روايات

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الفصل السادس عشر 16 بقلم سارة الحلفاوي

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الفصل السادس عشر 16 بقلم سارة الحلفاوي

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الجزء السادس عشر

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) البارت السادس عشر

ضراوة ذئب (زين الحريري)
ضراوة ذئب (زين الحريري)

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الحلقة السادسة عشر

– زين بيه!! في .. في حد واقف على سطح قُدام شركة حضرتك و معاه مسدس بيحاول يضرب على مكتبك!!!
يُسر كتمت شهقة بإيديها فـ بصلها وقرّبها منُه و هو بيغمغم:
– ششش!!!
قفل مُكبر الصوت و مسك التليفون حطُه على ودنُه و هو بيقول ببرود:
– و مستني إيه يا عابد؟!! هاتهولي!!
هتف الأخير بطاعة تامة:
– حاضر يا باشا!!
إتملت عينيها بالدموع و هي بتبُصلُه بصدمة و أول ما قفل إنهارت و قالت:
– إيه الهدوء دة يا زين!!! بيقولك في حد عايز يقتلك و يضرب عليك!!
و قامت مفزوعة بتتلفت حوالين نفسها بتبُص من خلال الإزاز و هي بتقول برجفة و صوت باكي:
– هو فين!! مش .. مش شايفة حد!!
قام وقف قُدامها فـ أسرعت بلهفة بتبعدُه عنها و هي بتقول بهيستيرية:
– لاء إبعد ..إبعد، هتيجي فيك إبعد يا زين!!
شدها من دراعها يقرّبها ليه و حاوط وشها و هو بيقول بحدة:
– إنتِ إتجننتي؟ يعني أنا لو عندي شك واحدة من عشرة في المية إن في حاجه هتيجي فيكِ هسيبك تقفي كدا!!! و عايزاني أبعد كمان!
– أومـال إيـه!!! فهمني!!
قالت بـ رُعب عليه و هي حاسة إنها مش قادرة حتى تُقف، مسكت دراعُه فـ ضمها لصدرُه و قال بهدوء:
– إزاز الشركة كلُه مقاوم للرُصاص .. مستحيل رُصاصة تعدب منُه!!
زفرت أنفاس عميقة سُرعان ما حبستها بصدرها مُجددًا بتخرُج من حُضنه و هي بتقول بـ صوتٍ مُرتعش:
– بس .. بس فكرة إن .. في حد عايز يقتلك دي أنا مش ..!!
بتر عبارتها واضعًا سبابتُه على شفتيها ليُردف يُهديء من روعها:
– ششش .. إهدي! مافيش حاجه هتحصل!
إرتعشت عيناها المُثبتة على عيناه، رنّ هاتفُه فـ إلتقطُه من فوق المكتب و رد، أتاه صوت عابد يقول بحسر:
– زين باشا .. الواد لما عرف إننا شوفناه و كُنا خلاص هنمسكُه .. رمى نفسُه من فوق السطح!!!
إتحرك زين بخطوات هادئة نِحية الإزاز و بَص لـ تحت ببرود لقى جسد هزيل واقع على وشُه و فارد إيديه جنبُه، إبتسم زين بهدوء و قال:
– طيب كويس .. مكنش ليا مزاج أوسّخ إيدي!!
و تابع و هو بيلف ضهرُه بيبُص لمراتُه اللي قعدت على كُرسي بتترعش:
– إعرفلي مين إبن الـو*** اللي باعتُه يا عابد!!!
– حاضر يا باشا!!
أغلق معُه، و إقترب من يُسر ليجذب مقعد أمامها يحاوط كتفيها قائلًا بـ ثبات:
– يُسر!!
بصتلُه بوشها الشاحب، فـ مسك إيديها و لسه كان هيتكلم إلا إنه إتصدم من برودة إيديها، بصلها بدهشة و حاوط كفيها بكفٍ واحد و الأخر مسّد على وجنتها يُردف بقلق عليها:
– إيدك متلجة!! إهدي .. إهدي و بُصيلي!!
