رواية يناديها عائش الفصل الأول 1 بقلم نرمينا راضي
رواية يناديها عائش الجزء الأول
رواية يناديها عائش البارت الأول
رواية يناديها عائش الحلقة الأولى
لا شيء أجمل من لحظات النقاء والهدوء، صوت العصافير الّذي يخرج للأفق شيئاً فشيئاً، ومسامع الحياة التي بدأت بالظهور، لا شيء أجمل من الصباح وتدرج الصعود ليومٍ جديد..
يوم جديد!!..نعم..يوماً جديداً في حياة تلك العنيده..حسناء الوجه والجسد..
“عائشه محمود الخياط”
تململت عائشه في نومها بقلق ملحوظ..ثم تثائبت عدة مرات بنُعاسٍ تجلى على أهدابها السوداء الكثيفه…لحظات وبدأت تفتح عيناها ببطئ..فاانعكس شعاع الشمس الذي اخترق نافذتها للتو على عيناها..مما اتضح لونهم العسلي الفاتح اللذان آسرَ قلب كل من رأها..
بالإضافه لملامح وجهها الذي رُسم بدقه..فنالت لقب “ست الحُسن والجمال” في الحي الشعبي الذي تسكن به،التابع لمحافظة الدقهليه.
ولكن..تذكري عزيزتي أن الجمال ليس كل شيء!
انتفضت عائشه من فراشها بفزع..لتمتد يدها على الكومود تنظر في ساعة الهاتف بنُعاس قليلاً
لحظات..وتنهدت بإرتياح قائله
–اووف…كويس إني صحيت بدري
تابعت وهي تنزل من السرير وتُمسد على شعرها البني الطويل بغرور
— الحق ألبس بسرعه بقا قبل ما الزفت بدر ده يجي
قبل أن تتجه عائشه للمرحاض.. وقفت أمام المرآه لتتأمل ملامحها الجميله بغرور شديد مردفه في نفسها
— انهارده أول يوم ليكي ياعائشه في الكليه.. ودي برضو أول سنه..لازم تبقي على سنجة عشره عشان تاخدي لقب أجمل بنت في الجامعه زي مااخدتيه في الحاره..
صمتت لتبتسم بخبث وسخريه…تابعت بوعيد
— لازم أخلي أمير مايبصش لغيري..ويبقا ليا أنا بس
دلفت للمرحاض لتنعم بدُش سريعاً…ثم خرجت لتجفف شعرها الغجري الملئ برائحة الياسمين الجذاب إثر وضعها لعطر الشعر الخاص بها..
وقفت ثانيةً،أمام المرآه، تتأمل بدقه منحنيات جسدها الفاتن وهي تبتسم بمرح قائله
— اقسم بالله قمر يابت ياشوشو.. انتي ليكي تعيشي زي الملكات كده في قصر مش في حتة بيت معفن وحاره معفنه زي دي..
صمتت للحظات تمشط شعرها الواصل لفوق ركُبتيها بقليل… تابعت بتباهٍ يشوبه بعض الغضب
–والله خساره الجمال ده كله يندفن تحت الطرحه المقرفه دي… بس اشطا عادي.. لما اتخرج من الكليه هشتغل واستقل بنفسي ومش لابسه الحجاب الزفت ده تاني… لولا بس النيله ابن عمي ده اللي واقفلي زي اللؤمه في الزور وعاملي فيها الشيخ الشعراوي.. كان زماني في حته تانيه دلوقت
انتهت من تمشيط شعرها ثم لفته عدة مرات لتجمعه بربطة شعر.. ثم شرعت في ارتداء ملابسها استعداداً لأول يوم لها في كلية الهندسه
ارتدت عائشه بنطالاً من الجينز الأزرق القاتم والذي أبرز النصف السُفلي من جسدها بدقه..ثم أثنت البنطال من الأسفل لتُبرز كاحلها ناصع البياض وزينته بما يُسمى “خُلخال”
لتنتقل بعد ذلك لإرتداء بلوزه شفافه من الذراعين قليلاً ذات أكمام واسعه باللون الزهري القاتم..ضيقه بشده من عند الصدر…بالكاد تصل البلوزه لخصرها
ثم وضعت وشاح الرأس بإهمال وهي تتأفف بضيق..وأظهرت عن عمد نصف شعرها الأمامي..كما تفعل البعض من فتيات اليوم هداهم الله..
وقبل أن تخرج عائشه من الغرفه،نثرت الكثير من العطر الأنوثي الجذاب،ولا ننسى بالطبع مساحيق التجميل الذي ملأت وجهها الجميل به..فبدت كما عرائس المولد أجاركم الله أعزائي القُراء..
اووه ياعائشه..تظنين أنكِ بذلك ستبدين أجمل..! لكن الحقيقه، لقد أخفى كل ذاك الزيف جمالك الحقيقي.
دلفت عائشه لغرفة والدها طريح الفراش إثر مرض الفشل الكلوي الذي أُصيب به مؤخراً..
هتفت عائشه بمرح وهي تبسط كفها له
— بااابااا حبيبي..قِب بمتينايه كده عشان انهارده أول يوم جامعه لزوم الشبحنه وكده
ضحك محمود بوهن ليجيب
— ناوليني كيسة العلاج ده الأول عشان مش قادر أقوم
ألقت عليه عائشه الدواء بملل لتهتف
— علفكره يابابا..انت عمال تاخد اجازات من الشغل كتير بحجة مرضك والمرتب بيتخصم منه..وأنا فيه حجات كتير عاوزه أشتريها..كفايه إن مش متقله عليك في المصاريف زي بقيت صحابي مابياخدو
رمقها محمود بحزن قليلاً..ثم أجاب بتعب
— المرض مش باإيدينا يابنتي…أنا لو عليا عاوز اشتغل ليل نهار عشان محرمكيش من حاجه..بس زي ماانتي شايفه التعب بياكل في جسمي ومخليني مش قادر اتحرك
زمت شفتاها بملل لتجيب
— ممم ماااشي..ربنا يشفيك يابابا…يلا هات مصروفي
قبل أن يعطيها والدها النقود..تأمل ملابسها بحزن قائلاً
— صليتي ياعائشه!
رمشت عائشه بأهدابها بتوتر ملحوظ ثم أجابت
— ايوه طبعاً صليت…اخلص يابابا هات الفلوس هتأخر على أول محاضره
محمود بشك
— يعني وقفتي قدام ربنا بلبس واسع..ولما جيتي تخرجي لبستي اللبس المحزق ده..ده على اساس إن ربنا مش بيشوفك غير وقت الصلاه بس !!
انتشلت عائشه المال من والدها لتقول بتذمر
— بابااا…مش عاوزه وجع دمااغ على الصبح مش هلاقيها منك ومن ابن اخوك الميكانيكي ده…أنا ماشيه سلام
خرجت عائشه متأففه بضجر وهي تتمتم بحنق
— اووف…مش هخلص أنا من موال كل يوم ده..عاملين فيها شيوخ…حاجه تقرف
أما بداخل غرفة والدها..تناول دوائه على مضض، ثم مسح دِمعةً كادت أن تهرب من مُقلتيه..ليتمتم بحزن شديد
— يااارب..دي غلطتي..أنا اللي دلعتها من الأول..خلاص عائشه بقت بتكسر كلامي وأنا مش قادر حتى أرد..يارب هي طيبه ومش فاهمه حاجه في الدنيا..اهديها يارب..لو مش هعرف أربي بنتي صح…ابعتلها اللي يقربها منك يارب ويفهمها الصح
——————
استطاعت عائشه أن تفر هاربه من براثن بدر..فركبت تلك السياره البيضاء التي كانت تنتظرها بجانب البيت..
التفتت للشاب الذي يترأس مقعد القياده..لتبتسم له بمرح قائله وهي تشير لملابسها
— ايه رأيك في الطقم ده ياأمير
عضّ أمير على شفتيه بوقاحه ليُجيب
— جااامده طحن…طول عمرك مزه يابيبي
تحولت نظراته الخبيثه للرغبه وهو يتفحص جسدها كالسبع…ليقترب ببطئ…وقبل أن يمسسها دفعته عائشه لتزجره هاتفه
— اميير…لو سمحت مينفعش كده..إحنا متفقين تيجي تخطبني الأول
رمقها أمير بغيظ ثم أشاح ببصره عنها وهو يتأفف بسأم منها، وظل يتمتم ببعض الكلمات غير المفهومه كأنه يوبخ نفسه على عدم قدرته على النيل منها وإفتراس جسدها كما يشاء..
على عكس تلك المسكينه التي ظنت أنه يُحبها بصدق..
لحظات وتحولت ملامح أمير للخبث الشديد،عندما لمعت برأسه تلك الفكره الجحيميه،التي ستجعل الفرص سانحه أمامه لفعل مايريد بها…
هتف أمير بحزن مصطنع
— ياشوشو انتي عارفه إني عاوز اتقدملك من زمان..بس نعمل ايه في ابن عمك الغتت ده بقا
رمقته عائشه بغيظ عندما ذُكر اسم بدر الشباب أمامها…نعم،فـ بقدر مخافتها منه..إلا أنها تكره تحكماته الشديده بها..
هتفت عائشه بغضب
— ليك حق تقول عليه غتت..وأكتر من كده كمان..ده أنا مصدقت إن قمت بدري وطلعت من البيت قبل مايجي يوصلني ويقعد يتريق على لبسي..عاملي فيها داعيه
ضحك أمير ليجيب
— أنا مش فاهم بصراحه..ازاي مدخلين واحد بالمستوي الهابط ده بيتكم ليه..اخره يصلح عربيات..يعني مش متعلم ومش شبهكم خالص..انتي وباباكي متعلمين كويس..ازاي قابلين تتعاملو مع الكائن ده
عقدت عائشه يدها على صدرها بغيظ..ثم مدت بصرها من النافذه بجانبها لتهتف بيأس
— بابا بيحبه اووي..بيقول ابنه اللي مخلفهوش..وكل شويه يقولي إحنا لولا بدر مكناش عايشين العيشه دي ولولا بدر معرفش ايه..وكلام عبيط كده مخليني مش طيقاهم هما الاتنين
أجابها بلامبالاه وهو يستعد ليقود السياره
— كبري دماغك…الأشكال دي متستاهلش نفكر فيها
قاد أمير سيارته تجاه جامعة الهندسه..نعم فهو في مثل عُمر عائشه الدراسي..
———————————
في نفس ذاك الحي..بمكان آخر…تحديداً عند ورشة البدر لتصليح السيارات..
خرج شاب من أسفل السياره بعد أن انتهى من تصليحها..ثم وضع أدوات الصيانه المعدنيه في المعدات الخاصه بها..
وضع يده حول خصره وهو يلهث بصعوبه بعد أن نجح آخيراً في غضون حوالي ثلاث ساعات متواصله لصيانة تلك السياره باهظة الثمن
مسح حُبيبات العرق التي تجمعت فوق جبينه..ثم تنهّد ببطئ…ليتناول كوب الشاي خاصته..ثم ارتشف القليل بإستمتاع وهو يتأمل بفخر..تلك السياره التي لم ينجح أحد في صيانتها غيره..
نعم..فهو بدر الشباب..كما لقبه أهل الحي..بل أنهم أيضاً لقبونه بالنبيه…نظراً لإمتياز بدر بالذكاء العالى،مقارنةً بجميع شُبان الحي..وبرغم أنه لم يكمل دراسته ولم يدخل الجامعه، إلا أنه ناضج فكرياً وثقافياً، بالإضافه للباقته في الحديث..
امتلك بدر جسد قوي مفتول العضلات نظراً لعمله الشاق ليلاً نهاراً…فلم يكن هناك داعٍ للجوء لصالة الألعاب الرياضيه كما يفعل شباب اليوم..
بالإضافه لطوله الذى تعدى المائه وتسعون سنتيمتر وتطبيع الشمس على جسده..فأعطته بشره برونزيه تميل للسمار قليلاً..علاوةً على ذلك..امتلك بدر شعر أسود طويل يصل لأكتافه ، مجعد قليلاً..ولكنه أعطاه رونقاً وجاذبيه خاصه.يبلغ بدر الإثنان والثلاثون عاماً….وأيضاً هباه الله الملامح المصريه الأصيله..كالعيون السوداء والأنف الموحي بالشموخ..
أما عن أخلاق بدر…فالجميع بالحي يودُ لو يلد لهم ابن مثل بدر…فهو إمام المسجد وصديق الأطفال بل أنه في وقت فراغه..يقوم بجمع الصبيه والفتيات الصغار ثم يقوم بعمل حلقات لهم لتحفيظ القرءان والعباده..
انهى بدر كوب الشاي..ثم نظر مبتسماً في ساعة هاتفه قائلاً
— ااه ياعائش…جه الوقت اللي تكبري فيه قدام عيني وتحققي حلمي وتدخلي الكليه اللي كنت نفسي أدخلها
أدخل الهاتف في جيبه ثم غسل يديه من الشحم والزيت ليأخذ إحدى السيارات بورشته، كي يصل بها صغيرته التي رباها على يده لجامعتها
قبل أن يُحرك بدر السياره،سمع صوت أحد العاملين معه يهتف
— يااسطاا بدرر…يااسطااا بددر
عقد بدر حاجبيه بدهشه ليجيب
— خير ياصابر..في ايه!
تنهّد صابر بقوه هاتفاً
— روحت عشان أجيب العلاج من الصيدليه لعمك زي ماقولتلي…لقيت عائشه بنت عمك راكبه مع واد كده..شكله زميلها باين…فقولت أقولك متروحش توصلها بقا وخليك في الورشه بدالي انهارده
رمقه بدر بغيظ وغضب شديد..متوعداً في نفسه بتأديب تلك المتمرده الصغيره التي ستجعله يفقد عقله قريباً من أفعالها المتهوره..
ركب بدر السياره ليقودها بغضب متجهاً للكليه التي تدرس بها عائشه..
ظل يستغفر ربه طوال الطريق حتى لا ينفعل عليها..ويتسبب في تدمير كل خططه لمحاوله ترويضها على يده من جديد..لتكون عائشه قدوتها السيده عائشه
فهل سينجح بدر في ذلك !؟
أم ستقع عائشه في مصيدة أمير قبل وصول بدر إليها !!!؟
—————————-
في إحدى البيوت المتواضعه بذاك الحي الذي يعيش به كلاً من بدر وعائشه..
تخرج فتاه من المرحاض بتعب شديد وهي تتكأ على جدران الغرفه كي لا تقع إثر هذا المرض الخبيث..
جلست هاجر على فراشها بتعب..فقد أنهكت جُرعات الكيماوي جسدها وأصبح شعرها الأحمر الحريري يتساقط بغزاره..وذبُلت عيونها التي تشبهان المهّا..
تنهّدت هاجر بتعب مردفه في نفسها
— ياارب…قويني على طاعتك يارب…متخليش السرطان يهدني ويبعدني عن العباده
قامت بتعب شديد لترتدي ملابس الصلاه ثم صلت فرضها بخشوع تام..وظلت تسبح على أصابعها إلا أن رنّ هاتفها بشخص تعشقه حد الجنون..وهو
زياد خطيبها وحُب طفولتها
ابتسمت هاجر بخفوت لتجيب على الهاتف بهدوء
— احممم السلام عليكم
أجاب زياد بحُب
— وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ياروحي..عامله ايه ياحبيبتي..وحشتيني
ابتسمت برقه ثم أجابت بخجل
— تسلملي يازياد…هتيجي امتى ؟
انزعج زياد من خجل هاجر الزائد..فأجاب ببرود
— علفكره احنا مخطوبين…يعني من حقي تقوليلي كل الكلام الحلو وتدلعيني كمان…لكن انتي منشفه ريقي..ده حته إيدك مش عارف أمسكها
نهرته هاجر بهدوء
— زياد..انت عارف كويس إنك كنت دعوتي في كل صلاه..ومازلت..عارف كويس أد إيه أنا بحبك..ونفسي يجي اليوم اللي نبقي فيه مع بعض وابقى حلالك..ساعتها كل اللي انت عاوزه هعملهولك…لكن دلوقت مينفعش يازياد
أجاب زياد بسخريه
— ليه ياروح زياد..قرفانه مني ولا حاجه..ولا خايفه أكلك هم !!
شعرت هاجر بالحزن والخجل من سخريته المستمره منها…فأردفت بتوضيح
— لأن ببساطه يازياده أنا مش حلالك..مش معنى إن خطيبتك أبقا حلالك زي مراتك..لما إنت عاوز دلوقت تمسك ايدي وتخرج معايا من غير محلل..اومال بعد الجواز هتعمل ايه..ايه الفرق بين الخطوبه والجواز بقا!!…زياد عشان خاطري..خلينا منعصيش ربنا عشان يتمملنا على خير
أغمض زياد عينيه بغضب وخجل من نفسه ليجيب
— أنا اسف ياهاجر..عندك حق في كل كلمه قولتيها…بس أنا مش قادر اصبر اكتر من كده والله..هاجر أنا بحبك اووي ومعنديش مانع اتجوزك وانتي لسه بتتعالجي..ليه ياحبيبتي موقفه جوازنا لحد ماتخلصي علاج…فيها ايه يعني لو كملتي وانتي معايا !!
ابتسمت هاجر بحُب…تعلم جيداً كم يعشقها..وتدرك صدق حديثه..ولكنه ليس له ذنب في مرضها هذا..تريد أن تتخلص من هذا الألم أولاً بسلام..حتى تمنحه حياه زوجيه سعيده..
هتفت هاجر بسعاده
–سيبك من ده كله..أنا اصلاً بدأت اتحسن وثقتي في ربنا كبيره…وبعدين لازم نخلي عندنا ايمان بربنا كده…ده حتى ربك بيقول إنه مع الصابرين..ولا ايه ياسيادة وكيل النيابه
ضحك زياد بخفه قائلاً
— ونعم بالله ياروحي…يلا هقفل أنا بقا أخلص شغلي وهكلم بدر اخوكي عشان اجيلك بالليل شويه
أجابت برقه
— في رعاية الله يازياد
قبْل زياد الهاتف بمرح قائلاً
— في رعاية الله ياعيون زياد
أغلق زياد الهاتف ولم يتجه لعمله كما زعم…وفي الحقيقه، لم يخرج من البيت أساساً بذاك اليوم..
حك زياد كفوف يده ببعضها وهو يبتسم بمرح وخبث..ليقوم بفعل جريمته البشعه التي يرتكبها مراراً..
فما هي تلك الجريمه!؟
———————————-
في إحدى مراكز الدروس للثانويه العامه
…
تجلس فتاه تُدعى روان..أو “أم لسان” كما يدعونها أصدقائها..نظراً لثرثرتها المستمره وعدم تحفظها على بعض الكلمات التي تخرج منها..
تمتلك روان شعر أسود قصير بالكاد يغطي رقبتها..وبشره خمريه رقيقه..بالأضافه لملامح وجهها البسيط والخالي من مساحيق التجميل..وفي حقيقة الأمر…ليست محجبه
كانت تجلس على الدرج المقابل لغرفة الدرس الخاص بها..تضع سماعات الرأس وتستمع للموسيقي الصاخبه وهي تدندن معها بمرح
— دول عايرونى وقالولى يا اسمر اللون يا لالالى
صحيح انا اسمر وكل البيض يحبونى يا لالالى
لحظات ورنّ هاتفها برقم تعرفه جيداً…حبيبها الغير شرعي…وأقصد بالغير شرعي..أي أنه ليس خطيبها أو زوجها…بل شاب وسيم يدرس بالسنه الثالثه
بالطب البشري..تعرفت عليه منذ عام..وأصبحت ترافقه في السر بدون علم والديها…وبدلاً من أن تذهب للدرس..تذهب معه هو..وتصرف النظر عن دراستها
اغلقت روان الهاتف..ثم خطت على الدرج سريعاً..لتقابل حبيبها بالأسفل
هتفت بمرح وهي تُقبل عليه
— اييه يااسطاا الحلاااوه ددي…يخربييتك ياض ياسيف.. هتتعاكس مني انهارده وفضحيتك هتبقى زي فضيحة اللحمه في السوق
انفجر سيف ضحكاً..ثم أردف
— اخلصي ياام لسان..عاوزه تخرجي فين…انا سايب محاضراتي وبدر اخويا لو عرف هيعلقني…فقصري كده وقولي هنطير على فين
ربتت روان على كتفه بطريقه مضحكه لتقول
— اطلع بينا على مطعم كشري…مكلتوش من زمان..على الله حكايتك ياجامد انت…يخربيت جمدانك
ضحك سيف وهو يهز رأسه بقلة حيله…فبرغم علاقتهما المحرمه…إلا أنه يُحبها حقاً…أما هي ترافقه فقط كمجرد تسليه…أي أنها مازالت غير متأكده من مشاعرها تجاهه..
ركبَ سوياً السياره التي استأجرها سيف للتباهي بها دون علم بدر أخيه..
قاد سيف السياره..بعد أن قام بتشغيل الموسيقى الصاخبه تنفيذاً لرغبتها..فـ الموسيقى تعد أولى الأشياء التي تعشقها روان وليس من السهل التخلى عنها..
هتفت روان بمرح
— ألااا قولي يااض ياسيف…إنت ممكن تتجوز واحد مشيت معاها وتأمنها على بيتك وحياتك !!
تأملها سيف قليلاً بشرود..أجاب بحيره
— مش عارف…بس لو تستحق..هتجوزها طبعاً واشيلها فوق راسي كمان
ضحكت روان بسخريه قائله
— انت بتضحك عليا ولا على نفسك…يسطا مفيش واحد يقبل على نفسه يتجوز واحده بتستغفل أهلها وعامله ابوها لامؤاخذه يعني خروف وتكلم شباب من وراه
رمقها سيف ببرود ليجيب
— يعني انتي شايفه نفسك كده!!
هزت روان أكتافها بملل هاتفه
— انت عارف اني صريحه وبقول الحق ولو على نفسي…بس انا وانت عارفين كويس..إن علاقتنا مجرد تسليه
اوقف سيف السياره فجأةً ليهتف بغضب وحِده
— تسليه !! يعني أنا مجرد تسليه!! يعني انتي مش بتحبيني يارواان !!!
رمقته روان ببرود ثم هتفت
— قال يعني انت اللي بتحبني اووي…انت لو شاريني وبتحبني بجد..هتروح تكلم أهلي وتعرفهم انك عاوزني…لكن انت معملتش كده…يبقا اللي احنا فيه ده اسمه ايه!! تسليه..صح!!
نظر سيف أمامه بغيظ ثم ظل يزفر بغضب وضاق صدره…ولكن ليس فيما قالته روان…بل في شيء آخر..كذب سيف فيه
فما هي كذبة سيف ياتُرى !!!؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يناديها عائش)