روايات

رواية الشرف الفصل الثاني والتسعون 92 بقلم قسمة الشبيني

موقع كتابك في سطور

رواية الشرف الفصل الثاني والتسعون 92 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء الثاني والتسعون

رواية الشرف البارت الثاني والتسعون

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة الثانية والتسعون

السابع
منذ دخل هيبة الغرفة وهو ينفرد بنفسه جالسا فوق الأريكة . طال انتظارها لقربه لكنه لم يقدم عليه . تحركت بهدوء تزيح الغطاء لتتوجه إليه فكأنه انفصل عن عالمه تماما .
رأسه تتصارع فيه الأفكار ويحسب كل النتائج التى قد تنتج عن تلك الليلة العصيبة . انتبه لكفها الذى استرخى فوق ذراعه ، حاول أن يرسم ابتسامة هى تستحقها منه لكنه فشل .
همست بحنان طالما غمرته به وتشعر أنه بحاجته حاليا : مالك يا قلبى ؟
تعلقت عينيه بها باحثة عن مستقرها لتصل له بسهولة . تلك القسمات التى لم يغرب نورها عن حياته منذ وقعت عينيه عليها .لكم تمنى منذ دخوله للغرفة أن يلقى كل ما برأسه خارجا ثم يلقى بنفسه بين طيات دفئها للأبد .
وضع كفه فوق كفها الدافئ لتشعر ببرودة كفه الشديدة فتزداد قلقا : حصل ايه يا هيبة ؟
ضمت كفه بين كفيها ليغمض عينيه مستسلما لحاجته لها : بردان يا سما .احضنينى .
جذبته بسرعة لصدرها لتخفيه عن الدنيا وهمومها التى تثقله رغما عنه وعنها ، زفر براحة لتعتدل بجلستها لتمنحه مزيدا من الراحة لم يمانعها مطلقا وهو يرفع قدميه ليستقر فوق الأريكة بين ذراعيها .
___________
تشعر ريتاچ ب ضاحى يجوب الغرفة ذهابا وإيابا منذ تصنعت النوم لكنها سمعت الاصوات المتعالية فى المندرة وتعلم أن ثمة ما يوتره .
حاولت امتصاص هذا التوتر لكن توتره اقوى مما تخيلت . يبدو أن الأمر جلل .
دق قلبها خوفا إنه لم يبد بهذه الحالة مطلقا . طالما هزأ من المخاطر ولا يأبه للمشكلات .
هل يصل الأمر إلى الأرواح ؟؟
سؤال ورد بذهنها لتنسى تظاهرها وتعتدل جالسة تتساءل بفزع : ضاحى اوعى يكون حد هيموت ؟؟
نظر لها بحيرة لتتساءل بترقب : هى مشكلة تار وحد هيموت ؟؟
تنهد وكاد أن يجيب لتأتى الإجابة مع طلقات الرصاص التى من غزارتها يخيل للبسطاء أن حربا ضروس قد اندلعت بالانحاء .
انتفضت عن الفراش فهذه الأصوات تحمل لها ذكريات مؤلمة ، غمرها بجسده فى لحظة يعيدها للفراش هامسا : ماتخافيش . انى اهه ماهملكيش واصل .
تشبثت به بذعر . هو يثق بأخيه الأكبر ويعلم أنه قد احتاط للأمر جيدا لذا سيهتم بهذه المذعورة المتشبثة به أولا .والتى كانت منذ البداية أكبر مخاوفه
_________
كان رفيع هاربا بين ذراعيها حين علت الطلقات الغاشمة ليزداد تشبثه بها عوضا عن تفقد ما يحدث .
إذا هو على علم مسبق بما يحدث !!
لذا هو يهرب مما يعلمه ويرفضه !!!
شعر بفتور لمستها ليعترض مهمهما فهو يحتاج لكل قطرة من فيض حنانها عل تصحر صدره يرتوى ويزول الجفاف عن قلبه فيجد طريقه الذى ضل عنه فهام بلا هدى .
_______
انتفضت سما ليضغط هيبة على ساقها بكفه هامسا : ماتخافيش مفيش حاچة . ده ضرب فى الهوا
نظرت له بفزع : وانت عرفت منين ؟؟
دارت الأسئلة برأسها فورا .. ما الذى يخفيه عنها ؟؟
شعر بإضطرابها ليقول بهدوء : ماتخافيش يا سما ده حفظ أرواح كنت مضطر ليه .
تنفست بعمق وهي تقول : ربنا يكملك بعقلك يا هيبة ويعينك على الحمل .
ابتسم هيبة واغمض عينيه لدقائق قبل أن يعلو رنين هاتفه . اعتدل ليجيبه فورا . ظهر الاسترخاء على ملامحه فورا وسرعان ما شكر محدثه وانهى الإتصال . نظر لها بحنان وقد استعاد كامل هدوء نفسه وسكينتها : جومى يا غالية نناموا فى فرشتنا . ربك كتب السلامة .
___________
ساد سكون مخيف سماء النجع بعد تلك المناوشات لم يخرق قدسيته سوى الأقدام المهرولة هنا وهناك .
مرت الساعات وبسطت الشمس رداء النور لتتضح الصورة وتبدأ القصص تدور بين المنازل البسيطة .
إنه حجاج الذى اقسم أن يصعد للجبل ويعود بما نهبه قاطنيه . لكنها الخديعة التى حيكت له ولتابعيه حيث أخبر أحدهم المطاريد بذلك ليترقبوا صعوده .
محاولة فاشلة لقتل البطل ومساعديه الصناديد لم تسفر إلا عن فشل إعادة المسروقات وعادوا جميعا سالمين .
لترتفع الايدى للسماء تطلب لهم السلامة وتتشدق الأفواه بعبارات الحمد لوجود مثل هؤلاء الرجال بينهم .
قبل أن يهبط من غرفته وصلته تلك الأقاويل لترتسم ابتسامة ظافرة تزين محياه فهذه افضل طريقة تسكت حجاج حتى يتفرغ له ، نشوته ببطولته الكاذبة ستمنحه بعض الوقت ليحكم سيطرته على مجريات الأمور.
___________
وصل زناتى لمنزل رفيع وكانت شريفة قد أعدت الفطور ودعت رنوة ورفيع للمشاركة .
اقبل زناتى فقبل رأس أمه ثم رأس شريفة وجلس أمام الطعام صامتا .
نظر له رفيع ليعلم أنه جاءه بخبر عن أحداث تلك الليلة .حمحم بقوة وهو يقول : مد يدك يا زناتى ورانا مشوار مهم .
نظرت له بطرف عينها ثم نظرت لولديها : يلا يا سويلم علشان تروح مع بابا يوصلك للمدرسة .
ثم نظرت له بتحدى : ولا ايه يا رفيع ؟
ابتلع الطعام وقد فطن أنها كشفت أمره وتغضب لمراوغته معها ، لكنه لم يقصد المراوغة .
هو يشتاقها كل ليلة . لم يبثها شوقا كاذبا .
احتاجها بشدة وهى لم تتخلف مطلقا عن دعمه .
هو لا يفهم لما لم يخبرها ببساطة أن ثمة ما يقلقه !!
أن ثمة ما يخيفه !!
أصبح يخجل من ضعفه أمامها !!!
هو نفسه لا يفهم ما حدث وسرعة الأحداث لا تمنحه وقتا ليواجه نفسه .
_________
حين هبط هيبة كان أول إخوته لجوار أمه التى تحمل صالح الصغير وتجلس ببهو المنزل . تدافع الأطفال هنا وهناك فى هرج صباحى ليس بجديد .
نظرت زبيدة له لتربت ابتسامته على قلبها وتنحى مخاوفها جانبا .
قبل رأسها وجلس لتقول : ضرب النار عشية كأنه الحرب جامت .
اتسعت ابتسامته : خوفتى اياك ؟
ضحكت زبيدة فى سابقة لم تحدث منذ وفاة زوجها : دى تبجى عيبة على اخر الزمن.. اخاف من كام طلجة في الهوا !!
رفع حاجبيه بتساؤل : وعرفتى كيف أنهم كانوا ف الهوا ؟؟
اشاحت بكفها بلا مبالاة : اللى بيجتل بيضرب طلجة في مجتل ويفر . لكن اللى يجف يفرغ له كام خرطوش بيهوش .
ربتت على كتفه بحنان : ابجا احسبها زين النوبة الچاية .
ابتسم هيبة : حاضر يا ام هيبة . هبجى احسبها زين .
___________
مرت عدة أيام وكان على طايع وليليان زيارة الطبيبة مرة أخرى . نفس التوتر الذى يشعر به طايع لكن مع وتيرة غضب أعلى .
صحب الفتاتين مبكرا لمنزل تاج فهو لا يريد أن يفرغ هذا الغضب على حبيبته أو فتاتيه .
جلس بهدوء ظاهرى ينتظر نهاية استعدادها ، لم تستغرق الكثير من الوقت مثلما تفعل فى العادة، يرى توترها أيضا وخوفها فيجاهد ليبدو أكثر هدوءا .
رأها تغادر الغرفة لينهض ويسبقها بخطوات نحو الباب لتوقفه بصوت مهزوز نطق اسمه بتقطع اجفله واوقف تقدمه ليلتفت لها بفزع : مالك ؟؟
أجابت بلا تردد : خايفة
يااااالله إنه يموت رعبا من هذا الفحص أو من نتيجته . يخشى أن يضطر لخسارة هذا الصغير . ويخشى أن ينكسر قلبها . ويخشى أن يتحطم قلبه .
لكن رؤيتها بهذه الهيئة واعترافها بالخوف بهذا الذعر جمد كل مخاوفه ليقترب مسرعا ويقول بهدوء : ماتخافيش يا جلب طايع ديه حاچة عادية كل الحريم بيعملوها دلوك . واهى تطمنا اكتر . لو مش عاوزة بلاش اجول للدكتورة بلاش الاشاعة دى .
اندست تخفى وجهها بضلوعه : لا . بس خليك جمبى .
أحاط كتفيها بذراع واحد لتتقدم معه : انى معاكى لاخر نفس في صدرى .
***
امسك الطبيبة بتقرير التحاليل التى أجرتها ليليان ولم تتحدث عنه بل طلبت منهما التوجه لقسم الأشعة بالمركز الذى طلبت توجههما إليه .
استلقت ليليان فوق الفراش المعدنى وبدأت الطبيبة إجراء الفحص بنفسها فكما قالت تريد أن تتأكد من النتيجة .
كان وجهها يحمل ملامح جامدة طول الوقت وتحث ليليان على الهدوء والاسترخاء .
ظل ممسكا بكفها يمسد إبهامه ظاهره برتابة يحاول فيها اخفاء ما يعتمل داخله من توتر .
تركت الطبيبة الجهاز ونظرت ل طايع بعد فترة ليست قصيرة نظرة لا تبشر بالخير .
بدأ فورا مساعدة حبيبته فقد انتهى الفحص وعليهما الان مواجهة النتيجة .
جلسا أمام الطبيبة التى حمحمت بهدوء : انا هكون صريحة معاكم
خيم التوتر على الجميع وهى تفرغ شحنة توترها بالقبض على كفه بقوة لتتابع الطبيبة : أنا طلبت الفحوصات الأخيرة لانى شكيت إن الجنين مصاب ب Down syndrome والحقيقة الفحوصات أكدت ده بنسبة خمسة وتمانين فى المية.
ساد الصمت لحظات لتتابع الطبيبة بهدوء : فى فحص اسمه بزل السلى وده عبارة عن فحص السائل المحيط بالجنين مباشرة وده نتيجته بتكون قاطعة ونهائية لكن مش قبل اسبوعين .
ابتلع طايع ريقه بصعوبة ليتساءل : وده نعمله ازاى ؟
الطبيبة : زى الالتراساوند تمام بس بحدد حركة الجنين وادخل ابرة من البطن للكيس السلوى ناخد عينة صغيرة جدا طبعا ماتأثرش خالص هى بس تحتاج راحة تمانية وأربعين ساعة لأن الإبرة بتخترق البطن والرحم لكن مش مؤلم نهائى .
تساءلت ليليان بصوت مبحوح : مفيش خطورة على الجنين ؟
تنهدت الطبيبة : صراحة فى نسبة خطورة يعنى حالة من كل ثلاثمائة وخمسين فحص بتنتهى بالاجهاض لكن إذا تحبى تعمليه أنا هعمله بنفسى واهم حاجة مهنية الدكتور علشان يحافظ على سلامتك وسلامة الجنين .
ساد الصمت لتقول الطبيبة : اتمنى تفكروا هتعملوا إيه كويس . أنا عارفة إن فى ناس كتير لما بتعرف أنهم منتظرين طفل Down syndrome بيفضلوا ينهوا الحمل فأحب اقول من دلوقتي إذا ده قراركم ماترجعوش ليا لانى مش هقدر اساعدكم .
أحاطت ليليان بطنها بكفيها بفزع واضح بينما انتفض طايع : انت بتجولى ايه؟؟؟
تنهدت الطبيبة : بقول الواقع اللى بعيشه مع الحالات .
اسرعت ليليان تقول قرارها بتصميم واضح : أنا مش هتخلى عن ابنى تحت اى ظرف من الظروف ومش عارفة هعمل الفحص ولا لأ بس اذا هعمله هيبقى بهدف واحد انى استعد لاستقبال ابنى بطريقة مناسبة ليه غير كدة لا .
شعرت الطبيبة ببعض الراحة بينما فضل طايع التروى فى فكرة هذا الفحص هو لن يضحى بصغيره مهما كانت الأسباب ، لذا لا يرى ضرورة من تعريضه للخطر بهذا الفحص وإن تضاءلت نسبة هذا الخطر .
________
عادا للمنزل دون إعادة الصغيرتين بل هاتفت والدها وطلبت منه ابقاءهما هذه الليلة .
حاول تاج أن يفهم ما الخطب لكنها وعدته بالشرح لاحقا ليرضخ لها .
جلسا بشرود وقد نبتت بعض المخاوف بقلب ليليان خاصة مع صمت طايع الذى لم يتخلى عنه منذ انهيا الفحص .
ترى هل سيفكر حقا فى هذا ؟؟؟
لن تترك للظنون مكان لترعى بينهما مرة أخرى . هى لن تحتمل ليلة كتلك الليلة مرة أخرى .
اقتربت لتجلس بالقرب منه متسائلة بترقب : هنعمل ايه يا طايع ؟
كان طايع حازما أمره ليقول بثقة : مش هنعمل الفحص اللى جالت عليه . لو الخطورة واحد فى الألف مش هنخاطر بيه .
اجتاحتها راحة وسكينة لتبتسم شفتيها فورا وتقول : أنا بردو بقول كدة .
نهض ليحضر حاسوبه النقال : بس جدامنا كام خطوة . اول هام لازم نفهم كل حاچة عن المتلازمة وتانى هام لازم الكل يعرف واللى ماجابلش ولدى كيف ما ربنا خلجه يخرج من حياتنا جبل ولدنا ما ياچى للدنيا من أصله .
اتسعت ابتسامتها وقد جلس أمامها وبدأ يبحث عن معلومات صحيحة ليكتشف أنه كان يجهل الكثير .
سميت المتلازمة نسبة للعالم كليفورد داون الذى اكتشف هذه الحالة عام ألف وثمانمائة وست وستين
وكلمة متلازمة تعنى اجتماع مجموعة من السمات والاعراض التى يجتمع فيها أفرادها . علم أن المصاب بمتلازمة داون يحمل بعض السمات الخلقية المتشابهة مثل الرأس الصغير والرقبة القصيرة .
كما أنه قد يملك نموا أبطأ من أقرانه بنفس العمر وإدراكا أقل وتأخر لغوى .
شعر بالراحة حيث أن المتلازمة ليست موروثة فى أغلب الأحيان هى تنتج عن تغيير فى الكروموسومات حيث توجد نسخة إضافية من الكروموسوم الحادى والعشرين مما يسبب تغير في المورثات .
لذا فإن فرصة ولادة طفل داون لأم فى العشرين من عمرها هو حالة واحدة لكل الف وأربعمائة ولادة بينما فرصة ولادته لأم تعدت الخامسة والثلاثين من العمر هى حالة لكل أربعمائة ولادة فقط .
كما علم أن الاول والعشرين من مارس من كل عام هو اليوم العالمى لمتلازمة داون .
قرأ عن احتياجات مصابى المتلازمة حيث يستفيد الاطفال من برامج معالجة النطق واللغة Language therapy ومن العلاج الطبيعي والفيزيائى Physiotherapy ومع تقدم العمر يستفيد من المعالجة المهنية أو الوظيفية Occupational therapy والتى تساعده على تقبل مكان عمله والتمتع بحياة مستقلة .
كانت المخاوف كلها تتمحور حول الإصابة بأمراض أخرى حيث أن نصف المصابين بمتلازمة داون يولد بأمراض خطيرة في القلب .لذا يجب فحص المولود لحظة ولادته للكشف عن أي مشكلات إضافية .
أغلق طايع حاسوبه وهو ينظر ل ليليان : الموضوع مش هين يا لى لى بس انى خابر إننا نجدر نرعى ولدنا ونحافظ عليه .
وضعت رأسها فوق كتفه وكفها فوق بطنها . هى تحبه منذ علمت بوجوده ومهما كانت طبيعته فهى طبيعته لن تنقص ذرة من مقدار حبها له .
لا تتمنى من الله سوى سلامته ولا ترجو سوى أن تضمه لصدرها وهو بخير . أما باقى مقدرات الحياة فيمكنهم التعايش معها مهما كانت .
صغيرها يستحق الحياة .
صغيرها يستحق السعادة
صغيرها يستحق أن تحترم طبيعته .
صغيرها يستحق
وهى ستقدم له ما يستحق .
___________
كان عليهما فى اليوم التالى التحدث إلى أقرب الأقربين والديهما .
جلسا بمنزل تاج وقد حرص طايع على الحضور بموعد يتواجد فيه تاج .
ساد الصمت ليتساءل تاج : فى إيه يا ولاد ؟
رفعت ليليان رأسها ليحترم طايع رغبتها في الحديث ويترك لها المجال لتقول : احنا عاوزين نقولكم اننا منتظرين طفل مميز .
ظهر التساؤل على ملامح تاج بينما تساءلت غالية : مش فاهمة يا بنتى .
تنفست بعمق وقالت بهدوء : ابننا بنسبة خمسة وتمانين فى المية هيكون مصاب بمتلازمة داون .هو فى فحص يأكد بشكل قطعى بس قررنا مانعملوش .
أغمضت غالية عينيها وبعض الصور لصغار تشع ملامحهم بالبراءة تتقافز لذهنها .بينما قلبها يخبرها كأم إنها طبيعتهم .هكذا خلقوا ويجب احترام هبة الله مهما كانت طبيعتها .
فتحت عينيها بعد دقيقة واحدة لتقول : وايه المشكلة يا حبايبى ربنا يبارك لكم فيه
ربتت على كف ابنتها : وتقومى لنا بالسلامة يا حبيبتي .
نظر طايع ل تاج الذى لم تختلف ملامحه منذ أنهت ليليان حديثها فقط بسمة خفيفة تكلل وجهه وصمت تام . فطن من نظرة طايع أنه ينتظر حديثه ليقول : بارك الله فيما وهب
ابتسم طايع ليتابع تاج : بس اعرفوا مين مش متقبله وابعدوه عن محيطه مش عاوزين تأثيرات نفسية سيئة .
أخبره طايع أنهما ينتويان ذلك بالفعل ، كانت التساؤلات الاكثر براءة من الصغيرتين وكان طايع وليليان يجيبان بثقة وفى كل إجابة يرددان أن تلك طبيعته وعلى الجميع احترامها .
تركا الصغيرتين مرة أخرى بصحبة غالية وتوجها لمنزل رفاعى حيث ينتظرهما مواجهة أخرى .
تحدث طايع هذه المرة وبسط الأمر لكن والديه لم يستوعبا ما يقول ليتساءل رفاعى : يعنى ايه يا ولدى اللى بتجوله ده ؟
وتتساءل زينب : ايه دون وممز اللى بتجوله ده ؟ولدك فيه ايه يا ولدى ؟
اخرج طايع هاتفه ليبحث عن صورة تقرب لهما ما يحاول شرحه . نظر رفاعى الصورة بصدمة واضحة ثم تحولت عينيه نحو ليليان بشفقة واضحة .
لم تحتمل زينب الصبر أكثر من ذلك فسحبت الهاتف تنظر للشاشة وطايع يقول : ولدى هيشبه الولد فى الصورة .
ضربت زينب على صدرها بفزع وهى تقول صارخة : يا حزنى مت……
لم تحتمل ليليان الكلمة وهبت واقفة : ابنى مش كدة يا مرات خالى . مش زى ما بتقولى ابدا .. ابنى طبيعته كدة وربنا خلقه كدة واحنا بنحبه كدة .
وقف رفاعى يلملم ألم ابنة شقيقته : أهدى يا بتى الزعل عفش عليكى دلوك .
تعحبت ليليان صمت طايع بينما لم تحيد عينيه عن عينى أمه فى نظرة متألمة .
شعرت زينب بفظاعة الكلمة التى تفوهت بها من نظرة ابنها . لم تهتم لغضب ليليان ولا صوتها الذى علت نبرته للمرة الأولى عليها .
لكنها متألمة .. مصدومة .. لا تعرف ماذا تقول !!! ماذا تفعل !!!
لتنهى كل هذا وتتجه لغرفتها بخطوات سريعة .
اعتدل طايع واقفا ليقول : يلا يا ليليان
أوقفه رفاعى : ماتزعلش من امك يا ولدى هى بس مافهماش .
هز رأسه بتفهم : مااجدرش ازعل منيها يا بوى . إذا امى ماريداش ولدى انى جابل بس هى امى وهو ولدى مجدرش استغنى عن حد منيهم التنين غاليين ..غاليين جوى .
اقترب رفاعى يقبل رأس ليليان وكل ما يفهمه حاليا أن زواج طايع من ابنة عمته هو سبب هذا الجنين الذى لم يفهم بعد كيف ستكون طبيعته .
______
نشوة حجاج بإنتصاره منذ عاد من الجبل جمعت حوله الناس مما زاد شعوره بالسيطرة والزعامة القريبة . بينما زاد أيضا بشكل كبير شغفه للوصول إليها وهذا ما لم ينتبه له هيبة بشكل جيد .
جلس حجاج بمنزله بغرفة مستقلة عن المنزل لا يرى قاطنيه من يدخل إليها أو يخرج منها ، وقد حرص حجاج على هذه الغرفة فهو لا يثق حتى بزوجته وولده بينما جلس أحدهم أرضا ينظر ل حجاج بخوف وهو يقول : استنى الليل واعمل اللى جولت لك عليه جبل الفچر . واذا حد خد خبر برجبتك وانت خابر انى اعملها .
أومأ الرجل بخوف : بس انى خايف . اذا سى هيبة ولا حد من خواته درى بيا الناس هتجتلنى .
نظر له حجاج بإشمئزاز : ما انت إكده ولا إكده ميت بس فى فرج بين احتمال يجتلوك وانى اكيد هجتلك .
نكس الرجل رأسه بخزى فمنذ تبع حجاج كتب على نفسه الموت كان يعلم ذلك وقد أحسن حجاج استغلال مخاوفه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى