روايات

رواية آدم الفصل الرابع 4 بقلم زينب سمير

رواية آدم الفصل الرابع 4 بقلم زينب سمير

رواية آدم الجزء الرابع

رواية آدم البارت الرابع

آدم
آدم

رواية آدم الحلقة الرابعة

انصدمت من كلماته تلك … كيف تأخرت ماذا يقصد بتأخرت من الاساس هل كان يعرف بأنها اتيه ؟ هل كان يعرف أن ذلك العجوز سيحدثها ؟ هل هو من حدثه اساسا ؟ ظلت الأسئلة تتتابع في رأسها وهو ينظر لها ببسمة خفيفة كأنه يدرك ويعرف جيدا ما يجول بخاطرها بينما تنحنح رشاد ووقف واستعد للخروج هاتفا بصوت حرج قليلا:-
_انا هستني برة لـ حد ما تخلصوا كلام
ثم نظر لـ ادم مكملا بتحذير:-
_بس اعرفوا كويس أن حضراتكم متراقبين
وتركهم وخرج
ليتجه هو للمقعد ويجلس عليه بعدما اشار لها أن تجلس علي الاخر المقابلا له والتي توجهت نحوه بالفعل وجلست عليه والفضول يتأكلها من الداخل وهي منتظرة حديثه التي لا تعلم ما هويته وعلاما سيتحدث بالضبط
نظف حلقه وهو يطالعها بعينيه قبل أن يقول:-
_ســـر
عقدت حاجبيها بعدم فهم وتسائلت بتعجب:-
_اية هو اللي سر
رد علي تسائلها بهدوء مبينا مقصده:-
_الكلام اللي هقوله دلوقتي سر … ميتقلش لـ اي حد … حتي يحيي
نفت سريعا برأسها وهي تقول بتعلل:-
_بس في ناس هتساعدني في حل القضية ولا زم يعرفوا الكلام دا … علشان يتأكدوا أنهم بيساعدوا برئ
هتف بأصرار استعجبته وبشدة:-
_انتي وبس اللي الكلام يبقي معاكي … ياأما … اتفضلي معطلكيش
توسعت عيونها من وقاحة حروفه الأخيرة
اليس هو من كان ينتظرها منذ زمن ؟
تنفست بضيق للحظات قبل أن تقول اخيرا:-
_تمام … احكيلي ووعد محدش هيعرف اي حاجة … حتي يحيي
كان رشاد يقف أمام شاشة الكمبيوتر يتطلع لغرفة مكتبه من خلال كاميرا المراقبة ورغم أن كل شئ كان تحت السيطرة حتي الصوت إلا أن آدم اخفض صوته خلال ثواني قليلة بدرجة لم يستطيع هو أو غيره من الموجودين أن يسمعون منه اي حرف
بينما ظهر الاهتمام الشديد علي ملامح همس بمرور الوقت مع عقد حاجبيها بصدمة وتوسع عيونها فيبدو انها تسمع عن شئ هام وخطير لم يستطيع قلوبها الرقيق أن يستوعبه … وليس عقلها الذي بطبعه قاسي ويسيطر علي قراراتها…
لم يجلس في منزله سوي دقائق لم تتعدي الساعة ومن بعدها ذهب باتجاه عمل أخيه … تماما امبراطورية ادم الجيزاوي ليجد يحيي بانتظاره أمام البوابة الخارجية وعندما وقف أمامه تماما هتف الاخر بنبرة خالية من الحياة وكأنه يتحدث عن اخبار الطقس:-
_بعد ما دكتور فتحي كان هيشرح الجثة همس اتصلت وقالتلي انها عندها واحد ثقة وهو حاليا في المشرحة … مفيش رد فعل خالص من أتباع علوان علي اللي حصل وكأنهم ما صدقوا أنه مات … الكاميرا والتسجيلات لسة فيهم عطل ومش بيظهروا غير نص الفيديو وبس و…
قاطعه هيثم:-
_لسة ادم موافقش يقابل حد
اؤما بـ نعم بـ حزن وقبل أن يهتف بشئ جائه اتصال هاتفي لينظر للمتصل بتعجب قبل أن يجيب:-
_الوو .. ايوا ياهمس … انتي بتقولي أية … ازاي توافقي تمسكي قضية زي دا وادم وافق ازاي اصلا يمسكهالك
هذا كان رد فعله بعدما عرف بقرارها المجنون من وجه نظره ليأتيه ردها الجامد والذي يبين من خلفه مدي إصرارها:-
_دا قرار نهائي يايحيي ومستحيل اغيره حتي لو ادم نفسه رفض … سلام دلوقتي
وأغلقت معه دون حتي رد منه
ليقول هيثم والذي فهم ما دار بينهم من كلمات يحيي:-
_غريبة !! لية ادم وافق أن همس الوحيدة اللي تمسك القضية
رد عليه الاخر بشرود:-
_علشان عارف انها مستحيل تسيبها غير لما تحلها
ربت علي كتفه محاولا اطمئنانه وهو يردد بتأكيد:-
_متخفش … ادم اكيد مش هيعرضها لـ خطر
ابتسم له ببعض الرهبة … الخوف ليس من تلك القضية فقط بل الخوف مما سيلحقهم بعدها
وقفت أمام باب مكتب السيد رشاد وقد عادت لها نظرات الجدية والجمود وهي تقول لـ رشاد الواقف أمامها:-
_امتي مفروض يكون معاد محاكمته..
رشاد:-
_هو مفروض يتعرض علي النيابة ويتحقق معاه ودا اللي هو موقفه حاليا بسكوته … وكمان مش هينفع قبل ما يوصلنا تقرير الطب الشرعي
همس:-
_لو أثبت برائته قبل المحاكمة … يبقي ملهوش لازمه أنه يتعرض للمحكمة … صح ؟
اؤما بنعم وبسمة سخرية خفيفة علي شفتيه … فكيف لتلك الصغيرة أن تخرجه من مأزق كهذا ؟!
تجاهلت نظراته وابتعدت بخطواتها عنه
ولكن سرعان ما عادت مرة أخري متسائلة:-
_طيب هو هيفضل هنا لـ حد ما نثبت برائته ؟
أما بـ نعم هاتفا:-
_اها ممنوع خروجه الا للمحكمة أو لبيته لو كان برئ
اؤمات بـ حسنا بـ شرود وتركته وغادرت
لينظر لاثرها لثواني ويعود بنظره لـ ادم ناظرا له من الباب الموارب مراقبا لـ تصرفاته التي عادت كما هي باردة … شاردة … ممزوجة بحزن
كان الدكتور مهند في غرفة التشريح منذ ساعة تقريبا بعدما تلقي اتصالا هاتفيا من همس طالبه منه أن يقوم هو بتلك العملية وان هذا العمل سيكون بمثابة مساعدة لها ولأنه طلب من همس ما كان ليرفض ابدا فهي كـ شقيقته واقرب له من ذلك أيضا لـ ذلك لم يتردد لحظة وهو يقدم علي تلك الخطوة وها هو يقف الان أمام تلك الجثة يفحصها ويشرحها بعناية وتركيز فائق بعدما اعطي للفريق الطبي مجموعة من العينات طالبا تحليلها بأسرع وقت ممكن
كان خرج تلك الغرفة يقف مجموعة لا باس بها من العساكر ورجال خاصة بالسيد علوان … الرجال الوحيدين الذين سألوا عنه
وتمر ساعات الليلة الأولي في تلك الأحاديث الغير هامة بمنظور البعض بينما هي بنظر البعض الآخر كان ساعات كفيلة بجعلهم يشعرون أنهم رأوا الموت بأعينهم بسبب ذلك الحزن الذي سيطر علي القلب فجأة دون سابق إنذار
صاحت سارة من خلال سماعة الهاتف بحماس:-
_بجد مش مصدقة اللي بتقوليه دا … الواحد متحمس يشوف هيحصل أية … ويشوف هتعملي أية يابت البحراوي
ردت همس من الطرف الآخر بصوت يشوبه الإرهاق:-
_لا يا حلوة انتي كمان هتبقي معايا خطوة بخطوة
أجابت سارة سريعا:-
_انا تحت امرك ياكبير
تابعت همس الحديث بصوت مرهق:-
_طيب بصي هقفل دلوقتي علشان هموت وانام … بكرة أن شاء الله نتقابل
سارة:-
_اوك … ايوا نامي دا انتي داخله علي ايام لوز
ردت همس بضيق:-
_هتدخلي معايا في نفس الايام دي ياحبيبتي متخفيش
وتنهدت بنزق قبل أن تقول مودعة الاخري:-
_سلام بقي
وأغلقت معها دون أن تسمع لـ ردها حتي
مما جعل الاخر تعقد حاجبيها بتعجب ممزوج بضيق وهي تهمس بدهشة:-
_البت بتقفل في وشي التليفون … من غير حتي ما ارد السلام … ماشي ياهمس ماشي
كان يجلس في غرفة مكتب السيد رشاد علي أحد إلارائك بالغرفة حيث أنه سيبيت لياليه هنا ولن يحجز في الاسجنه وذلك بالطبع لأنه يملك من النفوذ والمكانة ما يجعلهم يقدمون له كل سبل الراحة الممكنة وكانت الافكار تتتابع في رأسه حول ما يحدث حوله هذة ليلته الأولي في ذلك المكان هل سيجلس هنا الكثير من الليالي بعدها ام أن هناك القليل من الليالي المنتظرة له في ذلك المكان
يعلم أنه سيخرج من تلك التهمة لكن الوقت تحديدا لا يعرف متي
تنهد وهو يفكر أن هناك الكثير عليه فعله بعدما يخرج … لذلك هو يريد الخروج بأقرب وقت ممكن

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آدم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى