رواية أو أشد قسوة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سارة مجدي
رواية أو أشد قسوة الجزء الثالث والثلاثون
رواية أو أشد قسوة البارت الثالث والثلاثون
رواية أو أشد قسوة الحلقة الثالثة والثلاثون
بعد مرور شهر
صباح كل يوم تجده يقف امام البوابة الحديدية ينتظرها .. ويظل ينتظرها في سيارته حتى تنتهي ويعيدها الي القصر بعد ان يمر على عربه الفول يتناولون أفطارهم هناك .. حتى أن صاحب العربة أصبح يرحب بها هي أكثر من أوس والناس بالشارع يأتون ليلتقطوا لها الصور بعد أن اكتشفوا من هي .. تذكرت أول مرة اخذها لتلك العربة حين دلف بالسيارة الي ذلك الحي الشعبي .. بدات عينيها تتجول في كل مكان بتفحص وأنبهار .. المنازل والمحلات .. المقاهي الشعبية .. حتى الاطفال كل شيء بالنسبة لها مبهر وغريب .. وكأنها تدخل الي عالم الخيال والاحلام .. وكان هو يرى تعابير وجهها وابتسامة سعيدة ترتسم على وجهه الرجولي ف أبتسامتها وسعادتها هو حلمه وكل أمله .. لذلك هو يريد ان يخلق معها ذكريات مختلفة .. يريد أن يخلق له بداخلها عالم مختلف عن كل من حولها .. اوقف السيارة وقال لها بهدوء
-أول مرة تيجي حارة شعبية مش كده
أومأت بنعم وهي تنظر له بأبتسامة واسعة وتحمل الكثير من السعادة
ليقول لها براحة وفرحة بأنه أستطاع أسعادها بشكل مختلف ..
-معايا هخليكي تشوفي مصر اللي عمرك ما عرفتيها .. أوعدك معايا الخيال هيبقى حقيقة
ثم أشار بيده على الحي وهو يكمل كلماته
-أنا عمري كله وشبابي كان هنا .. اصحابي القدام .. وذكريات أهلي قبل ما ننتقل للحي الراقي أنا بلاقي راحتي هنا ونفسي كمان .. تعرفي يا ظلال الاماكن ليها روح وقلب كمان .. وكل مكان بيكون له سمه معينة بيكتسبها من أهله وسكانه .. والحي هنا طيب وناسه طيبين
ابتسامة رقيقة ترتسم على ملامحها وهي تستمع اليه .. ترى في عينيه صدق .. ولمعه تخطف نبضات قلبها .. صدق ملموس وبساطة تجعلها تشعر بالراحة .. واكثر ما يزيد ذلك الاحساس كلمات أدهم لها حين سألته كيف يوافق على أن يوصلها أوس يوميًا .. وكيف يثق به؟
“أوس راجل حقيقي .. عينه مش بتترفع فيكي لما بيكلمك .. ولما حصل اللي حصل من مراد كان خايف عليكي اكثر مني كمان .. كان عايز يقتل مراد لما سمعته بيتكلم عن الموقف وانه كان نفسه يدخل ويمنعه من انه يقرب منك أو يلمسك .. انه يبقى بيحبك من أكتر من 7 سنين وما يحاولش أنه يقرب لانك لسه صغيرة وهو مكنش جاهز يخليني أحترمه .. أدي لنفسك فرصة يا ظلال .. وبلاش تفكري في اللي فات .. بلاش تدفعي أوس ثمن أغلاط مراد .. أو وجعك من عدنان ”
أنتبهت من أفكارها على حركته وهو يغادر السيارة .. ويدور حولها ليفتح لها الباب ترجلت منها وعيونها تتجول في كل المكان تتامل كل شيء حولها حتى هو .. أغلق السيارة وأشار لها أن تسير جواره وطوال المسافة بين سيارته وعربة الفول كل من يمر به يلقي عليه التحيه وهو يبادلهم اياها بترحاب شديد وود واضح
كانت تشعر إنها تسير جوار بطل اسطوري من أبطال الحارات الشعبية المذكور في الروايات الكلاسيكية القديمة .. وصلا أخيرًا الي عربة الفول ليلقي التحيه على صاحبها الذي قال بترحيب وبشاشة
-اوس باشا يا اهلًا وسهلًا بالحكومة كلها
ليبتسم أوس وهو يقول بخجل رجولي
-الله يخليك يا أبو محمد عايز فطار وصاية معايا ضيوف
لينظر لها الرجل الكبير بنفس الابتسامة البشوشة وقال
-اهلًا وسهلًا بضيوفك منورين على راسنا وإحنا في الخدمة ديما يا باشا
ثم بصوت عالي قال
-عامر جهز الطربيزة الخصوصي
وعاد الي أوس بنظراته وقال
-اتفضل يا باشا
ليرفع اوس يده بتحية للرجل ثم اشار لها ان تتقدمه .. كانت تشعر إنها في أحد الافلام العربية القديمة تتجول مع حبيبها في شوارع القاهرة القديمة .. يجربون الاشياء الغريبة .. يتناولون الايس كريم ويسيرون على كورنيش النيل .. لكن اوس أتى بالامر بشكل مختلف .. وادخلها عالم سحري لم تطئها قدمها من قبل
جلست على الطاول وجلس في الجه المقابله لها وهو يقول
-قوليلي بقى يا بنت الأكابر اكلتي على عربية فول قبل كده
لترفع حاجبها حين قال لها “بنت الاكابر” ثم أبتسمت وهي تهز رأسها بلا .. ليبتسم هو بفخر رجولي حين قال
-معايا هتشوفي العجب
قالت بصدق
-واضح
ابتسم تلك الابتسامة الخاصة التي يهديها لها دائمًا .. تحمل فخر وسعادة
وضع الصبي عامر صحون الطعام امامهم ومباشرة بدء أوس في تقطيع العيش لقيمات كبيرة ويتناول بشهيه كبيرة .. كانت تود ان تسايره فيما يفعل لكنها كانت غير واثقة في نظافة الطعام او حسن مذاقه وأيضًا حياتها بقصر الخشاب فلا تستطيع التعامل بتلك الطريقة.. فبدأت تناوله على مهل .. لكن مذاقه المميز والاجواء من حولها وحماس أوس في تناول الطعام بشهية وأحاديثة المتنوعة والمتشعبة جعلها تندمج معه بكل حواسها وتنعم بتلك الاجواء المميزة والغريبة
حتى انتهوا من تناول الطعام .. ليضع الصبي عامر أمامهم زجاجتان من المياة الغازية وهو يقول
-ده واجب من المعلم أبو محمد
-يدوم الواجب يا أبو محمد تشكر
كان ذلك اوس لتبتسم ظلال بتعجب من تحوله وطريقته .. إنه مميز حقًا .. مختلف .. بعد أن تناول المياة الغازية غادر الطاولة ووقف يدفع الحساب ويتبادل أطراف الحديث مع الرجل الكبير ثم عاد إليها يقول لها بأبتسامة بشوشة
-نمشي
كانت نظراتها تحمل أعجاب واضح .. وذلك جعله يشعر بالسعادة .. سعادة كان يحلم بها لسنوات وسنوات .. حلم أن يرى تلك اللمعة في عيونها وتخصه هو به فقط .. وذلك البريق الخاطف يلمس روحه وقلبه .. ويجعله ينبض بحب متبادل بينهم قوي بقوة السنين بالنسبة له ووليد يحارب المخاوف والظروف بالنسبة لها
وقفت امامه وقالت ببعض الاندهاش
-أنت مين؟
-أوس
لتضحك بصوت عالي وهي تقول بمرح
-مش بسأل عن أسمك
-وأنا مش بقولك أسمي … أجابه سؤالك هو طبيعتي اللي لا بحاول اجملها ولا أغيرها علشان أثير أعجابك .. ف ببساطة أنا أوس وبس
أجابها بصدق وبعض العمق .. بأجابة لمست قلبها وروحها أيضًا من الجيد أن يكون الشريك واضح وصريح دون تجمل أو تزيف .. سارت بجانبه وهي تشعر بالسعادة وطوال الطريق كان يقص عليها بعض القصص ومغامراته في العمل .. حتى وصلوا الي القصر وقبل أن تترجل من السيارة قال لها ككل مرة
-هتلاقيني بكرة في نفس المعاد
أومأت بنعم وهي تقول بسعادة
-هنتظرك
وغادرت ليخرج هاتفة ويتصل بأدهم وقال مباشرة
-انا بطلب منك إيد ظلال رسمي يا أدهم وهنتظر الرد .. لو سمحت أرحمني انت وأختك بقى وحنوا على قلبي
سمعته ورقص قلبها بالسعادة .. واخذ قلبها القرار لكن العقل مازال يفكر قليلًا
عادت من افكارها تتنهد بسعادة .. ف لقد أعطت أخيها موافقتها الامس بالامس فقط بعد شهر من سماعها لطلبه .. واليوم يجلس أوس بالاسفل مع اخيها وإبن عمها وجدتها بحضور سليمة أيضًا وهوا زوجات أخوتها أو بعتبار ما سيكون .. يتفقون معه على كل شيء .. عدنان أخيها الثاني الذي شعرت بالفرق الكبير بينه وبين اوس .. أن الحب يجعلك تضحي بكل شيء من اجل من تحبه .. ولا تقبل الجرح أو الالم ان يطال قلبه وروحه .. وعدنان كان يقبل بكل هذا دون الشعور ولو للحظة واحدة بالندم او الحزن عليها .. وظهر هذا الفرق في معاملته لهوا .. صدق إخيها حين قال
” منقدرش نلومه أن قلبه محبكيش”
اليوم حقًا لا تلومه بل تلوم نفسها على غبائها وتمسكها بحبال الهوا الذائبة .. والركض خلف السراب بكل طاقتها.. لذلك منذ شهر تقريبًا وضعته في مكانه الاخ .. لكنها اليوم اغلقت أبواب الماضي بكل ما كان فيها وقررت فتح صفحات جديدة في دفتر حياتها .. عنوانها أوس .. وقواعدها الثقة والحب المتبادل .. والمشاركة حتى في التضحية
تأكدت من هيئتها لأخر مرة وغادرت الغرفة على أثر طلب اخيها لها
رفع عينيه حين استشعرت أنفه عطرها المميز وشعر قلبه بأقترابها .. وروحه أطمئنت لقربها ليجدها بطلتها المميزة وهيئتها التي تخطف الروح والنبضات ودون شعور او تفكير وقف حتى يستقبلها .. كان ادهم يشعر بالسعادة .. ف أخيرًا أطمئن على اخته بعدما شعر بالراحة تجاه عدنان الذي وجد في هوا الحضن الدافئ والاحتواء الذي يحتاجه .. ف القدر له تصارفه الخاصة .. لا نستطيع فهمها احيانًا لكن حين تتضح الحقائق كاملة ندرك عظمة الخالق الذي يصرف الاقدار تحمل الخير لاصحابها
ف الان يشعر أن السعادة وأخيرًا سكنت قصر الخشاب .. بداية من إجاده لسليمة سليمة القلب والروح التي تحتويه بحب وتفهم .. وعطائها لا حدود له .. يشعر جوارها أنه مكتمل والكمال لله .. وبعدها هوا صمام أمان عدنان الذي رى على وجهه أبتسامة الراحة خاصة وهو ينظر لها وكل هذا بسبب أحتواء هوا له بشكل مميز ومختلف هي الحبيبة بدرجة ام والان اوس الذي أعطى لأخته السعادة التي تستحق .. واهداها الحب الحقيقي .. اليوم فقد يستطيع التنفس براحة
تم الاتفاق على كل شيء .. وأن يكون زواجهم مع اخيها وأبن عمها بعد أسبوعين .. يكون قد تم طلاء شقة أوس .. وشراء الاثاث وكل الاشياء التي تحتاجها ظلال .. ورفعت الايادي حتى تتم قرأة الفاتحة
لتطلق هوا وسليمة الزغاريد والابتسامة أرتسمت على وجوه الجميع .. وشعرت ظلال ان لها اختان حقيقيتان فهم حقًا طيبي القلب والروح أيضًا
…………………
تجلس في منتصف الاريكة بين يديها صحن كبير مليئ بشرائح المخلل .. تتناوله بتلزز وكأنها تأكل أجمل الاشياء على وجه الارض .. تشاهد فيلمها المفضل .. ويظهر على ملامحها الاستمتاع .. دخل من باب الشقة ليرى هذا المنظر أمامه ليصرخ بها وهو يقول بغضب
-مخلل تاني يا زيزي .. تاني .. هي مش الدكتورة محذراكي علشان الاملاح
وحين انهى كلماته كان يسحب الصحن من يدها لتلوي فمها كالاطفال وهي تقول بحزن
-كان نفسي فيه يا بيبرس .. واقول هاخد واحدة بس علشان النفس لكن بمجرد ما بدوقه مش بقدرابطل
كان ينظر لها بلوم وعتاب .. وشفقة أيضًا وضع الصحن على الطاولة وجلس بجانبها يحتويها بين ذراعيه لتضع رأسها على كتفه بأسترخاء وراحه خاصة مع صوته الحاني وهو يقول
-يا حبيبتي أنا فاهم وعارف اللي أنتِ بتقوليه .. بس ده غلط عليكي وعلى ولادنا كمان .. ينفع تأذيهم بالشكل ده
هزت رأسها بلا ليربت على كتفها بحنان وقال بمرح
-ايه رأيك نخرج أنا وأنتِ نشتري حاجات للولاد .. يعني حتى لو مش هنشتري هدوم أهو نتفرج ونجيب الاساسيات اللي مش بيختلف عليها حد ولا بتفرق مع ولد ولا بنت
أبتعدت عنه ونظرت له والابتسامة ترتسم على وجهها وهي تقول
-ياريت .. عشر دقايق وتلاقيني جاهزة
ووقفت سريعًا لكنها وقفت مكانها وقالت ببعض الحزن
-بس أنت لسه طالع من المطعم وأكيد تعبان وعايز تاكل وترتاح
أقترب منها وعاد ليضمها الي صدره بحنان … حبيبته الرقيقة دائما تفكر به .. وتشغل عقلها به وتهتم بكل ما يخصه .. قبل أعلى رأسها وقال بحب
-أنا مش تعبان .. ويا ستي ناكل برة أنا وأنتِ .. وبعدين بقى أنا متحمس أشتري الحاجة بتاعتهم جدًا
عادت الابتسامة تزين وجهها من جديد .. وبخطوات سريعة دلفت الي غرفتها يتابعها بعينيه .. أنتفاخ معدتها الذي زاد جمالها جمال .. وجعلها تبدوا كطفلة صغيرة ممتلئة الجسد بقصرها المحبب .. لكنه يشعر بالشفقة عليها ف الطبيبة أخبرته أن أنتفاخ بطنها أكثر من اي أمرة أخرى وذلك لكونهم تؤأم كذلك تورم قدميها واخبرته ان مع تقدم الحمل لن تستطيع النوم براحة وحينها من الافضل ان تنام وهي جالسة .. لذلك يشعر بالالم لأجلها والشفقة ويشعر أيضًا بالعجز ف ليس بيده شيء يساعدها به .. وبعد القليل من الوقت خرجت من الغرفة يرتسم على وجهها معالم الحزن ليقول لها بحنان وكأنه يكلم أبنته وليست زوجته
-مالك يا قلبي زعلانه ليه؟
رفعت له حذائها الرياضي وهي تقول بصوت مختنق
-مش عارفة البسه
أقترب منها والابتسامة الحانية ترتسم على ملامحة المحببة وقال برفق
-هو ده اللي مزعلك .. ولا يهمك يا ست الستات .. أنا هلبسهولك .. تحت امر الملكة
وأمسكها من يدها لأقرب كرسي واجلسها برفق وجثى على ركبتيه أمامها وبدء فى وضع الجورب بقدمها ولحقه بالحذاء كانت تنظر له بحنان وحب .. وأحساس بالسعادة والفرح رفعت يدها تداعب خصلات شعره ليرفع عينيه لها لترسل له قبلة في الهواء .. ليردها لها .. ثم قال
-خلاص يا ست الحلوين لبستي الكوتشي بتاعك .. بيبرس في الخدمة ديمًا
تنظر له وعيونها تحمل الكثير من الكلام التي يشعر هو أيضًا به .. حياتهم كيف كانت وكيف أصبحت؟ .. كيف كانوا هم وكيف أصبحوا؟ الخير الذي رزقهم الله به ليس له حصر ولا أخر .. حياة أسرية جميلة وقريبًا سيرزقون بالزريه .. فماذا يريدون أكثر؟ ف لله الحمد دائما وأبدا
أمسك يدها يقبلها بحب لتفعل هي الاخرى بالمثل وهمسوا سويًا
-بحبك
………………..
تجلس في شرفة غرفتها تنظر الي نافذته المغلقة منذ اكثر من أسبوعين … وبالتحديد منذ حديثهم الأخير
تنهدت بابتسامة ناعمة وهي تتذكر ما قاله لها عبدالله قبل مغادرتها العيادة
“سليمة عايز انبه عليكي في امر مهم … مينفعش أدهم يعرف كل تفاصيل حياة ثامر … لانه ببساطة كده احنى بندي فرصة للشخصية دي إنها تبقى اقوى وتترسخ اكثر ومع الوقت ممكن تكون هي الشخصية الحقيقة لأدهم … تعاملي معاه على إنه شخص مختلف تمامًا عن أدهم لو غلط هو اللي يتعاقب على غلطة مش أدهم … لو عامل حاجة كويسة هو برده اللي يتكافىء مش أدهم … أدهم يعرف الحاجات اللي ليها ضرورة قسوى غير كده لا ”
سمعت كلماته وفهمتها وحفظتها .. وبإصرار رفضت تمامًا إخبار أدهم عما فعله ثامر .. وتسبب لها في هذا الانهيار
وحين عادت الي البيت كانت تنتظر ظهور ثامر حتى تأخذ بثأرها منه
ولكن مرت ثلاث أيام … تنتظره كل يوم في شرفتها عله يظهر ولم يحدث وكأنه تبخر تمامًا من الوجود
لكن في صباح اليوم الرابع … استيقظت على صوت طرقات قوية على باب الشرفة
اعتدلت تنظر الي باب الشرفة المغلق باندهاش وبرقت عينيها بنيران الثأر وهي تدرك ان هذا هو ثامر
غادرت سريرها سريعًا ووقفت خلف الباب المغلق وقالت بصوت غاضب
-فيه حد يعمل كده … في باب شقة تخبط عليه مش من الشبابيك زي الحرمية يا محترم
توقف الطرق وظل صامت للحظات ثم قال بصوت غاضب
-اطلعي عايزك
وشعرت به يبتعد عن الباب ويعود الي شرفته … ظلت واقفة في مكانها تفكر … كيف عبر الي شرفتها وهناك حاجز الارابيسك وأيضًا ذلك الحديد الفاصل … لكنها نفضت رأسها عن كل تلك الأسئلة .. وركضت الي الحمام … انعشت نفسها وتوضئت وصلت ثم أرتدت فستان ابيض يحمل بعض الرسوم الفرعونية … وحجاب ذهبي وخرجت اليه
كان يقف بطوله الفارع يستند بذراعيه على سور الشرفه … شارد في الأفق ويبدوا على وجهه معالم التفكير … يرتدي بنطال اسود .. وقميص قطني أخضر اللون … وخصلات شعره مشعثه يبدوا انه كان يغلل اصابعه به بشكل عصبي … انه مهلك … بوسامته ووقاحته يمس قلبها بشكل مختلف لقد انقسم قلبها بين أدهم وثامر
تعشق خوف ادهم عليها … اهتمامه .. حبه الذي يحاوطها بحنان ورفق … ويتغلل الي روحها ببساطة ورقة … وتعشق وقاحه ثامر وبدائيته في التعامل معها … بروده وعدم مبالاته … انها حقًا محظوظة بهم تعيش معهم أحوال وأشكال مختلفه للحياة
انتبهت من أفكارها على صوته وهو يقول ببرود رغم استشعارها اهتمامه وخوفه
-ايه خايفة تقربي … ولا مقموصة ومش عايزة تتكلمي معايا
اقتربت من سور شرفتها وتركت مسافة ملحوظة بينها وبين السور الفاصل للشرفتين والذي لاحظت فيه كسر في الحديد الموجود فوقه وكذلك اختفاء الارابيسك تمامًا
وحين اسندت ذراعيها على السور كما يفعل هو قالت بهدوء
-ولا خايفة ولا مقموصة … عايز ايه؟!
سؤالها البارد اخرجه هو من بروده وقال بعصبية
-مش هتصرخي في وشي وتقوليلي مين البنت اللي كانت معاك دي … مش هتقولي عليا خاين وغشاش … مش هتطالبيني باي توضيح
نظرت له بهدوء شديد وبداخلها سعادة حقيقية ثامر أيضًا يحبها … ثامر خرج عن بروده وهدوئه ويثور الان عليها حتى تظهر غيرتها
اعتدلت في وقفتها وواجهته وهي تقول
-وطالما أنت عارف اني المفروض اعمل كل ده … مش بدافع عن نفسك ليه على طول وتجاوب انت على كل ده من غير ما أسأل
ظل ينظر اليها لعدة لحظات دون ان تختلف معالم الغضب المرتسمة عليه .. ثم أخذ نفس عميق وقال بهدوء
-أنا عمري ما أعتذرت لحد ولا اهتميت لزعل حد .. لكن انا حاسس من جوايا أني محتاج أعتذر لك .. ومحتاج تسامحيني … ومش عايزك زعلانه مني مش عارف ليه ولا فاهم أحساسي
كتفت ذراعيها حول صدرها وهي تنظر له بحاجب مرفوع .. لينظر الي السماء للحظات ثم قال وهو مغمض العين
-دي كانت علاقة قديمة وكنت بنهيها .. علشان مينفعش أعرف حد وانتِ خطيبتي
كانت تريد الابتسام على حالته وكلماته وكل ما يقوم به لكنها ظلت واجمه تنظر له بثبات حتى يكمل
لوى فمه كالاطفال واكمل بتبرم
-قابلتها في الشارع زي ما شوفتي رغم إنها كانت عايزاني أروحلها الشقة .. ونهيت معاها كل حاجة .. بس هي يعني بتحبني أووو
لم يكمل كلماته حين زامت سليمة بغضب … ليتراجع عما كان يريد قوله وصمت للحظة ثم قال بسرعة كطفل يشعر بالخجل وأراد إنهاء الامر بأسرع وقت
-هي كانت بتحاول معايا اننا نكمل وانا رفضت وبعدين حصل اللي حصل
ظلت صامته تنظر الي عمق عينيه لترى ما لم تتوقعه يومًا لقد سقط ثامر المغرور في هواها وذاب عشقًا بها .. انه ينتظر حكمها .. ويتمنى رضاها .. لكنها قالت بهدوء
-أنت عارف أنا وقتها حسيت بأيه؟!
ظهر الالم على وجهه لكنه قال بهدوء قدر أستطاعته
-المفروض متحسبنيش على اللي قبلك .. حاسبيني بس على اي حاجة من يوم ما بقيتي خطيبتي
لوت فمها وقالت بلؤم
-وخلصت الحكاية ولا لسه؟!
-خلصت وللأبد حتى أنا غيرت شريحه التليفون .. هاتي تليفونك بقى لما اسجلك الرقم الجديد يا قمر
لم تستطع التماسك أكثر من هذا .. هي تعشقه وتعلم جيدًا أن ما حدث لا تستطيع لومه عليه .. أدهم لا يعرف شيء عن أفعال ثامر .. وثامر شخصية تتمرد على كل مبادئ وثوابت أدهم .. ولكن من اجلها ثامر يحاول أن يستقيم .. في نفس الوقت كان هو يفكر .. ماذا حدث له؟ كيف يتحول بهذا الشكل؟ منذ متى وهو يهتم لمشاعر غيره؟ منذ متى وقلبه يتألم لألم اي شخص أخر؟ الم يكن مبدأه في الحياة هو ومن بعده الطوفان ولكن تلك القصيرة التي تقف أمامه ببرائة تلمس القلب وتشعل نيران الرغبه بها في جسده .. وفي نفس الوقت يخشى عليها من قربه وجنونه ..ومجونه أيضًا .. لكن مازال السؤال علاقًا دوت إجابه .. ماذا حدث له؟
أنتبه من أفكاره حين قالت بتحذير
-هعديها المرة دي يا ثامر لكن بعد كده أنت حر
رفع حاجبه وتحولت نظراته لجحيم مستعر وهو يقول بصوت رخيم
-ده تهديد؟!
-أعتبره زي ما تعتبره مش غفير الدرك اللي كل شوية يشوف حاجات متعجبوش .. يا تحترمني زي ما بحترمك .. وتراعي شعوري زي ما براعي شعورك .. يا أما
أجابته بقوة وثبات .. ليسأل بصوت غاضب
-يا أما ايه يا حلوة؟!
ظلت صامته تنظر له بتحدي .. ليشعر أنه يريد ضربها بقوة .. وفي نفس الوقت يريد أن يضمها بقوة .. والاكثر أنه يريد أن يقبلها بقوة .. أقترب من السور الفاصل وقال بتلاعب
-ما تجيبي بوسة
شهقت بصدمة .. أنه حقًا وقح .. أن أدهم وهو زوجها ويعلم ذلك جيدًا لم يطلب منها مثل هذا الطلب الوقح.. وهو يطلبه بكل وقاحة وبعد ما فعله .. ظلت تنظر اليه بشر وغضب ليبتسم وهو يقول
-بتصدقي كل حاجة انتِ .. روحي يلا أعمليلي قهوة راسي هتنفجر من الصداع
صدر عنها صوت معترض عما قاله وهتفت بغضب
-انت كمان بتتأمر عليا .. روح أنت اعمل لينا أحنا الاتنين
نظر لها بأبتسامة متسلية وقال بمراوغة
-متأكدة؟!
أومأت بكل ثقة ليقول هو بحماس ومشاغبة
-من عنيا
ودلف الي شقته ولكن طل برأسه وهو يقول
-أنا هروح اعمل القهوة بس لو مشربتيهاش يا سليمة هبوسك
جحظت عينيها من وقاحته .. وقبل أن تسوعب ما قاله تذكرت ما يضع هو في قهوته ف ركضت الي غرفتها واغلقت باب الشرفة .. بقوة لتصلها صوت ضحكاته العالية وهو يقول بمرح
-يا جبانة
عادت من أفكارها .. وهي تتنهد بأبتسامة صغيرة .. لقد بدات تلاحظ تباعد فترات ظهور ثامر .. صحيح هي تشعر بالسعادة من أجل أدهم لكنها أبدا لن تنكر أنها أشتاقت لثامر ووقاحته
………………..
في صباح اليوم التالي
دخلت الي المكتب تمسك بعض الاوراق بالاضافة الي دفتر ملاحظاتها وهي تقول بجدية
-في أوراق كتير عايزة امضه حضرتك
رفع رأسه ينظر لها .. كانت تنظر في الاوراق وهي تتقدم من المكتب رقيقة صغيرة الحجم لكنها بالنسبة له الدنيا بكل براحها .. شارد فيها وشارده هي في الاوراق حتى أصطدمت قدمها بالطاوله الموجودة في منتصف الطريق وسقطت عنها المذهرية فوق قدمها لتصرخ بصوت عالي
ليركض أدهم من خلف مكتبه وجثى بجانبها وهو يقول
-اتعورتي .. رجلك فيها حاجة
كنت تمسك قدمها بقوة وتحاول أن تبعد يده بقوة ليصرخ بها
-وريني رجلك يا سليمة خايفة ولا مكسوفة من ايه انا جوزك على فكرة
أبعدت يدها بهدوء وتركته يتفحص قدمها كانت ترى لهفته . خوفه .. وتشعر برعشة يده .. كانت تشعر بالخجل وهو يخلع عنها حذائها الرياضي وجوربها وبدء يحرك قدميها في كل الاتجاهات لتآن بألم لكنها قالت بهدوء وخجل
-انا كويسة يا أدهم .. مجرد خبطة بسيطة
رفع عينيه اليها وقال بغضب وقلق
-كويسة أيه بس ورجل فيها كدمة زارقة كبيرة أهو
نظرت الي قدمها وعادت تنظر له وتبتسم من جديد
-بسيطة متقلقش هتبقى كويسة
أقترب اكثر منها ووضع ذراع أسفل ساقيها وذراع أسفل ظهرها وحملها وهو يقول
-انا هتصل بالدكتور
وضعها على الاريكة برفق وكاد ان يبتعد لتمسك بيده وأجلسته جوارها وقالت بحب وعشق
-انا كويسة والموضوع مش محتاج دكتور يا أدهم دي مجرد كدمة زي أنت ما قولت
نظر الي قدمها ثم رفع عينيه الي عينيها وقال بقلق
-بجد أنتِ كويسة
أومأت بنعم ليتنهد ببعض الراحة ونظر الي الاغراض التي كانت بين يديها وتناثرت أرضًا ليعود اليهم ولملم الاغراض ووضعهم على مكتبه .. ثم حمل حذائها وجوربها وعاد اليها لتمد يدها حتى تأخذهم منه ليضع الحذاء أرضًا واعطاها الجورب وهو يقول ببعض المرح القلق
-مكنتش فاكر أن رجلك صغيرة أوي كده .. بتشتري جزمك من محلات الاطفال
أبتسمت بخجل وهي تقول ببعض التنمر على نفسها
-واحدة طولها 155 سم عايز رجلها تبقى قد ايه يعني
أبتسم بسعادة وراحة وبدات هي في أرتداء جوربها والحذاء بعد أن اعترضت على مساعدته لها وحاولت تغير الحديث ف قالت بعملية
-الاوراق اللي هناك دي عايز توقيع حضرتك .. وقولي ملاحظاتك علشان انفذها فورا .. علشان فيها حاجات مهمة لازم تتبعت ردها بالفاكس النهاردة
كان ينظر لها باندهاش .. حين تتحدث عن العمل تتحول تمامًا ويصبح حديثها رسمي بشكل يجعله يشعر بالضيق
ليس لشيء سوا إنها حبيبته ولا يريد حتى الحديث في العمل يحمل اي نوع من انواع الرسمية بينهم
رفعت عينيها اليها حين ظل صامت .. لتفهم حالته فنظراته أصبحت بالنسبة لها واضحة لا تحتاج الي شرح او تفسير فقالت بمهادنة
-أحنا متفقين يا أدهم الشغل شغل يا اما أستقيل وتجيب سكرتير راجل يشتغل معاك مكاني
ابتسم وهو يفهم تهديدها جيدًا فقال بتراجع واستسلام
-لا خلاص يا فندم هقوم أوقع الاوراق وأقولك ملاحظاتي علشان تبعتي الفكسات
لتبتسم بمرح وسعادة وهي تتابعة يتجه الي الكرسي الخاص به وبدء في التوقيع ومراجعه الاوراق .. لتضع قدمها داخل الحذاء وهي تكتم آنه ألم قوية .. وبشق الانفس وقفت على قدميها تسير في أتجاهه وهي تعرج أمسكت دفتر ملاحظاتها وبدأت تكتب خلفه الملاحظات وحين انتهى مد يده بالاوراق لتاخذها دون كلمه وتحركت لتغادر ليلاحظ طريقة سيرها ليقول من جديد
-متأكدة إنك كويسة .. بلاش تخوفيني عليكي خليني أجيب دكتور يطمنى
نظرت له وقالت بصدق
-أكيد موجوعة شوية دي خبطة دبل .. بس هبقى كويسة
وقبل أن يقول اي شيء ورد لها اتصال لتخرج هاتفها من جيب فستانها لتنظر له وقالت بأبتسامة رقيقة
-دي نناه
ظهر على أدهم عدم الفهم لتقول بأبتسامة واسعه وهي تجيب الاتصال
-حبيبتي وحشتيني جدًا
صمتت لثوان ثم قالت
-مديري في الشغل صعب جدًا وهو اللي ما نعني أجيلك يا قمر
ضحكت بأنطلاق وهي تقول
-تحت الامر يا فندم .. هو أنا أقدر أتأخر عليكِ
كانت تستمع لمحدثتها والابتسامة تزين وجهها البريئ ويتابعها هو بأعجاب وحب .. فمنذ ذلك اليوم وهو يراها قريبة منه تظهر غيرتها بشكل واضح .. جعله يشعر ان ثامر ذلك أثار غيرتها بشيء ما .. حاول كثيرًا أن يعرف منها ماذا حدث ولكنها وبكل أصرار رفضت ان تخبرة متبعة نصيحة عبدالله .. ورضخ هو لما أرادت دون جدال يكفي أن يراها سعيدة واي شيء أخر لا يهم
أنهت حديثها لتجيب على سؤاله الغير منطوق
-دي شُكران هانم عايزاني أنا وهوا نعدي عليها علشان نشوف أخر تطورات الاجنحة .. أبتسم بسعاده وهو يقول بحماس
-المهندس عمل كل اللي أنت عايزاه وبجد الجناح بقى مختلف من أول ما بدخله بحس إني مرتاح وسعيد الالوان اللي أنتِ مختارها مميزة زيك بالظبط
كانت تبتسم بسعادة ولم تجيب على كلماته لينتبه لوقفتها فقال بقلق
-هو انتِ واقفه كده ليه روحي أقعدي لو سمحتى وأنا هبقى اوصلك القصر
أومأت بنعم وغادرت وهو يتابعها وهي تسير بعرج واضح ليشعر بألم قوي في قلبه وحزن لكن ماذا بيده أن يفعل؟
لكن خوفه عليها لم يرحمه لذلك طوال اليوم كلما أحتاج لشيء منها ذهب اليها وانهى الامر معها في مكتبها .. حتى لا تسير على قدميها كثيرًا وتتألم وأمرها بشكل لا يقبل للنقاش أذا أحتاجت توقيعة أو أرسال شيء له اخبرته بذلك واتى هو لها وهي نفذت ذلك بطاعة ف بالفعل قدمها تؤلمها بشدة وكذلك لسعادتها التي لا توصف بأهتمامه وخوفه
…………………
تركت مكتبها وبخطوات متمهلة توجهت الي مكتب هوا .. طرقت بابها لترفع هوا رأسها اليها وأبتسمت ببشاشة لتدلف سليمة بخطواتها المتألمة وهي تقول بمرح
-أنا جايالك في مهمة رسمية مستعجلة
قطبت هوا حاجبيها وقالت بأندهاش
-مال رجلك أنتِ كويسة ؟
أومأت سليمة بنعم وقالت بهدوء
-خبطة خفيفة كدة .. خلينا بقى في المهمة المستعجلة اللي أنا جيالك علشانها
لتقول هوا ببعض القلق
-أنا تحت أمرك في أي حاجة
قالت سليمة بلوم
-أمر أيه بس يا هوا .. يا بنتي أحنا دلوقتي …..
صمتت لثواني تفكر ثم قالت بعد عدة لحظات
-سلايف .. أيوة هي سلايف يعني أحنا أخوات ومفيش ما بينا أوامر بس الاوامر جاية من فوق
شعرت هوا ببعض الاندهاش وعدم الفهم .. جلست سليمة على الكرسي جوار المكتب وأكملت بمرح وأبتسامة واسعه
-شُكران هانم عاملة ليا أنا وأنت ضبط وأحضار علشان نشوف الاجنحة بعد ما خلصت .. وعلشان لو فيه أي تعديل المهندس يلحق يظبطها
أبتسمت هوا وهي تقول بصدق
-طبعًا لازم ننفذ الامر وفورًا كمان .. أصلًا أنا بحبها جدًا .. بحسها أمي ومقدرش ارفض لها أمر
أومأت سليمة وهي تقول
-فعلًا هي حنينة وطيبة ورغم أصل العيلة وعراقتها وغناهم لكن هي متواضعة جدًا وبتحبنا زي ما بتحب أحفادها تمام
أومأت هوا بنعم حين خرج عدنان من مكتبه وهو يقول
-هوا انا..
صمت حين وقعت عينيه على سليمة التي أبتسمت وهي تقف على قدميها وقالت بهدوء
-هرجع مكتبي بقى علشان مديري صعب وانتِ خدي الاذن من مديرك ونتقابل في القصر .. أو لو تحبي تيجي معنا عرفيني
وغمزت لها وغادرت لينظر عدنان الي هوا بأستفهام لتخبرة بكل ما قالته سليمة ليقول هو يأقرار
-وليه تروحي معاهم بعد ما تخلصي الشغل ده نروح سوا مراتي متركبش مع حد غريب
وأقترب ليضع لها عدة أوراق أبتسمت بخجل ليغمز لها وهو يقول بمشاغبة
-خدي بقى خلصي الشغل دة بدل ما اخصملك أه أنا فس الشده شديد
لتحاول كتم ضحكاتها لينظر لها بغضب مصطنع وقال أمرًا
-أشتغلي
ودلف الي مكتبة وأغلق الباب لتطلق العنان لضحكاتها التي أطربت قلبه وروحه .. فمنذ اعترف لها بكل ما بداخل قلبه بكل صدق وهي تفهمته واحتوته .. جعلته يشعر بإنه قد أحسن الاختيار .. هو يحتاج حبية وزوجه بدرجة ام .. قادرة على تفهمه
وأستطاعت ببرائتها وقلبها الطيب ان تخطف قلب جدته .. وكذلك نالت اعجاب ادهم وأصبحت هي وسليمة أصدقاء وهذا أكثر ما يسعده فهو لا يعرف سبب واحد لاحساسه الشديد بالاحترام لسليمة كما شعوره لأدهم
……………..
مرت ساعات العمل وغادر أدهم وسليمة ولحق بهم عدنان وهوا .. وصلوا تباعًا الي القصر وكان اوس حينها يجلس مع ظلال في الحديقة يتناقشون في كل ما يخص زفافهم .. جلسوا معًا لبعض الوقت وكل منهم بكلمة مرحه لتعلوا أصوات الضحك في قصر الخشاب .. وكل هذا بفضل الافراد الجديدة الذين دخلوا عائلة الخشاب فأسعدوا قلوب اولاد الخشاب وأدخلوا البهجة الي القصر
كان عدنان كل دقيقة وأخرى يقترب من أذن هوا يقول لها شيء ما ف تبتسم بخجل .. وأدهم كل دقيقة وأخرى يسأل سليمة هل قدمها تؤلمها أو لا .. بعد أصراره على أن ترفع قدمها على احد الكراسي وتجلس بشكل جانبي حتى تصبح قدمها ممدة من جانبة ومختفية خلف ظهره
وبعد قليل من الوقت صعد أدهم وسليمة الي جناحهم وكذلك عدنان وهوا .. وبعد أن تفحصوا الاجنحة لم يكن لهم اي ملاحظات
لتنقسم الجلسة الي أحذاب جلسوا الفتايات سويا حتى يرتبوا الاوقات معا للذهاب للسوق وجلس الشباب سويًا حتى يرتبوا أمورهم من اجل العرس
وتمت الموافقه على أقتراح شُكران بأن تقام ليلة الحنة في بيت سليمة .. والعرس في حديقة القصر .. ووافق الجميع دون اعتراض
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)