روايات

رواية سليلة السفير الفصل التاسع 9 بقلم شيماء الجندي

موقع كتابك في سطور

رواية سليلة السفير الفصل التاسع 9 بقلم شيماء الجندي

رواية سليلة السفير الجزء التاسع

رواية سليلة السفير البارت التاسع

رواية سليلة السفير الحلقة التاسعة

“نبض !” …. “الأخيـــــــــــ9ـــــــــــر”/
منذ عدة ساعات و هى تلتزم غرفتها بصمت تام تحاول استيعاب تهربه الواضح منها بالرغم من أنه رسم ابتسامه مجامله و تحدث برزانته المعهوده و كأنها لم تخبره بنقطه فارقه بحياتهم … ارتباط وطيد بينهم … مصدر بهجه لهم !
Flash Back
ابتسمت و دفنت رأسها بتجويف عنقه تستنشق رائحه جسده الخاصه و تحرقه بأنفاسها تقول بهدوء :
– لا مطلبتش دوا طلبت “Pregnancy Test” .. “اختبار حمل ” .. طلع “positive” ايجابي … !! انا هطير من الفرحه ياحليوه !
لحظات مرت عليه بصدمه و أعين متسعه تصلب جسده فجأه بدأت تلك الابتسامه التى تُزين ثغره تختفى تدريجياً و يديه التى كانت تحيط جسدها ترتخى عنها شيئاً فشيئ بالتأكيد تلك ليست مزحه من مزحاتها هى تحادثه بحماس لم يسبق أن يراه عليها بتلك الدرجه ، تحمل بأحشائها طفله ! ليس الآن !!! ليس الآن ابدااااااااا !!
خرجت من أحضانه حين شعرت بيديه ترتخى عنها و جسده شبه متجمد ، رفعت عينها تراقب ملامحه التى شحبت و عينيه التى توترت شعرت بتلك الوخزه بصدرها و هى تعقد حاجبيها من رده فعله الغير متوقعه بل الصادمه لها !!!!
همست أخيراً بصوت مبحوح متسائلة و قد توترت ابتسامتها و بدأت الأحرف تخونها من فرط الضغط العصبى :
– م .. مالك ؟!!
حدق بها بهدوء ثم أبعد نظراته عنها و هو يبتسم بهدوء مقبلاً باطن يدها الصغيره يقول بنبره ثابته متزنه :
– مفيش يا حبيبتي أصل كنت فاكرك تعبانه إرهاق مش حمل .. مبروك !
نظرت إليه بحزن تردف باستنكار و قد تلاشت ابتسامتها تستقيم واقفه بغضب :
– مبروك !! أنت زعلان إنى حاامل يايوسف ؟!! مكنتش عاوزه ده !
وقف يعقد حاجبيه باندهاش يقول بنبره محايدة يحاول امتصاص ذاك الغضب المتفاقم داخلها :
– اهدي ياحبيبتى أنا مش كل يوم بتجوز و بستنى طفل أنا مقصدش …
نظرت إليه بامتعاض و هى على يقين أن ثمه أمر ما به ! ألا يريد الإنجاب منها ؟! أم أنه يخفى عليها أمر آخر كوظيفته و أمواله الخاصه ؟! راقبته و هو يتقدم منها يحبسها بأحضانه مقبلاً خصلاتها و هو يهمس بأذنها :
– متزعليش بقاا ، انا بس عقلى مشغول أوعدك هخلص شغلى بدري و أجى نحتفل بليل سوا …
خرجت من أحضانه بارادتها لثانى مره بل و رمقته بنظره آسى كانت بمثابه صفعه لقلبه لتهرب نبضه منه حين أعطته ظهرها و ولت خارجه من الغرفه بأكملها تُلقى ما بيدها بإهمال فوق المنضدة و تغلق الباب خلفها بهدوء !
Back
رُبااه لما فعل ذلك لقد أوشك عقلها على الجنون منذ انصرافه الهادئ لعمله حتى أنه لم يخبر والدته و شقيقته بذلك الخبر المُبهج و كأنه لا يخصه كادت أن تصرخ باكيه به لكن خجلها من أهل البيت جعلها تلتزم الصمت مرغمه و تهرول إلى غرفتها بأقرب فرصه لها ليتثنى لها الاختلاء بحالها و البكاء بعيداً عنهم ..
انتفضت فوق الفراش حين استمعت إلى باب الغرفه ينفتح فور طرقات خفيفه فوقه لتتسع عينيها حين وجدته يدلف إلى الغرفه كيف !! هل عاد الآن !!!! بذاك الوقت المبكر ؟!!
اتجه إليها مُبتسماً ثم توقف أمامها يمد يده إليها بدعوه لطيفه لخروجها من الفراش ! هل جُن ؟! هل يبتسم الآن ببهجه ؟! نظرت إلى يده لحظات ثم إلى عينيه بأعينها المنتفخه من البكاء ثم عبست ملامحها و رفضت مد يدها لتشهق حين أحاط خصرها يسحبها بلحظه خارج الفراش يحملها بأحضانه متجهاً إلى المرحاض و هو يقبل شفتيها بخفه هامساً باعتذار :
– آسف ! بس كان لازم اخلص اللى بينا عشان اعرف استقبل الخبر حلو ، هنغسل وشك عشان عيونك الجميله دى تعرفى تشوفى بيها الهديه بتاعتك .. بتاعه البيبي !
لا تفقه حرف مما قاله ! هل يطلب منها الاحتفال ؟!! هكذااا و كأنه لم يفعل شيئ صباحاً !! لم تشعر سوى حين وضع قدميها أرضاً و هو يحتفظ بها بأحضانه و غسل يديه بالمياه و هو يمررها بخفه على وجهها و هى تنظر إليه بأعين واسعه من مدى تبجه هل ينعتها هى بالوقاحه إذا ماذا تقول عن تصرفاته تلك ؟!!
قبل أغلق الصنبور و أمسك المنشفه الصغيره يجفف بها وجهها و رقبتها و عينيه تشير برويه على ملامحه الآسره لعينيه بسحر خاص مُلهب ، قربها إليه يدفن أنفه بخصلاتها و هو يشعر بصدرها يرتفع و يهبط بقوه ملتصقاً بصدره العريض ، ليمرمغ أنفه و شفتيه بخصلاتها متجهاً إلى وجنتها بقبلات صغيره ليصل إلى شفتيها و هو يبتسم بهدوء لتوترها و صمتها المندهش منه هبط على شفتيها و هو يجذبها إليه بقوه من خصرها ثم رفعها تدريجياً يُجلسها فوق طرف الحوض محتفظاً بها بأحضانه يزيد من تشبثه بها لتُمسك هى الأخرى ياقه قمصيه الغارقه برائحه عطره المختلط برائحه جسده ليتسلل إلى أنفها ذاك المزيج المُسكر لعقلها و المتلاعب بأوتار قلبها بنغم خاص له هو وحده ! لتبدأ أنفاسها بالاختلال و ترفع يدها إلى صدره تنبهه بخفه إلى وضعها ..
أفاق أخيراً ليترك شفتيها و يوزع قبلات خفيفه على ملامحها و هو يهمس بلطف تام :
– تعالى شوفى الهديه و بعدها هنتفاهم و هصالحك ..
عقدت حاجبيها مره أخرى و قد أعادها إلى أرض الواقع و لعبوسها منه ومن أفعاله ليُخرج تلك العلبه الصغيره من جيبه و يضعها بيدها مُقبلاً رأسها يقول مبتسماً :
– طيب شوفى دى يمكن تفهمينى ..
رفع حاجبها الأيسر باندهاش ثم نظرت إلى العلبه بفضول و هى تحاول تصنع إكمال عبوسها منه لكن رغبتها بتبرير فعلته و فضولها جعلها تلتقطها و تفتحها باندهاش تقول بصدمه و هى تطالع فحواها :
– خاتم ؟!! عملت كدا عشان تنزل تجيبلى خاتم ؟!!!
ابتسم لها يُعيد صياغه كلماتها قائلاً :
– احنا مش لابسين دبل و ده سبب فى سبب تانى و ده الهديه التانيه ..
حاولت الحفاظ على ملامحها لكن تلك البسمه التى تسللت إلى ثغرها الوردى أفصحت عن سعاده طاغيه بقلبها الصغير الآن ، ماكر يحولها بلحظات من قمه الاشتعال و العبوس إلى عالمه الخاص ابتسم و هو يراقب ملامحها عن كثب ثم أمسك الخاتم الصغير و أمسك أصابعها بلطف يُقبل أناملها ثم وضع الخاتم ببنصرها مُستمتعاً بذهولها و تغير مزاجها حيث بدأت عينيها الجميله باستعادة رونقها الخاص و إرسال نظرات عاشقه صامته إليه استقبلها بصدر رحب و عشق خالص علمته إياه تلك الفاتنه الصغيره خاصته !
ألبسته الخاتم و هى تلتزم بعبوسها قدر الإمكان و لم يشأ أن يضغط عليها حيث تأكد من ملابسها البيتيه المناسبه و حملها مره أخرى إلى باب الغرفه لتتسأل بعبوس :
– ايه ده هى الهديه التانيه برا !
أنزل قدميها أرضاً ثم أحاط وجهها بكفيه يقول بصرامة واضحه :
– ريناد أنا معاكِ دايما و اتأكدى إن اي حاجه بعملها عشان مصلحتك ..
هبطت يده إلى باطنها المسطح يتلمسه بلطف قائلاً بنصف ابتسامه مُطمئنه لها :
– ومن بعدك البيبى داا !!!
حدقت به بابتسامه واثقه حيث تلك الكلمات النابعه من جنبات صدره و ثنايا قلبه ها هى تصل لقلبها دون أدنى مجهود إذا ما الذى حدث له صباحاً !
قبل وجنتها و هو يفتح الباب و يدفع جسدها بلطف حازم أمامه إلى الخارج سار بجانبها يحتضن خصرها لتبدأ تلك الرائحة تتسلل لأنفها اتسعت عينيها حين وقعت عليه أبيها ! نعم إنها رائحه عطره رُباه لقد شحبت ملامحه و فقد وزنه بشكل واضح بالتأكيد ليس كمداً على فراقها !
تسمرت محلها تنظر إليه بقلق ماذا أتى به إلى هنا ! هل يعيدهاا ؟!!! رفعت أعينها الجاحظه إليه تلومه بخوف لكنه قبل رأسها يقول بصوته الرخيم مُجيباً تساؤلها الصامت ينهى حاله التوتر التى سيطرت عليها :
– والدك جاى يباركلك على البيبى ياريناد ..
نظرت إليه بحزن تعاتبه ليقول بهدوء و هو ينظر داخل عينيها :
– كان لازم أنهى الخوف اللى حواليكى عشان نعرف نبدأ حياتنا .. مش هتفضلى هربانه منه و هو مبقاش عاوز منك حاجه غير تسامحيه ..
قاطعته باستنكار واضح :
– اسامحه ؟!!
أشار يوسف لوالدته و شقيقته المشدوهتان مما يحدث يراقبان بصمت تام ذاك العجوز البادى على ملامحه الشحوب و التقدم العمر هل ذلك والد تلك الصغيره !
اتجهت الأم و ابنتها إلى الداخل لتُمسك “ريناد” يده حين وقف أبيها بهدوء راقب أبيها تشبثها الواضح به و أعينها التى رمقته بنظرات خائفة لينظر تجاه “يوسف” الذى قال بهدوء و هو يتجه معها إلى الارائك يحرك جسدها المتشبث به بصعوبه :
– ريناد والدك عاوز يتكلم معاكِ شويه و هيمشى ..
ثم مال على أذنها يهمس بلطف و هدوء :
– أنا معاكِ متخافيش !!
جلست تحتضن ذراعه بتوتر و هى تنظر إلى والدها بنظرات خزى تراقب تلك التغيرات التى طرأت عليه بأعين متوتره ليقاطع أبيها تأملها قائلاً بهدوء و هو يجلى صوته :
– مبروك الحمل يابنتى ..
أجابته باستنكار واضح تلفظ حروفها بنبره هجوميه :
– بنتك !! أنت مصدق نفسك ! مش لايق عليك الأسلوب ده أبدا أنت كنت هتقلتنى آخر مره ..
رفع “يوسف” عينيه ينظر إليه بشراسه ليحمحم أبيها و هو يقول بصوت متوتر :
– ريناد أنا عارف عن جوازك بقالى أسبوعين و معملتش أى تصرف يضايقك رغم إنك هربتى منى و فضحتينى و ..
هبطت دموعها تقول بقهر غاضبه :
– فضحتك ! هو ده كل اللى يفرق معاك ! مفرقش معاك أنا روحت فين وقتها كنت هترمينى فى جوازه من واحد بكرهه !! انا عملتلك ايييه عشان تكرهنى كدااااا ؟!!!
هز رأسه بالسلب و كاد يتفوه لكنها وقفت تقول بهدوء :
– تمام ! أنت عرفت اهوه مكانى شوف ناوى تعمل إيه و أعمله و خلصنى ..
وقف يقول بحزن شديد و نفاذ صبر واضح :
– ناوى اسيبك تعيشى حياتك زى ما أنت ِ عاوزه مش عايز غير إنك تسامحينى و تيجى تقعدى فى القصر تانى ..
رمقته بتشكك و اندهاش تقول بصدمه :
– اسامحك ؟!! قصر إيه اللى ارجعه أنا مش ممكن اسيب يوسف ابدا ..
ثاطعها بهدوء يقول بلطف لم تختبره منه ابدا :
– لا جوزك و أهله كلهم يجيوا معاكِ ..
عقد “يوسف” حاجبيه و هو يستمع إليهم بصمت تام منذ أن جلس لكن أي تراهات يقولها ذاك الرجل ؟! سبقته زوجته تقول باستنكار :
– كلهم ؟! لا ياااسياده السفير أنت فهمت غلط الناس دى مش عاوزه فلوسك و طمعانه فيك و لا أنا عاوزه فلوسك و لا قصرك اللى كان بيخنقنى أنا اخترت يوسف و هكمل معاه زى ما هو كدااا سواق أو ليه شركه او ملوش أنا هفضل معاه فى المستوى اللى يقدر عليه ، تعرف أنا فرحت أنه مش سواق عندك عشان مفيش أي صله تربطك بيا تانى …
تنهد بضيق شديد يقول بهدوء :
– خلاص زى ما تحبى لكن اقبلى منى هديه حملك ..
رفعت حاجبها الأيسر تتساءل باندهاش :
– أنت مين قالك مكانى و إيه الطريقه المسالمه زياده عن اللزوم دى ؟!
رمقها بهدوء يتأملها لحظات ثم اخرج علبه مخملية صغيره من بدلته يقول بلطف و هو يتقدم منها :
– ريناد أنت ِ بنتى عارف أن مخزونى عندك في المحبه قليل و مش موجود لدرجه هروبك منى لكن فعلا اشتقت ليكِ الفتره دى ، جوزك جرئ جيه و قالى انك مراته و معاه و هددنى من أسبوعين عشان مااقربش منك ، و انا كلمته وقتها انى عاوز اشوفك بس هو قالى ان نفسيتك وحشه و مش هتستحملى و انا استنيت زي مااطلب و جالى النهارده قالى انك حامل و حبيت اقدم هديه تفتكرينى بيها على الأقل يبقا ليا حاجه حلوه فى قلبك ..
حدقت بعينيه الذابله بهدوء لا تعلم لما لا ترى السفير بعينيه ككل مره ، لا ترى تجبره و تكبره و تلك القسوه لا ترى شيئ سوى نظرات مشتاقه بالفعل متمنيه العفو لأول مره تشعر بصدق أحاديثه لكنه ارتدت للخلف حين رفع يده و كاد يتلمس وجهها وقف “يوسف” بمحاذاتها ينتظر خطوه منه لكنه ابتسم بهدوء و ترك العلبه بيدها يعود للخلف يغادر المنزل لكنه توقف محله يستدير بهدوء يقول لها بتوتر :
– ينفع أحضنك ؟!
أتسعت عينيها من طلبه المهذب و خشت أن يفعل بها شيئ كادت تهز رأسها السلب لكنها تنهدت تنظر إلى زوجها الذى تقدم معها بهدوء ليكسر حاجز خوفها ثم ابتعد خطوه حين غلفها أبيها بأحضانه يستنشق عبير خصلاتها و هو يهمس لها :
– سامحيني ياريناد أنا مليش حق اطلبها و كان هدفى انتقم من أمك عشان سابتنى بس أنا عشت فى وهم و انتقمت من نفسى مش منكم ..
أغمضت عينيها بهدوء تشعر ببعض الدفئ يتسلل إليها لكنها قاطعت تلك اللحظات من فرط خوفها من مكره و ارتدت للخلف تجاور زوجها الذى أحاط كتفها بيده و يده الأخرى بجيب بنطاله ينتظر انصراف أبيها و قد كان !
وقفت لحظات تحدق بأثره بصدمه ثم رفعت عينيها تقول له بذهول :
– مش ممكن ! ده مش عايز يفتح كلام حتى .. معقول سكت كدا ؟!!
هز “يوسف” كتفيه بلامبالاه ثم سحبها لاحضانه يقول مبتسماً بلطف و هو يقرص وجنتها بخفه :
-اه معقول .. أنت ِ بنته ياريناد و أكيد راجع نفسه الفتره اللى فاتت أنا أول مره اشوفه هادى كده اليومين دول بس ..
صمت لحظات يحاول التفكير بكلماته و يراقب ملامحها الهادئه التى تحولت الآن إلى العبث و ابتسمت بمكر تقول و هى تحيط خصره :
– أنت عشان كداا سكت الصبح !
هز رأسه بالإيجاب يؤكد كلماتها قائلاً بلطف :
– أول حاجه جت فى بالى أن لازم حياتنا تستقر الأول عشان ترتاحى ياريناد فكره أنك خايفه تتحركى من البيت و محبوسه و كأننا عاملين جريمه كانت بتضغط عليا و عليكِ و كان لازم تنتهى .. دلوقت اقدر اقولك انى اسعد واحد بالخبر دا ..
ختم كلماته بابتسامه صغيره و هو يميل برأسه قليلاً عليها و كاد يلتهم شفتيها التى انفرجت بابتسامه لذيذه الآن ، لكنها دفعته بعيداً عنها بقوه بصدره ليرتد للخلف مصدوما حيث انفتح باب الغرفه و خطت أمه و شقيقته للخارج بملامح متسائله ابتسمت لهم “ريناد” و هى تلوح لهم بيدها و مسح هو على وجهه بغضب طفيف يهمس لها :
– من امتى الأدب داا ؟!!
اكتست وجنتيها بحمره خجل خفيفه و حبست ضحكاتها و هى تنظر إلى تلك العلبه الصغيره تقول بصوت حماسى تقطع الصمت :
– تعالوا نشوف السفير جاب ايه يمكن سايب قنبله فى العلبه ..
ثم تركته و اتجهت إليهم تفك الشرائط و تفتح العلبه المخمليه التى تحوى مفتاح سيارتها الخاصه و ورقه صغيره نُقشت عليها حروف “جورى ” و خط أبيها بيده “كنت هسميكِ جورى بس والدتك اختارت ريناد أنتِ أجمل الورود ياريناد اتمنى حفيدى يكون شبه أمه فى جمال قلبها و خصالها و أتمنى تكونى مرتاحه دلوقت لأن لأول مره أحس أن راحتك اهم حاجه فى حياتى اللى باقيه ”
هكذا كانت كلمات الفراق للأب الذى اكتشف قريباً أنه يعانى من المرض الخبيث حيث أضاع عمره هباء بحروب وهميه أهلكته لتكون نهايته وحيداً بفراشه فور تركه لابنته بثلاثة أيام فقط .. فرط بالأحبه .. بعرضه .. بابنته التى أنقذت حالها بأعجوبة ، عانت “ريناد” قليلاً بعد وفاته بتلك الطريقة حيث أبلغها الخدم بذاك الحدث المؤسف لها و لو قليلاً لقد تحركت مشاعرها و انسانيتها تتذكر هيئته الأخيرة لعده أيام بكوابيسها ، تحملها “يوسف” بصبر تام مستوعباً إياها بجميع حالاتها المزاجيه إلى أن هدأت تدريجياً و اندمجت مع أمه و شقيقته مره أخرى …
أفاق من شروده على صرخه شقيقته به تقول بحزن و هى تستنجد به :
-يايووسف قولها تيجى معايا للدكتور ده شاطر جدا و أخت صاحبتى تابعت معاه طالما الدكتور بتاعتها سافرت فجأة ..
عقد “يوسف” حاجبيه و كاد يتحدث لكن سبقته زوجته الصغيره تقول بعناد غاضب و هى تحيط باطنها البازره بوضوح :
– لا ياااهاله قولتلك هشوف دكتوره غير كدا مش رايحه .. انا مش هرتاح مع دكتور بتكسف اقولهالك ازااى ؟!!
تنهد الأم تقول لابنتها بهدوء :
– خلاص ياهاله متضغطيش عليهم بقا ، أنتِ عارفه ريناد بتتكسف بلاش تضايقيها كده …
عبست ملامحها و جاورت زوجه أخيها تحيط كتفها بمحبه مقبله وجنتها تقول بلطف و مشاكسه :
– متزعليش ياقلبى انا كنت حابه تطمنى على البيبى .. خلاص مش مشكله نشوف دكتوره .. بس ايه دااا مثلى الأعلى فى الوقاحه بتتكسف زينااا ؟!!
لكزتها “ريناد” بخاصرتها تقول بعبث :
-علاقتى بيكم حاجه و برا حاجه تانيه خالص يالولااا انا هنا براحتى معاكم فى بيتى .. لكن غير كدا ماتلاقيش يالولااا .. مش كداا ياحليوه !
راقبهم “يوسف” بابتسامه هادئه و أردف مؤيداً و هو يستقيم مقبلاً رأس أمه :
– كدا ياقلب الحليوه .. تصبحى على خير ياأمى عندى شغل بدرى الصبح و هروح اشوف اخر تجديدات فى الدار يومى مليان بكرا ..
مد يده لزوجته لتتشبث بها و هى تقف برويه تتساءل بهدوء :
– هو باقى كتير على افتتاح الدار دا يايوسف لو مشغول بلاش تروح أروح أنا وهاله نشوف ايه الجديد ..
أحاط خصرها يدفعها معه بخفه و هو يقول معارضاً :
– لا ما ينفعش تروحى و أنت ِ كده لما نشوف دكتور الأول. واطمن عليكم ابقى اتحركى براحتك و غير كده هناك عمال هتروحى تعملى إيه معاهم أنت ِ و هى ؟!
استقامت “خديجه” تربت على خصلاتها بلطف :
– أنا فرحانه أوى بخطوتك انك تحولى القصر لدار مسنين دى ياريناد فى كتير أوى كبار فى السن و محتاجين رعايه فعلا .. ربنا يباركلك يابنتى و يجعلك ذريه صالحه و يرزقك سعاده الدارين ..
ابتسمت لها ثم تقدمت ببطء تحيط. عنقها بأعين تلمع بدموع محبه خالصه لأجل تلك السيده الجميله التى حاوطتها بمحبه و عشق خالص لها و اكرمتها كابنتها تماماً ..
صاحت “هاله” بأعين متسعه :
-صحيح يارينو متنسيش تكلمى مامتك فيديو عشان كلمتنى من شويه كنتِ أنت ِ بتاخدى شاور ..
هزت رأسها بالإيجاب و اتجهت معه إلى غرفتهم بهدوء لازمها منذ فتره !!
-***-
بعد مرور ٥ أعوام …
رمش عده مرات و هو يشعر بتلك الحركه التى يعرفها عن ظهر قلب بأحضانه حين اعتادت تلك الصغيره أن توقظه دون علم أمها مستمتعه بالتفرد بأحضان أبيها و العبث الصباحى معه لتظهر الجانب الوراثى المشاكس و يستقبلها أبيها بصدر رحب …
ابتسم حين أحاط عنقه بذراعيها الصغيره تقبل وجنته بخفه عده مرات و هى تهمس بأذنه بصوتها الطفولى المحبب :
– حليوه ! حلييييوه !
انفرجت شفتيه بابتسامه هادئه ثم قبل خصلاتها و هو يرتبها لها بأنامله متسائلاً بصوته المتحشرج :
-صوتك واطى ليه ياچوچى .. ؟! ماما تعرف أنك هنا !
هزت رأسها بالسلب و هى تقبل وجنتيه قائله بصوتها الخفيض الطفولى :
-اممم لا هى بتكلم لولاا و متعصبه منك ..
فتح عين واحدة و أغلق الأخرى يتسائل بصوت مماثل لها :
– متعصبه أوى !
ابتسمت تهز رأسها بالسلب و هى تتلاعب بكنزتها الصغيره :
– أوى أوى ياحليوه !
استقام و هو يرفعها باحضانه مقبلاً و جنتيها عده مرات يداعبها لترتفع ضحكاتها هو يقول بصوته الضاحك :
– مش هتبطلى تعصبيها هاا … مش كفايه مش بتكلمنى عشااانك ..
هزت رأسها بالسلب و ارتفعت ضحكاتها أكتر تحاول الإفلات من بين يديه تصرخ به :
– أحسن عشان تسيبك معاياااا ..
انتفضا معا حين استعما إلى صرختها الغاضبه :
– اسييييبه ؟!! اسيييييب مين ياااابنت ريناااد .. انا كام مره اقول متدخليش تصحيه ؟!!
عاد للخلف بابنته و هو يراقبها تتقدم منهم بأعين مشتعله لتحيط الصغيره عنقه تهمس له بعبث :
– نزلنى ياحليوه عشان اجرى !!
أحاط جسدها يقول معاتبا حين بدأت تتلوى لتهبط بعيدا عن غضب أمها :
– كدا برضه هتسيبنى لوحدى !
هزت رأسها بالإيجاب تقول بحزن :
-انا بحبك ياحليوه بس بحب مامى و هى هتزعل ..
اخفت ابتسامتها و هى تتجه إليهم تحملها منه لتضعها أرضا بوجه عابس لتجذب “جورى” طرف رداء أمها تقول بملامح عابسه مثلها :
– متزعليش يارينو انا صحيت الحليوه عشان يصالحك ..
لم تتحمل لتهبط لمستواها تحيط جسدها الصغير تقبلها بقوه على وجنتيها تقول بشغف :
– مش بزعل منك يا قلب رينو يلاا ياقلب ماما روحى الفطار بتاعك جاهز و انزلى بعدها لتيته ديجاا عشان تروحوا لولا تلعبى مع النونو …
صرخت الفتاه بحماس تقبل وجنتي والدتها و تصيح و هى تخرج من غرفه أبويها بعد أن أتمت مهمتها اللذيذه :
– هيييه هروح للنونو باااى يا حليوه ..
تركتهم يتابعان تلك الثمره الصغيره بأعين عاشقه و نظرات بالغه الشغف و المحبه ، تنهدت بحرارة لتشعر بيديه تتسلل إلى خصرها يحيطه و شفتيه العابثه تتلاعب على أوتار جلدها الرقيق الناعم تُلهبها تلك الأنفاس الصادرة من ذلك الرجل أدارت جسدها بأحضانه و هى تبعد عنقها عن مرمى شفتيه ثم عبست بملامحها بوجهه ليبتسم مقبلاً شفتيها يقول بارهاق :
– خلاص بقاا ياريناد قولتلك طردتها اعمل ايه تانى بس ؟
أجابته باستنكار غاضب :
– بعد ايه انا من الأول مكنتش مرتاحه للبنت دى انا كل مااتخيل انها كانت هتقرب منك بتجنن .. و أنت رااايح تنام فى المكتب لييييه ؟!!!
زفر بنفاذ صبر يقلب عينيه و يدفن رأسه بخصلاتها يستند إلى الحائط و هو يحكم ذراعيه حولها قائلاً :
– يارينااااد ارحمينى بقالك ٤ ايام مخصمانى عشان شوفتيها بتتفرج عليا و انا نايم من التعب مش حاسس عينى غفلت ، دى مديره مكتب و راحت لحالها و خلصنا هجيب راجل بعد كده مبسوطه ؟!
شعرت أنها بالفعل بالغت بخصامه ما ذنبه بوقاحه تلك الفتاه همست و هى تعبث باصابعها بصدره العارى و هى تقول بشبح ابتسامه خفيفه :
– احمم .. ماهو يايوسف أنا قولتلك ترتاح هنا و أنت اللى أرهقت نفسك و سهرت لو كنت سمعت كلامى مكنتش نمت هناك ..
ابتسم حين شعر بها بدأت تلين ليحيط جسدها معتدلاً مره أخرى يرفعها عن الأرض قليلاً حتى يتثنى له السير بها إلى فراشهم يهبط بها فوق الاغطيه الوثيره و هو يبتسم لها ابتسامه الرجوليه المُهلكه هامساً أمام شفتيها تحديدا :
-ايه يوسف دى مش متعود عليه ..
ابتسمت بعبث ورفعت يديها تُحيط عنقه و تعبث بخصلاته هامسه :
– عاوزنى اقولك ايه ياحليوه و انا اقوله ؟!
هبط بشفتيه ييتناول شفتيها باشتياق شديد و نهم واضح ضاغطا جسدها باحضانه بقوه لتجذب هى خصلاته بدورها و شفتيه تنتقل لعنقها هامساً لها من بين أنفاسه اللاهثه :
– كل حرف منك بيجننى يا نبض الحليوه ..
أمسكت رأسه بين يديها الصغيره ثم دفعت جسده عنها يرتمى فوق الفراش بطواعيه تامه يحيط خصرها بقوه ليرفعها فوق جسده بلا أدنى مجهود منه لتطل عليه متأمله إياه و أناملها تعبث بلحيته المشذبه تقبله عليها بخفه و هى تهمس له بينما تمرمغ أنفها و شفتيها فوق ملامحه الوسيمه :
– بحبك ! بحبك أوى يا حليوه ، مش عايزه غير حضنك لآخر نفس فيا ..
أغمض عينيه يستمتع باناملها الصغيره و هى تعبث بملامحه و أنفاسها الساخنه تحرقه بلاهواده ليهمس لها و هو يشدد من احتضانه لها :
– و أنا بعشقك ياقلب الحليوه !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سليلة السفير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى