روايات

رواية اسيا وشر الجنوب الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل

رواية اسيا وشر الجنوب الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل

رواية اسيا وشر الجنوب الجزء الخامس

رواية اسيا وشر الجنوب البارت الخامس

اسيا وشر الجنوب
اسيا وشر الجنوب

رواية اسيا وشر الجنوب الحلقة الخامسة

الوضع فى الوقت ده كان من اصعب ما يكون، غضب عبدالله واحراج عاشور، وصدمة جاد من قرار ابوه، كل اللى موجودين فى حالة توتر، وكل ده ومرض سليمة كان هم تاني لواحده، فى الوقت ده رد عاشور بحكمة شوية وقال:
– مش وقت اللى بيتقال ده يا حاج، نطمن على الحاجة سليمة وبعدين يعدلها ربنا، حمدالله على سلامتك ياجاد يابني، مبروك ما جالك.
اتحرك عاشور ووراه علطول عزيزة وشجن اللى نظرات الحقد خارجة من قلبها مش من عنيها، بص جاد لمراته وقال بصوت هادي:
– تعالي سلمي على الحاج يا ريم.
قربت ريم بهدوء، لكن عبدالله كان غضبان، مديت ريم ايديها لكن هو اتأخر فى انه يسلم، بص جاد لأبوه وقاله وكأنه بيحرجه:
– كبير الغازولية ميصغرش حد دخل بيته ياحاج.
مد عبدالله ايديه لريم اللى سلمت عليه ب ود وابتسامة هادية، مسك جاد منها المولود وقربه من عبدالله وهو بيقول:
– اسيا، بنتي يا حاج، اسيا جاد عبدالله الغازولي.
عبدالله بص للبنت ومقربش منها، لكن قال بحدة:
– ادخل اطمن على امك، خدلها مراتك وبنتك معاك..علشان تخلص عليها خالص.
سابهم عبدالله واتحرك من قدامهم وطلع برة البيت، فى الوقت ده ودودة بقى بين اخوات جاد وبين ازاوجهم ومراتات الرجالة، لكن رقية اتكلمت بحدة بعد ما اتحرك جاد ناحية اوضة امه ومعاه مراته وبنته:
– شششششششش، محدش ينطق بكلمة، الموضوع ده موضوع اخويا وابويا، اي حد تاني هيتكلم انا اللى هخلي الحاج يقف له.
اضطروا يسكتوا لكن الكل عارف ان مستحيل عبدالله يعدي حاجة زي كده بسهولة.
فى بيت عاشور وبعد ما رجع وهو حاسس بغضب من قلة احترام جاد لأتفاق ابوه معاه قال بصرامة:
– اخرة الغُربة، بوظت دماغ الواد، بدل ما يرجع بالشهادة راجع بمراته وعلى ايديها عيل، نسى عادات واصول بلده وعيلته، بركة انه اتعرف من واحنا على البر.
شجن بمسكنة:
– يعني ايه يا ابويا؟ يعني كل السنين اللى انا فيها على اسمه دي تعدي كده؟ يعني جاد يكسر كلمتك انت وعمي؟ جاد يربطني على اسمه من وانا لسه عيلة لحد دلوقتي وفى الاخر هو يتجوز ويخلف؟ وابقى انا وسط بنات البلد اللى عنست وكمان العريس اللى كان ليها اختار واحدة غيرها! معيوبة انا ولا معيوبة يا ابويا علشان يحصل فيا كل ده؟
ابويا اتضايق جدا من اللى اتقال منها، لكن لأنه مش لاقي رد يرده بالنسبة لعاداتهم كل اللى قاله:
– روحي على اوضتك ياشجن، لكل حادث حديث يابتي، نطمن على الست الاول وبعدين يعدلها ربنا.
طلعت اوضتها وهي جواها نار غيرة من ريم اللى شافتها لأول مرة وشافت ازاي هي جميلة وهادية وباين عليها البرأة، قفلت الباب عليها وهي بتقول لنفسها:
– مش مهم مراته دلوقتي، المهم انه رجع، ودى اول خطوة، طلعتي شاطرة يا انيسة بصحيح.
طبعا كلام داير فى بيت عبدالله، وكلام داير فى بيت عاشور، وما بين كل الكلام سليمة فى دنيا تانية مش واعية لحاجة، محاولات من رقية فى اقناع ابوها بأنه يفرح لرجوع جاد ويفرح بحفيدته، ومحاولات من عزيزة تقنع عاشور فيها ان الجواز نصيب والدنيا موقفتش عند جاد ولا على اتفاق، وما بين هنا وهنا قاعدة شجن فى اوضتها بتفكر هتعمل ايه تاني؟ وامتى انيسة ممكن تسمح بانها تروحلها علشان ياخدوا الخطوة التانية، رغم ان عبدالله قال ان جاد هيتجوز شجن الا ان هي عارفة ان ابوها مش هيقبل حاجة زي دي، وسط تفكيرها ده حسيت بلمسة هوا سخنة حواليها، بصيت ناحية شباك اوضتها لقيته مقفول، لكن مهتمتش، اللى لفت انتباهها وخلاها تركز الصوت اللى سمعته وقال بهدوء لكن بصوت غليظ:
– قبل الفجر تكوني عند انيسة، هي فى انتظارك.
اتنفضت شجن من الصوت لكن رديت بسرعة وقالت:
– قبل فجر ايه؟ هطلع ازاي؟
رد وقالها:
– هتتصرفي، انتي بتعرفي تتصرفي.
واختفى الصوت اللى صاحبه مظهرش اصلا، اتوترت شجن وهي مش قادرة تستوعب ان دلوقتي هي كانت بتتكلم مع شبح فى اوضتها وسمعته وسمعها، وبقيت بتحاول تركز علشان تلاقي طريقة تقدر تخرج بيها فى وقت زي ده، خاصة ان ابوها بيصحى يصلي الفجر وامها كمان، وبعدين فكرة انها تمشي فى طريق الغبرة فى وقت زي ده دي حاجة ترعب واخيرا حسيت شجن بالخوف، لكن ايه نتيجة احساسها بالخوف؟ ولا الهوا! بالعكس قررت تقفل عليها باب اوضتها من جوة وتروح فى النوم، او توهم اهلها انها هتروح فى النوم، طلعت من اوضتها ونزلت لأبوها وامها اللى كانوا لسه قاعدين ومثلت العياط وهي بتقول:
– قلبي واجعني اوي يا امي، حاسة اني اتهانت واتغدر بيا.
ردت عزيزة قبل ما يرد عشور:
– يابنتي ده النصيب، متعرفيش نصيبك فين، وبعدين جاد ده مينفعش تأمنيه على نفسك، ده خان اتفاق ومكبرش لأبوه وعمه، يعني مكانش هيعملك حساب فى حياته.
كلام عزيزة كانت بتحاول بيه تهدي بنتها، عاشور بزعل:
– ساب اللى من دمه وراح يجري ورا بتوع الغُربة اللى متعرفيش لهم اصل من فصل، اللى اهاليهم بتكون رامية طوبتهم، ساب الرباية والاصل وراح للي بكرة ترميه زى ما رمى كلمة اهله ورا ضهره، سيبك منه يابنتي، انتي الف من يتمناكي، تحطي رجل على رجل ويجيلك بدل العريس الف، وترفضي اللى على كيفك، ولا تزعلي نفسك.
كانت قادرة شجن تمثل الحزن لدرجة انها تصعب على ابوها وامها، قالت وهي بنفس نبرة الصوت الحزين والدموع المحبوسة فى عنيها:
– انا هنام، عازة افضل نايمة لحد ما الاقى نفسي بصحى على ان اللى حصل ده كان كابوس، هنام ومتصحنيش يا امي، حتى لو هتروحي لمرات عمي سيبيني نايمة.
عزيزة:
– مش هطلع من البيت غير لما تصحي، نامي ياحبيبتي وارتاحي، ولا تزعلي روحك.
عاشور:
– نامي براحتك متغليش راسك بحد ولا بحاجة، انتي فى بيت ابوكي ملكة، نامي وكلي واضحكي واطلبي واتأمري كمان على كيف كيفك، ولا حد يستاهل ضفرك.
ابتسمت شجن ابتسامة صفرا حزينة وراحت باست رأس ابوها ورأس امها، كانت خبيثة جدا وبتقدر تمثل كويس جدا، طلعت اوضتها وسابت ابوها وامها موجوعين عليها وقفلت عليها الباب، عنيها على الساعة وودنها برة باب اوضتها، طافية كل الانوار لحد ما سمعت صوت امها وابوها وهما داخلين اوضتهم وقفلوا بابهم، فات شوية وقت البيت كله ساكت ومنتهى الهدوء، الليل مغطي البيت كله، اتسحبت شجن وخرجت من اوضتها وقفلتها من برة بالمفتاح، هي عارفة ان باللي عملته هتخلي محدش منهم عايز يقلقها علشان تفضل نايمة ومتصحاش تفتكر اللى حصل وتفضل زعلانة، خرجت من البيت على طراطيف صوابعها وهي لابسة ملحفة سودا فوق هدومها علشان محدش ياخد باله منها، كانت بتجري فى الطريق علشان تبعد عن البيت والمنطقة لحد ما وصلت بداية طريق الغبرة من خوفها ان حد يشوفها، ابتديت تاخد نفسها وحسيت بالراحة لما وصلت لبداية طريق العفاريت ده، غريبة هي خايفة من الناس اللى حواليها ومش خايفة من العفاريت اللى ماليين الطريق ده، ولأن طريق الغبرة محدش بيقرب منه الا لو رايح لأنيسة وده مش بيكون فى وقت زي ده طبعا، اتحركت فيه شجن براحتها ومشيت على مهلها، سامعه اصوات، خيالات على مسافة خطوات منها بتظهر وتختفي، همس ووشوشة فى ودنها، قلقانة مش هنقول لاء، لكن مش خايفة، قلبها ميت مش بتحس، وصلت لأنيسة وكان باب بيتها مفتوح، دخلت وقفلت الباب وراها وشافت انيسة قاعدة قصادها وكأنها مستنياها، وقفت شجن وهي ساندة على الباب بضهرها وهي بتاخد نفسها وبتقول:
– بقى ده وقت تطلبي مني اني اجي فيه؟ انا مكنتش عارفة ازاي ممكن اخرج من البيت فى وقت زي ده؟
كانت انيسة مكتفية بنظرات ثابتة لشجن، شجن اتكلمت تاني وقالت بأستغراب:
– فى ايه بقى يخليكي تطلبي اني اجي فى وقت زي ده؟ انتي عرفتي انه رجع ولا ايه؟ جاي بيها البيه، امه مرمية فى سرير المرض وهو جاي بالسنيورة بتاعته، وشايلة عيلها على كتفها…
كلام كتير بقيت تتكلمه شجن والغل والحقد بيطلعوا من بين كل حرف بتنطق بيه، وانيسة ثابتة مش بتنطق، اكتر من عشر دقايق بتتكلم شجن لحد ما زهقت وقالت بتركيز:
– هو انتي بصالي كده ليه؟ ومش بتردي عليا ليه؟ هو انا بكلم نفسي؟
فى الوقت ده عيون انيسة اتغيرت، السواد اللى فيهم اختفى واتحولت لبياض مخيف، وصوت مرعب نطق وقال:
– انا مش انيسة، انا اللى مطلوب مني اقربلك المقصود.
اتخضيت شجن وحاولت تخرج من الباب من خوفها لكن مقدرتش، اتكلمت انيسة تاني وقالت:
– انك تشوفيني فى صورة انيسة اهون عليكي من انك تشوفي اللى هما هيشوفوه، لكن مطلوب منك طلبات لازم تتنفذ.
شجن بتوتر وصوت مهزوز:
– ط..طل..طلبات ايه؟
انيسة او الجنية اللى متجسدة فى جسمها:
– عايزة دم، عايزة دم نج…س.
اتوترت شجن اكتر من الطلب ومفهمتهوش، لكن هي ردت وقالتلها:
– لما انيسة ترجع هتفهمك يعني ايه، ومش مطلوب منك تفارقي بيت المقصود، تعيشي فيه علشان ليكي لزوم هناك.
شجن بأرتباك:
– ازاي؟ ابويا مش….
ردت انيسة وقالت بغضب وصوت تخين:
– ده امر، نفذي، هاتي الدم وارجعي تاني الليلة الجاية…فى نفس الوقت، متتأخريش.
رجعت عيون انيسة لطبيعتها تاني، وارتجفت وكأن نفسها كان مقطوع ورجع، اتكلمت انيسة بسرعة وقالت:
– انتي قلبك ميت يابت انتي؟ ايه مش بتخافي؟
شجن بتوتر:
– انتي ازاي كده؟ ازاي تمشي وتسيبيني لواحدي معاها؟
انيسة بتضحك:
– كان لازم تطلب طلبها بنفسها، دى هتكون مسمار جحا اللى هيتدق فى نعش ضرتك.
هههههههههههههه
شجن:
– طلبت مني دم، ومش اي…
انيسة:
– انا هقولك يعني ايه؟ بس اتصرفي فيه، والليلة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسيا وشر الجنوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى