….

وضعت عائشه يديها حول خصرها..ثم اقتربت لتقف أمام بدر في مواجهته..فبدت ضئيله جداً مقارنة بجسده الذي يشبه المصارعين من كثرة العمل الشاق..
أدار بدر وجهه عنها حتى لايفتتن بها…وهو يدرك جيداً منذ أن كانت طفله يحملها بين ذراعيه..وهي تمتلك جاذبيه خاصه تجعله يفقد السيطره على نفسه ويتأثر بها سريعاً…
طفلته كبرت الآن وباتت كل شيء بها يجعله يفقد كل ماتربى عليه من تعاليم الإسلام..
ظل بدر يستغفر ربه سراً…إلا أن هتفت عائشه بسخريه
— ساكت ليه ياعمو بدر…مقولتليش عاوز تشوف شعري ليه!!…اييه..زهقت من تمثيلك…زهقت من دور الشيخ اللي عامله ليل نهار…عاوز تجرب الإنحراف !
تنفس بدر بعمق ثم أجاب بهدوء مبتسماً
— فاكره ياعائش لما كنتي تيجي تقعدي قدامي واضفرلك شعرك
تأملته عائشه للحظات تستذكر فيها طفولتها البريئه معه…أردفت ببرود
— أولاً…اسمي عائشه…ثانياً انت زي عمي وبعتبرك عمي لفرق السن اللي بيني وبينك….لكن توصل بيك الحقاره إنك تستغل صلة القرابه اللي بينا وعاوزني اكشفلك شعري…يبقى انت بتحلم
ابتسم بدر بعفويه ليخرج لها من جيبه قطعتين من حلوى المصاصه ثم قدمها لها قائلاً
— النوع المفضل عندك

هتفت عائشه بدهشه
— هو انت لسه فاكرني في الحضانه…أبييه بدر أنا كبرت خلااص..انسى اياام زماان
ابتسم لها بدر بخفوت ثم كشف احدى المصاصات وابقى الآخر مغلفه…ثم وضعهم على السياره أمامها ليقول
— هنستنى دقيقتين كده نشوف ايه اللي هيحصل
عقدت عائشه حاحبيها بدهشه وتعجب من أفعال بدر الغريبه…أردفت بسخريه
— هو احنا في حصة علوم هناا..هتعملي تجااارب !!
ابتسم بدر دون أن يجيب…فهو يعلم جيداً ماذا سيحدث لحلوى المصاصه
دقائق..وبدأت الحلوى المكشوفه ينتشر حولها الذباب أما المغلفه فقط ذبابه أو اثنين..
نظرت عائشه للحلوى بتعجب ثم نظرت لـ بدر وكأنها تقول له: مالذي يحدث!؟
ابتسم بدر مردفاً بهدوء وتأني
— بصي ياعائش…زي ماشفتي المصاصه المكشوفه الدبان اتلم حواليها كتير والمغلفه يدوب واحده او اتنين..السؤال بقا انتي لما تيجي تشتري…هتشتري أنهي واحده فيهم.!
عائشه بتلقائيه
— المقفوله طبعاً

اتسعت ابتسامه بدر الجميله ثم قال
— اشمعنا المقفوله…طيب ماانتي تقدري تشتري المكشوفه بس بسعر رخيص شويه وتوفري الفلوس
هتفت عائشه بنفي
— لاء طبعاً…اللي ملموم عليها الدبان دي هتبقى ملوثه ومش حلوه حتى لو ببلاش مش هشتريها..لكن المتغلفه هتبقى نضيفه على الاقل الدبان اتلم حواليها بس مقدرش يلمس اللي جواها
أومأ بدر قائلاً
— احسنتِ يا عائش…بالظبط كده…ده اللي عاوز افهمهولك
عائشه بعدم استيعاب
— تفهمني ايه بالظبط !
أجاب بدر بتوضيح
–البنت المحجبه بتبقى غاليه ومتصانه حتى لو حاول حد يتحرش بيها بتبقى برضو غاليه في نفسها ومحافظه على اللي جواها لشريك حياتها في الحلال…أما اللي شعرها معروض للجميع..دي بتبقى اسف في اللفظ..متاحه للكل..بتبقى سلعه رخيصه..كل الرجاله بتبصلها بشهوه..بيبقوا عاوزين يفترسوها زي الزئاب…الحجاب بيحجب ياعائش عيون الذئاب عنك…شعرك ملكك مش من حق حد غريب يشوفه مهما حصل
تأففت عائشه بضجر لتجيب

— حلو…الكلام ده للي سايبين شعرهم أما أنا لابسه حجاب
ابتسم بدر نصف ابتسامه حزينه ثم قام بتغطية حلوى المصاصه المكشوفه لنصفها فقط..وانتظر ثواني..فاانتشر الذباب حول المصاصه كما كان سابقاً..
أردف بدر بهدوء مشيراً للحلوى
— مفيش فرق ياعائش بين المصاصه المتغطيه نصها والمكشوفه خالص…في الحالتين الدبان اتلم حواليها وبقت ملوثه
تنهّد بدر بعمق ثم تابع
— الخلاصه ياعائش…إنك تبيني نص شعرك وتداري التاني..كأنك كشفتيه كله…يعني هيبقا النص اللي فوق مش شعرك واللي مغطياه بالحجاب شعرك مثلاً !!…لاء طبعاً…إذاً ياعائش الحجاب الصح هو اللي يسترك كويس..مفيش شعرايه واحده تبان منك…يعني انتي دلوقتي زيك زي اللي مش لابسه حجاب خالص
رمقته عائشه بغيظ ثم هتفت بضيق
— ابييه بدر…خليك في حاالك..مش على آخر الزمن واحد جاهل زيك خارج من تالته ثانوي ومكملش تعليمه هيجي يتفلسف عليا

اغمض بدر عينيه بحزن وظل يزفر بضيق…ليس مما قالته عائشه له…بل من رأسها العنيد هذا…ولكن على كُلٍ…سيبقى معها للنهايه…حتى يجعلها في منزلة الفردوس
أما عائشه..بداخلها شعرت بالخجل الشديد من نفسها وما هي عليه من تبرج…نعم تدرك جيداً مدى صحة قول بدر…تدرك أنها على خطأ..وأن ماترتديه لا يمثل الحجاب في الإسلام ولا يمد له بأي صله
ولكنها فضلت التكابر أمامه حتى لا يشمت بها إذا بكت…هذا هو ظنها أنه سيشمت بها..
ابتسم بلطف مردفاً
— بصي ياعائش…هسألك سؤال وعاوز اجابته دلوقت
أومأت عائشه فتابع بدر متسائلاً
— ايه اللي انتي شيفاه حلو في اللبس الضيق..واللي بتحطيه في وشك ونص رجلك اللي بتيبنيها من البنطلون ونص شعرك اللي طالع…ايه الحلو في كده.!
فكرت عائشه للحظات ثم أخفضت رأسها بخجل لتجيب بهمس
— معرفش

أجاب بدر بهدوء
— عشان ترضي الناس! عشان ده يقولك انتي حلوه وانتي زي القمر ومعرفش ايه!!
رمقته عائشه ببرود ثم ادرات وجهه بخجل…تابع بدر قائلاً
— الناس بتمحي ماضيك الحلو بمجرد موقف وحش بس يحصل منك…لكن ربنا سبحانه وتعالى يمحو كل ماضيكي السيء بمجرد توبه منك…مين الأحق إنك ترضيه.!
عائشه بتلقائيه
ربنا
أومأ بدر قائلاً
— ماشي..ياعائش..اتمنى تكوني فهمتي الدرس وفهمتي أنا اقصد ايه…دلوقت عاوز أسألك عن حاجه كمان
عائشه بملل
— قووول…اوووف
ضحك بدر بصوت عالٍ على ملامحهها الصغيره المنزعجه.. فأبرزت أسنانه البيضاء إثر المسواك واتضحت وسامته أكثر.. مما غاصت عائشه في سحر ضحكته للحظات..ثم تحاشت النظر وهي تردف في نفسها
— اووف منك لله يامريم..من ساعة ماقعدتي تمدحي فيه وهو احلو في عيني…بس في الاول والاخر ميكانيكي…يعني ميجيش جنب شهادتي حاجه
هتف بدر بصوته الجهوري ليقطع شرود عائشه قائلاً
— الواد اللي اسمه أمير ده ابعدي عنه ملكيش دعوه بيه تاني
رمقته عائشه بدهشه من معرفته لإسمه..ثم هتفت باإمتعاض وغضب
— وانت مااالك…وبعددين انت تيجي ايييه جنب اميير..هاااه..ده متعلم ومعاه شهاده تضربك بالجزمه…مش زيك أخره يصلح عربياات !

كور بدر قبضة يديه بغضب من لسانها السليط..ثم هتف بعد أن هدأ قليلاً
— الواد ده مش كويس ياعائشه..اسمعي الكلاام
مش بالمظااهر ياعائشه..المظااهر خدااعه
عائشه بغضب وهي تلوح بيديها
— متقاارنش نفسك بـ أميير لو سمحت…شووف هو فيين وانت فيين…وبعدين أناا وامير بنحب بعض وهيخطبني
أغمض بدر عينيه بغضب وألم شديد..يود لو يهشم رأسها الأحمق ذاك وعقلها الطائش هذا…هي له وحده…كيف يحق لها أن تذكر اسم رجل غيره على لسانها..!! من أعطاها الحق كي تتجرأ وتعترف بحُبها لهذا المعتوه أمير !
تنفس بدر بعمق ثم ضرب بقبضة يده القويه على السياره مما جعل عائشه تنتفض بذعر..هتف بغضب
— امشي ياااعاائشه..رووحي
ظلت عائشه تتأمله بخوف ودهشه،فهي لم تراه بحياتها غاضباً هكذا…بدر معروف عنه أنه حليم صبور..لايجعل اي شيئ يغضبه ويأثر عليه…إذا! يبدو أن هناك شيئاً كبير جعله غاضب لهذا الحد!
لم تتحرك عائشه من مكانها وظلت تتأمله بخوف…أما بدر ظل يذكر الله مراراً حتى هدأ قليلاً ثم التفت لها ليردف بهدوء
— روحي ياعائش..ادخلي البيت يلاا…أنا هفضل واقف هنا لحد متدخلي واطمن عليكي
أومأت عائشه بهدوء وتعجب منه..ثم ذهبت من أمامه…أما بدر تابعها بنظراته إلا أن اختفت وإطمأن عليها…ثم اتجه هو لبيته بالقرب منها وذهنه شارد تماماً فيما قالته حمقائه الصغيره..
أيعقل أنها تريد الزواج من غيره !!
دخل بدر لبيته..أما عائشه انتظرت بجانب الدرج لحين ذهاب بدر…ثم خرجت بتريث وحذر شديد وهي تطلع للمكان برمته خوفاً من أن يراها أحد
فأين ذهبت عائشه !!
————————————

أثناء صعود بدر للدرج..اصطدم بـ زياد ابنه عمه وهو يهرول سريعاً للخارج وعلامات الحزن والندم الشديد باديه على معالمه..
تأمله بدر بتعجب شديد مردفاً
— في ايه يازياد…ماالك وشك مخطوف كده ليه!
زيااد بتوتر
— هااه…لاا..لاا مفيش..انا..اناا بس كنت بطمن على هاجر…اصل..اصل اغمى عليها
بدر بخوف
— اييه..ولييه محدش اتصل عليااا
ازاحه بدر من طريقه ثم تخطى الأربع درجات في درجه واحده..ساعده طوله على ذلك…هرول لغرفة أخته وهو يذكر الله وعلامات الذعر ارتسمت على محياه..طرق على الباب أولاً استناداً بأداب الإستئذان…
فتحت له والدته وهي تبتسم بحنان…انحنى بدر ليُقبل قدم والدته ثم يديها وجبهتها ليهتف بلهفه
— هو ايه اللي حصل ياماما.!! هي تعبت تااني!!
ربتت مفيده على ظهره بحنان لتردف
— متقلقش يابدر…هي بقت كويسه..اغمى عليها شويه كده وانا فوقتها…بس لازم نروح بيها المستفى بكره
اندفع بدر ليعانق شقيقته الشبه نائمه بقوه…بادلته هاجر العناق بوهن هامسه
— براحه يا أبييه..انا مش قويه زيك

ضحك بدر ليجيب بمرح
— انتي اقوى مني ميت مره…انتي بتحاربي مرض خبيث محدش يقدر يقاومه…صبرك ده هتؤجري عليه…متيأسيش ياقلب اخوكي واصبري كمان وخلي عندك ثقه بالله وقريب تخفي ان شاءالله ونجوزك الواد زياد الروش ده ونخلص منكم بقا
أطرقت مفيده رأسها بحزن لتهمس
— كل شيء قسمه ونصيب
نظر كلاً من بدر وهاجر لوالدتهم بدهشه وتعجب
هتف بدر متسائلاً
— هو ايه اللي كل شيء قسمه ونصيب !!
اجابت مفيده بحزن شديد
— زياد ساب هاجر
اتسعت عين هاجر بدهشه ثم نطق لسانها لا إرادياً
— لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
سكتت للحظات تستوعب مااردفت به والدتها..تابعت متسائله بعدم تصديق
— يعني زياد مشى…زيااد خلاص
هبّ بدر واقفاً بغضب ليمسح على وجهه بغضب شديد…ظل يستعذ بالله من الشيطان الرجيم حتى هدأ قليلاً..هتف بدهشه
— ازاااي…ازااي يسيبها وهو كان مستعد يعمل اي حاجه عشان يفضل جنبها.!!
التمعت عين هاجر بالدموع..همست بتعب
— الحمدلله على كل شيء..الخير فيما اختاره الله..بس هو ارتااح كده…زياد طيب وجدع..ميستاهلش يعيش مع واحده مريضه وايامها معدوده زي

انفجرت هاجر بالبكاء رغماً عنها..فشهقت بقوه
— أنااا…انااا عاارفه إن مليش غير ربناا…بس…بس أعمل ايه ياابدرر…قوليلي ياماماا انسااه ازااي…انسااه ازااي ياابدرر…هو فيه واحد حب بينسى حبيبه !! هو اللي بيحب بينسى عادي! ولا هيفضل قلبي يحرقني من بعده كده علطول
اتجهت والدتها لتاخذها في احضانها ثم ظلت تربت على ظهرها وتمسد على شعرها بحنان حتى تجعلها تهدأ قليلاً
همست هاجر من بين شهقات بكائها
— انا محبتش غيره ياماماا…للدرجاادي هوونت عليه..يعني زيااد مش عااوزني…طيب اعمل ايه ياماما…هو المرض باايد حد…اللهم لا اعتراض..انا راضيه بقضاء ربنا وقدره والله…بس صعب..انا حبيته أوي…لو ماموتش من السرطان هموت من القهر والوجع لو شوفته مع واحده غيري يامااما..ااااه…ياااارب…ياااارب
احتضنتها والدتها بقوه وظلت تقرأ لها بعض الآيات المريحه للقلب..

أما بدر كان يجلس على الاريكه بالقرب منهم…ويدفن وجهه بين كفيه مردفاً في نفسه
— اللهم أني أعوذ بك من جهد البلاء و درك الشقاء و شماتة الأعداء .. و أسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا .. حسبي الله و نعم الوكيل.. لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
وبالخارج…كان زياد يقف بالقرب من الغرفه وقد استمع لما دار بينهم..
همس زياد لنفسه في تأثّـر وحزن ثم انخرط في بكاء مرير فانحدرت الدُّموع على وجهه
— غصب عني…والله العظيم غصب عني يااجمل حاجه حصلتلي…ااه لو تعرفي السبب ساعتها هتكرهيني اوي ياهاجر…بس انا مش عاوزك تكرهيني ياحبيبتي…انا عندي الموت اهون من كرهك ليا يانور عيني…انا اسف ياحبيبتي…اسف ياهاجر..معرفتش اسعدك زي ماوعدك…أنا هسافر ياهاجر برا مصر خااالص واريحك مني ياحبيبتي..لكن وعد مني قدام ربنا مفيش واحده غيرك هتاخد مكانك في قلبي..ياقلبي

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يناديها عائش)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى