رواية شد عصب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية شد عصب الجزء التاسع والعشرون
رواية شد عصب البارت التاسع والعشرون
رواية شد عصب الحلقة التاسعة والعشرون
﷽
#التاسع_والعشرون«أين ذهبت سلوان»
#شدعصب
ـــــــــــــــــ
بمنزل القدوسي
بالمندره جلس محمود ومؤنس يتهامسان بالحديث،لا يدريان بـ صفيه التى كانت تقف جوار باب المندرة تسترق السمع تنهدت بتذمُر بسبب عدم سماعها لحديثهم،كبت غضبها،حين إقتربت منها مِسك وتسألت بهمس:
ماما واجفه إكده ليه؟
وضعت صفيه يدها على فاه مِسك وجذبتها بعيد قليلًا عن الغرفه،رفعت يدها عن فاهها،تسألت مِسك بإستعلام:
فى أيه يا ماما.
نظرت صفيه لها بإستهزاء قائله:
مفيش،قلبي حاسس إن محمود والراجل الخرفان ده فى بيناتهم سر،بس على رأي المثل “مفيش سر بيستخبي بيطلع شئ من تحت الأرض يفتشه”
قلبي،حاسس أن همسهم ده عن المخسوفه سلوان اللى من كانت دخلتها للدار جايبه الشؤم امعاها،رِچلى بسببها زى ما تكون مش عاوزه تطيب ومع الوجت بتوجعني أكتر،والأدهى كمان بسببها دخل چِدك تاني دار الأشرف بعد أكتر من تلاتين سنه كآنه كان محَرم على نفسه دخولها،..رغم انه كان أعز أصدقاء أبوي الله يرحمه، بس النسب وطفشان مِسك اللى كانت عاشجه غريب وفضلته على وِلد الأشرف،بالك انا عيندي يقين إن جاويد إتجوز من مجصوفة الرجبه سلوان كيد ورد سلف على عملته مِسك القدوسي زمان،بس الرد جه فيكِ وفضل الغريبه عليكِ عشان يبجي “رد السلف”،بس متوكده أن جاويد قريبًا هيعاود ندمان إنه جرح جلبك .
تنهدت مِسك بأُمنيه قائله:
ياريت يا ماما يحصل ده بسرعه لآنى مع الوقت بحس باليأس فى إن جاويد يرجع ويفوق من سِحر الغبيه سلوان ويشوفها على حقيقتها ويعرف إنها مكنتش مناسبه له.
قبل أن تُأمن صفيه على حديثها إقترب من مكان وقوفهن أمجد سألًا:
واقفين إكده ليه.
ردت صفيه:
ولا حاجه انا كنت بجول لـ مِسك تروح تنادم على أبوك وچدك وتجول لهم الوكل جِهز عالسفره.
إستغرب أمجد قائلًا:
حضرتك بينك وبين المندرة كم خطوة.
رمقته صفية بـ إدعاء قائله:
رِجلي بتنقح عليا لما بمشي عليها كتير.
إستغرب أمجد وقال ببساطه:
المفروض تروحي لدكتور يشوف سبب دى بجالها أكتر من شهر،وكنتِ بتجول إنها هطيب بالمرهم، بس واضح إكده ان المرهم مش چايب نتيجه.
تنرفزت صفية قائله:
لاه المرهم بيسكن الآلم وبكره يچيب نتيچه، هو مفعوله بطئ شويه، وبلاه حديت فارغ، روح إنت جول لأبوك وجدك ان الوكل جِهز، وهسبق انا ومِسك عالسفره، بس ياريت تجول لهم بلاه لكع، أنا جعانه وعلى لحم بطني من الفطور.
تسأل أمجد:
وليه متغدتيش يا ماما.
ردت صفيه بنزك:
مكنش حد فى الدار ونفسى إنسدت ان أكل لوحدي وبلاه حديت كتير يلا يا مِسك خليني أتسند عليكِ لحد السفره.
بعد دقائق
على طاولة السفره،نظر محمود لـ أمجد سألًا:
جولي يا أمجد إتحدد ميعاد سفرك للبعثه ولا لسه.
تنهد أمجد قائلًا:
إتحدد خلاص يا بابا خلال شهر ونص شهرين بالكتير.
إستغرب محمود سألًا:
غريبه مش من كام يوم كنت بتجول السفر خلال شهر….أيه سبب التأجيل.
رد أمجد ببساطه:
التأجيل بسبب زيادة مده البعثه،بدل ما كانت هتبجي ست شهور بجت سنه كامله.
نظرت له صفيه بخضه قائله:
سنه كامله هتحمل غيابك فيها،لاه بلاها البعثه دي،يعنى هتزودك فى أيه،مش كنت بتجول هتعمل مشتل فى أرض الجميزه.
نظر محمود لها بنزك قائلًا بتهكم:
سفر سنه مش كتير،وأكيد هيكتسب خبرات فيها تفيده،سواء فى شغله أستاذ فى الجامعه،وكمان هناك فى ماليزيا عندهم أساليب حديثه هيستفاد منها فى بعد إكده لما يجهز الأرض ويعملها مشتل.
نظرت صفيه لـ محمود بغضب وقالت بلا وعي:
طبعًا،إنت قلبك حجر اوجات بحس أن مش فارق معاك مستقبل ولادك الإتنين.
توقف محمود عن تناول الطعام ونظر لـ صفيه بغضب قائلًا:
وإنتِ اللى فارق معاكِ مستقبلهم مش إكده،طبعًا
البِت اللى لحد دلوق بتوهميها أن جاويد هيرچع ليها صدمان ندمان وده مش هيحصل طبعًا،ولا الواد اللر عاوزه تتحكمِ فى حياته ومستقبله وعاوزاه يبقى تابع ليكِ ينفذ اللى تجولى له عليه،زي إنه يُخطب بِت أخوكِ وفى الآخر هى اللى تسيبه قبل كتب الكتاب بيومين،سيبِ ولادك يختاروا حياتهم بلاش داء السيطره اللى معشش براسك هتحطمي مستقبلهم.
إدعت صفيه البُكاء بتمثيل قائله:
هحطم ولادى عشان عاوزه خايفه على ولدي من الغُربه.
نظر لها محمود بتهكم ولم يُبالي بتلك الدموع الكاذبه وقال بحسم:
الغُربه فيها مصلحته،ووسائل الإتصال بجت كتيره وقربت المسافات، والسنه هتفوت بسرعه .
أومأ مؤنس موافقًا محمود، كذالك أمجد الذى قال:
فعلًا البعثه دي هستفاد منها جدًا،سواء علميًا كخبره فى الزراعه وأساليبها الحديثه وكمان ماديًا.
تهكمت صفيه قائله:
ماديًا،ليه إنت مش محتاج أنا الحمد لله ميسوره…
قاطعها محمود بجمود قائلًا:
وماله زيادة الخير خيرين.
❈-❈-❈
بنفس الوقت بمنزل صالح
برُدهة المنزل تحدث زاهر للخادمه بلُطف:
لاه متحضريش الوكل أنا مش چعان روحي إنت دارك.
ترك الخادمه وكاد يضع قدمه على أولى درجات السلم لكن رفع رأسه ونظر الى ذالك الصوت البغيض الذى يتحدث بتهكم:
مش چعان ليه، واكل فى دار نسايبك إياك…العروسه طابخه لك بيدها المحمر و…
قاطعه زاهر بغضب قائلًا:
زيك زمان لما كانت أمى تحضرى لك الوكل لما ترجع آخر الليل من عند الغوازي،وياريت كان بيطمر فيك،وبتاخد منك كلمه حلوه،عالأقل أنا قولتها شكرًا تسلم يدك… بس إنت الليله متأخر فى الخروج من الدار، كويس كنت عاوز أسألك عن السور اللى قرب ينتهى حوالين نصيبك فى أرض الجميزه… ناويت تفتح فيه ماخور.
إغتاظ صالح ونظر له بغضب ولم يرد عليه وهبط درجات السلم يضع تلك العباءه العربيه على كتفيه بعصبيه.
نظر له زاهر يشعر بآسي وبؤس كان هو السبب الأول فيهم ،وتذكر تلك الآفاقه تنهد بضجر يشعر بآن الحياه تسير معه عكس ما كان يتمني بدايتًا من والداين مُحبين يعيش بكنف ودهم وعطفهم،وإمرأه عشقها وتمناها لكن هى لا تريده،وأخرى أصبحت شبه زوجته ويبغض حتى النظر إلى وجهها البرئ عكس طباعها الدنيئه…
لكن وجب عليه مُسايرة قدره القاسي منذ طفولته لم يكُن بخاطره سوا الإستسلام .
❈-❈-❈
بالمشفى
نظر بليغ الى إيلاف الراقده بالفراش نائمه بلا وعى بآسي،شعر بنياط قلبه يكاد يتمزق،دلك جبينه بيديه يشعر بعقله يكاد يفتك به،دمعه فرت من عينيه،للحظه خشي أن تكون دمعة ندم أن جاء بها الى هنا لتكون قريبه منه ويفقدها بسبب قساوة قلوب كذابين لا يعلم سبب لما فعلوه معها وتلفيق تلك التهمه الشنعاء لها… مسح تلك الدمعه سريعًا حين
فتح جواد باب الغرفه ودخل مباشرةً نظر نحو إيلاف الراقده،ثم لـ بليغ سألًا:
إيلاف نايمه تحت تأثير مُخدر،أظن دلوقتي لازم أفهم إنت طبيعة علاقتك أيه بـ إيلاف بالظبط،صحيح ملاحظ إنك بتحوم حواليها طول الوقت وشبه مُرافق لها،أنا لو مش عندي ثقه بيك كنت قولت راجل شايب بيجري وراه بنت صغيره قد بنتهُ،إزاي عرفت إن إيلاف لما بتتعرض لزيادة ضغط بتغيب عن الوعي مش معقول تكون هى اللى حكتلك تفاصيل حياتها.
تنهد بليغ ببؤس قائلًا:
إنا جاوبت على جزء من سؤالك يا جواد
قد بنتِ،بس الحقيقه هى تبقى بنتِ
بنت
“حامد التقي”أول فرحه دخلت حياتي كانت لما شيلتها بين إيديا يوم ما أتولدت أنا اللى أختارت ليها إسم” إيلاف “من القرآن الكريم.
ذُهل جواد بعدم إستيعاب سائلًا:
أنا مش فاهم إنت تقصد أيه،وراحت فين لكنتك الصعيديه،أول مره أسمعك مش بتتكلم بيها من يوم ما بابا عرفنا عليك؟!.
تبسم بليغ بتهكم مرير:
أنا أساسًا جيت لهنا هربان من نفسي ومن وصمة إتلفقت ليا،وحُكم بالإعدام.
ظهر الذهول أكثر على وجه جواد،تبسم بليغ بنفس الطريقه السابقه قائلًا:
حُكم إعدام لـ موظف كان بيشتغل محاسب فى شركة نسيج مرتبه كان بالعافيه بيقضيه الشهر هو ومراته وبنتين الكبيره عندها تمن سنين والصغيره خمسه،المرتب اللى لو واحده فيهم مرضت كنت باخدها أكشف عليها عند الدكتور بتاع التأمين الصحي عشان مقدرش على تمن العلاج ولا الفزيتا،كنت راضي ومبسوط ضحكتهم فى وشي كانت أغلى من كنوز الدنيا،لما كنت بروح البيت ومعايا بس كيس فول سوداني بإتنين تلاته جنيه ليهم وأشوف فرحتهم وهما جاين يستقبلونى على باب الشقه كآني جايب لهم كنز كبير كنت ببقى طاير من الفرحه وبنسى تعبِ طول اليوم فى الشركه وكمان فى مصنع الطوب اللى كنت بظبط حساباته
لـ صديق ليا كان بيديني فلوس مساعده وعشان محسش آنى بتقل عليه كان بيقولى أظبط له الحسابات بتوع المصنع الصغير اللى عنده،عشان معندوش ثقه غير فيا،كان راجل طيب الله يرحمه
هو اللى عرفني على والدك صلاح
كان هو كمان بيشتري طمي من هنا عشان إنتاج مصنع الطوب.. صدفه وقتها كان فى القاهره وقتها جاويد كان بدأ ينشأ مصنع الأشرف ومحتاج محاسب أو شخص يفهم فى الشؤن الماليه،وقتها كنت هربان من حكم الإعدام اللى سقط بموتي فى حريق حصل فى عنبر السجن وحصل هرجله وبرجله وقتها ولحقوا بعض السجناء وفى منهم هرب طبعًا،بس أنا مكنتش هربان أنا كان جسمي محروق وكمان وشي وإتنقلت لمستشفى حكومي وقتها محدش عِرف انا مين انى موجود أصلاً
حريق السجن كان كبير وإتحرق سجناء وكمان عساكر ومحدش بقى عارف مين عايش او مين ميت،وإتحط إسمي من ضمن اللى ماتوا فى الحريق،مش عارف ده كان لـ سوء حظي أو فرصه تانيه ربنا بيعطيها ليا عشان يمكن أقدر أثبت برائتي وأبرء نفسى من تهمه كنت عارف مين اللى لفقها ليا،بس كمان كانت فرصه مستحيله لآن الشخص اللى كان معاه دليل برائتي للآسف هو كمان إتوفي مع إبنه الوحيد اللى بسببه إختلس فلوس الشركه ولما حس إنه هينكشف قتل مدير الحسابات وأنا اللى كنت بحاول أنقذه شيلت القضيه وهو شهد عليا بالكذب إن أنا اللى سرقت الفلوس اللى كانت فى خزنة الشركه،وشافني وأنا بتخانق مع مدير الحسابات وطعنته فى قلبه بمِدية فتح الأظرُف،وإتثبتت عليا التهمه ببصماتي اللى كانت عالمديه وقتها،بقيت “اللص القاتل” القضيه كانت مشهوره وقتها وإتنشرت عالفضائيات وفى الجرايد حتى حريق السجن كمان،إتنشر عنه وإتقال عليا إن الفلوس الحرام اللى سرقتها ربنا عاقبني وإتحرقت فى السجن،فكرت وقتها أرجع لبناتى ومراتي وأقولهم أنا لسه عايش،بس كنت مشوه بسبب الحريق،ملامح وشى تقريبًا كانت إختفت بقيت شبه المسخ المُرعب اللى بيجي فى أفلام الرعب،كنت بغطي وشي بشال أبيض،وروحت لصديقى بتاع مصنع الطوب وقولت له على كذا أماره بينا لحد ما صدق إنى لسه عايش كنت يائس وبأس كمان بس هو كان جدع بزياده وجابني هنا لـ صلاح وهو اللى جابلي هويه بإسم إبن راجل غلبان كان بيشتغل فى الفخار وإبنه كان سافر للسودان وإتوفي عالحدود هو عِرف بكده بس الحكومه متعرفش،طلعلى بطاقه شخصيه بإسم ابنه ده وعشت معاه فعلًا كنت بحس إنه أبويا الحقيقى،كان راجل كفيف والحج مؤنس كان بيعطف عليه لحد ما أنا اللى أتواليت أمره لحد ما إتوفي من تلات سنين،هتقولى ملامح وشي،هقولك صلاح قالى إن فى مستشفى هنا فيها قسم للحروق،إعمل عمليه بس تعدل ملامح وشك عشان تقدر تمشى بين الناس ومحدش يخاف منك… وفعلًا إتكفل صلاح بالمصاريف وفضل اللى حصل بينا سر إحنا الأربعه
أنا الراجل اللى عطاني هوية إبنه وصديقى وصلاح والداك
كمان فى شخص خامس يعرف إنى لسه عايش.
تسأل جواد المشدوه بما سمعه بإستفسار:
ومين الشخص الخامس ده.!
رد بليغ:
مراتي، أم بناتي أنا روحت لها عرفتها إنى لسه عايش فى البدايه مكنتش مصدقه بس الأسرار اللى كانت بينا خلتها تصدق، وبقى بينا تواصل،وعرفت منها إن إيلاف حابه تبعد عن شبرا الخيمه عندها حساسيه من نظرات الناس ليها،أنا اللى جبتها هنا بواسطة صلاح،كنت عاوز أحس بيها قريبه مني حتى لما جيت أول يوم أنا شوفتها فى المطار ومشيت وراها لحد هنا،وبعدها رجعت المصنع وفعلًا كان فازه إتكسرت بس مكنتش إتصابت،بس معرفش ليه لقيتني بسيب نفسى وقعت بإيدي على شظايا حاده وإتجرحت عشان أرجع للمستشفى تانى وأشوف إيلاف،كان بسهوله أروح لأي عيادة دكتور خارجيه،جيت هنا وقولت للعامل اللى كان معايا يحاول يعمل شغب بسيط لحد ما اغمز له بعنيا ،فعلًا ده اللى حصل وقربت من إيلاف بعدها بقيت أجي بأي حِجه،بقيت صديق ليها وبتثق فيا،بس هى متعرفش إن السبب هو الدم اللى بينا،زى ما بيقولوا “الدم بيحِن”
أنا عارف إن عندك مشاعر خاصه لـ إيلاف شوفتها فى عينيك وضيقك لما بتشوفني قريب منها فاكر يوم فرح جاويد لما إيلاف طلبت منك تنزلها بمكان قريب من دار المغتربات هى إتحججت إنها عاوزه تتمشي وأنا مشيت معاها لحد قدام الدار،بس هى خبت السبب الحقيقي،مديرة الدار بسببك عطتها إنذار عشان إسم وسمعة الدار.
إنتهي بليغ من سرد قصته المأساويه نظر بغصه وتهكم على ملامح وجه جواد المشدوهه،كآنه يحكي له قصة فيلم ليست حقيقه.
ـــــــــــــــــــــــ
بمنزل صلاح
بغرفة جاويد
شعرا الإثنين كأنهم بغفوه عن الواقع لم يدري أى منهم بمن نزع عنه ثيابه، ولا كيف وصلا الى الفراش،
كانت بينهم لذة قُبلات ولمسات حميـ ميه
همست سلوان إسمه بنبره ناعمه:
جاويد.
لأول مره تهمس بإسمه بتلك النبرة رنين نبرة صوتها الناعم مس قلبه مثل نسيم بارد بأرض قاحله،طبع قُبله بين حنايا عُنقها ثم رفع وجهه ينظر لوجهها رأها تُغمض عينيها لكن همست إسمه بنفس النبره مره أخرى وفتحت عينيها تنظر لعيناه للحظه تملكها هاجس أن يفعل مثل كل مره معها بعد أن يسيطر على مشاعرها بلمسات وقُبلات يُشتت بها عقلها وقلبها وبالنهايه يستمتع برؤية ذالك التشتُت على ملامحها، لكن خاب ظنها هذه المره، هو عاشق ثمِل لها كان يود الظفر بقلبها قبل جسدها، لكن رأى بعينيها نظرة لم يستطيع تفسيرها، نظر لشفاها التى نطقت إسمه بلا صوت… بينما هى كاد يتملكها ذالك الهاجس وأجزمت لنفسها لو فعل ذالك وتركها لن يكون هناك مره أخرى، لكن خاب ذالك الهاجس حين إرتخى جسده فوق جسدها وعاود يُقبلها برقه وشغف وشوق، حتى شعر بإنخفاض نفسها ترك شفاها لكن مازال يُقبل كل إنش بوجهها حتى وصل لعينيها رفع رأسه ينظر لها قائلًا بنبرة عشق:
أنا بحبك يا سلوان، عشقتك من إسمك
سلوان.
فتحت عينيها وإرتسمت بسمه خجوله على شفاها، ورفعت يديها تحتضن بهن وجهه هامسه برِقه:
جاويد.
إبتسم ورفع إحدى يديه وأمسك إحدي يدها وقبلها قُبلات ناعمه ثم خلل أصابعه بين أصابعها، حقًا لم تبوح بعشقها له لكن ملامح وجهها ونظرة عينيها أدخلا إلى قلبه أنها تُبادله نفس المشاعر، إنتشى قلبه وعاود يُقبلها مُستمتعًا بتجاوبها معه ولمسات يدها التى يشعر بها فوق ظهره تضمه إليها أكثر، ويدها الأخرى التى أطبقت بقوه على أصابعه، لم يُعد يستطيع التوقف فقد السيطره وهو يشعر بيدها تعتصر أصابعه تهمس بإسمه تحثه على إمتلاكها
كل ذالك كان تمهيد له يخترق بها مشاعرها بلمسات حنونه ورقيقه، يتملكها برفق كآنها بلوره هشه، حتى شعر بآنه خافته منها ويدها تعانق ظهره كآنها تستمد منه قوه حقًا شعرت بآلم لكن إنتهى وترك مكانه شعور بلذة كمال خاصه ليس لها فقط بل هو أيضًا شعر بتلك اللذه وهو يُقبل شفاها ويتنحى من فوقها نائمًا على جانبه يجذب جسدها لتنام فوق يده ويضمها باليد الأخرى يحاصر جسدها بين بيديه، يتمعن بعينيها اللتان تلمعان ببريق خجول عانقها وإقترب من أذنها هامسًا:
أنا بعشقك يا سلوان.
لمعت عينيها بببريق والرد كان قُبله تفتقر للخبره على جانب شفاه.
إبتسم وهو يضمها قويًا لا يريد شئ آخر بحياته بعد ذالك يود أن يتوقف الزمان عند هذه اللحظه، أغمض عينيه وذهب الى غفوه، كذالك سلوان لكن غفت للحظات لتفتح عينيها وتنظر الى ملامح وجه جاويد ببسمه لكن سأم وجهها وآتى الى ذهنها خداعه لها، وفكرت ربما يكون ما حدث قبل قليل خداع آخر منه لها، لكن هذه المره لن تنتظر للتأخذ صدمه أخرى، آن الآوان أن يتذوق من نفس كآس الخداع.
ظلت سلوان مُستيقظه لوقت الى أن غلبتها غفوة عين كادت أن تغوص بأوهام شيطانيه…
لكن فتحت عينيها فجأة وتفاجئت بـ جاويد مُستيقظ يتنظر لوجهها على ضوء خافت بالغرفه تبسم حين فتحت عينيها لكن جذبها عليه بمكر وهمس بأذنها بخباثه:
أيه اللى صحاكِ دلوقتي،حاسه بآلم.
إبتلعت سلوان لُعابها بخجل وإرتبكت وصمتت تنظر له فقط،نظرات لا تفهم مغزاه كآنها تود التمعُن بملامح وجهه،لكن أخفضت وجهها بحياء من نظرات جاويد،وقع بصرها على صدر جاويد وتلك الندبه الظاهره الوضوح التى لأول مره تراه رغم أنها رأت جسده عاري كثيرًا،سار بقلبها وخزه خاصه لا تعلم سببها ولا سبب لما مدت يدها ووضعتها فوق تلك الندبه ونظرت له بصمت.
شعر جاويد بيدها التى وضعتها على تلك الندبه
أغمض عينيه للحظات شعر بها براحه غريبه عليه،لاول مره يضع أحد يده فوق تلك الندبه ولم يشعر بآلم مثلما شعر وقت إصابته التى تركت تلك الندبه مكانها كـ ذكري قاسيه تُذكره دائمًا بـ جلال الذى توفي بنفس اليوم،شعرت سلوان بخجل ونحت يدها عن صدره،وإبتعدت عنه قليلًا… رغم أن لديها فضول معرفة سبب تلك الندبه،تبسم جاويد وجذب سلوان عليه مُبتسمً على ذالك الخجل الواضح على ملامح سلوان التى أصبحت حمراء،رفع يده ووضع سبابة يده يرسم شفاها هامسًا مره أخري:
أنا بحبك يا سلوان… نظرت له سلوان لـ ثانى مره يبيح لها، سُرعان ما أخفضت وجهها بحياء، رفع جاويد ذقنها بإبهامه قائلًا بعشق:
أنا كنت فى إنتظارك عشان أعشق “خد الجميل”.
رفعت سلوان عينيها تنظر لـ عين جاويد الذى تبسم وسُرعان ما ضم شفاها بقُبلات متشوقه كان يظن أن مجرد حصوله على قُبله من شفاها كفيله بوئد تلك الرغبه بداخله، لكن كلما قبلها تشوق للمزيد ليس فقط من القُبلات، بل تلك الهمسات واللمسات المُتناغمه تعزف نغمة عشق خاصة بإلتحامهم معًا مثل عزف” أوتار ربابة” يتغني عليها رواي يسرد حكاية عشق كانت درب من الخيال.
بعد تلك الرحله الغراميه غفى الإثتين بأحضان بعضهم…لكن فجأه سكنت الأوهام بخيال سلوان ترى
جاويد نهض من جوارها ينظر لها يضحك بهستريا كأنه يسخر منها قائلًا بنبرة ظفر:
فاكره لما قولت لك لو عاوزه هاخدك برضاكِ، أهو إنتِ سلمتِ نفسك ليا برضاكِ، بكلمتين قولتهم لك.
إستغربت سلوان حديث جاويد ضمت دثار الفراش حول جسدها وقالت بترقُب وداخلها تشعر بأنه يمزح:
قصدك أيه بكلمتين قولتهم لي.
عاود جاويد الضحك بإستمتاع وجاوبها بصدمه:
يعني قولت لك بحبك وإنتِ صدقتيني وسلمتِ جسمك ليا، إنتِ كنتِ بالنسبه ليا مش أكتر من رغبه ونولتها برضاكِ.
ذُهلت سلوان ونهضت تضم غطاء الفراش على جسدها وإقتربت من جاويد تشعر بمهانه قائله:
إنت أكيد بتهزر صح؟.
ضحك جاويد قائلًا:
طبعًا لاء مش بهزر يا سلوان إنتِ بالنسبه ليا مُغامره وفوزت بيها.
فتحت سلوان عينيها سريعًا،شعرت بقيد أيدي جاويد حول جسدها،نظرت لوجهه عاود ذالك الكابوس أمام عينيها كأنها ترى جاويد يسخر منها كما كان بالحِلم،للحظه فكرت فى إيقاظه،لكن تلاعب الشيطان بعقلها:
ماذا لو كان هذا حقيقة مشاعر جاويد إنك لستِ سوا رغبه؟.
حاولت نفض ذالك الهاجس عن رأسها لكن سيطر عليها بقوه، إبتعدت عن جسد جاويد وفكت حصار يديه عن جسدها ونهضت من فوق الفراش نظرت له هو لم يشعر بها، إذن هنالك شئ واحد لو حدث ستعرف أنها ليست رغبه لديه، لتفعل ما كانت تنوي فعله أن تترك الأقصر، إن ذهب خلفها تتأكد بـ حقيقة عشقه لها.
❈-❈-❈
بالكاد إنقشع الظلام،
ذهبت سلوان الى الحمام وأبدلت ثيابها بأخري مناسبه مع برودة الطقس بالخارج، خرجت الى الغرفه رأت ذالك السلسال الخاص بها يقع أرضًا جوار الفراش إنحنت وإلتقطته وقامت بوضعه حول عُنقها، نظرت نحو جاويد الغارق بالنوم، تنهدت مازال التردُد يُسيطر عليها، بداخلها تتضارب المشاعر، تود البقاء وبنفس الوقت تود معرفة ماذا سيفعل جاويد حين تبتعد عنه هل سيذهب خلفها باحثًا عن غرامها، أم تكتشف أنها كانت مُغامره كما قال لها بالحِلم، حسمت أمرها، وذهبت وإلتقطت حقيبة يدها فتحتها وتأكدت من وجود بعض المال كذالك تلك المفاتيح وأيضًا بطاقتي
الهاويه والإئتمان، إقتربت من جاويد وضعت قُبله على جبينه ثم فتحت باب الغرفه بهدوء وخرجت منها تتسحب مثل السارق، بهذا بالوقت كان المنزل ساكن، توجهت الى باب الدار وخرجت منها، تسير كانت تنظر خلفها بترقُب لا تعرف سبب لذالك الشعور الذى إختلج بقلبها وعقلها، كآن أحدًا يسير خلفها، الى أن وصلت الى موقف السيارات الخاص بالبلده، سألت أحد الموجودين:.
من فضلك فين عربية الأقصر.
جاوبها أحدهم ودلها على تبغي، ذهبت الى تلك السياره وجلست بين الرُكاب مازالت تشعر بترقب بذالك الهاجس بإن أحد يتتبعها.
❈-❈-❈
تمطئ جاويد بيديه ظنًا أن سلوان مازالت بين يديه، لكن حين ضم يديه لم يشعر بـ سلوان، فتح عينيه ونظر لجواره على الفراش لم يجد سلوان تبسم ظنًا أنها قد إستيقظت وتهربت تشعر بالخجل مما حدث ليلة أمس، ظن أنها بالحمام، إنتظر قليلًا حتى إستغيب عدم عودة سلوان، نحي الغطاء من عليه، وقع بصرهُ على تلك البُقعه الظاهره بالفراش، شعر بغبطه وتبسم للحظه، ثم ترك غطاء الفراش يُخفي تلك البُقعه ونهض من على الفراش وتوجه نحو باب الحمام قام بالطرق عليه مُبتسمًا يقول:
سلوان.
لكن لم يأتيه رد، مازال بعتقد أنها تخجل منه.
نادي عليها مره أخري قائلًا بخباثه:.
سلوان ردي عليا أو إخرجي من الحمام والأ هفتح الباب واللى حصل عالسرير بالليل هنعيده دلوقتي.
لم يآتيه رد أيضًا، إستغرب ذالك، قال بتحذير قبل أن يفتح باب الحمام:
سلوان أنا حذرتك وقولتلك….
توقف عن الحديث حين رأى الحمام فارغ، لكن بفضول ذهب نحو كابينة الاستحمام، لم يجد سلوان، تبسم قائلًا:
أكيد مكسوفه بعد اللى حصل بينا ونزلت لتحت، هاخد دُوش عالسريع وأنزل أنا كمان.
بعد قليل فتح جاويد باب الغرفه وتفاجئ بـ توحيده التى إنخضت للحظه وقالت ببسمه:
صباح الخير يا جاويد بين، الحجه يُسريه جالتلى أطلع أجول ليك إنت والست سلوان إن الفطور جاهز.
إستغرب جاويد ذالك وسألها:
سلوان مش فى الاوضه أكيد نزلت تحت.
ردت توحيده:
لاه انا مشوفتهاش من عشية إمبارح، ولا يمكن نزلت فى الجنينه هنزل أشوفها.
أومأ جاويد رأسه وسار خلف توحيده وتوجه نحو غرفة السفره وجلس على مقعده ينظر نحو باب الغرفه بترقُب لدخول سلوان، لكن لم تدخل سلوان وعادت توحيده للغرفه تقول:
دورت عالست سلوان فى الجنينه ملقتهاش.
إستغرب جاويد ذالك ونهض قائلًا:
دورتي كويس يمكن طلعت تاني للاوضه، أقولك خليكِ وأنا هطلع أنا أشوفها يمكن رجعت للأوضه.
بالفعل صعد جاويد للغرفه، تفاجئ بعدم وجود سلوان، أخرج هاتفه، يتصل عليها، لكن للغرابه الهاتف يُعطي خارج نطاق الخدمه…
لكن لفت نظره ضلفة ثيابها بالدولاب شبه مفتوحه توجه نحوها بلا وعي، رأي ملابس سلوان مُتراصه،أغلق الضلفه، لكن وقع بصره على ذالك الدرج الذى كان بأسفل الدولاب، هو الآخر مفتوح، إنحني يغلقه لكن لفت نظره عدم وجود تلك النقود الخاصه بـ سلوان التى كانت به ، أكمل فتح الدرج، تفاجئ بعدم وجود بطاقة هاوية سلوان هى كانت تضعها هنا جوار النقود والإثنين ليستا موجودين.
فتح هاتفه مره أخري وقام بالإتصال على هاتف سلوان، لكن نفس الرد، إستغرب كثيرًا، سألًا عقله…
أين ذهبت سلوان الآن.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شد عصب)