بصتلُه بعيون بترتجف مليانة دموع، فـ رفع كفيها لـ شفتاه يقبلهما برفق، و هتف مُطمئنًا إياها:
– يُسر .. أنا زين قاسم الحريري!! أكبر رجُل أعمال في مصر و الوطن العربي و طبيعي جدًا يبقى عندي أعداء، و مريت بمواقف زي دي كتير .. و زي ما أنا إتعودت إنتِ كمان لازم تتعودي و آآ!!
قاطعتُه بغضب نقيٌ جعلُه يبتسم:
– أتعود!! عايزني أتعود إن في كل دقيقة حياتك في خطر!! لاء أنا مش هتعوِّد يا زين! أنا .. أنا حاسة إن قلبي هيُقف!!
إرتجف صوتها في جملتها الأخيرة حاطة إيديها على قلبها، فـ حاوط وشها ليُقبل رأسها هامسًا بحنان:
– بعد الشر عليكِ!!
حاوطت هي وشُه المرة دي بإيديها فـ قبّل باطن كفها الموضوع على وجهُه، لتُردف بألم نبع من عيناها و صوتها:
– زين .. إنت لو جرالك حاجة والله .. والله همو …
قاطعها بـ قُبلة على شفتيها اللي بتترعش، قُبلة عميقة حنونة و أناملُه تسير على كفيها المحاوطان بين كفيه الغليظان لكي يُدفئهُما، ليرفع كفُه مُثبتًا خلف عُنقها، ليبتعد عنها بعد لحظات فـ أسندت جبينها على كتفُه، مسح على حجابها و هتف بـ هدوء:
– عايزك تهدي..!! إتفقنا؟
أومأت له دون أن تراه، بتاخد أنفاس عميقة بتعوض نقص الأكسچين اللي باغت رئتيها بعد الذُعر اللي أصابها!! فـ سمعتُه بيقول بهدوء تام:
– نعسانة؟ تنامي شوية!!
أومأت بـ حُزن رافعة وشها ليه، فـ سُرعان ما حملها بين ذراعبه و إتجه للكنبة الوثيرة، نيّمها عليها، و سحب كُرسي قعد جنب راسها، إبتدى يفُكلها الحجاب بالرّاحة لحد ما نزعُه خالص عن شعرها، و كان هيقوم من جنبها بعد ما غمّضت عينيها إلا إنها مسكت كفُه و غمغمت بحُزن:
– خليك جنبي .. متقومش!!
سند دراعها على مسند الكنبة ورفع كفها مُقبلًا باطنُه، ثم همس بحنو:
– مش هقوم يا حبيبتي!
و إبتدى يمسح على شعرها لعلّها تهدى و تسترخى، و بالفعل .. أثر حنان لمساتُه و بُطئها على بداية خُصلاتها نامت بعُمق، لما نامت قرّب وشُه منها و باس راسها، و قام أخد خطوات للمكتب قعد و سند راسُه لـ ورا لحد ما سمع رنين هاتفُه، فتح التليفون مُبتسمًا بسُخرية لما عرف دة رقم مين و هتف بنبرة إستفزاز:
– لاء بس حلو الـ show اللي عملتُه ده .. عجبني!!
و على الطرف الآخر سمع ضحكتُه القذرة و هو يهمهم:
– دي قرصة ودن بس يا زين، اللي جاي هيعجبك أكتر!
ضحك زين بدون ذرة مرح، و طلّع رجلُه على المكتب و هو بيقول ولسة الإبتسامة على وشُه:
– لاء يا روح أمك فوق و إعرف إنت بتكلم مين .. مش زين الحريري اللي تتقرصلُه ودن!! و بالنسبة للي جاي فـ أكيد هيعجبني .. بس مش هيعجبك إنت!!
ضرب الأخير على مكتبُه يحاول تهدئة أعصابُه، و مالقاش حل غير إنه يضغط على نُقطة ضعفُه فـ قال بأعيُن لامعة:
– لاء بس مراتك حلوة!! و هتبقى أحلى أكتر و هي بتصرّخ تحت الكُرباج!!!
نجح في مُخططُه، لدرجة إن زين خرج من المكتب بأكملُه و وقف في الرُدهة و هو بيهدر بصوت هز أرجاء الشركة:
– الكــُربــاج ده الــلــي هــنــســلُــه عــلــى جــتــتك!!!
سمع ضحكتُه اللي زودت نيران قلبه و لاقاه قفل السكة، خبط على مكتب فريدة بإيديه الإتنين، فريدة اللي كانت مرعوبة من طريقتُه و كلامُه و فضلت الصمت، رفع تليفونه لودنه بعد م أجرى مُكالمة، رد الطرف التاني فـ صرّخ زين فيه بحدة:
– عــابــد!! تجيبلي دياب الجندي من تحت الأرض يا عابد سامعني!!!
هتف عابد متوترًا:
– يا باشا تؤمر!!!!
أغلق معُه زين و راسُه هتنفجر، أول ما سيرة يُسر إتجابت في الموضوع خلتُه يخرج عن شعورُه، هو ممكن يستحمل أي حاجه إلا إنها تتخدش بس!! غمّض عينيه و دخل المكتب لاقاها لسه نايمة بوداعة، قعد على المكتب بيرجّع شعرُه لـ ورا بضوافرُه، حاول يهدى و هِدي فعلًا و كمل شغلُه، عدت ساعتين فـ صحيت يُسر و قعدت بتفرُك عينيها، بصلها و إبتسم إبتسامة موصلتش لعينيه و قالت بصوتها الناعس:
– نمت كتير؟
– مش أوي!
قالها بهدوء، فـ قامت مُتجهة نحيتُه بخطوات غير متوازنه، رجّع كُرسيه لـ ورا برجليه و فتحلها دراعُه الشمال، فـ إترمت في حُضنه قاعدة على رجلُه و ساندة راسها قُرب صدرُه و بتقول بصوتٍ ناعس:
– هنمشي إمتى؟
مسح على شعرها و قال بشرود:
– شوية!!
– ماشي!
قالت محاوطة عنقُه، فـ إبتسم و قرّبها منُه أكتر، رفعت عينيها و قالت بهدوء:
– زين!!
بصلها يحُثها على الكلام، فـ غمغمت بتوتر:
– ينفع أسألك سؤال؟
– إسأليني عشرة!
قال بهدوء و هو بيمسد على وجنتها بإبهامُه، فـ قالت بهدوء:
– لما .. جيت عندنا أول مرة، و إقتحمتوا الشقة .. إنت بجد كُنت جاي عشان شوية الملاليم دي؟ يعني .. أنا شايفة إنك مكُنتش محتاجهم أبدًا!
قال بهدوء:
– مين قالك إني كُنت جاي عشان الملاليم؟
قالت بحُزن:
– أومال إيه طيب!
هتف بحُب:
– كنت جاي أشوف البنت اللي شوفتها صُدفة و مقدرتش أنسى تفاصيل ملامحها!!
بصتلُه بصدمة و همست و شاورت على نفسها:
– قصدك أنا؟
– أيوا!!
قال مؤكدًا، فـ همست مصدومة:
– إمتى شوفتني!
– كُنت جاي لموظف في شركتي و بالصدفة طلع ساكن في الشارع ده، شوفتك، و لما سألت عليكي قالولي إنك أساسًا قاعدة في شقتي اللي أبويا كان مأجرها لـ جدتك من زمان!
قال و هو ساند ضهرُه بيراقب تعبيرات وشها عن قُرب، فـ قالت بصدمة:
– ليه مقولتليش؟ و مدام إنت بتقول إنك أُعجبت بيا للدرجة دي إيه اللي خلاك تعاملني وحش أوي كدا بعدها؟!!
غمّض عينيه و قبض على مسند الكُرسي بضيق شديد و قال:
– عشان فكرتيني بيها، ريَّا كانت جميلة و إنتِ جميلة، كانت بتمّثل الضعف، و لما لقيتك بتعيطي قُدام الشركة قولت إن إنتِ كمان بتمثلي، عشان كدا إتعصبت وقتها!!
إزدردت ريقها بتوتر، فهي وصلت معاه لنُقطة مش عايزاه يوصلها، حاولت تصلح الغلط و مسكت كفُه بلُطف و همست:
– طيب .. هسيبك تكمل شغل!!
قال بهدوء محاوط خصرها:
– لاء خليكِ!
وسند جبينُه تحت رقبتها و هو بيهمس:
– عايز أخُد إستراحة مُحارب .. في حُضنك!!
إبتسمت و مسدت على خُصلاته، لكنها إتفاجأت بـ حرارة جبينُه العالية، إتخضت عليه و همست بقلق:
– إنت سُخن يا حبيبي!!
غمغم بهدوء:
– لاء مش سُخن، مصدع شوية بس هبقى كويس!!
حاوط كتفُه العريض بإيد التانية كانت بتمسح على شعرُه بحنان إختلط بالقلق عليه، كان كويس قبل ما تنام، إيه اللي حصلُه!
غمّض عينيه مُستنشقًا عبيرها، و فتح أول زرين من فُستانها ليغمس وشُه أكتر بـ رقبتها، إبتسمت يُسر و مسحت على خُصلاته من ورا بلُطف، وفضلوا على الحال ده أكتر من نُص ساعة، لحد مـ رفع وشُه و قال بهدوء:
– يلا نمشي!!
أومأت و قامت من على رجلُه، فـ أخد چاكت بدلتُه و هي لبست الطرحة بتلفها بإحكام، و قفلت زراير فُستانها كويس و خرجت في إيدُه، طلعوا من الشركة كلها، و لأول مرة يقف في ضهرها و يفتحلها الباب و يطمن إنها ركبت، إستغربت إلا إنها سكتت، هي عارفة إن دي مش عادتُه! ركب جنبها و ساق العربية من غير ما ينطق حرف، إستغربت سكوتُه المريب فـ سألتُه بتوجس:
– زين .. إنت لسه سُخن؟
مردش عليها، غالبًا مسمعهاش! حطت إيديها على كتفُه فـ بصلها و رجع بص للطريق و قال:
– قولتي إيه يا يُسر؟
– إنت كويس؟
قالتها بقلق عليه، فـ قال بابتسامة حارب عشان تطلع:
– أنا تمام!
قاطعهم رنين تليفونه، خدُه من قُدامه و ركن على جنب، نزل من العربية تحت أنظارها المستغربة، و رد:
– عملت إيه يا عابد؟
هتف المدعو عابد:
– إحنا روحنا الشقة اللي هو بيتردد عليها يا باشا، شقة فاتحها للدعارة لمؤخذا و لما دخلنا لاقينا بلاوي سودا .. إحبال و كلابشات و كرابيج و حاجات كدا متدُلش غير على إنه راجل وسخ! بس لما سألت البواب بعد م رشيتُه بقرشين حلوين و فتحلي الشقة بمُفتاح إستبن المخفي شايلُه معاه .. قالي إنه بقالُه فترة مبيجيش!!
إضيّقت عينيه زي الصقر و قال بحدة:
– عرفتوا مكانُه ولا لاء؟!
قال عابد بـ خوف:
– بصراحة لسه، بس بندوّر يا باشا والله!!!
خد زين خطوات بعيدة عن العربية و هدر فيه بعُنف:
– عـابـد!!! مش عايز الصبح يطلع غير و إنت عارفلي مكانُه!!!
وقفل معاه، لـف للعربية إلا إنُه وقف متسمّر و كإن أحدهم دَق مسامير في رجلُه، لما لقى بابها مفتوح و هي م جوا! و بصوت عالي صرّخ و صدرُه بيعلى و يهبط:
– يُـــســر!!!
دوّر عليها بعينيه في الحتة المقطوعة اللي واقف فيها، حَس للحظة بإن نفسُه بيضيق، و رعشة غزت جسمُه و هو بيتخيل أسوأ السيناريوهات، ممشيش .. جري عشان يدوّر عليها زي المجنون!! و إتصدم لما لاقاها قاعدة على رصيف بعيد عن العربية و ماسكة في إيديها قطة صُغيرة بتحسس عليها و هي بتقول بصوت طفولي مُضحك:
– مين زعلك بس يا كتكوتة!! فين مامي ياتي فين؟
إنتفض جسمها لما لقتُه واقف قُدامها بيصرّخ فيها بصوت عالي:
– بـتـعـمـلي إيـه عـنـدك!! إنــتِ عـايـزة تـجـنـنـيني!!!
إتصدمت يُسر وقامت بسُرعة ضامة القطة لصدرها بتقول بخضة:
– في إيه يا زين! مكُنتش يعني سامع صوت القطة الصغننة دي و هي بـ تنونو!
مسح على وشُه بعُنف و مسكها من دراعها بحدة و هو مميّل ودنُه عليها:
– بـ إيـــه!! إمشي يا يُسر عشان قسمًا بربي هخليكِ تنونوي جنبها!!!
بصتلُه بضيق و بعدت إيدُه و خدت خطوات للعربية حاضنة القُطة فـ صرّخ فيها:
– سيبي القرف دة من إيدك!!!
بصتلُه يُسر بضيق و همست:
– دي قُطة .. مش قرف!!!
قرّب منها و قال بحدة:
– قطة في عينك!!! دي قُطة شوارع تلاقيها معفنه و إنتِ حاضناها و مقرّباها منك!! ناقص تبوسيها من بؤها!!!
إبتسمت غصب عنها إلا إنها رجعت غاضبة و بتقول ببراءة:
– حتى لو قُطة شوارع زي ما بتقول! هاخدها معايا و أنضفها و أسحّمها و هتبقى فُلة!!
ضرب كومة تراب برجلُه و هو حاسس إنه خلاص هيفقد أعصابُه عليها، فـ بعدت خطوات لورا بخوف، أخد أنفاس عميقة و رجع قال بهدوء زائف:
– سيبي .. الزفتة دي .. من إيدك!!
إزدردت ريقها و همست بـ توجس:
– زين أنا عايزاها طيب.
– سمعتي؟!
قالها بتحذير، فـ أدمعت عيناها و هي بتقول برجاء:
– عشان خاطري، عايزة أخُدها معايا و آآآ!!!
قاطعها هادر فيها بقسوة مقرّب منها:
– كـلامـي مـبـيـتـسـمـعـش لــيــه!!!
إنتفض جسمها و صدرت عنها شهقة بكاء غصب عنها وراحت حطت القُطة جنب الحيطة و مسدت على ضهرها و راسها و مشيت نِحية العربية و هي بتفلهق من العياط، ركبت و ركب جنبها رازع الباب بقسوة و بيقول بعُنف:
– أنا الظاهر دلّعتك زيادة عن اللزوم!!! لدرجة إنك بقيتي شايفاني بولّع قُدامك و بردو بتعندي!! و مافيش سمعان للكلام من أول مرة!!!
ضرب المقود بإيدُه بإنفلات أعصاب و هدر و هو بيبُصلها:
– بس دي مش غلطتك!!! دي غلطتي إني دلّعتك و خليتك تعندي قُدامي في وسط الشارع!!!
بكت أكتر دافنة جسمها في الكُرسي و بتشهق بـ بُكاء حزين من صراخُه و كلماتُه الحادة ليها، ساق العربية بسُرعة عالية فـ مسكت في الكُرسي بتهمس بحُزن و عينيها لتحت:
– ممكن .. لو سمحت .. تقلل السرعة .. شوية!!
ملقتش أي إستجابة منُه لـ كلامها، و قال بعد لحظات بضيق حقيقي:
– زي م بتعندي قُصادي .. و بطلب منك الحاجة مرة و إتنين مبتتعملش، فـ متطلبيش حاجه مني عشان مش هعملها!!
إرتجف جسمها و غمّضت عينيها و حضنت نفسها بكفيها و هي بتهمس ببكاء:
– يا ماما .. يا بابا!!!
هديت سُرعة العربية بعد ندائها عليهُم اللي صدمُه و كان زي اللكمة على قلبُه، إزاي نسي! إزاي نسي إنها بتخاف من السُرعة العالية عشان الحادثة اللي حصلت لأبوها و أمها، هدّى السُرعة تمامًا، بصلها لاقاها على حالها خايفة و بتترعش، وقّف العربية و لفلها بوشُه، مسك كفها إلا إنها بعدت كفها عنُه بضيق، و غمغمت بحدة:
– متلمسنيش لو سمحت!!!
زفر بضيق و شال إيدُه و إبتدى يسوق العربية لكن بهدوء، بعدت عنُه لازقة جسمها في النافذة جنبها و ساندة راسها عليها، بصلها بضيق و سكت، وصلوا لـ جنينة الڤيلا فـ نزل الأول و فتحلها الباب و بصلها بضيق من غير ما يتكلم، نزلت محاوطة بطنها اللي إبتدت تهادمها بوجع عرفت سبُبه .. ضيفتها التقيلة بتاعة كُل شهر وصلت!، مشيت قُدامه بتوتر خايفة يكون في بُقع دم على فُستانها الأبيض، و طلعت على السلم بتجري فـ بصلها بإستغراب و فسّر ركضها إنها زعلانة، قعد في بهو الڤيلا على كنبة وثيرة وسند ضهرُه عليها، نده على رحاب الخادمة و قالها بتعب:
– رحاب .. هاتي مُسكن و إعمليلي قهوة!!
– حاضر يا زين بيه!!
و إنصرفت رحاب، بعد دقايق جابتلُه المسكن و القهوة، و وهي واقفة يُسر نزلت لابسة بنطلون جينز ضيّق و بلوزة قُصيرة و فاردة شعرها، كانت نازلة بتترعش بخجل و أول ما شافت رحاب زفرت براحة، إلا إنها بصت لصهر زين الموجّه ليها فـ مرضيتش تندهلها قُصاده، شاورتلها بصمت بإيديها عشان تيجي برجاء، تنحنحت رحاب اللي خدت بالها منها و قالت لـ زي:
– حاجه تانية يا زين بيه؟
– لاء .. روحي إنتِ!
قال و هو بيسند ضهره و راسه على الكنبة مغمّض عينيه، راحت رحاب نِحية يُسر اللي خدتها من إيديها و بعدت عن مسامع زين شوية و همست في ودنها بـ حرج:
– حجّة رحاب .. أنقذتيني، هقولك على حاجات تطلعهالي الجناح ماشي؟
أومأت لها رحاب و قالت بحنان:
– قولي يا يُسر طبعًا!!
روت على مسامعها الحاجات اللي عايزاها، فـ قالت رحاب بـ لُطف:
– ماشي عنيا الإتنين إطلعي و أنا هجيبهُم و أجيلك!!
– شكرًا!!
قالت يُسر بإمتنان و طلعت، رحاب راحت تجيبلها اللي هي عايزاه من مُتعلقاتها، و طلّعتهم ليها، زين مكنش واخد بالُه من حاجه أبدًا، يُسر أنقذت الموقف و إتنهدت براحة، لتتآوه بألم بعد م حسِت بـ بسكينة بتقطّع أسفل معدتها، خرجت من الحمام و قعدت على السرير مميِّلة لقُدام بألم حقيقي لدرجة إنها عيّطت، هي عارفة إن أول أيامها بتبقى مُميتة بالنسبالها، و من شدة الوجع محسِتش أصلًا بدخول زين الأوضة، لما زين دخل و شافها بالحالة دي إتخض، رمى چاكيتُه من إيدُه و مفاتيح عربيته حطها على التسريحة، قرّب منها و قعد قُصادها تحت رجليها بيمسح على شعرها بيرجعُه لـ ورا و هو بيقول بلهفة:
– مالك؟ حاجة وجعاكي؟!!
إتوترت لما شافتُه و كانت هترُد إلا إن الألم ضرب بطنها بقسوة أكبر فـ تآوهت، إتجنن أكتر من خوفه عليها و بَص لإيديها المحاوطة معدتها و قال بقلق:
– بطنك؟!!
أومأت بسُرعة و دموعها بتنزل، مسح دموعها بعد ما إستوعب اللي بيحصل .. و إن دي أيام دورتها الشهرية، قام قعد جنبها و حاوطها بدراعُه و التاني حطُه على إيديها مكان الوجع و قال بحنان:
– نروح لدكتورة؟
أدركت إنه فهم، فـ إحمّر وشها و نفت برأسها بهزات خفيفة، فـ قرّب وشها لصدرُه و إيدُه بتمسح على معدتها السُفلية برفق، إشتعلت وجنتيها أكتر من شدة الخجل، إلا إنها مسكت تلابيب قميصُه دافنة وشها في صدرُه بتكتم وجعها و أنينها، قلبُه وجعُه عليها، فـ خرج بكفُه التاني تليفونه من جيب بنطلونه، و داس على رقم و رفعُه لـ ودنه، و لما رد الطرف الآخر قال بهدوء:
– رحاب .. طلعيلي شريط مُسكن، و إملي إربة فيها ماية سُخنة و هاتيهالي! و كوباية قرفة أو أي حاجه سُخنة! بس بسرعة!
– حاضر يا بيه!!
هتفت رحاب بتوتر، قفل معاها و حاوط وش يُسر اللي كان أحمى جدًا ميعرفش من الخجل ولا من الوجع، قلق عليها أكتر فـ همس برفق:
– أنزل أجيبلك pads؟
نفت بسُرعة بخحل رهيب طغى على ألمها و قالت:
– لاء .. لاء خلاص جيبت من حجّة رحاب!!
– ماشي!
قال و هو بيمسح على خديها بإبهاميه، تحاشت النظر لعينيه، فـ نزل بعينيه لـ لبسها وقال بضيق:
– هتنامي إزاي بالجينز ده؟! هجيبلك بيچامة!!
و لسه كان هيقوم إلا إنها مسكت دراعُه و قالت بـ رجفة:
– أنا هقوم .. معلش لو مسحت!!
– طيب!
قال و هو مش عايز يضغط عليها، فـ قامت دخلت غرفة تبديل الملابس بتحاول تهدي تسارُع أنفاسها الخجولة، غيّرت لبسها لـ بيچامة مُحكمة و لكن مُريحة، خرجت حاطة إيدها فوق معدتها السُفلية، لقتُه بيحُط مشروب القرفة على الكومود جنب السرير و جنبُه كوباية ماية، و الإربة على السرير، قرّبت من السرير و قعدت عليه بتوتر، فـ لفِلها .. مسك إيدبها برفق و قوِمها و قعدها على مكان قُريب من المخدة، أفرغ حبّاية في كفُه من شريط المُسكن فـ قالت بخجل:
– بلاش مُسكن، في ناس بيقولوا إنُه بيمنع الحمل و آآ ..
قاطعها بحدة:
– يمنع الحمل مش مهم، بس مش هسيبك بتتقطّعي من الوجع قُدامي كدا عشان عيل مالوش لازمة!!
و حطها في بؤها و شرّبها ماية و هو بيقول ساخرًا:
– و بعدين حُمار مين اللي قال كدا؟!
مرّدتش عليه و منعت إبتسامة من التشكُل على ثغرها و هي بتبصلُه، دفع كتفيها بـ رفق و هو بيقول:
– نامي .. إفردي ضهرك! ضهرك واجعك صح؟
بصتلُه بصدمة و قالت و هي بتنام على ضهرها:
– إنت عرفت إزاي كُل دة!!
قعد جنبها و قال بهدوء:
– قرأت عن الموضوع عادي!!
أخد الإربة السُخنة و إطمن بإبدُه إنها مش سُخنة أوي عليها، فـ حطها على معدتها السُفلية برفق، حطت يُسر إيديها على إيدُه اللي على الإربة و همست بإمتنان:
– أنا مش عارفة أقولك إيه!!
إبتسم بهدوء و مسح على خُصلاتها و قال:
– قوليلي إنك بقيتي أحسن!!
أسرعت بتقول بإبتسامة:
– الغريبة إني فعلًا بقيت أحسن!!
إبتسم و قال بهدوء:
– طيب الحمدلله!
بعد دقائق، سندت شهرها على ضهر السرير و مسكت كوباية القرفة و شربتها دُفعة واحدة، لتنكمش مِحياها بإشمئزاز فـ إبتسم و قال:
– براڤو
حطت الكوباية على جنب، بصتلُه بتردد و قالت بنبرة خجولة:
– زين .. ينفع أنام على الكنبة؟ خايفة أبوظ السرير يعني و آآ…
بتر عبارتها قائلًا بضيق:
– و بعدين في فردة الجزمة اللي في دماغك دي! نامي يا يُسر ربنا يهديكي!!
إبتسمت غصب عنها فـ شال الإربة من على بطنها و حطها على جنب، طفى الأنوار فـ نامت على جنبها مقرّبة قدميها لصدرها، كانت مديّالُه ضهرها، لما نام جنبها إتفاجإت بيه بيحضُنها من ضهرها وإيدُه على معدتها السُفلية فـ قالت بتوتر:
– زين!!
قال برفق:
– هحضُنك بس .. متخافيش!!
غمّضت عينيها و نامت بعُمق، قبّل شعرها و نام هو الآخر بعُمق!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضراوة ذئب (زين الحريري))

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى