رواية زئير القلوب (عروس مصر) الفصل الثاني عشر 12 بقلم سهام أحمد
رواية زئير القلوب (عروس مصر) الجزء الثاني عشر
رواية زئير القلوب (عروس مصر) البارت الثاني عشر
رواية زئير القلوب (عروس مصر) الحلقة الثانية عشر
هل تتوقف الحياة عند الفراق؟!
تختلف إجابة هذا السؤال فيما إذا كان الفراق ابدي أم أنه فراق زمني، عندما نفقد شخصا ما إلى الأبد بالطبع يمكن أن تتوقف الحياة لفقدانه، لكن ليس دائما وليس لمدة طويلة؛ لأن هذا الفراق يترك جرحا لن يداويه الزمن لكنه لن يزداد ولن يكبر ألمه، فنحن نتقبل واقع أن هذا الشخص غادر الحياة إلى الأبد.
أما إذا كان الفراق زمني فهذا الذي لن يداويه زمن ولن يغلق الجرح بمرور الوقت بل العكس، يزداد الجرح ويفتح مجددا كلما رأينا هذا الشخص أو جمعتنا به الصدف، يتجدد الجرح وتزداد آلامه، ترى شخص كان بالنسبة إليك الكون بأكمله ولن تستطيع الاقتراب منه، فقط تتألم لرؤيته.
لكننا نتعايش مع الأمرين ونتقبل الواقع مهما كانت حدته، فقلوبنا المؤمنة بقضاء الله وقدره وأنها لن تصاب الا بما كتب عليها ولن تأخذ الا ما كتب لها، سبب للبقاء.
تفقدت ليلى جبهة والدها فكانت حرارته مرتفعة للغاية، حتى أنه لم يستطيع التحدث إليها، زعرت ليلى وظنت انها ستفقده كما فقدت والدتها:
-بابا بابا؟ مالك يا حبيبي فيك ايه؟ انت حرارتك عالية اوي انا هكلمك الدكتور بسرعة.
خرجت من الغرفة تركض لجلب هاتفها، قامت بمهاتفة الدكتور خالد وهي تبكي:
-الو خالد الحقني.
-في ايه يا ليلى مالك فارس كويس انتي كويسه انطقي في ايه؟
-بابا تعبان اوي ارجوك تعالى بسرعة انا مش عارفة ماله.
-طب اهدي اهدي مسافة السكة واكون عندك سلام.
خرج خالد مسرعا إلى سيارته حتى وصل إلى منزل ليلى، طرق الباب فتركت ليلى تلك الفوطة المبللة من يدها حيث كانت تضع كمادات بارده على رأس والدها لخفض درجة حرارته حتى وصول الدكتو:
-خالد اتفضل.
-ايه يا ليلى هو فين؟
-انا في اوضته.
-ممكن تفهميني ايه اللي حصل طيب.
-والله انا ماعارفة صحيت من النوم مالقيتوش مستني كالعادة، استغربت دخلت اشوفه لقيته نايم وحرارته عالية جدا، عملته كمادات لحد مانت جيت دلوقتي.
-تمام كويس جدا تعالي معايا.
دخل خالد الغرفة مبتسما حتى لا يشعر السيد فارس بشدة مرضى ويشجعه على الاستجابة للعلاج:
-سلام عليكم، ايه يا عمو فارس قلقتنا عليك يا حج مالك بس في ايه؟ ممكن تديني ايدك تقيس الضغط.
مد السيد فارس يده، ثم قام خالد وقال:
-ممكن تفتح بؤك تقيس الحرارة، امممم اه حرارتك عالية شوية.
بعدما قام بفحصه جيداً قال:
-مفيش حاجة اطمنوا زي الفل شوية برد بس جامدين حبة وهايروحو لحالهم، انا هكتب لحضرتك علاج تاخده بانتظام وان شاء الله هتبقى زي الفل، بعد اذنك، ليلى تعالي معايا.
خرجت ليلى مع خالد قلقة امسكت بزاعه:
-خالد ارجوك ماتخبيش عليا بابا فيه حاجة؟
-لأ والله يا ستي ابدا بابا زي الفل، شوية برد زي ما قلتلك بس هو مع السن الموضوع صعب شوية مش اكتر.
-بجد يا خالد؟
-لازم احلف تاني يعني، اطمني والله بابا كويس، بصي انا نخرج دلوقتي اجيب الأدوية واجبهالك، عندي شغل حوالي ساعتين كده هخلصه وارجعلك اطمن عليه، المهم تعديله علاجه وهانشوف.
-تمام حاضر انا متشكرة يا خالد واسفة تعبتك معايا وخضيتك.
-عيب عليكي ماتقوليش كده، يلا سلام.
-مع السلامة.
خرج خالد واتجه إلى صيدلية قريبة بعض الشيء فوجد أحد أبناء جيران ليلى فقال له:
-ازيك يا محمد عامل ايه؟
-الحمد لله يا دكتور.
-انا راجع البيت والا رايح فين؟
-انا بجيب مسكن لبابا وراجع على طول.
-طب ممكن تدي ده لطنط ليلى عند بيت جدك فارس، قولها إن انا اللي باعته.
-حاضر يا دكتور.
-شكرا يا حبيبي.
ذهب الصبي إلى باب منزلها وطرق الباب، فتحت ليلى مبتسمة بلطف:
-ازيك يا محمد عامل ايه وبابا وماما عاملين ايه؟
-الحمد لله يا طنط خدي ده باهته الدكتور خالد.
-اه يا حبيبي شكرا ربنا يخليك.
-حضرتك محتاجة حاجة تانية.
-شكرا يا محمد سلملي على ماما وبابا.
-يوصل إن شاء الله سلام.
-مع السلامة.
أعطت ليلى الداء لوالدها وخلد إلى النوم، رن جرس الهاتف بمكالمة واردة من خالد:
-الو ايه يا خالد.
-انا اتصلت اقولك ماتقلقيش على فارس أنا هجيبه معايا؛ علشان عارف انك مشغولة مع باباكي.
-ربنا يخليك يا خالد تسلم انا بجد كنت لسه بفكر هجيبه أزاي.
-ولا يهمك يا ستي انا هجيبة واطمن على عمو فارس.
-ماشي تمام تنور في اي وقت.
جلب الدكتور خالد فارس الصغير من روضته وهكذا ظل يكرر الامر طوال فترة مرض السيد فارس، بعد مرور ثلاثة أيام من مرضه، استيقظت ليلى كعادتها وخرجت من غرفتها على امل ان تجده منتظرها على طاولة الطعام، لكن الامر قد طال وانتابها القلق، دخلت غرفته تتفقد حالته وجدته مستيقظا على فراشه وحالته افضل من قبل.
فرحت ليلى كثيراً عندما رأته يتحسن:
-بابا حبيبي صباح الخير يا قلبي عامل ايه دلوقتي؟ انا شايفه انك بقيت احسن الحمد لله.
ابتسم وهو يربت على يدها:
-الحمد لله يا ليلى، امال فين فارس؟ وحشني اوي الواد ده.
-حبيبي فارس في الحضانة اول ما يرجع هجيبهولك.
-الدكتور خالد فين يا ليلى؟
-مش عارفة بس اكيد هيكون في المستشفى حالياً، حضرتك كويس حاسس بحاجة؟
-لأ يبنتي انا تمام بس عايزك تتصلي بيه عايزه في كلمتين.
تعجبت ليلى من طلبه وشعرت بأن هناك شيء ما يخفيه عنها، ترى ما الامر!؟ ليست علاقتهم تلك العلاقة التي يتخللها اسرار او ما شابه، لكنها لم تتردد في تلبية طلبه:
-حاضر يا بابا هكلمه واقوله هو ممكن يجي بعد الضهر كده؛ لانه بصراحة من وقت ما حضرتك تعبت وهو بياخد فارس ويجيبه كل يوم للحضانة.
-كتر خيره خالد ابن حلال، خلاص لما يجي خليه يدخلي ولو كنت نايم صحيني يا ليلى.
-حاضر يا بابا حاضر، هقوم احضر لحضرتك الفطار؛ علشان تاخد العلاج.
-لأ انا هنام شوية ماليش نفس دلوقتي اقفلي الباب وراكي من فضلك.
-حاضر.
خرجت ليلى من الغرفة واغلقت الباب ووقفت أمامه يجول في خاطرها الف فكرة عن الحالة الغريبة التي اصبح بها والدها، تملكها القلق والشعور بالخوف، تردد في خاطرها:
-هو في ايه ايه الحكاية بابا مصر ليه كده على انه يشوف خالد؟! استرها يارب، يارب يكون بخير.
جلست ليلى في غرفة المعيشة تنتظر قدوم خالد، طرق الباب فاسرعت إليه تفتحه:
-قول لماما انا جيت يا ماما.
-حمد الله على السلامة يا قلب ماما، ازيك يا خالد تعالى ادخل اتفضل.
-عمو فارس عامل ايه انهارده؟
-والله ماعارفة اقولك ايه انهارده حالته غريبة جداً، بس هو مستنيك.
-خير في ايه؟! في حاجة تعباه؟
-تعالى ندخله سوا انا خايفة عليه اوي يا خالد انهارده مش مطمنة.
-ياستي خير إن شاء الله ماتقلقيش عليه، تعالي.
دخلت ليلى غرفة والدها وهي تحمل فارس وخلفها خالد:
-بابا دكتور خالد جه.
فتح عينيه وقال:
-اتفضل يا دكتور اقعد، هاتي فارس يا ليلى.
أقبلت عليه بالطفل، فقام بتقبيله وتقبيل يديه ثم قال:
-ربنا يباركلك فيه، من فضلك سيبيني انا والدكتور خالد شوية.
تحدثت ليلى بإحراج وخجل:
-حاضر يا بابا انا برا لو احتجتوا حاجة.
خرجت ليلى من الغرفة واغلقت الباب اعتدل السيد فارس قليلاً من نومه يسند ظهره إلى مقدمة السرير، امسك بيد خالد وقال:
-بص يا خالد يبني انت ابن حلال وربنا يعلم بمعزتك عندي.
-ربنا يخليك يا عمو فارس.
-خليني اكمل كلامي للآخر واسمعني كويس.
-طبعا اتفضل حضرتك.
-انا هسيبك معاك امانة امانة غالية اوي عليا، وعارف ومتأكد أن ماحدش هيحافظ عليها غيرك.
-عنيا يا عمو فارس قولي لمين وانا اوصلها لحد باب بيته.
-قلتلك خليني اخلص كلامي للآخر يا خالد.
اشار خالد إليه معتذرا واكمل اليد فارس حديثه قائلاً:
-الامانة دي ليك انت يا خالد امانتي ليك هي ليلى، انا عايزك تتجوزي ليلى بنتي يا خالد، انا خلاص اللي باقي مش اكتر من اللي راح من عمري وعايز ،اكون مطمن عليها قبل ماقابل ربنا، انا عارف انك لسه مادخلتش دنيا ويمكن اكون بتقول عليك بطلبي، مش هزعل لو رفضته طبعا بس انا عايزك تفضل جنبها على طول بعد ماموت.
-ممكن اتكلم.
-اه اتفضل يا خالد.
-عمو فارس قبل اي حاجة ربنا يديك طولة العمر ويخليك لينا، وإن شاء الله تفرح بليلي وفارس كمان، عايز اكون صريح معاك انا عمري ماتوقعت إن حضرتك ممكن تطلب مني الطلب ده، عايز حضرتك تفهمني اناااا.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زئير القلوب (عروس مصر))