رواية عشقت خيانتها الفصل الأربعون 40 بقلم قوت القلوب
رواية عشقت خيانتها الجزء الأربعون
رواية عشقت خيانتها البارت الأربعون
رواية عشقت خيانتها الحلقة الأربعون
⚜️ الوصيه…⚜️
عمر و نسمه …
شعرت “نسمه” بالإعياء التام لظنونها التى إجتاحت نفسها ، لكنها مع ذلك لم تخبر “عمر” عما يجول بخاطرها وإكتفت بملاحظه تصرفاته بصمت تام ، ليشعر هو الآخر بأن “نسمه” بها شئ مختلف فهى دوماً شارده حزينه لا يدرى ما السبب الذى جعل حالتها النفسيه بهذا التراجع ….
خلال تلك الأيام الماضيه تقابل “عمر” مع “نورهان” بمكتبه لبدء العمل على تلك المناقصة التى أشارت إليها وبدأ بالفعل بتجهيز المواد اللازمه للتوريد كما نص العقد الذى ألزمه بتوريد الفواكه لهذا المصنع الكبير للمواد الغذائية خلال فترة قصيرة وإلا عليهم دفع شرط جزائى كبير للغايه …
تعامل “عمر” مع “نورهان” بمهنيه شديده حتى أن أغلب إجتماعاتهم كان يحضرها المحامى القانونى بمكتبه ليراجع معهم كل التفاصيل الخاصه بالعقد والتوريد ….
فى الصباح …
تجهز “عمر” للذهاب لمكتبه كما كان يفعل بالأيام الماضيه حين وقفت “نسمه” بوجه شاحب للغايه من خلفه تسأله بطريقه غريبه ربما تحمل نبره شك أو إتهام …
_ إنت رايح فين ….؟!!
إستدار “عمر” تجاهها مجيباً إياها بتعجب من حالتها وطريقتها …
_ رايح المكتب … “نسمه” … إنتى مالك … تحسى إنك مش طبيعيه …؟؟!!
زاغت عيناها بعيداً عنه فلن تظهر له ما بداخلها حتى تتأكد من كل شئ أولاً كما أوصتها “أحلام” بألا تنساق خلف شكوك وتهدم كل شئ ….
_ لا مفيش …أنا بس بسألك عشان حقابل “أحلام” ونتمشى شويه ….
إندهش “عمر” بغرابه وهو يهتف بعدم فهم …
_ “أحلاااام” ….. !!!!! ….. و إيه إللى فكرك بيها بعد كل ده …؟!!
_ هى جت تزورنى وإعتذرت لى وخلاص ….
لوح “عمر” بكفيه بتعجب حقيقى من زوجته طيبه القلب …
_ بالسهوله دى … خلاص!!!! … خدى بالك منها يا نسمه إنتى نسيتى عملت إيه ….!!!!
_ المسامح كريم …
حاول “عمر” تنبيه زوجته الساذجه من أن تكون “أحلام” قد عادت لتؤذيها مرة أخرى ….
_ متنفعش طيبتك الزايده دى يا حبيبى … “أحلام” ممكن تخدعك تانى وتحاول تأذيكى أنتى أو “مؤمن” … بلاش يا “نسمه” ….
بوقت آخر كانت لتتفق تماماً معه لكنه ريبتها وشكها به جعلها عنيده للغايه خائفه بشكل هستيرى ولا تجد سوى “أحلام” إلى جوارها فـ”دنيا” و “سحر” بعيداً جداً عنها لتهتف بعناد …
_ لا متخفش عليا … أنا بقيت بعرف مين بيكدب عليا ومين لأ ….
إسلوبها المتوارى شعر به عمر أنها تقصد شيئاً آخر دون أن يدرى ما هو ، وبنفس الوقت لم يشأ أن يعارضها حتى لا تنتكس مرة أخرى وعليهما زيارة الطبيبه النفسيه الجديده التى أوصت بها طبيبتها النفسيه بالمنيا ….
أضطر “عمر” على موافقتها بإستسلام مؤقتاً …
_ زى ما تحبى حبيبى … المهم متزعليش …
ودعها “عمر” متجهاً للمكتب لتهاتف “نسمه” “أحلام” لمقابلتها على الفور حتى يتسنى لهما مراقبه “عمر” كما إتفقتا سوياً ….
___________________________________
بيت ناجح …
وقف جميع أفراد العائله ومعهم “دنيا” بشرفات البيت المواجهه للطريق فى إنتظار عودة الجد “ناجح” بعد رحلته إلى مكه لأداء فريضة العمرة …
هى بالكاد رأت صورته معلقه بالشقه لكنها وقفت تنتظر عودته بشغف شديد ليس لأمر الميراث مطلقاً بل لما عرفته عنه من قوة وحكمه …
توقفت إحدى السيارات أمام البيت مزدوج السُلم الخارجى خاصتهم ليتعالى هتاف الأبناء والأحفاد فرحاً بعودة الجد “ناجح” …
ترجل من السيارة كهل طويل البنيه نحيف الوزن بخلاف بقيه العائله الممتلئه الأجسام ، يرتدى جلباب رمادي واضعاً عباءه بنيه اللون فوق كتفيه زادت من هيبته …
رفع الجد رأسه للأعلى بإبتسامه خفيفه ملوحاً لهم رداً على هتافهم الحار ثم دلف إلى داخل البيت بهداوه وبطء …
أسرع الجميع بالدخول لإستقبال الجد بحفاوة أحبتها “دنيا” للغايه وهى ترى الجميع يلتف بحب وود حقيقى تجاه هذا الكهل الذى دلف للشقه للتو بينما وقفت هى تطالعهم من بعيد فهو لا يعرفها بعد …
ولم يكن الأمر بالصعوبه ليتعرف عليها الجد ليؤشر لها ماداً ذراعه نحوها بعدما أفرغ من سلامه للجميع قائلاً …
_ أهلاً أهلاً ببنت الغالى …. إزيك يا بنتى وإزاى “راضى” ….؟!!
بتأدب شديد إقتربت “دنيا” وهى ترد تحيته …
_ الحمد لله يا جدو … حمد الله على السلامه ….
_ الله يسلمك …
ثم نظر لأبنائه “ممتاز” و “مصطفى” و”إخلاص” …
_ تعالوا نقعد يا ولاد … أحسن تعبت من المشوار والسفر ….
إلتف الجميع حول الجد ليروى لهم بغبطه عن رحله عمرته وما رآه بمكه والمدينه ، تلك الرحله التى أعادت إليه الروح وراحه النفس التى كان يسعى إليها ….
___________________________________
نسمه ….
قابلت “نسمه” “أحلام” بالقرب من البنايه التى تقطن بها ومعاها “مؤمن” لتتجها نحو مكتب “عمر” الجديد فربما بهذه الزيارة تستطيع أن تدرك ما إذا كان “عمر” قد تغير نحوها أم أنه مازال باقياً على عهدهما ….
كلما كانت تدنو من الحى الذى يقع به مكتبه كلما إنخفضت دقات قلبها وإزدادت شحوباً ، هى تخشى معرفه ما يخبئه لها القدر فليت المقدر المحتوم يقع دون إنتظاره …
وقفت “نسمه” بالزاويه المقابله للبنايه وهى تتطلع نحوها بتخوف …
_ حاسه إن قلبى حيقف يا “أحلام” …!!!
_ تحبى نروح …؟!!!
_ لأ لأ … أنا عايزة أعرف …
أخذت “أحلام” تكذب كل شئ لتطمئن “نسمه” قليلاً …
_ أنا برضه بقولك كل ده ولا حاجه … إطمنى وحتعرفى وتتأكدى إنك فاهمه غلط وإن مفيش حاجه من إللى فى دماغك دى …
أجابتها بتمنى من قلبها أن كل شيء يكون كذباً وإفتراء عليه فهى لن تتحمل الدنيا بدونه …
لكن يشاء القدر بوصول “نورهان” إلى المكتب بنفس التوقيت لتقف لبرهه تضبط من خصلات شعرها المموج قبل أن تدلف إلى داخل البنايه بتغنج شديد وهى تكاد تترنح من ضربات كعب حذائها المدبب …
تلك الضربات التى وقعت بقلب “نسمه” بدون إنتظار ، تخطفه معها لتتيبس محلها وهى تطالع تلك المتلونه صاعده إلى مكتب زوجها ….
تلاشت كل الكلمات وهى تشير بصدمه تجاه الفراغ الذى خلفته “نورهان” خلفها ناظرة إلى “أحلام” التى زمت شفاها بإحباط تام …
أخذت “نسمه” تهمهم بنبره مختنقه وقد حالت العبرات بعيونها القططيه ..
_ هـ….هـ….هى … هى يا “أحلام” … هى إللى فى الصورة …!!!!
لم تجد “أحلام” ما تجيب به صديقتها لكنها فزعت للغايه وهى ترى “نسمه” قد سحبت روحها ووقعت أرضاً فاقده للوعى ….
إلتف الماره نحوهم وقد حاولت إفاقتها لكنها لم تقدر فإقترح أحدهم نقلها لأحد المستوصفات الصحيه القريبه …
أمسكت “أحلام” جيداً بيد “مؤمن” تتبع هؤلاء الأشخاص اللذين حملوا “نسمه” إلى المستوصف وقد تخوفت للغايه من أن يكون قد أصابها مكروه …
____________________________________
مكتب عمر …
دلفت “نورهان” إلى المكتب وسط تلك الأعين التى تراقب خطواتها وهى تتهادى بدلال قبل أن تطرق باب المكتب ….
سمعت صوت “عمر” هاتفاً بالسماح لها بالدخول …
_ إتفضل ..
فتحت “نورهان” الباب بإبتسامه عريضه إمتعض لها وجه “عمر” على الفور فليس بينهما موعد حتى تأتى إلى مكتبه اليوم …
_ أستاذه “نورهان” … أهلاً … إتفضلى …
أغلقت “نورهان” الباب من خلفها وهى تردف بنبره معاتبه مرققه من صوتها بنعومه …
_ إيه أستاذه “نورهان” دى …. ما خلاص بقى يا “عمر” … شيل الألقاب دى … هو إحنا بقينا أغراب …؟!!
_ معلش برضه … الإحترام واجب …
قالها “عمر” بنبرة يقصد بها الإلتزام بالحدود بينهم ، وقف من جلسته متجهاً نحو باب المكتب كى يتركه مفتوحاً فلا داعى لإغلاقه …
فهمت “نورهان” مقصده لتعترض طريقه هامسه بنبره مثيره للغايه تحاول بها الإيقاع بـ”عمر” حلمها الذى لم تتنازل عنه بعد إنتهاء دراستهم ، تلك السنوات التى لم يشعر حتى بوجودها مطلقاً وما كان عليه سوى السعى خلف تلك الساذجه المدعوة(نسمه) …
_ “عمر” … بلاش تبقى دايماً بعيد … أنا مش عارفه إنت خايف ليه … ؟!!!!
أبعدها “عمر” عن طريقه بإشمئزاز منها وهو ينظر تجاهها بتقزز ساخط …
_ إحترمى نفسك … وإفهمى إنتى بتتعاملى مع مين … مش أنا اللى أقع مع واحده من عينتك ….؟؟!
إحتدت “نورهان” لرفضه لها وإهانتها بتلك الصورة لتردف بحده …
_ فوق يا “عمر” من إللى إنت فيه … كفايه بقى تربط نفسك بواحده مريضه زى “بسمه” دى … شوف مين اللى يقدر يسعدك و …
قاطعها “عمر” بعنف وهو يقلل من قيمتها مدافعاً عن زوجته …
_ بس بس … إوعى تجيبى سيرتها على لسانك القذر ده … تكونى إيه إنتى عشان تتكلمى عنها … دى فوق دماغك …
أثارت حنقه بشده ليتجه نحو باب المكتب ليخرج منه ويعود بوقت لاحق تكون تلك البغيضه قد رحلت لكنه قبل أن يرحل نظر اليها بنظرة جانبيه بإحتقار بالغ قائلاً …
_ وإسمها “نسمه” … مش … “بسمه” …!!!!!
خرج من المكتب كافه متجهاً إلى مكتب المحاسبه الذى يعمل به “وائل” مبتعداً عن تلك البغيضه ….
بينما ضربت “نورهان” قدمها بتذمر لتشبث “عمر” بتلك قليله الشأن ويتركها هى ، هى التى يسعى الجميع لنيل رضاها والتقرب منها ….
لم تجد بُد سوى الإنتقام منه حتى يعود إليها طالباً السماح والغفران …
إتجهت لدرج مكتبه تحاول فتحه لكنها وجدته مغلق بالمفتاح لترتسم إبتسامه ساخرة على شفتيها الغليظتان وهى تخرج دُبوس من شعرها لتفتح به الدرج بسهوله كما لو أنها إعتادت فعل ذلك من قبل …
أخذت تقلب بمحتويات الدرج حتى وجدت غايتها لتمسك بالملف وقد لاحت على وجهها إمارات الشماته فلا أحد يستطيع مجابهتها مهما كان ….
____________________________________
المستوصف
بصعوبه أخذت “نسمه” تفتح عيناها بوهن شديد ، شعرت بالفزع لوهله وهى تبحث عن “مؤمن” فهى ليس لديها إستعداد لخسارته مرة أخرى …
تنهدت براحه لوجوده إلى جوارها برفقه “أحلام” ، أخذت أحلام تربت على كتفها بهواده مؤازرة إياها …
_ سلامتك يا حبيبتى …
دلفت الطبيبه إلى الغرفه الصغيرة التى إستلقت بها “نسمه” وهى تتحلى بإبتسامه مجامله …
_ إيه يا ستى … بتحبى تقلقى الناس عليكى ليه … هاه … مش نتغذى وناكل كويس ولا إيه ….؟!!!
أومات “نسمه” بخفه وهى تدير وجهها التعيس بالجانب الآخر ، لتقذف الطبيبه الخبر بدون النظر إلى “نسمه” مطلقاً بل أخذت تدون بعض المقويات والأدويه بدفترها قائله …
_ عموماً يا مدام الحمل لسه فى البدايه ولازم تاخدى بالك من الغِذا بتاعك أكتر من كدة …
إلتفتت لها “نسمه” بفزع متفاجئه مما تتفوه به تلك الطبيبه لكن تفاجؤها لم يكن شيئاً أمام تفاجئ “أحلام” التى هوى قلبها بسماعها هذا الخبر …
إنتفضت “نسمه” محاوله الجلوس وهى تتسائل بعدم تصديق …
_ أنا حامل …؟!! إزاى ده … وإمتى .. ؟!!
ضحكت الطبيبه بطريقه مستفزة للغايه وهى تلوح بالورقه تجاه “أحلام” …
_ أهو يا ستى … ربنا عاوز كدة … مبروك … هاتوا الدوا ده ضرورى وتتغذا كويس …
أمسكت “أحلام” بقائمه الأدوية التي أعطتها لها الطبيبه ومازالت تشعر بالذهول تماماً ثم رسمت إبتسامه خفيفه تجاه “نسمه” قائله …
_ حروح أجيب الدوا وأرجعلك عشان نركب ونروح على طول … خلى “مؤمن” هنا …
أومأت لها “نسمه” بالتفهم وهى تحمل “مؤمن” ليجلس إلى جوارها فوق الفراش بإنتظار عودة “أحلام” وهى تشعر بأنها مغيبه تماماً كما لو كانت تحلم وأنها لا تعيش كل هذا بواقعها …
بعد قليل عادت “أحلام” تحمل حقيبه بلاستيكيه بها بعض الأدويه لترافق “نسمه” بعد ذلك إلى شقتها مرة أخرى ….
____________________________________
بيت ناجح ….
دعى الجد “ناجح” حفيدته للجلوس إلى جواره وسط ترقب الجميع لإنهاء إجراءات الميراث التى أرسل لوالدها بطلبه لإعاده الميراث لهم …
جلست “دنيا” تتفحص أعين الجميع التى تنتظر قرار الجد واجب التنفيذ بخصوص الميراث الذى يخص والدها وعليها بعد حصولها عليه العودة مرة أخرى إلى القاهرة …
توقفت عيناها تجاه “ناجح” الذى وقف منتظر حديث جده بإهتمام بالغ لتشعر “دنيا” بغصه علقت بقلبها فعليها الرحيل بعد إنتهاء تلك الإجراءات ، حزن عميق سكن قلبها ، هى لا تود الرحيل بل تريد البقاء إلى جوارهم هنا ، خاصه هو ذو الإبتسامه المحببه …
هل كُتب الفراق بالنهاية دون حتى البدء ، سترحل غريبه كما أتت غريبه …
صوت الجد الحازم أخرجها من أفكارها وهو يوجه حديثه إليها …
_ شوفى يا بنت “راضى” … أنا فعلاً عاوز أرجع الميراث بتاع أبوكى عشان أخلص من ذنب مربوط فى رقبتى …
كادت “كاميليا” تقفز فرحاً لإنتهاء كل شئ وستعود تلك النحيفه لحياتها لتبقى هى و”ناجح” معاً وتتاح لها فرصتها معه مرة أخرى …
أكمل الجد حديثه واضعاً شرط واجب النفاذ لتنفيذ تلك الوصيه التى يوصى بها …
_ بس …. أنا عندى شرط لده …؟!!!!
إنتبهت “دنيا” للغايه لما يتفوه به الجد فلم تكن تظن أن هناك شرط لحصولها على ميراث والدها …
كذلك ترقب الجميع دون إدراك ما يقصده الجد …
تسائلت “دنيا” بإستراب …
_ شرط …!!!! شرط إيه ….؟!!
رفع الجد بصره تجاه “ناجح” قائلاً …
_ شرطى إنك تتجوزى “ناجح” إبن “ممتاز” إبنى …
وقع تلك المفاجأه أطلق أصواتاً عديده بنفس الوقت كان أبرزهم رفض قاطع من عمتها “إخلاص” وإبنتها “كاميليا” وهمهمات من البعض دون فهم مغزى ذلك هل هو رفض أم قبول …؟!!!
لكن الصدمه كانت بنظرة “دنيا” و”ناجح” ربما يريدان ذلك حقاً لكن ليس إجباراً بتلك الصورة …
(لكن ما الذى يهم الآن) ، هكذا قالها “ناجح” بداخله لترتسم إبتسامه لطيفه فوق ثغره تبعها بغمزته الشقيه لـ”دنيا” ثم إصطنع الضيق هاتفاً برفض مزيف …
_ هو إيه ده … وانا مالى أنا … هو الجواز بالعافيه يا جدى …!!!!
أنهى ثورته المصطنعه بغمزة أخرى تجاه “دنيا” لتوارى هى الأخرى ضحكتها السعيده بثورة زائفه أيضاً …
_لا حرام بقى يا جدو … مينفعش كدة … أنا ليا رأى … مش كدة …!!!!
صرخ بهما الجد بصرامه لتنفيذ أمره خاصه بعد تلك العبارات المستنكرة من حوله …
_ هى كلمه … ومحدش يقدر يراجعنى فى كلامى … بكرة كتب كتاب “ناجح” و”دنيا” والفرح كمان إسبوعين … خلص الكلام …
تظاهرت “دنيا” بالطاعه والإستكانه و”ناجح” أيضاً كالمغلوب على أمرهم …
_ إللى تشوفه يا جدى …
_ خلاص … كل واحد يروح يشوف حاله وأنا حكلم “راضى” ييجى بكرة هو وأمك نكتبوا الكتاب …
دلف بعدها الجد إلى غرفته وعاد كل منهم لشقته بالأعلى وسط تذمر شديد من “كاميليا” التى دلفت لغرفتها بشقه الجد بغضب عارم …
لم يبقى سوى “إسماعيل” و”كريم” الصغير و”ناجح” الذى إقترب من “دنيا” قائلاً بمزاح …
_ يلا أهو أكسب فيكى ثواب …
نظرت له “دنيا” بغيظ قائله …
_ ده إنت يا عينى إللى محدش راضى بيك فقلت أجبر بخاطرك …
توقعت إستكمال مناوشتهم اللطيفه حين همس بعشق ..
_ الله يجبر بخاطرك … هو أنا كنت أطول …
رفعت له عيناها لترى حقاً نظرات هائمه عشقاً بها لتنكس رأسها خجلاً بسعاده لا توصف ثم دلفت مسرعه إلى غرفتها وسط أعين “إسماعيل” المراقبه لهما ….
____________________________________
شقه نسمه …
جلست “نسمه” بضعف شديد حين أقبلت “أحلام” نحوها بكوب من العصير قد أعدته خصيصاً لها فور عودتهم إلى الشقه لتصر عليها إحتسائه بشده …
_ إشربى حبيبتى عشان تتقوى كدة …
_ لا يا “أحلام” … ماليش نفس خالص …
_ لاااااا … ما هو مينفعش … إنتى ضعيفه أوى ومحتاجه أى حاجه تقويكى … مش شايفه وشك عامل إزاى …
بإستسلام لـ”أحلام” أمسكت “نسمه” بالكوب لتحتسي العصير كله وهى تبتلع غصه بحلقها ونار بقلبها لا تستطيع تحملها ….
_ لازم أواجهه … لازم … لو مش عاوزنى يقولى … مش يقابلها كدة من ورايا … أنا … بعد كل إللى بينا ده … يخونى يا “أحلام” ….!!!
حاولت “أحلام” تهدئه نفس “نسمه” قليلاً …
_ إهدى كدة … مفيش داعى تخربى بيتك … يمكن بينهم شغل … ولا الحكايه متستاهلش الإنفعال ده … إهدى كدة وفكرى الأول قبل ما تتسرعى …
تهدجت أنفاس “نسمه” وأرجعت رأسها للخلف فلم تعد تحتمل حقاً ، لقد أصبحت مجهده للغايه ….
نظرت “أحلام” بساعه يدها ثم أردفت بضيق …
_ معلش يا حبيبتى … أنا لازم أروح … “عبده” زمانه راجع من الشغل ..
أغمضت “نسمه” عيناها وتفهمت “أحلام” أنها تدرك مقصدها فإنصرفت عائده إلى شقتها تاركه نسمه بوهنها وأفكارها المحزنه …
___________________________________
دنيا …
أخذت تدور وتدور بسعاده بالغه ، حقيقه لم تكن تتوقع هذا الشرط ، ولم تتوقع فرحتها به ، ولم تتوقع رؤيه نظرة العشق بعيناه …
كم كان رقيقاً حالماً كما كانت تتمنى ، تلك الكلمه التى تنبع من القلب و التى إنتظرتها لسنوات وسنوات …
لأول مرة تشعر بحب حقيقى يعصف بها ، لم يكن ما مرت به من قبل يسمى عشق مطلقاً ، لقد كانت صغيرة لا تدرك ولا تعى ما معنى تلك الكلمه ولا تلك الأحاسيس فما تشعر به اليوم مختلفاً تماماً عما كانت تظن أنها عاشت به من قبل …
أمسكت “دنيا” هاتفها لدعوة صديقاتها لعقد قرآنها بالغد ….
إتصلت بالبدايه بـ “سحر” وأبلغتها بذلك بسعاده تفوق الوصف حقاً ثم حاولت الإتصال بـ”نسمه” لكن هاتفها كان مغلقاً فقررت الإتصال بـ”عمر” لتخبره بموعد عقد قرآنها بالغد وعليهم الحضور دون تأخير ….
____________________________________
مكتب المحاسبه …
جلس “عمر” يتأفف من تصرفات تلك المقيته التى أجبره “وائل” على التعامل معها ليصب غضبه عليه فهو السبب الرئيسي للتعامل مع مثل تلك الغير سويه …
_ مش معقول يا أخى … إنسانه حقيرة ومستفزة … إيه ده !!!! … ما تروح ترمى بلاها على غيرى .. أنا راجل متجوز وبحب مراتى …
كان يشعر “وائل” بأنه محق بما يقول لكنه حاول التملص من كونه السبب لمعرفتهم بعضهم ببعض وربما يشعر ببعض الغيره من تفضيل “نورهان” لـ”عمر” عنه ليمزح بسماجه أثارت حنق “عمر” أكثر ..
_ حد يطول … وبعدين يعنى هى “نسمه” عارفه حاجه ما تفك كدة وتمشى أمورك …
_ إنت بتستعبط!!!! … لا ده طبعى ولا “نسمه” تستاهل منى كدة … وبعدين تطلع مين دى إللى تقارن نفسها بـ”نسمه” … بس بس ده أنت كل يوم بيطلع فيك صفات أوحش من إللى قبلها ….
دق هاتف “عمر” برقم “دنيا” لينظر نحو شاشه هاتفه بإستراب قاطعاً حديثه مع “وائل” ليجيب هذا الإتصال …
_ ألو …. “دنيا” … إزيك ….
إنتبه “وائل” لذكر إسم “دنيا” ليتابع تلك المكالمه بإهتمام بالغ مصنعاً البرود كعادته …
_ إزيك يا “عمر” … برن على “نسمه” تليفونها مقفول …!!!
_ مقفول .. غريبه ليه … ؟!!
_ مش عارفه … عموماً أنا بتصل عشان تبلغها إن كتب كتابى بكرة على إبن عمى فى بنى سويف … لازم تيجوا … ضرورى …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)